عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية محمد الشرع
محمد الشرع
عضو فضي
رقم العضوية : 28390
الإنتساب : Jan 2009
المشاركات : 2,309
بمعدل : 0.39 يوميا

محمد الشرع غير متصل

 عرض البوم صور محمد الشرع

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : محمد الشرع المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 28-05-2010 الساعة : 09:47 AM


(إنّي)

أثبت السائل لنفسه الإنيّة، إشعاراً بأ نّه ممسوس في إنيّة الإنيّات، كما ورد: (إنّ عليّاً ممسوس في الله)أو إشارة بأ نّه ممسوس بالوجود، والوجود إشراق الله تعالى : (اللّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ).

وهذا الامتساس من أعظم النعماء الّتي أنعه الله بها، فحدّث بهذه النعمة العظمى والمنّة القصوى، امتثالا لقوله تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ).

هذا، وإن كان إثبات الإنية للنفس من أعظم الخطايا عند أصحاب الحقيقة وأرباب العيان، كما قيل:

وجودك ذنب لا يقاس به ذنب

وقيل:

بيني وبينك إنّي ينازعني *** فارفع بلطفك إنّيِّ من البين

إلاّ إنّه من باب: (حسنات الأبرار سيئات المقرّبين).

وبالإضافة وتوضيح المقام: أ نّه لمّا كان المقام مقام التضرّع والابتهال ـ كما قال تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إنَّهُ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ) وقال: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الجَهْرِ مِنَ القَوْلِ بِالغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الغَافِلِينَ)ـ أشار السائل إلى أ نّه في أسئلته ودعواته ليس ممّن كتم ما أنعمه المنعم وتكدّى في ازدياد النعمة ضنّة وولعاً وإمساكاً وهلعاً، بل اعترف في أوّل الأمر وابتداء الحال بأ نّه من المستغرقين في آلائه تعالى، ومن المستخلعين بخلعه الفاخرة، من الوجود والحياة والقدرة والعلم والعرفان، وغيرها من لواحق الوجود الّتي دارت معه حيثما دار، كما قيل:

كمن لبس ثياب الخلعة، وقام عند منعمه تعظيماً لإكرامه، وحامداً لأنعامه، قائلا بلسان حاله الّذي هو أفصح من لسان قاله، بل أصدق منه: ربّ (لا اُحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسك) .

وبالجملة، ففي أمثال هذا المقال إن أثبت السائلون لنفوسهم الإنيّة فعلى ضرب من المجاز; لأ نّه ـ كما حقق في موضعه ـ شيئية الشيء كانت بصورته وتمامه، وتماميته بفاعله وعلّته، كما قال الحكماء: نسبة الشيء إلى فاعله بالوجوب والوجدان، وإلى قابله بالإمكان والفقدان.

ومن المعلوم أنّ فوق التمام وعلّة العلل وفاعل الفواعل هو الحقّ الأوّل الجاعل تعالى شأنه، فالإشارة إلى النفس في الحقيقة إشارة إلى مقوّمها، سواء كان المشير من ذوي الاستشعار بهذا أم لا.


ولهذا قال معلم هذا الدعاء(عليه السلام): (معرفتي بالنورانية معرفة الله عزّوجلّ).

وقال(صلى الله عليه وآله وسلم): (من رآني فقد رأى الحقّ).

ففي الحقيقة هو تعالى كان سائلاً ومسؤولا وذاكراً ومذكوراً، كما قال الشاعر:

لقد كنت دهراً قبل أن يكشف الغطاء *** أخالُك أ نّي ذاكر لك شاكرُ

فلمّا أضل الليل أصبحتُ عارفاً *** بأ نّك مذكور وذكرٌ وذاكرُ

فإذا كشف عنك غطاؤك، وحدّد بصرك تُصدّق بقوله تعالى: (إنْ هِيَ إلا أسْمَاءٌ سَمَّـيْـتُـمُوهَا أنْـتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أنزَلَ اللّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَان)تصديقاً شهودياً.

توقيع : محمد الشرع
يا علي بن موسى الرضا
اجذبني اليك جذبة , تدخلني في ظلكم , و لا تسقطني من عيونكم
من مواضيع : محمد الشرع 0 اعوام مرت ... والذكريات تتجدد
0 "تويتات" ادبية
0 لمحبي التحليلات ، العراق ، تحليلات !
0 خطاب السيد نصر الله الغريب ، تحليل لبعض فقراته
0 الشيخ الصغير يدعو المالكي لفتح صفحة الكذب في الملف الامني بعد ان اكتشف الكذب في الكهر
رد مع اقتباس