[د. حامد العطية]

أخي العزيز الأستاذ الفاضل أبي سجاد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كلماتكم الطيبة شهادات أعتز وأفتخر بها ويسعدني أن تحظى مقالاتي المتواضعة برضاكم الكريم. تذكرت وانا أكتب هذه الكلمات قصة عن العائلة السعودية المالكة ارجو أن لا أطيل عليكم بسردها، كنت حينذاك مستشاراً في المملكة وسمعت من أحد الأمراء وهو من أحفاد الملك عبد العزيز ومن السديريين الرواية التالية. روى الأمير عن أمير آخر من كبار الأمراء بأنه واثناء مشاهدته لشريط أخبار مصور عن دخول القوات الأمريكية عاصمتنا بغداد وعمليات النهب المؤسفة إلتفت الامير السعودي الكبير إلى أحد "أخوياءه" – كما يسمون الحاشية - وسأله لو حدثت مثل هذه الفوضى في بلدنا فماذا ستفعل فرد عليه المرافق: أنا أعرف بأن لعمتي – أي زوجة الأمير – صندوقاً تضع فيه كل مجوهراتها وما أن تبدأ الفوضى حتى اخطف الصندوق واهرب به، ضحك الأمير من جواب المرافق، والله أعلم بالسرائر، ولكني أظن بأن الشك ساور نفس الأمير بأن مزاح مرافقه ما هو إلا تعبير عفوي عما يدور في نفسه من أطماع، فالولاء الذي يشترى بالنقود مؤقت بل زائف. الفرق الجوهري بيننا وبينهم هو أننا نوالي العقائد والقيم والذين يحملون هذه القيم لذا لم يتغير ولاءنا منذ 1400 عام، أما هم فيريدون الولاء للأفراد من دون اعتبار للعقيدة والقيم، لذا ملكهم زائل بحكم التاريخ.
ودمتم برعاية المولى
أخوكم
حامد العطية