![]() |
حديث من ادعى المشاهدة فكذبوه ، صحيح أم ضعيف ؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم .. وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .. قال الشيخ الصدوق (في كتابه كمال الدين : 516، باب التوقيعات) : حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المكتب قال : كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ علي بن محمد السمري قدس الله روحه فحضرته قبل وفاته بأيام ، فأخرج إلى الناس توقيعا نسخته : بسم الله الرحمن الرحيم .. يا علي بن محمد السمري، أعظم الله أجر إخوانك فيك ؛ فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام ، فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة الثانية ، فلا ظهور إلاّ بعد إذن الله عز وجل ..؛ وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب ، وامتلاء الأرض جورا ، وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة، فهو كاذب مفتر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . السؤال : هل إسناده صحيح أم ضعيف؟!!! الجواب : إسناده مختلف فيه ، بيان ذلك .. اختلف علماء النقد والرجال في الحسن بن أحمد المكتب رضوان الله عليه الذي لم يوثقه أحد، على أقوال ثلاثة .. القول الأول -وقد قال به جماعة من علمائنا- : إنّه ثقة ؛ والحجّة فيه أنّ الشيخ الصدوق ترحّم عليه ، وجهبذ جليل مثل الشيخ الصدوق لا يترحّم أو يرتضى على أحد ليس بثقة، بل في أعلى درجات الوثاقة ؛ يدل عليه أنّ الرتحم ليس عادة مطردة عند الصدوق، وإنما يفعل ذلك مع الأجلاء فقط فيما يشهد التتبع ؛ إذ جلّ من ترحم عليهم أو ترضى عنهم ثقات أجلاء . والإسناد بناء على هذا صحيح بنفسه. القول الثاني -وقد قال به غير واحد من علمائنا-: إنّه ممدوح مدحاً معتدا به ، والحجة فيه ترحّم الصدوق ؛ فالترحم وإن كان مدحاً معتداً به ، إلاّ أنّه لا يفيد التوثيق . والإسناد بناء على هذا حسن بنفسه ، ليس صحيحاً ؛ أي أقل رتبة من الصحيح ، والحسن حجّة كالصحيح . القول الثالث -وقد قال به غير واحد من علمائنا-: إنّ المكتّب مجهول الحال ، صرّح بذلك السيّد الخوئي وغير واحد ، والحجّة فيه أنّ المكتب لم يوثقه أحد ، كما أنّ الترحم أو الترضي ليس مدحاً معتداً به ، فضلاً عن دعوى إفادته الوثاقة . والإسناد بناء على هذا، ضعيف لا تقوم به حجّة . سؤال : هل يمكن تصحيح الإسناد بالقرائن الخارجيّة ؟!!! الجواب : نعم ، والقرينة هي الإنجبار بالشهرة ، قال ذلك بعض علمائنا؛ فالإسناد على فرض ضعفه منجبر بعمل مشهور العلماء ، القدماء والمتأخرين ؛ فهذا المشهور عمل بالحديث واحتج به كما هو واضح لمن عنده أدنى تتبع . الزبدة : الإسناد جيّد ، إما بنفسه وإمّا بالانجبار ، وإمّا بهما معاً ، فعلى كل الفروض هو حجّة على الأظهر الأقوى . دلالة : من ادعى المشاهدة فكذبوه !!! فيه قولان : الأول -قال به بعض علمائنا وهم الأقل- : الحديث نص على كذب من ادعى مشاهدة الإمام المهدي صلوات الله عليه في الغيبة الكبرى . القول الثاني -قال به مشهور علمائنا-: لا بدّ من تأويل الحديث ، وقد أوله مشهور العلماء ، بمن ادّعى المشاهدة والنيابة ، سواء أكانت النيابة كليّة كنيابة السفراء الأربعة رضي الله عنهم ، أو جزئيّة ، كأن يدعي المشاهد أنّ الإمام أمر بكذا ونهى عن كذا...؛ فالمشاهدة بهذا المعنى كذب ، ومدّعيها كذّاب . أما المشاهدة المجرّدة عن النيابة بقسميهما ، فلا مانع منها شرعاً أو عقلاً ، والغرض من هذه المشاهدة التشريف والتبرك و...، خالية من أي تشريع. لماذا اللابدّيّة في تأويل الحديث وترك ظاهره؟!!!. أجمع العلماء سنة وشيعة على ضرورة تأويل النصوص إذا خالفت القطع واليقين ؛ وفيما نحن فيه -كما قال المشهور- قطع وجزم ويقين ، فلقد تواترت الأخبار في أنّ جماعات كثيرة من صالحي الشيعة قد رأوا الإمام عليه السلام ، وفي هذا أخبار متواترة ، يقطع العقل -عادةً- بمنع أن يكون كل هؤلاء قد تواطؤوا على هذا كذباً وزوراً ، فتعين التأويل .. هل منكر المشاهدة ضال مبتدع ؟!!!. قلت أنا الهاد : كلاّ ثمّ كلاّ باتفاق أصحابنا ؛ إذ المشاهدة وعدمها ، ليست من أصول عقائدنا ، وإنّما هي اجتهاديّة ، لا شيء على من أنكرها إجماعاً وقولاً واحداً ، غاية الأمر -فيما يقول أهل المشاهدة- هو خطأ في الاجتهاد . الزبدة : إسناد حديث المشاهدة جيّد حسن على الأشهر الأظهر الأقوى، ومن قال إنّه صحيح لم يشطط، وفي المقابل هو ضعيف على بعض المباني ؛ لجهالة راويه ، والقائل بهذا المبنى قليل . والحديث -على الأصح- مؤول عند المشهور بمن ادعى النيابة والأمر والنهي، لا مجرد المشاهدة التبركيّة التشريفيّة ، وهو الأقوى ؛ لتواتر من رآه عليه السلام . |
بسمه تعالى
احسنت وانفعت فبارك الله بك ونفعك خير عملك في الدنيا والاخرة شيخنا الاستاذ الهاد وهذا لعله نفس تحليلنا وفهمنا الذي استخرجناه بالعموم في هذه المسالة. اذن لعله يمكن اضافة توضيح: نحن وما عليه في الغيبة الكبرى واعتقادنا بان السفارة الخاصة التي كانت في الغيبة الصغرى انها انقطعت بموت السفير الرابع رحمه الله. اننا نعيش بلا واسطة/ سفير زمن الغيبة الكبرى والرواية السابقة وفهمها عند السابقين واللاحقين هو نفسه ثابت حتى ياتي يوم انكسار الغيبة الكبرى وكذالك يوم تحقق امكان المشاهدة/ السفارة الخاصة وكما بينت الرواية عند خروج السفياني والصيحة. وعليه من يدعي السفارة الخاصة باي عنوان يدخل اليها او تاوييل فهذا اما مشتبه او مغرض كما في مدعيي شخصية اليماني. والله اعلم وشكرا |
احسنتم استاذنا الفاضل
ولكن هناك اشكال لي عودة لطرحه .. |
أحسن الله إليكم ..
اطرحوا ما بدا لكم من إشكال جزاكم الله خيراً.. |
هل منكر المشاهدة ضال مبتدع ؟!!!. قلت أنا الهاد : كلاّ ثمّ كلاّ باتفاق أصحابنا ؛ إذ المشاهدة وعدمها ، ليست من أصول عقائدنا ، وإنّما هي اجتهاديّة ، لا شيء على من أنكرها إجماعاً وقولاً واحداً ، غاية الأمر -فيما يقول أهل المشاهدة- هو خطأ في الاجتهاد . الزبدة : إسناد حديث المشاهدة جيّد حسن على الأشهر الأظهر الأقوى، ومن قال إنّه صحيح لم يشطط، وفي المقابل هو ضعيف على بعض المباني ؛ لجهالة راويه ، والقائل بهذا المبنى قليل . والحديث -على الأصح- مؤول عند المشهور بمن ادعى النيابة والأمر والنهي، لا مجرد المشاهدة التبركيّة التشريفيّة ، وهو الأقوى ؛ لتواتر من رآه عليه السلام . زبدة الموضوع . . . الأستاذ الفاضل شكرآ لكم . . |
حياكم الله
اقتباس:
بانتظار اجابتكم . |
الأستاذة الفاضلة الجزائريّة باركها الله تعالى
السفير -في الاصطلاح- : هو الوسيط بين الإمام المهدي عليه السلام وبين شيعته، في الغيبة الصغرى . أما النائب ، فعلى قسمين .. الأول: النائب الخاص : وهو الذي يقوم مقائم الإمام عليه السلام ، بأمر مباشر منه عليه السلام، في أمر من الأمور ، أو في كلّ الأمور ، والسفراء الأربعة كانوا كذلك؛ أي بأمر مباشر منه عليه السلام في كل الأمور . الثاني : النائب العام ، وهو الذي يقوم مقام الإمام عليه السلام ، في الفتوى والحسبيات (والإرشاد كما في ولاية الفقيه = المرشد العام ) بأمر غير مباشر من الإمام = للعوام أن يقلدوه .. |
حياكم الله
عفوا استاذنا الفاضل الهاد .. يعني لم اعرف جوابكم تحديدا هل السفارة كالنيابة ام هناك اختلاف ؟! واعتذر عن كثرة الاسئلة لاني اريد ان اصل الى غاية .. شكرا لسعة صدركم |
اقتباس:
مفهوم السفارة غير مفهوم النيابة بقسميها ، لكنهما يجتمعان في السفراء الأربعة كما ذكرنا أعلاه ..، ولمزيد من التوضيح فلنحفظ الآتي .. السفير : هو الوسيط المطلق بين الإمام المهدي وبين شيعته في الغيبة الصغرى . النائب الخاص : هو القائم مقام الإمام في الغيبة بتنصيب مباشر منه ، في أمر من الأمور ، أو في كل الأمور .. فكل سفير هو نائب خاص ، لكن ليس كل نائب خاص هو سفير مثال على النيابة الخاصة -في الغيبة الصغرى- بلا سفارة !!! روى الشيخ المفيد في الإرشاد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ، عن محمد بن يعقوب ، عن علي بن محمد ، عن محمد بن حمويه ، عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار قال : شككت عند مضي أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام واجتمع عند أبي مال جليل فحمله ، وركبت السفينة معه مشيعا له ، فوعك وعكا شديدا فقال : يا بني ، ردني فهو الموت ، وقال لي : اتق الله في هذا المال ، وأوصى إلي ومات بعد ثلاثة أيام . فقلت في نفسي : لم يكن أبي ليوصي بشئ غير صحيح ، أحمل هذا المال إلى العراق ، وأكتري دارا على الشط ، ولا أخبر أحدا بشئ ، فإن وضح لي كوضوحه في أيام أبي محمد أنفذته ، وإلا أنفقته في ملاذي وشهواتي . فقدمت العراق واكتريت دارا على الشط ولقيت أياما ، فإذا أنا برقعة مع رسول ، فيها : " يا محمد ، معك كذا وكذا " حتى قص علي جميع ما معي ، وذكر في جملته شيئا لم أحط به علما ، فسلمته إلى الرسول ، وبقيت أياما لا يرفع بي رأس ، فاغتممت فخرج إلي : قد أقمناك مقام أبيك ، فاحمد الله . اهـ. قلت أنا الهاد : استظهر جماعة من العلماء، لعلهم الأكثر، أنّ : قد أقمناك مقام أبيك . من قول المهدي صلوات الله عليه ، توقيع من توقيعاته الشريفة عليه السلام ، وهو نصّ في النيابة الخاصّة في زمن السفراء الأربعة .. وإذن فهناك نائب خاص عن الإمام المهدي في الغيبة الصغرى، في بعض الأمور ، وليس في كل الأمور، مع أنّه ليس بسفير .. إذ السفير هو : الوسيط المطلق بين الإمام وشيعته بتنصيب مباشر منه عليه السلام .. وإن شئت قلت: السفير هو : النائب الخاص عن الإمام المهدي في كل الأمور ، لا في بعض الأمور كما في نيابة ابن مهزيار الماليّة فقط رضي الله عنه الزبدة : كل سفير هو نائب خاص عن الإمام، في كل الأمور ، لكن ليس كل نائب خاص هو سفير .. أرجو أن يكون هذا كافياً ، كما أرجو ألا تتحرجوا في طرح أي سؤال يخطر على البال..؛ فلعل هناك قصور منّا في البيان ، أو عجلة في التبيان ، فإن كان كذلك على ما نحتمل ، فعاودوا السؤال مراراً وبأشكال مختلفة ؛ دفعاً لكل لبس ، ورفعاً للالتباس .. وأجركم على المهدي صلوات الله عليه |
بسمه تعالى
شيخنا الاستاذ الهاد رعاه الله احسنتم وافدتم فشكرا لكم سؤال : بعد ان وضحتم مفهوم \ معنى السفير و النائب الخاص . وحيث نحن نعلم ان السفارة الخاصة التي كانت زمن سفراء الغيبة الصغرى ( الاربعة ) . انقطعت بموت السفير الرابع . ولا تعود لعله الا وقت الظهور . فهل هذا يعني بدوره ان النيابة الخاصة داخلة ايضا في عدم التحقق زمن الغيبة الكبرى ام لا وكيف . |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 03:19 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025