منتديات أنا شيعـي العالمية

منتديات أنا شيعـي العالمية (https://www.shiaali.net/vb/index.php)
-   المنتدى الإجتماعي (https://www.shiaali.net/vb/forumdisplay.php?f=74)
-   -   ورقة القصص الخمسة (https://www.shiaali.net/vb/showthread.php?t=166713)

حميد الغانم 03-05-2013 09:14 PM

طمع الدنيا

رب الاسره يملك مالا كثيرا وبيوتا وعقارات وقطع اراضي كثيره....اي كان ثريا...لكنه يسكن مع عائلته في بيت صغير وقديم يكاد يسقط فوق رؤسهم
لقد كان الاب حريصا وبخيلا الى درجه كبيره بحيث لا ينفق من ماله على عياله الا جزء قليل جدا من المال... لا يكفي قوت يومهم..ولا يكسيهم الا اذا تمزقت ثيابهم......حتى انه يجلس مهم ولا يتحدث اليهم ولا يهتم بهم مع انهم بحاجه الى حنانه وعطفه ورعايته اكثر من ماله........
الاب كان لاهيا بجمع الدرهم على الدرهم والدينار على الدينار.....تاركا ابنائه يعيشون حياة الفقر والحرمان والذله مع كل ما يملكه من اموال وغنى .......
نعم لقد حرموا من فرصه التمتع باموال ابيهم ومن رعايته وعطفه..... وان يعيشوا حياة سعيده لكثره ا موال ابيهم
نعم عاشوا حياه يائسه وصعبه ...وكثرت المشاكل في العائله....الاب وهو عمود البيت لا يهمه امرهم اكثر من حبه لجمع الاموال...
لكن هذه الاموال الكثيره هل اعطى منها لفقير!!!او ساعد بها محتاج!!!! او تبرع بجزء منها لمؤسسه خيري
مرت الايام والايام والسنين بعد السنين حالهم لم يتغير والاب لم يكف عن جمع المال....
كبر الاولاد وربوا على الحرمان والجوع والتعب والعناء والاحساس بالنقصان مقارنة باخرين
ومع هذا الحرمان تعلموا من امهم كيف يعتمدون على انفسهم وذاتهم في تحصيل رزقهم وكسب معيشتهم
اصبحوا رجالا يعتمدون على أنفسهم واصبح لكل واحد منهم بيت واسره واطفال وعاشوا حياتهم باستقرار....وعوضوا اطفالهم ما حرموا منه في صغرهم من مال وحب واحترام ورعايه
ومع كل لعبة يشترونها لاطفالهم كان الالم وغصته تتكسر في صدورهم لان ابيهم حرمهم مما هم لم يحرموا اطفالهم منه
وفي مثل هذه الحال فان الاب كبر في العمر وبدات قواه تتخبر من جسده شيئا فشيئا وكثر ماله ولكن قلت صحته وضعفت قوته
فبقي وحيدا في بيته الكبير القديم ,حتى زوجته تركته وهربت الى بيوت ابنائها ولكن هل بداخلها هي كانت قادرة على دفن ذاك الالم في صدرها الحزين هل هي قادرة على الهروب من سنين عجاف مع زوج يابس جاف جرمها حتى من الندى فذبل بذلك عودها ووردها وضاع عطرها مع تلك الايام العصيبة
نعم تحضن احفادها وتبتسم ظاهرا وداخلا تبكي وتؤن بالحسرة
وتوصي اولادها باحفادها
يمة ديروا بالكم على اولادكم لا تحرمونهم من شي
اشتروا لهم الالعاب – اشتروا الملابس الجديدة لهم
اشتروا هدايا العيد العبوا معهم اضحكوا معهم ارسموا البسمة على قلوبهم قبل شفافههم
قالتها وهي تودع هذه الحياة الدنيا راحلة الى عالم الاخرة وخلفت في قلوب اولادها حسرة لانهم لم ولن يقدروا ان يعضوا حرمان ابيها

الم يتعض هذا الرجل بعد وفاه زوجته...........
وبذلك ظل الاب البخيل وحيدا فريدا في بيته القديم المتهالك
مريضا
لا يستطيع الوقوف على رجليه مريضا عليلا سقيما في انة وعويل لا يستطيع لنفسه نفعا ولا ضرا
وصار اولاده يتناوبون بالعناية به بين الحينة والاخرى
سبحان الله من قطع بالامس يوصل اليوم
ومن طردهم صاروا اليوم يحضنونه ويعتنون به
ويجازونه بالمعروف بعد ان جازاهم بالحرمان
ولكن
هل تنفع اموال مريضا اذ لم يكن من حب وحنان يعالج الروح قبل علاج الجسد
ويقلب ذاك الاب العجوز بصره في ارجاء بيته وهو يسمع صدى قول ائمة اهل البيت
من وسع عليه وقتر على اولاده تمنوا موته
وصدى اخر
ان الله اذا انعم على احد احب ن يرى اثر نعمته على ذلك العبد
اقول لنتعلم من ائمتنا كيف نبني اسرنا وبيتنا وقبلها طفلنا
كتبتها
ام القمرين


نورالنجف 04-05-2013 05:26 PM

طمع الدنيا ، البخل
داء فتاك كثيرا ما فرق بين الاحباب وباعد بينهم
واغلق بيوتا وزرع الحقد والغل في القلوبكما حدث هاهنا وهذه القصة
اعاذنا الله واياكم من شر هذا
اشكر العزيزة ام القمرين لرائع تواصلها
لها مني كل الود واجمل التحايا
والشكر لكم اخي حميد الغانم
وفقك الله لكل خير
تحياتي

حميد الغانم 10-05-2013 12:14 AM

العيدية
--------------------
كان ابي رجلا مزارعا بسيطا فقيرا لا يملك من الدنيا شيئا سو بيت متهالك اخذ الزمان نصيبه منه خاليا الا من جدران ترفع الاستار عن من في الدار
وكان يعمل في زراعة قطعة ارض بسيطة ليست ملكا له بل كما جرت العادة ها هنا
بالنصف
اي ان ما يرد الى الارض من الزرع يقسم بين المالك وبين ابي الفلاح البسيط
وكنا عائلة كبيرة مكونة من الاب والام والاخوة والاخوات وكنا جميعا صغارا
ولا معيل الا ذاك الاب الكاد على عياله
ولم يكن كده يكفي لسد رمق العيش
فكيف ببقية حاجيات العائلة
فكان ابي يضع كل قوته في الزرع والارض عله يطلع بغلة كبيرة تعينه على قساوة الحياة ومرارتها
وعله يحصل على فائض يمكنه من شراء ملابس جديدة لاولاده
حيث يمر كل عيد علينا بنفس الهدم المتهالكة
ولا جديد
كان ابي يرى الحسرة في عيوننا ايام العيد
فاطفال الجيران يلبسون الجديد ويفرحون ويلعبون
واولاده محرومون حتى من فرح العيد
فنذهب لنطلب من امنا ان تقول لابي ان يشتري لنا ملابس العيد هدايا العيد
ان يعطينا العيدية
فتنزل دمعات ام على خدها في حيرة منا ولا نعرف سبب نزول دمعها
تذهب الى ابي لتخبره
فيجيب بذاك القلب الكبير المؤمن
بقول امير المؤمنين علي بن ابي طالب
( ليس العيد لمن لبس الجديد العيد لمن خاف الوعيد)
حقيقة لم نكن نرضى عليه حين يقول هذه الكلمات ونحن يتملكنا وجع الحرمان
وكل همنا ان نرضي انفسنا ولا نهتم بمشاعر الاب الكادح
كنا صغارا واليوم كبرا فعرفنا ما عرفنا فسالت دموعا
حبا بذاك الاب الحنون ذا القلب الكبير
وسالت دموعنا لما سببناه من الم له عصر قلبه حينها
وسالت دموعنا علها تغفر لنا خطايانا بحق القلب الكبير ابي
نعم وسالت دموعنا لانه حاول وحاول ان يمنحنا كل ما نريده فلم يكن يملك الا حنانا اعطاه كله لنا ولم يبقي شيئا
وقوة جعلته ينهض فجر كل يوم ليذهب الى الزرع والحرث وهناك يصب همومه في ارضه
وهي امه
وذات يوم
اعترض طريقه رجالات الامن الصدامي
تفضل معنا نريد ان نسألك كم سؤال
اقتادوه الى مديرية الامن
والى العصر لم يرجع
ومع اضطراب امي المكسينة
بين غياب زوجها ابو بيتها
وبين مسؤوليتها الكبيرة في تربية عيالها بدون زوجها
اخذتها الافكار يمينا وشمالا
رمتها الريح الى بحار قلق وحيرة وخوف وسط امواج عاتيات من الالم والحسرة
استفاقت امي من حيرتها على طرقات الباب
من الطارق خيرا يارب
رفيق من رفاق حزب البعث النجس
ان ابوكم في مديرية الامن فهو من الان سيكون من جنود جيش القدس
وكثيرة هي الجيوش التي شكلها صدام والغرض واحد لا غير
هو اذلال الناس باي شكل من الاشكال
اقتادوهم غصبا ما عليهم
لا ترحموهم
كل يوم جيش ورعب
جيش القدس
جيش الفدائيين
جيش عدي
جيش الصداميين
جيش وجيش وجيش
والناس خائفة مرعوبة وجلة
والرفاق تعيث خرابا ببيوت الناس
فصار صدام حسين ربهم الاعلى
ورفعوا شعار ان قال صدام قال العراق
بل لو قال صدام فان كلامه فوق كلام الله
وقوله امر لابد من تنفيذه
ومع حيرة امي ذات القلب المكسور
نهضت عمتي تلك المراة الكبيرة المهيبة في القرية
وقررت ان تذهب لترجع بابي
قالت هلموا اولادي الى ابيكم لنخرجه
مشكلة كبيرة
لا لاننا لا نريد الذهاب لاخراج ابي
بل لاننا لا نملك الا عباءة واحدة لامي
فتدبرت عمتي الامر
وذهبت الى الجيران
وطلبت منهم العباءات النسوية لاخواتي الثلاث الكبيرات
واما نحن الصغيرات والصغار فمشينا حافيين بلا نعل او حذاء
ومن اين لنا ونحن لا نملك قوت يومنا
ذهبت عمتي ونحن معها
ولازلت اتذكر بعد هذه السنين العجاف
ان اخواتي كنا طويلات والعباءات قصيرات وانا انظر الى هذا المنظر
واسير خلف عمتي
وصلنا الى الرفيق المسؤول
فصاحت به عمتي
يا هذا
من لهذا وهذا وهذا وهذه وهذه وهذه
من يربيهم
من يصرف عليهم
من يكد عليهم
من يطعمهم
واستمر كلام عمي وصحايها على الرفيق الفلاني
وهددته عمتي بان تذهب لمن هو اعلى منه
استسلم ذاك اللعين الرفيق
وذهب بسيارته واطلق سراح ابي بعد اذان المغرب
فتح الباب
ركضنا نحوه باكين
ابي لا نريد هدية العيد فانت عيدنا وهديتنا
وانت سترنا
وانت حمانا وقوتنا وطعامنا
حضننا بيده الخشنتين من العمل المملؤتين حنانا يفيض منهما
ودموع عينيه تسيل على خدي
داعيا بقلبه الكبير
ربي احفظهم
ربي احفظهم
ربي احفظهم
------------------
كتبتها رملة الحجاج
وحررها حميد الغانم

حميد الغانم 10-05-2013 12:16 AM

حياك الله ووفقك لكل الخير الاخت الفاضلة نور النجف
زادك الله نورا الى نورك
والشكر الموصول لك اولا واخيرا لاتحاحت الفرضة لهكذا موضوع هذا اولا
وثانيا لتشجعيك المستمر المتواصل في استمرار الموضوع
شكرا لك
حميد الغانم

عاشق ائمة البقيع 10-05-2013 09:14 PM

احسنتم على الطرح المميز بارك الله بكم

حميد الغانم 16-05-2013 11:15 PM

الاخ عاشق ائمة البقيع
بارك الله بكم ورفع الله من مقامكم وحفظكم من كل مكروه بحق محمد وال محمد

حميد الغانم 16-05-2013 11:39 PM

متناقضات
حقيقة كان في بالي هذه الليلة ان اطرح قصة جديدة لاحدى الطالبات
ولكن خرجت قليلا الى خارج البيت للراحة قليلا ولرؤية بناء عمومتي خصوصا ان الليلة هي ليلة الجمعة
حيث يقام مجلس عزاء في كلية ليلة من ليالي الجمعة
وكما يسمى عندنا العادة او القراية
وهي عادة استمرت عشرات السنين والسنين
ومنعت في زمن الطاغية صدام اللعين
الحمد لله عادت مع الايام
فما نبح كلب اهل البيت الا وجرب وما عاداهم بيت الا وخرب
الحمد لله على توفيقه
وليتذكر من يتذكر وليعتبر من يعتبر ان الطغيان مصيره جهنم والخيبة والخسران
وان العمل الحسن يبقى ويبقى
وما كان لله يثمر
بل للامانة قسم الاسبوع كله بين ابناء عمومتي
فليلة الجمعة مجلس حسيني عند فلان
وليلة السبت عند فلان
وليلة الاحد عند فلان
وهكذا يدور المجلس كل ليلة بمكان ليعود من جديد
الحمد لله
نعود لقصتنا
ما ان خرجت الى باب الدار
نادني ابن عمي ابو طه
كيف حالك الحمد لله
سارع قائلا كنت في بغداد لغرض متابعة معاملتي
سالته ما النتيجة قال ذهبت الى الوزارة بين الطابق الاول الثاني الثالث ارجع للثاني اذهب للاول ارجع للبريد المركزي
ارجع للموظف والموظفة
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
ضاع يوم من عمره
وضاعت امواله ووقته
على اهمال موظف لا يعلم اين معاملته
فتطرقنا الى المتناقضات في عمل الانسان
فحكى لي انه في طريق العودة الطويل وهو راكب سيارة العودة الى البيت
قال الحمد لله
وضع السائق محاضرة دينية للسيد الصافي
استمرت ساعة
قال بعدها
وضع السائق اغاني وطرب واي غناء وطرب
سبحان الله للتو دين وصار الان اين واين
هذا اول موقف
وموقف اخر من متناقضات الانسان نفسه وذاته
موظف يصلي في اوانه ووقته ومواضب على الصلاة لا يؤخرها
والمسبحة لا تسقط من يده
والذكر لا ينزل عن لسانه
ذات يوم قدم مواطن من محافظة ذي قار لينهي معاملته
اتصل هاتفيا
قال ان السيارة تاخرت
ارجو ان تتاخرون لتكملوا المعاملة لان طريق العودة طويل وصعب ومكلف
نعم بقي الموظف المسؤول عن معاملة هذا الشخص نصف ساعة فوق وقت الدوام
وطلب من صاحبنا الموظف الصلاة ان يبقى قليلا لانه من شروط معاملة الشخص من محافظة ذي قار ان يوقع على احدى اوراقها
قال نعم سابقى
ولكن ما ان دقت الساعة الثانية حتى غادر وترك ا الدوام
وبقي الموظف وحده ينتظر ليكمل معاملة ذاك الشخص القادم من بعيد
فاين الذكر واين التسبيح
وامير المؤمنين يقول
من نعم الله عليكم حاجة الناس اليكم
وهنا اتذكر مقولة الامام الحسن لاحد الناس حين ترك الطواف
ليقضي حاجة مؤمن
قال ان قضاء حاجة المؤمن خير من طواف وطواف وطواف حتى وصل الى سبعين طواف
سبحان الله
الطريف في الامر
ان مدير الدائرة الاعلى
قال انا ذاهب لحاجة اطبعوا الكتاب واوقعه قبل ان ياتي الشخص من محافظة ذي قار
فشكرا لذاك المدير الذي سهل امر من جاء بعيد
وما اكثر المتناقضات في العراق والمتناقضين
ونكمل قصتنا مع التناقض الاكبر
في طريقي الى الدوام كل صباح هناك
محل للتسجيلات الصوتية
يبيع السيديات والدي في دي
الحمد لله والشكر لله
هذا المحل كان يبيع اشرطة الغناء والطرب واي غناء واي طرب عابث ماجن
ساءت الاحوال
فلم يوفق
ترك العمل وباع الادوات
وماذا جرى بعد سقوط النظام
عاد صاحبنا الى محله واشترى ادوات حديثة وكومبيوترات
وقام يبيع اللطيميات والمواليد الحسينية والاهازيج الدينية
الحمد لله
اين التناقض
امام محله رصيف وشارع
استغلها ابنه
لاي شي
نعم وضع كومبيوتره في الشارع امام محل والده
لاي شي
للسيديات والصوتيات والدي في دي
يبيع الاغاني والطرب والمجون والافلام وما شاكلها
ووصل الامر الى ان يضع شاشة تلفزيون صغيرة
ويضع المسلسلات التركية
واي مسلسلات هي
وكثير هو المجون
فمن يمر
يسمع صوتين
صوت ناع حسيني وصوت مطرب مجوني
يرى مسلسل المختار ويرى مسلسل تركي
يرى حجابا هناك ويرى شعرا وتقبيلا وشربا
يرى على واجة المحل صورا لعلماء الدين
ويرى في محل ولده صورا لابطال المسلسلات التركي والبطلات والافلام الهندية والمطربين
فسبحان الله
يحل المساء يحمل الابن اغراضها ليعيدها في محل والده ليجتمع الدين والفجور
واقول
لا يجتمع الدين والفجور في موضع الا كان صاحب الموضع والمحل هو في داخله متناقضات
واي متناقضات
ولا يطاع الله من حيث يعصى
حميد الغانم

نورالنجف 21-05-2013 05:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حميد الغانم (المشاركة 2007047)
متناقضات
حقيقة كان في بالي هذه الليلة ان اطرح قصة جديدة لاحدى الطالبات
ولكن خرجت قليلا الى خارج البيت للراحة قليلا ولرؤية بناء عمومتي خصوصا ان الليلة هي ليلة الجمعة
حيث يقام مجلس عزاء في كلية ليلة من ليالي الجمعة
وكما يسمى عندنا العادة او القراية
وهي عادة استمرت عشرات السنين والسنين
ومنعت في زمن الطاغية صدام اللعين
الحمد لله عادت مع الايام
فما نبح كلب اهل البيت الا وجرب وما عاداهم بيت الا وخرب
الحمد لله على توفيقه
وليتذكر من يتذكر وليعتبر من يعتبر ان الطغيان مصيره جهنم والخيبة والخسران
وان العمل الحسن يبقى ويبقى
وما كان لله يثمر
بل للامانة قسم الاسبوع كله بين ابناء عمومتي
فليلة الجمعة مجلس حسيني عند فلان
وليلة السبت عند فلان
وليلة الاحد عند فلان
وهكذا يدور المجلس كل ليلة بمكان ليعود من جديد
الحمد لله
نعود لقصتنا
ما ان خرجت الى باب الدار
نادني ابن عمي ابو طه
كيف حالك الحمد لله
سارع قائلا كنت في بغداد لغرض متابعة معاملتي
سالته ما النتيجة قال ذهبت الى الوزارة بين الطابق الاول الثاني الثالث ارجع للثاني اذهب للاول ارجع للبريد المركزي
ارجع للموظف والموظفة
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
ضاع يوم من عمره
وضاعت امواله ووقته
على اهمال موظف لا يعلم اين معاملته
فتطرقنا الى المتناقضات في عمل الانسان
فحكى لي انه في طريق العودة الطويل وهو راكب سيارة العودة الى البيت
قال الحمد لله
وضع السائق محاضرة دينية للسيد الصافي
استمرت ساعة
قال بعدها
وضع السائق اغاني وطرب واي غناء وطرب
سبحان الله للتو دين وصار الان اين واين
هذا اول موقف
وموقف اخر من متناقضات الانسان نفسه وذاته
موظف يصلي في اوانه ووقته ومواضب على الصلاة لا يؤخرها
والمسبحة لا تسقط من يده
والذكر لا ينزل عن لسانه
ذات يوم قدم مواطن من محافظة ذي قار لينهي معاملته
اتصل هاتفيا
قال ان السيارة تاخرت
ارجو ان تتاخرون لتكملوا المعاملة لان طريق العودة طويل وصعب ومكلف
نعم بقي الموظف المسؤول عن معاملة هذا الشخص نصف ساعة فوق وقت الدوام
وطلب من صاحبنا الموظف الصلاة ان يبقى قليلا لانه من شروط معاملة الشخص من محافظة ذي قار ان يوقع على احدى اوراقها
قال نعم سابقى
ولكن ما ان دقت الساعة الثانية حتى غادر وترك ا الدوام
وبقي الموظف وحده ينتظر ليكمل معاملة ذاك الشخص القادم من بعيد
فاين الذكر واين التسبيح
وامير المؤمنين يقول
من نعم الله عليكم حاجة الناس اليكم
وهنا اتذكر مقولة الامام الحسن لاحد الناس حين ترك الطواف
ليقضي حاجة مؤمن
قال ان قضاء حاجة المؤمن خير من طواف وطواف وطواف حتى وصل الى سبعين طواف
سبحان الله
الطريف في الامر
ان مدير الدائرة الاعلى
قال انا ذاهب لحاجة اطبعوا الكتاب واوقعه قبل ان ياتي الشخص من محافظة ذي قار
فشكرا لذاك المدير الذي سهل امر من جاء بعيد
وما اكثر المتناقضات في العراق والمتناقضين
ونكمل قصتنا مع التناقض الاكبر
في طريقي الى الدوام كل صباح هناك
محل للتسجيلات الصوتية
يبيع السيديات والدي في دي
الحمد لله والشكر لله
هذا المحل كان يبيع اشرطة الغناء والطرب واي غناء واي طرب عابث ماجن
ساءت الاحوال
فلم يوفق
ترك العمل وباع الادوات
وماذا جرى بعد سقوط النظام
عاد صاحبنا الى محله واشترى ادوات حديثة وكومبيوترات
وقام يبيع اللطيميات والمواليد الحسينية والاهازيج الدينية
الحمد لله
اين التناقض
امام محله رصيف وشارع
استغلها ابنه
لاي شي
نعم وضع كومبيوتره في الشارع امام محل والده
لاي شي
للسيديات والصوتيات والدي في دي
يبيع الاغاني والطرب والمجون والافلام وما شاكلها
ووصل الامر الى ان يضع شاشة تلفزيون صغيرة
ويضع المسلسلات التركية
واي مسلسلات هي
وكثير هو المجون
فمن يمر
يسمع صوتين
صوت ناع حسيني وصوت مطرب مجوني
يرى مسلسل المختار ويرى مسلسل تركي
يرى حجابا هناك ويرى شعرا وتقبيلا وشربا
يرى على واجة المحل صورا لعلماء الدين
ويرى في محل ولده صورا لابطال المسلسلات التركي والبطلات والافلام الهندية والمطربين
فسبحان الله
يحل المساء يحمل الابن اغراضها ليعيدها في محل والده ليجتمع الدين والفجور
واقول
لا يجتمع الدين والفجور في موضع الا كان صاحب الموضع والمحل هو في داخله متناقضات
واي متناقضات
ولا يطاع الله من حيث يعصى
حميد الغانم

وقفات محزنة صراحة وفي نفس الوقت التفاتة طيبة منك اخي الكريم علها ان توّعض
التناقضات منتشرة ونشاهدها في اغلب الامكان على الاوساط
كما انها حقا امر مؤسف نسأل الله الهداية والصلاح لاحوال الجميع
شكرا اخي على هذا العطاء الرائع والتواصل المثمر

حميد الغانم 23-05-2013 11:43 PM

الشكر لله على فضله ونعمه
والشكر لك الاخت الكريمة نور النجف
زادك الله نورا الى نور
ووفقت بمحمد وال محمد

حميد الغانم 24-05-2013 12:23 AM

أرادة وانكسار

صغيرة طفلة كبرت مع الايام مواضبة على دراستها وكتبها متعلقة بحلم بسيط ان تكمل دراستها تحصل على معدل يدخلها الى كلية مرموقة
ان تحصل على وظيفة
ان تتزوج وتبني اسرة
ان يكون لها زوج محب وحنون وعطوف
ان يكون لها اولاد وبنات
ان تربي اولادها اي تربية واي خلق كريم
واي
امنيات تكبر مع الايام
نعم خطت اولى خطواتها نحو هدفها وحلمها عله يتحقق مع الايام
دخلت امتحانات البكالوريا بعزم وارادة
وذاك الحلم في كل صفحة تقراءها وتقلبها الى صفحة اخرى
يكبر ويكبر حلمها
تسقيه بنور عينها الذي انصب على حروف كتبها
على حروف واسطر قلمها
الحمد لله
وبدا الحلم يتحقق رويدا رويدا
اذا في العطلة الصيفية
تقدم لخطبتها شاب محترم ذو خلق كبير
من عائلة طيبة
الحمد لله
هي الخطوة الثانية نحو حلم كبير
ياربي احفظنا من كل مكروه
خطبت تلك البنت
على شرط ان تكمل دراستها في الكلية
تمت الموافقة على هذا الشرط
وتزوجت تلك البنت
وعاشت في هدوء وسكينة مع زوجها
وتمر الايام
وتستمر في بالمرحلة الاولى في كليتها
وراستها
تجمع بين مراعاة بيتها وزوجها وابنها الذي في بطنها
وبين دراستها
جهد اكثر من مضاعف
الحمد لله
امورها الدراسية جيدة
الا ان امورها العائلية والزوجية
بدات بالتغير
وبدات رياح الهم تطرق ابواب بيتها الزوجي
فاهل زوجها يضغطون صوب سكونها بيتها وترك دراستها
وبدات رياح المشاكل تقوى وتقوى لتعصف يوما بعد يوما
بينها وبين زوجها
وتبدأ بقلع اشجار المحبة المغروسة في ارض قلبها
وفي خضم هذه المشاكل انجبت ولدا جميلا رائعا
الحمد لله
اي نعمة ونعمة من الله علي بها
قالتها في قلبها المكسور بسبب المشاكل بينها وبين زوجها

بين فرح لهذا المولود وبين احزان لهذه المشاكل
استجابت تلك البنت لزوجها
وضغوط اهل زوجها
نعم تركت دراستها
لتحافظ على بيتها وزوجها ولتربي ابنها
ومرت الايام
ورزقت بابن ثاني
ممنية نفسها بان احلامها سوف تتحقق من خلال هذين الابنين
كل ما تمنت من احلام واماني
بدات تزرع بذره في هذه الطفلين
عسى ان يكون هذا طبيب
عسى ان يكون هذا مهندسا
عسى ان يكون مدرسا معلما
والف عسى وعسى تتصارع في داخلها
وبكبرون وتكبر الاماني معها
ولكن
وكثرت هذه ال 0 لكن . في هذه الايام
هل بقي الزوج نفس الزوج
كلا
فصار الزوج سكيرا معربدا
شاربا للخمر
لا يدري باحوال بيته وزوجه
وافة السكر والخمر تسلب عقله وقلبه وحبه وعطفه
والنتيجة حتمية لا بد منها
من سلك طريق الخمر فلا بد لبيته ان ينكسر
ومن سلك طريق الكحول لابد لزهرته من الذبول
هكذا مرت الايام
وبين جنحها المكسور من ترك دراستها
وبين قلبها الخائف المقهور على اولادها
وبين زوجها الغارق في المسكر والخمور
صارت تصارع الاحزان يوما بعد يوما
وبدأ الحزن يحتل ارض قلبها وحياتها
وكبرت المصيبة
فالزوج اتجه صوب المخدرات
لم يكتفي بالخمر وضياع العقل
بل
سار نحو الارذل والارذل
وهو طريق الموت لا محالة
وعظمت المشاكل الى حد كبير
ومن خوفها على اولادها من هذا الاب الفاقد لعقله
مع تحملها لذاك الضرب الكبير من زوجها الاعمى
طردها الى بيت اهلها
لا مكان لك ها هنا
ارحلي بعيدا
فصار الخمر سببا للضيم والقهر
وصار خرابا لبيت كان كالقصر
وبعد برد وربيع صار نار وجمر
احرقت بيته وعياله وزوجته
عادت الى اهلها لتستر على نفسها من هذا الذئب البشري
ولتحمي اولادها من براثن انسان
بقي انسانا بالاسم
وحيوانا تذله حاجته الى المسكر والمخدر
ومرت الايام
وتطلقت تلك البنت من زوجها السكير المعربد
وانسكرت روحها
وصار قلبها ينبض بالحزن لا بالفرح
كئيبا يضرب كف الاه بكف الوجع
فنسمع صدى الاحزان في كل وقت
ولنرى الهم في عينيها
وهكذا مرت الايام والايام والايام
ولكن هل استسلمت
لا
والف لا
قالتها بعالي الصوت
عادت
وسجلت نفسها في معاهد اعداد المعلمين
اكملت دراستها بتفوق
وبدأت تدرس الطلبة اليوم
وتربيهم
وتعلمهم العزم والارادة
والا نستسلم للياس ولا نضعف
وان انسكرنا
علينا ان نجبر انفسنا
لنكون قدوة لنا ولغيرنا
وهكذا
واليوم
عاد حلمها
ان تكمل كليتها التي تركتها منذ سنين وسنين
عسى ان تحقق حلمها

كتبتها ام القمرين
وحررها حميد الغانم


الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 09:42 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024