|
محـــــاور عقائدي
|
رقم العضوية : 50567
|
الإنتساب : May 2010
|
المشاركات : 8,348
|
بمعدل : 1.52 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ربيبة الزهـراء
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 20-05-2011 الساعة : 05:30 PM
البحرين : "كلينكس" أو "رومال" ( حقيقة مساندة الحكومة ضد شباب 14 فبراير
حقيقة ما يُسمّى "تجمّع الوحدة الوطنية" الذي شُكّل في البحرين فجأة ليساند تحركات الحكومة ضد حركة شباب 14 فبراير في البحرين.
"كلينكس" أو "رومال"
رحمك الله يا جدّي، فقد كان دائماً في جيبك هذا "الرومال". ولمن لا يعرف "الرومال" نعرِّفه له: "الرومال" عبارة عن قطعة قماش صغيرة نسبياً أي أكبر بقليل من حجم الكف، كان يحملها أجدادنا وربما لا زال يحملها بعض آبائنا في جيوبهم لاستخدامها عند الحاجة. والحاجات التي يمكن أن يقضيها "الرومال" تبدأ بمسح عرق الجبين وتنظيف اليد، ولا تنتهي باستخدامها في عملية «التمخّط» وهو عملية إفراغ المخاط من الأنف، حيث يستقبل هذا "الرومال" جميع ألوان المُخاط الشفافة والصفراء وربما الخضراء بحسب الحالة الصحية للأنف وتعقيدها.
ميزة هذا "الرومال" أنه قابل للاستعمال مرات عديدة وربما لسنة أو أكثر؛ حيث تقوم ربَّة المنزل بغسله دورياً ممّا اختلط به ممّا ذكرنا، فيعود لحاله الأولى من جديد ويستطيع الرجل استخدامه لنفس الأغراض مرّة بعد أخرى. ومع التطور الذي لحق بمجتمعاتنا، بدأنا بالتخلي عن استخدام "الرومال" واستبدلناه بالمنديل الورقي "كلينكس" الذي يصلح للاستخدام مرة واحدة فقط، فلا يلبث أن يبلى، فَيَلْزَمُ رميه ولا يمكن غسله واستخدامه مرة أخرى أبداً.
"رومال" أو "كلينكس"، هو واقع نعيشه اليوم في بحريننا العزيزة، فالحكومة الظالمة تبرع باستخدامهما جيداً، فمع بداية انطلاقة حركة 14 فبراير وهي تقدم لنا أمثلة كثيرة من صنفهما، فجنّدت الصحافة الصفراء بأقلامها، وأطلقت الأبواق الإعلامية عبر شاشتها العوراء، واستغلّت رجال دين ومثقفين وأدباء لخلط الأوراق وتشويه صورة الحركة بالأكاذيب، وما كان «تجمّع الوحدة الوطنية» إلا مثالاً لذلك للأسف الشديد.
الدكتور عبد اللطيف المحمود الذي لم نسمع ذكره لسنوات يعود للواجهة كلمح للبصر أو هو أقرب، وبين ليلة وضحاها وبقدرة قادر يصبح الدكتور الفاضل مُمثلاً لسنّة البحرين ومتحدثاً رسمياً بمطالبهم، ويبدأ بتنظيم التجمعات والخطابات باسم جميع طوائف البحرين، ويحظي بتغطية إعلامية غير مسبوقة وعلى الهواء مباشرة، وعلى الطرف الآخر آلافٌ تخرج في مسيرات بمطالب عادلة لا تحظى حتى بنظرة ولو خجولة من الإعلام أو من الحكومة.
قدّم المحمود مطالبه في البداية كمطالب وطنية وباسم تجمعه المُسمّى «تجمّع الوحدة الوطنية» بـ «رفع الأجور والرواتب والمعاشات، إيجاد فرص العمل والرعاية الإنسانية، معالجة مشكلة الفقر والإسكان»، وفي لقاء مع جريدة الوسط أبدى رغبته في «زيارة دوّار اللؤلؤة ولكن بصحبة الشيخ عيسى قاسم» ولكنه بعد أيام وفي خطاب آخر طالب وبتغيّرٍ مفاجئ لا يمكن إخفاؤه بـ «إزالة الدوّار» وليس فقط الاعتصام، ووجه تجمُعه لـ «تكوين مجموعات للدفاع عن النفس»، ونحن حينها لم نفهم منشأ هذا التحول وهذه المطالب وأبدينا استغرابنا منها، إلا أننا وبعد موجة القمع واستخدام البلطجية في القرى وهدم نصب دوّار اللؤلؤة فَهِمنا مضمونها ومنشأها أيضاً، ولم نعد نستغرب ما يصدر من هذا التجمّع «المشبوه» الذي أخذ على عاتقه المطالبة بعكس ما تطالب به المعارضة في الدوّار وكأنه في سباق تحدي وثأر «صبياني» لا يحدث إلا بين طلبة أبناء المدارس الصغار في صف الدراسة.
ومع بِدْأ عملية القمع العنيفة التي شُنّت ضد النشطاء من المعتصمين في دوّار اللؤلؤة، تصدَّر المحمود بخطابه تبرير كل ما تخلّفه الحكومة من حماقات وانتهاكات، ففجأة أصبح أكثر من نصف الشعب البحريني يحمل «أجندة إيرانية صفوية» ويحاول أن يقتل أهل السنة بالبحرين، وأصبح التعدي على بيوت الله بهدمها حَسَناً باعتبار أنها «غير مرخصة ولا تجوز الصلاة فيها»، وفجأة أصبح حرق القرآن جائزاً «لأن الصحابة رضي الله عنهم أحرقوا القرآن»، وبدأ بالمطالبة بالـ«القصاص» من القتلة والمجرمين والخونة الذين طالبوا بالإصلاحات السياسية باعتصام سلمي بدوار اللؤلؤة.
اليوم وبعد مرور أكثر من سبعين يوماً على العملية القمعية التي كان هو وتجمعه بوقها الإعلامي والتحريضي؛ ها هو يكتشف أنه كان بالنسبة للحكومة إما "رومال" أو "كلينكس" إستُخْدِم بفضاعة لتنظيف أنف الحكومة عَلِمَ أو لم يعلم، ليس فقط من الأخضر والأصفر بل من الكتل الصلبة المخلوطة بالدماء جرّاء كثرة التجريح في ذلك الأنف المريض، وما موضوع «تمرير الموازنة» من قبل النواب بالبرلمان بدون «زيادة الرواتب» التي طالب بها إلا بداية موجعة لهذا الاكتشاف الذي مع الأيام ستتضح معالمه -إن شاء الله-.
السؤال بعد النصر المحتوم سيكون: هل كان المحمود "رومال" سيكون صالحاً للاستخدام مرة أخرى بعد غسله أو "كلينكس" غير صالح للاستخدام مرة أخرى؟ ونترك لكم الإجابة.
ملاحظة أخيرة، لا أحمل أي تجني شخصي تجاه الدكتور الفاضل والمقال عبارة عن مقاربة لما صدر من أفعال وبعيداً عن النوايا، والأمثال تُضرب ولا تُعارض
|
|
|
|
|