عرض مشاركة واحدة

احمد آل مسيلم
شاعر
رقم العضوية : 65231
الإنتساب : Apr 2011
المشاركات : 2,027
بمعدل : 0.42 يوميا

احمد آل مسيلم غير متصل

 عرض البوم صور احمد آل مسيلم

  مشاركة رقم : 28  
كاتب الموضوع : روح الكلم المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 05-08-2011 الساعة : 11:33 AM



منقول من ألفاظ الفرح والحزن في القران الكريم

أ س ف

( الأسَفُ : الحزنُ في حالٍ ، والغضبُ في حالٍ ، فاذا جاءك أمرٌ ممّن هو دونك فأنت آسِفٌ أي غضبان ، أو من مثلك فأنت أَسِفٌ أي حزين … والأسيفُ : السريعُ البكاءِ والحزنِ ... والأسيفُ : العبدُ لأنّه مقهورٌ محزون )([1]) .

وقال الراغبُ الأصفهاني ( الأسفُ الحزنُ والغَضَبُ معًا . وقد يقال لكلِ واحدٍ منهما على الانفرادِ وحقيقتهُ ثورانُ دمِ القلبِ شهوةَ الانتقامِ ، فمتى كانَ ذلك على مَنْ دونه أنتشر فصار غضبًا ومتى كانَ على مَن فوقه انقبض فصارَ حزنًا )([2]) .

وذكر الزمخشري ( آسفني ما قلت : أغضبني وأحزنني . ومن المجاز : أرضٌ أسيفة : لا تموج بالنبات )([3]) .

وقال ابن منظور ( الأسفُ المبالغةُ في الحزنِ والغضبِ . وأَسِفَ أَسَفًا فهو أَسِفٌ وأَسْفَان وآسِفٌ وأَسُوفٌ وأَسِيفٌ والجَمعُ أُسَفَاء . وقد أَسِفَ على ما فاته وتَأَسَّفَ أي تَلَهَّفَ ، وأَسِفَ عليهِ أَسَفًا غَضِبَ ، وآسَفَهُ : أَغْضَبَهُ … وأسِفَ فلان على كذا وكذا وتَأَسَّفَ وهو مُتَأسِّفٌ على ما فَاتَهُ ، فيه قولان :

أحدهما : أن يكون المعنى حَزِنَ على ما فاته لأنّ الأسف عند العرب الحزن وقيل : أشدّ الحزن .
والآخر : أن يكون معنى أَسِفَ على كذا وكذا أي جَزَعَ على ما فاته ، وقيل أَسَفًا أي جَزَعًا ، وقيل : غضبًا … والأَسِيفُ والأَسُوفُ : السريعُ الحزنِ الرقيقُ وقد يكون الأسيفُ الغضبان مع الحزن … وقد آسَفَكَ إذا جاءك أمرٌ فَحَزِنْتَ له ولم تُطِقْ فأنت أَسِفٌ أي حزينٌ ومُتَأَسِّفٌ أيضًا )([4]) .

وقال الشيخ الطريحي في تفسير قوله تعالى (( غَضْبَانَ أَسِفًا )) ( الانفال 8 /150 ) ( أي شديد الغضب مُتلهفًا ، وقوله (( يَاأَسَفَى عَلَى يُوسُفَ )) ( يوسف 12/84 ) ، أي يا حُزْنَاه عليه ِ. والأَسَفُ : الحُزْنُ )([5]) .

وقيل ( أسِفَ يأسَفُ أسَفَاً : حِزنَ أشدّ الحزنِ وتَحَسَّرَ عليه ، ... والأَسَافَةُ أَشَدُّ الحُزْنِ ، … والأسَفُ : أشدُّ الحزنِ والغضبِ والتلهُّفِ والألمِ ) ([6]) .

كما قيل ( أسِفَ عليهِ أَسَفًا : حَزِنَ وله : تَأَلَّمَ ونَدِمَ فهو آسِفٌ وأَسِفٌ وأَسِيفٌ ... الأَسِيفُ : الرقيقُ القلبِ البَكَّاء )([7]) .

وقال ابنُ الجوزي ( الأَسَفُ : شِدَّةُ الحزنِ والتلهُّفِ . وهو في القرآن الكريم على وجهين :

أحدهما : الحزن ومنه قوله تعالى : (( غَضْبَانَ أَسِفًا )) ( الاعراف 7/150 ) ومثله (( يَاأَسَفَى عَلَى يُوسُفَ )) ( يوسف 12/84 ) .
والآخر : الغضب ومنه (( فَلَمَّا آسَفُونَا )) ( الزخرف 43/55 ) ، ووافقه الكرباسي )([8]) .
وقد فرّق أبو هلال العسكري بين الأَسَفِ والغمِّ والحَسْرةِ قائلاً : ( إنَّ الحسرةَ غمٌّ يتجدَّد لفوتِ فائدةٍ فليس كلّ غمٍّ حسرة . والأسفُ حسرةٌ معها غضبٌ أو غيظ ، والآسفُ: الغضبانُ المتلهِّفُ على الشيء ثم كثر ذلك حتى جاء في معنى الغضب وحده في قوله تعالى (( فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ )) أي أغضبونا ، واستعمالنا الغضب في صفاتِ اللهِ تعالى مجاز وحقيقته ايجاب العقاب للمغضوب عليه ) ([9]) .

كما فرّق بين التأسُّفِ والتندُّمِ فقال ( إنَّ التأسفَ يكون على الفائت من فعلك وفعل غيرك والندمُ جنسٌ من أفعال القلوبِ لا يتعلق إلاّ بواقع من فعل النادم دون غيره فهو مباين لأفعال القلوب وذلك أنَّ الارادة والعلم والتمني والغبط قد يقع على فعل الغير كما يقع على فعل الموصوفِ به ، والغضب يتعلق بفعل الغير فقط)([10]) .
وقد وردت مادة ( أسف ) ومشتقاتها في القرآن الكريم خمسَ مرّاتٍ وفي آياتٍ مكيّة حصراً ، وجاءت دلالتها على الحزنِ في أربع آياتٍ هي :

1- (( وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي )) ( الأعراف 7/150 ) .
2- (( وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَاأَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ )) ( يوسف 12/84 ) .
3- (( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا )) ( الكهف 18/6 ) .
4- (( فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَاقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمْ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي )) ( طه 20/86 ) .
وجاءت آراء المفسرين في تفسير قوله تعالى (( وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَاأَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ )) ( يوسف 12/84 ) على النحو الاتي :

قال أبو عبيدة ( ياأسفى خرج مخرج الندبة ، وإذا وقفت عندها قلت : ياأسفاه ، فإذا اتصلت ذهبت الياء … والأسف أشدّ الحزن والتندم ، ويقال : يُوسُف مضموم في مكانين ، ويُوسِف تضم أوله وتكسر السين بغير همز ومنهم من يهمزه يجعله يُفعل من آسفته )([11]) .

وذكر الأخفش إذا سَكَتَّألْحَقْتَ في آخره الهاء ، لأنها مثل ألف الندبة([12])

وعند الطبري ( يعني تعالى ذكره يا حزناه عليهِ . يقال إنَّ الاسفَ هو أشدّ التندم ، يقال منه أسفت على كذا آسَفُ عليه أسفًا )([13]) .

أما الزجاج فقد وافق الطبري في تفسيره فقال ( معناه يا حزناه ، وأضاف : والأصل يا أسفي إلاّ أن ( يا ) الاضافة يجوز ان تبدل ألفًا لِخفَّة الالف والفتحة)([14]) .

وقال الطوسي ( أخبر اللهُ تعالى عنْ يَعقوب انّه تولّى عنهم بعد أنْ قال لهم ما تقدم ذكره بمعنى أعرض بوجههِ عنهم والتولي والاعراض بمعنى واحد وقال : (( وَقَالَ يَاأَسَفَى عَلَى يُوسُفَ )) أي يا حسرتاه ... وإنما نادى بالأسف على وجه البيان ، لأنّ الحالَ حالَ حزنٍ كأنه قالَ يا أسف احضر ، فانه من أحيانك ومن وقتك ، ومثله ( واحزناه ) . والأسف الحزن على ما فات وقيل هو أشد الحزن )([15]) .

وذكر الزمخشري ( وأضاف الأسف وهو أشدّ الحزن والحسرة إلى نفسه والألف بدل من ياء الإضافة ، والتجانس بين لفظتي الأسف ويوسف مما يقع مطبوعًا غير مستعمل فيملح ويبدع ونحوه (( وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ )) ( الأنعام 6/26 ) ، (( وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ )) ( الكهف 18/104 ) ، وعن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم)* ( لم تعط أمة من الأمم (( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ )) ( البقرة 2/156 ) عند المصيبةِ إلا أمة محمد - صلّى الله عليه وآله وسلم - ألا ترى إلى يعقوب - عليه السلام - حين أصابه ما أصابه لم يسترجع وإنما قالَ (( يَاأَسَفَى )) ، وذلك لما جاء في الحديث من أن المسترجع عند المصيبة يبنى له بيت في الجنة وكلما ذكر المصيبة واسترجع كان له مثل ثوابه عند المصيبة الأولى )([16]) .

وزاد الطبرسي ( وتأسفه على يوسف دون غيرهِ دليل على أنّه لم يقع فائت عند موقعه )([17]) .

وذكر القرطبي ( وقوله (( وَتَوَلَّى عَنْهُمْ )) أي أعرض عنهم ، وذلك أَنَّ يعقوب لما بلغه خبر بنيامين تتامَّ حزنُه وبلغ جهده ، وجددَ الله مصيبته له في يوسف فقالَ (( يَاأَسَفَى عَلَى يُوسُفَ )) ونَسِيَ ابنهُ بنيامين فلم يذكره )([18]) .
وقال السيّد الطباطبائي ( قيل : الأسف الحزن والغضبُ معًا ، وقد يُقال لكل واحدٍ منهما على انفرادٍ وحقيقتهُ ثوران دم القلب شهوة الانتقام فمتى كان ذلك على مَنْ دونه انتشر فصار غضبًا ، ومتى كانَ على مَن فوقه انقبض فصارَ حزنًا)([19]) .

وقالَ صاحب تفسير الأمثل ( حينَ عادَ إخوة يوسف من سفرهم ووصلوا إلى بيتهم منهوكي القوى وذهبوا لمقابلة أبيهم وحينما رأى الأبُ الحزن والألم مستوليًا على وجوههم خلافًا للسفرةِ السابقةِ والتي كانوا فيها في غاية الفرح ، على أنهم يحملون إليه أخباراً محزنة وخاصة حينما افتقد بينهم بنيامين وأخاه الأكبر . وحينما أخبروه عن الواقعة بالتفصيل استولى عليه الغضب ، وقال مخاطبا إياهم بنفس العبارة * التي خاطبهم بها حينما أرادوا أن يشرحوا له خديعتهم مع يوسف … وبعد هذا العتاب المليء** بالحزن والأسى رجعَ يعقوب إلى قرارةِ نفسهِ وقال (( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ )) … أما الإخوة فإنهم حينما سمعوا باسم يوسف ظهر على جبينهم عرق الندامة وازداد خجلهم واستولى عليهم الحزن على مصير أخويهم بنيامين ويوسف واشتد حزن يعقوب وبكاؤه على المصائب المتكررة وفقد أعزّ أولادهِ حتى ابيضت عيناه من الحزن )([20]) .

مما تقدّم يتضح أن الأسفَ يعني الحزن والغضب وشدّة التلّهف كما يعني الحسرة وأشدّ الحزن وقيل : إنَّه الحزن والغضب معًا ، ويبدو أن جميع المعاني المذكورة مرجّحة ومقبولة ذلك أنها تتناسب مع سياق الآية الشريفة في القرآن الكريم .


([1]) العين 7 / 311 - 313 .

([2]) المفردات / 17 .

([3]) أساس البلاغة 1 / 12 .

([4]) اللسان 9 / 5 .

([5]) مجمع البحرين 1 / 75 .

([6]) محيط المحيط 1 / 23 .

([7]) المعجم الوسيط 1 / 18 .

([8]) مُنتخب قرة العيون النواظر في الوجوه والنظائر في القرآن الكريم / 30 ، وينظر : الإنباء بما في كلمات القرآن من أضواء القسم الاول / 121 .

([9]) الفروق اللغوية / 221 .

([10]) نفسه / 195 .

([11]) مجاز القرآن 1 / 316 .

([12]) معاني القرآن 2 / 368 .

([13]) جامع البيان 13 / 51 .

([14]) معاني القرآن وإعرابه 3 / 125 .

([15]) التبيان 6 / 181 .

* ينظر : بشأن الحديث الوارد عن رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - : قصص الأنبياء للجزائري / 167 ، والفصول المهمة في اصول الائمة 3 / 302 .
([16]) الكشاف / 527 .

([17]) جوامع الجامع 2 / 206 .

([18]) الجامع لأحكام القرآن 9 / 247 .

([19]) الميزان 11 / 255 .

([20]) الأمثل 7 / 249 - 251 .
*الصواب : بالعبارة نفسها .
** الصواب : المملوء .

من مواضيع : احمد آل مسيلم 0 (صلاةُ الماءِ والقمح)
0 أمُّ أبيها...الزهراء (ع)
0 الحبُّ سلاحاً ...
0 .... ما بعد الانتظار
0 ......... يا طفُّ مهلاً
رد مع اقتباس