الموضوع: مصطلحات قرآنية
عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية kumait
kumait
عضو برونزي
رقم العضوية : 65773
الإنتساب : May 2011
المشاركات : 452
بمعدل : 0.09 يوميا

kumait غير متصل

 عرض البوم صور kumait

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : kumait المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي من أجمل المفردات القرآنية
قديم بتاريخ : 17-11-2012 الساعة : 02:04 AM


من أجمل المفردات القرآنية
السيد علي عبد المحسن السلمان

تتلاطم أمواج مفردات اللغة العربية في بحر المصحف الشريف لتأخذ البعد الحقيقي في عذوبتها وجمالها وتنعكس صورتها لتحمل أجمل الألوان الفنية التي تكوّن منها فسيفساء الحروف والكلمات والجمل. والمتمعن اليقظ يدرك ويتذوق الفن الحرفي والكلمي في المعنى واللفظ للآيات الكريمة من حيث الاستخدام، بحيث يفرق بين الكلمات التي تتحد في اللفظ وتختلف في المضمون..

ولكي لانطيل الحديث في هذا المجال اليك عزيزي القارئ بعض المفردات الواردة في القران الكريم والتي يجدر بي وبك ان نمعن النظر فيها.

المفردتان «الحمد – الشكر»

1- الحمد: ويعني الثناء على عملٍ أو صفةٍ عن إختيار كقوله ﴿ وقل الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولداً وقوله ﴿ وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن أوكالثناء على الرجل الكريم لكرمه والشخص الخلوق لحسن أخلاقه.. وجاء في لسان العرب أن الحمد نقيض الذم ويكون عن يد وعن غير يد بمعنى الاختيار أو غير الاختيار، ويأتي هذا المصطلح بشكل أعم من الشكر لان الشكر لايكون إلا عن يدٍ اما المدح فيكون أعم الاثنين «الحمد والشكر»، فيقال مدحت فلاناً لحسن تصرفه «اختيار» ويقال مدحت القمر لجماله «خارج الاختيار»، ولايقال حمدته لجماله.

2- الشكر: هو الثناء على المنعم لنعمه، ويكون اخص من الاثنين «الحمد والمدح» وبذلك تكون هذه المفردة اشبه ماتكون لفئة خاصة من العباد ﴿ وقليل من عبادي الشكور 13 سبإ. وكثير ماتشير الايات القرانية الى التزامن بين الشكر لله سبحانه والنعم السابغة على العبد رحمة منه بعبده كقوله ﴿ وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون 78 النحل إشارة الى نعمة الجوارح والحواس أو كقوله ﴿ وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون 26 الانفال إشارة الى الامن والنصر منه سبحانه للمسلمين والرزق من الطيبات بعدما كانوا موطئ الاقدام يشربون الطرق ويقتاتون القد كما قالت السيدة الزهراء ع أو كقوله ﴿ ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون 73 يس إشارة الى الانعام التي سخرها الله سبحانه..

المفردتان «الاسراف – التبذير»

1- الاسراف: تاتي هذه المفردة مصداق الصرف اكثر مما ينبغي في كثير من الموارد كما في الافراط في صرف المال ﴿ والذين اذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا 67 الفرقان أو الافراط في ارتكاب المعاصي ﴿ قل ياعبادي الذين أسرفوا على انفسهم لاتقنطوا من رحمة الله 53 الزمر أو تجاوز الحد ﴿ وكلوا وأشربوا ولاتسرفوا 31 الاعراف أو مخالفة الواجب في التنفيذ ﴿ فلا يسرف في القتل إنه كان منصوراً 33الاسراء. وعليه ومن خلال هذا التبسيط المختصر نستطيع ان نقول ان مفهوم الاسراف هو مجاوزة الحد في القول والفعل وهو مذموم، وهذا المفهوم يشمل العناوين الآنفة الذكر بحيث يأخذ مفهوم واسع وشامل. وعندما تأتي هذه المفردة بعنوان الانفاق يكون تعريفه: الانفاق صرف الشئ زائداً على ماينبغي، فنقول لاتسرف في صرف المال أو في الذنوب ولكن لايمكن ان نقول لاتبذر في الذنوب.

2- التبذير:كثيراً مايختص هذا المفهوم بالمال، والتبذير من البذر «بذر البذور» فالفلاح يبذر البذور أي يفرق بينها في البذر ولايجعلها متقاربة، والتبذير المالي هو التفريق في الاسراف بمعنى الانفاق فيما لاينبغي ويرى السيد الطباطبائي ان التبذير يكون على وجه الافساد ولايكون على وجه الاصلاح، ولهذا قرن الله سبحانه المبذرين بالشياطين ﴿ إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً .

المفردتان «الرؤيا – الحلم»

الرؤيا: وهي مايراه النائم في منامه صادق الوقوع ولقد تكرر ذكر الرؤيا كما يقول الدكتور الشيخ محمد الكرباسي سبع مرات في عدة مواضع وهي:

1- رؤيا النبي ابراهيم ع في ذبح ابنه اسماعيل ع .
2- رؤيا النبي يوسف ع في اخوته واخبار ابيه يعقوب ع .
3- رؤيا الفتيان اللذان في السجن مع يوسف الصديق .
4- رؤيا عزيز مصر في مجاعة بلاده.
5- رؤيا الرسول ص في غزوة بدر.
6- رؤيا الرسول ص في دخول مكة.
7- رؤيا الرسول ص في اعتلاء منبره من بني امية.

والمتمعن الحصيف يدرك ان جميع هذه الروئ صادقة الوقوع حيث انها تصنف من انواع الوحي كم جاء في لسان العرب «الرؤيا الصادقة جزء من النبوة»، وجاءعن امير المؤمنين ع انه قال: «رؤيا الانبياء وحي»..

وكذلك رؤيا بعض العباد الصالحين بالنبي الكريم ص او بالامام المعصوم فهذا يعني انها صادقة ولامجال لتفنيدها او لتكذيبها ولهذا جاء في الحديث عنه ص قوله: من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لايتمثل بي..

الحلم: مايراه النائم في نومه وليس له واقع بمعنى لاواقعية له ولهذا جاء في الحديث «الرؤيا من الله والحلم من الشيطان» وجاءت كلمة الاحلام: مفرد لكلمة الحلم تحمل عدة معاني مع «ملاحظة التفريق لمعنى كلمة «ح ل م» بحركة الحرف أو سكون».

الاحلام: وتعني العقول كما في قوله ﴿ أم تأمرهم احلامهم بهذا أم هم قوم طاغون 32الطور، او بمعنى الرؤيا التي لاحقيقة لها كما في قوله ﴿ قالوا أضغاث أحلام 44 يوسف والاضغاث جمع ضغث ويعبر عنه الشيخ الطبرسي في مجمع البيان قبضة من حشيش، بمعنى التباس الاحلام فلايعرف حقيقتها لتشابكها أو بمعني البلوغ كما في قوله ﴿ واذا بلغ الاطفال منكم الحلم فليستاذنوا كما استاذن الذين من قبلهم 59 النور. او بمعنى الحلم وهو عكس الطيش اي ضبط النفس وسعة الصدر كما في قوله ﴿ ان ابراهيم لأواه حليم 114 التوبة .

وأخيراً وليس أخيرا حريٌ بي وبك ايها القارئ الكريم أن نلتمس المعاني الحقيقية لكلمات القرآن الكريم وكيفية استخدامها لأنها تنبأ عن عمق معانيها وغزارة مفاهيمها ولهذا جاءت تصانيفها متعددة تحمل الكلمة عدة معاني في عدة جمل والتي افردت المعاجم اللغوية لها ابواباً لتصنيفها وبيانها على الوجه الصحيح.


توقيع : kumait


يحتاج الإنسان إلى سنتين ليتعلم الكلام وخمسين ليتعلم الصمت
إرنست همنغواي
من مواضيع : kumait 0 تأملات في فتوى جهاد النكاح
0 وجه واحد!
0 هل الهاتف المحمول كان موجودا عام 1938؟
0 الاعلام العربي و أشكالية الضمير..
0 الأرض تستعد لمواجهة «عاصفة شمسية مدمرة»
رد مع اقتباس