[ممثله فاشلة]

ما أصعب شعور الوحدة حينما نكون عليها مرغمين
حينما يكون حولي بشر ولكن ما دونهم أقرب لي منهم

ما أصعب أننا نخفي خلف ملامح الحزن ضحكة مختنقة تود الظهور ولكنها لم تجد فرصة للظهور
ما أصعب أن أراهم يضحكون ولكن لا أستطيع مشاركتهم فهناك حاجز يمنعني وإن شاركتهم أشعر أن هناك هم غارق في برك الدماء داخلي ينادي ويبحث عمن يجيب ولكن لا أحد يستجيب فيرفع رايته للموت مستسلما وكأنما شكلت بقاياه جثث من غلبتها باتت رائحتها تخنقني وأكتم هذا بداخلي ولكن دلائل الوجود تظهر حينما أضحك وتكون قهقهة ضحكتي متقطعة لدرجة أن صديقاتي يثرن التعليق وما علمن أن إختناقي يمنع مواصلة الضحك خشية البكاء فحرام على قاتلة الهموم أن تضحك

أضحك والعالم حينما يستمع ضحكاتي
يقول لما أرى مرغمة الضحك تضحك
أقول أضحك حتى أخفف من هول شتاتي
يقول وما الشتات بالنسبة لك يا فتاتي
أقول قلم وورقة وفكر عاجز
يقول عاجز عن ماذا ؟
أقول
عاجز أن يرى التغير حاصل في حياتي
وأنا واقفة أحتري من يأتي ويهمّ بنجاتي
ومهما كتبت لا أجد ما أعنيه بكتاباتي


ما أصعب أن تقول آه وتخنق هذه الكلمة بين وسادتك فتسمعها بطانتها التي لا تستجيب وتتأثر حيث تشعر بحرارة قماش الوسادة يا إلاهي ألهذه الدرجة تأثرتِ يا وسادتي فضممتها وقبلتها وقلت شكرا لكِ لأنك تحملتِ الكثير والكثير وكتمتُ كل الأمور التي تبكيني داخلك أعلم أنكِ تسمعينني ولكن ليس بيديك الإستجابة وما أخرجته ليس إلا شيئا قليل فما بال المختفي بين ضلوعي ما بال لو أخرجت ما بداخلي هل سأحترق ويحترق كل من حولي

ما أصعب أن أداري همي لوحدي وإن شاركته غيري لا أجد منه ما يرضي غايتي
ما أصعب أن تكون في ذاكرتي أناس فارقوني وأناس قيد التكوين ولكنهم أيضا راحلون
ما أصعب أن نرى طفلا صغيرا تؤلمه وغزة الشوكة ونحن كم كثبان من الرمال تغزونا ولا نجد أحدا يلتفت لأمرنا
فما أصعب أننا نكبر وتكبر معنا آلامنا ..... وأن نَرى ولكننا لا نُرى
(كل من عليها فان . ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)