|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 51168
|
الإنتساب : Jun 2010
|
المشاركات : 1,313
|
بمعدل : 0.24 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
شجر الاراك
المنتدى :
منتدى القرآن الكريم
بتاريخ : 18-03-2012 الساعة : 12:58 AM
الرحمن مأخوذ من الرحمة ، ومعناها معروف ، وهي ضد القسوة والشدة . قال الله تعالى : " أشداء على الكفار رحماء بينهم 48 : 29 . إعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم 5 : 98 " . وهي من الصفات الفعلية ، وليست رقة القلب مأخوذة في مفهومها ، بل هي من لوازمها في البشر .
فالرحمة - دون تجرد عن معناها الحقيقي - من صفات الله الفعلية كالخلق والرزق ، يوجدها حيث يشاء . قال عز وجل : " ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم 17 : 54 . يعذب من يشآء ويرحم من يشآء وإليه تقلبون 29 : 21 " . حسب ما تقتضيه حكمته البالغة . وقد ورد في الآيات طلب الرحمة من الله سبحانه : " وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين 23 : 118 " .
وقال غير واحد من المفسرين وبعض اللغويين : إن صيغة الرحمن مبالغة في الرحمة ، وهو كذلك في خصوص هذه الكلمة ، سواء أكانت هيئة فعلان مستعملة في المبالغة أم لم تكن ، فان كلمة " الرحمن " في جميع موارد استعمالها محذوفة المتعلق ، فيستفاد منها العموم وأن رحمته وسعت كل شئ .
ومما يدلنا على ذلك أنه لا يقال : إن الله بالناس أو بالمؤمنين لرحمن ، كما يقال : إن الله بالناس أو بالمؤمنين لرحيم . وكلمة " الرحمن " بمنزلة اللقب من الله سبحانه ، فلا تطلق على غيره تعالى ، ومن أجل ذلك استعملت في كثير من الآيات الكريمة من دون لحاظ مادتها قال سبحانه ))" قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شئ)) 36 : 15 . ((إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون)) : 23 . ((هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون)) : 52 . ((ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت)) 67 : 3 " . ومما يقرب اختصاص هذا اللفظ به قوله تعالى :0 "(( رب السماوات والارض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا)) 19 : 65 " .
فان الملحوظ أن الله تعالى قد اعتنى بكلمة " الرحمن " في هذه السورة " مريم " حتى كررها فيها ست عشرة مرة . وهذا يقرب أن المراد بالآية الكريمة أنه ليس لله سمي بتلك الكلمة .
|
|
|
|
|