|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 43483
|
الإنتساب : Oct 2009
|
المشاركات : 1,775
|
بمعدل : 0.31 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
شهيدالله
المنتدى :
المنتدى العام
بتاريخ : 29-07-2010 الساعة : 02:02 PM
ثم نجد الفاروق الحقيقي(علي ابن ابي طالب)) ، الذي يفرق بين الحق والباطل لا يسمح لنفسه أن يبقي معاوية دقيقة واحدة على الشام ، ومن هو الشخص الذي قال عنه الرسول صلوات الله عليه وعلى آله (( أنه مع القرآن )) هل عمر أم الإمام علي عليه السلام ؟. (علي مع القرآن والقرآن مع علي ) أم قال عمر مع القرآن والقرآن مع عمر؟.
عندما نجد أن الإمام علي عليه السلام لا يسمح لنفسه أن يبقي معاوية لحظة واحدة على الشام ، فإنه يتحرك باسم القرآن ، وأنه منطق القرآن ، وموقف القرآن. إذاً فالموقف الآخر الذي سمح لنفسه أن يبقي معاوية سنيناً طويلة لا يحاسبه على شيء من أعماله ، ويقول عنه: (ذلك كسرى العرب). هو الموقف نفسه الذي لا ينسجم مع القرآن بحال، هو الموقف المفارق للقرآن ،هو الموقف الذي ضرب القرآن وأمة القرآن وقرنآء القرآن ، فهنيئاً لفاروق هذه الأمة هنيئاً يوم يلقى الله فيُسئل عن كل حادث حدث في هذه الأمة.
لا تنظر إلى فاجعة كربلاء أنها وليدة يومها ، من الذي حرك الجيوش لتواجه الحسين في كربلاء ؟ من الذي أرسل ابن زياد إلى الكوفة ليغري زعماء العشائر بالأموال ، ويرغّب ويُرهب حتى يجيشهم ، حتى يحولهم إلى جيش يتوجه إلى ضرب الإمام الحسين عليه السلام بعد أن كانوا قد بايعوا الإمام الحسين عليه السلام ، من هو؟. إنه يزيد. من الذي جعل يزيداً خليفة على رقاب المسلمين ؟. إنه معاوية. من الذي جعل الأمة ـ تلك الأمة ـ تقبل مثل يزيد ؟ من الذي جعل ليزيد سنداً قوياً وقاعدة قوية؟. إنه معاوية. من الذي ولى معاوية على الشام ؟ إنه عمر. من الذي ولى عمر ؟ إنه أبو بكر.
أبو بكر وعمر كانا يتحركان كما قال الإمام علي عليه السلام لعمر: ( إحلب حلباً لك شطره) (شدّها لـه اليوم يردها عليك غداً). حركة واحدة كانت على هذا النحو ممن يعشقون السلطة ممن يعشقون المنصب، ممن يعشقون الوجاهة.
يقول البعض: لو كان أولئك ممن يعشقون السلطة لرأيناهم مترفين ؛ لأننا نشاهد أن من يعشقون السلطة هم عادة إنما من أجل أن تتوفر لهم الأموال وتتوفر لهم الملذات.. إلى آخر ما قيل في هذا الموضوع.
يقول أحد العلماء الآخريين -وهو محمد باقر الصدر-: (ليس صحيحاً كل هذا ، بل وجدنا في التاريخ من ظهروا بمظهر المتقشفين الزهاد ، من أجل أن يصلوا إلى السلطة ، أن هناك من يحب السلطة فتبدوا لديه ألذ من كل مطائب العيش ، ألذ من كل ملذات الدنيا كلها ، فمن أجل الوصول إلى السلطة يتقشف ، ومن أجل الوصول إلى السلطة يبدو زاهداً).
وقد وجدنا في اليمن نفسه علي بن الفضل عندما وصل إلى اليمن جلس في وادياً يتعبد زاهداً ويتركع ، يقبل الشيء اليسير مما يُعطى ،زاهد متقشف متعبد. إن هناك نوعيات في البشر يعشقون المنصب، يعشقون الوجاهة فتبدو كل لذة أخرى من ملذات الطعام والشراب والنكاح والبنيان وغيره ، تبدو كلها لا تساوي عنده شيئاً ، سيضحي بها جميعاً من أجل أن يصل إلى المنصب.
هو يجيب على من يحاول أن يقدم أبا بكر وعمر بأنهم لم يكونوا عشاق مناصب. لو لم يكن عمر يعشق المنصب لكان أول من يستجيب يوم قال الرسول صلوات الله عليه وعلى آله في يوم من أيام مرضه: ((ائتوني بقلم ودواة أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده)). عمر اعترض هو يعرف ماذا سيعمل. هو يعرف أنه سيكتب علياً.
إذا كان قد تحدث عن علي طيلة حياته وأعلن ولايته على رقاب الأمة يوم الغدير فماذا يتوقع أن يكتب الرسول صلوات الله عليه وعلى آله ؟ إلا أن يشد الأمة إلى الإمام علي عليه السلام فيكون قد أستخدم كل الوسائل ، فضج عمر ، وقال: الرسول قد غلب عليه الوجع. وقال: إن الرسول ليهجر. ؛لأنه ـ كما قال الإمام علي عليه السلام ـ( أشددها له اليوم يردها عليك غداً).
لا ننظر إلى فاجعة كربلاء أنها وليدة يومها ، ونتحدث عن ابن زياد وحده أو نتحدث عن يزيد وحده ، إذا كنا على هذا النحو ، إذا لم ننظر دائماً إلى البدايات ، ننظر إلى بدايات الإنحراف ، ننظر إلى الأسباب الأولى ،النظرة التي تجعلنا نرى كل تلك الأحداث المؤسفة ، نرى كل هذا الواقع الذي تعيشه الأمة إنما هو نتاج طبيعي لذلك الإنحراف ، إنما هو تداعيات لتلك الآثار السيئة التي كانت نتاج ذلك الإنحراف ، وإلا فسنعيش في ظل الأسباب نفسها ، وسنكون نحن جزء من الأسباب التي جعلت الإمام الحسين عليه السلام صريعاً في كربلاء ، وجعلت الإمام علي قبله والإمام الحسن قبله يسقطون شهداء.
الله أكبر ـ الموت لأمريكا الموت لإسرائيل ـ اللعنة على اليهود ـ النصر للإسلام الشهيدحسين بدرالدين الحوثي
|
|
|
|
|