عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية عاصف الخزرجي
عاصف الخزرجي
عضو جديد
رقم العضوية : 75879
الإنتساب : Oct 2012
المشاركات : 63
بمعدل : 0.01 يوميا

عاصف الخزرجي غير متصل

 عرض البوم صور عاصف الخزرجي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي الوقت الضائع.. قصة قصيرة بقلم:
قديم بتاريخ : 01-11-2012 الساعة : 03:11 AM


الوقت الضائع



إنه يقف هناك في ذلك الشارع المزدحم المكتض بالمارة والسيارة،
وبضيق شديد تأمل هذه الورطة الكبيرة التي وضع نفسه فيها.. نظر إلى ساعته،
ولم يكن يملك الوقت ليتخذ طريقًا آخر،
فتابع السير وهو يدرك بأنه متأخر إلى الحد الذي يؤكد على لا معنى المتابعة..
يجب أن تكون قريباً جدا لتراه،
لكنه هناك بين الحشود لا يستطيع التوقف..
كان ينظر إلى ساعته كثيراً محاولاً إقناع المارة بعجلته على أمل أن يسمحوا له باجتيازهم ولكن..
لم يكن أحد يأبه لضياع وقت السيد المحترم.
كأنه يمر بهذا الشارع لأول مرة،
وقد اجتاز معظمه ولكنه لا يتذكر فيه إلا ذلك المتسول العجوز، وبائع الجرائد،
وتلك اللافتة الضوئية الكبيرة التي تعلو واجهة أحد المطاعم..
نظر بفضول خجل إلى محل الكماليات النسائية،
فكر حينها بوقته الذي ضاع أثناء محاولته الوصول في الموعد الذي فات أوانه،
وتساءل في نفسه لو أنه أعطى ذلك العجوز المسكين صدقة ما،
أو كان باستطاعته اقتناء جريدته المفضلة،
كذلك إنه كان يشعر بالجوع وما كان ليتغير شيء لو أنه اخذ وجبة خفيفة في ذلك المطعم،
وفي هذه الأثناء شاهد سيدة تمر بشكل خاطف وكانت ترتدي قميصا لم يتأكد من لونه هل كان ورديا أم اصفر..
حاول تذكر ذلك بل وفكر بالذهاب خلفها ولكنه استبعد هذه الفكرة،
خصوصا وإنه يهم بعبور شارع تحتله السيارات،
وفجأة يسمع صوت المكابح وصرير احتكاك اطارات السيارات بالاسفلت..
هناك.. إنها سيارة مسرعة تخلصت من حادث اصطدام لتتوجه إليه..
كان حادثا مروعاً ألقى به على جانب الطريق وارتطم رأسه بحافة الرصيف،
ولم يعد يشعر بجسده فهناك خدر هائل..
لا شيء سوى الدفء الذي يشعر به بسبب الدماء النازفة على جبهته،
فأغمض عينيه بصعوبة ثم فتحهما للمرة الأخيرة،
لكنه لم يرَ سوى الأحذية وإطارات السيارات.



عاصف 2004


من مواضيع : عاصف الخزرجي 0 دماء.. في ظل "النشوة"
0 المهرجان السنوي الثاني للشعر العربي.. تقيمه العتبة الكاظمية المقدسة
0 ابوذية.. چفاه
0 قصيدة.. ما مكتوبة!
0 تخر نعم بس ما اظن مزروفة!
رد مع اقتباس