![]() |
المحنه والابتلاء ....اختبار ام عقاب؟؟؟
إنّ الابتلاء هو عبارة عن الاختبار و كشف الحقيقة الكامنة في ذات الإنسان عن طريق المحن والشدائد والآلام والتكاليف و أنواع البلاء من جهة ، و عن طريق النعم و سعة العيش و توفير القوّة والمال والسلطة والجاه من جهة أخرى ، إذا عرفنا ذلك ، فلنعد ثانية لقراءة الآيات التي تحدّثت عن البلاء والمحنة ، و لنقف على ما اختزنته من تشخيص و قراءة لذات الإنسان ، و كشف عن أعماقه ، و بيان لما ينبغي أن يسير عليه و ينتهجه حين البلاء وعند التعامل مع وسائل الاختبار والابتلاء . إنّ القرآن يؤكد من خلال آياته تلك عدّة حقائق أساسية هي : 1 ـ إنّ الابتلاء والاختبار سنّة إلهيّة ، و لا بدّ للإنسان من أن يمر بحالة من حالات الاختبار والابتلاء الفردي أو الجماعي ، و عليه أن يعد نفسه ، و يهيئها لذلك الاختبار ، فلا يفاجأ ، و لا يستولي عليه الاهمال والامهال . قال تعالى : ( الَّذِي خَلَقَ الموتَ والحَياةَ لِيَبلوَكُم أيُّكُم أحْسَنُ عَمَلاً وَ هُوَ العَزِيزُ الغَفُورُ ) . ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُترَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنونَ وَ لَقَدْ فَتَنّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الكاذِبِينَ ) . فالحياة ساحة اختبار و مجال للكشف عن حقيقة النفس و محتوى الذات ، ليعرف الصادق من الكاذب المدّعي ، ذلك لأنّ الحياة مسؤولية و جزاء ، و لا يمكن أن تحدّد المسؤولية ، و يستحق الإنسان الجزاء إلاّ بعد المرور بمرحلة الاختبار والامتحان ، و عند ذلك تنكشف حقائق الناس لأنفسهم ، و للآخرين ، فيبدون على حقيقتهم من غير حجاب و لا ستار . إنّ حياة الرخاء والسعة والاستقرار تغطي حالة الضعف ، و تستر نواقص الإنسان و خفاياه الكامنة ، و تظهر حين المحنة ، و في ساعة العسرة والشدّة والاختبار الصعب ، لذلك يؤكد القرآن أنّ ادعاء الإيمان والمبدئية ، و حمل شعار المسؤولية والاخلاص لله وللمبادئ والشكلية الظاهرية ليس بكاف لتصديق المدّعي ، و لا يترك الناس على ما هم عليه حتى يختبرهم الله و يعرّفهم لأنفسهم و للناس الآخرين ، و كم تساقط اُناس في ساحة المحنة ، و كم هوت شخصيات و كيانات و كبت في ميدان الامتحان ، شخصيات كان الناس يعدّونها قمماً و طلائع و قدوة للآخرين . 2 ـ إنّ الله بعدله و حكمته جعل الاختبار والابتلاء بمستوى الاستطاعة البشرية ، و لا يختبر الله الإنسان إلاّ بما وهبه و أعطاه من طاقات وامكانات ، لذا ورد في القاعدة المأثورة : « إذا سلب ما وهب فقد سقط ما وجب » . والقرآن يوضّح هذه الحقيقة ، و يكشفها بوضوح و جلاء بقوله : ( لِيَبلُوَكُمْ فِيما آتاكُم ) . إنّ الاختلاف في التكاليف وألوان الاختبار والابتلاء والمحن تستهدف اختبار الناس بما أعطوا و أوتوا من النعم والطاقات والامكانات ، فالعالم يختبره الله بما أعطاه من علم و معرفة ، يختبر بكيفية استخدامه للعلم والمعرفة ، و كيف يتعامل مع الناس بعلمه ، هل يستغل علمه لتدمير البشرية و إذلالها وانقيادها ، أم يستخدمه لخير الإنسان وانتشاله من الظلمات إلى النور ؟ و هل يملأ هذا العلم نفس صاحبه بالغرور والتكبّر والاستعلاء على الآخرين و على خالقه ؟ أم يملأ جوانحه نوراً و هدىً و تواضعاً ؟ و هل يوظّف علمه للدعوة إلى الهدى و تعليم الإنسان سبل الرّشاد ؟ أم يستخدمه للنصب والابتزاز و جمع المال والارتزاق و طلب الزعامة والوجاهة الزائفة ؟ فيحط قيمة العلم و أهدافه النبيلة ، و يحوله إلى أداة تافهة بعيدة عن دور العلم و مسؤوليته الأخلاقية والعملية في الحياة ، و صاحب المال يختبره الله بما أعطاه من مال و خيرات ، و تنكشف حقيقته و سلوكيته حين الغنى وامتلاك الثروة ، فمن الناس من إذا ملك المال طغى و تكبّر و جرّه ماله إلى الفساد والانحطاط والجشع والاستغلال ، فتراه يتقلّب في المعاصي ، و يستخدم النعم التي وهبها الله له في الجريمة والفساد و ظلم الناس ، في حين يوظف صنف آخر ما وهبه الله من مال في طاعة الله ، و فعل الخير واصلاح المجتمع ، و خدمة الإنسان . و كم من الناس ، الذين يعملون في حقل السياسة والعمل الاجتماعي ، تراه ينادي بالأمن والسلام و حرّية الآخرين ، و حقوق الإنسان و نصرة الضعيف والمظلوم ... الخ ، إلاّ أنّه يتحوّل إلى وحش كاسر و سلطة ارهابية ، و مخلوق عدواني ظالم إذا ما تسلّط على الآخرين ، و رأى نفسه فوقهم ، واستطاع أن يتصرّف بأمورهم و مقاديرهم . إنّ حقيقة الإنسان الخيّرة والشرّيرة لا تعرف بالادعاء والظواهر ، و عند فقد إمكانية الظلم والتسلّط والاستمتاع المحرم والاستغراق في حبّ الدنيا والعجز عن ممارسة العدوان والمعصية ، و لكنّها تعرف عندما يملك الإنسان القوّة والسلطة والجاه و وسائل المتعة ، و عندما يواجه المواقف و حالات الاختبار الصعب . * البلاغ |
السلام عليكم
اختي الفاضلة melika شكراً جزيلاً لكم على هذا الموضوع القيم وفقكم الله تعالى لكل خير ودمتم في رعايته عز وجل وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته |
اللهم صل لعى محمد وآل محمد
وعجل فرجهم الشريف شكرا لك غاليتي .. ماليكا على هذا الطرح الرائع سلمت وسلم قلمك تحياتي |
اللهم صلي على محمد وآل محمد
وعجل فرجهم الشريف مشكورره اختي ماليكا على هذا الطرح الرائع بارك الله فيك |
بسمه تعالى
غاليتي بارك الله بك موضوع قيم سلمك الباري من كل مكروووه موفقه لكل خير |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف شكراً لك غاليتي مليكا على الطرح الجميل |
الســـــلام عليكم الرحمة
اللهم صلى على محمد وال محمد الطيبين الطهار يطيش ربي الف الف عافيه يا ملاك موض قيم ومفيد يا ملاك جندي المنتظر |
ـ إنّ الابتلاء والاختبار سنّة إلهيّة ، و لا بدّ للإنسان من أن يمر بحالة من حالات الاختبار والابتلاء الفردي أو الجماعي ، و عليه أن يعد نفسه ، و يهيئها لذلك الاختبار ، فلا يفاجأ ، و لا يستولي عليه الاهمال والامهال
|
اللهم صلی علی محمد وآل محمد
جزیل الشکر لکم اخوانی واخواتی الاعزاء علی المرور والمشارکه الکریمه دمتم بحفظ الله ورعایته |
مشكور على الموضوع
|
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 05:32 PM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025