الموضوع:
السيد محمد باقر الحكيم قائد النضال ضد الدكتاتورية (صفحات قد لا تكون معروفة ) ق 1
عرض مشاركة واحدة
بنت الهدى/النجف
عضو فضي
رقم العضوية : 29209
الإنتساب : Jan 2009
المشاركات : 1,756
بمعدل : 0.29 يوميا
مشاركة رقم :
27
كاتب الموضوع :
بنت الهدى/النجف
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 07-07-2010 الساعة : 01:00 AM
صفحات قد لا تكون معروفة عن حركة السيد الشهيد الحكيم ودوره في اسقاط نظام العفالقة واقامة دولة الانسان في العراق يرويها بمناسبة الذكرى السنوية لشهادته احد اصحابه ومريديه
القسم الرابع
بقلم الدكتور السيد علاء الجوادي
صور السيد الحكيم مع الامام الخميني
في اول لقاء للعراقيين في ايران مع الامام الخميني سنة 1981 م
ملاحظة
كما ذكرت في القسم الاول من هذه الذكريات والمذكرات انها تعبر عن فهمي وتصوراتي ومعايشاتي. فقد اشير الى حادثة واركز على اخرى وفي الوقت الذي اريد ان اصير به دقيقا جدا في رواياتي الا اني لا ازعم ان حديثي شامل لكل الوقائع والمجريات. من المؤكد اني سافصل اكثر واكثر في الكتاب الذي سيكون حول الموضوع نفسه، ولكن حتى في الكتاب الذي اعد به فانه سيأتي معبرا عن وجهة نظر لرجل شهد جزءً من الاحداث وشهد غيره اجزاء منها. لذلك ادعو اخوتي وزملائي من رفاق الطريق ان يدلو كل بدلوه.
تدويل القضية العراقية
من المحطات المهمة في تاريخ حركة المجلس هو توقف الحرب العراقية الايرانية وتبلور ظروف جديدة عقدت حركة المجلس في بعض المجالات. شعر البعض باليأس وان نظام صدام ظل رازحا على صدور الشعب العراقي ولم يسقط. كان رأي يومها ان المسألة على العكس فبنهاية الحرب العراقية الايرانية سيصبح صراعنا مع النظام صراع شعب مظلوم وحاكم ظالم، وسوف لا تتداخل الاوراق فيما بعد وسوف تفتح ابوابا وساحات جديدة للعمل. ولكن الاحباط خيم على كثيرين. اما السيد ابو صادق رحمه الله فاذكره كان مثالا للرجل الذي لا تزعزعه العواصف. واخذ يفكر بشكل دقيق عن الاسلوب الامثل والافضل بعد توقف الحرب. كنت اتوقع ان النظام الصدامي سيقدم على مغامرة جديدة وكنت احتمل ان الكويت ستكون صيده وفريسته القادمة... وكتبت دراسة بذلك. على اي حال وقع المحذور وهجم صدام على الكويت وهنا ابتدأت فصول اخرى من القضية العراقية كان على رأسها التدويل.
لقد اصبحت الحاجة بمرور الوقت، اكثر الحاحا لتركيز العمل وتخصيصه وتوسيع التحرك، خصوصا انّ قضية العراق قد دخلت منذ ازمة احتلال الكويت في آب عام 1990 في تعقيدات كثيرة واصبحت جزءا من الوضع السياسي الدولي، وقد اضاف ذلك مسؤوليات مضاعفة على المعارضة وبالخصوص تلك المعارضة ذات البعد الجماهيري في تأكيد وجودها وكسب الاعتراف بها، وممارسة الضغط على الوضع الامني والسياسي للنظام الحاكم الدكتاتوري المباد.
حصلت الكثير من النشاطات في هذه الفترة وعقدت مؤتمرات وتبلورت مواقف وسناتي على تناولها في الكتاب الموسع. وللكتابة عنها احتاج الى بعض من وثائقي التي ليست تحت يدي الان. وسانتقل الى عمل من اهم اعمال السيد الحكيم يومذاك وهو زيارته الى لندن سنة 1995.
زيارة السيد الحكيم الى لندن
عندما تقرر قيام السيد الحكيم الى لندن، دأب الاخوة القريبين من السيد الحكيم بعقد عدد من الجلسات في مبنى المجلس الاعلى في لندن للاعداد والتهيئة لانجاح زيارة سماحته باعتبارها زيارة مهمة جدا. كان بعض الاخوة الاعزاء غفر الله لهم يتصورون اني سوف لا اتفاعل مع هذه الفعالية. لكني كنت في مقدمة المهتمين بهذه الزيارة لعدة اسباب اذكر منها:
1- على الصعيد الجماهيري
كانت الكثير من القطاعات العراقية بعد مرور العديد من المشاكل على الساحة العراقية على صعيد العراقيين المقيمين في ايران او الجاليات العراقية التي تعيش في الغرب قد تسرب الاحباط الى دواخلها.في تلك الفترة. وانصرف قسم منهم الى الشؤون الحياتية الخاصة دون التفكير الجاد بقضية اسقاط النظام الدكتاتوري. بل اخذنا نسمع من البعض السياسيين الهمهمات بالرجوع لصدام وانهاء المعارضة له. وكان في اعتقادي ان حضور السيد الحكيم في مثل هذه الساحات كان ضرورة قصوى لا سيما ساحة لندن التي تعتبر اهم ساحة. كان الجميع بحاجة الى ان يسمعوا انه رغم كل الاحباطات فالراية ستبقى مرفوعة.
2- على صعيد العامل الدولي
بعد دخول النظام الصدامي للكويت ودخول العامل الدولي بشدة على القضية العراقية وتبنيه لابراز عناصر معينة وسعيه لاسكات الصوت الوطني العراقي والرموز الاسلامية الوطنية من خلال اطروحات البديل العديدة، كان من الضروري ايضا مجيئ رمزا اسلاميا عراقيا وطنيا بوزن السيد الحكيم ليقدم رسالة ناطقة تجعل العامل الدولي والدول الغربية تفهم بوضوح من هي القيادة العراقية الحقيقية. وان اردة الشعب العراقي اقوى من ان تغيب عبر مؤامرات المطابخ السرية الغائمة بل المظلمة.
3- على صعيد الكوادر والقيادات المعارضة للنظام
مجيئ السيد سيكون بمثابة عامل شد وتحريك للساحة العراقية المعارضة في لندن. لقد اعطت هذه الزيارة الاسلاميين زخما كبيرا لانها كشفت عن مدى اصالة تعامل الساحة معهم وكشفت كذلك ان الطرف الاقوى في معادلة الصراع مع الصداميه هو قيادته الاسلامية الرشيدة.
4- عامل الوفاء والاخوة
لم تكن عشرة سنوات من النضال اليومي المشترك شيئ يمكن التساهل معه بل انه يشكل عمودا اساسيا في حياتي. وكنت خلال كل هذه السنوات العشرة مع السيد الحكيم نتوافق ونتخالف ولكن لا نتقاطع بل نبقى رغم كل شيئ يجمعنا نضال واحد وخط وطني واحد. هذا العامل كان يدفعني مع وجود ملاحظات عندي ان اكون في نهاية المطاف مع السيد الحكيم وان اسعى لانجاح اعماله ومشاريعه التي تصب في خدمة القضية.
عليه فقد قمت ببعض المساهمات مع بقية اخوتي. منها:
ارسال مقترحات للسيد الحكيم حول ما ينبغي القيام به اثناء الزيارة والاطراف التي يستحسن الالتقاء بها وطبيعة الخطاب الذي يفترض ان يوجه للجماهير العراقية المقيمة في بريطانيا. وساهم اخوتنا في لندن باعداد استقبال رائع للسيد في مطار هيثرو. جعل المراقبين من اطراف عراقية وغيرها يفهمون وزن السيد الحكيم بالساحة العراقية لا انسى عندما تعانقنا انا والسيد الحكيم بعد فراق خمسة سنوات كانت لي به بعض الاراء التي لم تمنعني ان اكون من اول المهتمين والمتعاونين في انجاح الزيارة، قال لي السيد بعدما احتضنني انك رجل نبيل يا ابا هاشم. ساهمت وقتها في حشد عدد من رموز القوى التي تسمى يومذاك بالمعارضة العلمانية وانا اسميها المعارضة الوطنية واقنعت بعض من كان له شيئا من التحفظ.
ذهب السيد الحكيم من مطار هثرو الى مركز اهل البيت الاسلامي تحية لذكرى الشهيد المظلوم السيد محمد مهدي الحكيم. وكان باستقباله هناك حاشد حافل من الشخصيات العراقية. قال لي وقتها، كما اتذكر الشريف علي بن الحسين راعي حركة الملكية الدستورية في العراق انه حشد رائع وكبير فاجبته متبسما: الله اعلم حيث يضع رسالته... والشعب العراقي يعرف من تكون قيادته الحقيقية... تقبل الرجل الهادئ المسالم بكل اريحية وكرم كلامي هذا فكنايات الاشراف يفهمها الاشراف.
وقد القى السيد الحكيم في احد قاعات لندن الكبرى المهمة كلمة رائعة شرح بها مشروعه السياسي لاسقاط النظام الدكتاتوري. وكانت نقاطا دقيقة ومتكاملة وتعبر عن رؤيا عميقة وجادة في التحرك من اجل اسقاط الدكتاتورية الجاثمة على صدر بغداد. فنالت اعجاب واهتمام الحاضرين. وسنرفق في الكتاب نص كلمة السيد الحكيم التي القاها في لندن سنة 1995. كانت روعة الكلمة وضخامة الحشد الحاضر من الشخصيات السياسية العراقية مما اثلج صدورنا لاننا شعرنا ان مظلومية شعبنا هي اكبر بكثير من تسلط عوامل الاحباط على المسيرة. وبكى بعضنا بفرح ممزوج بالحزن الفرح بالنجاح والحزن على ركب الشهداء والضحايا في العراق. اذكر احدهم هو الاخ دكتور... قد لا يوافق على ذكر اسمه.... الذي جلس في مدخل القاعة وهو يبكي ذهبت اليه وقبلته وهنأته وعزيته، وعهدي بذاكرة اخي الدكتور قوية ولا ادري مدى تذكره لهذا الموضوع.
وزار العراقيون السيد الحكيم وزار السيد العراقيين في كل مكان يتواجدون فيه وذهب إلى مراكز تجمعاتهم، سعيا لترسيخ العلاقة بهم، والاستماع إلى مشكلاتهم ومقترحاتهم للمساهمة بمساعي العمل ضد النظام الدكتاتوري في بغداد.
امران تميزت بهما زيارة السيد الحكيم الى بريطانيا هما:
اولا: رفض السيد المطلب البريطاني في استقباله استقبالاً رسمياً.
ثانيا: لم يحبذ السيد اللقاء بالمسؤولين الحكوميين البريطانيين لذا لم يلتق بالوزراء، وفضّل الالتقاء بأعضاء البرلمان باعتبارهم ممثليين للشعب البريطاني.
ولعل السبب الاساسي في عدم لاقائه بالمسؤولين الحكوميين البريطانيين ينبع من وجود ملاحظات عنده على السياسات الرسمية للحكومة. وتعبيرا عن عدم تقبله لسياساتها تجاه صدام بعد غزوه للكويت، وان حاولت أن تظهر مواقف معادية للنظام، ولكن من دون جدية يطمح لها الشعب العراقي والمعارضة العراقية.
ولكنه على صعيد الانسان البريطاني الذي يمثل المجتمع كان له موقف اخر فذهب إلى البرلمان وتحدث مع البرلمانيين والتقى بممثلي منظمات المجتمع المدني، وحقوق الإنسان، والأسقف الأكبر للكنيسة البريطانية.
وباعتقادي ان زيارة السيد هذه كانت من اهم زياراته وقد وصلت من خلالها الرسالة التي كان من الضروري ان تصل لصناع القرار. وقد عبر السيد الحكيم عن اعتزازه بكل من ساهم بانجاح هذه الزيارة عبر رسالة ارسلها، وهذه صورة منها نحتفظ بها بارشيفنا الشخصي ونعرضها للقارئ الكريم.
جانب من زيارات وتحركات السيد على الصعيد الاقليمي والدولي
من خلال نظرية عمل واضحة، سعي المجلس الاعلى بقيادة السيد الحكيم، لتطوير وتوثيق العلاقة مع الدول المجاورة للعراق ودول العالم الاخرى، وكان يستهدف تحقيق مايلي:
1- استكشاف المواقف الواقعية تجاه الاوضاع الفعلية في العراق.
2- خلق حالة من الثقة وتبديد المخاوف تجاه مشروعه لتغيير في العراق.
3- بيان الموقع الحقيقي للمجلس الاعلى في اوساط الشعب العراقي.
4- ايجاد الارضية المناسبة للمشروع التغييري.
لقد كانت الحركة السياسية الواسعة على دول المنطقة مثل سوريا والمملكة العربية السعودية والكويت وتركيا وايران وغيرها واللقاءات مع قادة هذه الدول من قبل السيد الحكيم واعضاء المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الاخرين وهيئات المجلس الاخرى، هي التجسيد العملي لافكار ورؤى المجلس الاعلى مع دول الجوار وباقي الدول، بما يجب ان يكون عليه عرا ق المستقبلداخليا واقليميا ودوليا. مما منح المجلس بقيادة السيد الحكيم شبكة قوية ومتوازنة مع كل الجوار العراقي والدول ذات التأثير بقضيته.
وفي هذا الساق تحرك السيد مباشرة او بصورة غير مباشرة على الدول الاقليمية، ونذكر منها:
1- زيارة الجمهورية العربية السورية في الثمانينات، والتقائه بالمرحوم القائد العربي الراحل حافظ الاسد. وبعد رجوعه من هذه الزيارة اذكر انه حدثني في موضع الاعتزاز بالرئيس الاسد، فقال: شكرت الرئيس حافظ الاسد على رعايته النبيلة والكريمة للعراقيين. فاجابني بكل تواضع ومحبة: هذا واجبي القومي والاخلاقي والوطني فالعراقيون هم ابنائي واخواني كما هم السوريون لا فرق بينهما عندي، فرحمه الله على حسن وفادته للعراقيين. ومجموع لقاءات السيد مع الرئيس حافظ الأسد بلغت خمس مرات
2- زار الكويت عدة مرات، وأستقُبل على مستوى عالٍ جداً من قيادة البلد. والتقى رئيس دولة الكويت.
3- قام بزيارة المملكة العربية السعودية عدة مرات، وأستقبل على نطاق رسمي عالي المستوى، والتقى ملك المملكة العربية السعودية.
4- التقى بأكثر من رئيس جمهورية لتركيا، والتقى كذلك رئيس الوزراء التركي.
5- تلقى دعوات على مستوى عالٍ من الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال الهاشمي ولكن الظروف الاخرى لم تكن مناسبة لتلبية السيد لهذه الدعوات.
6- كما قام وفد عال المستوى برئاسة السيد الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق باجراء لقاء مع الامين العام للامم المتحدة خافيير بيريز ديكويلار في جنيف عام 1991.
7- وكان وزراء خارجية دول العالم يذهبون إلى طهران لزيارة السيد محمد باقر الحكيم.
كانت زيارات السيد الشهيد محمد باقر الحكيم للدول تعكس الاحترام الكبير لتك الدول له حيث كان يستقبل فيها كرئيس دولة، وهذا له معناه في العرف الدبلوماسي الدولي.
وكلمة تقال والالم يعتصر القلوب انه على الرغم من كل مواقف صدام وعلى الرغم من احتلاله للكويت وتهديده للمنطقة برمتها الا ان الموقف الأمريكي لم يعبر عن فهم لطموحات وامال الشعب العراقي. وقد اتضح هذا الموقف المؤلم ، وغير الصحيح ، في موقف الامريكان غير المشرف في الانتفاضة الشعبانية المباركة في اذار عام 1991. وانقلابهم السريع بما مكن صدام من القمع الدموي الوحشي لهذه الانتفاضة الجماهيرية.
لم يكن هذا الموقف بمستبعد على المراقب المعارض العراقي. ومن الجدير ذكره انه في ذلك الوقت قبل الانتفاضة ، جاء وفد من إحدى الدول العربية ، وقال أن الوضع العربي ، يتخوف من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، فعليكم ان تتحركوا لتطمأنوا الدول العربية. ولكن مع تحرك السيد الحكيم والمجلس الاعلى والعديد من الرموز العراقية المعارضة كانت هناك قوى تعمل بالظلام ضد كل ما يريد تحقيقه من امال وقد تجلى ذلك اكثر واكثر بعد سقوط نظام صدام.
على اي حال لم تكن تحركات السيد الحكيم من صنف التحركات الانفعالية التي تتأثر بالمثرات الجانبية. تحليل القضية القى بالتزامات دقيقة على صعيد حركة المعارضة العراقية. بل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق تحرك عبر اجهزته المختلفة لتحقيق الاهداف المطلوبة لاسقاط النظام الدكتاتوري، وضمن خطة، تعبر عن فهم المتغيرات الداخلية والاقليمية والعالمية واشتمل توجهه وباشراف من السيد الحكيم رحمه الله على النقاط التالية:
1- تفعيل ممثليات المجلس في الخارج ومتابعة تحركها ضمن خطاب متفق عليه ومواقف مدروسة ومتابعة تفصيلية للاعمال وتنشيط ادائها على صعيد العلاقات الدبلوماسية مع السفارات، والاعلامية مع الصحف والمجلات والمراكز الثقافية، وكذلك في انشاء صفحات على الانترنت، واصدار نشرات محلية.
2- أيجاد منظومة المعتمدين، وهي درجة من درجات التمثيل السياسي للمجلس الاعلى لدعم حركته في الوسط السياسي والاجتماعي ويتم اختيار المعتمدين بعد تجربة من العمل التطوعي لهم في خدمة القضية في المهجر، وعادة فان حركة المعتمدين تطوعية من قبل اخوة يبذلون فيها من وقتهم وجهودهم ومالهم ويقوم المجلس بدعم تحركهم في بعض الانشطة.
3- ايجاد جمعيات انصار المجلس الاعلى، وهي مجاميع موالية للمجلس الاعلى، ومتفاعلة مع خطابه ورئاسته، وتشجيعها على ترتيب عملها ضمن جمعيات ومنظمات رسمية وتنشيط برامجها الدينية ودعم تحركها لنصرة قضية الاسلام في العراق عبر ارسال المبلغين، والافلام، والصور، والديسكات، والكراسات، وعلى هذا الصعيد كان مركز العلاقات يصدر نشرة خاصة به بأسم الولاء تهتم بنشاطات الانصار والمعتمدين والممثليات واخبار الداخل والمركز.
4- تكثيف الاتصالات وتفعيل ارسال البيانات والمواقف والاجابة على التساؤلات ورّد الشبهات والسعي لحفظ الجالية والانصار من الهجمة الثقافية والسياسية والفتن التي تمر بها، وتذكيرهم بالمناسبات الدينية العراقية.
5- استضافة الاخوة الانصار في دولة مقر اقامة المجلس الاعلى ضمن برنامج معد لهم يتضمن فعاليات مختلفة وبراج اعداد هادفة.
6- التحركات على السفارات المختلفة وترتيب اللقاءات لمسؤولي هذه السفارات مع رئاسة المجلس ومدهم بآخر مواقف المجلس الاعلى وتصوراته وحضور مناسبات بلدانهم.
7- العمل والمشاركة في المؤتمرات والندوات المختلفة.
8- المساهمة في ترتيب برامج زيارات رئيس المجلس الى الدول المختلفة.
9- الاشتراك في المباحثات السياسية المختلفة مع المعارضة.
وعلى الصعيد النظري فقد تم اعداد كراسات سياسية ميدانية لتطوير حركة الانصار تحت عنوان واجبات العراقيين في الخارج.
وكان لمكاتب المجلس الاعلى في العواصم المهمة في العالم بمثابة سفارات للمجلس الاعلى وللقضية العراقية في تلك الدول، وجرت فيها مئات اللقاءات السياسية والدبلوماسية وقامت بمئات الفعاليات المختلفة الاخرى.
ومع اهمية إقامة علاقة دولية، لأنه كان هناك من يعترض على إقامة علاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية خصوصا في الأجواء الإسلامية التي كانت لا تثق بامريكا لاسباب عقائدية واخرى عملية كان منها موقف الامريكان من الانتفاضة الشعبانبة.
المجلس الاعلى نظر للمسألة من زاوية عملية وواقعية تقوم على ضرورة ايضاح اهداف المعارضة العراقية للعالم قاطبة ومنها الولايات المتحدة الأمريكية. ولكن في الوقت عينه كان يركز على ان العمل الميداني وليس القوة الاجنبية المحتلة هي التي تسقط النظام الدكتاتوري، وهذا يعني ان نبدأ نحن نعمل ميدانيا ونحن القادرون على ان نسقط النظام، فلا نريد أمريكا أن تسقط النظام.
في مرحلة ما قبل سقوط النظام الصدامي.
وكانت سياسية المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وبرامجه تقوم على دعم المقاومة في الداخل، وتقديم الرعاية المناسبة لعوائل المجاهدين والشهداء في الداخل.
واضافة الى ذلك كان المجلس الاعلى يقوم - في تلك المرحلة- بالاسناد السياسي لقواته العسكرية المنظمة والتي تحظى بثقة الشعب. تتشكل هذه القوات من وحدات فيلق بدر، والذي يعتبر اكبر قوة عسكرية منظّمة تتمتع بكفاءة قتالية عالية كان النظام البائد يحسب له اكثر من حساب. وكان المراقبون السياسيون يعتقدون ان تسلسل توازن القوى العسكرية في العراق يتمثل بالجيش العراقي ثم قوات المجلس الاعلى المسلحة ثم البيشمركة الكردية.
كانت حركة المجلس الاعلى جادة في تطوير اساليب التحرك الجهادي الميداني، وتثبيت المكاسب الموجودة، والتي كانت تتم من خلال عدة وسائل، نذكر منها:
1- اشاعة ثقافة الجهاد والثورة داخل الاوساط الشعبية في مختلف القطاعات.
2- الدعوة الى تنظيم الحالة الجهادية القتالية والتوجه فيها الى مراكز القمع وتجنيب الابرياء والمدنيين اضرارها.
3- العمل على كسب وحدات الجيش وعناصره، او تحييد مواقفها- على الاقل- وقد حقّق المجلس الاعلى تقدما ملموسا في هذا المضمار.
4- دعم المجموعات الجهادية القتالية في الداخل ومساعدتها على تنظيم نفسها.
5- تطوير حالة الامن الوقائي لحماية المجاهدين والاوكار الجهادية من الاختراقات والتصفيات.
6- تشكيل لجنة دعم عمل الداخل التي كانت تتولى اسناد العمل الجهادي ودراسة احتياجات المجاهدين ميدانيا، والعمل على اسنادهم، ووضع الخطّط لديمومة وتوسيع الحالة الجهادية.
ومن باب الشيء بالشيء يذكر اشير الى انني وبالتعاون مع عني الكريم سماحة السيد محمد بحر العلوم حفظه الله، اسسنا معهد الدراسات العربية والاسلامية – لندن وكان من اولى اهتماماتنا اصدار مجلة ثقافية فصلية متخصصة. وقد تواصلت مع السيد الحكيم حول ذلك وطلبت منه المشاركة ببحث يكتبه في المجلة المزمع اصدارها. وقد بارك السيد الحكيم هذا العمل وارسل لي الرسالة التالية:
وكانت للمعارضة العراقية في لندن وفي كل مكان نشاطات كثيرة، لا نرى ان هذه الصفحات مناسبة لسرد تفاصيلها، مما يجعلنا نرجئ ذلك لوقت اخر. واخص هنا بالذات الجهود الكبيرة التي كان يقوم بها السيد محمد بحر العلوم كمحور للمعارضة العراقية في لندن تحترمه كل الفصائل بلا استثناء. وقد سعيت ان اوفق وبمقدار ما استطيع بين مواقف السيدين ابو ابراهيم وابو صادق. وحاول قوم الى الاسأة واثارة الفتنة بيني وبين السيد الحكيم ولكن الامور لم تنتهي وبتوفيق من الله الا الى احسن ما يكون.
استمر السيد الحكيم بنشاطه على مختلف الاصعدة السياسية والجهادية والاجتماعية والجماهيرية والثقافية. وتصاعدت وتائر عزلة النظام الدكتاتوري. وعقد المجلس الاعلى عدة اجتماعات ومؤتمرات للاعداد للمرحة القادمة. وذهبلك الفترة وفد من المعارضة العراقية للالتقاء بالرئيس بوش الابن، وكان على رأس وفد المجلس يومها العلامة المجاهد المرحوم عبد العزيز الحكيم. قال لي السيد ابو ابو عمار اسكنه الله فسيح جنانه: ان ذهابي في هذا الوفد خلاف رغبتي ولو حسبت المسألة بحساب الارباح الشخصية والاجتماعية فليس من مصلحتي الذهاب الى امريكا. ولكني قمت بهذه المهمة خدمة للشعب العراقي وقد دعوة الله ان يقبض روحي قبل ذهابي ان لم يكن ذهابي ومشاركتي بالوفد به خدمة للعراق وللاسلام ولشيعة اهل البيت. وذهب برفقة السيد عبد العزيز اخي وصديقي الفاضل الشيخ ابو ابراهيم همام حمودي ادراكا منه لاهمية ايضاح الموقف لاكبر دولة في العالم. في صيف سنة 2002 عقد مؤتمر للمجلس وقد حضرته والقيت به كلمة بينت بها تصوراتي حول الاوضاع السياسية. واذكر ان صحيفة الشهادة الناطقة باسم المجلس الاعلى اجرت مع مقابلة تحدثت بها بصراحة حول التصورات والمقترحات. وقد اجرى الحوار معي احد كوادر المجلس الاعلى القديمة وهو الاخ العزيز عبد الكريم الجيزاني هذا الاخ الصابر المجاهد الذي فقد ولده وفلذة كبده وهو يروم الهجرة الى استراليا فغرقت السفينة التي كانت تقله ومات هو والعشرات من ابناء العراق.
صحيفة الشهادة العدد 951 / السنة العشرون/ 20/8/2002
كان لاحداث الحادي عشر من ديسمبر اثر كبير في السياسة الدولية. كتبت وقتها مقالة مطولة (العراق والمتغيرات الدولية بعد 11 ايلول، مجلة النور اللندنية العدد 132 ايار 2002) وذكرت بها ان ثلاثة رؤوس حان قطافها بعد هذه الاحداث. وهي نظام طالبان ونظام صدام و شارون المتطرف الصهبوني. اعتبر البعض هذا اللون من التفكير لا يقوم على دليل قوي بل هو اقرب ما يكون الى تحميل الواقع القاسي امالا وردية. كنت انطلق في تحليلي من الصراع بين خطين في السياسة الدولية والغربية والامريكية، وهذان الخطان هو الخط الذي ينظر للمصالح القومية للبلد الغربي او للولايات المتحدة ولا شك ان هذا الخط غير معاد لاسرائيل بل يعتبر الحفاظ عليها وعلى امنها جزء من المصالح الغربية والامريكية اي انه يدعم اسرائيل ضمن دعمه وحرصه على مصالحه القومية. والخط الثاني هو خط الصهيونية واسرائيل اولا وهو الخط الذي لا يهتم كثيرا لمصالح الدول الغربية بل يهتم بمصالح الصهيونية العالمية ولتذهب بعد ذلك امريكا والغرب الى الجحيم. ان ما حصل من احداث ماساوية ضد الانسانية عبر عن مصالح الخط الثاني قبال مصالح الخط الاول القومية. وان نفس هذا الخط هو الذي بذل كل جهده من اجل اسقاط بوش الابن في الانتخابات لصالح المرشح الاخر الذي دعمه الجناح الصهيوني المتطرف. وهو نفسه الخط الذي حمى صدام من السقوط بعد طرده المهين من الكويت وهو نفسه من ارسل اجراس الانذار لقمع الانتفاضة الشعبانية في العراق. وهو نفسه الخط الذي يصر على تدمير العراق. من خلال تتبعي توصلت الا ان الصفعة التي ضرب بها الخط الثاني صفحتي وجه بوش الابن كانت قوية جدا مما جعل بوش يفهم المغزى بشكل كامل. وكان رد فعله القضاء على ثلاثة رموز اشرنا اليها قبل قليل. كانت هناك مراهنة من بعض الاصدقاء على عدم دقة ما ذهبت اليه ولكن الاحداث جاءت تترى فسقط نظام طالبان وسقط نظام صدام وقال لي احدهم ولكن لم يتححق حدسك عن شارون واذا بشارون يدخل بغيبوبة هي اشبه بغيبوبة الموت واختفى نهائيا من ساحة الاحداث.
بعد احداث سبتمبر المشار اليها اعلاه انفتحت الكثير من الساحات لصالح المعارضة العراقية الوطنية وبالمقابل جند الخط الثاني كل قواه من اجل الحفاظ على نظام صدام. وتولدت الاجواء المناسبة للقاء المعارضة العراقية في لندن سنة 2002.
عُقد عام 2002 مؤتمر في لندن حضرته كل فصائل المعارضة العراقية عدا حزب الدعوة وحزب البعث قيادة حزب البعث. ، لم تكن سوريا ، راضية على هذا المؤتمر. كلفه السيد محمد باقر الحكيم اخاه المرحوم السيد عبد العزيز الحكيم بترأس وفد المجلس الاعلى الى واشنطن ، كما كلفه ادارة العملية السياسية للمجلس الاعلى في اللجنة التحضيرية لمؤتمر لندن 2002 ثم مؤتمر صلاح الدين. وشكل مؤتمر لندن لجنة التنسيق والمتابعة من 65 عضوا
كان حضور المجلس الاعلى في هذا المؤتمر وادارة السيد عبد العزيز الحكيم، مما يبعث على الفخر والاعتزاز. وقد كانت هناك بعض الهنات ولكن الخط العام والمحصلة كانت لصالح المعارضة العراقية وقيادتها التاريخية. وقد كتبت بعد نهاية المؤتمر رسالة تفصيلية لسماحة السيد الحكيم وقد رد علي كذلك برسالة مطولة. سننشرهما في الكتاب المقترح. وهذا مقتطف من رسالتي للسيد:
بسم الله الرحمن الرحيم...والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين ابي القاسم محمد المصطفى وعلى اهل بيتة الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين من الاولين والاخرين
سماحة العلامة المجاهد اية الله السيد محمد باقر الحكيم حفظه الله ورعاه وزاد في علاه, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
ارجو ان تكونوا في صحة وعافية تعينكم على تحمل الاعباء الكبيرة الضخمة التي تقومون بحملها وانتم تقودون الركب المستضعف من ايتام ال محمد ونسال الله عز وجل لكم ولنا تحقيق الهدف الاسمى بالقضاء على عصابة البغي والاخذ بثار المظلومين واقامة دولة العدل والحق في عراق علي والحسين وان يعجل لنا جميعا يوم الرجوع الى بلادنا غانمين منتصرين وانتم تتقدمون طلائع الزاحفين لدك معاقل الظالمين ونحن خلفكم حاملين رايات النصر والسؤدد والخلاص متمنين من الله ان يعجل فرج وليه الاعظم سيدنا ومولانا البقية من ال محمد ليملئها عدلا بعدما ملئت ظلما.
السيد الجليل ابا صادق حفظه الله ورعاه, وبعد, ففي هذه الايام المهمة من تاريخ عملنا الاسلامي والسياسي من اجل تحرير بلدنا العراق, وجدت انه من الضروري الكتابة لكم لتبيان بعضا من وجهات نظرنا فيما يتعلق بمجريات الاحداث التي نعيشها عبر المحاور التالية:.
1- الموقف العام
2- تقييم المرحلة التحضيرية للمؤتمر
3- تقييم الحضور داخل المؤتمر
4- تقييم بعض المعطيات في المؤتمر
- الاكراد الفيلية
- وضع التركمان
- الاهتمام بالطبقة التكنوقراطية
- وجود عناصر مشبوهة او ذات تاريخ غير مشرف في المؤتمر
- خلو اوراق المؤتمر من الاشارة الى الجانب العربي من الدولة العراقية
5- حول المجلس الشيعي العراقي
6-تحرك الاكاديمين والتكنوقراط
واشياء اخرى وقد ختمتها:
السيد الجليل ابا صادق حفظه الله ورعاه هناك الكثير من الكلام مما ارغب بالحديث به معكم ولكن لا اريد ان اطيل عليكم ولعل المستقبل القريب سيجمعنا للنقاش في كل او بعض هذه النقاط لما يخدم مسيرتنا الظافرة باذن الله وختاما سلامي الحار لكل الاخوة عندكم لاسيما الاخ السيد محمد الحيدري والاخ الشيخ المولى والاخ الشيخ همام والاخ السيد ابو ايمان ممن لم نستطع من لقائهم في المؤتمر الاخير. ودمتم في صحة وعز وثبات حاملين الراية حتى اسقاط النظام الظالم وتحقيق امال الشعب العراقي الكريم....اخوكم المخلص ابو هاشم علاء الجوادي في 24/12/2002- لندن
ومما جاء في رد السيد الحكيم
بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..والدعاء لكم بالتأييد والتسديد وحسن الاحوال...تسلمت رسلتكم الكريمة فشكرت لكم مشاعركم الطيبة ومودتكم الصادقة وادعيتكم البارة وموقفكم المؤيد، واسأل الله ان يتقبل منكم ذلك وان يحفظكم ويرعاكم.
لقد كانت رسالتكم مفيدة وشاملة وتناولت موضوعات هامة، قد تتاح الفرصة لمناقشتها حضوريا، وكان بودي متابعتها بصورة تفصيلية، ولكن لا يترك الميسور بالمعسور، لذا سوف اشير الى بعض النقاط.....ثم يشرع السيد بالحديث التفصيلي حول سبع نقاط.....واختتم الرسالة المباركة بقوله:
واسأل الله ان يسددكم في القول والعمل والرأي، وان ينفع بكم الاسلام واهله، وان لا يحرمنا الله من مودتكم ومشورتكم ومساندتكم، وسلامي لجميع الاخوة المحبين لديكم وللعائلة الكريمة والسيد ابو اسراء والسيد بحر العلوم والاخ الدكتور الوكيل...وتهاني لكم بمناسبة مولد سيدنا الامام الرضا عليه السلام..ودمتم موفقين...10 ذو القعدة 1423 هـ محمد باقر الحكيم.
لا اكتمك يا قارئي العزيز لقد ملئت الدموع عيوني وانا اعاود قراءة هذا النص فرحمك الله سيدي ابا صادق وحشرنا واياك مع الرسول واهل بيته الاطهار. واتمنى ان تكون هذه الاسطر والصفحات التي اكتبها عن مسيرتك الظافرة المكللة بالشهادة من مصاديق ما ذكرته في خاتمة رسالتك ومودتي لك موفورة ومشورة ومساندتي لخطك حاضرة حتى يحكم الله بيننا وبين قومنا انه احكم الحاكمبن.
يتبع
توقيع :
بنت الهدى/النجف
من مواضيعي
موسوعة صور ووثائق للامام السيد محسن الحكيم تنشر لأول مرة /خاص بشبكة انا شيعي
عضويتي على الفيس بوك على الرابط التالي
https://www.facebook.com/zahraa.alna...nf&pnref=story
من مواضيع :
بنت الهدى/النجف
0
وفاة وكيل المرجعيات الدينية في الكويت آية الله السيد محمد باقر المهري
0
3 تصاميم بذكرى شهادة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم ويوم الشهيد العراقي
0
1 رجب ذكرى شهادة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم ويوم الشهيد العراقي
0
1 رجب ذكرى شهادة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم ويوم الشهيد العراقي
0
الشيخ جلال الدين الصغير: إن عدتم عدنا وسوف نكون جند في لواء الكافل أبي الفضل العباس
بنت الهدى/النجف
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كافة المشاركات المكتوبة بواسطة بنت الهدى/النجف
البحث عن جميع مواضيع بنت الهدى/النجف