عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية علي الكاظمي
علي الكاظمي
عضو برونزي
رقم العضوية : 28121
الإنتساب : Dec 2008
المشاركات : 661
بمعدل : 0.11 يوميا

علي الكاظمي غير متصل

 عرض البوم صور علي الكاظمي

  مشاركة رقم : 10  
كاتب الموضوع : علي الكاظمي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 17-08-2010 الساعة : 02:21 AM


هشام بن عبد الملك

هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ولي الأمر بعهد من أخيه يزيد بن عبد الملك سنة (105هـ ) لخمس بقين من شعبان، وبقي إلى سنة (125 هـ ) وهي سنة وفاته، وكانت مدّة ملكه تسع عشرة سنة وسبعة أشهر غير أيام، واُمّه بنت هشام بن إسماعيل المخزومي.
كان هشام يعدّ من دهاة بني اُمية، وقرنوه بمعاوية، وعبد الملك، وقد عرف بالغلظة، وخشونة الطبع، وشدّة البخل، وسوء المجالسة، وكان أحول، وهو الرابع من أولاد عبد الملك الذين تولوا الحكم . وكان شديد البغض للعلويين، حاول الانتقام منهم، وانتقاصهم كلّما أمكنته الفرصة. حجّ هشام قبل أن يلي الخلافة فطاف في البيت ولم يتمكّن من استلام الحجر من شدّة الزّحام، فنصب له منبر وجلس عليه، وأهل الشام حوله. وبينما هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين زين العابدين(عليه السلام) فانفرج الناس له وصاروا سماطين، اجلالاً وهيبة واحتراماً، فعظم على هشام وغاضه ذلك. وقال: من هذا؟ استنقاصاً له. وكان الفرزدق حاضراً فقال: أنا أعرفه. فقال هشام: من هو؟ فأنشأ الفرزدق قصيدته المشهورة التي يقول في مطلعها: هذا الذي تعرف البطحاء وطأته *** والبيت يعرفه والحل والحرم هذا ابن خير عباد اللّه كلّهم *** هذا التقيّ النقيّ الطاهر العلم إلى آخر القصيدة ، فغضب هشام، وأمر بسجن الفرزدق. وحجّ هشام بن عبد الملك في أيام خلافته سنة (106 هـ ) وكان الإمام محمد الباقر(عليه السلام)في المسجد، وقد أحاط به طلاب العلم، وهو في تلك الحلقة يلقي عليهم تعاليم الدين الإسلامي، ويعلّمهم الاحكام والفرائض، فصعب ذلك على هشام، فقال لرجل من جماعته: اذهب إليه واسأله وقل له يقول لك أمير المؤمنين: ما الّذي يأكله الناس ويشربونه في المحشر إلى أن يفصل بينهم يوم القيامة؟ فلما سأله الرجل قال(عليه السلام): قل له، يحشر الناس على مثل قرص النقى،فيها أشجار وأنهار يأكلون ويشربون منهاحتى يفرغوا من الحساب. وكان هشام يقصد من وراء هذا السؤال أن يظفر بشيء يستطيع به أن يضع من منزلة الإمام في ذلك المجتمع ولو من باب المغالطة، لأنّه حانق عليه، فلما رجع الرسول إليه بما أجابه الإمام ظن هشام أن ظفر بما أراد ونجح بما دبر. فقال: اللّه أكبر، إذهب إليه فقل له يقول لك: ما أشغلهم عن الأكل والشرب يومئذ؟ فقال أبو جعفر الباقر(عليه السلام): هم في النار أشغل، ولم يشغلوا عن أن قالوا: أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم اللّه. فسكت هشام وعرف فضله. وهو الذي سيّر الإمام الباقر(عليه السلام)وولده الصادق(عليه السلام) من المدينة إلى الشام، يقصد بذلك اهانتهما والتشفي منهما لما رآه وسمعه عندما حجّ في تلك السنة، وحجّ فيها الإمام محمد الباقر وولده الصادق(عليهما السلام) ، فقال الإمام الصادق في ذلك الملأ: الحمد للّه الذي بعث محمداً بالحقّ نبياً وأكرمنا به، فنحن صفوة الله من خلقه، وخيرته من عباده وخلفائه، فالسعيد من تبعنا، والشقي من عادانا. فبلغ هشام ذلك، وعظم عليه فلم يتعرّض لهما بشيء، حتى انصرف إلى دمشق، وأمر بإشخاص الإمام وولده الصادق(عليهما السلام) إلى دمشق. قال الإمام الصادق(عليه السلام) فلما وردنا دمشق حجبنا ثلاثاً، ثم أذن لنا في اليوم الرابع إلى آخر ما هو معروف من هذه القصة. هشام وزيد بن علي ودخل عليه زيد بن علي(عليه السلام) فسلّم عليه بالإمرة، فلم يرد السلام اهانة له، وأغلظ في الكلام ولم يفسح له في المجلس. وفي زيد يقول الامام الصادق عليه السلام "رحم الله عمي زيد اما انه لوظفر لوفى وانه كان يدعوا للرضا من ال محمد"انتهى " فقال زيد: السلام عليك يا أحول، فأنك ترى نفسك أهلاً لهذا الاسم. فغضب هشام، وجرت بينهما محاورة كان نصيب هشام فيها الفشل، وخرج زيد وهو يقول: ما كره قوم حرّ السيوف إلاّ ذلّوا. وأمر هشام بردّه وقال له : اذكر حوائجك. فقال زيد: أما وأنت ناظر على اُمور المسلمين فلا. وخرج من عنده، وقال: من أحبّ الحياة ذلّ. ومضى زيد إلى الكوفة وبها استشهد في الثالث من صفر سنة (121 هـ ) بعد ثورة آزرته فيها مختلف الطاقات، وجرت حوادث لايتسع المجال لذكرها. وبعد شهادته ـ (رضي الله عنه) ـ صلب جسده عرياناً منكوساً بأمر من هشام، وبقي الجسد مصلوباً أربع سنين، ونسجت العنكبوت على عورته، وأرسل يوسف بن عمر أمير الكوفة رأس زيد إلى هشام، فصلبه على باب دمشق، ثم أرسله إلى المدينة، فنصب عند قبر الرسول يوماً وليلة، ثم نصب في مؤخر المسجد على رمح، وأمر الوالي باجتماع الناس، فقام خطباء الاُمويين بشتم أهل البيت، وهكذا بقي الرأس سبعة أيام. ثم أمر هشام بإرسال الرأس إلى حنظلة بن صفوان عامله على مصر سنة (122 هـ ) فأمر حنظلة بتعليقه، وأن يطاف به. أمّا الجسد الشريف فقد بقي مصلوباً إلى أيّام الوليد بن يزيد، وقد أقام عليه يوسف بن عمر حرّاساً خوفاً من أن ينزل الجسد فيغسل ويكفن ، وكان الموكل بحراسة الجسد زهير بن معاوية، أحد رجال الصحاح وحملة الحديث. وكان زهير يحدّث الناس: بأنّه رأى رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) في النوم، وقد وقف على الخشبة وقال: هكذا تصنعون بولدي من بعدي ؟ !! يا بني يا زيد قتلوك، قتلهم اللّه، صلبوك صلبهم اللّه. مقتل زيد بن علي وملابساته قال ابن عساكر: فخرج زيد في أربعة آلاف بالكوفة، فاحتال عليه بعض من كان يهوى هشاماً، فدخلوا عليه وقالوا: ما تقول في أبي بكر وعمر؟ فقال زيد: رحم اللّه أبا بكر وعمر صاحبي رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال: أين كنتم قبل اليوم؟!! وكان الغرض من القاء هذا السؤال في ذلك الموقف الحرج في ساعة حرب وتجمّع، وهياج وتحزّب، هو أحد أمرين وفي كليهما نجاح تلك الخدعة، وتحقيق هدف تلك المؤامرة ، فإمّا أن يتبرأ زيد من الشيخين ويسيء القول فيهما، فيكون حينئذ أقوى سبب لقتل زيد، لأنّه يسيء القول في الشيخين، وتلك وسيلة اتخذها الاُمويون ومن بعدهم للقضاء على خصومهم، وإمّا أن لا يتبرأ فيقولوا كيف لا يتبرأ ممّن ظلمهم حقّهم ؟ وبالفعل قالوا ونجحت هذه المؤامرة، وتفرق أهل الغدر وذوو الاطماع، وكانت هذه الحيلة من الوالي يوسف بن عمر أقوى سلاح لجأ إليه. يقول الاُستاذ الخربوطلي: ولجأ يوسف بن عمر إلى الحيلة فدسّ لزيد بين أنصاره من يسأله عن رأيه في أبي بكر وعمر.. الخ. كما أنّه أعطى لبعض جواسيسه الأموال ليتعرف على أصحاب زيد. وأنّ الأمر لا يحتاج إلى مزيد من إقامة الشواهد على اهتمام الاُمويين في اتخاذ الوسائل لإفشال ثورة زيد، وأنّ نفسيّات الاكثرية التي انضمّت إليه قد طبعت على الغدر ونقض العهود. وإنّ قول زيد لمن سأله: أين كنتم قبل هذه؟ ليدلّ بصراحة على ما في الأمر من هدف معيّن وأمر مبيّت. إنّ الشيعة هم محور تلك الثورة، وليس من الصحيح أن ينسب إليهم اثارة موضوع هم في غنى عنه، وهم لا يجهلون رأي أهل البيت في ذلك الأمر، فما معنى هذا السؤال في ذلك الموقف الحرج؟ كما أنّهم يعرفون الجيش واختلاطه من عناصر مختلفة، فكيف يهبط بهم الشذوذ في التفكير إلى هذا المستوى الذي لايتفق مع عقائدهم ولا يسير مع خططهم الثورية؟ والواقع أنّ الشيعة لم يثيروا هذا الموضوع، لأنّهم لا يجهلون خطره في ذلك الموقف الحرج، وإنما كانت اثارته من الخدع السياسية ، والحيل الاُموية. ولقد نجحت تلك المؤامرة وتسربت الفرقة بين صفوف الجيش، وتفرّق عن زيد من لم يأت لنصرته عن عقيدة ثابتة، ولم يبق معه إلاّ الخلّص من الشيعة، فدافعوا عنه دفاع الابطال، وثبتوا معه إلى أن قتل ـ رحمة الله عليه ـ ، وقد قتل بين يديه جماعة منهم، وآخرون صحبوا ولده يحيى وقاتلوا معه، ولم ترفض الشيعة زيداً، بل إنّما رفض المعاونة معه انصار الاُمويين وأعوان الظلمة..
انتهى

الهم العن كل ظالم ظلم حق محمد وال محمد من الاولين والاخرين


توقيع : علي الكاظمي
من مواضيع : علي الكاظمي 0 واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا
0 الذين اتخذوا الدين رأيا بغير هدى من أئمة الحق
0 جوهرة القدس
0 في بيان تاويل اية النور
0 ثم اءورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا
رد مع اقتباس