الموضوع:
دول وإعمار متجدد
عرض مشاركة واحدة
خادم الشيعة
عضو برونزي
رقم العضوية : 21699
الإنتساب : Aug 2008
المشاركات : 1,427
بمعدل : 0.23 يوميا
مشاركة رقم :
8
كاتب الموضوع :
خادم الشيعة
المنتدى :
المنتدى العام
بتاريخ : 25-06-2012 الساعة : 05:43 PM
فتح
الإسكندر المقدوني
الهلال الخصيب
عام 333
قبل الميلاد
وقضى على
الإمبراطورية الفارسية
بقيادة
داريوس الثالث
وأنشأ إمبراطورية مترامية الأطراف ثم مات في
بابل
عام 323
قبل الميلاد
، فاقتسم قواده الإمبراطورية وآل
الهلال الخصيب
إلى حكم
سلوقس الأول
والذي سمى نفسه "ملك سوريا" وسار خلفائه على نهجه، ليظهر مصطلح سوريا بشكل رسمي في التاريخ كتسمية للبلاد لأول مرة.
[40]
اهتم
سلوقس الأول
بالعمارة والبناء ونقل عاصمة مملكته من
بابل
إلى سلوقية التي بناها على اسمه عام 307
قبل الميلاد
وتدعى اليوم
المدائن
، ثم بنى
أنطاكية
ونقل إليها العاصمة سنة 300
قبل الميلاد
تخليدًا لاسم والده أنطوخيوس.
[41]
انتشرت في عهد
سلوقس
وخلفاءه
الثقافة الهيلينية اليونانية
وباتت
اللغة اليونانية
تعامل كلغة الثقافة، وبنيت خلال عهد
سلوقس الأول
فقط 34 ميدنة كان أكبرها إلى جانب
أنطاكية
كل من
أفاميا
قرب
حماه
و
اللاذقية
و
دورا أوربوس
على
نهر الفرات
.
[42]
[43]
شهدت تلك الحقبة استيطان جنود
سلوقس الأول
اليونانيين في سوريا، مختلطين بسكانها الأصليين، وفاقدين بشكل تدريجي هويتهم السابقة بما يعرف باسم التمازج الاثني.
[43]
وقد كُدرت الحقبة السلوقية بسلسلة
الحروب السورية
التي قامت بين
السلوقيين
و
البطالمة
حكام مصر، ولم تنته هذه الحروب حتى عام 198
قبل الميلاد
حين استطاع أنطوخيوس الثالث ضم
الأردن
و
فلسطين
إلى مملكته مبعدًا النفوذ المصري عنها،
[44]
وكان أنطوخيوس الثالث قد قام قبلاً باحتلال
إيران
و
أفغانستان
و
شمال الهند
ضامًا إياها إلى الإمبراطورية.
المدرج الروماني في
بصرى
عاصمة الولاية العربية الرومانية التي شملت القسم الجنوبي من سوريا، وهي مدرجة على
لائحة التراث العالمي
.
الإمبراطورة جوليا دومنا
، أحد أفراد العائلة السيفيرية
الحمصية
التي حكمت روما بين عامي
192
و263
.
أما خليفته
أنطيوخوس الرابع
فقد استطاع عام 169
قبل الميلاد
احتلال مصر وحاصر
الإسكندرية
، وهي المرة الأولى التي تحاصر فيها المدينة منذ تأسيسها، غير أن إمبراطور روما هدد الملك السلوقي فرفع الحصار عنها، وخلال عودته عرج أنطوخيوس الرابع على
القدس
وأقام مذبحًا للإله زفس في قدس الأقداس ضمن
معبد سليمان
ما أدى إلى قيام ثورة عبرية استطاعت تأسيس الدولة المكابية، وهو ما يروى أحداثه بالتفصيل في
سفري المكابين الأول
و
الثاني
في
العهد القديم
.
[44]
إثر وفاة أنطيوخوس الرابع ضعفت الدولة وتفككت أوصالها، واستطاع ديكران ملك
أرمينيا
أن يحتل
كيليكيا
وساحل
بلاد الشام
حتى
عكا
عام 69
قبل الميلاد
، غير أن الرومان هزموه وفتحوا سوريا بعد فترة وجيزة عام 64
قبل الميلاد
تحت قيادة
بومبيوس الكبير
، ودعيت المنطقة "
ولاية سوريا الرومانية
".
كنيسة القديس حنانيا في
دمشق
، واحدة من أقدم كنائس العالم. والقديس حنانيا هو أول
أسقف
للمدينة،
ومعمد
القديس بولس
.
تفاعل السوريون مع الفتح الروماني، واستطاعت العائلة السيفيرية المنحدرة من
مدينة حمص
أن تخرج خمسة أباطرة لروما خلال سيطرتها على العرش بين عامي
192
و
236
وهم
سبتيموس سيفيروس
وزوجته
جوليا دومنا
و
كاراكالا
و
غيتا
و
إيلاغابال
و
الكسندر سيفيروس
، تلاهم
فيليب العربي
بين عامي
244
و
249
وهو من ترأس الاحتفال الألفي لذكرى بناء
روما
.
[45]
[46]
[47]
إلى جانب ولاية سوريا الرومانية استحدثت في جنوب سوريا و
الأردن
الولاية العربية الرومانية، والتي كانت عاصمتها
بصرى
إلى الجنوب من
دمشق
، وتعتبر هذه الولاية وريثة
مملكة الأنباط
.
[48]
ويذكر في هذا الإطار أيضًا
مملكة تدمر
والتي تمتعت بحكم ذاتي ثم ثارت على روما وحازت نفوذًا سياسيًا واقتصاديًا واسعًا خلال عهد
الملك
أذينة
ثم زوجته
زنوبيا
قبل أن يدرمرها الرومان عام
272
.
[49]
أما
المسيحية
والتي بدأت في
القدس
فبحسب
سفر أعمال الرسل
، فقد قام
رسل السيد المسيح
بالتبشير فيها مباشرة، وحسب السفر أيضًا فقد دعي المؤمنون
بالسيد المسيح
مسيحيين
للمرة الأولى في
أنطاكية
عاصمة البلاد آنذاك.
[
أعمال 26/11]
واقام في مدنها عدد من
الرسل السبعون
الذين عينهم
يسوع
حسبما ورد في
إنجيل لوقا
،
[
لوقا 1/10]
أبرزهم حنانيا الذي غدا
أسقف
دمشق
وأمبيلاس
أسقف
الرها
ولوسيوس
أسقف
اللاذقية
وآرستاخوس
أسقف
أفاميا
.
[50]
ومن
دمشق
انطلق
بولس الرسول
أيضًا،
[51]
وتشير التنقيبات والحفريات الأثرية إلى اعتناق السوريين للمسيحية مبكرًا،
[52]
ومن المعروف أن
مملكة الرها
التي قامت شمال
حلب
وحكمتها عائلة الأباجرة هي أول مملكة اتخذت
المسيحية
دينًا رسميًا.
[53]
لاحقًا، عين
مجمع نيقية
عام
325
مدينة
أنطاكية
كرسيًا بطريركيًا إلى جانب أربع مدن أخرى كانت عواصم العالم المسيحي هي:
القدس
و
روما
و
الإسكندرية
و
القسطنطينية
، كما برز العديد من اللاهوتيين السوريين الذين لعبوا دورًا بارزًا في
المجامع المسكونية
واعتبرت مدرسة أنطاكية اللاهوتية من أقوى مدارس العالم المسيحي القديم القديم إلى جانب مدرسة الإسكندرية.
[54]
برزت سوريا خلال القرنين
الرابع
و
الخامس
كمعبر تجاري هام قوامه
طريق الحرير
الذي كان يبدأ في
الصين
وينتهي قرب
أنطاكية
،
[55]
وتطورت
اللغة الآرامية
واشتقت منها
اللغة السريانية
التي باتت لغة سوريا اليومية، وبزغت العلوم والآداب متمثلة بالمدراس والجامعات وأبرزها في
الرها
و
نصيبين
و
حران
وغيرهم،
[56]
[57]
غير أنه وبدءًا من النصف الثاني
للقرن الخامس
بدأت الاضطهادات الطائفية التي قادتها
الإمبراطورية البيزنطية
ضد من رفض
مجمعي أفسس
و
خلقدونية
، وانقسم الكرسي الأنطاكي على ذاته مرتين الأولى عام
431
والثانية عام
518
، وانهار الوضع الاقتصادي بنتيجة زيادة الضرائب و
اندلاع الحروب بين الإمبراطورية البيزنطية والإمبراطورية الساسانية
واستطاع
كسرى الأول
عام
540
أن يحرق
حلب
وينهب
أنطاكية
و
أفاميا
وأعاد
كسرى الثاني
الكرة عام
613
فدمر
دمشق
وقتل معظم سكانها، ثم استرد
هرقل
سوريا بهجوم مضاد على
الفرس
عام
628
.
[58]
[59]
[60]
[
عدل
] العهدان الأموي والعباسي
مقالات تفصيلية :
الفتح الإسلامي لبلاد الشام
و
الدولة الأموية
و
الدولة العباسية
و
زنكيون
و
أيوبيون
و
سلاجقة
و
إمارة الرها
و
كونتية طرابلس
و
صلاح الدين الأيوبي
و
مماليك
واجهة
المسجد الأموي
في
دمشق
والذي شيده
الوليد بن عبد الملك
.
إثر نهاية
حروب الردة
في خريف عام
633
أرسل
الخليفة الإسلامي
الأول
أبو بكر الصديق
ثلاثة ألوية حربية إلى
الشام
لمحاربة
البيزنطيين
بقيادة
عمرو بن العاص
و
يزيد بن أبي سفيان
و
الشرحبيل بن حسنة
وآزرهم بعد ذلك
خالد بن الوليد
و
أبو عبيدة بن الجراح
وعدد من القبائل العربية الإسلامية والمسيحية على حد سواء أبرزها
قبيلة بني شيبان
و
بني تغلب
وعموم
المناذرة
. وإثر وفاة
أبو بكر
تابع
عمر بن الخطاب
سياسة الفتوح والحرب، فاستسلمت
دمشق
بعد حصار دام ستة أشهر،
[61]
وكان كتاب الأمان المعطى لأهلها نموذجًا لاستسلام سائر
المدن السورية
،
[62]
ففتح
أبو عبيدة بن الجراح
حمص
و
حماه
و
معرة النعمان
و
أفاميا
و
طرطوس
و
بانياس
صلحًا دون قتال عام
636
،
[63]
وقد شهد ذلك العام أيضًا
معركة اليرموك
في
20 أغسطس
والتي مني بها
البيزنطيون
بهزيمة ساحقة شكلت انطلاقًا للمرحلة الثانية للفتح، فاستطاع
أبو عبيدة بن الجراح
فتح
حلب
وجوارها ومدن الفرات دون قتال أيضًا.
[64]
[65]
عين
عمر بن الخطاب
القائد
يزيد بن أبي سفيان
واليًا على سوريا وإثر وفاته عيّن أخاه
معاوية بن أبي سفيان
واليًا عليها عام
640
،
[66]
وعندما بويع
علي بن أبي طالب
بالخلافة في
24 حزيران
/يونيو
656
رفض
معاوية
مبايعته واستمرت الحروب بين الفريقين حتى اغتيال
الخوارج
لعلي
في
24 يناير
661
، تلا ذلك تنحي
الحسن بن علي
عن
الخلافة
فأخذت البيعة
لمعاوية
فتأسست بذلك
الدولة الأموية
وعاصمتها
دمشق
.
قلعة جعبر
على
نهر الفرات
، بناها
جلال الدولة ملك شاه
على أنقاض قلعة أقدم بناها
النعمان بن المنذر
.
استمر
الأمويون
بحكم سوريا 132 عامًا، ازدهرت خلالها البلاد وانتعش اقتصادها، إذ شق الأمويون الطرق بين المدن واهتموا بالزراعة وبنوا الحمامات والفنادق وأسسوا نظامًا بريديًا سريعًا إلى جانب نظام إداري فعال تمثل بالدواوين.
[67]
كما اهتم الأمويون بالعمارة ويبدوا
المسجد الأموي
في
دمشق
الذي شيده
الوليد بن عبد الملك
والمسجد الأموي في
حلب
دليلاً على تطور فن الزخرفة والرسم والتطعيم بالخشب.
[68]
أشاد الأمويون أيضًا القصور والقلاع
كقصري الحير الشرقي
والغربي وقصر أسيس وقصر الرصافة خلال عهد
هشام بن عبد الملك
،
[69]
وقد اكتشف في
ثلاثينات القرن العشرين
ثلاثون قلعة في
بادية الشام
تعود لزمن الأمويين، كانت كمراكز نزهة واصطياف لهم إلى جانب كونها مناطق استغلها الأمويون زراعيًا لتأمين دمشق أوقات القحط. يقول الباحث عبد العزيز الدروري أنه على الرغم من تطور البلاد خلال
العهد الأموي
إلا أن الأسرة الأموية مارست التمييز العنصري والطبقي خصوصًا بين العرب وغير العرب،
[70]
لذلك فقد كانت الثورة العباسية حسب رأيه حركة سياسية ذات أسباب اجتماعية، نادت بالمساواة بين الموالي والعرب في الوظائف ومناصب الجيش والضرائب، وكان قوامها الرئيسي فلاحو الريف وفقراء المدن في الولايات البعيدة عن
دمشق
.
[71]
وقد استطاع العباسيون بقيادة
أبو العباس السفاح
الانتصار على جيش الأمويين بقيادة آخر خلفائهم
مروان بن محمد
عام
749
، فزال بذلك
العهد الأموي
وبدأ
العهد العباسي
.
[72]
نقل
أبو العباس السفاح
عاصمة الدولة إلى
الكوفة
بعد أن قتل العائلة الأموية ونبش قبور خلفائها في
دمشق
وهدم جزءًا من سورها.
[73]
لاحقًا في عام
762
بنى
أبو جعفر المنصور
مدينة
بغداد
لتكون عاصمة جديدة للدولة. عاشت
الدولة العباسية
عصرها الذهبي بين عامي
775
و
847
تراجعت خلالها مكانة سوريا، غير أن
الخلفاء العباسيين
قد أدركوا أهمية موقعها كطريق تجاري وصلة وصل فضلاً عن كونها مركز حربي مع
الإمبراطورية البيزنطية
واستقرار عدد كبير من القبائل العربية ذات القوة والسلطان فيها، لذلك فقد أولوها اهتمامًا خاصًا وغالبًا ما كان
أولياء العهد
أو كبار قادة الجيش يتولون شؤون مدنها وولاياتها
كالمهدي
ولي عهد
أبي جعفر المنصور
والذي كان واليًا على
الرقة
.
[74]
ولعل أبرز الشخصيات السياسية السورية في العهد العباسي هو مالك بن طوق والي
الرحبة
الذي ذاع صيته حتى بات مضربًا للمثل.
[75]
ويذكر أن
هارون الرشيد
و
المأمون
قاما بالاستقرار
بدمشق
طلبًا للصحة وحسن المنظر على ما يذكر
ابن عساكر
،
[76]
ولكونها خط الدفاع المتقدم عن
العراق
أرض الخلافة قام العباسيون بتشييد عددٍ من القلاع
كقلعة جعبر
على
نهر الفرات
خصوصًا إثر امتداد
النفوذ الفاطمي
نحو
بلاد الشام
. أما على الصعيد الثقافي فقد برز عدد الأدباء والعلماء السوريين خصوصًا في عهد التراجم و
جامعة بيت الحكمة
.
توقيع :
خادم الشيعة
ليس كل من يطلب العدل فهو عادل
متى يأتي العدل كله على ظلم كله
من مواضيع :
خادم الشيعة
0
الجمل
0
مجالات العمل التطوعي بأفق جديد
0
التنفير من البخل و البخلاء
0
ثقافة العراق
0
إثبات ولاية الأمر للفقيه على أساس مبدأ الأُمور الحسبيّة
خادم الشيعة
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كافة المشاركات المكتوبة بواسطة خادم الشيعة
البحث عن جميع مواضيع خادم الشيعة