عرض مشاركة واحدة

أحزان الشيعة
محـــــاور عقائدي
رقم العضوية : 50567
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 8,348
بمعدل : 1.52 يوميا

أحزان الشيعة غير متصل

 عرض البوم صور أحزان الشيعة

  مشاركة رقم : 15509  
كاتب الموضوع : ربيبة الزهـراء المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-06-2011 الساعة : 10:25 PM




آية الله قاسم: لا يتعقل من الشعب اليوم ولا يدخل في الوهم أن يقبل بعد التضحيات أن يرجع بخفي حنين





سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم



خطبة الجمعة (456) 14 رجب 1432هـ 17 يونيو 2011م ـ جامع الإمام الصادق (ع) بالدراز.

الخطبة الثانية:

القرآن الناطق:



علي (عليه السلام) مع القرآن، وما كانت له كلمة ولا موقف غير ناطق بفهم القرآن وعلمه وصدقه ووعيه وخلقه وهداه، فكان (عليه السلام) القرآن في نطقه وسيرته، ورضاه وغضبه، وحربه وسلمه، وكان تجسيده للإسلام تجسيدا كاملا، فكان حجته بعد رسول الله (صل الله عليه وآله)، وعالمه، والمرجع فيه، وحاميه الأول، ونوره الأتم، وممثله الأحق.

وما سجل التاريخ بما في التاريخ من مراقبين وما لعلي (عليه السلام) من أعداء مخالفة واحدة موثقة له عن الإسلام في فهم أو عمل، ولا تخلف عنه في كثير أو قليل، أو تلكؤ في تكليف من تكاليفه، أو تقاعساً أو تباطؤ عن مهمة من مهماته أو مسئولية من مسئولياته.

وهذا ما تدل عليه النصوص المتواترة عن رسول الله (صل الله عليه وآله) في شأن علي (عليه السلام) ومنها ما عن أم سلمة عنه (صل الله عليه وآله) : علي مع القرآن والقرآن معه لا يفترقان حتى يردا علي الحوض.

وبقي علي (عليه السلام) يهدي الأجيال تلو الأجيال من أبناء الأمة والإنسانية، ويقود حركة العقل والروح والقلب والنفس والحياة إلى الله سبحانه، وسيضل كذلك ما دام على الأرض إنسان يعشق الكمال.

زينب بنت أمير المؤمنين (عليه السلام):


بنت من صناعة الإسلام في محضره الأول الأمين، وشخصية صانعة للقوة، فلا غرو أن تتميز الزينبيات بالقوة في الوعي والإيمان والإرادة والصمود، ويسابقنا الرجال في خُلق القوة، وساحات الجهاد، ومواقف البطولة والصمود بما يليق بالمرآة في الإسلام ويتمشى مع السيرة الزينبية العطرة.


ظاهرة مشتركة:


تمثل الربيع العربي في عدد من الحركات والإنتفاضات والثورات في طول الساحة العربية وعرضها، وعلى مستوى الكثير من دولها، واشترك كل هذا في ظاهرة بينة ثالثة، تلك هي أن المطالبات الشعبية تبدأ بأسلوب سلمي وبسقف متواضع، فتقابل بقمع السلطة وإرهابها، وإسالت دم أبناء الشعب، والجرح والقتل، فلا يلبث سقف المطالبة أن يرتفع، وتتسع رقعة الإحتجاجات وتعم المظاهرات والمسيرات، وتحدث التمركزات الشعبية الكبيرة، ويزداد قمع السلطة ويغزر سيل الدماء، وتعمل قوة الأمن الحكومية والجيوش على دفع جماهير الشعب إلى فقد الصبر والخروج عن دائرة الأسلوب السلمي دفاعاً عن النفس، لتتخذ الجهة الآخرى من ردة الفعل الشعبية مبرراً للإستباحة العامة.

على حد ما ينقله التاريخ من استباحة مدينة الرسول (صل الله عليه وآله) في حكم يزيد بن معاية، إلا أن الزمن في تجارب بعض الأنظمة العربية هذه الأيام يمتد لشهور طويلة في تنكر تام لقيم الدين، وضوابط الشريعة والقانون، والعرف المحلي والعالمي، وكل المواضعات الإنسانية.

وفي النهاية قد يصرع النظام كما في التجربتين التونسية والمصرية، وقد تطول المنازلة بين الطرفين لتزيد خسائر الأوطان، وتطول محنة الجميع، وتتكبد البنة التحتية في البلاد ما تتكبده من تصدعات وشروخ خطيرة.

من الشعوب من لا يخرجه عنف السلطة عن خياره السلمي، وقليل هو هذا النوع.


وفي الثبات على الخيار السلمي رحمة بالأوطان، وحجة تدين الأنظمة وإن تطلب ذلك صبراً كبيراً، وتحملاً للمعاناة المرة، وقد سجل شعب البحرين تفوقاً ملحوظاً في هذا المجال، وبرهن على درجة عالية من الإنضباط النفسي حق له أن يفخر بها وينال الإعجاب، وإن كان قلب الحقائق من الإعلام الرسمي يعكس عن هذا الشعب الكريم صورة آخرى مغايرة لا صلة لها بالواقع.

ولقد خدمة كلمات المخلصين من مثل سماحة الشيخ علي سلمان وكل العلماء والرموز الأوفياء المدافعين عن الشعب التوجه السلمي عند الشارع في مطالباته واحتجاجاته ومسيراته واعتصاماته، وذلك بما أكدت عليه كلمات الموجهين من الأخذ بالمنحى السلمي وترك العنف.

وإلى اليوم وغداً لا أجد شخصيا نصيحة أقدمها لأبناء هذا الشعب الكريم قبل الإلتزام بالأسلوب السلمي في كل مسيرتهم[1].

وبالنسبة لسقف المطالب عند الشعوب، لا يوجد ما هو أقل من سقف اصلاح النظام السياسي، وما يبتني عليه من تصحيح لمجمل الأوضاع التي طالها الفساد من فساد السياسية، ولم ياتي تحرك الشعوب للإصلاح الشكلي، ولا يملك هذا النوع من الإصلاح المزعوم قبولاً عند أي شعب من الشعوب، من المستسخف جداً والممجوج أن ينزل سقف الإصلاح بعد الدماء والتضحيات عما هو مطروح قبل ذلك، أنه ليس شيءً عقلائياً بالمرة[2].



وهل يقدم عاقل على تقديم المزيد من الجهد والتضحيات والمتاعب من أجل المزيد من التنازل عن المكاسب؟[3].

لا يتعقل من الشعب اليوم ولا يدخل في الوهم أن يقبل بعد التعب والنصب، والبذل الكثير، والعذابات الموجعة، وعزيز التضحيات، ومر المعاناة أن يرجع بخفي حنين أو بما يفرح الصبي المغرر به.

أنه يريد إصلاحاً مجزياً مقنعاً يمكن أن يستريح الوطن في ظله، وتحفظ حقوق المواطنين الدينية والدنيوية، السياسية وغيرها، وتصان في هذا الوطن الكرامة، وأن يجد هذا الإصلاح اساسه القوي وقاعدته المتينة التي تحفظ له سلامته وديمومته.

أما الإعلام وتضخيماته، والخطابات الواعلة، والوعود المعسولة فلا تعني شيءً عند الناس، وإنما ينصب نظرهم على الواقع ومنجازاته.

ولا اصلاح والسجون ملئة رجالاً ونساء، وأرزاق أبناء الشعب محاربة، والأعداد المفصولة من الموظفين والعمال والطلاب بالألوف، والشعائر الدينية محاصرة، والإعلام التحريضي الكاذب مستمر.

أردنا ونريد لحياة البلد أن تكون حياة عدل، وارادوا ويريدون لها ان تكون ظلمة.


أردنا ونريد للمجتمع أن يكون مجتمع أخوة، وأرادوا ويريدونه أن يكون مجتمع تمزق وعداوة.

أردنا ونريد للوطن ان يكون وطن سلم، وأرادوه ويريدونه أن يكون وطن حرب، ولكن الله لا يخذل من اخلص عملا.



منقول

</B></I>

توقيع : أحزان الشيعة
اللهم صل على محمد و آل محمد

من مواضيع : أحزان الشيعة 0 معارضة احاديث الصحاح لكتاب الله
0 البخاري : عائشة على جمل خرجت بالناس و كانت محور المعركة ! و لم يذكر شيئ عن الإصلاح
0 أعلمية عائشة
0 هكذا تحدث رسول الله صلى الله عليه و آله و هكذا رده ابن تيمية كعادته
0 ماذا يحدث ؟