[نور من نور]

وقال لبعض اصحابه:

الاصل :-
لا تَجعلَنَّ أكثَرَ شُغلِكَ بأهلِكَ ووَلَدِكَ , فإن يَكُن أهلُكَ ووَلَدُكَ أوِليءَ اللهِ فإنّ اللهِ لا يُضَيَّعُ أولياءَهُ , وإن يَكُونوا أعدَاءَ اللهِ فما هَمُّكَ وشُغلُكَ باعدَاءِ اللهِ !

الشرح :-
امر بالتفويض والتوكيل على الله تعالى فيمن يخلفه الإنسان من الولد وأهله, فإن الله تعالى أعلم بالمصلحة , و أوارف بالإنسان من أبيه وأمه تم إن كان الولد في عِلم الله تعالى وليا من اولياء الله سبحانه فغن الله تعالى لا يضيعه , قال الله سبحانه وتعالى ومن يتوكّل على الله فهو حَسبُه .
وكل ولى لله فهو متوكل عليه لا محالة وإن كان عدوَّا لله لم الاهتمام له والاعتناء بأمره لأنّ أعداء الله تجب مقاطعتهم ويحرم توليهم فعلى كل حال لا ينبغى للإنسان ان يحفل باهله وولده بعد موته .

واعلم أن هذا كلام العارفين الصديقين لا كلام أهل هذه الطبقات التى نعرفها فإن هذه الطبقات تقصر اقدامهم عن الوصول إلى هذا المقام .

ويعجبني قول الشاعر :

أيا جامع المالِ وفرته= لغيرك إذ لم تكن خالدا
فإن قلت :اجمعه للبنين= فقد يسبق الولدُ الوالدا
وإن قلت أخشى صروف الزمان= فكن مِن تصارَيفه واحدا