منتديات أنا شيعـي العالمية

منتديات أنا شيعـي العالمية (https://www.shiaali.net/vb/index.php)
-   المنتدى الفقهي (https://www.shiaali.net/vb/forumdisplay.php?f=129)
-   -   آية الله المجدد الشيخ عبدالهادي الفضلي في ذمة الخلود (https://www.shiaali.net/vb/showthread.php?t=174736)

alyatem 08-04-2013 07:50 PM

آية الله المجدد الشيخ عبدالهادي الفضلي في ذمة الخلود
 
انا لله وانا اليه راجعون


انتقل إلى جوار ربه الكريم آية الله العالم الفاضل الشيخ عبد الهادي الفضلي، صباح اليوم الإثنين، وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض. وقد أدخل -رحمة الله عليه- قبل يومين الى أحد مستشفيات الدمام في المملكة العربية السعودية للعناية المركزة بعد تعرضه لوعكة صحية.
وكان قد أصيب قبل سنوات بجلطة دماغية أثرت على نشاطه الحركي.

ويعد العلامة الفضلي من كبار علماء الشيعة في المملكة العربية السعودية، وهو وكيل لآية الله العظمى الامام علي الخامنئي في المملكة، وسابقاً كان وكيلاً للراحل أية الله السيد محمد باقر الصدر.

يذكر أنه يصادف اليوم ذكرى اعدام الامام الشهيد محمدباقر الصدر رحمه الله تعالى

شغل آية الله الفضلي منصب رئيس قسم اللغة العربية في جامعة "الملك عبد العزيز" بجدة في السعودية، وله الكثير من المؤلفات وهو من الحائزين على مرتبة الاجتهاد في الفقه الإسلامي، وهو من تلامذة «آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر» وزميل لعلماء كبار مثل «آية الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين» و«آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي» وعدّة من العلماء البارزين الآخرين.
آية الله الفضلي جمع بين الدراسة التقليدية الحوزوية والدراسة الأكاديمية المنظمة فكان مستحقا للقب آية الله والذي يعتبر من أعلى الدرجات العلمية في عرف الحوزات العلمية وحصل على مرتبة الدكتوراه والتي تعتبر من أعلى المراتب الأكادمية. وقضی عمره الشريف في خدمة الإسلام والعقيدة ونشر الفكر المحمدي الأصيل.

نسبه:
هو الشيخ الدكتور عبد الهادي بن الشيخ ميرزا محسن بن الشيخ سلطان بن محمد بن عبد الله بن عباد بن حسين بن حسن بن أحمد بن حسن بن ريشان بن علي بن عبد العزيز بن أحمد بن عمران بن فضل بن حديثة بن عقبة بن فضل بن ربيعة البصري الأحسائي النجفي واشتهر بالعلامة الفضلي والدكتور الفضلي.

مولده ونشأته:
ولد في ليلة العاشر من شهر رمضان المبارك سنة 1354هـ الموافق للسادس من كانون الأول سنة 1935م بقرية (صبخة العرب) إحدى القرى القريبة من البصرة بالعراق حيث كانت تسكن العائلة بعد رحيلها من الأحساء بالسعودية.
ونشأ في البصرة نشأة علمية دينية عالية برعاية والده «آية الله الميرزا محسن الفضلي».

وزار قائد الثورة الإسلامية في ايران «الإمام السيد علي الخامنئي» آية الله الفضلي في فترة علاجه وذلك قبل أكثر من عام عندما كان متواجدا في إيران، حيث قبّل الإمام الخامنئي جبين آية الله الفضلي، فيما قبل آية الله الفضلي يد الإمام الخامنئي.
وقال آية الله الفضلي: "إني تحسنت كثير عن السابق وذلك ببركات دعاء السيد حفظه الله".


alyatem 08-04-2013 08:06 PM

بيان المجمع العالمي لأهل البيت(ع)
في ارتحال "العلامة آية الله الشيخ عبدالهادي الفضلي"



http://www.abna.ir/a/uploads/69/0/69066.jpg

بسم الله الرحمن الرحيم

«إذا مَات العالِم ثُلِمَ في الإسلام ثُلمَةً لاَ يَسُدُّها شَيء»
(حديث شريف)


تلقينا ببالغ الحزن والأسی نبأ إرتحال «العلامة الدكتور سماحة آية الله الشيخ عبدالهادي الفضلي قدس الله نفسه الزكية» المفكر الإسلامي الكبير وعضو الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت(ع).

لقد كان المرحوم المغفور له علماً من أعلام الإسلام ومفكراً إسلامياً وكان يحتذي به الأوساط العلمية والمراكز الدينية وقدم خدمات جليه لأبناء بلدة طيبة عمرالشريف والحافل بالعطاء وقضی عمره الشريف في خدمة الإسلام والعقيدة ونشر الفكر المحمدي الأصيل ومدرسة أهل البيت (ع).

وكما كان المرحوم المغفور رائداً من رواد التقريب بين المذاهب الإسلامية حيث أضاء طريق الجماهير المسلمة بأفكاره الحكيمة وآثاره العلمية الصائبة، وكان من عظيم شرفنا واعتزازنا أن يكون هذا الفقيد السعيد عضواً بارزاً وعضداً وسنداً فكرياً ومعنوياً وعملياً للمجمع العالمي لأهل البيت (ع).

لقد أصاب خبر إرتحال العلامة الجليل آية الله الشيخ عبدالهادي الفضلي المسلمين عامة وأتباع أهل بيت النبوة خاصة، بالحزن والألم لما لهذه الشخصية العلمية من فضل كبير على الحوزات العلمية وأتباع أهل البيت(ع) بسبب ما ارفده من مؤلفات كثيرة نافعة في مختلف المجالات.

وبهذه المناسبة الأليمة يتقدم المجمع العالمي لأهل البيت(ع) بالعزاء إلی الإمام المهدي المنتظر(عج) وقائد الثورة الإسلامية ومراجع التقليد العظام والحوزات العلميّة والعلماء الأعلام والمثقفين وذوي الشيخ الكرام وبالأخص أسرة الفقيد الكريمة والعزيزة؛ سائلين الله المتعال أن يتضمن روحه الطاهرة بالرحمة الواسعة وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان وحشره الله مع الأنبياء والصالحين والأئمة الأطهار إنه سميعٌ عليم وإنالله وإنا إليه راجعون.

المجمع العالمي لأهل البيت(ع)
27 جمادی الأولی عام 1434

alyatem 08-04-2013 08:21 PM

نعي المركز الاسلامي في انجلترا
العلامة الشيخ عبد الهادي الفضلي


بسم الله الرحمن الرحيم
(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء)
(سورة فاطر: 28)


ينعى المركز الاسلامي في انجلترا العالم الفاضل والقلم المجاهد المفكر الاسلامي المرحوم آية الله الشيخ عبد الهادي الفضلي (رض).
ولد الفقيد في شهر رمضان المباركة سنة 1935م في منطقة صبخة العرب في البصرة جنوب العراق، وعاش جلّ حياته في مدينة الدمام بالمنطقة الشرقية في السعودية، تلقى علومه الدينية على والده المرحوم آية الله الميرزا محسن الفضلي (رحمه الله) وغيره من العلماء الاعلام، جمع بين الدراسة الحوزوية والدراسد الاكاديمية وقد حاز على الدكتوراه في اللغة العربية.
ترك أثاراً كثيرة في علوم اللغة العربية والعلوم العقلية والفقه وأصوله ومناهج التدريس، وكان استاذاً في الكثير من الحوزات العلمية والجامعات الاكاديمية في كلية الفقه بالنجف، وجامعة الملك عبد العزيز بجدة، والجامعة العالمية للعلوم الإسلامية بلندن، فحياته الشريفة كانت مفعمة بالنشاطات العلمية والتدريس والتأليف في خدمة القرآن الكريم وسنة النبي الاكرم محمد (ص) وعلوم أهل البيت (ع).
وبفقده (رضوان الله عليه) يخسر العالم الاسلامي عالماً جليل القدر رفض الظلم والظالمين وخدم الأمة بجهاده العلمي وساهم في إعداد أكثر من جيل وستبقى آثاره العلمية معلماً بارزاً في مسيرته الشريفة.
رحم الله الفقيد آية الله الشيخ عبد الهادي الفضلي وتغمده الله برحمته الواسعة.
(إنّا لله وإنّا إليه راجعون)
المركز الاسلامي في انجلترا
8/4/2013م - 27 جمادي الأول 1434هـ

alyatem 08-04-2013 08:52 PM

لمتابعة آخر أخبار تشييع ودفن الفقيد يرجى مراجعة هذا الرابط
اضغط هنا

alyatem 08-04-2013 08:55 PM

الفقيه المثقف ورائد المناهج


سماحة الشيخ فوزي آل سيف

http://www.al-saif.net/media/lib/pics/1000074100.jpg


رحل إلى رضوان الله وعفوه ، آية الله الشيخ عبد الهادي الفضلي بعد عمر قضاه في العمل الديني والاسلامي ، وبعد حياة مليئة بالانتاج العلمي والمنهجي .
ويعتبر المرحوم الشيخ الفضلي رضوان الله عليه من الرعيل الأول من قادة الحركة الاسلامية المعاصرة ، ومن رواد الدعوةإلى الاصلاح على مختلف المستويات ، بدءا من الحوزة العلمية ومناهج التدريس فيها حيث أنتج عددا مهما من الدراسات المنهجية للسطوح المختلفة ، وأيضا في العمل الثقافي حيث كانت دراساته وكتبه تعد من الأساسيات للتثقيف الديني في المجاميع الشبابية بالاضافة إلى دوره الاجتماعي في التبليغ وإلقاء المحاضرات النافعة ..
رحم الله هذا العالم الجليل ، وحشره مع النبي المصطفى محمد وآله الشرفاء .. ورحم الله من يقرأ له الفاتحة .

alyatem 08-04-2013 08:58 PM

الى رحمة الله ورضوانه يا شيخ العلم والعمل فرحمة الله عليك ورضوانه

سماحة الشيخ المهندس حسين البيات

رحل شيخنا الكبير سماحة اية الله الشيخ عبد الهادي الفضلي بعد سنوات من العمل لاجل بناء الانسان المسلم العامل

سنوات طوال كنا نستمع اليك ونستضيء بفيء علمك ونرى الحقائق من خلال تحليلك وتوجيهك فكنت الاعلى رايا والاقدر تواضعا فبنيت فينا حب الاسلام وسلامة النفس وروح العطاء

فرحمة الله عليك يوم ولدت ويوم عانقت السماء قبل يوم واحد من ذكرى رحيل استاذك الشهيد الصدر رضوان الله عليكما

اقرؤوا لروحه الفاتحة

alyatem 08-04-2013 09:01 PM

زملاء الفقيد ينعونه :

الدكتور عبدالله الغذامي :

http://s.alriyadh.com/2008/11/16/img/182897.jpg
في صفحته في تويتر :
وفاة الدكتور عبد الهادي الفضلي ، أول رئيس لقسم اللغة العربية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة / تغمده الله بواسع رحمته وغفرانه

سهام الزهراء 08-04-2013 09:06 PM

إنا لله وإنا إليه راجعون

alyatem 08-04-2013 09:06 PM

مكتب سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف بياناً نعى فيه رحيل سماحة آية الله الشيخ الدكتور عبدالهادي الفضلي إلى الرفيق الأعلى، هذا نصه:

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ﴾ البقرة156

ببالغ الألم والحزن والأسى بلغنا صباح هذا اليوم الاثنين 26 /5 /1434هـ الموافق 8 /4 /2013م نبأ رحيل سماحة آية الله الشيخ الدكتور عبدالهادي الفضلي إلى الرفيق الأعلى بعد حياة مليئة بالعلم والعمل، والعطاء والإنتاج العلمي والفكري والأدبي المتميز.

لقد أغنى الشيخ الدكتور الفضلي (1354هـ - 1935م/ 1434هـ -2013 م ) بمؤلفاته وتصانيفه القيمة التي تجاوزت المئة كتاب المكتبة العربية والإسلامية، ونظراً لما تتميز به مؤلفاته من منهجية علمية، وأسلوب عصري؛ فقد أصبح بعضها تدرس في الحوزات العلمية والجامعات الأكاديمية، وهذا يدل على القيمة العلمية العالية، والمنهجية الأكاديمية المتينة للمؤلفات التي خطها يراع الشيخ الفضلي.

واليوم إذ يرحل آية الله الشيخ الفضلي عن هذه الدنيا الفانية، فإن الساحة الدينية والعلمية قد خسرت بفقده قامة علمية متميزة، ورائداً من رواد الإصلاح والتجديد، ومفكراً مستنيراً ملأ الدنيا بعطائه العلمي، وفكره المتجدد، ومؤلفاته القيمة، ومصنفاته المتميزة؛ وهذا ما سيجعله مخلداً على مر الأيام والسنين.

نسأل الله عزوجل أن يتغمد الفقيد السعيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يحشره مع محمد وآله الأطهار، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

و﴿ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ﴾

عبدالله أحمد اليوسف
الحلة - القطيف

26 /5 /1434هـ
8 /4 /2013م

alyatem 08-04-2013 09:09 PM

﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾.

(إِذَا مَاتَ الْعَالِمُ انْثَلَمَ فِي الْإِسْلَامِ ثُلْمَةٌ لَا تُسَدُّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)
ببالغ الأسى والحزن تلقينا نبأ وفاة آية الله العلامة الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي الذي بذل كل وقته وجهده في سبيل العلم وتطويره من خلال مؤلفاته الكثيرة وقلمه السيال الذي سخّره من أجل تطوير المناهج العلمية الحوزوية وغيرها .
إن سماحة العلامة الفقيد مثال لقوله تعالى: ﴿فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ﴾. ومثال للزهد والورع وحب الخير والتواضع. ومثال للجهاد في سبيل العلم والعلماء.
إننا وفي هذا الوقت العصيب الذي يعصف بالأمة الإسلامية من كل حدب وصوب – إذ نفقد عالماً من أعلام العلم والحوزة – نعزي صاحب العصر والزمان الحجة ابن الحسن (عجل الله تعالى فرجه) والعالم الإسلامي والمراجع العظام والحوزات العلمية وأسرته الكريمة بفقد هذا العالم الجليل ونسأل الله أن يربط على قلب ذويه ومحبيه بالصبر والسلوان وأن يعوّض العالم الإسلامي بهذه الثلمة التي لا يسدها شيء فخسارته خسارة كبيرة للعلم والعلماء.
ونسأل الله أن يرحم فقيدنا الغالي ويحشره مع محمد وآله الطاهرين.

الشيخ حسين الراضي
الاثنين 27-5-1434 هـ

alyatem 08-04-2013 09:12 PM

حوزة دار العلم بالقطيف تعزي في رحل رجل التقوى والعلم والعمل

ببالغ الحزن والأسى تلقت حوزة دار العلم في القطيف نبأ وفاة آية الله الشيخ عبدالهادي الفضلي
قال الله في كتابه الكريم: { الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }.

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: (إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف منه).

ببالغ الحزن والأسى تلقت حوزة دار العلم في القطيف نبأ وفاة العالم العامل سماحة آية الله الشيخ عبدالهادي بن اية الله الميرزا الفضلي ، والذي كان رمزاً من رموز العلم والعمل والجهاد،

لقد ملأ بعلمه الجم المكتبة الفقهيّة والأصوليّة والفكرية الإسلامية بالكثير ممّا يُغني السّاحة العلميّة؛ وملأ بجهاده الروح الرسالية المخلصة ،وملأ بخطبه ومحاضراته وتوجيهاته

ولذلك فإنّ رحيله يعد خسارة كبيرة للأمة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحمه برحمته الواسعة، ويُسكنه الفسيح من جنّته، وأن يعوّض المسلمين عن فقده، وأن يُلهم ذويه الصّبر وعظيم الأجر؛ إنّه أرحم الراحمين.

تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنته وحشره مع الطاهرين الأبرار عليهم السلام.

وبهذه المناسبة الاليمة تعلن الحوزة الحداد وتعطيل الدراسة ليومين


حوزة دار العلم – القطيف
27 جمادى الاولى 1434 هق

alyatem 08-04-2013 09:14 PM

بيان سماحة السيد حسن النمر الموسوي ناعياً فيه الراحل العلاّمة الشيخ د/عبدالهادي الفضلي
وهذا نصه:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ للهِ القائلِ في كتابِهِ ﴿... وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ، قَالُوا: إِنَّا للهِ، وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ ، والصلاةُ والسلامُ على مَن تقدمت المواساةُ به بقوله تعالى ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُوْنَ﴾ محمدٍ خاتمِ النبيينَ وعلى آلِهِ مصابيحِ الهدى وسفنِ النجاةِ الطيبينَ الطاهرينَ، وبعدُ:

فهاهو القضاءُ الإلهيُّ يَحِل بنا؛ في سنةٍ مِن سننِ الله في خلقه والتي لا تختلف ولا تتخلف، ليختطف مِن بينِنا العالِمَ العامِلَ والراعيَ الكفوءَ والأبَ الحنونَ؛ أعني به الفقيهَ الموسوعي والمفكرَ الكبيرَ والكاتبَ المبدعَ الدكتورَ الشيخَ عبدَالهادي الفضليَّ بعد عمرٍ مديدٍ زاخرٍ بالعطاءِ للقريبِ والبعيدِ، وبعد مسيرةِ خيرٍ شهد لها أهلُ الفضلِ والإحسانِ.

وإننا إذ نستقبل هذا القضاءَ الربانيَّ بالتسليمِ والرضا فإننا ندعو اللهَ تعالى أن يجزيَ الفقيدَ الراحلَ بأحسنِ الجزاءِ على ما قدَّم في سبيلِ اللهِ؛ مِن خدماتٍ جليلةٍ كانت؛ وستظل بإذن اللهِ، مشاعلَ وضاءةً تنير الدربَ لطلابِ العلمِ والساعينَ في طريقِ الكرامةِ والاستقامةِ.

وبهذه المناسبةِ الحزينةِ أتقدم بكلِّ حزنٍ وأسى إلى مولانا وإمامِنا صاحبِ العصرِ والزمانِ (عجل اللهُ فرجه) بأحرِّ التعازي بفقدِ الموالي الصادقِ، وإلى الحوازاتِ العلميةِ ومراجعِ الدينِ العظامِ بالمواساةِ بافتجاعِها بالابنِ النجيبِ والسندِ القويِّ، وإلى عمومِ المؤمنينَ وبالخصوص تلامذتِه الحوزويين والجامعيين ومريديه ومحبيه بهذا المصابِ الجللِ، وإلى أسرتِهِ الكريمةِ الفاضلةِ؛ من إخوانه وأخواته وأبنائه وبناته وكافة أقاربه ومن يمتُّ له بصلةِ نسبٍ أو سببٍ برحيلِ الكافلِ.

حرر في مدينة الدمام
بتاريخ ٢٧ جمادى الأولى ١٤٣٤ هجري
الموالفق لـ ٢٠١٣/٤/٨م
السيد حسن النمر الموسوي

alyatem 08-04-2013 09:18 PM

حزب الدعوة الإسلامية ينعى الفقيد العلامة سماحة آية الله الشيخ عبد الهادي الفضلي رحمه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم
((يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية. فادخلي في عبادي. وادخلي جنتي))
صدق الله العلي العظيم
انتقل الى جوار ربه الفقيد العلامة سماحة آية الله الشيخ عبد الهادي الفضلي تغمده الله برحمته الواسعة الذي وافاه الأجل في المملكة العربية السعودية اليوم الأثنين، 27 جمادي الأولى 1434 للهجرة، الموافق 8 نيسان 2013 للميلاد.كان الفقيد الراحل من رواد الحركة الإسلامية في العراق، ومن الرعيل الأول الذي انضم الى حزب الدعوة الإسلامية، وساهم مع آية الله العظمى السيد الشهيد محمد باقر الصدر في بناء الحركة الإسلامية في العراق وقدم خدمات جليلة للمكتبة الإسلامية، وكان احد أعلام الحوزة العلمية في النجف الاشرف والمحافل العلمية خارجها .كما إن المغفور له ساهم مساهمة فاعلة في اغناء الحركة العلمية في العراق وفي العالمين العربي والإسلامي وقد ترك عشرات المؤلفات القيمة واستمر في جهوده العلمية الى آخر يوم من حياته الشريفة.وبهذه المناسبة الأليمة يعزي حزب الدعوة الإسلامية الحوزة العلمية في النجف الاشرف وأبناء الحركة الإسلامية في العراق وجميع العلماء والمسلمين في أنحاء العالم برحيل هذا العلم الشامخ، سائلا الله عز وجل أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته انه سميع مجيب.

حزب الدعوة الإسلامية
المكتب الإعلامي
27 جمادي الاولى 1434 هـ
الموافق 8 نيسان 2013 م

alyatem 08-04-2013 09:37 PM

الوفاق البحرينية تعزي بفقد العالم الإسلامي والمفكر آية الله الفضلي


قدمت جمعية الوفاق الوطني الاسلامية البحرينية أحر التعازي بوفاة رجل الدين البارز والمفكر والمحقق الكبير آية الله الشيخ الدكتور "عبدالهادي الفضلي" الذي رحل إلى جوار ربه اليوم الأثنين 8 أبريل 2013.

وقالت الوفاق أن العالم الإسلامي والعربي فقد شخصية بارزة وداعية عدل وسلام، ومدافع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية.

ورفعت الوفاق أحر التعازي والمواساة لأسرة آية الله الفضلي والعالم الإسلامي والعربي، سائلة الله ان يتغمده في واسع رحمته.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

alyatem 08-04-2013 10:13 PM

البعد الأخلاقي في شخصية العلامة الفضلي

السيد حسن النمر **

http://www.rasid.com/media/lib/pics/1227336777.jpg

10 / 2 / 2007م -

تمهيد:
1- التقدير البالغ للقائمين على هذا التكريم الذي هو خطوة في الاتجاه الصحيح لتسجيل حضور لمجتمعنا من خلال تكريم رموزه، خصوصاً مع اجتماع عوامل الإهمال والتهميش على تغييبه، من خلال رموزه.

2- لا تتسع أوراق قليلة للقيام بواجب الحديث عن شخصية بقامة العلامة الدكتور عبد الهادي الفضلي، ولا تسعف الفترة الزمنية التي خوطب بها مسطِّر هذه الأوراق، حيث لم تتجاوز أياماً معدوداتٍ.

3- تفرض الحقوق الكثيرة للعلامة المكرَّم، علينا عموماً وعلى راقم السطور خاصةً، المشاركةُ والقيامُ بما أمكن؛ إذ الميسور لا يسقط بالمعسور.

4- ما سأذكره من شواهد هي معايشات شخصية، استقيتها على مدى أربعة عشر عاماً من التردد على سماحته في منـزله، ومشاركته في عدة نشاطات ثقافية وفكرية جمعتني وإياه، واختلافي الدائم والدائب على منـزله في مجلسه العام أو في لقاءات خاصة تشرفت بها لديه.

5- ما سأسجله، في هذه الوريقات، ليس بحثاً علمياًًّّ عن الأخلاق من وجهة نظر العلامة المكرَّم، وإنما هو انطباعات شخصية لما عايشته مباشرةً، بما وُفقت له من الاحتكاك المباشر بسماحته، سفراً[1] وحضراً، خلال أربعة عشر عاماً، أو قرأته من سيرة سماحته. دون أن أدعي الاستقصاء والاستيفاء، لأن في ذلك تقصيراً في حق الشيخ الفضلي، وقصوراً من مدعيه. وأرجو أن لا أكون أحد هذين، فقد قال الله تعالى: ﴿وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾[2] ، ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه.

المحطة الأولى: قَدَر الهجرة
قدر للعلامة الفضلي أن يألف الهجرة، فقد هاجر من «جنوب العراق»، حيث ولد في العام 1354 هـ، إلى «النجف الأشرف» حيث درس ودرّس حوزوياًّ، وتلقى أثناء ذلك دراساته العليا في الماجستير ببغداد، ثم هاجر ثانيةً إلى «مصر» طالباً للدراسات العليا لمرحلة الدكتوراه، وأثناء ذلك هاجر إلى «جدة» أستاذاً أكاديمياًّ. حتى انتهى به المطاف بعد ملاحقات أمنية بعثية إلى الهجرة إلى حيث موطن آبائه وأجداده، حيث ألقى رحله أولاً في «سيهات» ومن بعدها أقام في الخبر لمدة سنة واحدة، ثم استقر أخيراً في «الدمام».
وقد حظي مجتمعنا بهجرة العلامة الفضلي إليه في العام 1409هـ، بعد سنين قضاها في مدينة جدة اشتغل فيها بالتدريس الجامعي في جامعة الملك عبد العزيز. وقد استقبلت جموع المؤمنين على اختلاف شرائحهم هجرته بالفرح والترحاب الحار لسببين اثنين:

• أولهما: ما تناهى إلى أسماعهم من مقام علمي شامخ لسماحته، شهد به أقرانه ومعاصروه. وما نُقل إليهم من كفاءات عدة تجمعت في شخصية لم تجتمع في أحد من أهل العلم في المنطقة من حيث الشمولية والجامعية، فقد كان الأول الذي جمع عنوانين لم يجتمعا في من سبقه من علماء الدين، وهما:

1 - أنه العالم الحوزوي المجتهد، الذي يذعن الجميع بأنه بلغ مرتبةً عالية في الدراسات الحوزوية، حتى أصبح من المبرَّزين من أساتذة حوزة النجف الأشرف بكل ما لها من الثقل العلمي المعروف.

2 - أنه الأستاذ الجامعي، الذي طاف بين أروقة جامعات مشهود لها بالإنتاج الغزير في تخريج الطلاب والأساتذة الأكفاء.

• ثانيهما: استشعار المجتمع، ونخبه خاصة، بالحاجة الماسّة إلى شخصية في مستوى العلامة الفضلي لإحداث نقلة نوعية في النشاط الديني الذي لم يعد قادراً، بصورته المعتادة، على تلبية احتياجاته الملحة، في زمن متسارع الخطى في حراكه وحراك ما حوله.
ولم تَخِب، بحمد الله، ظنون أوساطنا الاجتماعية، فما أن حط سماحة العلامة الفضلي رحله في أوساطه، وأخذ في ممارسة ما أمله المؤمنون منه، حتى نشطت محافل المؤمنين بالعديد من وجوه النشاط العلمي،لم تألفها سابقاً، فحدث ما يمكن أن نسميه بالنهضة الثقافية، تركت بصماتها على مختلف مناحي النشاط الديني، ولا تزال آثارها بيّنةً مشهودةً.
ولأني لست بصدد رصد تلكم النهضة الثقافية فلن أخوض في تفاصيلها، لأنها ليست موضوع هذه الأوراق، وآمل أن يقوم بذلك من يملك القدرة على التعريف بالمشهد الثقافي في مجتمعنا بعد قدوم سماحة العلامة الفضلي ومقارنته بالمشهد الثقافي قبل ذلك، مع الإشارة إلى الإسهام المباشر وغير المباشر لسماحته فيه.
وقد أحسن أبناء مجتمعنا استقبال العلامة الفضلي لما سمعوه، فلما أن عايشوه عن قرب وجدوا فيه بغيتهم من زاوية قد تكون مختلفة عما توقعوه، فلم يتصدَّ حفظه الله للعمل الديني في أوساطهم بالطريقة المتعارفة، فقد وجدوه مختلفاً في شكل تصديه حتى على مستوى اللباس، حيث لم يلبس العمامة التي اعتاد علماؤنا لبسها، ولم يعتمد الرداء «العباءة» التي اعتادوا لبسها، كما أنه لم يؤم الجماعة، وإلى ذلك لم يتصد إلى الوكالة الشرعية لمراجع التقليد الكبار، وقد كانت في متناوله، حيث كان واحداً من أبرز تلامذتهم ومورد اعتمادهم...
بل اعتمد نهجاً مختلفاً في التصدي للعمل الديني، بأن عكف على تغطية الجوانب المهملة، فكان دأبُهُ وديدنُهُ تحفيزَ الوسط الاجتماعي على تغيير الأنماط السائدة من الاهتمامات التي لم يعد من الصواب والحكمة الانكباب والاقتصار عليها شكلاً ومضموناً. فأخذ بالحض والحث على مبادرات في هذا الاتجاه، فصار العديد من المثقفين بصدد كتابة البحوث وعرضها على سماحته بغية طباعتها، فكان يقتطع من شيئاً من وقته الثمين لقراءتها وتسجيل الملاحظات التصويبية والتقويمية بنفسه، فلا يكاد أحد يقدم له مخطوطاً إلا ويشفعه بعد أيام قصيرة بدفتر أو أوراق من الملاحظات والتصويبات تؤكد أنه قرأه من الألف إلى الياء. دون أن يعني ذلك أن في هذا المخطوط شيئاً ذا قيمة تستدعي أن يتفرغ مثل سماحته لقراءته بهذه العناية والاهتمام به إلى درجة القيام بمهمة «مصحح»، لولا أنه «حفظه الله» أخذ على نفسه مهمة وجد أنها مقدسة عنوانها «النهوض الثقافي»، الذي يلازمه عادةً تواضع المستوى في البدايات.
وقد كان ذلك درساً لكل من التقى بسماحته في فن التواضع وتغليب المصلحة العامة وقداسة الهدف والغاية.

المحطة الثانية: صدمة الوعي العام
كانت أوساطنا الاجتماعية على صلة بنمط معين من علماء الدين يُقدس فيهم شخوصهم في جوانب ثلاثة:

• أولاً: المستوى العلمي بما حازه هذا العالم أو ذاك من علم بالدين ومعارفه مما تعارف في الأوساط الحوزوية دراسته وتدريسه.

• ثانياً: المستوى السلوكي والعملي، بما يتحلى به العالم أو طالب العلم من تُقى وورعٍ، يؤهله للقيام بما يتطلب ذلك من إمامة جماعة ونحوها.

• ثالثاً: على المستوى الذاتي والاجتماعي، بما يتحلى به عالم الدين وطالب العلم من زهد يبعده عن التهمة بالتهالك على الدنيا، ومزاحمة الغير.
ويتفاوت العلماء وطلبة العلم في التحلي بها.
غير أن لعلامتنا الفضلي سماتٍ أخرى، فهو إلى جانب تفوقه على المستوى العلمي حتى عُدَّ في الرعيل الأول من علماء مجتمعنا، فهو الفقيه المجاز بالاجتهاد، وهو الأستاذ الجامعي المربي للمئات من الجامعيين، والمشرف على العشرات من الأطروحات الجامعية، وهو، إلى ذلك، المثقف الموسوعي الذي يجد طلاب العلم والباحثون بغيتهم المنشودة لديه. وإلى جانب تحلِّيه بتقى وورعٍ مشهودين، وإلى جانب زهده الذي دفع به إلى الانقطاع إلى العلمِ والعملِ بعيداً عن الأضواء والإعلام وزخارف الشهرة الدنيوية.
إلى جانب ذلك، كله امتاز «حفظه الله» بمثابرة في العطاء، فهو لا يكلُّ ولا يَمَلُّ من الكتابة والمحاضرة وتقديم الكتب وتحقيقها[3] ، وحثّ المؤهلين للتصدي لذلك. وهذا ما لم يعتد عليه مجتمعنا، لعوامل ذاتية حيناً، وخارجية فرضت نفسها عليه حيناً آخر.
كما أنه «حفظ الله» امتاز بتجديد في عطائه، فقد فاجأ مجتمعَنا بنوع جديد من اهتمام عالم الدين، فلم يتصدَّ لما اعتاد الناس من عالم الدين التصدي له، كما ألمحنا إليه، وإنما أولى جل عنايته لما كان مهمَلاً من النشاط وترك إهماله آثاراً سلبيةً على النهوض الاجتماعي إلى حدّ التبلد والخمول.
فقد دعا إلى مسابقة بحثية في الأحساء، مُنعت لاحقاً، شارك فيها العديد من المهتمين.
كما أنه رعى مسابقة بحثية في القطيف، لم تستمر لدواعٍ أجهلها فعلاً، فاز فيها باحثون أصبح بعضهم من الكتاب المتمرسين فعلاً.
ورعى وشارك بهمةٍ ونشاطٍ، في بعض المهرجانات الثقافية التي تقام في شهر رمضان، ولا يزال بعضها مستمراً كمهرجان حسينية الناصر بسيهات، وهو أول تلك المهرجانات، لم يقطعه عن المشاركة فيه سوى ما ألم به من إرهاق وتعب ألقى بكلكله على جسده في السنتين الأخيرتين.

المحطة الثالثة: الطريق إلى المعالي
من سمات العلامة الفضلي الأخلاقية نـزوعه إلى الرقي والنهوض، على مستوى ذاته وعلى مستوى أمته. الأمر الذي انعكس على طبيعة اهتماماته في بناء نفسه وتخيُّر نشاطاته. فاتسعت اهتماماته بسعة الإسلام بين المسلمين. وازداد طموحه فبلغ من الكمال منـزلة جذبت إليه عشاق النهوض والرفعة.
فما أن تجلس في مجلسه حتى يتناهى إلى سمعك نمط جديد من الأسئلة والأجوبة والحوارات بين الشيخ وزواره، يختلف عما ألفه المؤمنون في أوساطنا الاجتماعية، من اهتمامات العلماء[4] . ليتكشف لك في شخصية العلامة الفضلي، أمران:

الأول: شمولية الهم
فلم يكن همه يقف عند وسطه الذي يعيش فيه، بل إنه يعيش همّ الأمة كلها في المشرق والمغرب، لذلك نجده متابعاً جيداً للصحف والمجلات، التي ينتقي منها ما وجد بالمتابعة دقة معلوماتها، دون أن يركن إلى ما ينقل، بل يعمد دائماً إلى التحليل والغربلة لتلك المعلومات، مستفيداً من:

أ - خبرته الواسعة في المجال العلمي بما يحمله من عمق معرفي في مختلف حقول المعرفة.

ب - خبرته في العمل العام الذي تصدى له في مختلف مراحل حياته، والتي مكنته من نفاذ في البصيرة وعمق في الرؤية.
لذلك فقد يتبنى موقفاً يفاجئك للوهلة الأولى، لتكتشف لاحقاً أن سماحته قرأ السطور وما وراءها، «وهو في هذا المجال صاحب تحليل دقيق وعميق، تشعر أنه يبالغ أحياناً، لتفاجئك تطورات الواقع أن له نظرة جد عميقة»[5] .
وكشاهد على ذلك: زرنا أحد الفضلاء في العام 1985 م في قم المقدسة، بعد رحلة الحج، وكان قد التقى بسماحة الشيخ الفضلي في «جدة». فسألناه عن أخباره، وموقفه من مسألة معينة. فأجاب: إن الشيخ متشائم وسوداوي النظرة. وكان هذا الفاضل من المتعجلين في اختياراته، كما تكشف لنا بعدُ. فإذا بالأيام تؤكد لنا أن نظر العلامة الفضلي كان ثاقباً وصائباً، بينما غيّر صاحبنا من قناعاته إلى حد الانقلاب على ما كان يبشر به آنذاك كما لو كان وحياً منـزلاً!!
وهو «حفظه الله» لا يرى انفكاكاً في الأزمات بين مجتمع إسلامي وآخر بسبب رقعة جغرافية، لذلك نجده يلاحق أخبار الأمة من هنا وهناك، ليتحسس آلاماً هنا، ويزهو بآمال هناك، يخفيها تارة ويبديها تارةً أخرى، تندُّ منه الآهةُ للألم مهما صغر، وتعلوه البهجة للأمل مهما تضاءل، لإدراكه أن العدو المتربص بالأمة يصل ليله بنهاره مقوِّضاً بنيانَ الأمة بشكل أو بآخر. ولعل ما يحصل في العراق خير شاهد على ذلك، فقد أقض احتلاله مضجع العلامة الفضلي، وقد سمعت منه مراراً وتكراراً، أثناء زياراتي المتكررة له، التحذير تلو التحذير من مخاطر ما يراد للأمة من مخطط إجرامي. وقد آلمه بما لا يقل عن ذلك بعض المظاهر الاجتماعية التي تكشف عن مدى الخلل الذي لحق بالشعب العراقي بسبب الإجرام الصدامي، الذي سعى إلى حرمان الأمة من تشييد نهضتها على أساس العلم والمعرفة، قبل أي شيء آخر، باعتباره منتجاً للإيمان الرشيد.

الثاني: بُعد الهمة
أعتقد أنه «حفظه الله» يتسم بهمة عالية دفعت به إلى الإقدام على ما يعجز عنه كثيرون، وإلى التخطيط الدقيق للعديد من الخطوات والعمل على تنفيذها، وأذكر على ذلك هذا الشاهد:
ألح على سماحته هاجس التجديد في المناهج الدراسية الحوزوية، لأسباب عدة ليس هذا محل ذكرها، فأخذ في تنفيذ ذلك على مدى سنوات امتدت لأربعة وأربعين عاماً بدءً بالعام 1383 هـ، هو سنة تأليفه لكتاب «خلاصة علم المنطق»، وانتهاءً إلى العام 1427 هـ حيث لا يزال مشغولاً بكتابة موسوعته مبادئ علم الفقه. غطى فيها مساحة شملت أغلب العلوم المتداولة في الوسط الحوزوي. وهي فترة، لا يعمل فيها إلا ذوو الهمة العالية، وهي السمة التي أشاد بها فيه شيخه المجيز له بالرواية الشيخ بزرك الطهراني «رحمه الله»، حيث قال في إجازته له ولما يتجاوز العشرين سنة من العمر: الشيخ الفاضل البارع، الشاب المقبل، الواصل في حداثة سنه إلى أعلى مراقي الكمال، والبالغ من الفضائل مبلغاً لا يُنال إلا بالكدّ الأكيد من كبار الرجال»[6] .

المحطة الرابعة: نبل الذات
لم يحظَ العلامة الفضلي بما حظي به من قبول واسع واحترام كبير في الوسط الاجتماعي، بسبب علمه فحسب، فالعلماء كثر، ولا بسبب تقواه وزهده فقط، فهؤلاء أيضاً ليسوا قلة، وإنما حظي بذلك بسبب علمه وتقواه وزهده، مضافاً إليه عددٌ من السِّمات التي جعلت منه مشروع «الأمل» المفقود، لمجتمع عملت أسباب الحرمان على تهميشه وتغييبه مع كل ما يملكه منذ صدر الإسلام على مقومات النهضة الشاملة، مادياًّ ومعنوياًّ.
ولعل تلك السمات تنبع من «نبل الذات» الذي تميز به علامتنا الفضلي «حفظه الله» بشكل بارز، ومنها:

السمة الأولى: صدق الانتماء للدين والمجتمع
يسوغ لي أن أقول إن الانتماء يأخذ شكلين اثنين:

الأول: الانتماء الفكري
وهو مجموعة القناعات التي يؤمن بها «المنتمي» وتكون محركاً له للإقدام والإحجام، ويصنف المنتمون، لأي فكر، إلى صنفين:

1 - منتمين على بصيرة.
2 - منتمين على غير بصيرة.

وبعيداً عن الخوض في التفاصيل، فقد لمست في العلامة الفضلي: انتماءً صادقاً للدين يتجاوز الادعاء، لقناعته الراسخة أن خلاصه الشخصي وخلاص أمته في علو الدين وتغلغل تعاليمه في نفوس الناس وهيمنته على جوانب حياتهم الفردية والاجتماعية... ومن ثم فإن ما يشغل مجلسه من أحاديث لا يتجاوز همّ الدين وأهله»[7] .

الثاني: الانتماء الاجتماعي
يتفاوت العلماء، وهم القادة الاجتماعيون، في إحداث التغيير الاجتماعي، بحسب ما يملك هذا أو ذاك من وسائل التأثير. ومن أهم تلك الوسائل شعور الأمة/ المجتمع بأن ما يقوله العالم ويطلبه القائد يعود إلى المجتمع نفسه بالنفع، لأن التغيير أمر ينبع من تبدل القناعات الداخلية لدى الفرد والمجتمع تدفع به إلى تغيير سلوك أو تطوير إرادة...
وقد يكون لدى العالم صدق في الانتماء للمجتمع لكنه لا يحسن التعبير عنه، لذلك فالمطلوب أمران:

الأول: صدق الانتماء.
وهذا إنما يحصل بالتقوى أولاً، وبحب الناس ثانياً. فمن لا تقوى لديه لن يكون صادقاً في انتمائه لمجتمعه لأن أنانيته ستشكل حجاباً غليظاً بينه وبين رغبات الآخرين «المجتمع»، كما أن من لا يحب الناسَ لن يتحلى بالانتماء، وبالتالي لن يُطالب بالصدق فيه.

الثاني: حسن التعبير عن الصدق.
فقد يكون بعض الناس منتمياً لمجتمعه، وهو صادق في ذلك، لكنه يقع في بعض ما يكون سبباً لهز ثقة المجتمع فيه. ومن ثم فإن المطلوب هو التحلي بأعلى درجة من المناقبية والنـزاهة، لئلا تُترك ثغرةٌ تكون سبباً لإحداث اهتزاز في الثقة.
ولعل العلامة الفضلي توفر على هذين الأمرين بشكل كبير، لعوامل ذاتية وموضوعية لا أستطيع تفصيلها الآن، جعلت من الوسط الاجتماعي، على اختلاف مشاربه وانتماءاته، يرى في سماحته «المنتمي» له، مما هيأ له تبوأ مرتبة عالية من المقبولية تجعله في مصافِّ «القادة».
فلم يقع سماحته في خصومة ولا نـزاع مع أحد ولا جهة، كما لم يقع في ممارسة تجعل بينه وبين طيف من أطياف هذا المجتمع حاجزاً عن إمكانية التأثير فيه، بل بقي على مسافة واحدة من الجميع، دون أن يتخلى عن قناعاته التي قد يختلف وآخرين حولها.

السمة الثانية: الشجاعة
تحلى سماحة العلامة الفضلي بشجاعة نادرة، لم يتوفر عليه كثيرون. وقد أخذت شجاعته أشكالاً، أشير إلى بعضها ضمن الشواهد التالية:

الشاهد الأول: انتسابه لكلية الفقه
ولعلك تُفاجأ، أخي القارئ بذكر انتسابه لكلية علمية في وسط علمي، وأبادر إلى تبديد وهمك لأشير إلى أن للأوساط العريقة، في أي مجال، تقاليد وأعرافاً ليس من السهل تغييرها واستبدالها، خصوصاً إذا كانت جذرية.
ولم تكن النجف ذات التاريخ الممتد لأزيد من الألف عام استثناءً، فلها بدورها تقاليدها المدرسية والسلوكية العريقة، فليس مسموحاً، آنذاك، لطالب العلم أن يدرس أي علم، ولا أن يتصرف كما شاء، ولا أن يقوم بما يحلو له... لأن عليه أن يلتزم ما درج عليه العلماء في تلك الأوساط ليشهدوا له بدورهم، أنهم تولوا تربيته على ما ينبغي أن يكون عليه، وتتقبله الأمة بتلكم التزكية.
وبطبيعة الحال، فإن تلكم التقاليد لم تكن بأجمعها صائبة، كما أن بعضها الآخر الذي يمكن أن يكون صائباً في جوهره، ليس هو كذلك بالضرورة في شكله، لأن للتغيرات الاجتماعية متطلباتها التي لابد من الاستجابة لها، في حدود ما لا يتنافى والثوابت، ويصطدم بالخطوط الحمر.
في هذا الجو المتشدد والمتصلِّب نشأ الشيخ الفضلي، حيث الصراع المحموم بين القديم والجديد، فاختار بكل شجاعة أن ينحاز للجديد، بعد أن وجد فيه ضالته المنشودة من الموائمة بين ثوابت الإسلام وأحكامه من جهة، ومتطلبات العصر من جهة ثانية. فترجم ذلك بالانتساب إلى كلية الفقه أولاً، مواصلاً مسيرته الأكاديمية في جامعة بغداد، انتهاءً بجامعة الأزهر بمصر.
وهذه المسيرة كانت مرّة وقاسية على مثل الشيخ الفضلي آنذاك لأن الوضع لم يكن يتقبل ذاك بسلاسة. وما أصعب أن تخالف ما هو سائد، وما أحوجك إلى أن تكون شجاعاً لتقوم به.

الشاهد الثاني: انتماؤه للعمل الإسلامي المنظم
في هذا الجو نفسه استشعر علامتنا الفضلي، وثلةٌ من أهل العلم والغيرة آنذاك، الحاجةَ الماسّةَ إلى تنظيم يقوم على أساس تأمين الحاجة الاجتماعية للتربية الدينية وجني ثمارها، فلم يجد حرجاً في الانتماء، مع ما لفّ ذلك من مخاطر أمنية، حيث المنع الرسمي من قبل الدولة، ومخاطر اجتماعية، حيث الرفض الاجتماعي المطلق في الوسط الحوزوي لدى علماء الدين وطلبة العلم لذلك. ومع هذا وذاك اختار العلامة المكرّم ما وجد أنه صواباً وضرورةً، ولمس الشجاعة في نفسه لاختياره ذاك.
وقد عُرِفت حوزة النجف الأشرف بالصرامة والتقليدية، حرصاً من رموزها وطلابها، على المحافظة على ما يطمئن إلى سلامته وصوابيته لقيام الدليل عليه. الأمر الذي انعكس سلباً على وتيرة التفاعل بين الحوزة العلمية ومستجدات الأحداث. وقد عاصر سماحة علامتنا المكرّم حقبة التمدد الشيوعي والتمرد على التعاليم والمعارف الدينية في العراق إبان حكم عبد الكريم قاسم «1958 - 1963 م». فنشأت فكرة التنظيم الإسلامي، فكان لسماحته شرف الريادة في الانخراط فيه فكان من قياداته ذوي التأثير.
وكان شجاعاً وتقدمياًّ جداًّ في انتسابه وعمله ذاك، بعد أن آمن بصواب الفكرة مع شدة رفضها من قبل قطاعات واسعة في الوسط الحوزوي[8] .

الشاهد الثالث: ممارسة الكتابة والتأليف
لم يكن من المعتاد لدى الأوساط الحوزوية العامة في النجف الأشرف، آنئذٍ، الكتابةُ والتأليفُ في غير العلوم الحوزوية المتعارفة، لذلك فإن من كتب، حينها، وألّف في غير ما تعارف التأليف فيه، عانوا أشد المعاناة، من الاتهام بالفشل الحوزوي، مروراً بأنهم صحفيون، انتهاءً بالتمرد على تقاليد الحوزة. ولهذه التهم وأمثالها قدرة تدميرية هائلة، يستجيب كثير من طلبة العلم لضغطها، تحول بينهم وبين تفجير طاقاتهم الهائلة في التأليف والكتابة.

الشاهد الرابع: احترام حق الغير في الاختيار
قد يحكم الركود الفكري وسطاً من الأوساط العلمية، فما أن يتبنى أحدٌ رأياً «آخر» غير ما هو مألوف، حتى تثار العواصف في وجهه. ولم يكن سماحته ممن يتبنى وجهة النظر هذه، فهو يرى أن من حق صاحب الرأي أن يقول رأيه في حدود الاجتهاد الفكري بعد اكتمال مقدماته وقواعده. وليس لأحد ممارسة الوصاية عليه. وللآخرين الحق أن يُبدوا آراءهم المخالفة، لكن في حدود الاختلاف العلمي دون تجريح شخصي.
وكان يمارس ذلك عملياًّ فبينما نجد بعض أهل العلم يتكتم على «الرأي الآخر»، وقد يضيف إلى ذلك التنكر له ولعلمه، لدواعٍ علمية تارةً، وغير علمية تارةً أخرى. أما الشيخ فلم يكن، فيما عهدته منه، ينطلق من هذا المنطلق، بل كان موضوعياًّ في منتهى الموضوعية، فإذا كان بصدد بحثٍ علميٍّ فإنه يجنبه تماماً من ميوله واختياراته، ليتولى عرض الرأي الآخر بكل ما تتطلبه الموضوعية من الإنصاف. فإذا تطلب المقام المناقشة فإنه يدخل فيها بما ينبغي للعالم أن يراعيه من أصول البحث العلمي.
وسأكتفي بإحالة القارئ الكريم إلى مجموع كتب الشيخ ومحاضراته التي تزخر بالشواهد، على ما قلناه من عرض الرأي والرأي الآخر دون تحيز لطرف دون طرف، ثم الوصول إلى مرحلة الاختيار حسب القواعد العلمية.
وأقتصر على ما نقله لي من أنه لما سافر إلى اليمن أخذ بالبحث عن كتب لعالم يمني، سمع أنه يرى التفرقة بين الفائدة البنكية المعروفة والربا المنصوص على حرمته بين الفقهاء، ليكتب عن رأيه بأدلته التي ساقها صاحب النظرية. وهو شاهد على نبل أخلاقي يفتقده كثيرون بذريعة أن المسألة واضحةٌ ومتفقٌ عليها! مع أن وضوح المسألة والاتفاق عليها، كما لا يخفى، ليسا مسوِّغاً كافياً للتعتيم والتجاهل.

alyatem 08-04-2013 10:16 PM


السمة الثالثة: التواضع
لخلق التواضع سحره الخاص، كما أن له تبعاته الثقيلة التي تضعف كثير من النفوس أمامها، فتكون سبباً لحرمانها منه، لأن الحق ثقيل، والتواضع يتطلب إذعاناً للحق لا يتأتى من كل أحد. وكلما كان الشخص كبيراً وعظيماً كلما كان التواضع عليه أصعب. ولكنه إذا كان من أهل الحق والساعين إليه سهل عليه أن يكون متواضعاً.
والعلامة الفضلي اتفق عارفوه على أنه من العظماء بمعنى الكلمة، فعلمه الواسع، ومنـزلته الاجتماعية الرفيعة، وشهرته التي طبقت الآفاق... كل ذلك يصب في أن يتميز في ذاته، ويميزه الآخرون. ولكنه تحلى بتواضع جمّ، جعل من كثيرين يغفلون عن جوانب تميزه.
وتجسيداً لتواضعه فهو كارهٌ جداًّ للظهور والشهرة. ومثالاً على ذلك فإنه عزم على السفر إلى الجمهورية الإسلامية لزيارة الإمام الرضا «ع» في العام 1426هـ[9] ، وقد رتب لسفره على عجل ودون تحضير سابق. وكان بإمكانه أن يستثمر زيارته تلك على أعلى المستويات، باعتباره وكيلاً عاماً[10] لسماحة الإمام الخامنئي «دام ظله» الذي يكنّ له من الاحترام الشيء الكثير، وباعتباره أستاذاً لعدد من كبار المسؤولين، وزميلاً لعدد من مراجع الدين. ولكنه لم يشأ أن تختلط أهدافه الدينية بأي هدف آخر. ولكن شاءت الأقدار أن يعلم الإمام الخامنئي «دام ظله» بزيارته، فمان كان إلا أن دعاه للقاءٍ بينهما حظي فيه سماحته برعاية كريمة من زعيم الجمهورية الإسلامية تتناسب ومنـزلته.
ولنُشِر إلى تواضعه ضمن منحيين:

المنحى الأول: التواضع للمؤمنين
فـ«لا يجادل أحدٌ ممن اتصل بالشيخ سابقاً ولاحقاً أن سماحته بلغ في التواضع مبلغاً قلّ نظيره، لا فرق في تواضعه أن يكون الطرف الآخر صغيراً أو كبيراً، عالماً أو متعلماً على سبيل نجاةٍ.
وهو بهذا التواضع استطاع أن يحظى باحترام الجميع، ومجلسه العامر بالرواد من شتى الانتماءات والتيارات خير شاهد على محبوبية شخصيته وما يتحلى به من جاذبية.
كما أن من أبرز آثار هذا التواضع في شخصيته إتاحته الفرصة لكل من يفد عليه أن يدلي بدلوه بإبداء مقترح أو إيراد شاهد أو التنبيه على معلومة...، ليتأكد هذا التواضع حينما يكون المجال متاحاً لتعليق من الشيخ فيحجم عن ذلك، خصوصاً إذا كان في التعليق إحراجٌ للضيف.
ويتجلى تواضعه في شعور الآخرين ممن هم في مرتبة تلاميذه علماً، وأولاده سناًّ، أنهم قادرون على الأخذ والرد معه دون أن يشعروا بأن ذلك ليس من حقوقهم، ليشعروا بالثقة في النفس، كيما يتأهلوا لأداء الدور الذي ينبغي أن يكونوا أهلاً له»[11] .

المنحى الثاني: التواضع أمام الحق
التواضع في كماله وجماله لا يقف عند حدود منحاه الأول، بل ثمة صورة أولى وأهم، وهي تجمع بين خلق الشجاعة والتواضع وهي الإذعان بسعة الوجود وبمقولته سبحانه ﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلاً﴾[12] ، ليكون صاحب هذا الخلق على تواصل مستمر مع الفيض الرباني، لذلك نضيف أن سماحته يمتاز بهذه السمة حيث: شعوره المستمر بضرورة مواصلة التعلم، ومن ثم فهو يتميز بنهم للقراءة وشغف في متابعة المعلومة، حتى أنه يعدّ أفضل هدية تقدم له كتاب لم يقرأه أو لا يمتلكه، أو معلومة لم يطلع عليه، ولهذا فهو يتواضع حتى لمن لا يتوقع منهم أن يخدموه في هذا المجال»[13] .
وأذكر شاهدين على سمة التواضع عموماً لدى سماحته:

• الشاهد الأول: دُعي سماحتُهُ لندوة قرآنية في العام 1416 هـ من قبل القائمين على مهرجان شهر رمضان الثقافي في حسينية الناصر، ودعيت لأكون شريكه في الندوة فكادت الأرض تبتلعني خجلاً من الدعوة، فأين أنا من العلم والمنـزلة والسن؟ وأين هو الشيخ الفضلي في ذلك؟ ولكنه لشدة تواضعه قبل بكل أريحية وترحاب أن أكون شريكه وتفضل بذلك لما يتحلى به من تواضع.

• الشاهد الثاني: سألته في إحدى زياراتي قبل حوالي أربع سنين عن سبب إحجامه عن محاولة التفسير للقرآن الكريم. فأجاب بكل تواضع: إن التفسير من السهل الممتنع. مشيراً إلى عظمة القرآن وعسر تصديه للتفسير. ولم يكن ذاك الجواب إلا تواضعاً منه، وإلا فإنه يمتلك قدرات علمية كبيرة جداًّ تؤهله للإبداع في ذلك وليس مجرد المشاركة.

• الشاهد الثالث: ليس من عادته «حفظه الله» التعريف بنفسه بما له من المناصب والمشاركات، كما يفعل كثيرون. مع أنه، كما سنشير، يتبوأ الكثير من المناصب الهامة في مواقع مختلفة، يكفي الواحد منها للتبجح عند ضعفاء النفوس.

السمة الرابعة: النشاط الدؤوب
من يتعرّف على سماحة العلامة الفضلي عن قرب، وقد كان لي شرف ذلك، لا يلمس في قاموس حياته معنى للكسل والخمول، فـ: في هذا المجال قد يستعصي عليك أن تجد شخصاً له إصرار الشيخ ومثابرته على العمل الجاد، ونتاجاته المتنوعة والمختلفة شاهد صدق على ذلك»[14] .
وأذكر لذلك شواهد:

• الشاهد الأول: مشاركته في الكثير من المناشط الفكرية والثقافية، بل إنه يعد أباً حقيقياًّ أو روحياًّ لكثير منها، أو هو مشارك جادٌّ فيها. فعلى عجالة:

1- هو مشرفٌ عامٌّ على جامعة آل البيت بقم المقدسة.
2- وهو أستاذٌ لعدد من المواد في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية بلندن، وقد قام هو نفسه بكتابة مناهجها.
3- عضو هيئة تدريس في الجامعة الإسلامية ببيروت، وعميد كلية الفقه والاجتهاد فيها.
4- وهو مؤلفٌ لم ينقطع عن الكتابة حتى إصابته بجلطة خفيفة في العام 1427هـ، حرمته استعمال يده اليمنى التي هي وسيلته الوحيدة والمعتادة في الكتابة.
5- مُحاضر في مناسبات دينية ومواسم ثقافية، لم ينقطع عن المشاركة فيها إلا في حدود سنة 1426 هـ، أو قبلها بقليل، لظروفٍ صحيةٍ.
6- مشرف عام على مجلة نصوص معاصرة الفصلية.
7- عضو في الهيئة الاستشارية لعدد من الدوريات والمجلات الفكرية.
8- عضو في المجمع العالمي لأهل البيت .

• الشاهد الثاني: حدثته مرة في سنة 1417 هـ عن رغبتي في الكتابة حول «الإمامة» وسرعان ما أتحفني بمخطط بحث لذلك، مع أني فاتحته بمجرد رغبة!

• الشاهد الثالث: قدمتُ إليه بحث «الإمامة من منظور العلامة الفضلي»[15] ، سرعان ما أعاده إليّ بعد أيام مشفوعاً بتصويبات إملائية وطباعية كاملة تنم عن قراءته للبحث من أوله إلى آخره.

• الشاهد الرابع: كنت كلما زرته سألته عما هو مشغول بالكتابة فيه، خصوصاً مبادئ علم الفقه الذي عاني كثيراً في تأليفه بسبب المنهج الذي اختاره واضطره، أحياناً إلى مراجعة مائة مصدر لتحديد وجه المسألة، كما حدثني بذلك، دون أن ينتهي إلى موقف واحد من اختيار الفقهاء في ذلك.
وقد ألفتَ نظري حينها أنه يشتغل بالكتابة في مبادئ علم الفقه أيام الأسبوع، بينما يتفرغ يومي الخميس والجمعة في الكتابة في «دروس في أصول فقه الإمامية»، الذي أنجزه في جزءين. وذلك دليل على مثابرته ومصابرته في نشاطه الدؤوب، مع ملاحظة أنه يشتغل بين هذا وذاك بكثير من النشاط البحثي الجانبي، من قبيل: محاضراته، وبحوثه التي يشارك بها في مؤتمر أو ملتقى أو مجلة، ومقدمات الكتب المؤلفة والمحققة التي تقدم له ليتولى التقديم لها، إلى جانب قراءاته للكتب والدوريات والمجلات والصحف.

السمة الخامسة: رعاية المواهب الشابة
دأب «حفظه الله» على رعاية المواهب الشابة من طلبة العلم ومن المثقفين والأدباء والشعراء، فكان كثير منهم يدفع بمخطوطته إليه ليسجل ملاحظاته عليها أو التقديم لها، وكان يقوم بذلك مشكوراً، لاعتقاده أن المنطقة بحاجة إلى حراك في هذا الاتجاه. وكان يثني في كثير من المواضع على أصحاب الطروحات بما يستغرب القارئ هذا الثناء ووجهه، لأن هذا المستغرِب لا يعلم أن الغرض هو الدفع باتجاه التأليف والتحريك الثقافي دفعاً للخمول، كما أن حسن ظن الشيخ يغلّب جانب النظر للحسن على النظر للسلب. وهو دأب المؤمن كما أشارت إليه النصوص الشريفة.
ومثالاً على ذلك: ذهب معي بعض الشعراء من أبناء منطقتنا إلى مجلسه للسلام عليه، فعرّفته على أحدهم، وقد كان شاعراً، ولأنه أحد أقربائي فإني أعتذر عن ذكر اسمه لئلا يكون دعايةً له، فلما سمع سماحته قصيدته، فاجأنا، وهو الشاعر المتمرس، إلى القول: إن شعره ليس أقل جودة من «.....» وقد ذكر اسم شاعر معروف تستضيفه وسائل الإعلام المقروءة والمرئية.

السمة السادسة: الحكمة وحسن التدبير
يمتاز سماحته بحكمة فائقة ونظر ثاقب في معالجة الأمور ومقاربة المشاكل، كل ذلك بوسطية وواقعية فائقتين على عدة مستويات، جعلت من مختلف الأطياف تعتقد أنه الأقرب إليها. والسبب في ذلك هو:

1- طبيعة التعقيدات التحتية والفوقية التي تحكم واقعنا الاجتماعي. وشعور سماحته أن من المستحيل القفز عليها، وإلا كانت سعياً في مجهول.

2- تعدد الرؤى في الأوساط الناشطة، إلى حد التناقض أحياناً، بالمستوى الذي لا مجال معه للرأي الواحد، ولا مناص معه من الإقرار بالتعددية مع المحافظة قدر المستطاع على التآخي والاجتماع على ما يتفق الفرقاء عليه.

3- إحساسه الأبوي بأن التعددية بين الناشطين ليست سبباً لفسح المجال للتناحر والاصطفاف بين القوى الفاعلة.
لكل ذلك، كان يرى لزوماً عليه أن تكون لغته لغةً ذات طابع عام، فهو ينأى بنفسه، في كثير من الأحيان، عن الغوص في التفاصيل، وفي بعض الأحيان يختار التعبير عما يرى أنه صواب بطريقة غير جارحة، الأمر الذي يظن مستمعه أنه يوافقه دون من عداه.
فهو «حفظه الله» ينطلق من حكمة الشيوخ وليس من جَلَد الغلام[16] ، وقد مرّ بتجارب كثيرة، فيها الحلو والمر معاً، وفيها الألم والأمل. من كل ذلك لم ألمس منه نزقاً في رأي ولا تسرعاً في موقف، بل قد تلمس منه البطء أحياناً حرصاً منه على عدم الوقوع في الخطأ قدر الإمكان. ولأقتصر على شواهد عايشتها شخصياًّ، لأنه كان كهفي الذي ألتجئ إليه في المعضلات والمدلهمات:

الشاهد الأول: ندوة تلفزيونية
تقدمت إليّ قناة «عين»، في شهر ربيع الأول من العام 1424 هـ، بدعوة للمشاركة في لقاء على الهواء مباشرة، فلبيتُ الدعوة. ثم ذهبت لزيارة سماحته وإحاطته علماً بذلك، فأبدى قلقه من مشاركتي خوفاً عليّ من أسئلة محرجة قد يتقدم بها المذيع أو المتصلون يكون فيها ما لا يحمد عقباه. فقلت له: سأعتذر. وقد أبدى تخوفه حباًّ وحرصاً عليّ من قول أو جواب أتقدم به يثير حفيظة متحفظٍ. فرد: بأنه مجرد تخوف، واقترح أن أستخير الله. فقلت: لا أحتاج إلى ذلك.

الشاهد الثاني: الانتخابات البلدية
اختلفت الآراء حول المشاركة في الانتخابات البلدية بين مؤيد ورافض، لأسبابٍ وجيهةٍ لدى كل طرف ليس هذا مكان التعرض لها، وكنت ممن يميل بقوة إلى المشاركة. فذهبت إليه مستفسراً عن رأيه ومستئذناً بتبني العملية الانتخابية. فكان جوابه: إذا لم يترتب عليها فائدة فليس فيها ضرر».

الشاهد الثالث: اللقاء الفكري للحوار الوطني
كسابقه واجه الحوار الوطني سجالاً بين مؤيد ورافض، لأسبابٍ وجيهةٍ أيضاً، وكنت ممن يتبنى مبدأ المشاركة. وذلك قبل أن تقدم إليّ الدعوة للمشاركة، فكان رأيه الذي سمعته منه مباشرة عدمَ التحفظ، من حيث المبدأ. فلما قُدمت إلي الدعوةُ للمشاركة في جولته الخامسة، استأذنته في الموافقة فلم يرفض، بل شجع وأضاف مؤيداً: إن الدعوة قُدِّمت أيضاً إلى شخص آخر سماه، تبين في ما بعد أنه ليس المدعو، وأنه أخبر الشيخ بذلك فسرى وهمُهُ إلى الشيخ.
وفي الشاهدين الأخيرين نُقل عنه «حفظه الله» رأيٌ معارضٌ، وتحليلي هو ما قدمته من أن سماحته كان أبوياًّ في إجاباته ولم يكن يرغب في جرح أية مشاعر، لذلك قد يفهم منه الرافضون تأييدهم، كما يفهم المؤيدون ميله إليهم.

هوامش:
[1] وقد رافقته، وسماحة أخينا الشيخ محمد العباد، في رحلة إرشادية إلى الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1996م، امتدت لخمسة وعشرين يوماً.
[2] سورة البقرة: الآية 237.
[3] يشهد لذلك مؤلفاته التي فاقت الخمسين مجلداً، وبحوثه ومقالاته وتحقيقاته التي رصد بعضها البحاثة السيد هاشم الشخص في ثمانية وثلاثين عنواناً إلى حين طباعة كتابه في العام 1418 هـ. وهي لا شك تفوق ذلك بكثير، وهو ما يحتاج بحثاً مستقلاًّ، انبرى له أخوان عزيزان هما: الأستاذ علي المحمد علي، والأستاذ حسين الشيخ الذي ذكر لي أنها تبلغ ستة وستين عنواناً في الكتب فقط، والبحثان ليسا بين يديّ فعلاً.
[4] يجب أن نلفت النظر إلى أننا نتكلم عن فترة زمنية حصل بعدها تحول حقيقي في أداء العلماء، وقبل ذلك في تكوين كثير منهم.
[5] العلامة الفضلي... مشروع إصلاح وتغيير، لكاتب هذه السطور، شهادة منشورة في كتاب منعطف القرار للأستاذ علي آل مهنا.
[6] أعلام هجر للباحث المتتبع السيد هاشم الشخص، ط 2، ج 2 ص 295 ترجمة العلامة عبد الهادي الفضلي.
[7] العلامة الفضلي... مشروع إصلاح وتغيير.
[8] لا يزال الوسط المتدين في حالة جدل حول جواز التنظيم تارة، وصوابه تارة أخرى. ونشير إلى أننا نتكلم عن فترة تاريخية ماضية من حياة الشيخ الفضلي، لكنه انقطع تنظيمياًّ منذ فترة طويلة جداًّ، وليس هو مرتبطاً فعلاً بأي تنظيم.
[9] والترديد مني.
[10] وهي الوكالة الوحيدة التي قبلها سماحته من مراجع الدين، وتحمل أعباءها، ولعل ذلك يتصل برؤيته للمرجعية والتي دوّنها في إجابة مفصلة لاستفتاء قدمه له بعض المؤمنين.
[11] العلامة الفضلي... مشروع إصلاح وتغيير.
[12] سورة الإسراء: الآية 85.
[13] العلامة الفضلي... مشروع إصلاح وتغيير.
[14] العلامة الفضلي... مشروع إصلاح وتغيير.
[15] بحث شاركتُ به بعد أن تقدم إلي القائمون على مجلة الكلمة، لجعله ضمن ملف أزمعت المجلة إعداده تكريماً لمساحة العلامة الفضلي.
[16] قال الإمام علي بن أبي طالب : رأي الشيخ أحب إلي من جَلَد الغلام) نهج البلاغة.

** ورقة عمل تقدم بها الشيخ حسن النمر لمهرجان التكريم الذي أقيم في حسينية شاخور بسيهات، تحت عنوان «الفقيه المثقف» احتفاء بالشيخ عبد الهادي الفضلي.

alyatem 08-04-2013 10:30 PM

وصول جثمان الفقيد آية الله الشيخ عبدالهادي الفضلي

http://im38.gulfup.com/38n4Q.jpg

http://im38.gulfup.com/MZHSu.jpg

http://im38.gulfup.com/dzr63.jpg

http://im38.gulfup.com/PdGI5.jpg

http://im38.gulfup.com/INewk.jpg

http://im38.gulfup.com/coRNL.jpg

http://im38.gulfup.com/Q7oIp.jpg

توافد العلماء والوجهاء لاستقبال جثمان الفقيد في مغتسل سيهات

http://im41.gulfup.com/szbaR.jpg
http://im41.gulfup.com/d3OYm.jpg

http://im41.gulfup.com/klMrI.jpg

http://im41.gulfup.com/GDWWW.jpg

عمامة الشيخ مغتسل سيهات :

http://im37.gulfup.com/DaX1y.jpg

البدء بحفر قبر الفقيد آية الله الشيخ الفضلي

حيث سيكون قبره الشريف بجوار قبر المرحوم الحاج عبدالله بن سلمان المطرود :

http://im37.gulfup.com/5fs9X.jpg

http://im37.gulfup.com/zoPFU.jpg

http://im37.gulfup.com/1gAxp.jpg

http://im37.gulfup.com/wYjAc.jpg

alyatem 08-04-2013 11:39 PM

علماء القطيف وأهاليها يستقبلون جثمان الفقيد ...

وصل جثمان الفقيد آية الله الشيخ عبدالهادي الفضلي الى القطيف قبل فترة قليلة , حيث توافد الأهالي يتقدمهم المشايخ والعلماء لاستقبال الجثمان الطاهر , وقد وضع الجثمان في الحسينية الفاطمية , ويتلقى المشايخ التعازي في الققيد .


http://im39.gulfup.com/JRRs7.jpg

http://im39.gulfup.com/wc8N1.jpg

http://im39.gulfup.com/mmBy3.jpg

http://im39.gulfup.com/QcRZ4.jpg

http://im39.gulfup.com/ac5EI.jpg

http://im39.gulfup.com/kkHLC.jpg

http://im39.gulfup.com/GXBzl.jpg

http://im39.gulfup.com/TZFHp.jpg

http://im39.gulfup.com/e1Y7d.jpg

http://im39.gulfup.com/j9l4o.jpg

http://im39.gulfup.com/SqA10.jpg

http://im39.gulfup.com/B4y92.jpg

http://im39.gulfup.com/RyUfG.jpg

alyatem 09-04-2013 12:26 AM

بيان "المجلس العلمائي" في البحرين في رحيل «العلامة الفضلي»

http://www.abna.ir/a/uploads/300/5/300507.jpg


بسم الله الرحمن الرحيم


ببالغ الحزن والأسى، تلقينا نبأ رحيل العالم الرباني والمفكر الكبير العلامة المحقق آية الله الشيخ الدكتور عبدالهادي الفضلي، الذي يمثل فقده ثلمة كبيرة في الإسلام، وخسارة فادحة؛ لِما لسماحته من جهود كبيرة في خدمة الدين ونشر المعارف الإسلامية وتربية نخبة من العلماء والمفكرين، عبر الكثير من حلقات الدرس والمؤلفات العلمية الرصينة والفكرية الأصيلة، التي أثرت المكتبة الإسلامية.

وكان سماحة الفقيد مثال العالم الرباني الذي كان كل همِّهِ خدمة الإسلام وعزّته، ونصرة العقيدة، من خلال منهج إسلامي رائد، يعتمد الاعتدال والعقلائية والمواءمة بين الأصالة والتجديد في طرح الإسلام ورؤاه وأفكاره، كما كان رمزًا من رموز الوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب، وداعية إلى التسامح والتعايش بين المسلمين بشتى مذاهبهم، عبر مواقفه التقريبية وفكره الوحدوي.

وبهذا المصاب الأليم نرفع التعازي لمقام مولانا صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف) وللمرجعية الدينية وعلماء الإسلام وعائلة الفقيد وعموم العلماء الأجلاء والمؤمنين في السعودية وأبناء الأمة الإسلامية، وندعو الله تعالى أن يتغمد الراحل بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنّته، ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.

كما نسأل الله تعالى أن يعوّض الأمة الإسلامية علماءَ ربانيين ورجالًا مخلصين يواصلون الدرب النيّر الذي سلكه سماحته وبذل مهجته وعمره الشريف في السير عليه خدمة للدين الحنيف.

"إنا لله وإنا إليه راجعون"
المجلس الإسلامي العلمائي
26 جمادى الأولى 1434 هـ
8 أبريل 2013

alyatem 09-04-2013 12:38 AM

التسخيري ينعي "العلامة الفضلي"


بسم الله الرحمن الرحيم

لقد فجعنا بنبأ رحيل العلامة المفكر آيت الله الشيخ عبدالهادي الفضلي (رحمه الله).

لقد كان علماً بارزاً من أعلام الإسلام حمله هماً كبيراً وسخر نفسه لخدمته في مختلف المجالات (الفقهية والأصولية والتاريخية والأدبية).

ولقد ألف الكثير من الكتب التي صار بعضها مرجعاً علمياً اللباحثين والمحققين، كما ربى الكثير من الطلبة والدارسين في المجالات الحوزوية والجامعية، وحاضر في بلدان عديدة فكان المفكر الألمعي الجامع والمؤلف الإسلامي الكبير والمربّي الديني للجماهير.

وقد نال الأستاذ المرحوم إعجاب الحوزات العلمية والعلماء الأعلام فوصفه «المرحوم الطهراني» بأنه الواصل في حداثة سنه إلى أعلى مراتب الكمال، كما وصفه «الشهيد الإمام السيد محمدباقر الصدر» بأنه ممن يرفع الرأس عالياً و يشكل رقماً من الأرقام الحيّة على عظمة حوزة النجف العلمية.

رحمه الله رحمة واسعة وحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

وإنني باسم علماء التقريب ارفع آيات العزاء لسماحة الإمام القائد السيد علي الخامنئي وسائر المراجع العظام، كما اعزي به الحوزات العلمية والجامعية، واخص بالتعزية أهالي المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية الذين طالما نعموا بروحة الطاهرة وعلومه الجمة.

محمدعلي التسخيري
رئيس المجلس الأعلى للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية
27 جمادی الأولى 1434

alyatem 09-04-2013 12:53 AM

العلامة الفضلي.. وأفق الإصلاح الثقافي

ثمة سؤال هام ومركزي شغل المصلحين والباحثين والمفكرين في المجال الإسلامي عبر عقود عديدة وهو: ما السبيل إلى ردم الهوة والفجوة بين المجال الإسلامي الذي يمتلك البشر والثروات الطبيعية الهائلة والمتعددة، والمجال الغربي الذي تمكن إبان نهضته وثورته الصناعية الأولى من التخلص من أهم المشاكل والأزمات التي تركسه في الحضيض وتحول دون تطوره وتقدمه في مختلف الميادين والحقول. وبفعل هذا التخلص تمكن من البروز والريادة في مضمار التقدم الإنساني والتطور الحضاري.
والتخلص الذي مارسه الغرب لم يكن فعلاً سلبيًّا فحسب، وإنما هو عملية نهوض شاملة، عاشتها المجتمعات الغربية وطردت من خلالها كل العناصر والكوابح السيئة، التي تحول دون تطورها وتقدمها.
وهذه المفارقة الحضارية الهائلة، هي المساحة «المفارقة» الهائلة التي عمل أكثر المفكرين والمصلحين على معالجتها وتحليلها والتفكير العميق في طبيعتها وسبل إنهائها من الحياة الإسلامية المعاصرة. وهذا لا يعني بطبيعة الحال استنساخ التجربة الغربية في مراحلها وأطوارها المختلفة. وإنما يعني أن تقدم الغرب وتطوره المتسارع، أعاد بشكل مركَّز وعميق طرح سؤال التقدم وكيفية ردم الهوة بين ما هو قائم وما ينبغي أن يكون في المجال الإسلامي. وفي تقديرنا إن سؤال التقدم، ومحاولة العمل على تلمس طرق الانعتاق والتحرر من آسار التخلف، هو العنوان العام، لكل الجهود والمناشط التي قامت بها النخبة الإسلامية بمختلف مشاربها ومدارسها في تلك الحقبة من الزمن.
فالتجربة الغربية في حركيتها وديناميتها وتطورها النوعي، صدمت المجال الإسلامي بكل شرائحه وفئاته، ودفعته للتفكير والبحث عن سبل الخروج من هذا الواقع المزري والمفارق.
ونحن حينما نقرأ التجربة المعرفية والفكرية للعلامة الدكتور عبد الهادي الفضلي «حفظه الله تعالى»، نجد أن هذه المفارقة الحضارية هي حجر الأساس الذي انطلق منه في عطائه الفكري وجهده الإصلاحي.
فالعلامة الفضلي كغيره من العلماء والمصلحين عملوا من أجل بناء القدرات الإسلامية المتعددة، حتى تتمكن الأمة من مواكبة عصرها، والتحرر من انحطاطها السياسي وتخلفها العلمي والثقافي. لذلك اتجهت الجهود الفكرية والثقافية والسياسية للمصلحين صوب نقد الواقع السياسي والثقافي، وتفكيك عناصر الجمود والتوقف عن العطاء النوعي في الفضاء الاجتماعي. وذلك من أجل أن يتمكن المجال الإسلامي من إنهاء المفارقة الحضارية التي اكتشفها من خلال التطور الغربي المذهل واتصاله به.
فالمفارقة الحضارية الهائلة، ليست قدراً مقدراً، وإنما هي نتاج عوامل وأسباب سواء في خط الصعود والارتقاء الحضاري، أو في خط الانحدار والسقوط الحضاري.
والأمم التي تمسكت بأسباب التقدم، وانتهجت نهج التطور وصلت إلى غاياتها، وتخلصت من محن واقعها ومآزقه. أما الأمم التي عاشت على أطلال ماضيها، ولم تتمسك بعمق بأسباب التقدم، أضحت أمماً متخلفة ولا تتمكن من السيطرة على مصيرها ومستقبلها.
والذي نعمل على معرفته واكتشافه في هذا السياق هو: الرؤية التي بلورها العلامة الدكتور الفضلي في محورين أساسيين وهما:

1 - أسباب وعوامل تخلف الأمة الإسلامية عن ركب الحضارة والتقدم.

2 - كيف ينهض المسلمون، ويتحررون من مآزق التخلف والانحطاط، ويتخلصون من ربقة الاستبداد والديكتاتورية.

وفي هذا الإطار عمل العلامة الفضلي، عبر مساهماته العلمية وعطاءاته الثقافية والتربوية، على خلق الثقافة الإسلامية المستنيرة، التي تدفع أبناء الأمة للتحرر من ربقة الانحطاط والتخلف، وتبلور لهم منهج النهوض والتخلص من كل أشكال الاستبداد والبعد عن حركة التاريخ. فالجهد الفكري والثقافي الذي بذله العلامة الفضلي، ليس جهداً مجرداً، أو بعيداً عن متطلبات النهوض للأمة. بل هو جهد يأتي في سياق المشاركة الحيوية في هموم الأمة وقضاياها المتعددة. وحتى العطاءات العلمية - المنهجية في الحوزة العلمية التي بذلها العلامة الفضلي، تأتي في سياق إيمان الفضلي العميق بأهمية أن تتطور مناهج الدراسة الحوزوية، وذلك من أجل أن تتحول الحوزة في وعطاءاتها ومشروعاتها العلمية والثقافية والاجتماعية، إلى مصدر للإشعاع الفكري والمعرفي، والذي يأخذ على عاتقه المشاركة الفعالة في جبهة الجهاد العلمي والثقافي في الأمة.
لهذا يمكننا القول: إن الأعمال والأنشطة التي قام بها العلامة الفضلي في إطار محاربة عناصر الانحطاط والتخلف في الأمة، وتحقيق النهضة والتقدم للمسلمين، تتمثل في النقاط التالية:

* المساهمة العلمية والثقافية المتواصلة، التي توضح رؤية الإسلام للعديد من القضايا والموضوعات، ونقد أسس ومرتكزات الثقافة المتخلفة والجامدة التي كانت سائدة في بلاد المسلمين.

* بناء الكفاءات والقدرات العلمية والثقافية القادرة على رفد الساحة الإسلامية بالرؤى والبصائر التي تدفعها للمشاركة في مشروع البناء والعمران الإسلامي.

* المساهمة في بناء وتطوير العديد من المؤسسات الإسلامية العلمية والثقافية، التي تأخذ على عاتقها بناء الكفاءات والطاقات الإسلامية الواعية، والمشاركة في خلق الوعي وتعميم المعرفة الدينية المستنيرة في المجتمعات الإسلامية.

* رعاية العديد من المؤسسات والمناشط الإسلامية والشخصيات الدينية والاجتماعية، والعمل على تذليل العقبات أمامها، وذلك من أجل المشاركة الفعالة في مشروعات الوعي والبناء الإسلامي الجديد.

والعطاءات العلمية والثقافية، التي بذلها العلامة الفضلي، لم تكن عطاءات سطحية أو بعيدة عن هموم وحاجات الأمة الملحة. بل هي عطاءات نوعية، وساهمت في رفد الساحة بالعديد من المعالجات الفكرية والثقافية الجادة. ونظرة فاحصة لهذه العطاءات، تكشف أن هذه العطاءات تتسم بالعناصر التالية:

1 - عمق النزعة التجديدية، التي تستهدف التحرر من كل أشكال الجمود والتوقف عن العطاء العلمي النوعي.
والنزعة التجديدية في تجربة العلامة الفضلي لا تعني بأي حال من الأحوال التفلت من القيم والمبادئ الشرعية، وإنما تعني قراءتها وفق منهجية قادرة على استنطاقها واستيعاب كل الموضوعات والحاجات المعاصرة. وعملية الاجتهاد هي الحاضنة الكبرى لمفهوم التجديد ومتطلباته المنهجية والعلمية.
ويعبر عن هذه الحقيقة العلامة الفضلي بقوله: «يستمد الاجتهاد الشرعي قيمته من أهمية الغاية المتوخاة من تشريعه، ومن أهمية المرمى الذي هدف إليه المشرع الإسلامي من الدعوة إليه، والإلزام به، كما في أمثال آية النفر: ﴿وَمَا كَانَ المُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ [1] .
والهدف هو الوصول إلى الحكم الشرعي واستفادته من النصوص الشرعية المشتملة عليه، وذلك لأن النصوص الشرعية المتضمنة للحكم الشرعي لم تصغ صياغة قانونية تعطي الحكم الذي تحتويه من غير حاجة إلى إعمال فكر يستند إلى خلفيات ثقافية وعلوم مساعدة، ويرجع هذا إلى أن القرآن الكريم انتهج في أسلوب بيانه ظاهرة الكتاب الإلهي المقدس، تلك الظاهرة التي امتدت مع الإنسان منذ صحف إبراهيم حتى قرآن محمد ، والتي تمثلت في الأسلوب الخطابي المتوافر على عناصر الدعوة إلى الله تعالى.
وذلك لأن الهدف الأساسي للكتب الإلهية المقدسة هو الدعوة إلى الله تعالى، والأسلوب المناسب للدعوة هو الأسلوب الخطابي، لأنه الأسلوب الذي يقتدر، بما يمتلك من إثارة مؤثرة وشحن عاطفي مثير، على مخاطبة العقل عن طريق القلب.
وجميع ما يذكر من شؤون أخرى إنما تذكر لأن لها علاقة بالدعوة إلى الله تعالى.
ومن هنا لم تذكر الأحكام الشرعية إلا في سياق السور أو سياق الآيات، أي أنها لم تجمع في سورة واحدة أو موضع واحد [2] .
ويضيف العلامة الفضلي في موضع آخر: «كما أن فهم معاني التشريع ودلالات ألفاظ النصوص الشرعية، سواء كان ذلك في الآيات أو الروايات، يتطلب فهم لغة عصر التشريع، تراكيب ومفردات وأسلوب بيان.
وذلك لأن أكثر الروايات التي وصلت إلينا كانت أجوبة لأسئلة من أناس يختلفون في بيئاتهم من حيث الشؤون الاجتماعية والثقافية، مما يستلزم فهمها وفهم شخصية السائل من حيث المستوى الثقافي. كل ذلك وأمثاله كان مدعاة للزوم الاجتهاد، وفي الوقت نفسه هو مدعاة لأن تقوم وظيفة الاجتهاد وممارسته على أساس من العمل المعمق في البحث والتدقيق، وبذل أقصى الطاقة في الاستقصاء والتحقيق» [3] .

2 - وضوح المنهجية التي تمزج بوعي وحكمة بين كل متطلبات الأصالة الفكرية والثقافية، وضرورات الانفتاح والتواصل مع مكاسب العصر والحضارة الحديثة في مختلف مجالات الحياة.
ويقول العلامة الفضلي في سياق بحثه عن التطور الفكري الأصولي «لم أرَ - في حدود مراجعاتي وقراءاتي - من كتب في هذا الموضوع نظير ما رأيته وقرأته في كتابات الأساتذة الجامعيين، باستثناء ما جادت به يراعة أستاذنا المجدد الشهيد الصدر في مقدمة الحلقة الأولى من كتابه «دروس في علم الأصول»، إلا أنها مختصرة وغير شاملة، لأنه أراد بها أن يلفت نظر الباحث والدارس الأصوليين إلى شيء من تطور الفكر الأصولي بما يفرض علينا إعادة النظر في الكتب المقررة لدرس علم الأصول في الحوزات العلمية الإمامية لتكون بمستوى المطلوب والمتوخى في دراسة هذا العلم، وليكون هذا التمثيل منه بياناً للداعي له لتأليف الحلقات الثلاث بشكلها المختلف عما اعتاده الطالب الديني في مقررات الدرس الأصولي.
ولكنه - أيضاً - كان الرائد المخلص والموفق في وضع اللبنات الأساس للكتابة في هذا الحقل المهم قدر أهمية علم أصول الفقه.
وإني لآمل أن يؤلف فيه، ويضاف الكتاب المؤلف إلى برامج الحوزات العلمية مقرراً دراسيًّا، لأهمية هذه المادة في إثراء الرصيد الفكري الأصولي عند الطالب وتنمية مواهبه وقدراته العلمية من ناحية تربوية بسبب ما يتحرك في فلكه من مقارنات وموازنات للفكر، وتعريفات لأعلامه وتنويهات بعطائهم وإسهاماتهم في خدمة هذا العلم [4] .
والإنتاج العلمي والثقافي المتعدد للعلامة الفضلي، لا يؤسس للعزلة والقطيعة مع العالم الحديث، وإنما هو يبلور خيار الفهم الإسلامي الذي لا يتناقض في مسيرته وخياراته مع التواصل الفعّال مع العصر والعالم الحديث. والإسلام في المحصلة النهائية يمتلك قدرة فكرية ومنهجية وثقافية هائلة، على التطور والانفتاح والتفاعل مع مكاسب العلم والحضارة الحديثة.
وتجربة العلامة الفضلي العلمية «الحوزوية والأكاديمية» والثقافية والاجتماعية والسياسية، غنية ومليئة بالعبر والدروس، وفيها الكثير من المحطات التي تثير العديد من الأسئلة. لذلك من الصعوبة بمكان الإلمام بتجربة غنية ومتعددة الأبعاد كتجربة العلامة الفضلي. والذي يزيد هذه الصعوبة أن العلامة الفضلي «أمد الله في عمره» لازال حيًّا يرزق ويواصل نشاطه وعطاءه العلمي والثقافي والاجتماعي.

وإذا كانت تجارب المصلحين وجهودهم الفكرية والعلمية تحتمل أكثر من قراءة. فإن الميزة الأساسية لتجربة العلامة الفضلي أنه كسر الحدود وألغى الفواصل بين الحوزة والجامعة، وأضحى علماً ومتميزاً وقديراً في الحقل الحوزوي بكل تفاصيله ومقتضياته، كما كان بارعاً ونوعيًّا في جهده الجامعي والأكاديمي. ولبَّى في شخصه الكريم متطلبات كلا الدورين والوظيفتين «وظيفة العالم - الفقيه، ووظيفة الأستاذ الجامعي».
وبهذا التكامل المعرفي أضحى العلامة الفضلي نموذجاً متقدماً للمؤسسة العلمية التي عمل فيها العلامة أستاذاً وكان نشطا في أروقتها ألا وهي مؤسسة جمعية منتدى النشر وكلية الفقه في جامعة النجف الأشرف التي أسسها مجدد التعليم الديني في النجف الأشرف في العصر الحديث المرحوم الشيخ محمد رضا المظفر «1903 - 1963».
وبناء الجسور العلمية والثقافية بين الحوزة والجامعة، لا يفيدهما فحسب، وإنما يفيد المجال الإسلامي بأسره. لذلك فنحن مع كل خطوة ومبادرة لتجسير الفجوة بين هذه الروافد العلمية والثقافية. وتجربة العلامة الفضلي على هذا الصعيد تؤكد أهمية القيام بخطوات مدروسة في سياق التكامل العلمي والثقافي بين الحوزة والجامعة.
فنقاط القوة في التجربة الحوزوية ينبغي أن يطَّلع عليها أساتذة وأبناء الجامعة، كما أن نقاط التميز الجامعية، من الضروري أن يتواصل معها ويستوعبها الأستاذ والطالب الحوزوي. وهذه العلاقة التفاعلية، التي لا تنحبس في الشكل، وإنما تتعداه إلى المضمون والمنهج، ستساهم في خلق فضاء ثقافي حر ومبدع.
وفي هذا السياق استطاع العلامة الفضلي بعمقه الفقهي والأصولي الذي تتلمذ فيهما على أساطين العلم الحوزوي كالإمام أبو القاسم الخوئي والإمام محمد باقر الصدر «رضوان الله عليهما»، وثقافته المنهجية والعصرية التي تعمقت لديه من خلال الالتحاق بالسلك الأكاديمي الجامعي درساً وتدريساً، وتعدد أبعاد تجربته الاجتماعية والسياسية؛ استطاع أن يساهم في تأسيس مكتبة إسلامية، غنية في علومها ومعارفها، ومتنوعة في مجالاتها وأبعادها، وعميقة في مقاصدها ومآلاتها، وناضجة في خياراتها وموضوعاتها.

3 - تعدد وتنوع العطاءات العلمية والثقافية، ونظرة سريعة إلى عناوين المؤلفات التي ألفها العلامة الفضلي تكشف وبشكل سريع أن هذه المؤلفات متعددة ومتنوعة في موضوعاتها ومجالاتها. فهو من أوائل من كتب الكتب المنهجية الحوزوية، وهي تجربة رائدة تستحق الدراسة والتقدير، كما كتب في علوم النحو واللغة والمنطق، إضافة إلى وعطاءاته الثقافية، التي تعالج بعض الموضوعات والقضايا التي تهم الإنسان المسلم، وتضغط عليه فكريًّا واجتماعيًّا.
فالعطاء العلمي والثقافي للعلامة الفضلي متعدد ومتنوع، ولقد استطاع بإصراره العلمي وكدحه الفكري والمعرفي أن يساهم في بناء مكتبة إسلامية - علمية - فكرية واسعة، ولقد تغذت عليها أجيال الأمة، وأفادوا منها إفادة جليلة. بحيث أضحى العلامة الفضلي أحد مفكري الساحة الإسلامية في العصر الحديث.
واهتمام العلامة الفضلي بكتابة المناهج الدراسية الحوزوية وفق رؤية ومنهجية جديدة، تنبع من إيمانه العميق بأن تطوير التعليم وإصلاحه في مختلف المجالات، هو حجر الزاوية في مشروع الإصلاح الديني والثقافي والاجتماعي. فلا يمكن أن تتبوأ الحوزة العلمية مواقع متقدمة في الحياة العامة للمسلمين دون تطوير المناهج الدراسية واستجابتها إلى ضرورات العصر وحاجاته. كما أن عالم الدين لا يستطيع أن يؤكد حضوره النوعي في الأمة دون تأهيل علمي ومعرفي ومنهجي، يُمكِّنه من مواكبة التطورات والتفاعل الخلاَّق مع الحاجات والتحديات. فإصلاح المناهج التعليمية، وتطوير منهجيتها وإعادة صياغة كتبها وموادها العلمية بما يناسب لغة العصر ومنهجيته، كلها عناوين لمشروع إصلاحي - تعليمي، عمل العلامة الفضلي عليه، واستطاع عبر كتاباته الحوزوية أن يبدع فيه، ويسجل اسمه في عداد الشخصيات العلمية والفكرية التي ساهمت بشكل مباشر في تطوير الدرس والمنهج الحوزوي.
والنهضات العلمية والثقافية في كل الأمم والشعوب بحاجة إلى مؤسسة علمية - نوعية وقادرة على استيعاب المنجز المعرفي والتواصل الفعَّال مع العصر.
وهذا لا يتأتى إلا بالتطوير الدائم لمناهج التحصيل والدراسة، التطوير الذي يستوعب القديم دون الانحباس فيه.
ولعلنا لا نجانب الصواب حين نقول: إن تجربة العلامة الفضلي على هذا الصعيد كانت نموذجاً للمحاولات التي استوعبت القديم، وأعادت صياغته وقولبته في قالب حديث، يتماشى وحاجات النص الدراسي الحديث. فهي تجربة حافظت على الثوابت، كما انفتحت على العصر ومكاسبه ومنجزاته. والذي عزز هذه التجربة وأثراها، هو أن جهود العلامة الفضلي العلمية والتدريسية لم تقتصر فقط على الحوزة العلمية، وإنما تعدتها إلى الحقل الأكاديمي الجامعي. فكان العلامة الفضلي أستاذاً متميزاً وقديراً في الحوزة العلمية، كما كان أستاذاً متميزاً وقديراً في حقل تخصصه الأكاديمي في الجامعة. وبفضل هذا التكامل أضحت تجربة العلامة الفضلي على هذا الصعيد، تجربة ثرية وعميقة، وتتطلب الكثير من الجهود لقراءتها من مختلف الأبعاد والزوايا.
ولقد تخرج على يد العلامة الفضلي أجيال ونخبة من العلماء والمشايخ والأكاديميين سواء في حوزة النجف العلمية أو جامعة الملك عبد العزيز بجدة.
وعلى كل حال نستطيع القول: إن العلامة الفضلي هو أحد رواد تجديد التعليم الديني، وأحد أعمدة تجربة التكامل والتواصل بين الحوزة والجامعة.
وكما يبدو فإن حجر الأساس في تجربة العلامة الفضلي على هذا الصعيد هو أن تقدم العلم مرهون بتقدم مناهجه، لذلك اعتنى العلامة الفضلي بصياغة المناهج الدراسية للعديد من المواد العلمية التي تدرس في الحوزة والجامعة.
والملف الذي بين أناملك عزيزي القارئ مبادرة من مجلة الكلمة لتكريم العلامة الفضلي على وعطاءاته واجتهادا ته المتميزة، ولتعريف قراء المجلة في مختلف البلدان على أحد أعلام العلم والفكر في الأمة.
وأرجو أن نكون قد وفقنا في تعريف القارئ بهذه التجربة، وهذه الجهود العلمية والثقافية التي بذلها العلامة الفضلي «حفظه الله تعالى» في سبيل إنجاز مفهوم الشهود الحضاري للأمة جمعاء.
وهذه المحاولة هي دعوة دائمة لتدوين تجارب العلماء والمصلحين وتوثيق أطوار ومراحل تجربتهم، وذلك للاستفادة منها وإغناء الحياة الإنسانية بالمزيد من التجارب والخبرات.
والإصلاح بكل مستوياته ودوائره لا يمكن أن ينغرس في جسم الأمة بعمق، إلا بتراكم المعرفة والجهود الإصلاحية التي بذلها الفقهاء والعلماء والمفكرين عبر حقب زمنية عديدة ومتواصلة. ولعل تدوين هذه التجارب، والتعرف العميق على هذه الجهود، هي الخطوة الأولى الضرورية لخلق التراكم المعرفي والثقافي المطلوب، وهي وسيلتنا لنقل هذه التجربة بكل أبعادها وآفاقها إلى الأجيال اللاحقة.

هوامش
[1] الدكتور عبد الهادي الفضلي، الوسيط في قواعد فهم النصوص الشرعية، ص 9، دار الانتشار العربي، الطبعة الأولى، بيروت 2001م.
[2] المصدر السابق، ص 10.
[3] المصدر السابق، ص 13.
[4] الدكتور عبد الهادي الفضلي، دروس في أصول فقه الإمامية، الجزء الأول، ص 90، مؤسسة أم القرى للتحقيق والنشر، الطبعة الأولى، 1420هـ.

محمد المحفوظ
31 / 1 / 2012م
كاتب وباحث سعودي «سيهات».

alyatem 09-04-2013 01:03 AM

العلامة الفضلي وغربة الوطن
حكاية عالم
لم يكن التاريخ القطيفي ليصدق القصة والحكاية جاء العالم والمفكر ليقيم في الأرض التي طالما أملت بأن يسكن فيها عالم بثقل الشيخ الفضلي ليس لأنه فقط عالم دين ومنتسب للحوزة ولكن لأنه جمع العديد من الصفات التي قلما نجدها في أحد سواه ولو قدر حقيقة لأي مجتمع غير مجتمع القطيف والأحساء بشخصية كالدكتور الفضلي فإن الاحتفاف والعلاقة معه سيكون لها بعد آخر، والقصة تبدأ بعد أن تقاعد الدكتور الفضلي من الجامعة.

سيرة عطرة
الشيخ الفضلي ولد بالبصرة بالعراق، وفيها نشأ وفيها درس المقدمات والسطوح والبحث الخارج على أيدي كبار مراجعها فدرس عند المرجع السيد محسن الحكيم في الفقه والسيد والمرجع السيد الخوئي فقها وأصولا والشيخ محمد آل راضي والسيد محمد تقي الحكيم والسيد المرجع محمد باقر الصدر وغيرهم من مدرسي النجف في البحث الخارج ولكنه وبالرغم من التحصيل العميق للدرس الحوزوي والذي استمر معه لمدة عشرين سنة والذي اختتمه بالاجتهاد إلا أن طموحه لم يتوقف عند الدرس الحوزوي بل التحق بالركب الجامعي بكلية الفقه التي أسسها أستاذه الشيخ محمد رضا المظفر فتخرج منها بدرجة البكلوريوس سنة 1382هـ ثم التحق بدارسة الماجستير ببغداد سنة 1391هـ وحصل على شهادة الدكتوراه من مصر مبتعثا من قبل جامعة الملك عبد العزيز.

رمزية العلامة الفضلي
يعتبر الشيخ الفضلي من الرموز المهمة في تاريخ العراق الحديث فقلما تجد كتابا يتحدث عن العراق في الفترة التي عاشها في العراق وإلا ويكون الشيخ الفضلي حاضرا وبقوة ، ولعل الكثير من الأسرار التي يجهلها الكثيرون عن تلك الفترة في العراق يعتبر الدكتور الفضلي من أهم الأعمدة لها.

اختيار المسكن والموقف الصعب
هذا الثقل العلمي يقرر أخيرا أن يستقر في المنطقة الشرقية التي هي في الأساس موطنه الأصلي ولكن هل الاختيار محل ترحيب؟!!!.
لم يستطع الشيخ من القدوم إلى المنطقة الشرقية بسهولة وذلك لعدة أسباب، منها أن الوعي الجماهيري في منطقة القطيف والأحساء متخلفا لدرجة كبيرة وهذا ما كان الشيخ يدركه تماما، فليس من السهل على المنتفعين أن يقبلوا بشخصية كالشيخ أن تأتي في مجتمعهم وحتما شخصية كالدكتور ستحرك الواقع المتخلف والرافض لأي تغيير في البنية الفكرية التي تربوا عليها، فالشيخ الفضلي له تجارب طويلة في العراق في مجال العمل الإصلاحي والاجتماعي والسياسي، وما مجتمع القطيف والأحساء أمام ما عايشه الشيخ في العراق؟.
فمجتمعنا بسيط وقليل الخبرة في العمل الاجتماعي وغيره، ولهذا أسباب كثيرة لا داعي لذكرها الآن، المهم وعد من قبل بعض وكلاء المراجع باستقباله ولكن سرعان ما تغيرت الأهداف عندهم لأسباب عدة، ولعل أهمها خوفهم على مواقعهم الاجتماعي، ومن قدرته على التغير الجذري في التفكير العام للناس، وخوف الآخر على مصالحهم الخاصة ولهذا اضطر إلى السكن في الخبر في منزل احد أقربائه وكنا نتوجه دائما لزيارته هناك ولم يكن وجوده هناك على انه استقرار ولكن وعي الدكتور بأنه لن يكون موضع ترحيب من قبل الأكثرية المتمصلحة ولأن الناس لم تكن تعرف مكانته وموقعه، ولكن بشكل تدريجي بدأت الناس تسمع عنه وتتعرف نوعا ما على مكانته وموقعه في الحوزة، وموقعه الفكري المهم في العالم الإسلامي، وهذا ما حصل بالفعل ولكن الشيخ ولأنه يعرف حساسية الوضع اضطر أن يسكن أيضا بعيدا عن مناطق الشيعة وسكن في الدمام، وهذا لعمري من الظلم الذي لاقاه الشيخ من مجتمعه الشيعي والذي لم يستطع أن يتقبل عالما مفكرا وصاحب تجربة رائدة في جميع المجالات ولعلك أخي القارئ لن تجد شخصية بمستوى الشيخ الفضلي وبالشمولية التي هو عليها وأنا أعلم يقينا أنه لو كان في العراق لنال المكانة التي يستحقها، وأنا شخصيا ومن خلال معاشرتي للدكتور الفضلي في لندن سنة 1413هـ وكيف يحتفي به الجميع، وكنت أقول للدكتور الفضلي لماذا تعيش في بلد لا يقدرك لأني أرى أن جميع الشخصيات والمجتمع الشعبي الشيعي هنا في لندن تأتي إليك وتعرف قدرك ومكانتك فكان جوابه إن بلدكم هادئة ولا حراك اجتماعي فيها وهذا يساعدني في إكمال مشروعي الحوزوي والكتابي.

مرحلة الاستقرار وحركة الوعي والتثقيف الاجتماعي
استقر الدكتور الفضلي في المنطقة الشرقية بعد فترة ليست باليسيرة، وما أن استقر حتى بدأت حركة الوعي والتثقيف للمجتمع النائم والخامل، وكان هذا هو دأبه فالعلماء الذين يحملون مشروعا وهما إصلاحيا دائما يكونون هم النواة لكل عمل خيري وتوعوي في المجتمعات التي يرحلون فيها فهم فوق الجغرافيا والتاريخ والعنصرية وهذا الأمر ليس بغريب على الدكتور الفضلي فالسيد الأفغاني ولأنه رائد إصلاح أينما ذهب تراه كالشمعة ليس مهما المكان والزمان والتاريخ والموقع المهم أن هؤلاء العظماء ينشرون الفكر بقلمهم وبلسانهم، نعم تحرك الشيخ الفضلي في القطيف بقراها وفي الأحساء، كان يريد لهذا المجتمع الحراك الفكري وبعث روح النقد وشاهد الناس لأول مرة شخصية دينية بمكانته وهي تستقبل الجميع وتحاور الجميع صغيرا كان أو كبيرا مفكرا أو مبتدأ فمن صفاته الراقية هو قدرته على الإنصات والاستماع للجميع، يحاور ويناقش في كل شيء كيف لا وهو صاحب مشروع وهدفية في الحياة وبشكل تدريجي تمكن الشيخ من اختراق المجتمع الراكد..
وهذا بالضبط ما كان يخشاه الآخرون فأصبحت الجماهير تتوجه إلى محاضرات الشيخ أينما كانت فهي المتعطشة لتلك الأفكار النيرة والنقدية كيف لا ونحن المجتمع الذي لم نجد بتاريخنا كله شخصية كشخصيته منفتحة وصاحبة تجربة رائدة، وهكذا اخترق السياج الشائكة ليبعدها عن فكر الناس فشجع الكتابة والتحقيق والبحث ونشر الأفكار والمعرفة وروح النقد، ولقد استطاع أن يصنع تاريخا في حياتنا ومجتمعنا ويمكن أن تضاف هذه المرحلة إلى مراحل الدكتور الفضلي بأنها الأهم في تاريخ القطيف والأحساء، ولو قدر لهذا المجتمع أن يدرك حقيقته لكان للدكتور شأنا أرقى وأعلى على مستوى الناس ولكنه زرع البذرة الطيبة في هذا المجتمع، وأتذكر أنه قبل خمس عشرة سنة ألقى الشيخ محاضرة مهمة واعتبرها من أجرئ المحاضرات في تاريخ المنطقة حيث تعدا فيها ما يمكن أن نسميه بالخطوط الحمر وهو مسألة الخمس فتحدث عن أهمية الخمس في الحياة الشيعية وكيف أن الاستفادة من هذا المورد بالشكل المنظم والصحيح كان ليغير الواقع الشيعي، فكانت المحاضرة طويلة وحدثت في حسينية السنان بمنطقة البحر بالقطيف، فكانت النتيجة صفعة قوية للتيار التقليدي والذي إلى اليوم لم يستطع أن يغفرها للدكتور على اعتبار أنها اعتداء صارخ على أماكن النفوذ وكان من شدة ردة الفعل عندهم أنهم هددوا الشيخ إذا تحدث في الأمر!!!
ولقد سمعت الدكتور شخصيا يتحدث حول تهديهم له من خلال التلفون، ولكن الدكتور الفضلي لم يعبأ بهم وواصل مشواره وتكليفه لأنه يعلم حقيقة الوضع الذي تربى عليه الناس وهو أقرب إلى الموت الفكري، ولأنه صاحب فكر واعي أدرك أن هذا التيار سيكون مصيبة في مجتمعنا ولهذا واجهه بصلابة وبقوة ولم يبالي بالاتهامات الرخيصة التي كانوا يطلقونها عليه، ولعلنا قرأنا الكثير منها في المواقع الالكترونية ضد الشيخ والتهجم الغير لائق عليه، وذلك من خلال الألفاظ التي يقولونها ضده ولعمري كيف أن الناس تستغفل إلى درجة العمى، وهو بالضبط ما عبر عنه القرآن في قوله ﴿صم بكم عمي فهم لا يرجعون﴾ «سورة البقرة» فهم يتجاهلون منزلته العلمية فالشيخ له منتوج فكري وثقافي وعلمي هائل بل يعتبر من العلماء النادرين الذين يملكون مناهج تدريس متكاملة على مستوى الحوزة بالإضافة إلى الإضافات التي وضعها الشيخ في التدريس الحوزوي والتي لم يعطها غيره أهمية «كأصول البحث» و«أصول تحقيق التراث» و«تاريخ التشريع الإسلامي» وغيرها والتي تعتبر من الكتب المهمة في الدرس الجامعي والتي للأسف لا توليها الحوزة أي اهتمام.
ولا بد يوما أن يعطي هذا المجتمع الدكتور الفضلي حقه ومكانته العالية التي تفتخر كل شعوب العالم بوجود هكذا شخصيات لأن الدكتور الفضلي ظاهرة تستحق الدراسة في جميع مجالاتها الحياتية والفكرية والعلمية حفظه الله وسلمه.

مازن مهدي الشماسي
3 / 9 / 2008م

alyatem 09-04-2013 08:32 AM

مجلة «الكلمة» تحاور الدكتور الفضلي حَوْلَ
«تَحْدِيثِ نِظَامِ الدِّرَاسَةِ الدِّينِيَّةِ»


«انطلاقًا من إيماننا العميق بأهمية قراءة تجارب العلماء ودراسة مسيرة المصلحين، وتكريمًا لأحد أعلام العلم والإصلاح في وطننا والأمة، يأتي هذا العدد الذي خُصِّص بالكامل للتعريف بالعلاّمة الدكتور عبد الهادي الفضلي، وذلك لتعريف قراء المجلة بتجربة فكرية وثقافية إصلاحية معاصرة. وهي تجربة متعدّدة الجوانب والأبعاد، وثرية على الصعد المنهجية والتربوية».

كانت هذه إحدى فقرات كلمة العدد الخاص من مجلّة «الكلمة» عن الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي الصادر عن ربيع العام 2007 م/ 1428 هـ والذي يحمل العدد 55.

أعدَّ وأجرى الحوار: حسين منصور الشيخ 23 / 5 / 2007م
وقد كانت عناوين العدد مرتّبة على الشكل التالي:

العلاّمة الفضلي.. وأفق الإصلاح الثقافي لمدير تحرير المجلّة الأستاذ محمد محفوظ.
الفضلي.. المسيرة والركب للأستاذ فؤاد عبد الهادي الفضلي.
الشيخ الفضلي فقيهًا للسيد محمد الحسيني.
تجربة المنهجة في مبادئ علم الفقه ودروس في فقه الإمام للشيخ الفضلي للشيخ جعفر الشاخوري البحراني.
الموسوعي المجدّد.. نظرات في فقه العلاّمة عبد الهادي الفضلي ـ منظوره الفقهي للمرأة ـ للباحث إدريس هاني.
منهج التأليف الأصولي عند العلاّمة الشيخ عبد الهادي الفضلي للأستاذ علي المحمد علي.
الإمامة من منظور العلاّمة الشيخ عبد الهادي الفلي للشيخ حسن النمر.
تحرير العقل من نفسه قراءة في موقف العلاّمة الفضلي من جدل الأنماط للسيد حسن الخليفة.
قراءة في محاولات التجديد في المناهج الحوزوية بين الشهيد الصدر والدكتور الفضلي للشيخ محمد عمير.
منهجية الدكتور الفضلي في صناعة التقريظ للشيخ عبد الله أحمد اليوسف.
فنّ ومنهج الكتابة عند العلاّمة الفضلي للأستاذ عبد الغني العرفات.
حوار مع العلاّمة الدكتور عبد الهادي الفضلي حول تحديث نظام الدراسة الدينية ـ وهو الحوار الذي سنعرضه أدناه ـ.
فهرست مؤلّفات العلاّمة الدكتور عبد الهادي الفضلي للأستاذ حسين منصور الشيخ.


وسنعرض هنا للحوار الذي أجري مع الشيخ الدكتور الفضلي ونشر في هذا العدد.. كما يلي:
حينما يُذكر العلاّمة الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي ـ حفظه الله ـ لابدَّ وأن يذكر التجديد في المناهج ـ الحوزوية منها خاصّة ـ، وحينما يذكر التجديد في المناهج لازم ذلك أن يُذكر العلاّمة الفضلي. هذا التلازم ولّدته فاعلية حضور الشيخ الدكتور في مسألة التجديد الحوزوي منهجًا وأسلوبًا؛ وذلك من خلال ممارسته لعملية التجديد المنهجي في جانبه النظري والتطبيقي.
فالشيخ الفضلي من أبرز الداعين الأوائل إلى تطوير النظام الدراسي الحوزوي أو نظام الدراسة الدينية بشكل عام، يضاف إلى ذلك أنه من أوائل من خاضوا هذه التجربة في النجف الأشرف، وذلك من خلال:
- دراسته ـ وبعد ذلك تدريسه ـ في كلية الفقه في النجف الأشرف، الكلية التي كانت تجربة رائدة في تحديث الدراسة الحوزوية وتحويلها إلى دراسة نظامية أكاديمية.
- تأليفه المقرّرات الدراسية الحوزوية، التي اعتمدت في كثير من المعاهد الدينية وحلقات الدراسة الحوزوية بديلاً للكتب القديمة.
وكان الشيخ الفضلي رائدًا في تأليفه للمقرّرات الدراسية، من حيث تعدّد العلوم التي تناولتها مؤلَّفاته، وكذلك من حيث الأسلوب المنهجي الذي تميّز به، وفاق به من جايله في هذا الدرب.
ومن باب هذه الريادة ولما يتمتّع به سماحة العلاّمة من بعد وشمولية في الرؤية للماضي والحاضر الإسلامي وحضور هذه الرؤية في مؤلَّفاته الدراسية، التي كانت المنطلق الذي ينطلق منه سماحته في وضع وتقسيم هذه المقرَّرات، رأينا أن يكون لنا معه هذا الحوار، الذي قسّمناه إلى قسمين: نظري، نحاوره فيه عن التجديد في المناهج ورؤيته في هذه المسألة. وآخر تطبيقي، نحاول فيه أن نسلّط الضوء على تجربتين علميتين للشيخ الفضلي في تأليف المقرّرات الدراسية، تمثلان التجربتين الأوليين للشيخ، وهما: كتاب «التربية الدينية» و«خلاصة المنطق».
وذلك ليدرك القارئ مدى البعد التجديدي الذي يضيفه العلاّمة الدكتور الفضلي في تأليفه للمقرّر الدراسي من خلال هذين النموذجين.. وهذا هو نص الحوار:

القسم الأول «النظري»..
التساؤلات المنهجية الأولى
• دمجتم بين الدراسة الحوزوية في صغركم والدراسة النظامية، هل كان لديكم بعض الملاحظات على المقرّرات الحوزوية في ذلك الوقت؟ وهل يمكن أن تذكروا لنا بعض هذه الملاحظات؟ - في الدراسة الحوزوية أول ما نبدأ بدراسة المقدّمة الآجرومية في النحو، وفي دراسة المقدمة نبدأ بإعراب البسملة، فنتعلّم ـ ولمّا نتعرّف على مفردات علم النحو بَعْدُ باعتبار هذه المقدّمة أول ما يدرس في النحو ـ أن الباء حرف جرّ، و«اسم»: اسم مجرور وهو مضاف، ولفظ الجلالة مضاف إليه، الرحمن: صفة أولى، الرحيم: صفة ثانية وهكذا... وربما كانت هذه أول مفارقة يصطدم بها طالب الحوزة.
هذا بالنسبة للنحو، وعندما ندرس المنطق، حيث كنّا ندرس كتاب حاشية ملاّ عبد الله، كانت كثيرًا ما تمرُّ علينا عبارات مثل: «إشكال حول التعبير» و«إشكال أمكنت» و«إشكال امتنعت» ـ حسب تعبير المناطقة، ونحن لما نعرف بعد ما المقصود بِـ «أمكنت» و«امتنعت»، ومن يدرس هذا المقرّر وهو لا يزال مبتدئًا لا يعرف بهذه الإشكالات ولا كيفية حلّها.
وشيئًا فشيئًا لاحظنا أن المقرّرات الحوزوية ـ وخصوصًا ما هو للمبتدئ منها ـ لا تتمشّى مع مدارك الطالب التي تحتاج إلى تدرّج في إعطاء المعلومة ومواد العلم.
• هل كان لهذه الملاحظات دور في أن تقرّروا ـ مبكرًا ـ التفكير في إيجاد البديل؟
- قبل محاولاتي في إيجاد مقرّرات بديلة كان هناك مَنْ بَدَأَ بمحاولات جادّة في طرح البديل، فالحركة العلمية التجديدية في النجف كانت واعية لمسألة ضرورة تغيير المناهج، وكان هناك من يعمل بهذا الاتجاه، فالشيخ المظفّر وضع مقرّرًا لعلم المنطق وآخر في أصول الفقه، وآخرون كذلك كانت لهم بعض المحاولات.

التجديد موهبة ذاتية بالدرجة الأولى:
• هل يمكن القول بأن دراستكم النظامية ومن ثَم التحاقكم بالتدريس النظامي في الثانويات وكلية الفقه دور في المفاضلة بين القديم والجديد؟ - مسألة التجديد جزء مهم منها يتعلّق بشخصية الإنسان نفسه وما يمتلكه من موهبة، فهناك الكثيرون ممن دمجوا بين الدراستين الحوزوية والنظامية ولم يفكّروا في مسألة التغيير.
وأودّ أن أشير إلى أني من البدايات كنت أتأمل الآية القرآنية: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ؟!﴾ التي يمكن اعتبارها قانونًا وسنّةً إلهية، حيث تفيد هذه الآية أن هناك خطًّا وهدفًا يمشي نحوه الإنسان، ولا يوجد ما هو عبثي في هذه الحياة، بل هناك ما يتوخّاه الإنسان من حياته التي يعيشها، وهذه الغاية ـ بالاستفادة من النصوص الأخرى ـ تكون لمصلحة الإنسان، وهذا أمر جعلني أضع أمامي هذا السؤال في كل كتاب أدرسه وكل موضوع وباب فيه، بحيث أضع نصب عيني الفائدة من دراسته وموقع هذه الفائدة داخل العلم وفي كل باب منه.
وتجد هذه النقطة واضحة جدًّا في كتاب خلاصة المنطق، حيث كنتُ أكتب في نهاية كل موضوع الفائدة من البحث. وهذه النقطة كانت مفقودة في المقرّرات القديمة، وللأسف أن هذا الأمر لا زال قائمًا في كثير من المقرّرات الدراسية التي تظهر مؤخَّرًا، فطالب الحوزة يبدأ دراسته الحوزوية بغرض الدراسة، ولا تجد لديه هدفًا وراء ذلك، غير أن بعضهم يتّخذها كأنها أمر وراثي، إذ يكون ابنًا لأحد طلاّب العلم، فيتبع والده ويرث عنه مسجده ودوره الاجتماعي من تزويج وتطليق ووعظ وإرشاد تقليديين. من غير أن يدرك هؤلاء أن الهدف من الدراسة الحوزوية هو التبليغ، الأمر الذي يقتضي أن يعي كل طالب أهمية هذه النقطة والآليات الصحيحة لتحقيق هذا الهدف.

العوامل البيئية المساعدة في مسألة التجديد:
• يفهم من هذا أن العوامل التي ساعدت في اتجاهكم لتأليف المقرّرات ترجع في جانب كبير منها لشخصيتكم وكذلك لتوجهكم للتدريس في كلية الفقه، هل نستطيع أن نقول بأن تتلمذكم على الشيخ المظفّر كان له دور أيضًا؟ - ربما يكون العامل المساعد في أن أتوجّه أنا وغيري للاهتمام بمسألة التجديد في الحوزة هو الجوّ العام في النجف في ذلك الوقت، حيث كان هناك عوامل كثيرة تحفّز بهذا الاتجاه، فهناك من يعملون ويحاولون تطوير الدراسة أو الوضع الدراسي الديني في النجف حتّى يصبح أكثر فائدة، فكان من هؤلاء: الشيخ عبد الحسين الرشتي (ره). والشيخ عبد الحسين الحلي كذلك. ومنهم أيضًا الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء، الذي أنشأ مدرسة نظامية لتدريس المقرّرات الحوزوية، ولكن لم يكتب لها النجاح. وكان منهم كذلك السيد محسن الحكيم.
وكان على خطاهم الشيخ محمد رضا المظفّر، الذي خطا خطوات جادّة في هذا الاتجاه، فأنشأ جمعية منتدى النشر، وفتح مدارس تابعة لها، وأنشأ كلية الفقه.
في هذا الجوّ الذي عاصرتُ فيه أكثر من تجربة للتجديد نشأتُ، كما أني التحقتُ مع بعض زملائي في الحوزة بكلية الفقه التي أنشأها الشيخ المظفّر، حيث درستُ فيها الموادّ الإضافية التي لم نكن ندرسها في الحوزة، فكنتُ مع بقية زملائي أول دفعة نتخرّج في هذه الكلية، ثم مارستُ التدريس فيها ورئاسة قسم اللغة العربية، وفي هذه الظروف أمكنني أن أفاضل بين نمط الدراسة النظامية الجامعية والدراسة الحرّة الحوزوية حيث يجد الإنسان بعض ما هو إيجابي وما هو سلبي في كل من هذين النمطين من الدراسة.
• ما أول ما ألّفه الشيخ من مؤلفات دراسية؟
- التربية الدينية.
• وأين اعتمد كمقرّر دراسي؟
- في متوسطات جمعية منتدى النشر.
• ومتى كان ذلك؟
- في الستينات الميلادية، حيث أذكر أني ألفته بعد سقوط الملكية في العراق، أي بعد انقلاب عام 1958 م.

كلية الفقه البيئة الأولى للتجديد الحوزوي:
• لم يكن الشيخ الفضلي المنتمي الوحيد لكلية الفقه، هل كان للمنتمين لهذه الكلية دور مشابه لدوره في إيجاد المناهج الجديدة؟ - لم يكن هناك من أساتذة الكلية وطلابها مَن اتجه نحو تأليف المقرّرات والمناهج الدراسية باستثناء السيد محمد تقي الحكيم والشيخ المظفر، ثم حاولتُ أن أتبع خطاهما في ذلك، ولا أذكر من مجايليَّ من طلاب الكلية وأساتذتها ـ بعد ذلك ـ من خطى في هذا الاتجاه.
ولكن هناك من استفاد من جوّ التطوير السائد في النجف الأشرف في تلك الفترة ومن التحاقه بكلية الفقه، ولكن ليس في جانب التأليف، وهو الشيخ الوائلي (ره) حيث طوّر منبره، واستفاد من الدراسة الحوزوية والجامعية بحيث شكّل منبرُهُ مدرسة خطابية متميّزة، وهذا واضح عندما تستمع إلى مجالسه ومحاضراته، فترى الجانب الجامعي حاضرًا فيها بقوّة كما تجد الجانب الحوزوي حاضرًا أيضًا.
• هل هناك أساتذة في كلية الفقه بحيث يكونون هم الذين أبدعوا في مسألة تطوير المناهج ثمّ جاء مَن يكمل بعدهم المسير؟
- السيد محمد تقي الحكيم كان أستاذًا في الحوزة قبل أن يكون أستاذًا في الكلية، ولكن عندما أنشأ الشيخ المظفّر كلية الفقه قام (الشيخ المظفّر) بخطوات عملية بإيجاد المناهج البديلة فألّف المنطق وأصول الفقه، ومشى على خطاه وأكمل مشروعه في تأليف كتاب أصول الفقه السيدُ محمد تقي الحكيم فألف الأصول العامّة في الفقه المقارن، ليكمل الحلقة التي بدأها الشيخ المظفّر.
• وهل تضعون نفسكم في هذه الحلقة؟
- إلى حدٍّ مّا حاولتُ أن أنتمي إليها ولكني حاولتُ أن أبدأ مع الطالب من البداية، فألفت خلاصة المنطق ليكون مقدّمة لكتاب المنطق للشيخ المظفّر، ومبادئ أصول الفقه كمقدّمة لأصول فقه المظفّر أيضًا.

مؤلّفات العلاّمة الفضلي ومحاور التجديد
• مما تتميّز به كتابات الشيخ التجديدُ في هيكلة العلم وفي مضمونه.. كيف تحصَّلتم على هذا الوعي التجديدي في ذلك الوقت؟ - هذا يأتي مع الممارسة، فقد ذكرتُ لك أني أتبع في مسألة تدوين كتب المقرَّرات الدراسية طريقة أبدأ فيها في كل علم وفي كل باب بالتساؤل التالي: لماذا أدرس هذا العلم؟ ولماذا وُجِدَ هذا الباب في هذا العلم؟
وفي هذا الجانب أتذكَّر ـ عندما طلبت مني الوالدة ـ رحمها الله ـ أن أدرس المقدّمة الآجرومية عند والدي (قده)، فامتثلتُ لطلبها، بدأنا دراسة المقدّمة الآجرومية، وفي هذه المقدّمة كنّا نبدأ بدراسة علم النحو مباشرة دون وعي منّا أو من قبل المقرَّر الذي كنّا ندرسه للغاية من دراسة هذا المقرَّر أو هذا الكتاب بالذات. وهذا أمر ينطبق على مادّة المنطق أيضًا، التي كان يلقننا أساتذة الحوزة بأن الإنسان يدرس هذه المادّة لأنها تعصم الفكر من الوقوع في الخطأ، وهذا أمر لم يقنعنا، لأنَّنا كنّا ندرسها وغيرنا يدرسها، ونقع في الأخطاء، فهذا جعلني أفكّر في السبب الحقيقي لوضع هذا العلم ودراسته في الحوزة بالذات.
وهكذا عندما بدأتُ ألتحق بالدراسة الحوزوية لم يكن أحد من أساتذة الحوزة يوضح لنا سبب اختيار هذه المادّة في سلك الدراسة الحوزوية، أو سبب وضع باب معيّن في كتاب مقرَّر، وإنما نبدأ مباشرة في دراسة العلم.
فكنتُ أحاول فهم السبب الذي من أجله ندرس كل مادّة كاجتهاد مني.
وربما تكون هذه التساؤلات وهذا التفكير هو الذي دفعني لمحاولة التجديد في المناهج الدراسية، بالإضافة إلى أنني عشتُ في الوقت الذي كانت النجف تعيش موجة من دعوى تجديد المناهج وأسلوب الدراسة الحوزوية.
• ولكن الكتابة المنهجية بهذه الطريقة المتقدّمة لابدَّ وأن تسبقها بدايات جيدة؟
- تتلمذتُ على السيد محمد تقي الحكيم، وقد كان يتمتّع بكتابة منهجية متميّزة، مع أنه لم يدرس بالجامعة ولا حتّى في مدارس نظامية، بل درس كل علومه بالحوزة، ولكنه كان موهوبًا في خصوص ترتيب العلم والمنهج، أي أنه موهوب من ناحية المنهجية، وكان قد قرأ في الكتب الحديثة التي تبحث في كتابة المناهج، وكذلك اطّلع على نماذج من تلك الكتب الحديثة الممنهجة والمكتوبة بالطريقة العلمية الحديثة، واطلاعه هذا صقل موهبته التي كان يتمتّع بها، وقد أجد نفسي متوفِّرًا على شيء من هذه الموهبة التي أشرتُ إليها عند أستاذنا السيد التقي الحكيم.

الشمولية شرط أساس في المقرّر الدراسي:
• في كتبكم المنهجية تحاولون ألا تقصوا رأيًا دون آخر؟ - في الكتب الدراسية ـ بالذات ـ من المفترض بالكاتب لهذه المقرَّرات أن لا يركّز على ذاته. نعم، من المفترض أن تبرز شخصيته العلمية في الكتاب، ولكن ليس عن طريق التركيز على ذاته، بل عن طريق ما يمتلك من علم وموهبة في إبراز الفكرة، فأصحاب أي علم ـ وإن كان المؤلِّف يختلف معهم ـ كلهم ساهموا في إبراز أفكاره وعناصره وتقسيماته، فلا يصحّ من المؤلِّف ـ لأنه لا يرتضي رأيًا معينًا ـ أن يقصي هذا الرأي أو ذاك، فقد يأتي من يرى صوابية ما يرى المؤلف خطأه. فالمفترض بالكتب العلمية التعليمية ألاَّ تبخس حق أحد، لتتيح للطالب حين دراسته أن يدرس كل ما يحيط بالفكرة.
• ما تذكرونه ربما لا ينكره أحد، وقد يتّخذه المؤلف كقرار داخلي، ولكن محيطه قد لا يساعد على ذلك إمّا من ناحية معلوماتية بحيث تقل أو تشحّ فيه المصادر لجميع الأطراف حول القضية التي يعالجها هذا المؤلف، أو بسبب حالة عصبية يعيشها ذلك الجوّ إزاء جهة معينة، فكيف توفقتم للوصول إلى هذه النقطة؟
- مما يؤسف له أن أغلب جامعاتنا العربية تفتقد مقرَّراتُها ومراجعُها الناحية التربوية، فلا تربي الطالب علميًّا، بعكس الجامعات في الغرب، حيث تهتمّ بتنشئة الطالب وترتبيته علميًّا بحيث تهيئ ذهنيته بطريقة علمية. فالطالب الذي ينشأ في الجوّ العلمي يدرك أن الشمولية في المعرفة مطلوبة في مجال العلم والدراسة.
• ولكنكم شيخنا العزيز لم تعيشوا مثل هذا الجوّ أيضًا؟
- ربما أكون قد استفدتُ هذه النقطة من كتابات الآخرين، فحينما تقرأ كتابات الألمان ـ مثلاً ـ في علم اللغة تدرك أن هؤلاء علماء لغة حقيقة، وتدرك أنهم علماء ليسوا لأنفسهم، وليسوا للألمان فقط، بل للعالم أجمع، وهكذا هم البقية.
لذلك حينما تحاول أن تعرض العلم الذي يمثِّل طائفتك أو أمتك عليك أن تعرضه ليس كعلم فرد أو طائفة أو أن يكون موجَّهًا لفرد أو طائفة أو فئة وإنما تعرضه بالمقارنة مع ما قدَّم الآخرون في المجال نفسه. وهذا ما حاولت إبرازه في كثير من المؤلَّفات التي قمتُ بإعدادها، مثل مبادئ علم الفقه ودروس في فقه الإمامية.
• ولكن كمبتدئ في التأليف والبحث العلمي ألا يكون هناك صعوبة في الحصول على جميع الآراء، فهكذا بحث بهذه الشروط التي تضعونها متعب ومضنٍ للباحث والمؤلِّف؟
- قد يصعب على المبتدئ ذلك إذا كان ما يبحث فيه من موضوعات كُتِبَ فيها بكثرة وتعدَّدتْ حولها الآراء لدرجة كبيرة، ولكن إذا كانت المسألة تحتوي على ثلاثة أو أربعة آراء أو أكثر بقليل فهذا بالإمكان إدراكه وتحصيله من خلال البحث.
وهذا موجود في الكتب القانونية حيث تتعدّد الأوجه والآراء والتحليلات القانونية، فالقانون أكثر ما يعتمد فيه على مسألة الحفظ، باعتبار كثرة المواد القانونية وتفريعاتها وفقراتها.

تجارب التحديث الحوزوي ما لها وما عليها:
• ظهرت في الآونة الأخيرة محاولات للتجديد، مثل محاولات الشيخ جعفر السبحاني والشيخ باقر الأيرواني والمركز العالمي للدّراسات الإسلامية في قم المقدّسة. كيف تقيّمون هذه التجارب؟ وما هي أبرز المؤاخذات التي تجدونها على هكذا تجربة؟ - كنتُ قد كتبتُ عن هذه التجربة، وقد نشر ذلك في حوار مع مجلّة فقه أهل البيت الصادرة عن مركز الغدير للدراسات الإسلامية في العدد (35)، وما ذكرتُه هناك ألخِّصُه هنا فأقول:
التفكير في التجديد ـ بحدّ ذاته ـ أمر جيد، وأن يُقدم الإنسان على تحقيق هذا الأمر ويحاول، فهذه خطوة ثانية إلى الأمام. ولكن الأمر الذي أرى أن ما يفتقده الكثيرون هو الاقتصار على ما لديهم في الحوزة، بينما من المفترض أن ينفتحوا على المؤسسات الأخرى والمؤلّفين الآخرين من الاتجاهات الأخرى ويروا ما لديهم ويحاولوا أن يستفيدوا منهم، لأن الطريقة الحوزوية هي طريقة موروثة لأكثر من 500 عام، بينما نحن نحتاج الآن إلى الطرق والأساليب الحديثة للتعبير، ولذلك فإن أهم ما يؤخذ على هذه التجارب أنها تفتقد الاستفادة من التجارب الحديثة في تطوير المناهج الحوزوية.
• وهل ترون مَنْ بدأ يخطو هذه الخطوة؟
- بشِكْل جيّد لا أرى.
• غالبًا ما تكون محاولات التجديد هذه قائمة على مجموعة من الأفراد، ما العائق أن تنشأ مؤسسات ترعى هذه المشاريع؟
- هذا يتحقَّق فيما لو حاولنا أن نطوّر في الحوزة، أو ننشئ جامعات إسلامية «أي جامعات تتبنّى الخطّ الإسلامي»، أما الحوزة بوضعها الحالي لا تستطيع أن تعطي بالشِّكْل المؤسسي المطلوب، وستبقى هذه الجهود تتركّز على الأفراد.
ولكن في الاتجاه الآخر هناك محاولات لفتح جامعات وكليات في مدينتي النجف الأشرف وقم المقدّسة، ونتمنّى لها أن تتطوّر مع الزمن، لأن ذلك سيفسح المجال لظهور مقرَّرات حديثة تتناسب والجوّ الجامعي الأكاديمي.
• ولكن الفترة التي بدأت معها محاولات التجديد إلى الآن فترة طويلة وإلى الآن لم يظهر ذلك المشروع المتكامل، لماذا؟
- هذا أمر طبيعي، لأن مجتمعاتنا مجتمعات بدائية، والتغيير فيها بطيء وصعب جدًّا، بخلاف المجتمعات المتحضِّرَة حيث التغيير فيها سهل وسريع، لأن الأفراد فيها يفكِّرون، بحيث لو دعا شخص إلى فكرة تجديدية معينة فإن أفراد تلك المجتمعات يفكرون في الأسباب الداعية للتغيير الذي يدعو إليه هذا الشخص، فإذا رأوا فيه الفائدة قبلوه وأيدوه في هذه الدعوة، بينما ر يحتكم الأفراد في مجتمعاتنا إلى عنصر التفكير المتواصل، بل يندفعون خلف أشخاص وقيادات ويتعصّبون لها دون تفكير متروٍّ، فهذا هو السبب.

المختصرات الدراسية:
• في كتابتكم للمقرَّرات الدراسية تميلون كثيرًا لكتابة المختصرات الدراسية، لماذا؟ - في البداية يحتاج الطالب إلى هذه المختصرات، لأن غالبية هذه المقرَّرات التي دوِّنت كمختصرات هي المقرَّرات التأسيسية في كل مادّة، فهي أول ما يدرسه الطالب في هذه العلوم.
ومن المفترض أن تكون هذه البدايات عبارة عن مختصرات دراسية، تكون حلقة في سلسلة المقرّرات التي تراعي مسألة التدرّج في إعطاء الطالب للمعلومة، إلى أن يصل الطالب إلى مرحلة التخصُّص حيث بالإمكان التوسُّع.

مواصفات المقرّر الدراسي مؤلِّفًا ومؤلَّفًا:
• ما هي الشروط التي تشترطونها في مؤلِّف المقرَّر الراسي؟ - بالدرجة الأولى لابدَّ أن يكون موهوبًا في وضع المقرَّر الدراسي وفق المنهج العلمي الحديث الذي يتدرَّج فيه مع الطالب من المعلوم إلى المجهول وفق ترتيب منطقي متسلسل.
وثانيًا: أن يكون لديه اطلاع عملي على المناهج الأخرى حتى يستفيد من الجيّد منها.
وثالثًا: أن ينظر نظرة إلى المستقبل لا إلى الحاضر.. أي أن تكون نظرته أبعد من الحاضر.
• وما هي الشروط المطلوبة في المقرَّر الدراسي؟
- ما كرّرناه مرارًا خلال مناسبات عدّة، وهو أن يحتوي المنهج على عنصرَي:
الجانب العلمي والجانب التربوي. والتربيون يذكرون أن المناهج يجب أن يتوزّع فيها هذان الجانبان «العلمي والتربوي» بما يتلاءم والمرحلة العمرية، وذلك على النحو التالي:
- في مقرَّرات المرحلة الابتدائية يركّز المؤلِّف فيها على العنصر التربوي أكثر بنسبة 75 % لصالح الناحية التربوية، بينما يترك الـ 25 % لصالح الجانب العلمي.
- والمرحلة المتوسّطة يتوزّع هذان الجانبان النسبةَ بينهما، بحيث يكون لكل منهما 50 % من المقرّر.
- وفي الثانوية يكون للجانب العلمي 75 % والجانب التربوي 25 %.
- بينما المقرّرات الجامعية يتركّز المنهج التعليمي فيها بحيث يكون الجانب العلمي فيه 100 %.
• ربما لا يفهم القارئ مقصودكم من مصطلح «الجانب التربوي» في المقرَّر الدراسي، هل بالإمكان أن توضحوا لنا هذه النقطة كعنصر أساس في المنهج؟
- سأضرب لذلك مثالاً، إذا أراد شخص أن يكتب مقرَّرًا في اللغة العربية، فالمطلوب منه في البداية ـ ليتدرّج مع الطالب ـ أن يلقّن الطالب تلقينًا، لأن ذهنيته لا تتحمّل أن تكون ذهنية علمية، لكن مع ذلك يحاول أن يحرّك هذا المقرَّر ذهنيته شيئًا فشيئًا عن طريق التمرينات في طيّات الكتاب، ويُراعي في هذه التمرينات أن تكوّن لدى الطالب الذهنية العلمية التي تحاكم ما يطرح لديه من مادة علمية.
فالمطلوب من كل الدراسات في المرحلة المتوسّطة والثانوية قبل الجامعة ـ وكذلك الأمر في الحوزة في مرحلتي المقدّمات والسطوح قبل البحث الخارج ـ أن تكون الغاية من المقرّر الدراسي فيها: تكوين الذهنية العلمية لدى الطالب.
وما يكوّن الذهنية العلمية لدى الطلاّب ليس العلم والمادّة العلمية فيه، وإنما التربية والممارسة، فالمدرّس يستطيع أن يعلّم الطالب فقهًا وأصولاً وعلم رجال وعلم حديث، ولكن هذه العلوم ـ منفردةً ـ لا تكوّن ـ داخل الحوزة مثلاً ـ المجتهد أو الفقيه دون أن يمارس هذه العلوم أثناء الدراسة من خلال كتابة البحث ـ مثلاً ـ أو من خلال الأسئلة التطبيقية في كل مادّة منها.

alyatem 09-04-2013 08:41 AM

القسم الثاني «التطبيقي»:

«التربية الدينية».. البداية الأولى:
• ذكرتم أن أول ما ألفتم من مقرّرات دراسية كتاب «التربية الدينية»، كيف كانت هذه البداية؟
- التربية الدينية يعتبر أول ما ألفت من الكتب الدراسية، وقد كان ذلك استجابة لطلب من «جمعية منتدى النشر»، وذلك عندما بدأت هذه الجمعية بتأسيس مدارسها الابتدائية والمتوسطة الأهلية، حيث طلبوا مني أن أضع كتابًا للتربية الدينية للمرحلة المتوسطة.
فقد كانت الطريقة المتبعة والمألوفة في العراق بالنسبة للمدارس الأهلية ـ في ذلك الوقت ـ أن يدرس الطالب المقرر الوزاري للمادّة كاملاً بما في ذلك مادّة التربية الدينية، فإذا أرادت المدرسة الأهلية أن تضيف على هذا المقرّر فلها الحق في ذلك، فالمدارس التابعة لإخواننا أهل السنة لهم الحق في أن يدرسوا طلابهم مادّة التربية الدينية وفق مذهبهم السنّي، وكذلك المسيحيون لهم الحق في أن يدرسوا مادّة التربية الدينية وفق الديانة المسيحية.. وهكذا.
وتطبيقًا لهذا القرار أضافت مدارس جمعية منتدى النشر كتاب التربية الدينية الذي قمتُ بوضعه لهذه المادّة.
وقد أُخضع الكتاب للتجربة فترة من الزمن قمتُ خلالها بتدريسه، وسجلتُ ملاحظاتي التي ظهرت لي أثناء عملية التعليم، ثم قام معلمون آخرون بتدريسه وسجلوا عليه ملاحظاتهم، وبعد هذه التجربة قمتُ بصياغته صياغة نهائية وتعديله وفق الملاحظات التي ظهرت أثناء قيامنا بتدريسه.
وكانت أول طبعة منه بمساعدة من السيد محسن الحكيم (قده)، وبعد ذلك تكررت طبعات الكتاب. فالسيد الحكيم (قده) قام بطبعه عدّة مرات ليبعثه مع الرسالة العملية ككتاب مبسّط عن أصول الدين، حيث كانت الطريقة المتبعة قديمًا أن يُقدَّم للرسالة العملية بمقدّمة بسيطة عن أصول الدين، ليشرع الفقيه بعد ذلك بتناول فروع الدين التي تمثّل مجمل أبواب الفقه.
كما أن السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قده) ساهم في طبعه ونشره. وبعد ذلك أخذ الكتاب طريقه إلى النشر من قبل الناشرين دون علم أو متابعة من قبلي.
وفي الفترة التي اعتمد الكتاب كمقرّر دراسي في متوسطات جمعية منتدى النشر سلك طريقه أيضًا في حلقات الدراسة الحوزوية، بجانب ما يدرسه الطالب في مرحلة المقدّمات، حيث يدرسه كمقدّمة لدراسة علم الكلام فيما بعد.
• على أي أساس تمّ اختياركم لكتابة وإعداد هذا المقرّر؟
- ربما كان القائمون على جمعية منتدى النشر يقدّرون بأني الأكثر معرفة وخبرة في مسألة الكتابة المنهجية، لأن الكتاب الدراسي لابدّ أن يكون منهجيًّا يجمع بين عنصري التعليم والتربية، وعلى هذا الأساس تمّ اختياري، لما يعتقدونه من أني الأقدر على تحقيق هذين العنصرين.
• ربما كان مسمّى «التربية الدينية» باعتباره مقرّرًا دراسيًّا في المدارس المتوسطة لهذه المادّة؟
- فعلاً لقد اخترت هذا الاسم للكتاب باعتبار أن المادّة المقرّرة كانت بهذا المسمّى في ذلك الوقت.
• وهل لازال الاسم صالحًا للمضمون باعتبار أن محتوى الكتاب في غالبيته حول العقيدة الإسلامية ومبادئها؟
- ربما يكون تغيير الاسم الآن صعبًا، وذلك لانتشاره في الأوساط الدينية والحوزوية به، وأخذ يطبع عدّة مرّات في كثير منها دون علمٍ منّي، ممّا ساهم في انتشاره بشِكل واسع، كما أني لا أجد انحرافًا كبيرًا بين الاسم ومضمونه حتى يستدعي الأمر ضرورة تغيير الاسم.
• هل كان كتاب «التربية الدينية» يدرّس في النجف الأشرف فقط أم امتدّ تدريسه في بقية مناطق العراق؟
- كان مقرّرًا دراسيًّا ـ في البداية ـ لمدارس جمعية منتدى النشر فقط، ثم أخذ طلبة الحوزة المبتدئون دراسته كمقرّر من مقرّرات مرحلة المقدّمات بجانب المقدّمة الآجرومية وغيرها من الكتب الأولى التي يدرسها طالب الحوزة في هذه المرحلة.
هذا بالإضافة إلى اعتماده في الدورات التي كانت تفتح للتعليم الديني في فترة الصيف في مكتبات السيد الحكيم المنتشرة في مناطق العراق، وذلك لسهولة تناول المادّة العلمية فيه بالمقارنة مع غيره من المقررات.
• عندما اعتمدت جمعية منتدى النشر كتاب «التربية الدينية» كمقرّر لهذه المادّة وصغتموه صياغة نهائية بعد التعديلات التي أجريت عليه نتيجة إخضاعه للتجربة احتجتم لاستصدار إذن بطباعته، ألم تواجهكم بعض العقبات أثناء استصدار هذا الإذن؟
- جميع المقرّرات الدراسية كانت تخضع للرقابة قبل الإذن بطباعتها، ولذلك أثناء استصدار الإذن لطباعة «التربية الدينية» أبدى الموظّف المسؤول تحفظه على بعض فقرات الكتاب، فلمّا راجعته فيها تراجع عن ملاحظاته ما عدا ما يقارب سطرين كانا بخصوص الإصلاحات التي قام بها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، والتي كانت فيها إشارة إلى جانب من الفساد في عهود الخلفاء السابقين، وكان هذا أمرًا من الممكن تجاوزه أثناء عملية التعليم، حيث بالإمكان إضافتهما بالقلم. لذلك يمكن القول بأن الكتاب فسح بشكل طبيعي تقريبًا، ولم تكن هناك عقبات تذكر.
• ألم تواجهكم عقبات في تدريس الكتاب في حلقات المساجد بسبب تغييركم في منهجة وتقسيم أصول العقيدة الإسلامية، إذ إنكم لم تدرجوا العدل كأصل من أصول الدين؟
- لم يكن ذلك مثيرًا للغرابة ولم يثرْ جوًّا من المواجهة أو الغضب لدى العلماء وطلبة العلوم الدينية حينها، وذلك لأني وجدتُ هذا التصنيف والتقسيم موجودًا عند المتقدّمين من علماء علم الكلام، حيث كانوا يعدون أصول الدين أربعة.
• مثل..؟
- لا أذكر الآن، ولكنه أحد العلماء الكبار، فقد كانوا يذكرون في كتبهم أصول الدين دون أن يشيروا إلى العدل كأصل ستقل، وإنما أفرد في بعضها للخلاف بين العدلية من جهة والأشاعرة في الجهة المقابلة.

«التربية الدينية» والمنهج التكاملي في دراسة العقيدة:
• في هذا الكتاب كانت لكم طريقتكم المبتكرة في مسألة دراسة أصول العقيدة الإسلامية، حيث كانت وفق المنهج الذي وصفتموه في مقدّمة كتابكم «خلاصة علم الكلام» بالمنهج التكاملي الذي يدمج في دراسة أصول الدين بين العقل والنقل. وهو منهج ربما يكون في ذلك الوقت ـ بل وحتى في الوقت الراهن ـ ربما يكون نادرًا من يتناول أصول العقيدة وفقه، ألم يكن مستغربًا أن تتبعوا هذا المنهج رغم قلة سالكيه من جهة وعدم تقبّل الوسط الديني له من جهة أخرى؟
- يوجد من القدماء من تناول أصول الدين وفق هذا المنهج، الذي جمع فيه بين العقل وما يوافقه من النقل، مثل السيد عبد الله شبّر في كتابه «حق اليقين»، وكذلك الملا صدرا في «الحكمة المتعالية»، ففي الوقت الذي يستدل فيه الفيلسوف الإسلامي صدر الدين الشيرازي على أصول العقيدة بالقواعد العقلية يساند ذلك بما يوافق هذه القواعد من الآيات والروايات، وهذه الطريقة التي أسميتها بالمنهج التكاملي في دراسة علم الكلام موجودة ولكنها لم تكن بشِكْل شائع.
• هل كان لدراسة المقرر في المدارس النظامية دور في اتخاذ هذه الطريقة في تعليم العقيدة، حيث يُنتقى في مناهج المدارس النظامية ما هو أقرب إلى سن الطالب وأسهل في تناول المادّة العلمية، وربما يكون المنهج التكاملي أسهل وأقرب إلى عقلية الطالب من الاقتصار على المنهج العقلي؟
- لم يكن لذلك علاقة، لأن مقرّرات المادة الدينية التابع لوزارة المعارف في العراق كان يتناول قضايا تاريخية ترتبط بالخلفاء وبعض الصحابة وقصص من القرآن وبعض الأحاديث الأخلاقية، وكذلك تعليم الصلاة بشكل مبسّط جدًّا والإشارة إلى بعض العبادات الفردية.
• ولكن ما يلاحظ أن المدارس تنحو إلى اتخاذ الأسلوب التربوي في عرض مادّتها العلمية، وهذا لا يتناسب والمنهج العقلي الجافّ؟
- بالإمكان عرض العقيدة الإسلامية وفق المنهج العقلي ومراعاة الأمور التربوية، حيث يمكن عرضه بالتمثيل بالقضايا العقلية البسيطة، فهذا لا يتنافى والجانب التربوي.

الاختصار في بحث أصل المعاد:
• من الملاحظ في كتابكم هذا «التربية الدينية» وكذلك «خلاصة علم الكلام» أنكم لم تطيلوا الحديث كثيرًا في أصل المعاد، وهناك وجهة نظر حول مسألة مناقشة كثير من القضايا التفصيلية في المعاد من قبيل روحانية البعث أو جسمانيته، ومسألة منطقة الأعراف وتجسّم الأعمال، ومَنْ يدخُل الجنّة ومن يدخل النار، فالبعض يُعرِض عن الدخول فيها لكونها من الغيبيات التي مِنْ غير الممكن الجزم فيها بنتيجة محدّدة، وليس من الضروري البحث فيها، والبعض الآخر يصرّ على البحث فيها، هل كان الشيخ يميل للرأي الأول فلا يفضّل البحث فيها؟
- ربما يرجع ذلك إلى أن شؤون ومسائل المعاد عرضت في القرآن بشكل واسع وتفصيلي، فالقرآن تطرّق إلى كل شؤون المعاد من القبر إلى الجنة والنار كاملاً، ولو أردتُ أن أعرض لهذه التفاصيل لاحتجتُ إلى كتاب مستقل، وكان غرضي من عرض أصل المعاد في هذين الكتابين هو الإشارة إلى الآيات كدليل على المعاد واستقيت منها بعض التفاصيل.
ومسألة روحانية أو جسمانية البعث لا تدخل ـ في الوقع ـ في الأمور الاعتقادية، لأن هذا البحث قائم على أساس نظرية فلكية فيزيائية قديمة، وهو أن الإنسان مكوّن من أربعة عناصر: النار والتراب والهواء والماء، وهذه العناصر الأربعة موجودة في طبقات الفضاء ـ كما تقول النظرية ـ، فإذا وصل الإنسان أثناء صعوده إلى عنصر الماء يأخذ منه الماء قسمًا، وإذا وصل إلى الهواء يأخذ منه قسمًا آخر، فإذا وصل إلى القسم الرابع أخذ منه ما تبقّى، فلا يبقى منه إلا الروح. وهي نظرية غير ثابتة، فلا العلماء قديمًا أقرّوها كحقيقة علمية ثابتة، وبطبيعة الحال فإن علماء العصر الحديث لا يقبلون هذه النظرية، كما أن مسألة آلية البعث وكيفيتها بكل تفاصيلها أمور غيبية تتعلّق بقدرة الله سبحانه ولا توجد تفاصيلها في ما هو ثابت قطعيًّا في القرآن أو السنّة، فالعلم الحديث يثبت أن بعض طبقات الفضاء إذا وصلها الإنسان يتلاشى، فكيف عُرِجَ برسول الله صلى الله عليه وآله وكيف سيُحْشَر الناس بعد ذلك، هناك احتمالات عدّة بهذا الشأن، ولكن لا يقطع بها الإنسان حتّى تكون أمورًا اعتقادية وتدخل في صلب أصول الدين.
وهذه نقطة مهمّة من المفترض أن يُلِمَّ بها من يكتب في علم الكلام، ولا أرى أن الدخول في كثير من التفاصيل الخاصّة بالمعاد التي لا تكون مثبتة في القرآن أو في السنّة مجدٍ. نعم، ما ذكره القرآن من تفاصيل يجب الاعتقاد به، لأنه صادر عن الله سبحانه.

«خلاصة المنطق».. بين الإضافة والحذف والتغيير:
• ربما يكون كتاب «خلاصة المنطق» هو أكثر كتبكم انتشارًا، وربما يكون ذلك من البدايات، أي منذ صدور الكتاب، ما السبب الذي دعا لانتشاره هذا الانتشار الواسع؟
- ربما أُرجِعُ سبب انتشاره إلى سهولة تناول المادّة العلمية فيه من حيث التعبير ومن حيث تنظيم المادّة، فالمنطق كان يدرّس ولا يذكر في المقرّرات السابقة الغاية من دراسة المنطق إلا على نحو مجمل أو غير واضح، كأن يذكر في البداية أن الغاية من دراسة المنطق هو التصوّر والتصديق، من غير أن يشار إلى المقصود من هذه العبارة، ولذلك عندما قمتُ بتأليف «خلاصة المنطق» أوضحتُ أن المنطق يبحث في نقطتين أساسيتين، هما: التعريف والاستدلال، حيث يمثلان القسمين الرئيسين في المنطق، فالغاية من دراسة المنطق أن يتمكّن الدارس له من التعريف والاستدلال وفقًا للقواعد المنطقية الصحيحة.
• في تنظيمكم لأبواب الكتاب أضفتم البابين التاليين: «التحليل والتركيب» و«مناهج البحث العلمي»، ولم يكونا ضمن أبواب المنطق، كيف أدخلتم هذين البابين إلى علم المنطق وعلى أي المصادر كنتم تعتمدون في إضافة أو حذف بعض الأبواب؟
- استفدتُ إضافة هذين البابين من كتب المنطق الحديثة، التي كانت تُدرَّس في ثانويات مصر والبلاد العربية الأخرى، وقد لجأتُ إلى كتب المنطق الحديثة لأنها تحاول أن تجمع ـ إلى حدٍّ ما ـ بين المنطق القديم والحديث، حيث تأخذ قدرًا بسيطًا من المنطق القديم، فتأخذ بمبادئ القياس والاستقراء وتطعّمها بالمصطلحات والأبواب الحديثة، مثل باب مناهج البحث العلمي. وقد حاولتُ أن أطعّم كتابي «خلاصة المنطق» بما هو سائد في الحوزة، ومما هو في كتب المنطق الحديثة، حيث استفدتُ من كتاب عفيفي: المنطق التوجيهي الذي كان يدرّس في ثانويات مصر.
• في هذا الكتاب كما قمتم بإضافة بعض الأبواب تصرّفتم في هذا العلم فحذفتم منه كذلك بعض الأبواب، ولعل أبرز الأبواب التي حذفتموها «باب الصناعات الخمس»، لماذا؟
- الصناعات الخمس ما عادت من المنطق الآن، وأصبح لكل صناعة منها المناهج الخاصة التي تتناولها، ولا أرى من داعٍ لإدراجها ضمن أبواب المنطق.
• لم تكن هذه هي التغييرات فقط، فقد غيرتم في كثيرٍ من مصطلحات العلم وأبدلتموها بمصطلحات حديثة، فبدلاً من التعبير بِـ «القول الشارح» أو «المعرِّف» عبرتم بقولكم «التعريف»، وغيره من المصطلحات..
- يمكن تلخيص ما قمتُ به من تغييرات في هذا الكتاب في: تغيير التبويب من إضافة بعض الأبواب وحذف بعضها، وكذلك تغيير كثير من مصطلحات المنطق القديمة، وجعلها أكثر عصرية، وتوضيح الغاية من دراسة المنطق.
وأظن أن هذه التغييرات أثرت كثيرًا في قبول الكتاب واعتماده كمقرّر أساس في تدريس هذه المادّة.

مجاراة القوم ومخالفتهم في وضع مقرّرات العلوم:
• ذكرتم في كتابكم «خلاصة المنطق» أن المناطقة في بحثهم للدلالة عدّدوا الدلالة العقلية والطبعية والوضعية اللفظية منها وغير اللفظية، وكان الأجدى بهم أن يقصروا بحثهم على الوضعية اللفظية، وذلك من ناحية منهجية لارتباطها ـ وحدها ـ بالألفاظ دون البقية التي لا صلة لها بالبحث، ولكنكم جاريتموهم باعتبار أن مجاراة أكثر القوم في سلوكهم تكون مغتفرة أحيانًا، إلى أي درجة يجاري فضيلة الشيخ الدكتور القوم في المقرّرات الدراسية وإلى أي درجة يخالفهم؟
- في الكتب القديمة يخصصون موضوعًا مستقلاًّ بعنوان «مباحث الألفاظ» يقصدون منه مصطلحات العلم، وكل من يدرس كتب المنطق القديمة لا يدرك أنهم يقصدون بذلك المصطلحات، وعندما أشرتُ إلى هذه النقطة في كتاب «خلاصة المنطق» ذكرتُ أنه من المفترض أن يُقتَصَر ـ لفهم المصطلح ـ على دراسة الدلالة الوضعية اللفظية فقط دون بقية الأقسام، لأنها تعني وضع الألفاظ لمعانٍ، ومصطلحات كل علم هي عبارة عن وضع ألفاظ معينة لمعانٍ اصطلاحية جديدة داخله غير تلك المعاني المتداولة عرفيًّا.
ولكني عندما جاريت القوم كان بغرض أن لا تنفصل مقرّرات الحوزة عن القديم تمامًا، خصوصًا عندما يكون الإبقاء على بعض القديم لا يضرّ كثيرًا بفهم العلم والاستفادة الحقيقية منه، هذا بالإضافة إلى أنني أشرتُ إلى المخالفة المنهجية في الكتاب، وهذا بحدّ ذاته إلفاتة جيدة للطالب.
• ولكنكم جاريتم المناطقة في بعض النقاط التي لا ترون صحّتها في المنطق، ومع ذلك أثبتموها في كتابكم «خلاصة المنطق»، من ذلك أنكم ذكرتم نفس الغاية التي يذكرها المناطقة من دراسة المنطق، وهو: عصمة الذهن عن الخطأ في الفكر، لماذا؟
- في كتاب خلاصة المنطق لم أُشِرْ إلى هذه النقطة «عصمة الفكر عن الوقوع في الخطأ» تحت عنوان الغاية من دراسة العلم، وإنما ذكرتها كأحد القيود التي يضعها بعض المناطقة في تعريفهم للمنطق. ومن الجيّد الالتفات إلى هذه نقطة حيثُ يُغفل الإشارة إليها في تدريس المنطق، فالمناطقة في تعريفهم لعلم المنطق يعرّفونه بأنه: «آلة قانونية تعصم مراعاتها الخطأ في الفكر»، وفي مجال التطبيق نجد أن هذه النقطة غير متوفّرة من أكثر من جهة: الأولى: أن المنطق علم يدرس كيفية تعريف المفردات والاستدلال على القضايا، ولكنّه يدرسها شكلاً لا مضمونًا، بمعنى أن علم المنطق لا يدرس صحّة مضمون كل عبارة في التعريف، وكذلك لا يدرس صحّة مضمون كل عبارة في الاستدلال، وإنما يدرس الآلية الشكلية للتعريف أو الاستدلال، وما دام الأمر لا يطال صحّة المضمون لا يمكن أن يعصم المنطقُ الإنسانَ من الخطأ.
والثانية: أن من يدرس المنطق لا يُعْصَم فكره من الخطأ في الواقع العملي.
ومن جهة ثالثة: كان المفترض من علماء المنطق أن يتبينُوا الغاية من علم المنطق من خلال تتبّع مفردات العلم نفسه، ومن الواضح أن علم المنطق يركّز في دراسته على نقطتين أساسيتين، هما: التعريف والاستدلال.
• ولكنكم في تعريف علم المنطق وكأنكم جاريتم القوم في التعريف مع تغيير يسير؟
- في تعريفي لعلم المنطق اتخذتُ طريقًا وسطًا بين ما يذكره القدماء وبين واقع العلم، فعرّفته بقولي: «المنطق: دراسة قواعد التفكير الصحيح»، فهذا التعريف لعلم المنطق يتوافق بشِكْل قريب مع التعريف القديم، وكذلك يتوافق بشِكْل غير صريح مع واقع العلم، لأن تعلُّم تعريف المفردات والاستدلال على القضايا بصورة صحيحة يشكّل قاعدة مهمّة من قواعد التفكير العلمي الصحيح.
• بعض المصطلحات التي تعترضون عليها أبقيتموها كما هي، فأنتم لا توافقون على مصطلحات مثل: «الصغرى» و«الكبرى» و«الحدّ الأوسط»، لاعتبارات لغوية، ومع ذلك بقيت كما هي في كتابكم «خلاصة المنطق»؟
- لا يمكن التغيير بشكل جذري دفعة واحدة، لأن هذه المصطلحات الخاصّة بعلم المنطق ـ مثل: الصغرى والكبرى والحدّ الأوسط والنتيجة ـ أخذت طريقها من المنطق إلى علم الأصول والفقه وكذلك إلى الرياضيات، فليس من السهل أن يأتي فرد ويغير كل هذا التراكم الذي حصل نتيجة عقود وتناثر في مئات الكتب وتردّد على آلاف الألسنة، إن المجامع اللغوية لو أرادت ذلك لن تستطيع؛ لأنه يحتاج إلى وقت، ولكن ما أقوم به في بعض الأحيان هو الإشارة فقط إلى هذه الأخطاء، وهو أمر جيّد بحدّ ذاته.

alyatem 09-04-2013 08:54 AM

الحوزة العلمية بالاحساء
تنعى العلامة اية الله الشيخ عبدالهادي الفضلي طيب الله ثراه وهذا نص البيان


انَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ
بمزيد من الحزن والأسى تنعى الحوزة العلمية بالأحساء فقيدها الراحل سماحة آية الله الشيخ عبدالهادي الفضلي طيب الله ثراه، الذي قضى عمره الشريف في بيان ونشر معارف آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين وخدمة شريعة سيد المرسلين ص وبهذه المناسبة الأليمة ترفع أحر التعازي وفائق المواساة إلى مقام بقية الله الحجة بن الحسن عج والمراجع العظام ومنسوبي الحوزات العلمية وأسرة الفقيد والمؤمنين كافة وتفيد المؤمنين انه سيشيع جثمانه الطاهر عصر يوم غد الثلاثاء الموافق 1434/5/28 من مسجد الامام الكاظم ع بالقرب من جمعية سيهات الخيرية كما تعلن عن إقامة مجلس العزاء على روحه الشريفة في مقر الحوزة العلمية بالأحساء الواقعة بحي النزهة شمال المبرز وذلك لمدة ثلاثة أيام عصرا وليلا ابتداءا من يوم الأربعاء 29 /5 /1434هـ الى نهاية يوم الجمعة 1/6/1434هـ وتدعو عموم العلماء والمؤمنين للمشاركة في عزاﺀ هذا المصاب الجلل سائلة الله العلي القدير أن يتغمد فقيدها السعيد برحمته ويسكنه فسيح جنته ويحشره مع محمد وآله الطاهرين
الحوزة العلمية بالأحساء
27 /5 /1434 هـ

alyatem 09-04-2013 08:56 AM

السيد محمود الهاشمي
يعزي بفقيد العلم والحوزات العلمية آية الله الشيخ الدكتور عبدالهادي الفضلي.


بمزيد من الأسى تلقينا نبأ رحيل العالم الجليل والعلاّمة الفقيد الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي (رحمه الله تعالى) والذي كان بحق من خيرة علمائنا العاملين والمجاهدين والذي صرف عمره الشريف والمبارك في خدمة الإسلام والمسلمين ورفد الحوزات العلمية والجامعات الدينية بالكتب الدراسية المفيدة والمثمرة.
ونتقدم إلى اسرة الفقيد العزيز وطلبة الحوزات العلمية خاصة علماء المنطقة الشرقية بوافر العزاء والمواساة، ونسأل الله تعالى ان يتغمد فقيدنا الكبير برحمته الواسعه وان يحشره مع من يحبّ ويتولى محمد وآله الطاهرين.

السيد محمود الهاشمي الشاهرودي
27 / جمادي الاول / 1434 هـ

alyatem 09-04-2013 09:02 AM

بيان مجلس إدارة نادي الخليج الرياضي

إنا لله و إنا إليه راجعون

بعد معاناة طويلة مع المرض فارق عالم الدين المعروف الدكتور والمفكر الإسلامي العلامة عبد الهادي الفضلي الحياة تاركاً وراءه مكتبة واسعة من العلم و المؤلفات و فجوة كبيرة في الوسط الاجتماعي.
وودع العالم الفقيد الحياة في مستشفى سعد التخصصي بالخبر في الثامنة والنصف من صباح هذا اليوم حيث عاش آخر لحظات حياته في قسم العناية المركزة الذي دخله قبل حوالي اﻷسبوع.
وسيشيع الفقيد الذي يتجاوز عمره 75 عاماً أفناها في خدمة الإسلام وخدمة المجتمع يوم غد الثلاثاء و سيوارى الثرى بمقبرة سيهات.
مجلس إدارة نادي الخليج و منسوبوه يتقدمون بأحر التعازي لأهالي الفقيد راجين العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته.

alyatem 10-04-2013 08:50 AM


بسم الله الرحمن الرحيم

انا لله وانا اليه راجعون

تلقيت ببالغ الحزن والاسى نبأ رحيل العلامة آية الله الدكتور عبد الهادي الفضلي الى جوار ربه.

لقد قضى العلامة الفقيد عمره الشريف في الجهاد العلمي والسياسي والدفاع عن مقدسات الأمة الإسلامية وقضاياها العادلة.

كان الفقيد من رواد الفكر والمنظرين الإسلاميين البارزين وخير دليل على ذلك ما نجده في مؤلفاته وآثاره الجليلة.

كان ـ رحمه الله ـ ملاذاً لعلماء الامة حيث جسد بفكره وحركته وجهاده وجهوده الوحدوية قدوة لتأليف القلوب وتوحيد الصف الإسلامي ولم الشمل ونبذ الخلافات وتوجيه الانظار والافكار نحو العدو المشترك لابناء أمتنا الإسلامية العظيمة.

كما قدم الفقيد الراحل من خلال صبره على الابتلاء الالهي في أواخر حياته حيث ألم به المرض وكبده الكثير من العناء تصويرا ومثالا رائعا للانسان المؤمن الصابر الشاكر المحتسب المتوكل على الله العلي القدير.

إنني بهذه المناسبة الاليمة إذ اتقدم بأحر التعازي لأعضاء أسرته الكريمة ورفاق دربه وتلامذته ومحبيه ولاسيما لعلماء أمتنا الإسلامية والحوزات العلمية الدينية، أسال الله ان يتغمده برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جنانه ويدخله في سعة رضوانه ويلهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان؛ كما أسال الله جل وعلا ان يمن على جميع علمائنا الاخيار بوفور الصحة ودوام التوفيق والاقتداء بفقيدنا السعيد فكراً وسلوكاً وجهاداً ؛ وانا لله وانا اليه راجعون.


السيد علي الحسيني الخامنئي

بتاريخ ثمانية وعشرين من جمادي الاولى من عام الف واربع مئة واربعة وثلاثين

alyatem 10-04-2013 08:51 AM

بسم الله الرحمن الرحيم


مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا
تسليما ورضا بقضاء الله تعالى وقدره، ننعى الى المؤمنين علما من اعلام الفكر الاسلامي المعاصر، وحجة من حجج الاسلام في الارض، ورائدا من رواد الوعي الاسلامي المعاصرين... المفكر والمنظر والكاتب والمؤلف الاسلامي المعاصر حجة الاسلام والمسلمين الدكتور الشيخ عبدالهادي الفضلي رحمه الله.
وبفقده فقدنا خبرة وتجربة لنصف قرن في العمل الميداني الاسلامي، والحركة الاسلامية المعاصرة، والدعوة الى الله، والكتابة والتأليف والتنظير العلمي والمنهجي، وفقدت أخا عزيزا عاشرته طويلا، وعرفت فيه التقوى والوعي والمعرفة والاهتمام بشؤون المسلمين والاخلاص.
اشتهر بالوعي، والعلم، والتقوى، والاعتدال، والمثابرة، في ساحات الحوزة العلمية والاوساط الجامعية، والحركة الاسلامية والاوساط العلمية المعاصرة... وخلّف من بعده تراثا نافعا للحوزات العلمية والجامعات ولساحات الحركة الاسلامية الناهضة في العالم الاسلامي.
تغمده الله برحمته الواسعة، وتعازينا الى المؤمنين الذين يشعرون فداحة الخسارة بفقده وتعازينا لاولاده واحفاده واسرته، وانا لفقده لمحزونون.
والحمد لله رب العالمين، وانا لله وانا اليه راجعون.
محمد مهدي الآصفي
النجف الاشرف
27 جمادى الاولى 1434 هـ

alyatem 10-04-2013 08:53 AM

بيان الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة

بمزيد من الحزن والاسى تنعى الامانة العامة للعتبة العلوية المقدسة فقيد العلم والادب الرفيع «العلامة الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي» (رحمه الله) سائلين المولى تعالى ان يتغمد روحه برحمته الواسعه وان يسكنه فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون.

alyatem 10-04-2013 08:54 AM

بيان أبناء الشيخ الفضلي في رحيله (رضوان الله عليه)

مـاذا سيكـتبُ في تأبينـكَ القلـمُ
وفي فؤاديَ أضحـى يحـفرُ الألمُ
وها هو الجـرحُ منِّي يستحيلُ لظىً
مِن المصابِ و ركنُ الصبرِ منحطمُ
يا راحلاً كم زهى بالعلمِ مجلسُــهُ
عِـبْـرَ السِّنينَ يُجَلِّـي حُسْنَه الكَلِمُ
لله درُّكَ ما أسمــاكَ مِنْ عَلَــمٍ
للعلمِ عشتَ وفيه كنـتَ تُحْـتَـرَمُ


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ببالغ الحزن والأسى ووقع الألم وصدى الجراح، ننعى فقيدنا الغالي سماحة الوالد العلامة الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي قدس الله تعالى روحه الزكية وتقبله بقبوله الحسن مع أوليائه محمد (ص) وآله.

إنا لله وإنا إليه راجعون، إنها الساعة التي اختارها الله (عزَّوجلَّ) ليختتم هذا الرجل العظيم حياته الزاخرة بالعلم والجهاد، بعد أن عاش مراحلها في عطاء دائم وإشراقات متواصلة لم يتوقف لحظة في مسيرته العلمية والعملية التي رسمها وأتقن العمل في إنجازها وتحقيق مشاريعه واحداً تلو الآخر.

كان في مرحلته النجفية أستاذاً ورائداً من رواد الجيل النجفي في عصره الذهبي شارك في بناء النهضة الحضارية النجفية بقلمه المبارك مع أساتذته المظفر والتقي الحكيم وتنظيره وجهاده مع أستاذه الشهيد الصدر والكوكبة المؤمنة العاملة من رفاقه، وكأن القدر أراد أن يحكي لنا عمق علاقته بأستاذه الشهيد الصدر فكان رحيله في يوم ذكراه (قدس الله نفسيهما وجمعهما عنده في الأبرار والصالحين).

وواصل بعد خروجه من العراق دوره التعليمي والتربوي والرسالي في الجامعات والمجتمعات التي سكنها فكان دوره الكبير في تربية جيل مثقف وأقلام واعدة عبر الدرس الأكاديمي والمحاضرات والندوات ومجلسه اليومي المبارك (دارة الغريين)، ويدل هذا الاسم على عمق علاقته الروحية بالنجف الأشرف.

وأهم إنجاز في مسيرته المباركة كان مشروعه في تجديد مناهج الدرس في العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية، والذي استمر في إكماله خطوة خطوة في كل مراحل حياته حتى أتمها (موسوعةً جامعةً) في ست مجموعات (مجموعة أصول الفقه ومجموعة المعارف العقلية ومجموعة علوم القرآن والحديث والمجموعة الفقهية ومجموعة علوم اللغة العربية ومجموعة المعارف العامة)، إضافة لمؤلفات وبحوث وتراجم في مجالات فكرية متعددة.

لم يكن سماحة الشيخ (رضوان الله عليه) يحب الظهور والأضواء مقتدياً بتواضع والده (قده) فعاش في الظل يقرأ ويكتب ويُعلّم ويعمل في سكون، ولعله أراد أن يعطي الدرس العملي للإيمان والتواضع الذي يبتعد دوماً عن زخرف الحياة وزبدها ويهتم بما ينفع الناس من فكر وعطاء.

نودعك اليوم يا أبتاه... بعد أن ملئت دنيانا بروحك الطاهرة وفكرك المنير وقامتك الشامخة التي يشعر ويفخر بها كل من انتسب إليها نسباً طبيعياً أو نسباً معنوياً، فكل تلاميذك اليوم افتقدوا فيك الأب المربي والعالم الأستاذ، وكل المجتمعات التي عشت فيها في البصرة والنجف الأشرف وجدة ومثلث البحرين الحضاري تعتبرك من رجالاتها وقادتها، وكل الحوزات والمعاهد العلمية والجامعات الأكاديمية في العالم الإسلامي تنعاك اليوم وتدعو لك بالغفران والرحمة.

فباسم كل هؤلاء وباسمنا نرفع أيدينا بالدعاء لله سبحانه وتعالى أن يتغمد روحك الطاهرة بواسع رحمته ونبتهل إليه تعالى أن يحشرها مع محمد وآله الأطهار وأن يلهمنا وكل أخواننا المؤمنين الصبر والسلوان.

لقد فقدت الأمة الإسلامية اليوم رجلاً من رجالات الفقه وعلومه ورجالات العربية وآدابها ورجالات الحكمة ومعارفها، أفناها في خدمة الفكر والمبدأ، وبكل ما لديه من طاقة، حتى خرج من هذه الدنيا راضياً مرضياً، لأنه قدّم بين يديه في عالمه الآخر الذي ذهب إليه هذه السيرة العطرة، وخلّف وراءه في عالمنا هذا هذه الذكرى الحسنة.

فسلامٌ عليه في هذه، وفي تلك.

أبناء الفقيد العلامة الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي
28 جمادى الأولى 1434هـ (9 أبريل 2013م)

alyatem 10-04-2013 08:59 AM

نعي رئيس ديوان الوقف الشيعي في العراق السيد صالح الحيدري

"ببالغ الأسى والحزن تلقينا نبأ وفاة آية الله العلامة الدكتور عبد الهادي الفضلي ذلك العالم البصري الذي نشأ نشأة علمية دينية عالية برعاية والده آية الله الميرزا محسن الفضلي رحمه الله حيث كان منذ صغره مورد إعجاب الكثيرين وقد جمع بين الدراسة الحوزوية والدراسة الأكاديميةحتى صار علماً من أعلام الفقه والأدب،ونحن في هذا اليوم إذا ننعى فقيدنا الشيخ عبد الهادي الفضلي ننعى نجماً لامعاً وبيرقاً من أعلى البيارق اذ جمع في كتاباته بين الموسوعية والموضوعية فترك لنا تراثاً ثراً يغني الباحث ويفتح الآفاق أمام المستقبل .
ان رحيل الفضلي خسارة كبيرة للعالم الإسلامي وللمكتبة العربية التي فقدت رجلاً وباحثا يشار له بالبنان وعزائنا الوحيد بما تركه الفقيد من تراث إنساني وثقافي كبير نسأل الله تعالى ان يسكنه فسيح جناته وان يجعل قبره روضة من رياض الجنة انه سميع مجيب وإنا لله وإنا اليه راجعون ولا قوة الا بالله العلي العظيم .

alyatem 10-04-2013 09:02 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)
صدق الله العلي العظيم

تلقينا ببالغ الأسى والأسف وفاة فضيلة العلامة الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي (رحمه الله تعالى)، هذا العالم الجليل الذي نذر نفسه لخدمة الاسلام والمسلمين وعمل بجد واخلاص لإعلاء كلمة الحق من خلال تهذيب العقول، وتنوير النفوس بنور الايمان.

لقد كان فقيدنا الراحل، من الشخصيات العلمية المرموقة، التي قدّمت الافكار الناضجة من اجل توحيد صفوف المسلمين، ومحاربة جميع مظاهر الانحرافات الفكرية، التي تحاول تصديع صفوف الأمة الاسلامية، باشاعة التطرف والتعصب ورفض الاصغاء للرأي الآخر.

وبهذا المصاب الجلل يقدم المكتب الاعلامي للمرجع الصدر أحرّ تعازي سماحة المرجع الصدر الى عائلة الفقيد(رحمه الله تعالى) والى جميع محبيه، سائلاً المولى تبارك وتعالى ان يتغمّد هذا العالم الكبير بالرحمة والرضوان، وان يمنّ على ذويه ومحبيه بالصبر والسلوان، وانا لله وانا اليه راجعون.

المكتب الاعلامي للسيد حسين الصدر/ الكاظمية المقدسة
27جمادى الأولى 1434هـ
8 /4 /2013 م


alyatem 10-04-2013 10:31 AM

بسمه تعالى
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا َتبْدِيلاً

بمزيد من الحزن والاسى تلقينا نبأ رحيل العلامة اية الله الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي عن عمر قضاه بالعلم والمعرفه والجهاد ورعاية الحركة الاسلامية الى رحمة المولى وخالص العزاء لاسرة الفقيد والمؤمنين عامة

محمد مهدي الناصري
عضو البرلمان العراقي


alyatem 10-04-2013 10:35 AM

بسمه تعالى
آية الله الشيخ عبد الهادي الفضلي في ذمة الله

لبى نداء ربه اليوم سماحة العلامة الكبير آية الله المحقق الشيخ عبد الهادي نجل آية الله الشيخ محسن الفضلي بعد عمر من العلم والعمل والتأليف , هو علم من إعلام الأمة ومحقق عرفته حوزة النجف الاشرف والحوزات والجامعات العربية والإسلامية حيث ربى أجيالا وخرج إعدادا لاتحص من العلماء والأكاديميين من العرب والمسلمين و كان من أوائل جيل الوعي والصحوة الإسلامية المعاصرة في العراق والعالم ونشأ على يده كثير من فضلاء الحوزة العلمية والعاملين ورفد الحوزات بكتبه وتحقيقاته فهو من خيرة رفاقنا ومفاخر حوزاتنا لأكثر من ستين عاما خلت في العلم والعمل .
عز علينا فراقه وشق علينا نعيه فانا لله وإنا إليه راجعون ونحن إذ نعزي رفاق الدرب من المراجع والعلماء والمحققين وكافة عارفي فضل الفقيد نتضرع إلى الله العلي القدير بان يرفع درجاته وحقا ((إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة..))
وصدق الله العلي العظيم الذي قال (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)

الناصرية في الاثنين 27 جمادى الأولى 1434 هـ
محمد باقر الناصري


alyatem 10-04-2013 10:37 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )
بعد مكابدة مريرة مع المرض؛ اختار الله إلى جواره اليوم مفخرة من مفاخر البلاد والحوزات العلمية والجامعات والمعاهد العلمية والدينية، سماحة آية الله العلامة الدكتور عبد الهادي الفضلي طيب الله ثراه .
إن هذه الشخصية الاستثنائية التي لبَّت اليوم نداء الملكوت، وعرجت إلى ربها راضيةً مرضيةً؛ شخصية عصامية تنقلت بين ربوع الفضيلة ومعاهد العلم .

وما حطَّت إلا على ضفاف بحور زخارة، من الشيخ المجدد المظفر، والإمام المجاهد الحكيم، والمحقق السيد الخوئي، وإلى عملاق الفكر السيد الشهيد الصدر رضوان الله عليهم، ومخرت سفينته عباب هذه البحور الطامية حتى ألقت مراسيها في بلادنا المباركة .

وكالشمس المعطاءة التي ترسل الضياء والدفء بسخاء وتواضع وبلا منَّة أو ادِّعاء، أشعَّت شخصية فقيدنا على الشباب فأمدتهم بالثقة والاعتداد، والثقافة والمعرفة، وطمحت بآمالهم إلى البعيد الأصعب، واستطالت بآفاقهم إلى سماء الأهداف العالية، واستقطبت همته واهتمامه الفعاليات الحائرة، حتى أينعت أنشطتها وأثمرت جهودها .

ولم يزل ـ دائباً ـ موجهاً شفيقاً، وناصحاً لبيباً، ورائداً صادقاً، ومبيناً فصلاً، بين تأليفات نافعة، ومحاضرات قيمة، وإسهامات بديعة، وظلاً ظليلاً على مجتمعنا يمتد بمدى امتداد الفكرة وشعاع الكلمة.
ومن اللافت أن يوارى جثمانه الطاهر في التاسع من نيسان، كأستاذه الشهيد، حشره الله مع الأئمة الأطهار عليهم السلام، والعزاء كل العزاء لسيدنا وإمامنا المنتظر والإمام القائد والمراجع والحوزات العلمية وأسرة الفقيد الكريمة والأمة الإسلامية كافة.

السيد محمد باقر الناصرـ الخبر
27جمادى الأولى1434

alyatem 10-04-2013 10:40 AM

مكتب السيد كمال الحيدري

إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء

ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ رحيل العالم المجاهد الكبير والمفكر الإسلامي، عضو الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) « العلامة الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي» صباح يوم الإثنين الموافق 08 /04 /2013م بعد حياة مليئة بالعلم والعمل، والعطاء والإنتاج العلمي والفكري المتميز، عن عمر مديد في خدمة الإسلام والعقيدة ونشر الفكر المحمدي الأصيل.

... نسأل الله عزوجل أن يتغمد الفقيد السعيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يحشره مع محمد وآله الأطهار، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

فـ﴿ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ﴾

مؤسسة الإمام الجواد (ع) للفكر والثقافة

alyatem 10-04-2013 10:43 AM

( ارتحل عن دنيا اثراها بالعلم والعطاء الى عالم الخلود والبقاء )
( اذا مات العالم ثلم في الدين ثلمة لايسدها شئ )

ينعى مكتب سماحة العلامة السيد علي السيد ناصر السلمان حفظه الله فقيد الأمة وفقيد العلم والعلماء وعلم من أعلام الحوزة العلمية فضيلة العلامة آية الله الشيخ الدكتور عبدالهادي ابن الشيخ ميرزا محسن الفضلي الذي وافته المنيه صباح هذا اليوم الاثنين 27 /5 /1434 ، فقد كان مدرسة في العطاء وبذل الجهد الحثيث لنشر المفاهيم الإسلامية وترسيخ قواعد الدين الأصيل كما كان لنتاجه من الأبحاث والدراسات الأثر البالغ والمنفعة العظيمة على العديد من العلوم سواء في اللغة العربية أو مختلف عناوين الثقافة الإسلامية والمكتبة الإسلامية تشهد له بما قدمه من نتاج نافع سائلين الله ان يتغمده بوافر رحمته ويحشره مع نبينا محمد وال محمد الأطهار

السيد علي السيد ناصر السلمان
الأثنين 27 /5/ 1434

alyatem 10-04-2013 10:45 AM

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ﴾


ببالغ الألم والحزن والأسى بلغنا صباح هذا اليوم الاثنين 26 /5 /1434هـ الموافق 8 /4 /2013م نبأ رحيل سماحة آية الله الشيخ الدكتور عبدالهادي الفضلي إلى الرفيق الأعلى بعد حياة مليئة بالعلم والعمل، والعطاء والإنتاج العلمي والفكري والأدبي المتميز.

لقد أغنى الشيخ الدكتور الفضلي (1354هـ- 1935م/ 1434هـ-2013م ) بمؤلفاته وتصانيفه القيمة التي تجاوزت المئة كتاب المكتبة العربية والإسلامية، ونظراً لما تتميز به مؤلفاته من منهجية علمية، وأسلوب عصري؛ فقد أصبح بعضها تدرس في الحوزات العلمية والجامعات الأكاديمية، وهذا يدل على القيمة العلمية العالية، والمنهجية الأكاديمية المتينة للمؤلفات التي خطها يراع الشيخ الفضلي.

واليوم إذ يرحل آية الله الشيخ الفضلي عن هذه الدنيا الفانية، فإن الساحة الدينية والعلمية قد خسرت بفقده قامة علمية متميزة، ورائداً من رواد الإصلاح والتجديد، ومفكراً مستنيراً ملأ الدنيا بعطائه العلمي، وفكره المتجدد، ومؤلفاته القيمة، ومصنفاته المتميزة؛ وهذا ما سيجعله مخلداً على مر الأيام والسنين.

نسأل الله عز وجل أن يتغمد الفقيد السعيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يحشره مع محمد وآله الأطهار، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

و ﴿ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ﴾

عبدالله أحمد اليوسف
الحلة - القطيف

26 /5 /1434هـ
8 /4 /2013م

alyatem 10-04-2013 10:53 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾


رزئنا والعالم الاسلامي أجمع بفقد آية الله الفقيه الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي رضوان الله تعالى عليه، وهو العالم الرباني، والفقيه المجدد، والمفكر الرسالي، الذي تربى على يديه، وعبر مناهجه الدراسية العلمية، جيل من العلماء البارزين، والمثقفين الرساليين، ورفد الحوزات العلمية ببحوثه وطروحاته التجديدية، وأثرى الساحة بعطائه الفكري الأصيل.

وكما كان قمة في علمه وفضله، كان مثلا أعلى في أخلاقه وتواضعه وحبه للناس، يحترم الكبير، ويحتضن الصغير، ويرعى بتوجيهاته وارشاداته كل من حوله.

وإذا كان عطاؤه العلمي والتربوي قد عمّ آفاقاً كثيرة، وساحات مختلفة، من النجف الأشرف، إلى قم المقدسة، إلى لندن وجدة، ومناطق أخرى، فإن دوره وأثره في ساحتنا المحلية لا يقاس به أي دور، فهو أبرز عالم وفقيه في تاريخ المنطقة المعاصر، وهو الأب الحنون والمرشد الصادق الذي استظل برعايته الوارفة كل العاملين والناشطين في خدمة الدين والعلم والمجتمع.

وإذ أتقدم بأحر التعازي لأنجاله الأعزاء وأسرته الكريمة وأهالي المنطقة المثكولين بفقده، ولجميع مراجع الدين، والعلماء الأفاضل، أسال الله تعالى أن يتغمد الفقيد الراحل بواسع الرحمة، وأن يحشره مع النبي وآله صلوات الله عليهم أجمعين، وأن يخلف علينا بالخلف الصالح، وأن يعيننا على تحمل مسؤولياتنا تجاه الدين والأمة.

﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾

حسن موسى الصفار

27 جمادى الأولى 1434هـ


الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 02:28 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024