[عبود مزهر الكرخي]

السلام عليك يا غريب الغرباء

السلام عليك يا عطشان كربلاء

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين

ولنكمل السيرة العطرة لسيدي ومولاي أبا الفضل العباس وعندما قطعوا يساره جاء وغد من الأوغاد وضربه بعمود من الحديد ثم جاءه سهم وقع في عينيه عند ذلك أثخن بالجراح روحي له الفداء لذلك سقط من جواده وتخيلوا وكونوا في ذلك الموقف،فمن المعلوم أن أي أحد يسقط على الأرض يتلقى الأرض بيديه أما في قطيع الكفين روحي له الفداء سقط على وجهة وقد خارت قواه وتناوشه المجرمون عند ذلك صاح يا أخي حسين عند ذلك ركض ابا عبد الله الحسين وهو يخط برجله فكشف عنهم وجاء إلى أخيه وبما أنه لايرى تصوره أبا الفضل من الأعداء فقال له ((أمهلني حتى أسلم على أخي))عند ذلك هوى الحسين على جسد أخيه وقال له ((إنا أخوك يا أبا الفضل ))فأراد أن ينقله إلى معسكره مع الأجساد الشريف الجاثمة في الخيمة فطلب من أخيه أن لا ينقله حياءً من العيال ونساء بيت رسول الله لأنه لم يجلب لهم الماء فسلم على أخيه قبل أن يفرق الحياة وقال له ((السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين)) عند ذلك الحسين ((الآن انكسر ظهري وقطع حزام ظهري))ورجع على معسكره يخط برجله من كثر الحزن والأسى على أخيه وتلقته أخته أم المصائب الحوراء زينب(ع) وصاحت وبكت وأغمي عليها وشبكت يدها على رأسها ونادت((أين أنت يا أخي وكفيلي وحامي الشريعة)).

فما هذا الإيثار والتضحية في عدم شرب الماء لأن أخوه عطشان ومن بطل مغوار لا يوجد مثيله في التاريخ.

ثم ما هذا الحياء والصدق وهو في لحظات الموت الأخيرة يرفض نقله إلى المعسكر حياءً من ذراري رسول الله(ص).

وبقى جسده الشريف وضريحه قرب نهر العلقمي إلى الشمال الشرقي من ضريح ابا عبد الله الحسين(ع) بحوالي

(150)متر.

فالسلام عليك يا سبع الكنطرة ويا حامي الشريعة وساقي عطاشى كربلاء.

واسمحي لي يا أختي المشرفة الفاضلة بسرد هذه المواقف المؤثرة في واقعة الطف التي بقى فيها الإسلام زاهياً مشرقاً بفضل تضحية أبي الشهداء وأخيه العباس(ع) وآل بيته وأصحابه لكي يبقى الدين محمدياً خالصاً لوجه الله تعالى.