|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 28390
|
الإنتساب : Jan 2009
|
المشاركات : 2,309
|
بمعدل : 0.39 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
محمد الشرع
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 03-12-2010 الساعة : 07:55 PM
قام (سعيد) من مقامه وتقدم نحونا بخطوات متئدة وهو بادي البسمة قائلاً:
عذراً أيّها الإخوة الأعزاء لقد سمعت حديثكم لا عن فضول منّي فهل تأذنوا لي بمشاركتكم؟
تهللت وجوهنا جميعاً إذ لم يُعهد من (سعيد) أن شاركنا يوماً حديثاً، وكم كنّا نتمنى أن نتعرّف عليه من قرب, لكن فارق السن بيننا يحجزنا عن ذلك, فقلنا جميعاً: على الرحب والسعه أيّها الأخ الكبير.
فقال: اسمي سعيد وبيتي في الجهة المقابلة لمحلتكم.
فبادرته قائلاً: نحن نعرفك من مواظبتك على صلاة الجماعة ونحب أن نتعرف عليك, أما نحن: فأنا اسمي (محمد), وهذا جاري وصديقي (ياسر), وهذا جارنا (حسن), وهذا (كمال).
فتبسّم سعيد قائلاً: لقد سمعت أسئلتكم حول عاشوراء ومراسم العزاء في محرم الحرام, وسمعت الأجوبة عليها, فهل ترغبون أن نواصل الحديث؟
قلنا كلّنا معاً: أجل لا بأس, فهو حديث ممتع ونحن لم نوسعه علماً.
قال: استميحكم عذراً, إنّ أسئلتكم المتقدمة حول اقامة عزاء سيد الشهداء الحسين بن علي (عليه السلام) يمكن لي أن أقسمها إلى أربعة أسئلة, تعميقاً للموضوع, ولكن دعوني أبدأ بمقدمة مختصرة فأقول:
بعث الله تعالى نبيه محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) لهداية الناس وارشادهم إلى طريق الحق والسعادة في الدنيا والآخرة, ولقد حدّد الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) أركان الهداية بأمرين لا ثالث لهما وهما: (كتاب الله, وعترته أهل بيته).
وهذا مما اتفق عليه المسلمون في الحديث الصحيح بل المتواتر عند الجميع الذي قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (يا أيّها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا؛ كتاب الله, وعترتي أهل بيتي).
لكن أغلب الأمة ـ مع الأسف ـ تركت أهل البيت ولم تتمسك بهم, وبذلك فقد فارقت ركناً أساسياً من ركني الهداية, الأمر الذي أدى إلى ظهور الانحراف في المجتمع بصورة تدريجية, فصارت فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي هي من أهم الواجبات الدينية حبراً على ورق, من دون أن يجرأ أحد على تطبيقها أو الحديث عنها, فوصل الأمر إلى أن يعتلي منصة الحكم ويتربع على عرش الدولة أمثال يزيد بن معاوية, الشارب للخمر, والمتجاهر بالمعاصي والكبائر من الذنوب, حتى أن الله تعالى بتر عمره ولم يحكم إلا ثلاث سنين, ففي الأولى قتل الإمام الحسين (عليه السلام) , وفي الثانية هجم على المدينة المنورة وقتل أكثر من سبعين صحابياً وسبعمائة تابعي في وقعة (الحرة), وفي الثالثة حاصر الكعبة ورماها بالمنجنيق فهدمها.
المهم ـ يا أخوتي ـ إنّ الحسين (عليه السلام) عندما رأى أنّ معاوية بن أبي سفيان نصّب ولده يزيد خليفة على المسلمين قام بثورته العظيمة ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر, ويحرك ضمير الأمة؛ ليعيد شجرة الإسلام غضة طرية, يسري في عروقها تعاليم النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) , فنراه ينادي حين خروجه إلى كربلاء:
(إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً, إنّما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي (صلى الله عليه وآله وسلم) , أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر...).
فأراد الإمام الحسين (عليه السلام) أن يرفع بدمه ودم أولاده وأخوته وأصحابه علماً للهداية, ومناراً لكل من ينشد الاصلاح ويرفض الفساد والظلم عبرالأجيال.
أما الأسئلة الأربعة التي فهمتها من سؤالكم المتقدم فهي:
ندخل الى الاسئلة الاربعة في المشاركة القادمة ان شاء الله تعالى ..
|
|
|
|
|