|  | 
| 
| 
| عضو  برونزي 
 |  | 
رقم العضوية : 28121
 |  | 
الإنتساب : Dec 2008
 |  | 
المشاركات : 661
 |  | 
بمعدل : 0.11 يوميا
 |  |      |  |  |  
   
 
   
 
 | المنتدى : 
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام 
 لم تخلق الدنيا لراحة المؤمن 
			 بتاريخ : 06-08-2010 الساعة : 10:31 PM 
 
 بسم الله الرحمن الرحيموصى الله على محمد وال محمد الطاهرين
 
 اعلم انّ الله سبحانه وتعالى لم يخلق الدنيا لراحة المؤمن بل تصل إليهم الأحزان والبلايا بحسب مراتبهم وايمانهم ، ويكفي لتحقيق هذا الأمر النظر في أحوال الأنبياء والأوصياء ، ومحن رسول الله وأهل بيته صلوات الله عليهم.وقد ثبت بحسب التجربة ان ما من شيء أكثر اصلاحاً للنفس من البلايا والمصائب الموجبين في الزهد من الدنيا والتوجه نحو الله تعالى ، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : انّ عظيم البلاء يكافأ به عظيم الجزاء ، فاذا أحبّ الله عبداً ابتلاه بعظيم البلاء ، فمن رضي فله عند الله الرضا ، ومن سخط البلاء فله عندالله
 [ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لأبي ذر رحمه الله : ]
 يا أبا ذر ، الدرجة في الجنة فوق الدرجة كما بين السماء والأرض ، وانّ العبد ليرفع بصره فيلمع له نور يكاد يخطف بصره فيفزع لذلك فيقول : ما هذا ؟ فيقال : هذا نور أخيك ، فيقول : أخي فلان كنّا نعمل جميعاً في الدنيا وقد فضّل عليّ هكذا ، فيقال له : انّه كان أفضل منك عملاً ، ثم يجعل في قلبه الرضا حتى يرضى.
 
 يا أبا ذر الدنيا سجن المؤمن وجنّه الكافر ، وما أصبح فيها مؤمن الا حزيناً ، فكيف لا يحزن المؤمن وقد أوعده الله جلّ ثناؤه انّه وارد جهنّم ولم يعده انّه صادر عنها ، وليلقينّ أمراضا ومصيبات وأموراً تغيظه ، وليظلمنّ فلا ينتصر ، يبتغي ثواباً من الله تعالى فلا يزال حزيناً حتى يفارقها ، فاذا فارقها أفضى إلى الراحة والكرامة.
 
 وسأل عبد الله بن بكير أبا عبدالله عليه السّلام أيبتلي المؤمن بالجذام والبرص وأشباه هذا ؟ قال : فقال : وهل كُتب البلاء الاّ على المؤمن "
 وقال عليه السّلام في حديث آخر : أخذ الله ميثاق المؤمن على أن لا تصدّق مقالته ، ولا ينتصف من عدوّه ، وما من مؤمن يشفي نفسه الاّ بفضيحتها ، لأنّ كلّ مؤمن ملجم
 وقال عليه السّلام في حديث آخر : ... لا ينفك المؤمن من خصال أربع : من جار يؤذيه ، وشيطان يغويه ، ومنافق يقفو أثره ، ومؤمن يحسده ، ثم قال : ... اما انّه أشدّهم عليه... انّه يقول فيه القول فيصدّق عليه
 وروي بسند معتبر عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم انّه قال : قال الله عزّ وجلّ : لولا انّي استحيي من عبدي المؤمن ما تركت عليه خرقة يتوارى بها ، وإذا أكملت له الايمان ابتليته بضعف في قوّته وقلّة في رزقه ، فإن هو جزع أعدت عليه ، وان صبر باهيت به ملائكتي... .
 وقال أبو عبدالله عليه السّلام : انّ في كتاب عليّ عليه السلام انّ أشدّ الناس بلاء النبيّون ، ثمّ الوصيّون ، ثمّ الأمثل فالأمثل ، وانّما يبتلي المؤمن على قدر أعماله الحسنة ، فمن صحّ دينه وحسن عمله اشتدّ بلاؤه.
 
 وذلك انّ الله عزّ وجلّ لم يجعل الدنيا ثواباً لمؤمن ولا عقوبة لكافر ، ومن سخف دينه وضعف عمله قلّ بلاؤه ، وانّ البلاء أسرع إلى المؤمن التقي من المطر إلى قرار الأرض .
 وروي بسند صحيح عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام انّه قال : انّ ملكين هبطا من السماء فالتقيا في الهواء ، فقال أحدهما لصاحبه : فيما هبطت ؟ قال : بعثني الله عزّ وجلّ إلى بحر ايل أحشر سمكة إلى جبار من الجبابرة اشتهى عليه سمكة في ذلك البحر ، فأمرني أن أحشر إلى الصيّاد سمك البحر ، حتى يأخذها له ليبلغ الله عزّ وجلّ غاية مناه في كفره ، ففيما بعثت أنت ؟
 قال : بعثني الله عزّ وجلّ في أعجب من الذي بعثك فيه ، بعثني إلى عبده المؤمن الصائم القائم ، المعروف دعاؤه وصوته في السماء ، لاُكفىء قدره التي طبخها لافطاره ، ليبلغ الله في المؤمن الغاية في اختبار ايمانه .
 وقال أبو عبدالله عليه السّلام : انّ الله عزّ وجلّ جعل وليّه في الدنيا غرضا لعدوّه .
 وروي عن سماعة انّه قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السّلام فشكا إليه رجل الحاجة ، فقال له : اصبر فإنّ الله سيجعل لك فرجاً.
 قال : ثم سكت ساعة ، ثم أقبل على الرجل فقال : أخبرني عن سجن الكوفة كيف هو ؟ فقال : أصلحك الله ضيّق ، منتن وأهله بأسوء حال ، قال : فانّما أنت في
 السجن فتريد أن تكون فيه في سعة ، أما علمت أنّ الدنيا سجن المؤمن
 وقال عليه السّلام في حديث آخر : انّ لله عزّ وجلّ عباداً في الأرض من خالص عباده ما ينزل من السماء تحفة إلى الأرض الاّ صرفها عنهم إلى غيرهم ، ولا بليّة الاّ صرفها إليهم
 وقال عليه السّلام ـ وعنده سدير ـ : انّ الله إذا أحبّ عبداً غتّه بالبلاء غتاً ، وانّا وايّاكم يا سدير لنصبح به ونمسي
 وقال أبو جعفر عليه السّلام : انّ الله تبارك وتعالى إذا أحبّ عبداً غتّه بالبلاء غتّاً وثجّه بالبلاء ثجّاً ، فاذا دعاه قال : لبيك عبدي لئن عجلت لك ما سألت انّي على ذلك لقادر ، ولئن ادّخرت لك فما ادخرت لك فهو خير لك
 وقال أبو عبدالله عليه السّلام : المؤمن لا يمضي عليه أربعون ليلة الا عرض له أمر يحزنه يُذكّر به
 
 وصلى الله على محمد وال محمد الطاهرين
 
 
 |  |  |  |  |  | 
 |