|  | 
| 
| 
| عضو نشط 
 |  | 
رقم العضوية : 175
 |  | 
الإنتساب : Aug 2006
 |  | 
المشاركات : 179
 |  | 
بمعدل : 0.03 يوميا
 |  |      |  |  |  
   
 
   
 
 | كاتب الموضوع : 
صدرية.حكيمية
المنتدى : 
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام 
			 بتاريخ : 23-08-2006 الساعة : 05:06 AM 
 
 شعر الإمام الكاظم ( عليه السلام )كل ما صدر عن الأئمّة المعصومين ( عليهم السلام ) من وصايا ورسائل وخطب وشعر ، كان في سبيل الدعوة الإسلامية ، والحث على طاعة الله تعالى ، والدعوة إلى التحلّي بمكارم الأخلاق ، والتمسّك بالفضائل ، فكانوا ( عليهم السلام ) يعملون على تثقيف الأمّة الإسلامية ، وتعليمها وتوعيتها ، ويبذلون أقصى الجهود في تقويمها ، وهدايتها إلى الطريق السليم .
 وموضع الشعر كان ينشد عند عامّة الناس في التشبيب واللهو والمجون ، أمّا أهل البيت ( عليه السلام ) فكانوا ينظمونه في الدعوة إلى الخير والعقيدة الإسلامية ، والأخلاق والتحلّي بالفضائل النبيلة ، وهذه هي الفوارق التي تميّزهم عن غيرهم من الشعراء الآخرين .
 والإمام الكاظم ( عليه السلام ) لم يكن شاعراً محترفاً ، بل كان نظمه للشعر قليلاً جدّاً ، ومن شعره :
 قوله ( عليه السلام ) في أفعال العباد :
 لم تخل أفعالنا التـي نذم بها ** إحـدى ثلاث حيـن نبديـها
 إمّا تفرّد باريـنا بصـنعتها ** فيسقط اللوم عنا حيـن نأتيها
 أو كان يشـركنا فيها فيلحقه ** ما كان يلحقنا من لائـم فيها
 أو لم يكن لإلهي في جنايتها ** ذنب فما الذنب إلاّ ذنب جانيها
 قوله ( عليه السلام ) في اللجوء إلى الله تعالى :
 أنت ربّي إذ ظمئت إلى الماء ** وقوّتي إذا أردت الطعاما
 ذكر الشيخ المفيد أبياتاً له تلاها الإمام الرضا ( عليه السلام ) على المأمون ، ونسبها ( عليه السلام ) إلى أبيه :
 كـن للمكاره بالعزاء مدافعـاً ** فلعل يوماً لا ترى ما تكره
 فلربما استتر الفتى فتنافسـت ** فيه العيـون وإنّه لممـوه
 ولربما ابتسم الوقور من الأذى ** وضـميره من حرّه يتأوّه
 وكان ( عليه السلام ) يعلم كل شيء يدور حوله ، ولكن عيون المراقبين تترصّده دائماً ، فلم يكن له إلاّ أن يموّه ما يقول حذراً ، فيبتسم من الأذى المحدق به ، وضميره من حرّه يتأوّه في صدره .
 وذكر ذو النون المصري : أنّه اجتاز أثناء سياحته على قرية تسمّى بتدصر ، فرأى جداراً قد كتبت عليه هذه الأبيات :
 أنا ابن منى والمشـعرين وزمزم ** ومكّة والبيـت العتيـق المعظّـم
 وجدّي النبي المصطفى وأبي الذي ** ولايتـه فرض على كلّ مسـلم
 وأمّـي البتول المسـتضاء بنورها ** إذا مـا عددناها عديلـة مريـم
 وسبطا رسـول الله عمّي ووالدي ** وأولاده الأطهـار تسـعة أنجـم
 متى نعتلق منهـم بحبـل ولايـة ** تفز يـوم يجزى الفائزون وتنعم
 أئمّـة هـذا الخلق بعـد نبيّهـم ** فإن كنـت لـم تعلـم بذلك فاعلم
 أنا العلوي الفاطمـي الذي ارتمى ** به الخوف والأيّام بالمرء ترتمـي
 فلممـت بالدار التـي أنا كاتـب ** عليها بشعري فأقر إن شئت والمم
 وسـلّم لأمر الله فـي كل حالـة ** فليس أخو الإسـلام من لم يسـلّم
 قال ذو النون : فعلمت أنّه علوي قد تخفى عن السلطة في خلافة هارون ، واحتمل العلاّمة المجلسي أن تكون هذه الأبيات للإمام الكاظم ( عليه السلام ) ذهب إلى ذلك المكان ، وكتبها لإتمام الحجّة على أعدائه .
 وما نراه أنّ الإمام ( عليه السلام ) لم يتخف ، ولم يتهرّب من السلطة في يوم من الأيّام ، بل كان في يثرب مقيماً ينكر على هارون ، وعلى غيره من ملوك عصره بكل جرأة وإقدام ، وهذا الذي أوصل به إلى السجن .
 
 
 |  |  |  |  |  | 
 |