منتديات أنا شيعـي العالمية

منتديات أنا شيعـي العالمية (https://www.shiaali.net/vb/index.php)
-   منتدى الجهاد الكفائي (https://www.shiaali.net/vb/forumdisplay.php?f=217)
-   -   اخبار دولية (https://www.shiaali.net/vb/showthread.php?t=162035)

kumait 16-03-2013 02:59 PM

نموذج أميركي لاحتلال العقول العربية
 
نموذج أميركي لاحتلال العقول العربية

(يدعي مشرروع "يالا يا قادة الشباب" الأميركي بأنه "حركة من أجل السلام" وبأن "يالا هو المكان الذي تلتقي فيه الثورات" العربية) *

تفتح الولايات المتحدة الأميركية قنوات عديدة للتطبيع العربي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي تصب جميعها في خانة الحرب النفسية التي تستهدف احتلال العقول العربية لتفريغها من كل ما يمكنه أن يساهم في مقاومة الاحتلال ودولته. والمفارقة أن هذه القنوات تنخر في الجبهة العربية الداخلية بينما في الجبهة الخارجية "تخسر إسرائيل معركة الرأي العام في الغرب، فحتى الحكومة الإسرائيلية تعترف بهذه الحقيقة الآن، ... في حرب عقول يجري شنها في ميدان معركة لم تعترف أبدابأنها كانت جارية" كما قالت الصحفية والمؤلفة البريطانية ميلاني فيليبس في خطاب لها في "مؤتمر آرييل للقانون ووسائل الإعلام الجماهيرية" بدولة الاحتلال في الثلاثين منآذار / مارس عام 2010.

فعندما يقارن المراقب بين النشر المحدود لصورة فاطمة شقيقة الشهيد الفلسطيني الذي قتلته قوات الاحتلال افسرائيلي الأسبوع الماضي محمود عادل فارس الطيطي ويداها مخضبتان بدمائه تغطيان وجهها يوم تشييعه إلى مثواه الأخير في مخيم الفوار بالضفة الفلسطينية المحتلة لنهر الأردن وبين الانتشار الواسع لصورة المصرية علياء مهدي وهي تمارس "التعري" العلني باعتباره شكلا مستوردا منالغرب من أشكال الاحتجاج السياسي والاجتماعي، فتلحق بها تونسية وإيرانية، فإن المراقب لا يسعه إلا الاستنتاج بأن الحرب النفسية المعادية تحقق نجاحات مضطردة في احتلالها الثقافي للعقول العربية اليافعة.

فتحرم بذلك حركة التحرر الوطني العربية،وبخاصة في فلسطين، من رافعتها الشابة، بينما يستمر تآكل التجزئة السياسية في الوطن العربي بالمزيد من التفتت، ويستمر تآكل الحصانة الوطنية الفلسطينية بالانقسام، وتستمر صغائر الاتهامات العربية المتبادلة التي "تشيطن" الطرف الآخر في تغذية آليات الحرب النفسية المعادية بوقود مجاني يرفدها بكل ما تحتاجه كي تزرع في الوجدان الشعبي اليأس من وجود قيادات للأمة وزرع فكرة أن كل القيادات والقادة العرب والمسلمين، وبخاصة الفلسطينيين منهم، فاسدون ومستبدون وانتهازيون و"أصحاب كراسي" يستقوون بالأجنبي للبقاء فيها، ليكون الخلاص المنشود في التخلص منهم جميعا وفي البحث عن بدائل لهم ولأنظمة حكمهم بمواصفات تحددها دولة الاحتلال الإسرائيلي وراعيها الأميركي، بينما يستمر تشويه الهوية العربية الإسلامية للأمة وترويج بدائلها الغربية ليكون الخلاص المنشود في تبني هذه البدائل وفي التخلص من كل القادة والقيادات التي لا تنسجم معها.

يقول المحللون العسكريون الأميركان إن "مهاجمة عقل العدو" هي من أدوات الحرب الرئيسية عليه، ويقول المحللون السياسيون الأميركانإن "كسب العقول والقلوب" العربية والإسلامية هو أداة رئيسية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الوطن العربي والعالم الإسلامي، وتعرف وزارة الخارجيةالأميركية الحرب النفسية بأنها "الاستخدام المخطط للدعاية وغيرها من الممارسات النفسية بهدف أساسي هو التأثير في آراء ومشاعر ومواقف وسلوك الجماعات الأجنبية المعادية"، وكانت هيئة الأركان المشتركة الأميركية في الحرب العالمية الثانية قد عرفتها بانها "الحرب النفسية التي تستخدم أي سلاح للتأثير في عقل العدو". وفي دولة الاحتلال الإسرائيلي أنشأوا وحدات للحرب النفسية في الجيش والمخابرات وحتى في الإعلام دورها الرئيسي نشر التضليل الاعلامي والمعلومات المستغلة بعناية في أوساط "العدو".

في هذا السياق، يلفت النظر مشروع نموذجي لااحتلال عقول الشباب العرب أطلقه خبراء الحرب النفسية الأميركية في الرابع والعشرينمن أيار / مايو 2011، في ذروة الاحتجاجات الشعبية التي تجتاح الأقطار العربية، اسمه "يالا يا قادة الشباب" وعنوانه على موقعه الالكتروني مكتوب بالعربية والعبرية والانكليزية، ويعرف المشروع بنفسه بأنه "حركة من أجل السلام" وبأن "يالا هو المكان الذي تلتقي فيه الثورات" العربية، وبلغ عدد أعضاء الحركة حتى الآن ما يزيد على (333) ألف عربي ومسلم و"إسرائيلي" من الشبان والشابات. والمفارقة أن المشروع يتعامل مع الوطن العربي كوحدة واحدة، وإن كان يسميها منطقة "الشرق الأدنى وشمال إفريقيا"،لكنها تضم دولة الاحتلال الإسرائيلي كجزء عضوي منها عضويتها ليست موضع جدل أو نقاش،بالرغم من الجهود الأميركية والغربية والصهيونية الحثيثة لترسيخ التجزئة السياسية العربية بل وتفتيتها.

ومن "القضايا" التي يتم حشد الأعضاء لدعمها "أطفال من أجل السلام" و"السلام من غزة" من دون أن يكون إنهاء "الاحتلال" مثلا قضية جديرة بدعم الأعضاء، ومن هذه القضايا أيضا "سوريا الجديدة" حيث يتم التركيز على تفاصيل الانشقاقات عن الجيش العربي السوري والفرار منه و"هزائمه" وحيث يتم الترويج ل"العنف" الذي لا تزال الإدارات الأميركية المتعاقبة تصر على "نبذ" عرب فلسطين له،ومنها كذلك "المساوة بين الجنسين والشواذ جنسيا" ولهذا الغرض أصدر أعضاء المشروع "إعلان يالا – القادة الشباب لمساواة النوع الاجتماعي (الجندر)".

ويتناول المشروع زيارة الرئيس الأميركي باراكأوباما المرتقبة للمنطقة الأسبوع المقبل فيقلل من شأنها لأنه "في نهاية المطاف نحن الذين نحتاج إلى السلام" ولهذا السبب فإن "إحدى الخطوات الهامة في جهودنا هي تأسيس مؤتمر تفاوض شعبي عام كبير إسرائيلي – فلسطيني"، ل"الشباب" الأعضاء في الحركة طبعا. ولاجتذاب الشباب العرب أنشأ المشروع "أكاديمية" على شبكة الانترنت تشارك فيها جامعات وشركات تكنولوجيا معلومات، وأطلق "مبادرات فلسطينية – إسرائيلية مشتركة" منها "مؤتمر للتعاون السلمي والاقتصادي"، وفتحت صحيفة "الجروزالم بوست" العبريةصفحاتها لأول عامود صحفي للحركة كان أول كتابه عضو الحركة الكويتي خالد الجاسر،ونظم أواخر عام 2011 "مخيما للتكنولوجيا" بمركز شركة مايكروسوفت في هرتزليا بدولة الاحتلال، وكان "يوفال هيداس ومحمد الحاج" الفائزين في مسابقة للصور و"بطلين" من أبطال "الصداقة عبر الصراع" ومبادرة "أصدقاء بلا حدود".

وكان أول استقبال رسمي لوفد من هذه "الحركة" الشبابية مع وكيلة وزارة الخارجية الأميركية بالوكالة للدبلوماسية والشؤون العامة كاثلين ستيفنس في نيسان / ابريل العام الماضي، وفي الشهر السابق من ذات العام دعي وفد لحضور "قمة مبادرة كلينتون العالمية" في العاصمة الأميركية حيث "استغلت الزيارة لتعزيز الصلات مع يو. اس. ايد (USAID) والدائرة المعنية بقضايا الشباب العالمي" في وزارة الخارجية حسب موقع الحركة الالكتروني. ولضيق المساحة ربما يكفي اقتباس ماكتبه "فلسطين الخالدي" على صفحة المشروع على الفيسبوك للتعليق على هذا المشروع والعشرات غيره من مشاريع احتلال العقل العربي: "زرع فكرة إسرائيل أنها دولة عاديةبين الدول العربية !! على شو مبسوطين وبتعملوا لايك !!!" إن صورة يدي فاطمة الطيطي المخضبة بدماء أخيها الشهيد تتناقض بالتأكيد مع صورة حديثة نشرت لأطفال فلسطينيين وإسرائيليين يحملون لافتة كتب عليها: "نحلم بأن نعيش جنبا إلى جنب في المستقبل" !

وهذا المثال مجرد غيض من فيض المشاريع الأميركية والصهيونية لاحتلال العقل العربي الذي ينجرف الان نحو قبول مقولات مثل أن فلسطين تختصر الآن بقطاع غزة والضفة الغربية، وأن إيران لا دولة الاحتلال هي العدو للعرب والمسلمين، وأن دول الاستعمار الأوروبي القديم في الوطن العربي ووريثته الأميركية يمكن أن يكونوا مناصرين للتحرر العربي والإسلامي من هذا الاستعمارومخلفاته، وأن "الجهاد" في سوريا حلال أما الجهاد في فلسطين فمحرم، وأن تأمين حقوق "الأقليات" في الوطن العربي لا يتناقض مع تغييب الأغلبية العربية الإسلامية الساحقة فيه، إلخ.

في كتابه "عن طريق الخداع" يعترف عميل الموساد الإسرائيلي السابق فيكتور أوستروفسكي بأن "الموساد" كان وراء كل الشائعات عن الرئيس الفلسطيني الراحل الشهيد ياسر عرفات، ويسجل المؤلف استغرابه لأن "كثيرامن العرب" رددوا تلك الشائعات باعتبارها "حقائق" ومنهم "بعض المثقفين". ولم يكن عرفات آخر أو أول ضحية للحرب النفسية المعادية، فقد سبقه وتبعه عدد من القادة العرب والمسلمين. وعلى الأرجح سيجد أوستروفسكي والموساد مثالا حديثا لنجاحهم في إعلان كتائب القسام في حركة حماس الخميس الماضي عن عزمها مقاضاة جريدة الأهرام المصرية وانتقادها قناة "العربية" الفضائية لنشرهما "أخبارا كاذبة ومفبركة" عنها وفي تبادل الاتهامات عبر الانقسام الفلسطيني عن تغذية مثل تلك الأخبار.

* نقولا ناصركاتب عربي من فلسطين *

kumait 16-03-2013 07:47 PM

أفغانستان، طالبان والمخدرات
 
أفغانستان، طالبان والمخدرات

بعد شيء من التردد، سمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما لنصيحة جنرالاته بزيادة عدد الجنود الأمريكيين في أفغانستان من أجل التمكن من طرد طالبان من منطقة هيلمند. وكانت الإستراتيجية هي أن تقوم القوات الأمريكية بإبقاء نوع من الحضور الميداني بمجرد أن يتم تأمين هذه المنطقة ، بينما تتحرك قوات الشرطة ووكالات التنمية نحو استعادة سلطة الحكومة الأفغانية، وتوفير كل سبل إعادة الإعمار الاقتصادي للمنطقة. وكخطوة ثالثة سيتم اختيار العناصر “المعتدلة” من حركة طالبان لتعيينهم في الحكومة الأفغانية.

هذه الإستراتيجية تذكّرنا بالسياسة التي انتهجها الجنرال بترايوس لتهدئة الأوضاع في العراق تمهيدا للانسحاب منه، ولكن هنالك شكوك كبيرة حول مدى إمكانية نجاح هذه الإستراتيجية. وهذا راجع لعدة أسباب:

أولا، إن الرغبة في تعيين طالبان في الحكومة أمر يبعث على القلق. فعلى خلاف الوضع في العراق، كان المتمردون أقلية، وكان تفعيل الأغلبية ودعمها لأجل تشكيل حكومة أمرا معقولا نسبيا، أما في أفغانستان، المتمردون هم الأكثر عددا بحيث ينتمون إلى أكبر قبيلة في المنطقة، وهي: قبيلة الباشتون.إن تعيين طالبان، وهي حركة وهابية المنهج، سيحوّل أفغانستان إلى دولة إسلامية بامتياز، مما سيوفر قاعدة جديدة للـ”جهاديين” الذين سيشكلون تهديدا للدول المجاورة، ولا سيما الهند. أما الصينيون، الذين يخشون من زعزعة الأمن في مقاطعة كسينجيانج، فقد ابدوا اعتراضهم على هذه قيام الولايات المتحدة بهذه الخطوة.

ثانيا، إن محاولات بعث الروح في الاقتصاد التقليدي للمنطقة، وهو اقتصاد أنهكته سنوات الحرب الأهلية، ستواجه عقبات لا يمكن تجاوزها في اقتصاد المخدرات الذي كان قد ازدهر منذ زمن طويل. ففي عام 2007،وفّرت المحافظات الجنوبية من أفغانستان 92% من أفيون العالم، بقيمة استيراد دنيا مقدارها مليار دولار أمريكي. واقتصاد المخدرات هذا يوفّر لطالبان المال الكافي لشراء السلاح والسيطرة على المحافظات التي تزرع الأفيون، من خلال حماية المزارعين من استراتيجيات القضاء على المخدرات التي تتزعمها الولايات المتحدة، كجزء من حربها على المخدرات في العالم ككل.

ثالثا، محاولات إقناع المزارعين بالتخلي عن زراعة المخدرات والتوجّه نحو زراعة المحاصيل المشروعة ستعرقلها المكاسب الأكبر نسبيا المتأتية من زراعة المخدرات. حيث أظهر تقييم مكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة (UNODC) لمشروع تنمية البدائل [التابع للأمم المتحدة] بين عام 1997 وعام 2000، في ثلاث مناطق من إقليم قندهار، أظهر أنه على الرغم من نجاح المشروع في رفع محاصيل المزروعات القانونية (كالقمح، والكمون، والفاصوليا، والبصل والفواكه) بنسبة 90% تقريبا، إلا أن هذه التحسينات لم تكن كافية وقادرة على جعل المحاصيل المشروعة أكثر ربحا ومردودا ماليا من زراعة الخشخاش. كما أن عمر محصول الخشخاش أقصر، وحصاده يسبق حصاد القمح، مما يتيح للفلاحين أن يضاعفوا المحاصيل من خلال زراعة الذرة بعد حصاد الخشخاش. فضلا عن أن الخشخاش يقاوم الأحوال الجوية، مما يجعله محصولا معتمدا أكثر من القمح. والخشخاش أيضا سهل التخزين، والنقل، والبيع، مما يوفّر للمزارعين الفقراء وسيلة سهلة للحصول على دخل سلس، وبذلك يسدون احتياجاتهم الاستهلاكية الوقتية في ظل غياب جميع أسواق الائتمان الرسمية. ولقد كان معدل الدخل للهكتار الواحد من الخشخاش عام 2000 ستة عشر ألف دولارا أمريكيا. وكما استنتج تقرير مكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة في اقتصادالمخدراتفإنه ” لدى هذه المستويات الضخمة من الدخل، لا يمكن لأي محصول آخر، يزرع على نطاق واسع، أن ينافس الخشخاش في أفغانستان” (أنظر مقالي عن “مجازفة الحرب على الإرهاب بالحرب على المخدرات”، في مجلة وورلد إيكونوميكس، 2008).

رابعا، نما اقتصاد محظور واسع وتطوّر بعد انسحاب روسيا والحرب الأهلية بين فرق المجاهدين المتعددة التي شهدتها أفغانستان، مما وفّر البنى التحتية للتنقل، والاتصالات، والأسلحة والحماية اللازمة التي تحتاج إليها تلك الفرق والجماعات المتعددة لبسط سيطرتهم كلٌ على منطقته.

وشهد اقتصاد الخشخاش ازدهارا متواصلا تحت رعاية طالبان. وعلى الرغم من منعهم زراعة وإنتاج ’الحشيش‘ الذي يستهلكه الأفغان والمسلمون، إلا أنهم سمحوا بزراعة الأفيون الذي يستهلكه ’الكفار‘ في الغرب! كما أن حظرهم للأفيون عام 2000 لمقاومة الضغوط الدولية لحقوق الإنسان، كان بدوافع مالية. فبهذا الحظر، ارتفع سعر الأفيون في أفغانستان من 44 دولارا للكيلو غرام إلى 350 دولارا للكيلو غرام الواحد. فقبل الحظر، كان 60% من الأفيون يخزن لأغراض البيع المستقبلية، فجنا أصحاب المخزون ثروات طائلة. و قسم كبير من هذه الثروات ذهبت إلى أسامة بن لادن وأتباعه، الذين يعملون كوسطاء أو سماسرة لمنتجي الأفيون الأفغان، مستخدمين هذا الدخل لتمويل معسكرات التدريب الإرهابية في أفغانستان. (أنظر لال، المصدر السابق).

ومع سقوط طالبان وانتهاء الحظر، وصل إنتاج الأفيون إلى مستوى عام 2000 مرة أخرى، وبسرعة كبيرة. أما بالنسبة للقادة العسكريين، الذين ما زالوا يحكمون أجزاء واسعة من أفغانستان، ما زال اقتصاد المخدرات يوفّر مصدرا للإيرادات. في مثل هذه الظروف، لا يمكن الانتصار في حرب أفغانستان إلا من خلال تحطيم اقتصاد المخدرات أثناء مواجهة طالبان. وستكون الاستجابة العقلانية بالنسبة إلى وكالات التنمية التابعة للناتو هي استخدام الأموال التي ينفقونها الآن في جهود التنمية الاقتصادية التي يبذلونها في أفغانستان، والتي باءت بالفشل، وكذلك الأموال التي ينفقونها في مكافحة المخدرات لشراء محاصيل الأفيون والخشخاش وغيرهما من أنواع المخدرات من المزارعين والدخول مباشرة في منافسة مع طالبان وكبار تجار سوق المخدرات. كما يمكن إلزام المزارعين بأن يضعوا نسبة العشرة بالمائة من دخلهم المتأتي من زراعة الخشخاش، والتي يقومون الآن بتقديمها إلى طالبان، أن يضعوها في ودائع للتنمية ، تدار بأيادٍ محلية، ويكون مقرها محليا أيضا، وتستخدم في تجديد البنى التحتية الزراعية المدمرة، والتي يمكن بمرور الزمن أن يرتفع مستوى إنتاجها من المحاصيل الأخرى البديلة بشكل يمكنها من التحوّل نحو المحاصيل غير الممنوعة.

أما الأفيون الذي يُشترى من المزارعين مباشرة، فيمكن أن تستخدمه وكالات التنمية الغربية لتوفير مسكّن المورفين لتسكين الآلام الناجمة عن مختلف الأمراض الفتاكة، بما فيها الإيدز وهذا ما يحدث في العديد من أنحاء العالم، ولا سيما في مناطق جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى.

و يرى تقرير منظمة الصحة العالمية أن 4.8 مليون شخص في العام، من المصابين بأمراض السرطان على اختلاف درجاته من المعتدل إلى الشديد، لا يحظون بالعلاج الملائم. وكذلك الحال بالنسبة إلى 1.4 مليون مصاب بمرض الإيدز في المراحل الأخيرة من المرض. أما بخصوص الحالات الأخرى المسببة للآلام، فليست هناك تقديرات لأعداد المصابين بها، ولكن منظمة الصحة العالمية تعتقد أن الملايين من الناس لا يحظون بفرص العلاج. والأغلبية العظمى من هؤلاء هم من سكان الدول النامية (لال، المصدر السابق).

إن أي فائض من الأفيون يمكن تخزينه للمستقبل ليستخدم للأغراض الطبية، وكذلك للسيطرة على أسواق المهدئات. ولكن مثل هذه الحلول العقلانية لمشكلة طالبان وإلحاق الهزيمة بها، من خلال قبول اقتصاد المخدرات في أفغانستان واستخدامه لأجل النصر بدلا من المخاطرة بالحرب على الإرهاب، مثل هذه الحلول لا يمكن تحقيقها إلا إذا تخلّت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا عن حربها على المخدرات التي استمرت عقودا من الزمن. وهذا هو موضوع مقالي القادم.

ديباك لال *أستاذ التنمية الدولية بجامعة كاليفورنيا بلوس أنجلس وكاتب من الهند

kumait 17-03-2013 09:32 PM

التنافس الإقليمي بين السعودية وإيران، مناطق الإشتباك غير المعلنة
 
http://rasid.com/media/lib/pics/1172952838.jpg
الملك عبد الله والرئيس احمدي نجاد

التنافس الإقليمي بين السعودية وإيران، مناطق الإشتباك غير المعلنة
شبكة راصد الإخبارية د. حسين خليل، الصباح

يمر الشرق الأوسط هذه الأيام بمرحلة تغيير جذرية تتحدى السياسات للدول الكبرى المؤثرة في رسم سياسة المنطقة، ولعدد من الدول الإقليمية. وتحدد أهم المنافسات الحاصلة بين إيران والسعودية المشهد الإستراتيجي للشرق الأوسط، فالتنافس بين هاتين الدولتين قديم، لكنه يكتسب أهمية خاصة الآن، اعتماداً على تطورات الأحداث الجارية، حيث يمكن لهذا التنافس أن يقوى في نقطة أو يضعف في أخرى على امتداد المنطقة، مشتملاً على دول كثيرة كمصر، البحرين، اليمن، العراق، فلسطين، لبنان، وسوريا. وطالما كان هذا التنافس منعكساً في الحياة السياسية لهذه البلدان الإقليمية حيث تمارس هاتان القوتان نفوذهما، وبشكل كبير.

لقد كانت السعودية وإيران في حالة تنافس منذ الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 على الأقل. وقد اتخذ هذا التنافس أشكالاً مختلفة، تصرفت كل من السعودية وإيران كمتنافسين جديين بغرض النفوذ في الشرق الأوسط، خاصة في منطقة الخليج. وخلال الحرب العراقية - الإيرانية 1980 - 1988، اشتدّ التنافس عندما قدمت الرياض دعماً دبلوماسياً ومالياً قوياً إلى بغداد. وقد تقلبت طبيعة هذا التنافس بشكل هام وبارز في العقود الأخيرة، وقارب مستوى الحرب الباردة في السنوات التي تلت مباشرة الثورة الإسلامية، وغالباً ما يتغذى هذا التنافس بين الدولتين على الاختلافات والتباينات الإيديولوجية والجيوسياسية الهامة لكلا البلدين، والتي يمكن أن تصبح أكثر حسماً في زمن الاضطرابات الإقليمية.

السعودية تتوجس من فكرة توسع الديمقراطية

فالسعودية تحكمها ملكية إسلامية سنية بحتة ذات أجندة سياسية غالباً ما تركز على الاحتفاظ بالوضع القائم في منطقة الخليج. القيادة السعودية التي تعمل بشكل وثيق مع حكومات ملكية عربية خليجية أصغر منها لتحقيق هذا الهدف، لاعبة بعض الأحيان دور« الأخ الكبير صاحب النوايا الحسنة»، المتعجرف بعض الشيء، تبدو غير مرتاحة لفكرة توسع الديمقراطية الإقليمية، وتنظر بتوجس إلى إمكانية حلول حكومات راديكالية، ليبرالية، أو شعبية محل الحكومات الملكية أو الدول المحافظة الأخرى. إنّ العائلة المالكة السعودية غير مستعدة لتقاسم السلطة مع هيئات منتخبة في بلده، لذا فقد سعت للضغط على حكومات ملكية أخرى لرفض هذا الخيار، وبذلك تجنّب ما تعتبره الرياض نوعاً من المثال الخاطئ.

التزام إيران المتفاوت إزاء التبدلات الإقليمية

وعلى العكس من ذلك، نادراً ما تسعى إيران للدفاع عن الوضع الإقليمي القائم بما يتعلق بالحكومات الملكية الموالية للغرب، رغم أنها تحافظ على مستوى متفاوت من الالتزام إزاء التبدلات الثورية على امتداد الشرق الأوسط. هذا الالتزام مبني عادة على الظروف الإقليمية المسيطرة والسائدة، وعلى المستوى الذي يبدو فيه التغيير المحتمل في مختلف البلدان الشرق أوسطية مفيداً لطهران. ويكمن العامل الآخر المؤثر على السياسة الخارجية الإيرانية في وجود نزاعات مستمرة حول السلطة في طهران، حيث غالباً ما يعمل مختلف القادة وفق أهداف متقاطعة لأسباب مختلفة، والتي تشمل جهوداً فائقة البراعة والدهاء لإضعاف خصومهم ومنافسيهم السياسيين.

تأثير القضايا المذهبية على كلا البلدين

إيران بلد غير عربي وغير سني، وهذان العاملان مهمان في التفاعل الإيراني مع السعودية ودول عربية أخرى، وكثيراً ما تؤثر القضايا المذهبية على التوجهات السياسية لكلا البلدين، إذ لم يكن معروفاً عن السعودية مطلقاً التزامها القوي بالتنوع الديني حتى داخل المجتمع الإسلامي. في الواقع، إنّ المجتمع السعودي يعتنق، بغالبيته، صيغة محافظة ومتشددة للإسلام، معروفة عادة في العالم بالوهابية، رغم أنّ المنتمين لها يفضلون مصطلح الموحدين أو السلفيين. وبحسب ما يقول توماس هيغهامر، باحث في الإسلام السياسي، فإنّ علماء الدين السعوديين السائدين كانوا يعتبرون الناس من غير المذهب الوهابي غير مسلمين، وذلك على امتداد التاريخ القديم للمملكة.

رؤية السعوديين لغير الوهابيين

هذه المقاربة تغيرت في الخمسينات، عندما اجتمع المفتي الأعلى السعودي مع كبار الزعماء الدينيين غير الوهابيين من المجتمع العربي السني خارج السعودية. ورغم هذا الاختراق، فقد بقيت الرؤى السعودية للمسلمين الشيعة، في غالب الأحيان، مستنكرة في الزمن المعاصر. من هنا، فإنّ السعودية غالباً ما توصف بأنها ضد تفويض الشيعة، وإعطائهم سلطات واسعة على امتداد المنطقة، وهي قلقة من أن تتمكن الأقلية الشيعية لديها، والبالغ تعدادها مليونيْ نسمة، من البروز كمصدر صعوبات متكررة بالنسبة للحكومة.

إيران ترفض التفريق المذهبي قولًا وفعلًا

في المقابل، يميل القادة الإيرانيون الى رفض الفروقات بين السنة والشيعة في العلن، وهذا مقرون بالفعل أيضًا، إذ أن الجمهورية الإسلامية لم تميّز يوماً في دعمها لحزب الله «الشيعي»، ولحركة حماس في مقاومتهما للعدو الإسرائيلي. لا بل غالباً ما يعتبر القادة الإيرانيون بلدهم دولة إقليمية أساسية تقف كقائد هام للعالم الإسلامي. فمنذ قيام الثورة الإسلامية، تبنت إيران القضية الفلسطينية، ووقفت بوجه «إسرائيل»، ونادت بزوالها عن خريطة العالم. وفي خطوة لتعزيز نفوذها الإقليمي والإسلامي، فرضت طهران نفسها كقوة قيادية تدعم بكل إمكانياتها حركات المقاومة ضد العدو الإسرائيلي في لبنان وفلسطين من خلال وسائل مختلفة. هذا الدعم الذي حقّق للبنان تحرير معظم أراضيه عام 2000، أجبر« إسرائيل» على الانسحاب من أراضٍ احتلتها دون قيد أو شرط، وذلك لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. وقد أسقط هذا الدعم أيضاً مقولة الجيش الذي لا يقهر، في إشارة إلى الجيش الإسرائيلي الذي مني بهزائم عدة مدوية، سواء في حروب غزة المتكررة، وآخرها عام 2012، أو إبان عدوان تموز على لبنان عام 2006.

السعودية «المعتدلة» تسوّق لمبادرة السلام العربية

أثناء ذلك، كانت الرياض، وعلى رأس ما يسمّى بفريق الإعتدال العربي المطالب بالتفاوض مع الدولة العبرية، وعدم جدوى المقاومة في تحرير الأرض، تسوّق لمبادرة السلام العربية المطروحة في قمة بيروت عام 2002، في مناسبات كثيرة ومحافل عديدة، معتبرة أنّ المقاومة ضد إسرائيل، في كل من لبنان وفلسطين، مغامرة غير محسوبة. هذه المبادرة التي ضربت بها «إسرائيل» عرض الحائط، وأحرجت الدول الداعمة والراعية للدولة العبرية والمتعاطفة معها في العالم. وفي محاولة لكسب الشارع الفلسطيني، قدمت المملكة مساعدات مالية للفصائل، لكن هذه المساعدات جاءت متفاوتة، وبشكل كبير، بين الأفرقاء، ولم ترقَ إلى المستوى المطلوب، فقد حازت السلطة الفلسطينية جلّ دعم المملكة المالي والسياسي.

الدولتان في تنافس على فلسطين ولبنان

وبالرغم من استضافة الأخيرة لأكثر من لقاء مصالحة بين حركتي فتح وحماس بعد نزاع داخلي على السلطة، عقب إقالة اسماعيل هنية من رئاسة الحكومة، انحدر النفوذ السعودي لدى حماس بشكل ثابت في السنوات الأخيرة، وحلّ مكانه، بشكل كامل تقريباً، النفوذ الإيراني في ظل الإنجازات الهائلة للمقاومة في وجه «إسرائيل». واليوم، لا تزال كل من إيران والسعودية في تنافس قوي على الساحة الفلسطينية، وكل يحاول فرض سياسته ورؤيته لحل القضية الفلسطينية. كذلك هو الحال في لبنان، حيث الإنقسام السياسي بات هذه الأيام عامودياً حتى العظم، فطهران والرياض تدعمان بوضوح حلفائهما من طرفي الصراع القائم في وجه الطرف الآخر، في صورة أخرى من صور التنافس بين البلدين.

ايران والسعودية وقلق التوتر المذهبي في الكويت

و خلال الحرب العراقية - الإيرانية، تزايدت التوترات بين إيران والبلدان العربية الخليجية، وعلى رأسها المملكة السعودية، عندما تمّ اعتبار عدد من الشيعة متعاطفون محتملون مع جهود إيران لتشجيع المعارضة المسلحة ضد حكومات سنية معادية لإيران. وكانت التوترات السنية - الشيعية مقلقة في الكويت بشكل خاص، إذ لدى الكويت ما بين 30 - 40 بالمئة من السكان الشيعة، وقد زعمت بعض القيادات الشيعية أنّ مجتمعهم يواجه مشاكل تمييز مستمرة.

السعودية وقادة اليمن بوجه إيران والحوثيين

وبقي التوتر على حاله بين الطرفين طوال عهد المحافظين في طهران. وبالرغم من أنّ التنافس قد خفت الى حد ما في عهد الرئيس الإيراني الإصلاحي محمد خاتمي «1997 - 2005»، إلّا أنّه عاد واشتد إبان الفترة الرئاسية لمحمود أحمدي نجاد، وسجلت العلاقات السعودية - الإيرانية تراجعاً خطيراً بسبب وجود خلافات جدية بشأن الصراع الأخير بين الحكومة اليمنية والأقلية الحوثية في اليمن، حيث يعيش الحوثيون في محافظة صعدة في الجزء الشمالي من تلك البلاد. وقد اتهم كل من القادة اليمنيين والسعوديين، مراراً وتكراراً، إيران بدعم المتمردين الحوثيين، وتقديم التمويل والتدريب، إضافة إلى المساعدات المادية. كما يدعي اليمن أنّ هذا الدعم مقدم إما مباشرة من قبل إيران أو من خلال مجموعات تابعة لها، لكن لم يتم إثبات التهم اليمنية بتورط إيران بالدعم المادي والتدريب. وربما تكون هذه التهم مبنية، في الحد الأدنى، على واقع أنّ المتمردين هم من الشيعة، رغم أنّهم شيعة زيديون وليسوا اثني عشرية كالموجودين في إيران.

البحرين بين «درع الجزيرة» وطهران

وبلغ هذا التنافس ذروته على خلفية تدخل قيادة السعودية في البحرين في آذار 2011 فيما سمّي« بدرع الجزيرة»، ومساعدة النظام البحريني بسحق الحراك الشعبي المطالب بإصلاحات سياسية في البلاد، والذي قامت به المعارضة الشيعية التي تتهمها الحكومة بتلقي الدعم الكامل من طهران. كما أدت التهم المضادة حول البحرين إلى تصعيد حقيقي في الخطاب العدائي ما بين إيران ومجلس التعاون الخليجي. ففي نيسان 2011، أًصدر وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي بياناً قالوا فيه إن الدول الأعضاء في المنظمة« قلقة بعمق بشأن التدخل الإيراني»، معتبرين أنّ طهران« تنتهك سيادة »دول مجلس التعاون الخليجي. وقد ردت السعودية، سابقاً، على الانتقادات الإيرانية للتدخل السعودي في البحرين بالتصريح بأنّ الإتهامات الإيرانية« غير مسؤولة»، وتحتوي على«مزاعم باطلة وتهجمات صارخة ضد المملكة السعودية». كذلك، فقد دعا وزير الخارجية الكويتي محمد صباح الصباح إيران الى« تغيير في السلوك».

وتشكل البحرين مركزًا هامًا للصراع السياسي السعودي - الإيراني، هذه الدولة الصغيرة تحكمها عائلة ملكية سنية، رغم أنّهم يشكلون في الحد الأقصى 35 بالمئة من السكان. إنّ قرب البحرين الشديد من السعودية غالباً ما كان يجعل الرياض تولي اهتماماً خاصاً بها، فالسعوديون يشككون باستمرار بالنوايا الإيرانية بخصوص البحرين، بسبب أكثريتها السكانية الشيعية. كما أن البحرين متصلة بالسعودية بواسطة جسر الملك فهد الذي يبلغ طوله 16 ميلاً، حيث يمكن للنشاط السياسي هناك أن يجد صداه في كل المملكة. ويرحّب ملك البحرين دائمًا بالدعم السعودي بما في ذلك المساعدات المالية، وهو لا يولي أية أهمية للخط الاستقلالي الذي يمكن رؤيته في بعض دول الخليج الصغيرة والأغنى، وأبرزها قطر، ولا يرى أي مانع في اندماج مملكته مع المملكة السعودية في حال تزايد ضغط المعارضة في الشارع.

أما إيران، فهي تتطلع إلى إعادة توحيد الجزيرة مع الوطن الإيراني بعدما سلخت عنه إبان الإستعمار البريطاني، شأنها شأن الجزر الثلاث التي تدعي كل من إيران والإمارات العربية المتحدة الملكية عليها.

وبالتالي، فإنّ هذه المسالة تشكل أيضاً نقطة تنافس بين طهران والرياض. ومن المرجح أن يشتد التنافس على نحو متزايد بين الرياض وطهران في المستقبل القريب. وهكذا، سيكون صناع السياسة ومسؤولي الإستخبارات في العالم، بالمقابل، بحاجة لأن يكونوا واعين جيداً إلى ما ستؤول إليه أحداث المنطقة نتيجة هذا التنافس بين البلدين.

العراق: «أمن» طهران و«بوابة الخليج» للرياض

إنّ مستقبل العراق يشكل هاجسًا أساسيًا بالنسبة لكل من السعودية وإيران، فهزيمة المشروع الأميركي هناك قد أضعف الدور السعودي إلى حد كبير، في حين زاد نفوذ طهران، وهذا ما بدا واضحاً في السنوات الأخيرة. واليوم، وفي غمرة الحديث عن انسحاب الجيش الأميركي من العراق، ستعود مسألة التنافس السعودي - الإيراني لتطفو من جديد، فبعد سحب الولايات المتحدة لما تبقى من قواتها العسكرية من العراق، سيكون من الصعب على السعودية وحكومات ملكية خليجية سنية أخرى البقاء سلبية إذا ما استمرت إيران بتقديم الدعم للحكومة العراقية الحالية، وللقوى الشيعية في البلد. لذلك، فإنّ الولايات المتحدة تعمل إلى جانب السعودية لاحتواء النفوذ الإيراني بحيث تنظر الرياض إلى العراق على أنه البوابة الشرقية للخليج العربي، وخط الدفاع الأول بوجه العدو القادم من الشرق، في حين تراه طهران البعد الأمني والجيوسياسي لها.

من هنا، تسعى إيران إلى التخلص من النفوذ الأميركي في المنطقة الذي وصل إلى حدودها بعد سقوط نظام صدام حسين، باعتبار أنّ الولايات المتحدة عدو إيران الأخطر. وبما أنّ الهواجس السعودية الأساسية قد تشمل إجراءات الحكومة العراقية في المناطق السنية، والإجراءات ضد المسؤولين السنة، كما حصل أخيراً مع نائب الرئيس السني، وكما حصل من احتجاجات ضد الحكومة في محافظة الأنبار وغيرها من المناطق السنية، فسيكون عليها تحريض السنة في البلاد، ودعمهم لزيادة الاحتجاجات، والمطالبة بدور أكبر في السلطة، وربما يصل الأمر لإضطرابات مسلحة مما يزيد الوضع الحالي سوءاً.

طهران تحتضن الثورة المصرية

لقد أدخلت موجة الأحداث الأخيرة في المنطقة، والتي عرفت باسم الربيع العربي، هواجس جديدة لكل من السعودية وإيران، وجعلتهما يأخذانها بعين الاعتبار ضمن إطار عمل أولوياتهما الإقليمية. لم يكن أي من مصالح الحكومتين الحيوية معنياً بنتيجة النزاع في تونس حيث بدأ الربيع العربي، إلا أن القيادتين أصبحتا مهتمتين بهذه الأحداث بشكل خاص ما إن انتشرت الاضطرابات لتصل الى مصر.

وبينما راقبت السعودية طرد الرئيس المصري حسني مبارك برعب، رأت القيادة الإيرانية بعض الفرص المحتملة في احتضان الثورة المصرية، ودعمها لإعادة مصر إلى الحظيرة العربية والإسلامية، معولة بدور لها في دعم القضية الفلسطينية، هذه القضية التي تعتبرها طهران قضية العرب والمسلمين المركزية. إضافة إلى ذلك، تتطلع طهران إلى دور مصري بارز يؤمّن لها نوعاً من فك العزلة الدولية المفروضة عليها لما لمصر من تأثير بالغ على بعض الدول. فعقب إزاحة مبارك عن السلطة، طلبت القيادة الإيرانية من مصر القيام بـ«خطوة شجاعة» لجهة إعادة تثبيت العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وأبدى وزير الخارجية المصري آنذاك نبيل العربي حسن النية إزاء هذا العمل، وصرح في نيسان 2011 قائلاً« يستحق الشعبان المصري والإيراني علاقات تعكس تاريخيهما وحضارتيهما، شريطة أن تكون مبنية على أساس الاحترام المتبادل لسيادة كل منهما، وعدم التدخل بأي نوع من الشؤون الداخلية».

وتفاعلت الرياض، بشكل متوقع، مع صدمة هذه المقترحات، وبعد وقت قصير من تصريح العربي، ضغطت السعودية على مصر للحد من أي تقارب قد يحصل مع إيران، مع الإشارة الى زيادة مفاجئة في حالة العداء ما بين طهران ودول مجلس التعاون الخليجي عقب التدخل السعودي في البحرين في آذار2011. وفي نيسان 2011، اجتمع رئيس الوزراء المصري عصام شرف مع الملك السعودي عبد الله في الرياض لإجراء مناقشات شاملة للقضايا الإقليمية الأساسية حيث شدد الملك بوضوح على هواجس مجلس التعاون الخليجي بشأن إيران. أما قرار الرياض في أواخر أيار منح مصر 4 مليارات دولار بشكل قروض ومنح فقد أصبح، وبسرعة، حافزاً للقاهرة لدرس الأولويات السعودية، خاصة في ضوء العائدات السياحية المصرية المتضائلة، وتوقف الاستثمارات الغربية الخاصة في الاقتصاد المصري. ويواصل البَلدان جهودهما لتحسين علاقاتهما مع مصر ما بعد مبارك حالياً، إذ لا تزال كل من إيران والسعودية غير واثقتين من الكيفية التي قد تتطور بها أسس السياسة الخارجية المصرية، ويشجع كلاهما القاهرة على الاقتراب منها أكثر.

دعم متبادل بين إيران وسوريا

أمّا سوريا، الحليف العربي الأقرب لإيران، فقد حافظت إيران على علاقات جيدة معها على مدى أكثر من ثلاثة عقود، منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية. فبعد إنتصار الثورة الإسلامية، قدمت سوريا، إلى جانب ليبيا برئيسها القذافي، الدعم الكلامي والدبلوماسي لطهران خلال الحرب العراقية ـ الإيرانية. وكان أحد العوامل الهامة في تعزيز ودعم العلاقة المستمرة بين الدولتين إستعداد إيران المعلن لتقديم الدعم لسوريا في أية مواجهة مستقبلية مع «إسرائيل»، كما وأنّ سوريا قامت بتأمين خط إمداد لحركات المقاومة المدعومة من إيران ضد «إسرائيل» في كل من لبنان وفلسطين. في حين كانت ولا تزال سوريا وإيران تشعران بالإرتياب، وعدم الثقة بسياسة الولايات المتحدة في المنطقة. وعقب الأحداث المسلحة في سوريا عام 2011، أخذت إيران تراقب الوضع بحذر كبير لا يخلو من الخوف، كما أعرب القادة الإيرانيون والسوريون مراراً بأنّ العلاقة بين بلديهما تاريخية وإستراتجية لا يمكن فكها مهما كانت الظروف.

أما العلاقة السورية مع الرياض فمختلفة. حيث حافظت السعودية، كملكية إسلامية متشددة، على تقليد طويل من عدم الثقة تجاه سوريا الجمهورية العلمانية. وفي الوقت نفسه، فإنّ السعودية ليس لديها الكثير من الأمور المشتركة مع الحكومة السورية، والتي تتخطى مسألة العروبة. وفي الآونة الأخيرة، كانت السعودية وإيران بحاجة لدرس الكيفية التي ستؤثر بها الاضطرابات في سوريا على مصالحهما. فطهران هي التي ستخسر أكثر بسقوط النظام السوري الحالي، وهذا واضح، وهي في الغالب تقف إلى جانب حليفها السوري، ولن تسمح بأي حال بسقوط نظام الرئيس الأسد. لقد كانت سياسة الانفراج السعودية السابقة مع دمشق هامة، إلا أنّ الرياض لم تعتبر يوماً نظام الأسد «العلوي» حليفاً لها، ويتوقع أن تكون مسرورة برؤية طهران تخسر أهم شريك عربي لديها إذا ما سقط هذا النظام، ووصل السلفيون إلى السلطة. لذلك فهي تقوم، مع بعض الدول الخليجية، بدعم مالي هائل للمسلحين السوريين والّذين تتشكل أغلبيتهم من السنة السلفيين. أما من الناحية السلبية، ففي حال الإطاحة بنظام الأسد، وعدم وصول الإسلاميين للحكم، فإنّ الرياض، والتي تملك نظرة قاتمة بشأن الهيجان الثوري والديمقراطيات العربية، ستسعى بالتأكيد الى الحفاظ على مستوى عال من النفوذ لدى أية حكومة ما بعد الحكومة البعثية.

إيران والسعودية والتوجّه الإقليمي

وأخيراً، يعرض مشهد هذا« الربيع العربي» أيضاً احتمالية الإطاحة بحكومات مختلفة أخرى تتخطى تلك التي كانت في تونس، مصر، وليبيا، ما يخلق فجوات بالإمكان استغلالها من قبل دول مختلفة قد تحاول التكيف مع حكومات ما بعد الثورة أو الاستفادة من الفوضى الحاصلة. فالسعودية ودول خليجية صغيرة أخرى قلقة من الإطاحة بأية حكومة ملكية عربية، ولهذه الغاية، أظهر مجلس التعاون الخليجي اهتماماً بتقديم العضوية الكاملة لحكومتين ملكيتين عربيتين ليستا جزءاً من المنظمة هما الأردن والمغرب، رغم أنهما، جغرافياً، ليستا جزءاً من الخليج. ويمكن لعضوية كهذه أن تكون مربحة لدعم وتعزيز الملكيات التي لا تمتلك الكثير من الثروات. أما إيران، فإنها تسعى لتوسيع قوتها في الخليج، والتأثير على دول عربية خليجية للتقليل من علاقاتها العسكرية مع الغرب أو إلغائها.

nad-ali 29-03-2013 12:36 PM

http://www.elnashra.com/themes/default/images/logo.png

سباق محموم بين الانفجار والانفراج وأرجحية للأول

http://files.elnashra.com/elnashra/m...123-223139.jpg
أنطوان الحايك

يتحدث دبلوماسي عربي مخضرم عن سباق محموم بين انفجار في المنطقة لا يوفر لبنان، وانفراج محدود يشكل مدخلا إلى تسوية تطاوله بنفس القدر الذي ينعكس على الدول المجاورة لسوريا، ويعتبر أنّ هناك تعذراً كاملاً لاعادة تشكيل الوضع العام في لبنان، طالما أنّ الصورة الاقليمية لم تتضح بالكامل بعد، وبمعنى آخر إنّ أيّ جديد لن يطرأ على الوضع اللبناني في ظل غموض المشهد في سوريا.

[IMG]http://www.mepanorama.com/wp-*******/uploads/2013/03/url897-314x235.jpg[/IMG]

بيد أنّ الدبلوماسي عينه يقرأ في التطورات المتسارعة “حرباً باردة” من نوع جديد بين واشنطن والاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية من جهة، وروسيا والصين وايران وسائر المحور العربي من جهة ثانية، وبالتالي فإنه يرى أنه من الجنون أن يقحم لبنان نفسه في الصراع القديم الجديد باعتباره المحور الأضعف في موازين القوى الاقليمية والدولية، وذلك بعد أن ثبت بالدليل القاطع أنّ المرحلة الراهنة مفتوحة على الاحتمالات كافة بما فيها تحريك الشارع السني – الشيعي، بعد أن باتت الارض مهيأة بالكامل لتلقف مثل هذه الخطوة، ليس لشيء، بل لأن النار السورية انتقلت إلى لبنان ولم يعد هناك من مجال لاطفائها قبل أن تحقق أهدافها المباشرة وغير المباشرة، أقله في الفترة الفاصلة عن موعد لقاء الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلادمير بوتين الذي تأجل من شباط الماضي إلى حزيران المقبل، ولا يستبعد أن يكون هناك أكثر من تأجيل في ظل غرق الادارة الأميركية في محاولات جادة لفصل مسارات المنطقة،وإعادة فرزها وفق خريطة طريق لا تخلو من الخطورة بحسب التعبير.

وانطلاقاً من هذا التصور، يستبعد الدبلوماسي أيّ خطوة جادة لحلحلة الأزمة السياسية العاصفة بالبلاد، فلا الحكومة بوارد الولادة القريبة حتى لو انتهت الاستشارات الملزمة إلى تكليف شخصية معيّنة لرئاستها، ولا قانون الانتخابات سيجد طريقه إلى البرلمان، لا سيما بعد أن تبرأت “القوات اللبنانية” من مشروع قانون اللقاء الأرثوذكسي، من خلال اشارات واضحة اطلقها رئيسها سمير جعجع في اطلالة صحافية لا تخرج كثيراً عن دائرة التأويلات والتكهنات في ظل واقع معروف، وهو أنّ هذه الاطلالة جاءت لتلاقي خطوة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في منتصف الطريق.

وما يعزّز هذا الاعتقاد التشدد الزائد الذي يبديه “حزب الله” من جهة ورئيس تكتل “التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون من جهة ثانية، وذلك بعد أن تيقن المذكوران بأنّ استقالة الحكومة، ومهما حاول الوسطيون تبريرها بأسباب لا تمت إلى الحقيقة بصلة وفق معلومات الدبلوماسي، تأتي في سياق أجندة خارجية، خصوصاً أنّ حصولها جاء في عزّ تطورات متسارعة استهلها الرئيس الأميركي باراك أوباما بجولة شرق أوسطية لم تشمل سوى دول معدودة، ولاقاها الرئيس الصيني الجديد بزيارة مماثلة لنظيره الروسي حيث أعلن الرجلان توافقهما الكامل بشأن الأزمة السورية وكيفية حلها، وذلك في ظل حقيقة لا يمكن تجاهلها، وهي أن الدول التي مولت الأصولية والسلفية السنية، ونجحت إلى حد بعيد بارهاق الجيش السوري لن تقف عند هذا الحد بل ستنقل نشاطها لضرب “حزب الله” في مثلثه وعمقه الاستراتيجي، بحيث يصبح الاعتقاد مبرراً ومشروعاً بأن حكومة لبنانية جديدة لن تبصر النور، وبان قانون الانتخابات دخل في دائرة المراوحة قبل أن يتم تعديل موازين القوى الداخلية والاقليمية، وهذا لن يكون بسحر ساحر ولا برمشة عين.

nad-ali 29-03-2013 12:37 PM

http://www.alhejazi.net/common/banner.jpg

د. خالد الدخيل في اطروحته:
(تصدّع القبيلة) وراء ظهور الوهابية وليس (الشرك)
هيثم الخياط

http://www.alhejazi.net/images/khali...il_123_210.jpg
د. خالد الدخيل

http://1.bp.blogspot.com/_rOGPHVDxfM...habi%20man.jpg

تأخر كثيراً، إلى حد ما، قبل أن يقرر نشر إطروحته في الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا في لوس انجلوس سنة 1998، فموضوعها بالغ الحساسية، ويندّك في صميم المشروعية الدينية للدولة، بل الأخطر من ذلك أنها تنسف الرواية الرسمية حول الأوضاع التي ظهرت فيها الوهابية، ورسالتها وأهدافها. أسباب تأخير نشر الكتاب (560 صفحة)، عائدة الى الظروف غير الملائمة، في ظل سيطرة الخطاب الديني السلفي، ولكن مع انهيار(المحرّمات) السياسية والايديولوجية وتآكل هيبة الجهازين الأمني والديني بات الظرف مناسباً. لقد نُصح الدخيل من قبل أمراء كبار من بينهم ولي العهد الحالي الأمير سلمان بعدم ترجمته الى العربية، فقام الدخيل بتجزئة الكتاب وإيصال مضمونه عبر سلسلة مقالات ونشرها في صحيفة الإتحاد الإماراتية في العام 2010، ولكنّه توقّف بطلب من الأمير نايف، وزير الداخلية الأسبق.
خصّص الدخيل إطروحته لمناقشة تأريخ وتفسير بعض المؤرخين المعاصرين لنشأة الحركة الوهابية والدولة السعودية، ولحظ بأن هؤلاء خضعوا تحت تأثير النظرية الخلدونية لنشأة الدول وسقوطها، ولذلك أهملوا حتى مجرد الرجوع الى مصادر الحركة الوهابية نفسها، أي كتابات مؤسسها والمتحدّرين من بيته.
كما ناقش التفسير الديني لنشأة الحركة الوهابية، حيث يرى بأن طغيان المسحة الدينية عليها ربما ساهم في تضليل الباحثين وأذهلهم عن الاهتمام بالجوانب الأخرى، ولا سيما الجانب السياسي. يضاف الى ذلك، أن الدخيل يؤكّد من طرف غير مباشر على أن التفسير الديني لنشأة الحركة الوهابية والدولة السعودية هو التفسير الذي تريد الأخيرة اعتماده، بمعنى أن الحركة الوهابية نشأت كرد فعل على مظاهر الشرك وبهدف تصحيح الإعتقاد.
وقد تميّزت إطروحة الدخيل بكونها جادّة وجريئة ونزعت الى تجاوز القراءة التقليدية لنشأة الحركات الدينية، وإخضاعها لقوانين الاجتماع، كما ناقش كل المصادر التي كتبت عن الحركة وعن المجتمع النجدي الذي نشأت فيه. كما درس الرسائل والمخطوطات والمراجع التي تشكّل في مجموعها المصدر الرئيسي لقراءة تاريخ نجد. وخلص في بحثه الى أن التفسير الديني لنشأة الحركة الوهابية هو تفسير هش وضعيف ولا يستقيم مع حقائق الاجتماع والتاريخ. قال ذلك بناء على أن ما ذكرته المصادر الوهابية عن شيوع الشرك في نجد قبل بدء الحركة الوهابية هي مجرد مبالغات ومبررات للتوظيف السياسي، وأن مظاهر الشرك التي ذكرها ابن عبد الوهاب كانت محدودة جداً في نجد، ولا تتجاوز مواقع هامشية في منطقة العارض، ولا تشكل ظواهر مجتمعية بل حالات معزولة، وأنه لا يوجد حتى في المصادر الوهابية أي دليل على وجود مظاهر للشرك في سدير والوشم والقصيم عند بدء الحركة الوهابية في الدعوة والتوسع، فضلاً عن أن المجتمع النجدي كان حنبلياً قبل بدء الدعوة الوهابية، ولا يختلف سوى في مسائل محدودة عمّا قرره الشيخ محمد بن عبدالوهاب في رسائله.
في مقالة (تصدع القبيلة وليس الشرك وراء ظهور الوهابية)، التي كتبها الدخيل، وهي بالمناسبة مختصر مكثّف للغاية لإطروحته للدكتوراه، يؤكد الدخيل على أن نشأة الدولة ترتبط بدرجة الاستقرار والتحضر في المنطقة التي تظهر فيها. ويسأل الدخيل: لماذا قامت الدولة السعودية في العارض، وليس في إحدى مناطق نجد الأخرى؟ ويذكّر بأن العارض، جنوب نجد، هي أحدى أقدم مناطق الاستقرار والتحضر في نجد منذ ما قبل الإسلام. ولفت الى أن الاستقرار والتحضّر يزدادان كلما اتجهت جنوباً، ويتضاءلان كلما اتجهنا شمالاً في منطقة نجد؟. وفي ضوء هذه المعادلة يركّز الدخيل الحديث على ثلاثة أمور: الأولى أن الحركة الوهابية هي الحاضنة الأولى لفكرة الدولة المركزية، ثانياً علاقة الدولة السعودية مع القبائل البدوية في نجد، وثالثاً نسب الأسرة السعودية الحاكمة وعلاقته بطبيعة الدولة.
وبخصوص ظهور حركة الوهابية في حاضرة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، أن هذا الظهور لا علاقة له بتدهور الحياة الدينية، أو انتشار الشرك في نجد، كما هو شائع على العكس (جاءت الحركة تتويجاً لعمليات استقرار وتحضر استمرت لقرون منذ سقوط دولة بني الأخيضر في القرن الخامس الهجري..).
وبناء على ذلك، يرى الدخيل بأن الظاهرة التي تؤكّدها المصادر المحلية هي أن القبيلة كانت قبيل ظهور الحركة الوهابية (تعاني من تصدع واضح تمثل في أن العائلة حلّت محل القبيلة في مجتمع نجد آنذاك، وأصبحت الأساس الذي يتمحور حوله البناء الاجتماعي، وليس القبيلة كما كان عليه الحال من قبل). يضاف الى ذلك بروز (ظاهرة المدن المستقلة سياسياً عن بعضها، بما يشبه ظاهرة «دول - المدن» المستقلة في العصر الحديث. كانت هذه البلدات أو المدن تحكم من قبل عوائل). ونتيجة ذلك، أن حكم العوائل كان ينجم عنه عدم استقرار داخل العائلة، وكانت المدن في حالة صراع مرير فيما بينها على المصادر وتوسيع النفوذ، يضاف الى ذلك الظروف الطبيعية الصعبة التي تواجهها المنطقة حيث كانت تتعرّض لدورات جفاف متعاقبة، وكوارث طبيعية وحروب، اتضح أن مجتمع حاضرة نجد كان في القرن الثاني عشر الهجري على حافة الانهيار.
في ظل هذه الظروف الصعبة، ظهرت الحركة الوهابية تحديداً وليس هناك من الناحية التاريخية ما يشير إلى أن الشرك، أو تدهور الحالة الدينية، كان جزءاً من هذا الإطار. ولكن كي تضفي على ظهورها معنى متعالياً ربطته بقضية دينية (حيث أن الوهابية طرحت فكرة التوحيد، وفكرة الدولة المركزية، فإن هذا يعني أن الحركة قرنت التوحيد الديني بالتوحيد السياسي..)، وعليه بات (من المنطقي القول بأن ظهور الحركة جاء استجابة لتصدع القبيلة، ولهدف استبدال القبيلة بالدولة كإطار جديد ومختلف للمجتمع). وأن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، حمل فكرة الدولة وليس فقط فكرة الدعوة، (باحثاً لها عن دعم ورعاية سياسية من قبل أحد أمراء المدن المستقلة). فذهب أولاً الى العيينة، وأميرها عثمان بن معمر، وبدا حينها أنه أقنع هذا الأمير بمشروعه الديني السياسي. لكن بن معمر تراجع تحت ضغوط حاكم الإحساء. عندها ذهب الشيخ إلى الدرعية، وفيها وجد الدعم والرعاية التي كان يتطلع إليهما. اللافت هنا أن الشيخ لم يذهب في بحثه عن الدعم خارج منطقة العارض.
ملاحظة أخرى تعزز فكرة نزوع الشيخ ابن عبد الوهاب نحو الدولة هو أن الحركة الوهابية بخلاف الحركات الدينية السابقة لم يقتصر نشاطها على الفقه، كما كان الاهتمام الوحيد لعلماء نجد، فقد جاءت الوهابية وغيرت وجهة التعليم الديني في نجد، وأصبح التوحيد وليس الفقه، هو محور النشاط العلمي.
في مقالته المعنونة (البعد السياسي لتوحيد الألوهية) نشر في صحيفة الاتحاد الاماراتية بتاريخ 9 يونيو 2010، يميّز بين توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية من حيث أن الأول يقتصر على العلاقة المباشرة بين الله والإنسان، أما توحيد الألوهية فهو ينشيء علاقة مختلفة، وهي ذات شقين نظري وعملي، فأما النظري فله صلة بالمعتقد، ولكن على مستوى العبادة العملية فهي تشمل الى جانب الطقوس والشعائر الدينية أموراً أخرى كثيرة مثل العمل والتربية والانتاج والتجارة وخدمة المجتمع وعمارة الارض..وتدخل في هذا الاطار الواجبات السياسية للفرد، كما يقررها علماء الشريعة ومن هذه الواجبات بيعة ولي الأمر، وهذا نابع من قول النبي صلى الله عليه وسلم (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية). ويقول الدخيل (يوحي هذا الحديث، وإن بشكل غير مباشر، بأن إيمان الفرد وإسلامه وأداءه للعبادات خارج إطار الدولة لامعنى له. كأن الاسلام الحقيقي لا يتحقق الا داخل الدولة وعلى الأساس من الإيمان بشرعيتها..). ويستطرد بناء على هذا التأسيس للقول بأن من الواجبات السياسية بحسب العلماء (طاعة ولي الأمر). ويخلص الدخيل للقول: لا يمكن أن يتحقق توحيد الألوهية الا اذا تحققت الوحدة السياسية وقامت الدولة وتحققت الطاعة.
في مقالته حول (الرؤية السياسية لمحمد بن عبد الوهاب) المنشورة في (الاتحاد) في 16 يونيو 2010 يؤكّد على الدور السياسي لمشروع إبن عبد الوهاب، وإن الصبغة الدينية التي اكتسبها الأخير لا تلغي الهدفية السياسية التي حكمت حركته وإن لم يسعى هو على المستوى الشخصي لتولي منصب سياسي. وعاد الدخيل لشرح ذلك بإسهاب في مقالة أخرى بعنوان (ابن عبد الوهاب: نموذج الدور السياسي لرجل الدين) المنشور في 30 يونيو 2010.
لم يرض الكتاب أتباع المذهب الوهابي، كما أثار حفيظة أحفاد ابن عبد الوهاب، الذين غضبوا لأن الدخيل نزع رداء القداسة عن دعوة جدهم وأنزلها منزلة الحركات السياسية المحمولة على أيديولوجية دينية. فقد كتب عبد العزيز محمد آل عبد اللطيف ردّاً بعنوان (نظرات في كتاب الوهابية بين الشرك وتصدع القبيلة)، وأخذ على الدخيل أن بحثه (ذو نزعة مادية في تفسير المواقف والأحداث..)، أي أنه يصعّد من أثر الجانب السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وفي الوقت نفسه يخفّض من شأن البعد الديني وتقليص أثر العقيدة في تلك المتغيّرات. كما أخذ على الدخيل أنه (مولع بالمراجع الغربية، والنقل عنها، والتعليق عليها)، واغفال الرسائل العلمية التي تعالج هذا الموضوع. وأخذ عليه كذلك أنه لم يكن (موضوعياً في توصيفه للدعوة الوهابية..)، بمعنى أن التوثيق لكلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب وأتباعه، واستقراء ما حرره (لم يكن حاضراً ولا ظاهراً). وتبع ذلك بملاحظات مماثلة مثل كون الدخيل قاصراً عن الإلمام بتراث ابن عبد الوهاب، وأنه خاض في قضايا عقدية بغير علم وهدى.
ومن الواضح أن صاحب الرد هاله اتهام الدخيل لابن عبد الوهاب بالتناقض حين قال بأن الأخير قال بوقوع الشرك في نجد، فيما قال في مكان آخر بأن غالبية نجد (كانوا يتبعون جادة الصواب). وكذلك أقوال ابن عبد الوهاب في المويس بسب دين الله ورسوله، واتهامه الرؤوساء بمحاولة تضليل الناس بأن ذلك مخالف للحقيقة، أو قوله بتفشي الشرك بما يناقض تماماً الوجهة التاريخية. ويعلّق آل عبد اللطيف بأن الدخيل (لم يفقه كلام الشيخ، ولم يحرّر ما سُطّر في كتب التاريخ، وإنما إغراق في التحليل وفق مقررات سابقة!).
وغضب آل عبد اللطيف من كلام الدخيل حين قال عنه بأنه كان يرى في كل مخالفة للتوحيد بأنها مخالفة خطيرة تكفي لإخراج مرتكبها من الملّة، وقال (وهذا كذب بارد)، على أساس أن الشيخ ابن عبد الوهاب ميّز بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر، والحال أن في رسائل ابن عبد الوهاب وكتاباته ما يشير الى أنه بالفعل كان يوصم مخالفيه بأوصاف قاسية لمجرد أنهم لم يتبعوا تفسيره في التوحيد، فكان يرميهم بالشرك والكفر.
يرد آل عبد اللطيف على الدخيل بقوله أن معظم كتابات خصوم الشيخ قد اختفت، ويقول بأن ذلك غير دقيق، (فمقالات ابن فيروز مطبوعة، وكذا مقالات إبن سحيم موجودة في مخطوط «فصل الخطاب في ردّ ضلالات ابن عبدالوهاب» للقباني، وكذا «الصواعق والرعود» لعبد الله الزبيري، و»فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبدالوهاب» لسليمان بن عبدالوهاب، وكذا مقالات وكتابات ابن عفالق.. الخ)..والحال أن هذه لا تمثل سوى جزء ضئيل من عشرات الردود التي اختفت بفعل فاعل، وكان يراد طمسها حتى لا يتعرّف الناس على حقيقة الجدالات التي كانت ثائرة بين ابن عبد الوهاب وبين علماء ورجال عصره.
وعارض آل عبد اللطيف فكرة الدخيل في تبرئة نجد من مظاهر الشرك قبل ظهور الحركة الوهابية، وأن نجد كانت بعيدة عن حالات الشرك (وأن الشرك كان ضيق الحدود، وبسيطاً، ومجرد أفراد، وينحصر في «الرياض»..) وكذلك قوله بأن (رسائل الشيخ لا تضمّن دلالات واضحة على وجود الشرك..)، ورجع في ذلك أيضاً الى كتابات إبن بشر التي تتضمن كلاماً يشير الى عدم وجود مظاهر للشرك.
وقام آل عبد اللطيف بذكر قائمة مصادر يثبت فيها أن ظاهرة الشرك كانت عامة، ونقل عن ابن غنام في تاريخه في الجزء الأول قوله (وحكى ما عليه أعراب نجد من كثرة نواقض الإسلام، وأنّ فيهم أكثر من مائة ناقض وما تلبسوا به من إنكار البعث وسبّ الشرع، وتفضيل حكم الطاغوت على حكم الله).
مهما يكن، فإن كتاب الدخيل يعتبر إضافة نوعية في مجال الدرسات الاجتماعية أو بالاحرى الى علم الاجتماع الديني، ولاشك أن نوع المقاربة التي قدّمها تعتبر جادة ومن شأنها أن تحظى باهتمام الباحثين كما ستغضب الحلفاء والرسميين لأنها الكتاب في مجمله ينسف الرواية الرسمية لظهور الوهابية.

nad-ali 29-03-2013 12:38 PM

[IMG]https://store.globalresearch.ca/wp-*******/uploads/2013/01/logo_store.png[/IMG]

من هم سجناء الرأي في أميركا؟

http://www.neworientnews.com/news/fi...327-161758.jpg

السجين السياسي أو سجين الرأي هو شخصية موقوفة حاليا أو سابقا بدون تهمة جنائية بسبب توجهاته وأفكاره السياسية أو الإيديولوجية المخالفة لتفكير الحزب أو الائتلاف الحاكم في دولة ما لا تعترف بالقوانين الدولية التي تنص على حرية الفكر السياسي وإطلاق الحريات العامة.

بعض المسجونين اعتقلوا وأدينوا ظلما، والبعض الآخر اعتبروا مذنبون بسبب رعايتهم للآخرين، سجنهم يكشف أن احتياجات الشعوب أهم من ظلم المجتمع المستمر. السجناء السياسيين (حالة غير معترف بها رسميا بموجب قانون أميركا الشمالية) هؤلاء الرجال والنساء في كثير من الأحيان أبرياء يدفعون ثمن أخطاء المجتمع، ويقدمون الذريعة للشعب للثورة ضد التطرف والظلم، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية والجرائم الاقتصادية، وجرائم الإبادة الجماعية.

البرت وود فوكس: أطلقت منظمة العفو الدولية حملة لحماية النائب العام في لويزيانا جيمس د. كالدويل من قرار المحكمة التي أدانت سابقا وود فوكس بتهمة التمييز العنصري، ألبرت وود فوكس من "أنغولا3"، كان مستهدفا لتنظيميه "حزب الفهود" الذي يخدم السجناء السود والبيض. وناشدت لويزيانا سابقا المحاكم لمصلحة وود فوكس، في حين طلبت منظمة العفو إعادة محاولة إطلاق سراحه. فمنذ إدانته ظلما، خدم في الحبس الانفرادي لأربعين عاما، وإعادة محاكمته هي فرصة لإطالة مظلوميته.

لين ستيوارت: سجنت منذ 18 شهرا تحت الرعاية الطبية في احد السجون الخاصة بسبب إصابتها بسرطان مزمن، وكان الحكم عليها لمدة عشر سنوات مخالفا للبروتوكول القانوني لان القاضي كان على علم بحالتها الطبية، ومحاولة إعدامها نفسيا هو لحساب الجهود الدعائية "للحرب على الإرهاب"، وما يحصل يسلط الضوء على الخلل في العدالة الأميركية، ولوحظ ذلك سابقا في مطاردة السناتور جوزف ماكارثي للشيوعيين.

برادلي مانينغ: نشرت مؤسسة "حرية الصحافة" بيان للمحكمة العسكرية يدعو إلى حبس الجندي مانينغ مدى الحياة. مانينغ الذي قام بتسريب وثائق سرية أميركية تعنى بحرب العراق إلى ويكيليكس، محبوس في زنزانة انفرادية منذ مايو 2010 وهذا يعد أحد ألوان التعذيب في أميركا، ويتوقع أن يلقى حكما بالسجن 80 عاما بتهمة انتهاك المادتين 92 و 134 من القانون الموحد للقضاء العسكري. الادعاء يؤكد أن تصريحاته ساعدت العدو. مانينغ بحسب ادعاءات المحكمة العسكرية انتهك قوانين الحرب واتفاقيات جنيف.

الإمام جميل الأمين: المعروف لدى حركة الحقوق المدنية بـ "الراب براون"، الإمام يقضي حكما بالسجن لمدى الحياة دون احتمال العفو المبكر، أدين ظلما بجريمة قتل رجل آخر. أخرج من المجتمع لتفكيره الديني والسياسي، ووضع الأمين في سجن سوبرماكس لتدمير نفسيته والإمام هو زعيم مجتمع، وينبغي الإفراج عنه فورا.

سونديتا اكولي: السجين السياسي الذي يبلغ من العمر 76 عاما ليس مؤهلا للحصول على الإفراج المشروط، لإصراره على عدم تغيير فكره السياسي. وهو لم يتخل عن تاريخه مع "حزب الفهود" و"جيش التحرير الأسود"، في أواخر الستينات عمل اكولي مع الفهود السود، وفي العام 1973 انتهت حريته عندما تم سحب السيارة التي كان يستقلها على حاجر جيرسي بعد تبادل لإطلاق النار مع الشرطة.

وقد قتل السائق والشرطي، وأصيب شرطي آخر واكولي، وتشير أدلة المحكمة إلى أن راكب آخر أصيب يدعى اساتا شاكور، لكنه نجا وهرب من السجن لاحقا، ووجد في نهاية المطاف ملاذا له في كوبا.

جي بي جيرالد

http://www.neworientnews.com/news/images/non_02.jpg

ترجمة:وكالة أخبار الشرق الجديد-ناديا حمدان


nad-ali 29-03-2013 12:38 PM

http://www.alhejazi.net/common/banner.jpg

وزير العدل الأمريكي معجب بالقضاء السعودي
أمريكا وحقوق الإنسان في السعودية!

توفيق العباد

قد لا يكون مؤلماً كثيراً، أنه وبعد يوم واحد من اعتقال الناشطين د. الحامد، ود. القحطاني، يلتقي وزير العدل الأمريكي ايريك هولدر بنظيره السعودي محمد العيسى في الرياض، وليبدي بعدها الوزير الأمريكي اندهاشه الإيجابي بنظام العدالة السعودي و(إعجابه بجهود خادم الحرمين لتطوير القضاء)!
ليس غريباً ان واشنطن ولندن وشقيقاتهما الغربيات لا ترى شيئاً في السعودية غير النفط والعقود وحكومة تابعة تطيع بقدر ما تستطيع!.
لا شيء يستحق الإلفات والإنتقاد. لا يوجد انتهاك لحقوق الإنسان من قبل الحليف السعودي، ولا أزمة حريات وديمقراطية تستحق من واشنطن الإشارة اليها لدى ذلك الحليف. الرصاص الذي قتل 16 شخصاً في القطيف، وجرح العشرات، والاقتحامات العسكرية واستباحة المدن والقرى، لم تغيّر من موقف الصمت اللندني والواشنطني!
لا نعلم ان كان هناك أحد من الناشطين قد انتقد الصمت الغربي ازاء ما يجري في السعودية. ولم يصل الى سمعنا أن هناك من تحدث في مقالة او تصريح مندداً بالموقف الغربي المنافق هذا. لا نظن أن احداً اهتمّ بموقف الغرب ازاء ما يمارسه آل سعود تجاه شعبهم. ربما لأن جميع الناشطين السياسيين والحقوقيين يدركون بأن معركتهم مع آل سعود ليست بعيدة أن تكون معركة مع الغرب نفسه. الكره لواشنطن ولندن متأصّل، ولا يوجد من يأمل خيراً منهما ومن شقيقاتهما. كما لا يوجد أحدٌ فيما نظن ينتظر من الغرب موقفاً من آل سعود لتخفيف التوتر او ينصحهم بشيء من الحرية والعدالة.
الحراك الشعبي بعيد جداً جداً عن التفكير بموقف الغرب، او هو يشعر بالحاجة الى دعمه. مثلما هي العواصم الغربية بعيدة جداً جداً عن الشعب المسعود، بعيدة عن مشاعره وتطلعاته، لا يهمها ـ وهي إذ تفرد مظلّة الحماية لآل سعود ـ ما يجري من انتهاكات وقمع، بقدر ما يهمها ما يمكن استخلاصه من مغانم من هذا الحليف السعودي الغبي.
لعل هناك فوائد كثيرة من صمت واشنطن ولندن بالذات. الصمت موقف مضاد للحراك الداخلي. لا شك في هذا. لا نشك ان الغرب ضد أية تحرك حقوقي سلمي سياسي من اجل الاصلاح والتغيير. ولا نشك لحظة بأن الغرب لن يجد أفضل من آل سعود في حماية مصالحهم، ودفع الخوّة والأتاوة اليهم بأشكال مختلفة (صفقات سلاح؛ وعقود انشاءات، ومتابعة في السياسات الخارجية، والاصطفاف مع الغرب لمكافحة ما يسميه بالإرهاب).
الصمت الغربي المطبق عن انتهاكات آل سعود يعني تأكيداً لعداوته لحركة الشعوب مهما تلفع بمزاعم الحرية والديمقراطية. وهو يفسر لنا بصمته ايضاً حجم مشاعر الكره والغضب الشعبي تجاهه، ليس فقط بسبب مواقفه من القضايا العربية والإسلامية الأخرى، بل وبسبب مواقفه ايضاً من قضية التغيير والإصلاح الداخلي وحمايته للديكتاتورية السعودية. ولذا لا يجب أن يسأل أحد الآن وفي المستقبل: لماذا لا يثق المواطنون المسعودون بالغرب؟ ولا لماذا يخوض الوهابيون ـ أو بعضهم ـ معارك ضد الغرب؟ ولا لماذا يفيض العنف المسعود الى خارج الحدود بسبب اتساع رقعة القمع المحلي ليصل الى اعماق اوروبا وامريكا؟ ولا يفترض أن نجهل أن معركة الإصلاح والتغيير هي في صميمها معركة ضد الغرب نفسه، الذي يزعم دعمها.
كل ما يستطيع الانجليز والأمريكيون فعله اليوم كمكافأة لآل سعود هو:
ـ عدم الضغط عليهم من اجل الإصلاحات واحترام حقوق الإنسان.
ـ توفير مظلة على المستوى الدولي الحقوقي والإعلامي لا تنتقد ممارسات النظام، وتتجاهل ما يفعله.
وفي المقابل، هذا الموقف الغربي متحمّل، وهو لم يضرّ الحراك المتصاعد في المناطق كافة، ولم يحبط الهمم، ولا وجد قبل ذلك من اعتقد بأن أمريكا ستدعم الإصلاحات. لا يوجد من توهم ذلك.
الحراك سيتصاعد، وله أدواته الشعبية والإعلامية التي تغنيه عن اعلام الغرب وأدواته.
وللحراك أدوات الضغط الشعبية تغنيه عن ضغط واشنطن ولندن الحاميتان الأساسيتان لملك آل سعود.
وتجاهل واشنطن الاعلامي والسياسي للحراك لا يعني عدم اهتمامها في الأصل بما يجري ومراقبته، ويكفي ان نطلع على وثائق ويكيليكس الأخيرة بشأن احداث القطيف ومتابعتها تفصيلياً الى أبعد الحدود.
وهذا التجاهل لا يغير من حقيقة ان واشنطن قلقة من الوضع السياسي وهي ترى بأم عينها كيف أن الخطوط الحمراء قد تجاوزها حراك الجماهير.
ان تعارض واشنطن وشقيقاتها الغربيات الإصلاح في السعودية لا يعني انها قادرة على فرض ذلك، وقد تكون معارضتها له ذات فائدة كمحفز للمواطنين الذي يلاحظون بوضوح كيف ان الأمريكيين يدعمون حكماً مستبداً يزعم تطبيق الشريعة! دعم واشنطن للرياض ليس في مصلحة آل سعود، انه ينقض شرعيتهم لدى فئات عديدة اعتقدت ان آل سعود ممثلي الإسلام والمدافع عنه.
ما نتوقعه أن العواصم الغربية ستصحو قريبا على واقع المعارضة المحلية، وستجد نفسها في وجه الشعب ونخبه الذين خذلتهم مراراً وتكراراً. لم تقف لا مع الليبرالي ولا الديني ولا الشيعي ولا السني ولا الحقوقي ولا غيرهم. انما وقفت مع الديكتاتورية، ومصير الديكتاتورية الزوال، شاء الامريكان ام أبوا.

nad-ali 29-03-2013 12:42 PM

http://www.topnews-nasserkandil.com/...328-121252.jpg
http://www.topnews-nasserkandil.com/...329-092420.jpg

- عندما يجلس بوتين ومن حوله رؤوساء الهند والصين وجنوب افريقيا والبرازيل وعلى الطاولة مشاريع أنابيب النفط والغاز العملاقة يولدالعالم الجديد
- يقرر المجتمعون منع اي محاولة لحل غير سياسي للأزمة الكورية فيبقى التهديد النووي لليابان وأميركا لمواجهة اي إحتمال حرب يقودها الأطلسي في أي بقعة من العالم
- تتبنى القمة موقف إيران من ملفها النووي وتمنحه غطاءها فلن يكون مجلس الأمن ولا وكالة الطاقة ساحة لحرب على إيران
- تقرر القمة إنشاء مصرف يحررها من هيمنة المصارف الدولية وتضع سيولة جاهزة للتدخل في الأزمات بينما مصارف اوروبا وأميركا تفلس وتجف سيولتها
- تقرر القمة تخصيص نسبة من تجارتها بين دولها بالعملات المحلية وتخطو نحو حرمان الدولار واليورو من صفة العالمية
- تخصص القمة نصف بيانها للوضع في سوريا فتؤكد رفض عسكرة الصراع وتعيد الإعتبار للحل السياسي وبيان جنيف لبدء مسار السياسة ونهاية العربدة
- أكثر من نصف العالم سكانا ومساحة وموارد ومالا وسلاحا يقررون فيبدأ زمان جديد وبوتين يذهب بعد شهرين لمفاوضة أوباما بإسم القمة
35 - هاي قمة قارنوا الصوروالبيان بقمة حمد وكرشه.

http://www.topnews-nasserkandil.com/...329-092322.jpg

- قلنا هنا مرة أن الذهاب إلى تسليم مقعد سوريا في الجامعة والشروع بتشكيل حكومة للمعارضة خط أحمر روسي للتفاوض السياسي فقيل كيف ؟
- أعلن لافروف أن ما جرى يسقط مهمة الإبراهيمي وتفويضه وينهي دور الجامعة العربية كشريك في أي حل سياسي
- يذهب حلف الحرب على سوريا في أيامه الأخيرة إلى الإنجازات الإفتراضية كلاعبيي البورصة فالعجز عن هجوم على دمشق يعوضه هجوم بالقذائف على سكانها
- العجز عن العودة إلى مطار دمشق والفشل في ضغط كيري على العراق لوقف الإمداد الإيراني يتحول على الشاشات إسقاط وإحراق طائرات ومقتل ضباط إيرانيين
- واشنطن ترد على التهديدات الكورية بالقصف النووي بتلعثم عن جهوزيتها للحرب
- قبرص التي ورطوها بالحرب المالية على روسيا تخسر ودائع الروس وتترنح
- يرمي حلف الحرب بكل قدراته والواضح ان حصيلة جولة أوباما هي تصعيد جبهتي الأردن ولبنان
- أقسى ايام الحرب تعيشها سوريا لكن الفوز للصبر والمثابرة وستنتصر سوريا
- سقوط الإبراهيمي يجعل للتفاوض طريق واحد هو الثنائي الروسي الأميركي
34 يوما لصمود الأسطورة السورية وسقوط الحرب ومعها الجامعة العربية.

nad-ali 04-04-2013 12:45 PM


8 آذار: المواجهة بين حزب الله واسرائيل قريبة جداً خالد عرار

اكد مرجع سياسي في قوى 8 آذار، ان استقالة الحكومة لم يكن سببها التمديد لمدير عام قوى الامن الداخلي، وعدم الموافقة على تشكيل هيئة الاشراف على الانتخابات النيابية، بل تأتي استقالة الحكومة ترجمة لظواهر خارجية تبرز تقاطع مصالح متعددة، وربط المصدر بين هذه التقاطعات وبين النشاط المكثف لسلاح الجو الاسرائيلي على انواعه فوق بعض المناطق اللبنانية، واكد المصدر ان هذا النشاط في الاونة الاخيرة سببه تحديد خريطة الاهداف التي ستقوم اسرائيل بضربها في اي مواجهة محتملة مع حزب الله، وبتقدير المرجع ان المواجهة بين العدو الاسرائيلي والمقاومة في لبنان قريبة جدا، وعزز المرجع توقعاته تلك، تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة التي يغلب عليها الطابع الاستيطاني ومما زاد في توقعات المرجع وصول يمالون الى وزارة الدفاع، وهو صاحب نظرية الحرب الاستباقية على حزب الله منعا لتعاظم قوته في المنطقة ولابعاده عن خط الازمة السورية التي ستشهد فصلوا درامتيكية كبيرة في المرحلة التي تسبق لقاء بوتين - اوباما في مطلع شهر حزيران، تسعى الادارة الاميركية لتهيئة كل الظروف التي تساعد للوصول الى هذا الهدف، من هنا جاء الاعتذار الاسرائيلي من تركيا لما تعرضت له سفينة مرمرة، والخروج المرتقب لزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان من السجن بعد بيانه الذي دعا الى القاء السلاح وخروج عناصر الحزب من تركيا، وزيارة رئيس مجلس التعاون الخليجي الى لبنان في الاونة الاخيرة حيث تردد بانه طلب من المعنيين بضرورة استقالة الحكومة لخروج حزب الله منها وزيارات السفيرة الاميركية كونيللي المكوكية على المسؤولين اللبنانيين، والتي طلبت اجراء الانتخابات في موعدها ووفق قانون الستين الذي يضمن وصول القوى الحليفة لاميركا الى المجلس النيابي والسيطرة على كل مفاصل الدولة، والتقارير الامنية التي تتحدث عن التحضيرات اليومية للعدو الاسرائيلي على الحدود مع لبنان، لان الاسرائيلي يعتقد ان الظروف الحالية السائدة في المنطقة تشكل فرصة سانحة لتوجيه ضربة قوية لحزب الله ولان اسرائيل تعتقد ايضا بانه بات لها ارضية شعبية واسعة بين القوى السلفية وجماعة المعارضة السورية، التي باتت تعتبر ان حزب الله هو عدوها ونشأ بينهما مزاج تطبيعي قد يساعد هذا المزاج بتحقيق اسرائيل الفوز في المواجهة المرتقبة، وفي هذا السياق اشار المرجع لما حصل في الجولان حيث وفرت اسرائيل للمجموعات المسلحة هناك اجواء سمحت لهذه المجموعات بخطف عناصر من الامم المتحدة العاملة على خط الهدنة، واشار ايضا المرجع السياسي للعناية الصحية التي توفرها اسرائيل لجرحى العناصر المسلحة في المنطقة.

ولم يفصل المرجع السياسي ما حصل من اعتداء على بعض المشايخ للاسراع في تحقيق الفتنة بين الشيعة والسنة، حيث تحدثت بعض التقارير الامنية عن تورط اجهزة استخبارات خليجية بهذا الامر، والاعتداءات المتكررة على جبل محسن والتي لا يراد لها الانفجار الشامل والواسع ما دام النظام السوري يتمتع بارادة وقدرة على الصمود، عما يجري تحضيره بالخارج للبنان، وعلى قاعدة «خذوا سرارهم من صغارهم» اشار المرجع لما ادلى به احمد الحريري عندما عاد الشيخين المعتدى عليها في احدى المستشفيات حيث قال الحريري «عندما تنتصر الثورة في سوريا سوف يعاد بناء الدولة من لبنان جديد».

ويؤكد المرجع السياسي بان الازمة في سوريا ستشهد فصولا صعبة وستتسع رقعتها لتصيب دولا مجاورة وقد يكون لبنان اكثر الدول عرضة لهذا التشفي الواسع حيث افاد بان اكثر من 450 مسلحاً استطاعت القوى الاهلية والدينية اخراجهم من مدينة يبرود السورية فاتجهوا الى بلدة عرسال ومما لفت نظر المرجع السياس كلام الرئيس بشار الاسد لصحيفة «الصانداي تايمز» ان اسرائيل وحدها تعلم بحجم الرد السوري على اعتداء جمرايا، وتقول مصادر اخرى متابعة لهذا الامر ان الرد السوري اقلق اميركا ودول الغرب وتركيا بالرغم من التكتم الشديد على طبيعة الرد الذي حصل، من هنا نفهم سبب الاستنفار الدولي والبعد الدولي والاقليمي الذي اتخذته الازمة في سوريا فالمناورات الايرانية البرية الاخيرة والحشد البحري الحربي الروسي في المتوسط ورسو بعض القطع البحرية الروسية في مرفأ بيروت والتي تعتبر فخر الصناعة الروسية وعلى متنها اكثر من 850 جندياً دليل على البعد الذي اتخذته ازمة سوريا، ويأتي تصريح رئيس حلف الناتو ان هناك دولا في الحلف ستقوم بتدخل عسكري بشكل منفرد ضد سوريا وهو يعني بهذه الدول تركيا التي اقلقها الرد السوري على ضربة جمرايا وما استتبعها من اجراءات ميدانية للجيش السوري في مناطق المواجهة المرتقبة.

ولفت المرجع السياسي القرار الحازم لدى الدول والقوى الحليفة لسوريا بدءا من روسيا والصين وايران والعراق ولبنان، على حتمية الانتصار مهما كلف الامر حتى لو ادى ذلك الى مواجهة عسكرية واسعة على مستوى المنطقة برمتها، وتؤكد قيادات هذه الدول والقوى على استحالة سقوط النظام السوري مهما كلف ذلك والايام القليلة المقبلة ستظهر الاجراءات التي ستقوم بها هذه الدول لمنع اي تدخل عسكري خارجي والقضاء على احلام رئيس الحكومة التركية السلجوقي اردوغان.

من هنا رأى المرجع السياسي مزيدا من التأزيم الذي تواجهه المنطقة واستقالة الحكومة اللبنانية هي فصل من فصول التأزيم.

nad-ali 04-04-2013 12:45 PM


http://www.voltairenet.org/squelette...irenet-org.png

حرب الغاز
الصراع على الشرق الأوسط: الغاز أولاً

http://www.voltairenet.org/local/cac...5414-14074.jpg
بقلم عماد فوزي شعيبي

لم يكن استهداف سورية بعيداً من الصراع على الغاز في العالم والشرق الأوسط.

ففي وقت بدا فيه أن ثمة تداعٍ في دول اليورو وسط أزمة اقتصادية أمريكية بالغة الدقة أوصلت أمريكا إلى حجم دين عام مقداره 14.94 تريليون دولار، أي بنسبة 99.6% من الناتج الإجمالي في وقت وصل فيه النفوذ الأمريكي إلى حد ضعيف جداً في مواجهة قوى صاعدة كالصين والهند والبرازيل بات واضحاً أن البحث عن مكمن القوة لم يعد في الترسانات العسكرية النووية وغير النووية، إنما هناك ... حيث توجد الطاقة. وهنا بدأ الصراع الروسي – الأمريكي يتجلى في أبرز عناصره.

http://www.voltairenet.org/local/cac..._oil-3018e.jpg

لقد تلمس الروس بعد سقوط الاتحاد السوفياتي أن الصراع على التسلح قد أنهكهم وسط غياب عن عوالم الطاقة الضرورية لأي دولة صناعية، فيما كان الأمريكيون يتحركون في مناطق النفط عبر عدة عقود مكنتهم من النمو ومن السيطرة على القرار السياسي الدولي بلا منازعات كبيرة. ولهذا تحرك الروس باتجاه مكامن الطاقة (النفط والغاز). وعلى اعتبار أن القسمة الدولية لا تحتمل المنافسة في قطاعات النفط كثيراً، عملت موسكو على السعي إلى ما يشبه (احتكار) الغاز في مناطق إنتاجها أو نقلها وتسويقها على نطاق واسع.

كانت البداية عام 1995 حين رسم بوتين استراتيجية شركة غاز بروم لتتحرك في نطاق وجود الغاز من روسيا فأذربيجان فتركمانستان فإيران (للتسويق) وصولاً إلى منطقة الشرق الأوسط (مؤخراً)، وكان من المؤكد أن مشروعي السيل الشمالي والسيل الجنوبي سيكونان وسام الاستحقاق التاريخي على صدر فلاديمير بوتين من أجل عودة روسيا إلى المسرح العالمي ومن أجل إحكام السيطرة على الاقتصاد الأوروبي الذي سيعتمد لعقود على الغاز بديلاً من النفط أو بالتوازي معه ولكن بأولوية أكبر لصالح الأول. وهنا كان على واشنطن أن تسارع إلى تصميم مشروعها الموازي (نابوكو) لينافس المشروع الروسي على قسمة دولية على أساسها سيتعين القرن المقبل سياسياً واستراتيجياً.

يشكل الغاز فعلياً مادة الطاقة الرئيسة في القرن الواحد والعشرين سواء من حيث البديل الطاقي لتراجع احتياطي النفط عالمياً أو من حيث الطاقة النظيفة. ولهذا، فإن السيطرة على مناطق الاحتياطي (الغازي) في العالم يعتبر بالنسبة للقوى القديمة والحديثة أساس الصراع الدولي في تجلياته الإقليمية.

واضح أن روسيا قد قرأت الخارطة وتعلمت الدرس جيداً فسقوط الاتحاد السوفياتي كان بسبب غياب موارد الطاقة العالمية عن سيطرته، لتضخ إلى البنى الصناعية المال والطاقة، وبالتالي البقاء. ولذلك تعلمت أن لغة الطاقة القادمة إلى القرن الواحد والعشرين على الأقل هي لغة الغاز.

بقراءة أولية لخارطة الغاز نراها تتموضع في المناطق التالية من حيث الكم والقدرة على الوصول إلى مناطق الاستهلاك:

1. روسيا، انطلاقاً من فيبورغ (Vyborg) وبيري غوفيا (Beregovya).

2. الملحق الروسي: تركمانستان.

3. المحيط الروسي القريب والأبعد: أذربيجان وإيران.

4. المقنوص من روسيا: جورجيا.

5. منطقة شرق المتوسط (سورية ولبنان).

6. قطر ومصر.

على هذا سارعت موسكو للعمل على خطين استراتيجيين الأول التأسيس لقرن روسي – صيني (شنغهايي) يقوم على أساس النمو الاقتصادي لكتلة شنغهاي من ناحية والسيطرة على منابع الغاز من ناحية أخرى.

وبناء عليه، فقد أسست لمشروعين أولهما هو مشروع السيل الجنوبي وثانيهما هو مشروع السيل الشمالي وذلك في مواجهة مشروع أمريكي لاقتناص غاز البحر الأسود وغاز أذربيجان؛ وهو مشروع نابوكو.

سباق استراتيجي بين مشروعين للسيطرة على أوروبا من ناحية وعلى مصادر الغاز من ناحية أخرى:

• المشروع الأمريكي نابوكو: ومركزه آسيا الوسطى والبحر الأسود ومحيطه فيما موقعه المخزِّن هو (تركيا) ومساره منها إلى بلغاريا فرومانيا ثم هنغاريا فالتشيك وكرواتيا وسلوفانيا فإيطاليا. وكان من المقرر أن يمر باليونان، إلا أنه تم غض الطرف عن هذا كرمى لتركيا.

• المشروع الروسي في شقيه الشمالي والجنوبي والذي يقطع الطريق عبر التالي:

أ‌- السيل الشمالي: وينتقل من روسيا إلى ألمانيا مباشرة ومن فاينبرغ إلى ساسنيتز عبر بحر البلطيق دون المرور ببيلاروسيا، وهو ما خفف الضغط الأمريكي عليها.

ب‌- السل الجنوبي: ويمر من روسيا إلى البحر الأسود فبلغاريا ويتفرع إلى اليونان فجنوب إيطاليا وإلى هنغاريا فالنمسا.

المفروض أن مشروع نابوكو كان من المقرر أن يسابق المشروعين الروسيين إلا أن الأوضاع التقنية قد أخرت المشروع إلى عام 2017 بعد أن كان مقرراً عام 2014، مما جعل السباق محسوماً لصالح روسيا، في هذه المرحلة بالذات، ما يستدعي البحث عن مناطق دعم رديفة لكل من المشروعين وتتمثل في:

1) الغاز الإيراني الذي تصر الولايات المتحدة على أن يكون رديفاً لغاز نابوكو ليمر في خط مواز لغاز جورجيا (وإن أمكن أذربيجان) إلى نقطة التجمع في أرضروم (Erzurum) في تركيا.

2) غاز منطقة شرق المتوسط (إسرائيل ولبنان وسورية).

وبالقرار الذي اتخذته إيران ووقعت اتفاقياته لنقل الغاز عبر العراق إلى سورية في شهر تموز/يوليو 2011 تصبح سورية هي بؤرة منطقة التجميع والإنتاج بالتضافر مع الاحتياطي اللبناني، وهو فضاء استراتيجي – طاقي يُفتح لأول مرة جغرافياً من إيران إلى العراق إلى سورية فلبنان. وهو ما كان من الممنوعات وغير المسموح بها لسنين طويلة خلت؛ الأمر الذي يفسر حجم الصراع على سورية ولبنان في هذه المرحلة وبروز دور لفرنسا التي تعتبر منطقة شرق المتوسط منطقة نفوذ تاريخية ومصالح لا تموت، وهو دور ينسجم مع طبيعة الغياب الفرنسي منذ الحرب العالمية الثانية ما يعني أن فرنسا تريد أن يكون لها دور في عالم (الغاز) حيث اقتطعت لنفسها بوليصة تأمين صحي بخصوصه في ليبيا وتريد بوليصة تأمين على الحياة به في كل من سورية ولبنان.

في هذا الوقت تشعر تركيا أنها ستضيع في بحر صراع الغاز طالما أن مشروع نابوكو متأخر ومشروعا السيل الشمالي والسيل الجنوبي يستبعدانها وفيما غاز شرق المتوسط قد بات بعيداً من نفوذ نابوكو وبالتالي تركيا.

تاريخ اللعبة:

من أجل مشروع السيل الشمالي والسيل الجنوبي أسست موسكو شركة غازبروم في أوائل النصف الأول من تسعينيات القرن العشرين. واللافت أن ألمانيا التي تريد أن تخلع عنها أسوار ما بعد الحرب العالمية الثانية قد هيأت نفسها لتكون طرفاً وشريكاً لهذا المشروع، إن من حيث التأسيس أو من حيث مآل الأنبوب الشمالي أو من حيث مخازن السيل الجنوبي التي تقع في المحيط الجرماني وتحديداً النمسا.

* الفيلسوف و الجيوسياسي، رئيس مركز المعطيات و الدراسات الإستراتيجية دمشق، سوريا دكتوراة في الإبستمولوجية ، بكالوريوس الهندسة الالكترونية

***

http://www.voltairenet.org/squelette...irenet-org.png

التسابق على الغاز في البحر المتوسط (الجزء الأول)
حوض المشرق وإسرائيل..... هل هناك توزيع جغرافي سياسي جديد؟

http://www.voltairenet.org/local/cac...4557-f57a3.jpg
بقلم ف. ويليام إنغداهل

إن الاكتشاف المؤخر لطبقات كبيرة من الغاز والبترول في البحر الأبيض المتوسط الشرقي, قد غير بشكل جذري المعادلة الجيو سياسية في المنطقة وفي ماوراء البحار على السواء. فالفرصة متاحة لإسرائيل من أجل الانتقال من التبعية إلى السيادة في مجال الطاقة في الوقت الذي تطالب لبنان بدعم من واشنطن بجزء من هذا الغاز الموجود في مياهها الإقليمية. يبحث ويليام انغدال تعقيدات هذا التطور المفتاحي الذي هو بمثابة أحد الأسباب الأساسية لزعزعة الاستقرار في سورية من قبل قطر والدول الغربية.

http://www.voltairenet.org/local/cac...b75c-ceb64.gif
بداية استثمار حقل الغاز الطبيعي في تامار حيث يتوجب عليه تأمين امداد اسرائيل بالغاز ابتداء من العام 2012

إن الاكتشافات الجديدة لطبقات من النفط والبترول ليست مهمة ولكنها واسعة النطاق فهي موجودة في جزء قلما استثمر سابقاً في البحر الأبيض المتوسط (بين اليونان وتركيا وقبرص وإسرائيل وسورية ولبنان). من شأن هذه الاكتشافات أن تتمكن المنطقة من أن تصبح "خليج فارسي جديد". كما كان هو الحال بالنسبة للخليج الفارسي "الآخر" فإن اكتشاف هذه الثروات من الهيدرو كاربور يمكن أن يشكل رديفاً جميلاً وجيداً لفتنة جيو سياسية رهيبة في المنطقة.

يمكن أن يتم استبدال الصراعات التاريخية في الشرق الأوسط بمعارك جديدة بهدف الحصول على موارد النفط والغاز في البحر المتوسط الشرقي وفي الحوض الشرقي وفي بحر إيجة, سندرس في بادئ الأمر نتائج ااكتشاف طبقة عملاقة بعيدة عن الساحل من الغاز والبترول على عرض إسرائيل . وفي مقال ثان سنرى التعقيدات الناجمة عن اكتشافات الغاز والبترول في بحر إيجة وبين قبرص وسورية وتركيا واليونان ولبنان.

ليفياتان إسرائيلي:

ما قلب الأمور رأساً على عقب, هو اكتشاف مذهل في منطقة يسميها علماء الجيولوجيا "حوض المشرق". ففي تشرين الأول من عام 2010 وجدت إسرائيل "طبقة عملاقة بعيدة عن الشاطئ من الغاز الطبيعي وذلك في منطقة تعتبرها منطقتها الاقتصادية الحصرية ZEE". يوجد هذا الاكتشاف على بعد 135 كلم غربي ميناء حيفا وعلى عمق 5 كم. يسمى هذا المخزون "ليفياتان" استناداً إلى الوحش البحري المذكور في التوراة. أعلنت ثلاث شركات أسرائيلية متخصصة بالطاقة و بالتعاون مع شركة من تكساس اسمها Noble Energy, أعلنوا عن التقديرات الأولى على ارتفاع مليارات من الأمتار المكعبة وذلك يجعل منه الاكتشاف الأهم للغاز في المياه العميقة في السنوات العشرة الأخيرة. هذه الاكتشافات شككت قليلاً في 450 نظرية لمالتوس حول "نقاس البترول" التي تدعي أن الكوكب على وشك أن يشهد نقصاً حاداً وأساسياً في مادة البترول والغاز والكربون. نستنتج من ذلك أن طبقة غاز ليفياتان ستشكل احتياطاً يكفي لتموين إسرائيل بالغاز لقرن من الزمن. [1]

لم يكن بالإمكان تصور أن تحظى الدولة الإسرائيلية باكتفاء ذاتي في الطاقة وذلك منذ تأسيسها عام 1948. أجريت عمليات بحث مهمة عن البترول والغاز ولمرات عديدة ولكنها لم تحقق أية نتائج. وعلى عكس جيرانها العرب الأغنياء بمصادر الطاقة, فإن إسرائيل ترى هذه الفرصة تضيع منها ولكن في عام 2009 اكتشفت شركة Noble Energy شريكة إسرائيل في التنقيب, اكتشفت في الحوض الشرقي طبقة تامار على بعد 80 كلم غربي ميناء حيفا و حوت قرابة 238 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي ذي الجودة العالية وبهذا فإن تامار هو بمثابة أكبر اكتشاف عالمي للغاز في عام 2009.

بفضل تامار تحسنت الإمكانيات بشكل كبير فبعد عام فقط قامت Noble Energy بأكبر اكتشاف لها منذ تأسيها قبل عشرات السنين مع ليفياتان في نفس الحوض الجيولوجي الشرقي. [2] وبهذا انتقلت إسرائيل بالنسبة لحاجتها لمادة الغاز من الفقر المدقع إلى الغنى الفاحش وذلك خلال أشهر قليلة.

مع اكتشاف كل من تامار أولاً ومن ثم ليفياتان بدأت إسرائيل بالتساؤل كيف ستصبح أمة تتصدر قائمة الدول المستخرجة للغاز الطبيعي. كما بدأت بالتساؤل كيف ستتمكن من حصد الضرائب على عائدات إنتاج النفط والغاز وذلك من أجل أن تشكل قاعدة متينة تستثمر مستقبلاً وعلى المدى البعيد. ( في الاقتصاد القومي على غرار الصين والعديد من البلاد العربية في منظمة الأوبيب). [3]

http://www.voltairenet.org/local/cac...00x4-781fd.jpg

أشار الناطق الرسمي لبرنامج موارد الطاقة في معهد الدراسات الجيولوجية في الولايات المتحدة USGS قائلاً: "توازي منطقة حوض المشرق كبرى مناطق الاستثمار حول العالم فمنابع الغاز فيها أضخم من كل ما تم اكتشافه في الولايات المتحدة ” [4]

ربما قد شعر هذا المعهد بأن هذه الاكتشافات الهائلة من الهيدرو كاربور يمكن أن تقلب رأساً على عقب المعادلات الجيو سياسية في المنطقة بأسرها, ولهذا فقد قدم تقدير أولي لاحتياطي النفط والغاز في منطقة البحر المتوسط الشرقي (يشمل حوض بحر إيجة الممتد على شواطئ اليونان وتركيا وقبرص وحوض المشرق الممتد على شواطئ لبنان وإسرائيل وسوريا وحوض النيل الممتد على الشواطئ المصرية). إنه لمن التلميح أن نقول أن نتائجهم مهمة.

باستناده إلى معطيات عمليات التنقيب السابقة وإلى الدراسات الجيولوجية في المنطقة, خلص المعهدUSGS إلى أنه " تقدر مصادر النفط والغاز في الحوض الشرقي ب 1.68 مليار برميل بترول وب 3450 مليار متر مكعب من الغاز". إلا أنه وبحسب التقديرات فإن "المنابع غير المكتشفة بعد من النفط والغاز في إقليم حوض النيل (يحده جزء صغير من النيل غرباً ومن الشمال بأجزاء ضيقة من بيتوس وقبرص من الشرق ويحده حوض الشرق من الجنوب), قدرت هذه الثروات بحوالي 1.76 مليار برميل من النفط و 6850 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي" .” [5]

قيم معهد USGS إجمالي البحر المتوسط الشرقي ب 9700 مليار متر مكعب من الغاز وب 3.4 مليار برميل من البترول وفجأة واجهت المنطقة جميع الصراعات الجديدة الممكنة وجميع التحديات الجيو سياسية.

لوضع هذه الأرقام في منظور مستقبلي يعتبر ال USGS فإن حوض سيبيريا الغربي وهو الحوض الأكبر من نوعه من الغاز, أنه يحوي 18200 مليار متر مكعب من الغاز. إضافة لذلك يمتلك كل من الشرق الأدنى و شمال أفريقيا عدة مناطق غنية بالغاز الطبيعي ويشمل ذلك حوض الربع الخالي الذي يحوي( 12062 مليار متر مكعب من الغاز) في الجنوب الغربي من السعودية وفي شمال اليمن وحول الغور شرقي السعودية (6427 مليار متر مكعب) وفي السلسلة المتموجة من زاكروس (6003 مليار متر مكعب) وعلى طول الخليج الفارسي في العراق وإيران. [6]

قبل بضعة أشهر كان الأمن القومي في إسرائيل يتركز على ضمان تموينها الخارجي وبالتالي على الانخفاض المقلق في انتاجها للغاز المنزلي. أضيفت إلى أزمة الطاقة تلك مظاهر ما يدعون أنه "الربيع العربي" الذي هز مصر وليبيا في بداية 2011 وسبب بسقوط الرئيس مبارك الذي كان نظامه يؤمن قرابة 40% من الغاز الطبيعي الإسرائيلي. يقترن هذا الأمر بازدياد منع تصدير الغاز من الأحزاب الإسلامية في مصر وبخاصة الأخوان المسلمين والحزب السلفي الأصولي "النور", إضافة إلى أن أنابيب الغاز التي تنقل الغاز المصري إلى إسرائيل باتت هدفاً لمحاولات عرقلة ومقاطعة مستمرة وآخر محاولة كانت في شهر شباط من العام الحالي في شمال سيناء. في هذه الظروف لا يسع إسرائيل إلا أن تكون متوترة بخصوص مستقبل أمنها في مجال الطاقة. . [7]

رد الفعل اللبناني يشحن توترات جديدة:

إن اكتشاف إسرائيل لمخزون ليفياتان على شواطئها فتح المجال مباشرة أمام صراع جيو سياسي جديد فقد أعلنت لبنان أن جزءً من حقل الغاز يقع في المياه الإقليمية لمنطقتها الاقتصادية الحصرية. أرسلت لبنان مطالبتها إلى الأمم المتحدة للحصول على دعمها وعلى هذا رد وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان فقال: "لن نتخلى عن قطرة"

ما يهم في مشهد الطاقة في المتوسط هو أن إسرائيل حذت حذو الولايات المتحدة ولم تصادق إطلاقاً على معاهدة الأمم المتحدة في عام 1982 حول حق البحر الذي يمنح الحقوق العالمية بالثروات الكامنة تحت البحار. إن آبار استخراج إسرائيل لغاز منبع ليفياتان يوجد بوضوح في الأراضي الإسرائيلية وهو أمر لا تنكره لبنان ولكنها تعتبر أن الطبقة تمتد أيضاً تحت مياهها الإقليمية الخاصة بها. أكد حزب الله أن حقل الغاز تامار الذي سيبدأ بتأمين الغاز من الآن حتى نهاية العام, هو حقل ملك للبنان.

لم تضيع واشنطن وقتها لتلعب ورقتها السياسية والمتعلقة بالطاقة بخصوص النزاع على الغاز الطبيعي بين لبنان وإسرائيل. ففي تموز 2011 في الوقت الذي كانت إسرائيل تتحضر لرفع اقتراحها إلى الأمم المتحدة بخصوص الخط البحري الفاصل بين لبنان وإسرائيل, صرح فريديريك هوف, وهو ديبلوماسي أمريكي مكلف بملف سورية ولبنان, أن إدارته تدعم الملف اللبناني مضيفاً أن التوترات المتنامية ظهرت منذ بداية "الربيع العربي" بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو والرئيس أوباما . [8]

قام نتنياهو مؤخراً بتحريض الرجل الثامن الأكثر ثراء في الولايات المتحدة وهو صديقه المقرب ملياردير الملاهي الليلية في لاس فيغاس شيلدون أديلسون, حرضه على ضخ مباشر لملايين الدولارات في حملات الجمهوريين الانتخابية بمن فيهم نوت جينغريش وميت رومني. هذا الأمر يمثل تدخلاً إسرائيلياً غير مسبوق في حملة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة وكل هذا بهدف محاولة منع ولاية ثانية يحصل عليها باراك أوباما. [9] ترتبط القضايا الجديدة بالتحكم بالاحتياطي الواسع من الطاقة المكتشفة على شواطئ إسرائيل ولبنان إضافة إلى شواطئ قبرص واليونان وتركيا الذي سيلعبون دوراً متنامياً في منطقة هي أصلاً إحدى أكثر المناطق تعقيداً في الكرة الأرضية على الصعيد السياسي.

nad-ali 04-04-2013 12:46 PM

http://www.voltairenet.org/squelette...irenet-org.png

الجولة الرابعة من الحوار الاستراتيجي الاقتصادي بين الصين والولايات المتحدة

أمريكا تبيع مصارفها للصين, وترفع قيمة اليوان

http://www.voltairenet.org/local/cac...0333-91248.jpg
بقلم ألفردو خليفة رحمة

جرت أعمال الدورة الرابعة من المفاوضات بين الصين والولايات المتحدة في أجواء من الارتياح إثر تنازلات جديدة تم تقديمها من بيكين, تجلت في قيام الأخيرة باستثمارات مالية ضخمة في الولايات المتحدة, مقابل رفع قيمة الين أمام الدولار,طبقا لما كانت تطالب به واشنطن منذ زمن طويل. لكن هذا لايعني أن ننخدع في معاني هذه الأحداث, كما يرى ألفريدو خليفة رحمة.

فالصين لم تقبل هذه التضحيات كي تنصاع لمشيئة الولايات المتحدة, بل لتكبح جموحها الامبريالي. تستخدم الصين سلاحها المالي وسيولتها النقدية, من أجل تجريد واشنطن من عدوانيتها, في الوقت الذي تنوي فيه تأسيس منطقة تجارة حرة واسعة مع دول لاتزال تخضع للنفوذ الأمريكي كاليابان وكوريا الجنوبية.

http://www.voltairenet.org/local/cac...66-3-cc52b.jpg
الصين تنزع فتيل الولايات المتحدة من خلال فرض نفسها كضرورة لاقتصادهم. من اليسار إلى اليمين: وزير المالية تيموتي غيتنر. وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون, ونائب رئيس مجلس الوزراء وانغ كيشان ( بيجين 3 أيار-مايو 2012)

هو إذن اللقاء الرابع من أجل " حوار استراتيجي واقتصادي بين الولايات المتحدة والصين" [1] الذي انعقد في بكين يومي 3-4 أيار-مايو 2012. وهو بكل تأكيد, أهم قمة ثنائية في العالم, يمكن أن ينبثق عنها نتائج بالغة المعاني, تنبيء باانفراج واضح بعد مرحلة قاسية من تدهور العلاقات بين القوتين, حسب وصف موقع شاينا اكونومك" [2].

وعلى عكس الصحافة الأمريكية التي فضلت الصمت, فقد أبدت وسائل الاعلام الصينية أهمية بالغة إزاء الموضوع.

ثلاث وقائع ذات مغزى حصلت في تلك الأثناء:
1. وصول فلادي بوتين للمرة الثالثة إلى سدة الرئاسة, الأمر الذي من شأنه أن يخفف من ضغوطات الولايات المتحدة على الصين [3],في الوقت الذي لفت غياب "القيصر" انتباه الجميع عن قمة الثماني الكبار التي لم يعد لها أي فاعلية, مقابل قمة العشرين الكبار, الأكثر امتزاجا وتعدد أقطاب. ;
2. الاعلان عن مشروع معاهدة التبادل التجاري الحر بين أكبر ثلاث قوى اقتصادية في شمال غرب آسيا: الصين, واليابان, وكوريا الجنوبية [4] ;
3. كشف الدلاي لاما المستغرب بالتزامن مع هذه الأحداث عن مؤامرة لاغتياله [5] فهل سيكون بوسع الولايات المتحدة أن تبيع الدلاي لاما من أجل اليوان, علما أن قتله بهذ الشكل سيكون محرجا جدا للصين؟.

http://www.voltairenet.org/local/cac...9d-3-82da3.jpg
ما أن انتهى "الحوار الاستراتيجي الاقتصادي الرابع بين الولايات المتحدة والصين حتى أعلنت الأخيرة عن نيتها خلق منطقة تجارة حرة, من شأنها اخراج كوريا الجنوبية واليابان من دائرة النفوذ التي تخضعان لها. من اليسار إلى اليمين: رئيس جمهورية الصين, لي مونغ باك, ورئيس مجلس الوزراء وين جياوباو, ورئيس الوزراء الياباني يوشيكو نودا (بيجين, 13 أيار-مايو 2012)

لقد انبثق عن عمليات العطاءات في اللقاء الصيني-الأمريكي الرابع ثلاثة مقترحات جيو-مالية, تم تطبيقها فورا:
1. تسريع عملية رفع قيمة اليوان, الأمر الذي أثنى عليه تيموتي غيتنر, وزير الخزانة الأمريكي.;
2. منح "الاحتياط الفدرالي" الصين إذنا بتأسيس ثلاثة مصارف عمومية فوق الأراضي الأمريكية. وهي: :
• مصرف الصين الصناعي والتجاري, وهو المصرف الأكثر ازدهارا في العالم, والذي سبق له أن اشترى 80% من مصارف شرق آسيا الأمريكية, مع 13 فرعا في نيويورك وكاليفورنيا [6]
• مصرف الصين, الذي يأتي في المرتبة الثالثة من حيث أهميته, أذن له بافتتاح فرع في شيكاغو.,
• المصرف الزراعي الصيني, ترتيبه الرابع, سوف يفتتح فرعا في نيويورك.

http://www.voltairenet.org/local/cac...3414-c04ab.jpg

3. التزام الصين من جديد بتخفيض نسبة الاحتياطي بشكل يتناسب مع ودائعها المصرفية ( بمعدل 50 نقطة أساس) وبشكل يسمح بضخ المزيد من السيولة في الأسواق [7].

هناك ما هو أفضل من ذلك كله. فقد سمح الاحتياط الفدرالي لسلسلة من الكيانات المالية الصينية ( المصرف الصناعي والتجاري الصيني, هيوجين المركزي للاستثمار, وصندوق الاستثمار السيادي الصيني كورب) بالعمل "كشركات مصرفية قابضة".

نحن لسنا الآن في زمن بوش حين منع, بدافع غطرسة السيادة الاقتصادية, شركة صينية حكومية للبترول من تملك مقر لها.

لاينبغي هنا التقليل من شأن انفتاح القطاع المالي الأمريكي ذي الاستراتيجية العالية, على القطاع المصرفي الصيني القوي جدا, على الرغم من رمزية الاجراءات المتخذة حتى الآن.

هل سينتهي المطاف بالمصارف الصينية في العاصمة مكسيكو, وبأمر من واشنطن, قبل أن تظهر أي بادرة وطنية عندنا في هذا الاتجاه؟ وهل سنشهد قريبا اقبال المصارف الصينية على شراء شركات أمريكية حسب مخطط تفكيك- حيازة؟ وهل هناك عمليات مقايضات جيو-سياسية حيكت من وراء الكواليس؟ [8].

ثمة موضوع آخر يجعل الولايات المتحدة تتقبل انفتاحا على نطاق واسع: رفع الحظر عن الصادرات التكنلوجية ذات الطابع المدني باتجاه الصين.

في المقابل, هناك متغيرات سياسية عميقة تجلت في قرار الصين بالسماح في الاستثمارات الأجنبية فوق أراضيها (وهي في الواقع لن تكون سوى أمريكية) بنسبة 49%.


ففي الوقت الذي هنأ الرئيس الصيني هو جينتاو, نفسه بنتائج اللقاء الرابع, بدت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أكثر من أي وقت مضى كالسائرة في نومها, حين طمأنت الغاضبين المذعورين من عودة الولايات المتحدة إلى الصين, بترديد أن واشنطن تتمنى رؤية صين قوية ومزدهرة ومتةفوق: هل يجرؤ أحد على الشك بذلك؟

وفي خضم مجاملات مشبوهة تنوس بين المنافسة والتعاون, فقد أفضى حل هذه العقدة السعيدة, بقيام وزير الدفاع الصيني ليانغ غوانغ لي, بعد تسع سنوات, وللمرة الأولى, بزيارة مرتجلة للبنتاغون.

في الوقت نفسه, ظهرت في وسائل الاعلام الكثير من ديباجات المديح للتعاون الثنائي, على حساب أنصار المنافسة إلى حدود الحرب الباردة, الذين هدأ من روعهم جيفري بادر, مستشار أوباما الاقتصادي سابقا لشؤون الصين وآسيا في مجلس الأمن القومي, ومؤلف كتاب " أوباما وصعود الصين: قصة داخلية لاستراتيجية الولايات المتحدة في آسيا" [9].

يرى جيفري بادر أن العلاقات بين الصين والولايات المتحدة تنسج خيوطها حول طاولة المفاوضات, وليس في ميادين القتال. وقد سار ثمانية رؤساء أمريكيين متعاقبين على هذا النهج, بدءا من نيكسون حتى الآن, وإن شاب ذلك النهج بعض التشوهات ( [10].

ويؤكد أن أوباما ليس استثناء, ويخلص إلى أن سياسته ترتكز على ثلاثة مباديء أساسية:
• الاعتراف بصعود الصين القوي, واحترام مصالحها المشروعة;
• الاصرار على المعايير الدولية واحترام القوانين التي من شأنها أن تؤطر هذا الصعود القوي.;
• توطيد هذا الاستقرار من خلال التحالفات الاقليمية والشراكة.

وبحسب رأيه, فإن العلاقات الثنائية شيء بمنتهى الحكمة, إذا أخذنا بعين الاعتبار تعاون الصينيين مع الولايات المتحدة في المسائل المتعلقة بكوريا الشمالية وايران, وأن تايوان لم تكن أبدا مصدر توتر, رغم أنها الموضوع الوحيد, الذي يمكن أن يكون نظريا, سببا للنزاع إلى حد معين, نظرا لأن بيع الأسلحة لتايوان يشكل تحريضا وعنصر فائق التوتر.

ويضيف موضحا بأن موضوع حقوق الانسان, والخلاف في بحر الجنوب, هي موضوعات مثيرة للغضب, وتشكل عائقا أمام التعاون.

من هنا تبرز مختلف التحديات. من صعود الصين خلال العقد الأخير من الزمن, وتعاظم دورها على الساحة الدولية, في مقابل ترنح الولايات المتحدة.

الفكرة الرائجة بأن الصين قد تجاوزت الولايات المتحدة, أو أنها ستتخطاها قريبا في قيادة بلدان أخرى, لاعلاقة لها, حسب رأيه, بالواقع العملي, لأن ثمة فجوة بين السلطة في الصين, ومستوى دخل الفرد.

وفي الواقع, فقد أعيدت العلاقات العسكرية بين البلدين أثناء الزيارة الماضية لوزير الدفاع روبرت غيتس, ومن غير المعقول أن يكون هناك سياسية أمريكية جديدة ترمي إلى احتواء الصين. لكنه يقر بمخاطر نشوب أزمة أمنية بين الولايات المتحدة والصين, انطلاقا من أن كل طرف يرصد خطوات الآخر التي يتخذها من أجل الدفاع عن نفسه على أنها عملا عدائيا ضده.

وبحسب المنطق الذي يسوقه, فإن عدم الثقة المتبادلة يمكن تخطيها ضمن إطار "الحوار الاستراتيجي الاقتصادي" [11].

http://www.voltairenet.org/local/cac...0b-3-0e045.jpg
ليانغ غوانغ لي , وزير الدفاع الصيني, يرافقه وفد ضخم مؤلف من 24 جنرالا, قام بزيارة مرتجلة في 7 أيار-مايو 2012 للبنتاغون, بهدف نزع فتيل الصراعات مع الولايات المتحدة. تناولت المناقشات كورية الشمالية, والنزاعات في بحر الصين, والفضاء الالكتروني, والدفاع الصاروخي, والعمليات الانسانية.

أما برندان أوريللي [12] فيرى أن استراتيجية الصين تقوم على التنمية الاقتصادية والتكامل. وهكذا بلغ حجم التبادل التجاري 450 مليار دولار في السنة, والذي يشكل رقما قياسيا في تاريخ العلاقات الثنائية بين أي بلدين: لقد وضعت الصين تكتيكا حاذقا للرد على التفوق العسكري والسياسي للولايات المتحدة, من خلال تكامل واسع الطيف في كلا اقتصاد البلدين.

ويخلص أوريلي إلى نتيجة مفادها أن عدم قدرة الصين على بلوغ مستوى التفوق العسكري للولايات المتحدة في المدى المتوسط, جعلها تتطلع إلى تجريدها من أسلحتها, على مستوى التميز التكتيكي, عبر خلق حالة من التبعية الاقتصادية المتبادلة, وبشكل شبه كامل.

وبالتالي, تسعى الصين إلى إقامة نظام عالمي جديد يكون فيه النزاع السكري بين القوى العظمى فاقدا للصلاحية, تحت تأثير التكامل الاقتصادي. فهل ستتمكن من ذلك؟

* ألفردو خليفة رحمة
بروفيسور علوم سياسية وإجتماعية في الجامعة الوطنية المكسيكية المستقلة UNAM ينشر مقالات في السياسة العالمية في الصحيفة اليومية "لا جورنادا" والصحيفة الأسبوعيةكونترالينيا. آخر مؤلفاته "العالم الهجين المتعدد الأقطاب، مقاربة متعددة الأبعاد.


***

http://www.voltairenet.org/squelette...irenet-org.png

ما بعد أمريكا


http://www.voltairenet.org/local/cac...5414-14074.jpg
بقلم عماد فوزي شعيبي

في نهاية القرن العشرين كان الخبر الجيد هو انهيار الاتحاد السوفييتي كإمبراطورية تبسط سلطتها في أوروبا الوسطى, أما الخبر السيء فكان بقاء الولايات المتحدة الأمريكية كإمبراطورية تفرض سلطتها على أوروبا الغربية وأمريكا اللاتينية وعلى أجزاء أخرى من العالم. مما لاشك به أن نهضة روسيا وصحوة الصين أديا إلى نشوء نظام دولي جديد ستزول فيه إمبراطورية الولايات المتحدة البالية. ومنذ ذلك الحين بدأ الخبراء الاستراتيجيون يتساءلون حول كيفية الحد من مواجهات حتمية في الفترات المفصلية التالية. يرى الدكتور عماد شعيبي أن زعيما العالم الجديدان, ألا وهما بيجينغ وموسكو, يتصرفان بحذر لتفادي نشوب حرب عالمية ولكنهما يتحضران لنزاعات إقليمية دامية

http://www.voltairenet.org/local/cac...nant-80763.jpg

لم يعد الحديث عن ما بعد العصر الأمريكي نوعاً من فذلكة سياسية أو أمنيات. حينما كتبنا عن ذلك في كتابنا “النظام السياسي العالمي الجديد، 1991” كان ذلك من قبيل التحليل الاستباقي، ولم يكن ممكناً تصديقهُ، وربما غلف عدم التصديق ضروب من الرغبات أو ما يسمى بالعرف الإبستمولوجي “عقبة المعرفة الشائعة وممانعة التغيير”.

كنا آنذاك نفكر فيما ليس مفكراً به أو بالقطع الإبستمولوجي (Epistemological Rupture) أو ما يدعوه – لاحقاً – نسيم طالب (البجعة السوداء) أو ما يُدعى بالعرف الإداري (التفكير خارج الصندوق).

كنا وما زلنا نحذر من أن الدول الكبرى لا تحتضر على الفراش، وأن أخطر ما يمثل احتضارها أنها تمتلك أسلحة نووية وذكريات عظيمة لم تغب عن الذهن أو الذاكرة القريبة في التاريخ والاستراتيجيا ولم تُدفع إلى الذاكرة البعيدة.

لم يخفِ المسؤولون الصينيون والروس، كما لم يعد الأمر – حسب زبينجيو بريجنسكي – مجرد فورة صراحة، أن هبوط أمريكا وصعود الصين وروسيا قد أصبحاً أمرين حتميين. ولكن وبحسب (طبيعة الأشياء) فإن ليس لدولة كبرى أن تنكسر، وأقصى ما يجب أن يكون هو هزيمة بلا أفول أو بلغة أخرى أن (تتأرشف) تلك الدولة الكبرى.

ولكن – وكما ينصح المسؤولون الصينيون والأمريكيون – عليها ألا تنحدر بشكل سريع جداً. ورغم أن بريجنسكي يصادق على ما سبق، إلا أنه يعتقد أن ليس هنالك من احتمال أن يخلف الولايات المتحدة خليفة دولي بارز وحيد ولا حتى الصين، وهو أمر قد نصادق عليه مرحلياً، ونصادق على أن مرحلة من الفوضى العالمية وعدم اليقين الدولي قد زادت في سنة 2011 إلى حد الإنذار بفوضى عارمة. كما نرى أن هذا الإنذار يخشاه الأمريكيون كما كان يخشاه الروس والصينيون، إلا أن مغامرة أطراف كفرنسا وبضعة دول إقليمية باتت تخشى فقدان المكانة الإقليمية قد رفعت من مستوى احتمالات الفوضى، والواقع أن (الكبار - الأقوياء) يخشون الفوضى لكن (الكبار - الضعفاء) يراهنون أحياناً على الفوضى لإرباك الأقوياء على أمل الانسحاب من المشهد الدولي بأقل قدر من الخسائر.

اللافت أن التحول نحو نظام عالمي جديد تسارع في العامين (2011-2012) حتى أن المسافة التي فصلت بين إعلان الرئيس الروسي بوتين في مطلع عام 2012 عن أفول نجم القطب الواحد واستدراكه أن الدول الصاعدة ليست جاهزة بعد لاستلام زمام العالم، وبين الإعلان لاحقاً ،كانت مسافة زمنية قصيرة، وذلك عن مؤتمر دول البريكس وبدء تشكيل منظومة اقتصادية – بنكية جديدة (بنك البريكس) وارتفاع حدة ونبرة كل من روسيا والصين بما شكلّ تجاوزاً للفيتويين وأثرهما إلى حد قيادة الحراك الإقليمي في شرق المتوسط بما لا يدع مجالاً للشك بأن لا عودة إلى الماضي (الأمريكي) وربما لا (قسمة) فيها إلى الآن.

في هذا الوقت كان لإعلان أوباما مطلع 2012 استراتيجية أمريكا الجديدة التي تبقى في حالة حذر في شرق المتوسط، وكأنها تسلم بتبدل معايير القوة هناك، فيما تنتقل إلى محيط الصين لتسليحه،ويأتي تصريح الوزيرة كلينتون من أستراليا متابعةً للحديث عن (مكاسرة ما!) مع الصين، هو ما دفع الأخيرة للرد بأن أحداً لن يستطيع أن يمنع بزوغ فجر الصين.

وقد كان لهذين الإعلانين أن دفعا الصين لعدم الانتظار لعام 2016 حتى تعلن عن قوتها فإذا بها تتسارع في سبيل إعلان نظام يرونه - في التصريحات الروسية - متعدد الأقطاب، ونراه نظاماً عالمياً من محورين بأقطاب متعددة حول كل من المحورين، ولكنه سيكون محور الصاعدين ومحور الهابطين.

هذا الصراع الذي اشتد بات واضحاً أنه قد هز أركان الديبلوماسية الأمريكية التي اضطرت للإعلان عن الانسحاب، ولو اللفظي، من المواجهة، في شهر أبريل 2012 أن لا حرب باردة بينها وبين الصين، إثر لقاء جمع رئيس مجلس الدولة الصيني (الرجل الصيني) مع كوفي أنان ليبلغه أن الصين تعلم أنها مع روسيا أول دولتين في العالم وأن عليه أن ينسق معهما في إشارة بالغة الشدة إلى أن عنان الذي كان شاهداً على عالم القطب الواحد (1991 – مطلع القرن الواحد والعشرين) عليه أن يكون شاهداً على أفول ذلك العالم وأن قضايا شرق المتوسط قد آلت إلى موسكو وبكين.

ولكن واقع الحال أن واشنطن التي أضاعت عقداً في حرب، بدت كحرب النجوم بالنسبة للاتحاد السوفييتي، وهو ما أنهكها وحوّلها مع أزماتها الأخرى إلى أكبر دولة مدينة وقاب قوسين أو أدنى من الإفلاس، تعلن عن توجهها إلى محيط الصين في محاولة للعب في المحيطين الهندي-الهادي وتنسحب من هذا الإعلان بخفة تشعر المراقب أنها قد غدت - فعلا – بلا وهج الدولة الكبرى التي سرعان ما تخسر ثلثي قوتها عندما تستخدم تلك القوة التي خلقت للكبار –فقط- كي يلوحوا بها!.

وجه العالم يتغيّر، إنه النظام العالمي الذي تأخر تبلوره منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، لكنه يتسارع في بلورة نفسه رغم أن بعضاً من قواه الجديدة لم تكن مهيأة لذلك، إلا أن الأحداث المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط سرعان ما دفعتها إلى دخول لعبة (تنحية) الإرادات.. وبسرعة.

لكن النتائج المترتبة على صعود قوى جديدة وأفول قوى قديمة، كانت لتوها هي قائدة العالم كالولايات المتحدة الأمريكية، سرعان ما يلقي بظلاله على القوى الإقليمية وقد يهيئ لصراعات دامية قد لا تجد طريقاً إلى الحل إلا بعد بلورة النظام العالمي الجديد و(رضا) كل طرف بمكانته الجديدة!

nad-ali 04-04-2013 12:47 PM

הארץ

الزمن الامريكي يعمل ضد اسرائيل: لي ـ أون هدار


الفكاهي الامريكي الشهير سي بلدكس أراد أغلب الظن أن ينتقد مدينة مولده غير الحبيبة عندما تسلى بفكرة ان يخط على الشاهد على قبره كلمات: ‘بالاجمال كنت افضل الان أن اكون في فيلدلفيا’. الشاهد على قبر بلدكس في كاليفورينا لم يحمل هذه الكتابة في النهاية، ولكن القول بقي مخطوطا في ذاكرة الناس، ولا سيما اذا وجدوا أنفسهم عالقين في موعد مغفل غير ناجح، في غرفة انتظار طبيب الاسنان أو اذا اضطروا لان يبقوا لاكثر من بضع دقائق مع ‘بيبي’ وتقديم ثناء لا نهاية له لسارة نتنياهو مثلما حصل للرئيس الامريكي براك اوباما.

ولكن أوباما، واضح للجميع، هو ‘Cool’ (حلو). فالرجل الذي ينجح في ادارة مفاوضات موضوعية على الميزانية مع الزعماء الجمهوريين الذين اتهموه بتمثيل ايديولوجيا يسارية متطرفة لن يبقي على ضغينة لممثل الجمهوريين في البلاد المقدسة، الذي حتى وقت أخير مضى عمل كمستشار انتخابي لميت رومني الذي أمل في صرف اوباما عن البيت الابيض.

من ناحية No Drama Obama، المصالح الامريكية في الشرق الاوسط ناهيك عن المصالح السياسية الخاصة به هو نفسه تفوق تأثير الكيمياء الشخصية السيئة التي تميز علاقاته مع رئيس الوزراء الاسرائيلي.

ومثل حماس مهني نجح الرئيس الامريكي في أن يوازن بين الشعلات الاسرائيلية والفلسطينية المتلظية في عروض النار الدبلوماسية والبيانية التي قدمها في اثناء زيارته الاخيرة في المنطقة وان يثير حماسة الجمهور الاسرائيلي من خلال الالتزام المزدوج الذي أعرب عنه سواء للفكرة الصهيونية أم للاماني الوطنية الفلسطينية.

ولكن من تحمس (او اغتاظ) لدعوة اوباما تحقيق حل الدولتين يجب أن يتذكر بانه منذ 1992 كان كل الرؤساء الامريكيين بمن فيهم جورج بوش الاب، الذي اشتبه بالعداء لاسرائيل، وبيل كلينتون وبوش الابن، اللذين لم يخفيا عطفهما على دولة اليهود ايدوا بالقطع اقامة دولة فلسطينية مستقلة الى جانب اسرائيل.

لقد كانت خطابية الرئيس إذن دراماتيكية، ولكن الرسالة التي تقدم بها لم تكن تاريخية بل بالاجمال تكرار للمواقف الامريكية الدارجة. ومن مع ذلك يتوقع من اوباما ان ينجح في أن يفعل ما لم ينجح فيه اسلافه، يجب أن يشرح لماذا ما لم يحصل في الفترة التي كان فيها استعداد اكبر في أوساط الاسرائيليين والفلسطينيين للوصول الى تسوية، ومكانة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط لا تتزعزع سيحصل اليوم، عندما تكون الزعامة الاسرائيلية والفلسطينية عديمة القدرة على الموافقة على تنازلات ذات مغزى فيما أن قدرة الولايات المتحدة على التأثير على السياقات في المنطقة قد ضعفت جدا.

ان الهدف المركزي للاستراتيجية الامريكية اليوم هي تقليص كلفة تدخل الولايات المتحدة في الشرق الاوسط وتعويض التأثير السلبي للحربين في العراق وفي افغانستان على خلفية تطلعها الى تقليص في الميزانية العسكرية ونقل مركز الثقل العسكري والاقتصادي لها الى شرق آسيا.

ويفترض تقليص التواجد العسكري الامريكي في المنطقة كاستمرار للانسحاب من العراق ومن افغانستان وعدم القدرة على التأثير الكبير على السياقات التي خلقتها احداث الربيع العربي، يفترض تعزيز التعاون مع تركيا ودول الخليج، التي تتخذ صورة المرشحين الطبيعيين للدفاع عن المصالح الغربية في الهلال الخصيب (بما في ذلك سوريا) وفي الخليج الفارسي.

لقد كان السيناريو المثالي من ناحية الامريكيين دوما تسوية اسرائيلية عربية شاملة. ولما كان حل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني لا يبدو قابلا للتنفيذ وسقوط النظام المؤيد للغرب في مصر هز هذه الاستراتيجية فلم يتبقَ للامريكيين الكثير من الخيارات باستثناء خلق انطباع بانهم يحاولون عمل شيء لحل النزاع، لمنع انتفاضة ثالثة، لمساعدة الاسرائيليين والاتراك على التسليم المتبادل بينهما ولمنع هجوم اسرائيلي على ايران.

من هنا فان منع التدهور الذي يمس اكثر في الدور الامريكي المهتز في المنطق هو السيناريو الاقل سوءا من ناحية ادارة اوباما. فمن ناحية ما هناك اسرائيل غير القادرة على التأثير المباشر على التغييرات السياسية الداخلية في دول المنطقة، لا يمكنها أن تؤدي دورا مركزيا في هذه السياسة الامريكية؛ ومن جهة اخرى، فان استمرار النزاع مع الفلسطينيين يعزز الميول المناهضة لامريكا في العالم العربي والاسلامي.

لا شك أن اوباما كان يريد أن يساعد اسرائيل على الوصول الى تسوية مع الفلسطينيين ليس فقط كي يحث الى الامام الاستراتيجية الامريكية، بل وايضا انطلاقا من التخوف العميق الذي يشارك فيه يهود امريكيون كثيرون ممن يؤيدوه، فان استمرار الاحتلال سيضعف في المدى البعيد مكانة اسرائيل في الولايات المتحدة. نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد البحوث ‘بيو’ وأبرزتها وسائل الاعلام الاسرائيلية أظهرت بان 49 في المائة من الامريكيين يؤيدون اسرائيل، مقابل 12 في المائة يؤيدون الفلسطينيين. ولكن كانت فيها ايضا نتائج ينبغي أن تقلق مؤيدي اسرائيل ايضا.

فمثلا، بينما كان 66 في المائة من الجمهوريين يؤيدون اسرائيل فان المعدل في اوساط الديمقراطيين هو 39 في المائة فقط. وفي أوساط الشباب من 30 سنة فما دون ينخفض التأييد في اسرائيل الى 36 في المائة، و 19 منهم يؤيدون الفلسطينيين. 34 في المائة من الشباب تحت سن 30 لا يتماثلون مع اي طرف.

المؤيد المميز لاسرائيل هو بروتستانتي، جمهوري وكبير السن. استطلاع ‘بيو’ لم يفحص مواقف السود والهسبانيين. ولكن استطلاعات اخرى تبين أن التأييد لاسرائيل في أوساطهم اقل منه في اوساط الناخبين البيض. واذا أخرجنا من الصورة اليهود المؤيدين للديمقراطيين، فان الصورة الديمغرافية لمن يعبرون عن الانخفاض في التأييد لاسرائيل أو عدم الاهتمام بالنزاع الاسرائيلي الفلسطيني، ديمقراطيين، شباب، غير بيض، تشبه جدا صورة من شكلوا الائتلاف الانتخابي الذي أدى الى انتصار اوباما في الانتخابات الاخيرة، وهم ايضا اولئك الذين يفترض بقوتهم السياسية أن تتعزز في السنوات القريبة القادمة.

من هذه الناحية يمكن أن نرى في زيارة اوباما وفي محاولة الوعد بتسوية مع الفلسطينيين جزءا من المساعي لمنع اتساع الفجوة السياسية الثقافية بين اسرائيل وأمريكا الجديدة. اوباما كان يفضل ربما ان يقضي زمنا اقل مع ‘بيبي’. من سيجلس في البيت الابيض في المستقبل غير البعيد كفيل بان يفضل ان يقضي زمنا أقل في اسرائيل.

محلل كبير في شركة استشارات جغرافية استراتيجية في واشنطن

nad-ali 04-04-2013 12:47 PM

عمد من أعمدة الستراتيجيا، وتذكير لمن نسي ونقطة انطلاق لمن أراد أن يصفّ نقاط الارتكاز:

قام السيد حسن نصر الله في ذكرى شهداء حزب الله الواقع في 16 شباط 2013 بالرد على الذين يعتقدن أن باستطاعتهم الأعتداء على لبنان خلال الأزمة السورية.

السيد نصرالله يهدد باغراق اسرائيل في الظلام
http://www.youtube.com/watch?v=UdqMTY9M5Ms

nad-ali 11-04-2013 09:23 PM



BBc
هل دقت ساعة ايران ؟



بعد ان اختتمت المحادثات في الما آتا أعمالها دون التوصل الى اتفاق او حتى تحديد موعد اخر للاجتماع من جديد، لم تجد كاثرين اشتون مسؤولة السياسات الخارجية في الاتحاد الاوروبي سوى تعبير “سأتصل بكم قريبا” لوصف ما الت اليه المحادثات وتعبيرا منها عن اتصالها القادم مع ايران.

لكن هل يكفي ذلك لتخفيف حدة القلق المتنامي بشأن البرنامج النووي لايران وتحصين عقوبات اكثر صرامة؟

قال علي فايز، وهو محلل ايراني بارز لدى المجموعة الدولية للأزمات، إن ما حدث في الما آتا “إخفاق آخر للجهود الدبلوماسية ربما يعمل على تمديد اجل الجمود وزيادة الثمن الذي ستتحمله الاطراف من اجل التسوية.”

ويبدو ان ايران والقوى الست اتفقت على ارضية مشتركة بشأن العزوف عن التوصل الى حل للازمة من خلال المفاوضات.

كما اصبح الوقت الآن ليس في صالحهم الى جانب تحذير ادلى به وزير الخارجية الامريكي جون كيري يقول إن المحادثات لا يمكن ان تستمر الى الابد.

واشار الى سرعة العمل النووي لايران والتهديدات العسكرية الاسرائيلية وتعزيز العقوبات الى جانب المفاوضات.

بناء الثقة

قال مسؤول امريكي بارز في الما آتا “نأمل في ان تجتمع ايران والقوى الست مرة اخرى لاستئناف حوارنا”، مشيرا الى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن وألمانيا، المعنية بالملف النووي.

ولم يستبعد المسؤول جولة اخرى قبل الانتخابات الرئاسية في يونيو/حزيران، ومن الواضح للعيان ان هذه الجولة الاخيرة تضمنت مفاوضات اكثر من ذي قبل.

واضاف المسؤول الامريكي البارز “زملائي، بعضهم يفعل ذلك لعشر سنوات، لم يشهدوا على اي شئ مثل ذلك.”

لكن ما لم تحصل عليه القوى العالمية هو ما كانوا يقولون بشأنه انهم بحاجة الى احراز اي تقدم، او اي استجابة ملموسة وشاملة من جانب ايران لحزمتهم “العادلة والمتوازنة” التي سبق وجرى طرحها على الطاولة في الما اتا في فبراير/شباط.

ويلقى بالمسؤولية على ايران اولا فيما يتعلق ببناء الثقة، غير ان كبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي اصر على ان “بناء الثقة درب ثنائي (الاتجاه).”

ثقة قليلة

تقول مصادر ان ايران مستعدة لوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة ولكن في مقابل رفع تام لكافة العقوبات، وهي خطوة لن يتخذها المجتمع الدولي.

وتبرز المحادثات مع المسؤولين الايرانيين ايضا الحاجة الى وضوح “نهاية اللعبة”.

ماذا ستكون الملامح النهائية للبرنامج النووي الايراني وحجم العقوبات حال توقف بعض اكثر انشطتها النووية حساسية؟

يلزم ان تدرك ايران ان ما تعتبره “حقا اصيلا ” لتخصيب اليورانيوم” يجري في ظل معاهدة منع الانتشار النووي.

ويختلف الدبلوماسيون الغربيون بشأن تفسيرات ايران، كما يقولون ايضا انه يتعين على الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان تشهد بان البرنامج النووي الايراني سلمي تماما وهو ما تعجز عن اثباته حتى الان.

وما زال هناك انعدام ثقة لدى الطرفين والكثير من انعدام المرونة.

سيناريوهات مختلفة

اعترف احد الدبلوماسيين الغربيين واصفا باحباط المفاوضات بانها “مسرح سياسي” قائلا “لايستطيع وفد ايران ان يعود الى وطنه ويقول انه طرح جيد. ربما يرغب جليلي في اتفاق لكن الزعيم الروحي لايراني اية الله علي خامنئي هو المسيطر على مقاليد الامور.”

ففي هذه المسرح يقرأ الطرفان من سيناريو مختلف، ويؤدون ادوارهما امام جمهور محلي، وقال جليلي ان القوى الست اضطرت الى العودة الى عواصمها لتقييم “الخطة الايرانية المقترحة”، مشيرا ضمنا ان الكرة الان في ملعب الطرف الاخر.

وقال المسؤول الامريكي البارز “جميعنا يحتاج الى تقدير ما ينبغي ان تكون عليه الخطوات القادمة في هذه العملية والتفكير من حيث كيفية احراز تقدم فعال.”

ويعقد بعض الخبراء الامل على احتمال تحقيق ايران تقدم بأفكار جديدة بعد انتهاء الانتخابات الهامة.

اسرائيل تراقب النار

قال بيان صادر من يوفال شتاينتز، وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي، “حان وقت العالم كي يتخذ موقفا اكثر حزما وان يوضح للايرانيين دون لبس او غموض ان لعبة المفاوضات ستنتهي بطريقة طبيعية.”

وقالت مصادر غربية واسرائيلية ان اسرائيل تراقب النار حاليا بعيدا عن الانتقادات الشفهية.

وقال احد المسؤولين الغربيين ان طهران حاليا “حريصة جدا” فيما يتعلق ببرنامجها النووي. لقد اكدت مؤخرا انها استئنفت تحويل اليورانيوم متوسط التخصيب الى وقود اكسيدي لتقليل نمو مخزونها.

وعلى جبهة العقوبات ما زال الكثير منها معلقا.

وأكد علي فايز ان “الرئيس الامريكي لا يستطيع الدفع بعقوبات ان حققت لدبلوماسية اي خطوة.”

لكن القوى العالمية، التي تختلف بشدة ازاء ازمات طاحنة مثل سوريا، ما زالت تتقاسم أرضية مشتركة عندما يتعلق الامر بايران.

nad-ali 11-04-2013 09:26 PM

الخميس, أبريل 11, 2013

الرئيس الصيني : سندخل في حرب مدمرة ضد الولايات المتحدة إذا ما هاجمت إيران





كشفت برقية مسربة من الخارجية الأمريكية أن الرئيس الصيني هوجين تاو كان قد أبلغ نظيره الروسي أنذاك ديمتري ميدفيديف،و رئيس حكومته فلاديمير بوتين أن الصين لن تتردد لحظة واحدة في الدخول في حرب ضد الولايات المتحدة إذا ما تجرأت هذه الأخيرة على مهاجمة إيران.


و تقول البرقية السرية التي نشرتها صحف أمريكية إن بكين أبلغت موسكو أن الدخول في حرب عاجلة ضد الولايات المتحدة هو السبيل الوحيد لوقف المغامرات الأمريكية وفق تعبير هوجين تاو.


الوثيقة المسربة تقول أيضا أن البحرية الصينية وضعت في حالة تأهب قصوى،ما جعل الولايات المتحدة تتراجع عن خطط سرية كانت قد وضعتها للهجوم على إيران،بعد أن تناهى إلى علمها أن الرئيس الصيني أبلغ نظيره الروسي قائلا : “سندخل ضد الأمريكيين في حرب مدمرة فورا حتى و إن قادنا الأمر نحو حرب عالمية ثالثة”.


http://addaronline.com/detail.cfm?id=23789

*
*

nad-ali 17-04-2013 05:00 PM

الحكم بإخلاء سبيل مبارك في قضية قتل المتظاهرين

بلغت فترة حبس الرئيس السابق احتياطياً على ذمة التحقيق في قتل المتظاهرين عامين

الاثنين 4 جمادي الثاني 1434هـ - 15 أبريل 2013م


http://dam.alarabiya.net/images/0e56.../338/1?x=0&y=0

قناة العربية -
أفاد مراسل "العربية" بأن المحكمة قررت، الاثنين، إخلاء سبيل الرئيس المصري السابق حسني مبارك في قضية قتل المتظاهرين، ما لم يكن محبوساً على ذمة قضايا أخرى، فيما لم يصدر القاضي قراره حتى اللحظة بالإفراج عن مبارك.

وكان مبارك وصل في وقت سابق اليوم إلى أكاديمية الشرطة لحضور جلسة نظر التظلم الذي قدمه لإخلاء سبيله على ذمة إعادة محاكمته.

وقالت مراسلة "العربية" في القاهرة، إن محكمة الاستئناف حددت دائرة التجمع الخامس، التي يرأسها المستشار محمد رضا شوكت، للنظر اليوم الاثنين، في الطلب الذي قدمه، فريد الديب، محامي الرئيس المخلوع، حسني مبارك، بالإفراج عنه، على ذمة إعادة محاكمته أمام محكمة جنايات جنوب القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة، عقب فترة الحبس الاحتياطي.

وأشارت المذكرة المقدمة من محامي الرئيس السابق، إلى أن فترة حبسه الاحتياطي على ذمة قضية قتل المتظاهرين والفساد المالي، بدأت اعتبارا من أبريل/ نيسان 2011 وبمرور عامين على القضية، يتحتم إخلاء سبيله إعمالا لحكم القانون.

وكان رئيس محكمة جنايات القاهرة قرر في الجلسة الأولى لإعادة محاكمة مبارك، التي انعقدت السبت، إحالة ملف المحاكمة إلى محكمة استئناف القاهرة لـ"استشعار الحرج".


http://www.alarabiya.net/ar/arab-and...A8%D9%82-.html


nad-ali 17-04-2013 05:01 PM

http://www.alahednews.com.lb/desimages/jimages/anws.png

إرتباك ’القاعدة’ وحساباته الاستراتيجية؟



بغداد ـ عادل الجبوري

لم تصمد القراءة السريعة والمتسرعة من قبل بعض أصحاب الرأي بشأن إعلان زعيم ما يسمى بـ”دولة العراق الاسلامية” ابو بكر البغدادي دمج هذا التنظيم مع تنظيم “جبهة النصرة” في سوريا تحت مسمى “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، لأن جبهة “النصرة” لم تنتظر طويلاً، ولم تذهب الى القنوات السريّة لبحث ودراسة دلالات دعوة ـ او قرار ـ البغدادي، وإنما أعلنت عبر تسجيل صوتي على شبكة الإنترنت وبلسان زعيمها أبو محمد الجولاني مبايعتها لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري على السمع والطاعة والخضوع، وكان ذلك ابلغ وأسرع رد على خطوة الدمج.

وأقر الجولاني أن جبهة “النصرة” حظيت بدعم ومساندة “دولة العراق الاسلامية” في بدايات ما أسماه بالثورة السورية، في الوقت الذي اعتبر البغدادي ان الجولاني عين زعيما لجناح تنظيم القاعدة في سوريا من قبل مجلس شورى “دولة العراق الاسلامية”.

وفي مقابل عدم صمود القراءة السريعة والمتسرعة التي ذهبت الى أن توحيد جناحي تنظيم القاعدة في كل من العراق وسوريا يمثل مؤشراً واضحاً على أن التغيير سيسير بصورة متوازية في كلا البلدين، في مقابل ذلك هناك قراءة أخرى مغايرة تماما تشير إلى اختلاف في المواقف بين جناحي التنظيم وهذه ملامحها ومعالمها الأولية.

وأبرز معطيات هذه القراءة:

ـ وجود، إن لم نقل صراع، فإنه خلاف واختلاف كبيران، لهما خلفيات سابقة بين زعامات تنظيم القاعدة في كل من العراق وسوريا، لا يبدو انهما يتعلقان بالخطط والاستراتيجيات العامة بقدر ما يتمحوران حول الإمساك بتلابيب السلطة والقرار والزعامة.

ـ تعدد واختلاف الارتباطات والأجندات الخارجية لكل من الجناحين، بحيث إن تقاطعات واختلافات الأطراف الخارجية ـ السعودية وتركيا وقطر ـ ربما تكون قد ألقت بظلالها على واقع العلاقات بين جناحي التنظيم.

ـ الضربات التي تعرض لها تنظيم جبهة “النصرة” في سوريا، وازدياد حدة الخلافات مع القوى المعارضة الاخرى، لا سيما الجيش السوري الحر، الى جانب استعادته جزءا من زمام المبادرة في العراق، ربما شجعت تنظيم “دولة العراق الاسلامية” على السعي لوضع جبهة “النصرة” تحت مظلتة.

ـ غياب القيادة المركزية والمؤثرة والقوية لتنظيم القاعدة بعد مقتل زعيمه أسامة بن لادن مطلع شهر ايار/مايو من عام 2011 في باكستان على أيدي القوات الاميركية، وهو ما شجع بعض أجنحة التنظيم على التجرؤ للتوسع والهيمنة على اجنحة اخرى للتنظيم.

ـ القلق المتنامي لبعض قيادات وأجنحة تنظيم القاعدة من تنامي نفوذ تيار الإخوان المسلمين، خصوصا بعد نجاحه في تبوؤ مواقع الصدارة في أكثر من بلد عربي كواحدة من نتائج ثورات الربيع العربي، كما هو الحال بين مصر وتونس.

ويزداد ذلك القلق بتحول بوصلة الدعم والتأييد لأطراف اقليمية فاعلة ومؤثرة كالعربية السعودية من خلال رفع يدها عن مساندة التوجه الاسلامي واتجاهها لمساندة التوجه العلماني بدفع وضغط من قوى دولية في مقدمتها الولايات المتحدة الاميركية.

واذا اعتبرنا ان خطوة البغدادي، سواء كانت شخصية أو حصيلة قرار شورَوي، بأنها كانت مرتبكة، لم تخرج عن كونها تخبطاً غير مدروس، فإن ذلك الارتباك لم يأت من فراغ، وإنما افرزته ارتباكات في مستويات أخرى، من بينها الارتباك على مستوى ادارة وتوجيه ومسارات الأزمة في العراق بين متظاهري المحافظات الغربية من جهة والحكومة العراقية من جهة اخرى، وهو ما عبرت عنه بوضوح الانشقاقات والتصدعات في الجبهة السنية على الصعيد السياسي والعشائري معا، ومن بينها ايضا التصدعات وتقاطع المواقف بين قوى المعارضة السورية، وكانت محاولة اغتيال قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد من أبرز مؤشراتها، اضافة الى معارضة بعض القوى تعيين الكردي المقرب من تيار الإخوان المسلمين غسان هيتو رئيسا للحكومة السورية في المنفى، والمستوى الآخر للارتباكات هو خروج السعودية من محور انقرة ـ الدوحة ـ الرياض الداعم للتغييرات السياسية في المنطقة لمصلحة صعود التيار الاسلامي السني المتشدد، وإضعاف ومحاصرة التيار الشيعي في العراق وإيران ولبنان والبحرين ومواقع اخرى.

والسؤال هنا هو: هل الاختلاف او الخلاف بين جناحي تنظيم القاعدة في سوريا والعراق هو الأول من نوعه؟

بالطبع إنه ليس الأول من نوعه، وإن تنظيم القاعدة مثله مثل أي تنظيم سياسي اخر عرضة للتصدعات والانشقاقات والاختلافات، لا سيما ارتباطا بحقيقة سعة التنظيم وامتداداته الكبيرة وتنوع ظروف وأوضاع الساحات التي يتحرك وينشط فيها؟

بيد ان ذلك لا يعني بداية النهاية للتنظيم، ولا حتى لجناحيه في سوريا والعراق، ولا احتراق اوراقه، فوجود ارتباكات لا يعني انهياراً كاملاً، وبروز خلافات واختلافات لا يعكس وجود اشكالية حقيقية لدى التنظيم، ولا غياباً للأهداف والرؤى الاستراتيجية. وقبل أربعة اعوام تقريبا سرب تنظيم القاعدة معلومات عن استراتيجية ومراحل عمله، والتي تمثلت بما يلي:

الاولى: قيادة دولة العراق وجعل المجاميع المسلحة في العراق تحت خيمة عمله العسكري، او بحسب تعبيره ” قيادة زمام الجهاد بعد خروج المحتل”.

الثانية: قتال شيعة العراق وبعض القوى المرتدة، مثل الجهات السنية المشاركة في الحكم كالحزب الاسلامي العراقي وتيارات اخرى، حتى تطهير أرض العراق منهم.

الثالثة: استلام الحكم في العراق وإدارة الصراع عقائديا وسياسيا مع الشيعة.

ووفق ما جاء في التقارير تقوم استراتيجية القاعدة بعد انجاز المراحل الثلاث على اعادة الخلافة الاسلامية للعراق وجعله منطلقا لإسقاط حكومات دول المنطقة، وقد جاء في نص بيان صدر في بداية شهر نيسان/ابريل من عام 2007 “اقامة اول حكومة اسلامية في المنطقة منذ سقوط الخلافة العثمانية قبل قرنٍ من الزمان لتخليص المسلمين من حكم الطاغوت الذي حكم ديارهم بالحديد والنار، ولإرجاع الشعوب الاسلامية المقهورة الي دينها وشرع ربها”.

nad-ali 17-04-2013 05:03 PM

صفقة أميركية سعودية يتخللها شرط مفاجئ ومحرج!
قال مسؤول إقتصادي أميركي سابق إن الولايات المتحدة الأميركية إتفقت مع السعودية أن تمدها الرياض بالنفط بأسعار بخسة وسد النقص في حال تم فرض حظر نفطي عليها من قبل اي دولة من الاوبك، مقابل ضمان بقاء عائلة آل سعود في الحكم أطول فترة ممكنة وحمايتهم. وذكر أن أحد الأمراء كان لديه شرطا إضافيا محرجا ومفاجئا في هدا المجال(...!!).
المسؤول الأميركي جون بيركنس في مقابلة مع قناة روسيا اليوم تحدث عن تفاصيل هذا الموضوع.
قال بيركنس: إلتقيت أحد المسؤولين الكبار في الخزانة الأميركية وقال لي "نحن لا نستطيع السماح للأوبك بإبتزازنا، وعليك الذهاب مع موظفيك الى السعودية وعليكم أن تضمنوا عدم تكرار إستخدام الحظر النفطي ضدنا وبالفعل فقد عانت الولايات المتحدة معاناة شديدة بسبب الحظر النفطي"، في اشارة الى الحظر النفطي الذي تعرضت له أميركا من قبل الدول العربية في عهد الملك فيصل.


nad-ali 24-04-2013 10:42 PM

http://www.alhejazi.net/common/banner.jpg

دولة الوصاية

الوصاية في العرف السعودي القبلي والسياسي لا يبطن مجرد الشعور بالفوقية والتميّز، رغم أنه شعور عميق لدى أمراء آل سعود، ولكنها تعني أيضاً نزعة الاستحواذ المستفحلة لدى الأمراء، الى درجة تجعل من بسط اليد وفرض السيطرة على كل ما يمكن الوصل اليه من مال وأرض وعقار وبستان ثم تعلو ذلك الى حكومات ودول عادة جارية و متوارثة..
مثال بسيط لتوضيح ذلك: حين نتأمل عميقاَ في الخلافات الحدودية بين المملكة السعودية والدول المجاورة لها: اليمن، العراق، الكويت، الامارات، قطر، البحرين، عمان، الاردن، لا تجد هناك ما يستحق بقاء ملف الاتفاقات الحدودية عالقاً لعقود طويلة سوى إصرار آل سعود على حقوق مزعومة لهم داخل أراضي هذه الدول، ولذلك تبقى الاتفاقات بدون حسم، وقد تتعطل مشاريع استثمارية وربما تلغى بسبب رفض اعتراف آل سعود بحق هذه الدولة وتلك في العمل على هذه البقعة أو تلك..رغم أن الخلاف قد لا يتجاوز قطعة أرض صغيرة أو لا يستحق هذا القدر من التعطيل الطويل الأمد..
القضية لا تقتصر على مجرد خلاف حدودي، ولكنها النزعة الوصائية التي تعبّر عن نفسها في التعطيل، والخلاف، والإلغاء..فهناك عشرات الأمثلة على خلافات بين السعودية والامارات على واحة البريمي، أدّت الى تعطيل مشروع مد جسر حيوي بين الامارات وقطر بحجة أنه يتجاوز على السيادة السعودية، وقد تابع كثيرون خلاف مركز الخفوس الحدودي مع قطر في العام 1992، والذي أدى الى مقتل شخص من حرس الحدود القطرية وجرح إثنين آخرين، كما عطّلت السعودية مشاريع استثمار بترولية في اليمن بسبب الخلاف الحدودي، وكذلك الحال مع الكويت، وما نجم عنها من انقسامات ومصادرات للأراضي حتى أن بعض المواطنين الكويتيين وجدوا أنفسهم داخل الأراضي السعودية بعد أن كانوا في وقت سابق يعيشون داخل الحدود الكويتية، بسبب المصادرة السعودية..
حين ننتقل من الحدود الى السياسة، تتجلى نزعة الوصاية في أبشع صورها، فآل سعود يعتقدون بأن لهم حقوقاً إستثنائية تجعلهم أوصياء على هذه الأمة، ويتصرّفون كما لو أن شعوب الشرق الأوسط ودوله رهن إشارتهم، ولا يجوز لهم التصرّف دون كسب رضاهم..وهنا نستحضر السبب الجوهري في الخلاف المكتوم بين الرياض والدوحة، وهو خلاف لا يتعدى فكرة الوصاية، التي تمرّدت عليها القيادة القطرية وصارت تتصرف كما لو أنها ندُّ أو منافس لآل سعود في هذا الصدد..ومشكلة القطريين أنهم باتوا يلعبون نفس اللعبة السعودية في الوصاية، منذ تمرّدوا على (الشقيقة الكبرى) بعد حرب الخليج الثانية، وتوقيع اتفاقية الدفاع المشتركة مع الولايات المتحدة التي حرّرت الدوحة من (الوصاية) السعودية، ونقلت الوصاية الى واشنطن، مع هامش تحرّك أوسع..
في مصر، إبان عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، كانت السعودية قد فرضت وصاية متقنة عبر المساعدات التي تقدّمها، ونجح مبارك في ضبط التيارات السياسية الدينية والعلمانية لفترة طويلة، ولكّنه أصيب بعدوى الوصاية فقرر اعتماد مبدأ التوريث، فأودى بحياة نظامه السياسي، وحين رفض نظام ما بعد ثورة 25 يناير شروط الوصاية السعودية، بقيت مصر تعاني من أزمات اقتصادية، وصدامات طائفية وفلتان أمني، وتجييش مذهبي غير مسبوق، يقوده التيار السلفي المرتبط بالسعودية..تقول للمصريين لا مساعدات بدون وصاية، وسوف تبقى مصر هكذا أمام خطر الافلاس الاقتصادي طالما رفضت الخضوع لمبدأ الوصاية..
في اليمن، تبدو الوصاية السعودية أقبح مما نتوقع، فقد سلبت منها ليس مجرد السيادة، بل حتى الكرامة والعزّة، وصار المال السعودي ينطق على ألسنة الطبقة الحاكمة من مدنيين وعسكريين وأمنيين، وحتى زعماء القبائل، وقادة الاحزاب، والجمعيات، والمعاهد الدينية، والمراكز..يخبر اليمنيون بمرارة أنهم لا يشعرون بوجود دولة يمنية مستقلة، بل هي خاضعة بكامل مؤسساتها السياسية والامنية والعسكرية والخدمية للوصاية السعودية..
رفض الأردن الاستجابة لشروط الوصاية السعودية حين طلب منه فتح الحدود مع سوريا لدخول المسلّحين، واكتفى في فترات سابقة بمجرد الدعم اللوجستي والانساني، وتزايدت الضغوطات الاقتصادية عليه، وأصبح الملك نفسه هدفاً لشعارات المتظاهرين، فقرر النزول عند رغبة السعودية بالحصول على مساعدات اقتصادية بقيمة 4 مليارات دولار بشرط تسهيل مرور المقاتلين الى داخل سوريا..فاختار ملك الأردن اللعبة المزدوجة: تسهيل المقاتلين من جهة، وإبلاغ المخابرات السورية عن طرق تسلّلهم من جهة ثانية.
يتحدث العراقيون عن أموال سعودية تتدفق الآن على المرشّحين للانتخابات، وترّد الجماعات المرتبطة بآل سعود بالسلاح على السياسة، وعلى طريقة الصبيان في ملاعب الهواة (إما ألعب أو أخرب الملعب)، فإن الوصاية السعودية تترجم نفسها في سيارات مفخخة، واحتراب طائفي، واستدراج لمشاريع انفصالية، وكل ذلك لأن العراق قرر السير بعيداً عن وصاية ال سعود.
أينما تضع إصبعك على خارطة الشرق الأوسط، من البحرين وحتى المغرب، لا تجد سوى أشكال وصاية متعددة..ومن سخرية السياسة والوصاية أن دولة مثل البحرين يتم صنع قرارها وسياساتها العامة في الرياض وليس في المنامة، حتى أن من يريد حلحلة ما يجري في البحرين يجب عليه أن يحجز الى الرياض كيما يحصل على إجابة حاسمة حيال ما يجب أن يكون عليه في البحرين..
في لبنان وسوريا وفلسطين..وفي أفغانستان وباكستان، ثمة وصاية سعودية يخبرك عنها أهل هذه البلدان، تارة في السياسة والمال، وأخرى بالسياسة والسلاح، وثالثة بالسياسة والغذاء، ورابعة وخامسة..ولكن هذه الوصاية سوف تلفظ أنفاسها قريباً، لأن زمن الشعوب بدأ.

nad-ali 24-04-2013 10:43 PM

قناة سما - لقاء خاص مع الدكتور علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني 22-04-2013

http://www.youtube.com/watch?v=06DzYRck46U

nad-ali 26-04-2013 10:56 PM

http://www.tabnak.ir/client/themes/a...mg/logo_03.gif

حول خط الغاز الإيراني- العراقي- السوري والحرب العالمية والنووي المخزن في تركيا

http://www.aljaml.com/files/upload/2-3642.jpg

هل تشعل سوريا وكوريا الشمالية فتيل الحرب العالمية الثالثة؟
تصاعد التوتر بين كوريا الشمالية وأمريكا ربما يكون عامل أخر لبداية حرب عالمية ثالثة ستتسبب بخراب ودمار يعم أنحاء الأرض ومن المؤكد لن تنجو أي دولة.

يتصاعد التوتر بين بيونغ يانغ و واشنطن في وقت تتعقد فيه الأزمة السورية أكثر مما مضى وتتسبب في تهيئة الأجواء لنشوب حرب جديدة في الشرق الأوسط، لكن المثير للجدل أن هنالك الكثير من المحللين يؤكدون أن هذه الحرب ستبدأ قبل نهاية عام 2013.
يمكن تقيمّ حجم الارتباط بين الأزمتين في كوريا و سوريا وإمكانية أن تتسببان في نشوب حرب عالمية مدمرة من خلال المعطيات الآتية:
1-قرب "دمشق" و "بيونغ يانغ" من مجموعة "البريكس" التي تعتبر أكبر تجمع اقتصادي في حال النمو والتوسع وارتباط مصالح البلدين مع الدول الأعضاء في هذه المجموعة كروسيا التي لها حدود مشتركة مع كوريا الشمالية و مصالح جيوسياسية مع دمشق. وشهدنا مؤخراً تقارب واضح بين موسكو وبكين حيث تسعى الصين بشدة لتتحول إلى قوة دولية عظمى على الصعيد الاقتصادي والسياسي والعسكري أيضاً.
كذلك للدول الأعضاء الأخرى في "بريكس" مثل البرازيل والهند وأفريقيا الجنوبية طموحاتها أيضاً للتواجد على الساحة الدولية وإخراج النظام الدولي من نظام القطب الواحد الذي تحكمه أمريكا وتحويله إلى نظام متعدد الأقطاب.
2-القدرات العسكرية الكاملة لسوريا وكوريا الشمالية توجب في حال مهاجمتهما من قبل أمريكا وحلف الناتو بأن يُدخلا المجتمع الدولي برمته في اشتباك وحرب من العيار الثقيل.
الصواريخ النووية لكوريا الشمالية قادرة على عبور القارات والوصول إلى الأراضي الأمريكية ما يشكل ردعاً قوياً بيد "بيونغ يانغ" تجبر واشنطن على العدول عن فكرة مهاجمتها.
كما أن دمشق تملك احتياطي صاروخي و"كيماوي" في حال تم استخدامه فإن قدرته التدميرية تهدد بسهولة وجود اسرائيل والقواعد العسكرية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وهذا الأمر يجعل من سوريا وكوريا الشمالية محط اهتمام ودعم مجموعة مثل البريكس ومنظمات دولية أخرى مثل "منظمة شنغهاي" حتى إذا ما حدثت مواجهة عسكرية تتقاسم هذه الدول فيما بينها النتائج السياسية والاقتصادية المترتبة على الانتصار في هذه الحرب.
3-تقارب الخط السياسي بين سوريا وكوريا الشمالية وتموضعهما في موقع العداوة لأمريكا والإمبريالية بالإضافة إلى أن الكثير من التقارير والتحاليل تؤكد استمرار التعاون العسكري الواسع سواءً في تبادل الخبراء العسكريين أو التجارب العسكرية بين البلدين، ودائماً ما كانت كوريا الشمالية تدعم القدرة الصاروخية السورية.
أذعنت تل أبيب حتى بعد الهجوم الإسرائيلي على قاعدة "الكبر" عام 2007 أن الموقع هو مركز نووي بنته كوريا الشمالية على الأراضي السورية، بالرغم من أن هذا الكلام ليس إلا إدعاء لكنه يمكن أن يفسر حجم ومستوى التعاون الموجود بين سوريا وكوريا الشمالية.
نظراً لما سبق يمكن التأكيد أن التوتر الحاصل على الساحة الدولية لا يمكن أن يحمل نتائج ايجابية للمجتمع الدولي وهذه نقطة أشارت إليها وزارة الخارجية الروسية في معرض تحليلها على التحولات الكورية. كما أكد معاون وزير الخارجية الروسي أنه "لا يجب تخطي الخطوط الحمراء" وهي إشارة من قبل موسكو للحؤول دون حدوث أي مواجهة عسكرية تؤدي إلى حرب عالمية.
وحول الأزمة السورية والتحول الأخير الحاصل على الصعيد العسكري والأمني يجب القول أن استخدام المعارضة السورية المسلحة للسلاح الكيماوي دفع واشنطن لإيجاد منطقة عازلة الأمر الذي سيقود إلى وقوع كارثة على الأراضي السورية لأن دمشق لن تسكت أبداً إزاء هذا الإجراء لأنه سيفهم على أنه اعتداء صارخ على السيادة السورية وبلا شك سترد على الهجوم بهجوم مماثل في حين سيقوم حلفاء سوريا كإيران وحزب الله بدعم دمشق في هذا الأمر.
كما يؤكد محللون أنه نظراً لتصاعد التوتر بين أمريكا وكوريا الشمالية وكذلك الأزمة السورية يمكن القول أن العالم ينتظر نشوب حرب عالمية لن تستطع أي دولة أن تنأى بنفسها عن هذه الحرب وسيتمخض عنها تشكل نظام عالمي.
ليس هناك فرق بين من يشعل الشرارة الأولى للحرب سواء كانت "بيونغ يانغ" أو "دمشق" المهم والمحتم الحدوث هو أن المجتمع الدولي على أعتاب حرب عظيمة وعلى ما يبدو تتهيأ الظروف اللازمة لبدء هذه الحرب على أعتاب دمشق و بيونغ يانغ.
المصدر: وكالة فارس


ما هي التحديات التي تواجه مشروع خط أنابيب غاز الصداقة "الإيراني-العراقي-السوري"؟

http://www.aljaml.com/files/upload/2-3643.jpg

مؤخراً أعلن وزير النفط الإيراني في لقاء جمعه مع نظيره العراقي عن توصل الجانبين لتوقيع اتفاقية لتصدير الغاز الإيراني إلى العراق، وقال: سيتم تصدير الغاز الإيراني إلى بغداد نهاية شهر حزيران القادم. كما كشف عن إجراء مفاوضات لمد أنبوب لنقل الغاز الإيراني إلى سوريا عن طريق الأراضي العراقية، وأضاف أنه حصل تقدم ملحوظ بهذا الخصوص ومن المقرر استئناف المحادثات الثلاثية على وجه السرعة في العاصمة طهران بين الدول الثلاث لمد هذا الخط.
يجدر بالذكر أنه في السياق نفسه وقع فيما مضى وزراء النفط في ايران والعراق وسوريا اتفاقية بقيمة /10/ مليار دولار لنقل الغاز الإيراني إلى أوربا عن طريق العراق وسوريا ولبنان ليتم نقله عن طريق البحر المتوسط إلى أوربا.
ونظراً للأوضاع الحالية في المنطقة سنبحث وجهة نظر تتناول التحولات الجديدة الطارئة على خط أنابيب غاز الصداقة وأهميته وتحديات إنشائه.
أهمية خط أنابيب الصداقة:
حظي خط أنابيب الصداقة أو كما أطلق عليه في الماضي "برشين بايب لاين" أو الإسلامي خلال السنوات الماضية باهتمام طهران وبغداد ودمشق وبعض الدول الأخرى مثل لبنان كما أثار اهتمام دول جنوب أوربا أيضاً، لكن خلال العامين الماضين اصطدم هذا المشروع بتحديات جديدة بعد التغيرات الحاصلة في المنطقة خاصة في سوريا، حالياً هناك ثلاث دول لها رأي أخر في هذا الموضوع واستمرت بإجراء محادثات في سياق تنفيذ هذا المشروع خطوة بخطوة. وبعيداً عن التنسيق الموحد بين الدول الثلاث يبذل العراق وإيران مساعي كبيرة في سبيل تنفيذ هذا المشروع.
مؤخراً أعلن العراق عن موافقته لنقل الغاز الطبيعي الإيراني عن طريق أراضيه إلى سوريا. لكن بالرغم من وجود مسافة طويلة تفصل عن تنفيذ هذا المشروع بشكل واقعي، يتوجب القول أن خط أنابيب الصداقة يمنح كل الدول المشاركة فيه ميزات وقدرات متعددة الأمر الذي سيجعل هذه الدول لا تغمض عينيها عن النفع الذي ستحققه من وراء هذا المشروع.
ألف: أهداف الدول المشاركة في مشروع خط أنابيب الصداقة:
1-أهداف ايران:
تعتبر ايران بعد روسيا ثاني أكبر دولة في العالم من حيث امتلاك منابع الغاز ولديها قدرة على تأمين جزء كبير من احتياجات أوربا من الطاقة عن طريق خط أنابيب غاز يصل إلى أوربا مثل خط "ناباكو". لكن معارضة واشنطن وإلى حد ما أوربا الغربية حرمت ايران من التحول إلى قوة من خلال تصدير الغاز. وتسعى طهران التي تستحوذ على حصة صغيرة من تجارة الغاز العالمية من خلال خطة التنمية الخامسة التي أقرتها لرفع حصتها من هذه التجارة.
بالرغم من الظروف السياسية والاقتصادية والعقوبات التي أدت إلى عدم تمكن طهران من لعب دور بارز وخلّاق في سوق الغاز العالمي إلا أن خط غاز الصداقة الذي سيصل إلى أوربا يمكن أن يضاعف من حصة ايران في التصدير، ونظراً لوجود تحديات وعقبات أمام "خط ناباكو" تأمل طهران أن يصل خط الغاز الإيراني –العراقي-السوري في المستقبل إلى اليونان وايطاليا.
في سياق أخر بالرغم من أن لتركيا دور هام في ترانزيت الغاز إلى أوربا إلا أن الدول المنتجة (إيران) والمستهلكة للغاز (دول الاتحاد الأوربي) تخشى من الدور المتعاظم لتركيا في الأسواق العالمية، في ضوء هذا تستطيع ايران التواجد بقوة في الأسواق الإقليمية والأوربية من خلال مد خط أنابيب الصداقة وبصرف النظر عن فائدته الاقتصادية يحاول الإيرانيون زيادة نفوذهم السياسي.
تعي طهران جيداً الظروف الأمنية في الغرب وسوريا لكن كخطوة أولى تفكر بتنفيذ سريع لخط الأنابيب ليصل إلى العراق، وعلاوةً على اتفاقية الغاز الأخيرة التي وقعت بين بغداد وطهران فإن صادرات الطاقة الإيرانية إلى جانب التطورات الحاصلة في خط أنابيب السلام مع باكستان تزيد نوعاً ما من قوة وقدرة دبلوماسية الغاز الإيراني مقابل المنافسين الإقليميين كما تساهم في تحسين موقع ايران في كسب أسواق غاز جديدة في المنطقة والعالم.
2- أهداف العراق:
يحتل العراق المرتبة 13 بين الدول التي تعتبر منبع لاحتياطي الغاز في العالم إلا أن هذه المنابع ما زالت إلى حد كبير دون استثمار. وخلال السنوات الأخيرة خطت الحكومة العراقية خطوات في مجال انتاج وتصدير الغاز من خلال إجراء مناقصات لتسليم حقول الغاز إلى شركات دولية ومع ذلك ما تزال تواجه أزمة مع تصاعد الطلب الداخلي على الغاز، كما تتطلع بغداد إلى قضايا أخرى كحقها في عبور الغاز الإيراني من خلال أراضيها إلى غرب آسيا حتى أوربا. كما تتطلع في المستقبل للمنافسة مع تركيا للعب دور في ترانزيت الغاز وتصديره عن طريق هذا الخط إلى غرب آسيا ومنها إلى أوربا. وطبق برنامج حُدد مسبقاً من المقرر في المرحلة الأولى أن يتم تشغيل خط أنابيب الصداقة منتصف العام القادم ليصل إلى العاصمة بغداد وسيحصل العراق عام2013 على 20-25 مليون متر مكعب من الغاز وهي كمية يمكن أن تؤمن جزء من احتياجات العراق وخاصة احتياجات المحطات في هذا البلد.
3-أهداف سوريا:
السوريون قياساً بالعراقيين ليس لديهم كميات غاز مثيرة للاهتمام لكنهم بالإضافة إلى تأمين احتياجاتهم من الغاز من خلال خط أنابيب الصداقة يفكرون بنقل الغاز بالعبور إلى الأردن ولبنان وكذلك يفكرون بتصديره عبر موانئهم إلى جنوب أوربا. لكن مع ظهور تحديات أمنية تركز دمشق على حضورها في هذا المشروع لأنه في حال إحلال الاستقرار وتأمين الأمن في سوريا سيكون لدمشق مشاكل حادة و متصاعدة مع تركيا مما سيصعب أي شكل من أشكال تبادل الطاقة بين البلدين. لذا تنظر دمشق بجدية كبيرة لخط الغاز الإيراني-العراقي-السوري.
ب: تحديات تنفيذ خط أنابيب الصداقة:
على الرغم من أن العلاقات السياسية المتميزة بين ايران والعراق وسوريا تستطيع أن تسّرع من إنهاء خط أنابيب الصداقة لكن ما تزال هناك تحديات كبيرة متعددة تلقي بظلالها على هذا المشروع. وفي سياق أخر يجب بحث الشروط القانونية ودراسة كيفية التنفيذ وتأمين رأس المال اللازم للتمويل وقضايا أخرى مثل الأمور المالية وقيمة الترانزيت وضمان تصدير النفط والغاز... وبالرغم من المسافة البعيدة التي تفصل عن تنفيذ خط أنابيب غاز الـ10مليار دولار الإيراني-السوري إلا أن أهم تحدي يواجه هذا المشروع هو التعقيدات الأمنية في العراق والمحافظات الغربية المضطربة والمشكلات الأمنية على الحدود العراقية-السورية- وعدم توضح صورة الحرب الداخلية في سوريا ومستقبل النظام السياسي فيها، بعبارة أخرى سيكون أهم تحدي أمام إنشاء خط أنابيب الصداقة هو كيفية تأمين أمن هذا الخط.

آفاق خط أنابيب الصداقة:
يبلغ طول خط الصداقة/56000/كم يبدأ من مدينة "عسلوية" في ايران ويعبر الأراضي العراقية ليصل إلى سوريا وهناك إمكانية ليصل إلى لبنان والبحر المتوسط لينتهي في أوربا. لكن بوجود التحديات الحالية وخاصة الأمنية سيكون من الصعب التنبؤ بتنفيذ هذا المشروع بشكل كامل في مدة زمنية قصيرة، حالياً في المرحلة الأولى نظراً لنوع التعاون الإيراني العراقي في مجال الغاز سيجري مد خط الأنابيب ليصل إلى العراق وليصل لاحقاً إلى سوريا بعد توضح مجرى الظروف الأمنية في سوريا وتحديد المستقبل السياسي فيها, لكن يجب الانتباه إلى أنه نظراً لقدرة استيعاب خط أنابيب الصداقة (ينقل يومياً 110 مليون متر مكعب من الغاز) سيكون هناك إمكانية لزيادة الاستيعاب لتصدير الغاز إلى الدول الأخرى مثل الأردن ولبنان وسينخرط العراق أيضاً في تصدير غازه باستخدام هذا الخط. وفي حال إشاعة الاستقرار في سوريا يستطيع خط أنابيب الصداقة أن يزيد من قدرة دبلوماسية الغاز الإيراني في مواجهة المنافسين الإقليميين بحيث ستكون الخطوة اللاحقة جعل الأماني الإيرانية في تصدير الغاز إلى دول الاتحاد الأوربي حقيقة واقعية.
فرزاد رمضاني بونش
المصدر: وكالة كرد برس

أردوغان، تركيا والتعصب العرقي-القومي؛ خلفيات نمو القومية التركية المتطرفة في عصر الجمهورية:
أطلق مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال " أتاتورك" عام 1925 في أحد خطاباته الشهيرة على الأتراك والأكراد والعرب وكل أطياف القوميات التركية اسم "عناصر إسلامية" واعتبرهم جمعياً متساوون، لكن تدريجياً قام أصدقاء أتاتورك و مستشاريه بأخذه إلى جهة مغايرة وفي عام 1928حذفت عبارة "تركيا دولة إسلامية" من القانون لتصبح شكلاً بلا أي معنى وليصبح الجنرال "عصمت اينونو" أحد الشخصيات العسكرية البارزة والمتنفذة خلال العهد العثماني بعد تأسيس النظام الجمهوري ليس فقط رئيس الوزراء التركي بل أصبح العقل المفكر لكل الخطوات والإجراءات التي قام بها أتاتورك، وهو الذي شجعه على تحييد الإسلام عن السياسة وحدث ما أراده، حيث تم إدراج قانون "الأصول العلمانية" في الدستور التركي عام 1937 قبل وفاة أتاتورك بعام واحد.

http://www.aljaml.com/files/upload/2-3644.jpg

فجأةً قبل أن يموت أتاتورك تنبه إلى القضايا القومية المتطرفة و القومية التركية وخلال عهده قام عدد من علماء الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) مزودين بميزانيات مالية كبيرة بإجراء عدة أبحاث ودراسات بهدف الحصول على معرفة دقيقة عن الأشخاص الذين يحملون الجينات التركية الأصيلة، حيث أجروا اختبارات على آلاف الأتراك وكتبوا مقالات وألفوا كتب عدة حول الخصائص والميزات الفيزيائية والجينية "للأتراك الأصليين". وإذا أردنا أن نصنف أهم الأسباب التي تقف وراء النزعة الشديدة لأتاتورك والسياسيين في صفه إلى القومية المتطرفة يمكن الإشارة إلى عدة نقاط:
1-أقلق تمرد الأكراد بزعامة الشيخ "سعيد بيران" في عام 1925 وفيما بعد تمرد الأكراد العلويين بزعامة السيد "رضا درسيمي" أتاتورك بشدة وأفهمته هذه الأحداث أن لدى الأكراد والأتراك ما يسعون لتحقيقه ويجب التصدي لهم وأطلق على الأكراد اسم "أتراك الجبل".
2-احتذاء أتاتورك بالزعيم النازي أدولف هتلر أمر لا يمكن إنكاره أبداً والعودة إلى أرشيف صحيفة "جمهوريت" التركية ووثائق حزب الشعب التركي أيام نظام الحزب الواحد تظهر أن أتاتورك والجنرال "اينونو" والموالين لهما كالوا المديح لهتلر بشدة. وكانت فكرة التركيز على قضية الأصالة وخصوصية القومية التركية تقليد عن ما كان يعتقده الجرمانيين بأنهم الأمة الأفضل والأعلى. وصدر عن أتاتورك جمل مشهورة متأثراً بهذه المواضيع مثل: "يا لي سعادة الانسان الذي يقول أنا تركي" و "تركي يساوي العالم".
3-اعتبر أتاتورك أن الأفكار الدينية للمفكر الكردي الشهير الشيخ "بديع الزمان نورسي" وتعاليمه الروحية تشكل خطراً وتهديداً، عُرف هذا الشيخ باسم "سعيد الكردي" استناداً إلى الرسائل والمكاتبات التي جرت في عصره واشتهر فيما بعد بـ "بديع الزمان"،كان لديه آلاف المريدين والتلاميذ بين الأكراد و الأتراك. وبغض النظر عن نفي الشيخ أقدم أتاتورك على تهميش رجال الدين وترجم الأذان إلى اللغة التركية وكانت العائلات المذهبية تقيم حلقات تعليم القرآن لأولادهم داخل إسطبلات الحيوانات والمغاور خوفاً من بطش مسؤولي الحكومة كما تم منح إدارة كل أركان الحكومة والمجتمع للعسكريين.
أردوغان والقومية التركية والكردية:
أوصلت انتفاضة الإسلاميين والمتشددين الأتراك والأكراد المنبثقة من ميل شديد نحو الأفكار التركية القومية المتطرفة زعيم حزب الرفاه الإسلامي نجم الدين أربكان إلى رئاسة الوزراء، إلا أن حكومته لم تستطع القيام بأي إجراء لمواجهة تهديدات الجنرالات الأتراك والانقلاب الذي حدث عام 1997.
لكن أردوغان ومعاونيه في حزب العدالة والتنمية وضعوا في جدول أعمالهم برامج تتألف من عدة مراحل تتبع نهج الصبر الطويل لمواجهة القومية التركية الكلاسيكية المتطرفة والمثير للاهتمام هنا كان كلمة أردوغان الشديدة اللهجة ضد القومية التركية المتطرفة التي ألقاها عام 2012 وجاءت بالتزامن بشكل دقيق مع إرساله أكثر من /20/جنرال عامل ومتقاعد في الجيش التركي إلى السجن بتهمة المشاركة في انقلاب 1997 والارتباط بشبكة "اركن اكُن" وعدة ملفات أخرى.
في 2012 أظهرت استطلاعات الرأي أن حزب العدالة والتنمية يتصدر المشهد السياسي داخل المجتمع التركي بـ45% من الأصوات التي شملها الاستطلاع في وقت يواجه فيه الحزبان الرئيسيان حزب الشعب ( حزب المعارضة الرئيسي أسسه أتاتورك) وحزب الحركة القومية (الحزب اليميني المتطرف بزعامة دولت باغتشلي) أزمات وتحديات كبيرة.
ربما لهذا السبب أعلن أردوغان قبل مدة في كلمة ألقاها في مدينة ماردين الكردية: "لقد سحقنا القومية التركية والكردية تحت أقدامنا ونعتبر كل أفراد المجتمع أخوتنا".
إن تضافر الظروف والحظ السعيد ساعدا فريق أردوغان ليظهر أنه لا يعارض القومية التركية والكردية فحسب بل يعارض الأفكار الكردية المتشددة والمتطرفة أيضاً ولن يسمح بأن تطرح أي من المطالب القومية والثقافية للأكراد في سياق يفضي إلى تفاوت قومي.
أحد العوامل التي سمحت بسهولة لأردوغان أن يهاجم الأفكار القومية التركية والكردية علاوة على ضعف البنية القومية الكمالية في تركيا هو تمتع أردوغان وحزب العدالة والتنمية بمكانة خاصة وسط الأكراد حيث قام 9 مليون كردي يتمتعون بحق الانتخاب بإيصال 70 نائب من الموالين لأردوغان إلى البرلمان في حين حصل حزب السلام والديمقراطية (المرتبط بحزب العمال الكردستاني) على 21 مقعدا فقط، يرجح أغلب الأكراد والأتراك من أصحاب التوجه الإسلامي المتشدد أفكار أردوغان على أفكار عبدالله أوجلان ومسعود بارزاني والزعماء الأكراد الآخرين. بموازاة هذا الأمر فإن التيار الديني-السياسي المرتبط بـ(فتح الله كولن) خلال السنوات الأخيرة لم يلق رواجاً فقط في المناطق الكردية التركية بل توسع ليصل إلى اقليم كردستان حيث تحظى هذه الأفكار في الاقليم بانتشار ونفوذ اجتماعي وسياسي كبير. حالياً يشير مجموع هذه العوامل إلى تمتع أردوغان وحزب العدالة والتنمية بشعبية ونفوذ كبير وسط الأتراك والأكراد الأتراك.
المرحلة القادمة:
يتربع حزب العدالة والتنمية منذ 12عاما وحتى الآن على عرش السلطة في تركيا دون أي منازع، وفي الظروف التي اتخذ فيها خطوات متقدمة منذ قرابة الـ 3أشهر لإنهاء الصراع مع حزب العمال الكردستاني من المستبعد بناءً على مطالب الأكراد أن ينجح أردوغان في أن يضع عبارة "مواطن من تركيا" لتحل مكان عبارة "مواطن تركي" في الدستور التركي. مع هذا لا يجب إغفال حقيقة أن مفاهيم وأفكار مثل القومية التركية مازالت موجودة في المجتمع التركي كما يوجد تأكيد على التعصب للمفاهيم القومية الكردية كونها تشكل وقائع وحقائق عينية.
القضية الأهم من كل ما سبق طرحه هي ضرورة إيجاد إجابة للأسئلة المهمة التالية: "أي حوار أو أفكار سيقدمها أردوغان إلى المجتمع التركي كبديل عن القومية التركية والكردية؟

أردوغان غير مستعد بصفته زعيم نظام سياسي علماني لدفاع مستميت عن الأفكار الإسلامية وليس هناك إجماع واضح بخصوص تمهيد الطريق أمام الحرية الدينية للعلويين والشافعيين وليس هناك أي إجماع حول أي مفاهيم مشتركة ستجتمع العناصر المتباينة والمختلفة في المجتمع التركي؟

محمد علي دستمالي: باحث في القضايا الكردية
المصدر: وكالة كرد برس

http://www.aljaml.com/files/upload/2-3645.jpg

لماذا تخزن تركيا أسلحة نووية على أراضيها؟!
منذ مدة يتم توجيه اتهامات لإيران حول برنامجها النووي، يشير المحللين الموضوعيين إلى الكيان الصهيوني باعتباره الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي تمتلك أسلحة نووية لكنهم لا يعلنون أنه ليس الوحيد في المنطقة بل هناك دولة أخرى تخزن على أراضيها قنابل نووية وهي تركيا.
وجود سلاح نووي على الأراضي التركية قضية لا تحظى باهتمام المحللين والسياسيين كثيراً بالرغم من أهميتها الاستراتيجية الاستثنائية. لكن هناك مواقع إخبارية أجنبية أشارت للمرة الأولى إلى هذا الأمر بشكل جامع وتناولت جوانب عديدة منه.
يبدأ محلل موقع "المانيتور" من العلاقات العميقة بين أنقرة ودمشق قبل بداية الاضطرابات في سوريا ويشير إلى ذلك الوقت الذي لم تكن تفكر تركيا فيه بأي شكل من الأشكال بأنها بعد عدة سنوات ستستشعر خطر تهديد استراتيجي من الجانب السوري.
ويضيف المحلل مشيراً إلى اجتماع "اللجنة العليا للتعاون الاستراتيجي" بين سوريا وتركيا عام 2009 حيث جاء في البيان الختامي لهذا الاجتماع أن: "الجانبين يتفقان على ضرورة تنظيف الشرق الأوسط من الأسلحة النووية كما بحثوا أخر التطورات في البرنامج النووي الإيراني والمحادثات المرتبطة به مؤكدين على حق أي دولة باستخدام الطاقة النووية، وتم التأكيد على أهمية التوصل إلى حل دبلوماسي لهذه القضية".
يعتقد محلل الموقع أن هناك تناقض في الخطاب التركي لأن أنقرة عضو في حلف الناتو وترغب بشرق أوسط خالي من الأسلحة النووية ويقول:
مصطلح "شرق أوسط خالي من الأسلحة النووية" هو أحد السياسات المناهضة لإسرائيل تم طرحه في تركيا بعد مؤتمر "دافوس" عام 2009 وبعد مهاجمة سفينة "مرمرة" التركية عام 2010. دون شك الرغبة بوجود شرق أوسط خالي من الأسلحة النووية أمر جيد لكن عندما تطرح تركيا هذا الموضوع يتوجب التأمل قليلاً فيه!
تركيا أحد دولتين في الشرق الأوسط تخزن على أراضيها قنابل نووية أمريكية من طرازB61 وهذا الأمر ليس سر لكن لا يتم الحديث عنه نهائياً.
يكمن التباين بين تركيا والكيان الصهيوني في أن القنابل النووية المخزنة في قاعدة "اينجرليك" بالقرب من مدنية "آضنة" التركية تعود ملكيتها لأمريكا وهي قنابل فراغية جو-أرض وعددها "عرضة للتغير". قنابلB61 من جملة الأقسام المهمة في الدرع النووي الذي أوجدته الولايات المتحدة لحلفائها في حلف الناتو.
خلال مدة الحرب الباردة نقلت قنابلB61 إلى قاعدة "اينجرليك" بهدف إيجاد توازن مع الاتحاد السوفيتي لكنها ما تزال مخزنة في نفس القاعدة. وبحسب المصادر العلمية لم يتم تدريب الطيارين الأتراك على استخدام هذه القنابل كما أن مقاتلات F-16 التركية غير قادرة على حمل هذه القنابل أيضاً.

http://www.aljaml.com/files/upload/2-3646.jpg

وبالإضافة إلى تركيا هناك أربع دول عضو في حلف الناتو يوجد على أراضيها قنابل B61 أمريكية وهي بلجيكيا وهولندا وألمانيا وايطاليا وماعدا الأخيرة طالبت بقية الدول الأخرى بإخراج هذه القنابل من أراضيها. لكن بما يتعلق بتركيا على ما يبدو لا يوجد احتمال أبداً لأن تطالب أنقرة بإخراج هذه القنابل من على أراضيها. وحالياً تعتبر قنابلB61 ذات أهمية متعاظمة بالنسبة لتركيا خاصةً في الجيوسياسيا الجديدة بهدف احتواء سوريا وإيران.
الأوضاع في سوريا:
سعت تركيا إلى ما قبل نشوب الاضطرابات في سوريا إلى التعاون والتقرب من دمشق، لكن منذ اندلاع الأحداث في هذا البلد ما من إجراء إلا واتخذته حكومة العدالة والتنمية ضد الحكومة السورية ولم يتبقى سوى المواجهة العسكرية المباشرة. تسعى تركيا لتشكيل حكومة أخونجية في سوريا لأنها تعرف أن الإجراءات التي تتخذها ضد سوريا ستقرأها حكومة دمشق على أنها أعمال عدائية لذلك هي قلقة من الأسلحة الكيماوية السورية.
في سياق أخر فإن التقدم المحرز في البرنامج النووي الإيراني أثار خشية تركيا من أن تقوم ايران بإنتاج سلاح نووي مما سيزعزع موقع تركيا في المنطقة ويضعفها. اعتقدت تركيا قبل عدة سنوات سابقة أنها بدعمها لإيران ومخالفة النظام الدولي تستطيع إيجاد فرصة لتطورها إلا أنها الآن تتماشى مع النظام الدولي وتقف في مواجهة ايران. في المحصلة أدت مجموعة هذه العوامل إلى أن تدافع تركيا عن نفسها بشدة لكن من وراء الكواليس ودون إثارة أي ضجة لوجود أسلحة نووية تكتيكية تابعة لحلف الناتو على أراضيها، حيث تعتبرها بمثابة أداة لضمان أمنها في حال وقعت مواجهة في الظروف المتحولة في المنطقة.

nad-ali 07-05-2013 11:48 AM

https://encrypted-tbn2.gstatic.com/i...JL--kQJOMxiOW1

البعد العقائدي في خطاب نصرالله : لا تكرار لكربلاء «ولاسبي جديد للسيّدة زينب»

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...yLnft6hgqoESbQ
ابراهيم ناصرالدين


الفارق الجوهري والبسيط بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ومن انتقد خطابه الاخير من القيادات اللبنانية، انه صريح يتحدث عن الوقائع كما هي، دون تجميل او مواربة،بينما الاخرون مصرون على كتابة سيناريوهات افلام «الخيال» غير العلمي، متمسكين بالفلكلور اللبناني العقيم المليء «بالملائكية» التي لم تعد تنطلي على احد خصوصا اذا كانت صادرة عن بعض المتورطين المباشرين في الازمة السورية منذ بدايتها قبل نحو عامين وعلى رأسهم زعيم تيار المستقبل سعد الحريري الذي لم يقدر احد على منافسته في السباق الى نيل جائزة الفيلم «الرديء» الا الشيخ احمد الاسير الذي اختار فيلما هوليوديا تم تصويره في ريف حلب اثناء زيارته «السياحية» الى تركيا قبل مدة،ليطل به «كمزحة» سمجة على الجمهور مستعرضا قدراته القتالية ،فيما «المجاهدون» في القصير وريفها ينتظرون قدوم «امبو» مسجد بلال بن رباح لفك الطوق عنهم،لكن ما يدركونه قبل غيرهم انه لن يأتي ابدا، واذا قرر ذلك فحين يصل لن يجد احد منهم هناك،وستوكل التشريفات ومراسم الاستقبال الى وحدات الجيش السوري المتمرسة في الاعداد للمناسبات السعيدة.

هذه الخفة في التعامل مع خطاب مفصلي لن تنجح برأي اوساط الاكثرية، في التعمية على حقيقتين اساسيتين وردتا في الخطاب، الاولى لها بعد عسكري وسياسي، والثانية تحمل بعدا دينيا عقائديا يحبذ الكثيرون القفز فوقها وعدم التوقف عندها رغم اهميتها، وفي هذا السياق يغيب عن منتقدي السيد نصرالله ان اولويته «الاخرة» وليس الدنيا، وهذا فارق شديد الاهمية لا يمكن تجاوزه، فاذا كان جعجع مثلا قادرعلى الرياء وتجاهل ما يحصل مع المسيحيين في سوريا بحسب الاوساط الاكثرية، وغير مكترث بخطف الكاهنين او تدمير الكنائس، واذا كان الحريري غير معني باستشهاد العلامة محمد سعيد البوطي، او بتدمير مقامات الصوفيين، اوبالتكفير العلني للمذاهب السنية غير الوهابية،فان السيد نصرالله لا يمكنه ان يتجاوز البعد الاخلاقي والديني في الحرب الدائرة في سوريا،وهو لا يمكنه ان يقف متفرجا على حملة الرعب التي مارستها الجماعات التكفيرية المسلحة ضد الشيعة هناك.

وتلفت تلك الاوساط الى ان الخلاف في اولويات الجيش السوري واولويات الحزب دفعته الى التدخل متأخرا في هذه الحرب، فبعد اشهر من بدء الازمة سمع السكان في حي السيدة زينب دعوات للجهاد من مئذنة الجامع تدعو للجهاد ضد النظام والعلويين والشيعة. وتم احراق احياء قريبة من المرقد، ووجد بعض السكان طلاء احمر يحذرهم بان الدور قادم عليهم، وعندها حصلت هجرة جماعية من الحي، والمفارقة ان «العصابات المسلحة» طالبتهم «بسخرية» بان يرحلوا ويأخذوا معهم مقام السيدة زينب، لانهم عندما يعودون لن يجدوه في مكانه. وفي نيسان 2012 اغتيل احد قادة الشيعة الدينيين امام حسينية قريبة من السيدة زينب، يدعى سيد نصر العلوي، وبعدها قتل عدد من الاشخاص والائمة في المنطقة.فهل هناك من يظن ان السيد نصرالله سيغض النظر عما يجري هناك او في ريف القصير، ليقف بعد حين مرددا الشعار العاشورائي «يا ليتنا كنا معكم لفزنا فوزا عظيما». من يظن ذلك لا يعرف الرجل ولا يدرك انه لن يسمح بان تتكرر واقعة كربلاء ولن يسمح ايضا بسبي جديد للسيدة زينب.

اما في البعد العسكري للخطاب تضيف الاوساط نفسها، وسواء صدقت تلميحات المناهضين للسيد نصرالله او لم تصدق حول تسليط الضوء على قراءته الجملة التي تقول ان لسوريا اصدقاء حقيقيين، ولن يسمحوا بسقوطها، عن ورقة مكتوبة امامه، واوحوا بان النص متفق عليه مسبقا مع القيادة في طهران وحتى موسكو، فان هذا الامر لن يغير شيئا من المضمون الواضح لهذا التلميح،والخلاصة مما تقدم ان السيد نصرالله يعرف جيدا بعد مروحة الاتصالات التي اجراها في ايران ومع نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف في بيروت، ان احتمال التوصل لتسوية سياسية ضئيل في هذه المرحلة،واي تسوية لن تحصل من وجهة المعسكر الاخر بدون قيام الولايات المتحدة وحلفائها بتحرك سريع وحاسم لتعديل ميزان الحرب الذي مال خلال الاسابيع القليلة الماضية لصالح الجيش السوري.

ودون ذلك لن يدخل المعسكر الاخر في نقاش جدي للتسوية وتقول الاوساط، وهذا يرفع من احتمالات التدخل الخارجي خصوصا ان المعارضة السورية ابلغت القوى الغربية والاقليمية وكذلك الولايات المتحدة ان خطوة تزويدها بالسلاح لن تكون كافية لتعديل ميزان القوى العسكري بعد ان تبدلت المعطيات على الارض بشكل كبير، ووفقا للمعلومات نشطت الاتصالات بين تلك القوى لاقامة منطقة عازلة، ومنطقة حظر جوي، وجرى درس خيار الهجوم على الدفاعات الجوية السورية، ومراكز التجمع الرئيسية للجيش، ودون هذه الخطوات ابلغت المعارضة «اصدقائها» انها تتجه الى هزيمة محتمة خلال الاسابيع المقبلة. ومن هنا كانت توقيت اطلالة السيد نصرالله حاسم لابلاغ من يعنيهم الامر بأن الخطة الموضوعة لاستعادة المواقع الاستراتيجية في سوريا لن تتوقف ومن يفكر بتجاوز قواعد «اللعبة» الراهنة عليه ان يدرك ان «الاوراق» المستورة لدى الجانب الاخر ما زالت كثيرة ومنها تدخل الحرس الثوري الايراني في القتال .

وتلفت تلك الاوساط الى ان اولى ردود فعل المعسكر المناهض للسيد نصرالله كان اعادة فتح احد الملفات القديمة-الجديدة الضاغطة على حزب الله، واذا كانت لقاءات السفير الفرنسي في بيروت مع مسؤولي الحزب لم تنقطع ومستمرة قبل الخطاب وبعده، فان باريس تتعرض للضغوط مجددا لرفع الفيتو عن مسألة ادراج حزب الله على لائحة الارهاب الاوروبية،مع العلم ان فرنسا كانت تسعى مع قيادة الحزب مواربة، لعدم «احراجها» باعترافات علنية وواضحة بالتدخل في الازمة السورية،كي تستمر في الثبات على موقفها القائل ان لا خطوة في هذا السياق الا بأدلة مثبتة،لم تقدمها بلغاريا بعد حول تفجير «بورغاس»،كما لا توجد ادلة «صارخة» على تورط الحزب في مواجهة «الثورة»السورية.

لكن الساعات القليلة الماضية شهدت تحريكا جديا لهذا الملف بالاتكاء على ما قاله السيد نصرالله في خطابه الاخير والذي بدأت اطراف محلية واقليمية بتسويقه على انه دليل دامغ على هذا التورط، وبالتعاون مع بعض الدوائر الاوروبية والاميركية بدأت حملة اعلامية وديبلوماسية منظمة لتحويل هذه المسألة الى امر واقع يفترض ان يحسم قبل نهاية الشهر الجاري، موعد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروربي، وهناك اكثر من خيار يتم تداوله لاقناع الفرنسيين الغارقين في «فوبيا» الخوف على وحداتهم المشاركة في قوات «اليونيفيل»، ومن الاقتراحات المقدمة فصل الجناح السياسي عن العسكري وادراج الاخير في لائحة الارهاب، او فرض عقوبات على اسماء محددة من قيادات الحزب العسكرية، واما الخروج بقرار جامع يدرج جبهة النصرة على لوائح الارهاب وفي نفس الوقت ادراج الحزب على اللائحة، والخيار الاخير هو الاكثر جاذبية لدى القوى اللبنانية المعارضة لحزب الله،كما تميل اليه واشنطن، لكن باريس لم «تهضمه» الى هذه اللحظة، ولا تزال تتهيب اتخاذ قرار مماثل، خصوصا بعد ان وضع السيد نصرالله الصراع الدائر في سوريا في اطار صراع «حياة»او «موت» بين معسكرين، وأي تعامل فرنسي سلبي مع الحزب في هذه المرحلة سيجعل من باريس رأس حربة في هذا الصراع الذي لا ترغب في نقله الى الجبهة اللبنانية من باب المواجهة المباشرة وغير المباشرة مع حزب الله .ويبقى السؤال حول ما اذا كانت باريس قادرة على مقاومة الضغوط، ام انها ستتخذ خطوة غير محسوبة وتضحي بمصالحها الاستراتيجية عبر خسارة «البيئة الحاضنة» لموقعها المتقدم في جنوب لبنان.

nad-ali 07-05-2013 11:50 AM

http://www.project-syndicate.org/def...ogo-home-1.png

العالم بدون أميركا

http://www.thewashingtonnote.com/twn...ass%20dede.jpg
Richard Haass

اسمحوا لي أن أطرح عليكم فكرة متطرفة: إن التهديد الأكثر خطورة الذي يواجه الولايات المتحدة الآن وفي المستقبل المنظور ليس الصين الصاعدة، أو كوريا الشمالية المتهورة، أو إيران النووية، أو الإرهاب الحديث، أو تغير المناخ. فرغم أن كلاً من هذه المخاطر يشكل تهديداً محتملاً أو فعليا، فإن أعظم التحديات التي تواجه الولايات المتحدة تتلخص في الديون المتزايدة الضخامة، والبنية الأساسية المتهالكة، والمدارس الابتدائية والثانوية الرديئة، ونظام الهجرة الذي عفا عليه الزمن، والنمو الاقتصادي البطيء ــ باختصار، الركائز المحلية التي تستند إليها قوة أميركا.

قد يستسلم القراء في دول أخرى لإغراء التفاعل مع هذا الرأي بجرعة من التشفي والشماتة، ويجدون الرضا والارتياح في الصعوبات التي تواجهها أميركا. والواقع أن مثل هذه الاستجابة ليست مستغربة. فالولايات المتحدة وأولئك الذين يمثلونها مذنبون بالغطرسة (فالولايات المتحدة قد تكون في كثير من الأحيان أمة لا غنى عنها، ولكن قد يكون من الأفضل أن يشير الآخرون إلى هذه الحقيقة)، ومن المفهوم أن تستفز أمثلة التناقض بين ممارسات أميركا ومبادئها الاتهامات بالنفاق والرياء. فعندما لا تلتزم أميركا بالمبادئ التي تعظ بها الآخرين، فإنها بهذا تولد الاستياء والسخط.

ولكن مثل أغلب الإغراءات، لابد من مقاومة الرغبة في الشماتة من عيوب أميركا ونقائصها وصراعاتها. وينبغ للناس في مختلف أنحاء العالم أن يتوخوا الحذر في ما يتمنون. إن فشل أميركا في التعامل مع تحدياتها الداخلية لن يأتي بلا ثمن باهظ. بل إن رهان العالم على نجاح أميركا يكاد يعادل رهان أميركا ذاتها على نفسها.

ويشكل الاقتصاد جزءاً من السبب وراء هذا. فاقتصاد الولايات المتحدة لا يزال يشكل نحو ربع الناتج العالمي. وإذا تسارع نمو الولايات المتحدة، فإن قدرة أميركا على استهلاك سلع وخدمات دول أخرى سوف تزداد، فيتعزز بالتالي النمو في مختلف أنحاء العالم. وفي وقت حيث تنجرف أوروبا وتتباطأ آسيا، فإن الولايات المتحدة هي وحدها (أو شمال أميركا بشكل أكثر عموما) القادرة على دفع عجلة التعافي الاقتصادي العالمي.

وتظل الولايات المتحدة تشكل مصدراً فريداً للإبداع. إن أغلب المواطنين على مستوى العالم يتواصلون باستخدام أجهزة محمولة قائمة على تكنولوجيات تم تطويرها في وادي السليكون؛ وعلى نحو مماثل، صُنِعت شبكة الإنترنت في أميركا. وفي الآونة الأخيرة، تعمل التكنولوجيات الجديدة المطورة في الولايات المتحدة على إحداث زيادة عظيمة في القدرة على استخراج النفط والغاز الطبيعي من التكوينات الجوفية. والآن تنتقل هذه التكنولوجيا إلى مختلف أنحاء العالم، وهو ما من شأنه أن يسمح لمجتمعات أخرى بزيادة إنتاجها من الطاقة والحد من اعتمادها على الواردات المكلفة وما ينتج عنها من انبعاثات كربونية.

وتُعَد الولايات المتحدة أيضاً مصدراً ثميناً للأفكار. ففي جامعاتها العالمية المستوى يتلقى العلم عدد كبير من زعماء العالم في المستقبل. والأمر الأكثر جوهرية هو أن الولايات المتحدة كانت لفترة طويلة مثالاً رائداً للكيفية التي يمكن بها توظيف اقتصادات السوق والسياسات الديمقراطية. ومن المرجح أن يصبح الناس والحكومات في مختلف أنحاء العالم أكثر انفتاحاً إذا نظروا إلى النموذج الأميركي باعتباره ناجحا.

وأخيرا، يواجه العالم العديد من التحديات الخطيرة، التي تتراوح بين الحاجة إلى وقف انتشار أسلحة الدمار الشامل، ومكافحة تغير المناخ، والحفاظ على نظام اقتصادي عالمي قادر على تعزيز التجارة والاستثمار، إلى تنظيم الممارسات في الفضاء السيبراني(الإلكتروني) وتحسين الصحة العالمية، ومنع الصراعات المسلحة. ولن تختفي هذه المشاكل ببساطة أو تحل نفسها بنفسها.

وفي حين قد تضمن يد آدم سميث "الخفية" نجاح الأسواق الحرة، فإنها عاجزة في عالم الجغرافيا السياسية. والنظام يحتاج إلى اليد المرئية للزعامة في صياغة وتحقيق استجابات عالمية لتحديات عالمية.

وأرجو ألا تسيئوا فهمي: فلا يعني أي من هذا أن الولايات المتحدة قادرة على التعامل بفعالية مع مشاكل العالم بمفردها. فالأحادية نادراً ما تنجح. والأمر ليس فقط أن الولايات المتحدة تفتقر إلى السبل والوسائل؛ فطبيعة المشاكل العالمية المعاصرة تشير إلى أن الاستجابات الجماعية فقط هي التي تتمتع بفرصة طيبة لتحقيق النجاح.

ببد أن الدعوة إلى التعددية أسهل كثيراً من تصميمها وتنفيذها. والآن لا يوجد سوى مرشح واحد للاضطلاع بهذا الدور: الولايات المتحدة. ولن نجد أي دولة أخرى تمتلك التركيبة الضرورية من القدرة وآفاق المستقبل.

ويعيدني هذا إلى الحجة القائلة بأن الولايات المتحدة لابد أن تعيد ترتيب بيتها من الداخل ــ اقتصاديا، وماديا، واجتماعيا، وسياسيا ــ إذا كان لها أن تحظى بالموارد اللازمة لتعزيز النظام في العالم. وينبغي للجميع أن يأملوا أن تتمكن من تحقيق هذه الغاية بالفعل:

فالبديل لعالم تقوده الولايات المتحدة ليس عالم تقوده الصين، أو أوروبا، أو روسيا، أو اليابان، أو الهند، أو أي دولة أخرى، بل إنه عالم بلا قيادة على الإطلاق. ويكاد يكون من المؤكد أن هذا العالم سوف يتسم في الأرجح بالأزمات المزمنة والصراع. ولن يكون هذا سيئاً بالنسبة للأميركيين فحسب، بل وأيضاً الغالبية العظمى من سكان كوكب الأرض.

* رئيس مجلس العلاقات الخارجية الذي يصدر عنه مجلة فورين أفيرز Foreign Affairs

nad-ali 07-05-2013 11:53 AM

ZERO ANTHROPOLOGY
رأي تشافيز الصائب في "الربيع العربي" الخائب

https://encrypted-tbn2.gstatic.com/i...J7Rb8lnSlmU12T
Maximilian Forte
ترجمة: د. مالك سلمان:

http://openanthropology.files.wordpr...pg?w=224&h=314

يمكن لبعض التوصيفات الموجزة أن تحددَ النغمة الصحيحة للتقدير المناسب للسؤال "من كان على صواب" حول ما يسمى "الربيع العربي". (وقد تعرضت فكرة وجود "ربيع عربي", وهو مصطلح قام بتشكيله لأول مرة المحافظون الجدد الأمريكان من أمثال تشارلز كرراوثامر قي سنة 2005, إلى تأويلات متنوعة بشكل راديكالي, من الإشارة بمفاهيم عامة إلى نوع ما من النضال من أجل "الحرية" و "الديمقراطية" [وكأن هناك نوعاً واحداً من الديمقراطية], إلى آراء تتحدث عن عملية موجهة سرية من التدخل السياسي الأمريكي, والتدخل العسكري المباشر. لكن هذه المقالة موجهة لأولئك الذين لا يزالون مسحورين, حتى الآن, بالهالة الإيجابية لفكرة "الربيع العربي".) وكالعادة, سأركز على ليبيا.

"الربيع العربي": شيء جيد
المرفوض: برنار-هنري ليڤي. كان برنار-هنري ليڤي الفرنسي, والمعروف بالأحرف الأولى "ب. ه. ل." [دعونا نسميه هنا "هُبَل" من أجل السهولة في الطباعة - المترجم], الذي يزعم البعض أنه "فيلسوف", أحد المؤيدين الأعلى صوتاً والأنشط للتدخل العسكري الغربي في ليبيا منذ البداية, وقد لعب دور المستشار الرئيسي, أو المحرض الشخصي, للرئيس الفرنسي, آنذاك, نيكولا ساركوزي. فقد زعم قائلاً, نحن "أنقذنا بنغازي". احزروا من هو الشخص الممنوع من دخول ليبيا الجديدة والحرة الرائعة الآن, والذي تفاخرَ بالمساعدة في تحريرها؟ إنه "هُبَل". فهم لم يعودوا يريدون رؤيته هناك. لماذا؟ لأنه يهودي. فقد اتخذ "هبل" موقفاً دون أن يتوقف قليلاً ليلاحظ أن أن "مقاتلي الحرية" الذين دعمهم كانوا يرشون جدران بنغازي بكتابات تصور القذافي على أنه يهودي (على الأقل جزئياً بناءً على إشاعة تقول إن أمه كانت يهودية), مع رسومات تظهر "نجمة داوود" على صدره. وبين الدبلوماسيين, وعمال الإغاثة الدوليين, والصحفيين, والمسافرين من رجال الأعمال, تحولت عبارة "أنقذوا بنغازي" إلى "أنقذوا أنفسكم من بنغازي". فمن الذي فهم "الربيع العربي" بطريقة خاطئة؟

الحرية, الديمقراطية, وحقوق الإنسان في "ليبيا الجديدة". كيف يمكننا أن نبدأ بوصفَ ليبيا بعد أن أنعشها نسيمُ "الربيع العربي" العليل, بعد تحريرها من قبل حركة (أو شيء من هذا القبيل) يجب ألا يتجرأ أي شخص نزيه أو عاقل على انتقادها؟
ربما يمكننا الإشارة إلى الحرية الدينية في ليبيا, مع احتجاز وتعذيب الأقباط المصريين. وقد جاء ذلك بعد مهاجمة مسلحين للكنيسة القبطية المصرية في بنغازي. أو يمكننا أن نضيف بعض التوازن هنا ونتحدث عن الهجمات المستمرة ضد الصوفيين المسلمين في ليبيا. حتى أن هناك أخباراً جيدة أخرى, مع تعرض الفتيات الليبيات في المدارس للتهديد والضرب. فالنساء الليبيات لسن الوحيدات اللواتي نلنَ على هذا الاحترام الجديد, بل هناك أيضاً عاملات الإغاثة البريطانيات اللواتي تعرضنَ للاختطاف والاغتصاب.
ثم هناك حرية الصحافة, التي تمثل هدفاً مركزياً بالنسبة إلى كل من يزعم أنه يسعى إلى تحقيق الحريات المدنية والتحرر من الدكتاتورية: "اقتحمت مجموعة كبيرة من الرجال المجهولين مقرَ تلفزيون ‘الآسمة’, وهي قناة إخبارية خاصة في طرابلس, واختطفوا أربعة رجال, من بينهم مالك المحطة جمعة الأسطة, والمدير التنفيذي السابق نبيل الشيباني, والصحفيين محمد الهوني ومحمود الشركسي."
في ليبيا الجديدة, يتلقى المواطنون الذين هجرتهم الحرب احتراماً شديداً في حالة "خروقات خطيرة ومستمرة لحقوق الإنسان ضد سكان بلدة طويرغة, الذين يتم النظر إليهم كمؤيدين لمعمر القذافي. إن التهجير القسري لحوالي 40,000 شخصاً, والحجز التعسفي, والتعذيب, وعمليات القتل منتشرة على نطاق واسع, وهي منظمة بما يكفي لترتقي إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية ويجب على مجلس الأمن في الأمم المتحدة أن يدينها." إذ يبدو أن ليبيا الجديدة قد وضعت الاعتداءات العرقية في متحف "حقوق الإنسان". كما يبدو أن جميع أولئك الذين غسلوا أفواهَهم بمصطلحات مثل "منع الإبادة الجماعية" قد اختفوا عن الأنظار. فمع ظهور ليبيا الجديدة, ظهرت قوانين تهجئة جديدة: فالطريقة الصحيحة لتهجئة "القمع" هي الآن التحرير. فأي جزء من هذا "الربيع العربي" تؤيدون؟
"لا خجلَ ولا عرفان بالجميل في ليبيا المتحررة من أي قانون". إن تعليق صحيفة "صندي ميل" (5 آذار/مارس 2013) لاذع بشكل خاص بطريقة كان يتميز بها الكلام عن القذافي, لكن بشيء من الندم الآن: "لم تُنتهَك حرمة المقبرة طوال سنوات العداوة بين بريطانيا ونظام القذافي. لكن الأشياء مختلفة الآن في ليبيا الجديدة." ثم يتابع محررو الصحيفة لاستخلاص بعض "النتائج المزعجة" – بشكل متأخر, مرة أخرى – مثل: "أصبحت ليبيا بعد سقوط القذافي مكاناً جامحاً لا قانون فيه حيث يمكن ارتكاب الفظائع بكل صفاقة من قبل من يملك السلاح الكافي. ثانياً, ليس هناك عرفان بالجميل بين أولئك الذين ساعدناهم. ثالثاً, ثبت أن أولئك الذين حذرونا أننا لا نعرف من ندعم, ولا نكترث بذلك, كانوا على صواب وبرهنوا على صحة رأيهم بطريقة مشهدية ومروعة ... يجب على قادتنا, وعلى إعلامنا, ألا يتحمسوا بشكل غبي لاحتضان ودعم كل حركة ثورية تظهر في العالم العربي. المستبدون سيؤون, لكن خصومهم ليسوا أفضلَ منهم بالضرورة." ومرة أخرى, من كان مخطئاً حول "الربيع العربي"؟
واهبو الحرية الغيريون. تبينَ أن الأشخاص "المصيبين تاريخياً" (وهو مجاز متمركز حول الفكر الأوروبي يرفض الرحيل حيثما يكون الجهل قريباً) قد تورطوا في الاستغلال الإنساني, أو ربما الإنسانوية التجارية, إن شئتم. فقد اتضحَ أن الحكومة الكندية التي يرأسها ستيفن هاربر "شنت هجوماً تجارياً شاملاً قبل شهر كامل من انتهاء الحرب على ليبيا في 2011 لكي نضمنَ ‘عوائدَ تدخلنا واستثماراتنا’, كما تبين وثائق نشرت مؤخراً." ربما لم تقرروا بعد من أصابَ بشأن "الربيع" العربي, ولكن ليس هناك شك في ذلك الذي كان يراقب ال "تشا-تشينغ" العربي!
مع هذه التلميحات, على المرء أن يسأل: كيف يمكن للتشكيك في الربيع العربي أن يكون أكثر من شعور بالإنصاف والفخر؟ ولكن هناك تأكيد ثانٍ: أن هوغو تشافيز لم يكن مشككاً في "الربيع العربي", لكنه خسر الدعمَ والمصداقية بسبب ذلك, وأنه ولدَ امتعاضاً شديداً بسبب المواقف التي أخذها.

تشافيز "خسر الدعم" بسبب "الربيع العربي"؟ نقاشات ضد الدلائل
رداً على العدد الأخير, سارع الكثير من وسائل الإعلام الإخبارية إلى التأكيد أنه على الرغم من كل إنجازاته, سوف يذكر التاريخ دائماً أنه كان مخطئاً بخصوص "الربيع العربي", تاركاً بذلك مذاقاً مراً في أفواه "الكثيرين" في الشرق الأوسط. وهكذا, فقد تأثرت سمعة تشافيز بشكل كبير في الشرق الأوسط, مما أدى إلى خسارته لمؤيديه. دعونا نلق نظرة سريعة على بعض الأمثلة:
أوين جونز, يكتب في "الإندبندنت" البريطانية مقالاً قوياً يتجاهل فيه إنجازات تشافيز الكثيرة, ويقدم هذا النقد:
"ومن ثم هناك مسألة علاقات تشافيز الأجنبية المزعجة. فعلى الرغم من أن حلفاءَه المقربين كانوا من الحكومات اللاتينية يسار-الوسط المنتخبَة ديمقراطياً – التي دافعت كلها تقريباً عن تشافيز بحرارة ضد الانتقادات الأجنبية – إلا أنه كان يدعم الطغاة المتوحشين في إيران وليبيا وسوريا. ومما لا شك فيه أن ذلك لطخَ سمعته."
إذا تركنا جانباً الطريقة التبسيطية في تسمية الناس ب "الطغاة المتوحشين", على طريقة جورج بوش الابن وخلفهِ, والتي تنتج ذلك النوع من سياسة "البوب" العبثية التي يتميز بها العالم المسطح الذي تصفه وسائل الإعلام الرسمية, كان على جونز أن يجيبَ على سؤال في غاية البساطة. أمام أي جمهور لطخ تشافيز سمعته؟ إذ يمكن لجونز أن يتحدث باسمك, لكنه لا يتكلم باسمي أنا, كما لا يتكلم باسم الكثيرين ممن أعرفهم. إن التعبير عن التأويل الذاتي لبعض الأشخاص, وكأنه حقيقة عامة وموضوعية, لا يتعدى كونَه ضرباً من المنطق الصبياني التافه.
أما "فرانس 24" فقد كانت مقتنعة بشكل لا يداخله الشك أن تشافيز "قد لطخ سمعته في المنطقة عندما تفجر الربيع العربي في سنة 2011", بسبب دعمه للقذافي والأسد. لكنهم يعتمدون على كلام مصدر واحد هو عالِم سياسي في باريس. يبدو أن الصحافة والدليل قد تطلقا بشكل بشع؛ إذ يرفضان التحدث مع بعضهما البعض في العلن حتى ولو من باب المجاملة الشكلية.
ومن جهة أخرى فإن داني بوستل, المدير المشارك ل "مركز دراسات الشرق الأوسط" في "مدرسة جوزف كوربل للدراسات الدولية" في جامعة دنڤر, يتذمر في "صالون" أنه ليس هناك قدر كبير من الصدق في المديح اليساري لسجل تشافيز حول الطريقة التي يحتضن بها "الطغاة". ومرة أخرى, يأخذ تأويله بمثابة التحليل الوحيد المبني على الحقيقة الموضوعية, أو كأنه الحقيقة بعينها. فيما يتعلق بليبيا, حاولوا أن تجدوا أين يمكننا أن نرى برهاناً يدل على خطأ تشافيز في دعمه للقذافي:
"لقد عبر عن رأيه الصريح في دعم معمر القذافي وبشار الأسد. كان تربط تشافيز صداقة حميمة مع الزعيم الليبي قبل الانتفاضة التي قامت ضده في 2011: ففي سنة 2009 قام بتقليد القذافي نسخة عن سيف سيمون بوليڤار, كما منحَه ميدالية ‘وسام المحرر’ التي منحها من قبله لأحمدي نجاد. وقد أعلن تشافيز أن ‘ما يمثله سيمون بوليڤار بالنسبة إلى الشعب الفنزويلي هو ما يمثله القذافي بالنسبة إلى الشعب الليبي.’ ومع تنامي التمرد الليبي واستمرار القذافي في ذبح شعبه, كان تشافيز واحداً من حفنة من قادة العالم الذين وقفوا إلى جانبه: ‘نحن ندعم الحكومة الليبية.’"
كل ما نقرأه هنا هو "استمرار القذافي في ذبح شعبه" – وكأنه كان يحارب أطفالاً بريئين يلعبون بطائرات ورقية. ومرة أخرى, هناك صمت مطبق حول الرجعيين الإسلامويين العنيفين الذين كان القذافي يقاتلهم والذين كانوا قد تورطوا مراراً في أعمال عنف ضد حكومته, وكيف قامت قوات المعارضة للقذافي باستهداف وقتل العشرات من الليبيين السود البريئين والعمال المهاجرين الأفارقة خلال انتفاضتها الديمقراطية المزعومة.
إن هذا اليسار "النقدي" و "الحساس" بحاجة إلى يبدأ في معالجة نقاطه العمياء العرقية إذا كان يتوقع هؤلاء الكتاب الأوروبيون والأمريكيون أن يأخذهم القراء على محمل الجد مرة أخرى. والأسوأ من كل ذلك عندما يقدم بوستل دليلاً عبر هذا المثال من المبالغة العبثية, الذي يدمر بشكل كامل أية مصداقية متبقية لديه – وقد قصدَ تقديمه كتدليل على الأطروحة القائلة إن موقف تشافيز كان مكلفاً ومحرجاً بالنسبة لحلفائه اليساريين في حكومات أمريكا اللاتينية ... ولا حظوا أيضاً غياب أي ذرة من الدليل لتدعيم الزعم المقدَم. والسبب بسيط: إن هذا الزعم مزيف.
ولكن ليس الكتاب الأوروبيون والأمريكيون الشماليون هم وحدهم الذين يوجهون مثل هذه الانتقادات إلى تشافيز. إذ كان من الأسهل تجاهلهم لو لم ينضمَ إليهم عدد قليل من كتاب الشرق الأوسط الذين أسبغوا نوعاً من "الشرعية العربية" على مثل هذه الاتهامات.
وهكذا يقول علي هاشم في نهاية مقالته في "المونيتور":
"قبل ‘الربيع العربي’ كان الليبراليون المؤيدون للغرب هم الذين يتجاهلونه. ولكن بعد الانتفاضة, غيرَ الكثير ممن كانوا يتغنونَ باسم تشافيز من مواقفهم. إذ إن دعمَه للقذافي والأسد, بعد أن وجها أسلحتهما ضد شعبيهما, أدى إلى تقسيم الرأي العام حوله. فقد نظر تشافيز إلى الانتفاضات بصفتها جزأ من خطة إمبريالية للإطاحة بالقادة المناوئين لأمريكا في المنطقة. واتهمه الثوريون العرب بتجاهل معاناة أولئك الذين أعجبوا به فيما مضى وتغنوا باسمه. فبالنسبة إليهم, أصبحَ قائداً مغروراً آخرَ اختارَ مصالحَه الخاصة ومصالحَ المستبدين فوق مصالح الشعب."
"الكثير". "بالنسبة إليهم". "تقسيم الرأي العام". وحتى نهاية هذا المقطع, يقوم هاشم بإطلاق أحكام عشوائية دون أن يحدد هؤلاء الناس الذين يتحدث عنهم, وأين, وكم عددهم (وكيف عرف بذلك), ودون ذكر أي شيء عن أولئك الذين أخذوا ينظرون إلى تشافيز بهذه الطريقة السلبية. وحتى في النهاية, كل ما نحصل عليه هو إشارة غامضة إلى "الثوريين العرب". فإذا أخذنا بعين الاعتبار ما فعله هؤلاء الثوريون العرب في ليبيا – وهو أبعدُ ما يكون عن أي جمهورية اشتراكية, أو ديمقراطية, أو مستقلة, على المرء أن يسأل: لماذا كان على تشافيز أن يهتمَ بآرائهم؟ هل قام قط بالتزلف لأولئك الرجعيين والعرقيين المدعومين من واشنطن والذين أطاحوا واحدة من الحكومات العلمانية الاشتراكية القليلة في العالم العربي؟ بمقدور المرء أن يتخيل التفكير بجدية أن تشافيز قد أهانَ هذا النوع من المؤيدين – لكن هؤلاء لم يكونوا من بينهم في المقام الأول.
ولا يثير دهشتنا أن إيمان الشناوي قد كتبت مقالة في صحيفة العائلة المالكة السعودية, "العربية", بسخرية كبيرة عن دعم تشافيز للقذافي (حيث عملت على تقليص التحليل إلى مجرد ذكر لأسماء شخصية, دون التطرق إلى المواضيع الهامة). ويجب على نفس الكاتبة أن تحاول كتابة بعض العبارات النقدية حول نظرة البحرينيين لأسيادها السعوديين, حيث شارك السعوديون ودول خليجية أخرى, بشكل كبير ومباشر, في قمع الاحتجاجات الشعبية هناك, وهو جزء من "الربيع العربي" يتظاهر الإعلام المدعوم من السعودية بأنه لم يحدث قط.
وليس من المدهش أيضاً أن تقوم صحيفة أخرى ينشرها بلد خليجي استبدادي آخر, "أخبار الخليج" عبر ليالي سعد, بالتأكيد أن "الكثيرين من العرب فقدوا احترامَهم للرئيس الفنزويللي بعد دعمه للحكام المستبدين خلال الانتفاضات العربية." ومن ثم تستنتج الكاتبة: "كره الكثير من العرب القائدَ الذي بدأ يكشف عن معاييره المزدوجة حول قضايا إنسانية. ومن غير المحتمل أن يعبر العالم العربي عن حزنه لموته اليوم." معاييره المزدوجة هو ... التي تختلف عن معايير "مجلس التعاون الخليجي" حول البحرين! كانت "الثورة" في ليبيا عبارة عن استثمار بالنسبة إلى الدول الخليجية – لقد شكلَ تشافيز تهديداً لمصالحها في السيطرة على ليبيا, كما أنها تكره تشافيز لهذا السبب. وأشك أن آراء هذه البلدان كانت ستدهش أو تهم تشافيز, بما أنها لم تكن صديقة أو حليفة له قط.
ومن ناحية أخرى, تنتقل "البوابة", في مقالتها "الشرق الأوسط يتوق إلى البطل ‘العربي’ تشافيز", إلى تقويم أكثر إيجابية لتشافيز في الشرق الأوسط, لكنها تؤكد أن "دعمه للقادة المستبدين من معمر القذافي في ليبيا, والرئيس بشار الأسد, ونظام آية الله في إيران سبب تراجعاً في شعبيته خلال ‘الربيع العربي’." ومرة أخرى, لا نرى أي دليل, أو استفتاء, لا شيء سوى ما تقوله هذه الصحيفة. كيف يعرف هذا الكاتب أن شعبية تشافيز قد تراجعت؟ إنها عبارة تدل على الكمية, لكن الكاتب لا يقدم أية أرقام أو دلائل.
وفي الصحيفة الإماراتية "ذَ ناشنل", جمعَ عبد الحفيظ الزويتني عدة آراء من صحف المنطقة. وإذا افترضنا أن هذه الآراء تمثل الرأي العام بشكل أو آخر, فإن معظم الآراء لا تهاجم تشافيز لدعمه للقذافي والأسد ولا توحي بأنه فقدَ شعبيته في الشرق الأوسط. إذ إن هناك رأياً سلبياً واحداً فقط يتعلق بدعم تشافيز للقذافي.
أما بالنسبة إلى فقدان الدعم في صفوف الحلفاء, تشير "غلوبل بوست", عوضاً عن ذلك, إلى استمرار تشافيز في تلقي الدعم القوي من أولئك الذين عملَ على كسب دعمهم, مثل الحكومة السورية. كما تحيلنا "ديلي ستار" اللبنانية مرة أخرى إلى الأطراف الإقليمية التي تدعم تشافيز كبداية – وهذه هي نقطة البداية المنطقية لأي نقاش يركز على فكرة فقدان تشافيز لشعبيته بين أصدقائه:
"توحدَ الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية في حزنهم يوم الخميس لموت الرئيس الفنزويللي هوغو تشافيز, الذي قاده دعمه المتواصل لقضيتهم إلى شن هجمات شرسة على إسرائيل. كان الرئيس الفنزويللي, الذي توفي يوم الثلاثاء عن عمر 58 سنة بعد عامين من الصراع مع مرض السرطان, يتمتع بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين لدعمه العلني لقضيتهم. ‘إنها خسارة كبيرة لنا,’ قال الرئيس محمود عباس أثناء المكالمة التي أجراها مع المكتب الفنزويللي التمثيلي في رام الله."
وأشارت "بي بي سي نيوز" إلى أن شعبية تشافيز مستمرة بعد وفاته, وبعد "الربيع العربي".
عندما يبحث المرء عن أية دلائل ملموسة يتم بناء الآراء عليها, لا يجد أي دليل يدعم الزعمَ القائل إن تشافيز "خسر الدعم" الذي كان يتمتع به في الشرق الأوسط لرفضه القفز على عربة التدخل الإنساني الذي يقوده الناتو ووزارة الخارجية الأمريكية. ففي نهاية المطاف, لم يكن بمقدوره أن يخسر أي دعم لم يكن يتمتع به في المقام الأول.

معرفة تشافيز المناوئة للإمبريالية
في الأنثروبولوجيا [علم الأناسة], عندما يتم تدريب الطلاب على الطرق الميدانية, وما نقرأه حول إجراء أبحاث إثنوغرافية ميدانية, هناك تركيز خاص على مصادر رئيسية: أي, أولئك الذين يتمتعون بمعرفة متقدمة ومتراكمة عن ثقافتهم ويشكلون دليلاً قيماً للباحثين الأجانب الذين يسعون إلى فهم ثقافتهم بشكل أعمق. وعادة ما يكون هؤلاء الأشخاص من كبار السن, وزعماء القبائل, والحكماء, إلخ.
في السياق الأمريكي – اللاتيني, اكتسب بعض القادة معرفة متقدمة ومتراكمة حول الإمبريالية الأمريكية, من خلال مواجهتها بشكل مباشر أو غير مباشر, ومن خلال التجربة الشخصية. وينطبق ذلك على دانييل أورتيغا في نيكاراغوا, والذي قادَ قوات "الساندنيستا" في الثمانينيات من القرن الماضي في حربها ضد الرجعيين المموليم من قبل "سي آي إيه", وكان عليه التعامل مع مؤامرات "سي آي إيه" والمؤامرات الأمريكية الأخرى, مثل تلغيم موانىء نيكاراغوا البحرية ودعم الإعلام المحلي والمجموعات المعارضة. يقود دانييل أورتيغا نيكاراغوا مرة أخرى, وقد دعم حكومة معمر القذافي بقوة. يعرف أورتيغا جيداً الطريقة التي تعمل بها الإمبريالية الأمريكية.
الرئيس الكوبي فيديل كاسترو ناجٍ على عدة مستويات. فقد نجا من أكثر من 600 محاولة اغتيال أجنبية, بما في ذلك بعض المؤامرات الغريبة على يد "سي آي إيه", والتي لو لم يتم إثباتها لكان الناس يشيرون إليها اليوم بصفتها نظريات مؤامرة جنونية. تعرضت كوبا للغزو من قبل قوات مدعومة من الولايات المتحدة في عهد الرئيس جون كيندي, كما عانت من محاولات زعزعة الاستقرار لعقود طويلة. وإن كان فيديل خبيراً في أي شيء, وهو خبير في أشياء كثيرة, فإنه خبير في الإمبريالية الأمريكية والطرق التي تعمل بها. رفض أورتيغا وكاسترو التدخلَ في ليبيا, ولم ينجذبا بغباء إلى معارضي القذافي, كما عبرا عن دعمهما للحكومة الليبية.
وهكذا نأتي إلى هوغو تشافيز, الذي عملت واشنطن على شيطنته لوقت طويل, والذي نجا من انقلاب دعمته الولايات المتحدة, ويتزعم بلده فنزويلا التي شهدت تورط سفارة الولايات المتحدة في التدخل السياسي. وكمثال واحد من بين أمثلة كثيرة, فصلت إحدى البرقيات التي أرسلتها السفارة الخطط التي قامت بإعدادها (والخطوات الفعلية التي تم اتخاذها) في سياق التدخل الأمريكي في فنزويلا, بما في ذلك الأهداف التالية: "1) تعزيز المؤسسات الديمقراطية, 2) اختراق القاعدة السياسية لتشافيز, 3) تقسيم جمهور تشافيز, 4) حماية المصالح الحيوية الأمريكية, 5) عزل تشافيز دولياً." وكان من بين الوكالات الأمريكية التي تسعى لتحقيق هذه الأهداف: "مكتب المبادرات الانتقالية" , وما يسمى "المنظمات غير الحكومية" مثل "الجمعية الدولية للبدائل التنموية", و "فريدوم هاوس" و "سيڤيكوس". فبعد أن شهدَ على ما يجري في فنزويلا, كان من المنطقي, والمبرر, بالنسبة إلى تشافيز أن ينظر بعين الريبة إلى احتجاجات الشارع "العفوية" التي سرعان ما لقيت الدعم الفوري للقوى الغربية التي تهدد بالتدخل العسكري الفوري.
وعلى غرار الكثير من الأمريكيين اللاتينيين الواعين, طلاب التاريخ الأمريكي منذ الاستقلال عن إسبانيا, كان هوغو تشافيز على معرفة وثيقة بالتدخلات الأمريكية في قضايا دول أمريكا اللاتينية خلال ال 200 سنة الأخيرة, كما كان في وضع يمكنه من الحديث عن هذه القضايا بناءً على خبرة تفوق خبرة نظرائه في الشرق الأوسط, أو خبرة بعض المعلقين الأمريكيين الشماليين أو الأوروبيين الذين تنحصر شهرتهم في امتلاكهم لمواقع صحفية إلكترونية. ولسوء الحظ, عندما يتعلق الأمر بالإمبريالية الأمريكية, يعرف معظم الأمريكيين اللاتينيين ما يتحدثون عنه بدقة, على العكس من قناتي "الجزيرة" و "العربية" اللتين تتظاهران بأن الأمر على غرار ذلك.
الفكرة هي أن أشخاصاً مثل تشافيز "تدربوا" جيداً على تمييز الأنماط, وتجميع المعلومات المبعثرة, مما يمكنهم من رؤية الأحداث على الأرض في سياق الأفعال والادعاءات السابقة, ووضع الأحداث التي تبدو عشوائية في صورة متكاملة وواضحة. ففي الحالة الليبية, كان تشافيز محقاً في القول إن الولايات المتحدة تبحث عن أول فرصة لكي تتدخلَ عسكرياً, وكان محقاً في معارضة هذا التدخل, وتمسك بموقفه منذ البداية. كان تشافيز محقاً حتى عندما أكد أولئك الذين يجب أن يتمتعوا بمعرفة ودراية أكبر على أن الولايات المتحدة لن تتدخلَ في ليبيا. لقد قدمَ تشافيز مبادئه وأهدافَه بوضوح شديد منذ البداية وخلال جولاته في شمال أفريقيا والشرق الأوسط: أن فنزويلا لن تؤيد التدخلات المستمرة للإمبريالية الأمريكية, وأنها ستقف إلى جانب من تستهدفهم هذه الإمبريالية, وأنها ستفعل ما بوسعها لدعم القضية الفلسطينية, وأنها ستسعى لبناء تحالف بديل للأمم التي تدعم مبادىء حق تقرير المصير, وعدم التدخل في شؤون الدول الداخلية, وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية.


تُرجم عن ("زيرو آنثروبولوجي", 14 نيسان/إبريل 2013)

الجمل: قسم الترجمة


nad-ali 07-05-2013 11:54 AM

مناورات ضخمة في الخليج لـ41 دولة تحت اشراف "الإسطول الأميركي"
http://manamavoice.com/pictures/medium_1367857199.jpg
المنامة - أ ف ب
بدأت القوات البحرية لواحد واربعين بلدا هذا الاسبوع تحت اشراف الاسطول الخامس الاميركي المتمركز في البحرين، مناورات لازالة الالغام في الخليج قبالة السواحل الايرانية.

وقال الاسطول الخامس في بيان الاثنين ان هذه المناورات التي ستستمر حتى 30 ايار/مايو "هي اكبر مناورات من نوعها تجرى في المنطقة".

وتتضمن هذه المناورات اجراء عمليات دفاعية تهدف الى "حماية التجارة الدولية"، ومناورات لازالة الالغام وعمليات للامن البحري، كما جاء في البيان. وقد اجريت ايضا مناورات العام الماضي تحت اشراف الاسطول الخامس.

وقال الاميرال جون. دبليو. ميلر قائد الاسطول الخامس "يسعدنا ان يشارك اكثر من 40 بلدا" في المناورات الرامية الى "تحسين القدرات الدولية للحفاظ على حرية طرق الملاحة" العالمية.

وقد بدأت البلدان المشاركة الاثنين تمارين، على ان تبدأ المناورات البحرية الاسبوع المقبل، بمشاركة 25 سفينة منها يو.اس.اس بونس و18 غواصة.

وهددت ايران مرارا في السابق بغلق مضيق هرمز الذي يعبره ثلث النفط العالمي اذا ما تعرضت لهجوم او اذا ما تعرضت مصالحها الحيوية للخطر. واحدى مهمات الحرس الثوري اذا ما اندلع نزاع تقضي بتلغيم هذا الممر الاستراتيجي.

nad-ali 11-05-2013 01:30 PM

http://www.assafir.com/Images/Logo.png

فلتشر: سايكس بيكو 2 المقبل ليس بريطانيا ـ فرنسيا


غراسيا بيطار



تجول سفير بريطانيا في لبنان طوم فلتشر بين سايكس بيكو واتفاق الطائف. بدا الديبلوماسي الانكليزي ضليعا في تاريخ المنطقة في المحاضرة التي ألقاها، أمس الأول، في مركز عصام فارس بعنوان: “أولويات الممكلة المتحدة في لبنان وإدارة تداعيات الحرب السورية”.

صحيح أن فلتشر لم يكن سفيرا لبلاده في السابق في أي من دول الشرق الأوسط، لكنه كان ولسنوات أحد مستشاري رؤساء الوزراء البريطانيين المتعاقبين مثل دايفيد كاميرون وقبله غوردون براون.

يقرأ فلتشر حاضر المنطقة من ماضيها. برأيه “طبعات” أخرى منقحة من سايكس بيكو للمنطقة واتفاق طائف 2 للبنان تلوح في الأفق. “اتفاق سايكس بيكو” البريطاني الفرنسي، كان نتيجة لحظة تاريخية معينة، واليوم قد تكون هناك طبعة ثانية منه، لكنها لن تكون بين الفرنسيين والبريطانيين، إنما بين الروس والأميركيين.

لبنانيا، قد يحل الإيرانيون محل السوريين في الطائف 2، حسب فلتشر الذي أوضح أنه لا يوجد تفاهم دولي بشأن إقامة منطقة حظر جوي داخل سوريا، ولكن من المهم حفظ مقومات الدولة السورية والاستفادة من دروس التجربة العراقية وخاصة خطأ حل الجيش العراقي.

إنطلق الديبلوماسي البريطاني من كلمة مدير المركز السفير عبد الله بوحبيب عن “انقسام اللبنانيين حيال سوريا منذ العام 1943 الى الأزمة الراهنة”، ليتوقف عند “أهمية إبعاد لبنان عن تداعيات الحرب السورية ودعم الجيش اللبناني بالعتاد اللازم لضبط الحدود مع سوريا”. الأولوية اليوم، برأيه، هي لهذا الموضوع بالإضافة الى “الحفاظ على النموذج اللبناني في التنوع”. وفي الشق الإنساني، اشار الى “خطورة ملف النازحين السوريين”، داعما فكرة إنشاء مخيمات لهم كونها أكثر واقعية وان كان لبنان قد رفضها.

في الشق الأمني، شدد فلتشر على “محورية الجيش اللبناني في معادلة الحفاظ على الاستقرار وعلى أهمية دعم المجتمع الدولي له وتوفير العتاد اللازم له لضبط الحدود”، مشيدا بأدائه المهني والحكيم، داعيا السياسيين الى “توفير الغطاء الكامل للجيش للقيام بمهامه”.

ولفت فلتشر الانتباه الى ان “بريطانيا تساعد الجيش اللبناني بالتدريب والتجهيز وتتطلع الى المزيد من تأمين الحاجات له لضبط الحدود من وسائل اتصال وحماية ولوجستية وأبراج مراقبة”.

إقليميا، شدد سفير بريطانيا، على “أهمية تفادي اندلاع نزاع بين إيران وإسرائيل وعلى تفعيل عملية السلام”، معلقا على الغارة الإسرائيلية الأخيرة على سوريا بالتشديد على ضرورة احترام مستلزمات القرار 1701 لجهة عدم نقل الأسلحة الى لبنان.

وقال إن التطورات في لبنان “قد تقود الى حصول طائف 2 يحل فيه الإيرانيون محل السوريين في أضلاع معادلة الطائف الأول الذي قام على تركيبة أميركية سعودية سورية، ولكن من الأفضل أن يتوصل اللبنانيون بأنفسهم الى اتفاق جديد”، معتبرا أنه “في المرحلة الحالية التي نشهد فيها انتقالا لمراكز القوى والتأثير من أوروبا الى آسيا فإن لبنان يجد نفسه في أفضل أيامه بسبب القدرة على الاستفادة من هذه المعطيات والقدرة على الخلق والإبداع والحركة والتجارة بين الغرب والشرق”.

وردا على سؤال أعرب فلتشر عن اعتقاده “انه في السنوات المقبلة قد يأتي وقت يكون فيه مكان لمحادثات إقليمية تؤدي الى سايكس بيكو جديد أو سايكس بيكو 2، لكن الخريطة الجديدة أو هذا الاتفاق قد يكون بين الإيرانيين والسعوديين أو بين الأميركيين والروس، ولن يكون بريطانيا – فرنسيا”.

nad-ali 11-05-2013 01:31 PM

http://www.al-akhbar.com/sites/defau...theme_logo.gif

تحية نصر الله تشعل قلوب الوطنيين الأردنيين

https://encrypted-tbn2.gstatic.com/i...6Ap5qEz5TyxOUo
ناهض حتر


حيّا الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، البرلمانَ الأردني على قراره الصادر بالإجماع، والقاضي بتجميد العلاقات الدبلوماسية مع العدوّ الإسرائيلي. وهو نوّه بأهمية القرار، في ظروف الاستسلام العربي الراهنة، بغض النظر عن استجابة السلطة التنفيذية لحيثياته. نصر الله منصف دائماً، صافي النيّة والسريرة، جدّي لا يعرف الأحقاد والمواقف المسبقة، يكنّ الاحترام لجميع الشعوب العربية، ولا يتوانى عن الإشادة بكل موقف إيجابي يصدر عن أي جهة عربية، مهما كانت الخلافات معها، وفق معيار موضوعي هو معيار المواجهة، بكل أشكالها، مع العدو الرئيسي لأمتنا، الكيان الصهيوني.

هذا الإنصاف ثمين جداً عند الأردنيين المظلومين بشيطنتهم جميعاً، من قبل أطراف يعتبر بعضها أن الأردن «مصطنع كله»، بل و«أن الأردنيين يصطفون جميعا مع نظامهم في السياق الإسرائيلي»! وهي أشدّ أنماط العنصرية المريضة، حين تتهم شعباً عربياً، بأكمله، بالخيانة.

عندما رفع سيّد المقاومة يده بالتحية لبرلماننا، شعرت بأن الجهود الحثيثة التي بذلناها لتغيير الصورة النمطية عن الأردن، وإعادة اكتشاف صورته الواقعية، كمجتمع حي وحيوي، ودولة وطنية تتصارع فيها تيارات اجتماعية سياسية ثقافية، لا كـ «كيان وظيفي»، كما درجت أدبيات «ثوروية» ـــ «شوفينية»، على وصفه وإدانته، واستسهال شطبه.

قرار البرلمان الأردني الثاني الذي لم يحظ بالأضواء، مع أنه الأهم، والصادر بالأكثرية، هو القرار الذي يطالب بإعادة النظر في معاهدة وادي عربة المشؤومة. وأريد أن أشير، هنا، إلى أن تجاهل السلطة التنفيذية لهذين القرارين البرلمانيين، سيضرب صدقية الادعاء بالإصلاحات السياسية، ويُحرج النظام، ويكشف، على الملأ، أن البرلمانية الأردنية، ليست شريكة في اتخاذ القرار. وهو ما ستكون له مفاعيله اللاحقة، شعبياً.

علّق نائب وزير الخارجية الإسرائيلية، زئيف ألكين، على قرارات البرلمان الأردني المعادية لإسرائيل، قائلا: هذه «مبادرة خطابية» طالما أن «القرار هو في أيدي الحكومة»، وهوّن من الأمر باعترافه بأن «البرلمان الأردني معاد لنا على كل حال»!

أريد أن أعطيكم فكرة عن هذا البرلمان المعادي لإسرائيل، البرلمان الذي شبّهه بعضهم من أعداء سوريا، بأنه، في القضية السورية، لا يعدو كونه نسخة أردنية من مجلس الشعب السوري! هذا البرلمان، للعلم، ليس مكوناً من معارضين تقليديين أو يساريين أو قوميين، وإنما هو مكون من ثلاث كتل، تضم الرئيسية منها نواب بيروقراطية الدولة، المدنية والعسكرية، ونواب العشائر والمحافظات، مع كتلتين أصغر حجماً من الليبراليين ونواب التجنيس والتوطين والتطبيع. وهؤلاء غابوا عن جلسة مجلس النواب التي اتخذت القرارات المعادية لإسرائيل.

أعني أن ما يجب أن يلفت الانتباه، بالدرجة الأولى، أن ميول التصعيد ضد إسرائيل، وصلت إلى قوى وشخصيات من «أبناء النظام»، بل أن هؤلاء هم الذين يشكلون الوزن الراجح للتوجهات الرافضة للتدخل في سوريا، والمطالِبة بإعادة النظر الشاملة في العلاقات مع العدو الإسرائيلي، والراغبة في تجديد التحالف الأردني ــــ العراقي، وتحسين العلاقات مع إيران.

ماذا يعكس ذلك، سوى أن الحركة الوطنية (بتعدديتها التي تشتمل على بيروقراطية الدولة والعشائر والقوى اليسارية والقومية) تتسع، وتقوى، وتسعى للتعبير عن توجه الأكثرية الأردنية إلى استبدال التموضع الاستراتيجي، ليس، فقط، درءاً لمخاطر المشروع الأميركي الإسرائيلي الرجعي للكونفدرالية كصيغة للوطن البديل، بل، أيضاً، عن التوق لاستنهاض قيم الذود عن السيادة والتوق إلى الكرامة الوطنية. وفي هذا السياق، فإن الفهم الموضوعي المنصف للحالة الأردنية وظروفها وإمكاناتها، لدى القائدين، بشار الأسد وحسن نصرالله، سيلعب دورا مهما في تعزيز قوة الحركة الوطنية الأردنية، والتيارات الوطنية داخل بيروقراطية الدولة وخارجها.

يواجه الأردن مروحة من الضغوط الخارجية، الأميركية والخليجية والتركية والإسرائيلية، والضغوط الداخلية المتمثلة بالإخوان المسلمين والسلفيين ودعاة التوطين والمحاصصة والفريق النيوليبرالي المتأمرك. وهو تحوّل إلى صيغة لبنانية من 8 و14 آذار، لكنها غير ظاهرة في عناوين مؤسسية، لسببين: طغيان الدولة المركزية، وكون رأس النظام، الملك عبدالله الثاني، ما يزال يدور مدار شعرة معاوية، ولا يقطع مع التيارين.

الثلاثاء الماضي، استقبل الملك، بروح ودية، رسالة القيادة الإيرانية التي تحضّ عمان على الحياد. وبرغم ما أظهرته أوساط 14 آذار الأردنية من جعجعة، فإن ما حدث، ميدانياً، في اليوم التالي، ليس سوى استجابة أولى ـــ ونوعية ـــ للرسالة الإيرانية؛ فلقد قطع المعنيون، فجأة، الإمدادات العسكرية، عن المسلحين الذين كانوا يسيطرون على بلدة خربة غزالة الاستراتيجية على طريق عمان ــــ دمشق، مما اضطر أولئك المسلحين إلى الانسحاب منها، محمّلين الجانب الأردني، المسؤولية عن هزيمتهم!

nad-ali 26-05-2013 02:57 PM

http://www.al-akhbar.com/sites/defau...theme_logo.gif

أميركا القاطرة والمقطورة

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...hcHssbO3M79e8w
إيلي شلهوب

بات واضحاً أنّ الحراك الدبلوماسي والإقليمي باتجاه «جنيف 2» تقوده مجموعتان، تسعى الأولى إلى عقده وانجاحه، فيما تعمل الثانية على عرقلته، أو بالحد الأدنى رفع سقف مطالبها لإجهاضه. الفريق الأول تقوده روسيا، بالتعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة، ومعهما إيران ومصر والنظام السوري وبعض أطراف المعارضة الداخلية. أما الفريق الثاني، فتقوده تركيا بدعم وتشجيع قطري وتواطؤ سعودي وغطاء أوروبي وبالتنسيق مع فصائل معارضة الخارج والمجموعات المسلحة. اللعبة لعبة سقوف ومفخخات سياسية. دعاة انجاح المؤتمر يعرفون أنه صمم لتحقيق النتيجة التالية: حل عبر حوار سوري ــــ سوري تحت سقف بشار الأسد. خلاصة هي السبب الأساس الذي يجعل الفريق الآخر يعمل على منع انعقاده، أو اجهاضه. اللافت في كل هذه المعمعة الاطمئنان الإيراني إلى الموقف الأميركي. ارتياح ليس وليد القراغ، بل نتيجة رسالة روسية حاسمة في مضمونها: الولايات المتحدة أبلغتنا رسمياً أنها حسمت خيارها وقررت تغيير موقفها من الأزمة السورية.

على الأقل هذا ما تفيد به المعلومات الواردة من طهران، التي تشير إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أبلغ السلطات الإيرانية تفاصيل المحادثات مع نظيره الأميركي جون كيري في موسكو، التي زارها في السابع من الشهر الجاري. وتكشف الرسالة الروسية، على ما تفيد مصادر وثيقة الاطلاع، أن كيري أبلغ القادة الروس أن الولايات المتحدة قررت الاستدارة في ما يتعلق بموقفها من الأزمة السورية. وقال كيري، بحسب تلك الرسالة، لمضيفيه الروس: «عليكم أن تعرفوا أن الولايات المتحدة ليست دراجة نارية يمكنها تبديل خط سيرها 180 درجة، وهي واقفة في أرضها. إن الولايات المتحدة أشبه بشاحنة كبيرة، قاطرة ومقطورة، تحتاج، من أجل الاستدارة، إلى القيام بلفة كبيرة، في خلالها يمكن أن تعبر أحياءً وشوارع ضيقة، وتتسبب بأضرار لبعض المنشآت والأبنية والسيارات المتوقفة على جانبي الطريق، لكنها في النهاية ستستدير». من مصاديق هذه الرسالة، ما كشف عنه أخيراً عن أن الولايات المتحدة وافقت على دعوة إيران إلى حضور «جنيف 2» رغم رفض العديد من الأطراف، وفي مقدمتهم السعودية، التي يبدو أنها لا تزال مترددة وتسعى إلى كسب المزيد من الوقت بانتظار تحقيق مكتسبات يمكن صرفها على طاولة الحل. ومع ذلك فإن التعامل معها، حتى هذه اللحظة، لا يزال يقوم على سياسة اليد الممدودة، خلافاً للوضع مع قطر.

ولعل هذا الاطمئنان إلى الموقف الأميركي، ومعه التقدم الذي يحققه الجيش السوري في الميدان، معطوفاً على ما ثبتته معطيات ما بعد الغارة على سوريا من خشية إسرائيلية من تدحرج الأمور نحو حرب، يفسر محاولات قطر إعادة مد الجسور مع إيران، وإصرار تلك الأخيرة على عدم الاستجابة لطلب الشيخ حمد زيارتها، وإرجاء الموعد أكثر من مرة بحجج واهية. المعنيون في هذا الملف في طهران يؤكدون أنها مستاءة جداً من السياسة القطرية القائمة على «اللعب على الحبلين»، وأنها تشترط، من أجل استضافة حمد، موقفا قطرياً حاسماً تحدد فيه الدوحة خياراتها الاستراتيجية في كل الملفات المتنازع عليها، ويتقدمها الملف السوري، مع تأكيد على الاستعداد لقبول دور للإمارة الخليجية في المنطقة يتناسب مع حجمها وقدراتها. مسؤول خليجي رفيع المستوى يؤكد أنه نقل رسالة بهذا المعنى، قبل إعراب حمد عن رغبته في زيارة طهران بأسابيع، عنوانها تحذير للسلطات القطرية من أنها ستدفع ثمن أدائها أدواراً لا تناسب حجمها. يقول هذا المسؤول إن نظراءه القطريين وقتها استمعوا إلى كلامه ولم يردوا عليه: «أداروا الأذن الصماء. اعتقد أنهم باتوا الآن مستعدين لإدارة الأذن الأخرى».

في المقابل، هناك تركيا التي يجمع المعنيون على أن قيادتها بلغت في معاداتها للنظام السوري حداً بات من الصعب إيجاد صيغة للتفاهم بينهما من أي نوع كان، وخاصة أن الاتصالات بحكومة أنقرة سبق أن انتهت أكثر من مرة إلى وعود تركية بمرونة أكبر وبمراجعة للمواقف من نظام الأسد، لتترجم عبر الممارسة بسلوك أكثر تشدداً وعدوانية. ومع ذلك طفا إلى السطح مجدداً المخرج الذي بُحث أكثر من مرة خلال العام الماضي، ويقوم على تحميل وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو مسؤولية المقاربة التركية للملف السوري، ونفض يد رجب طيب أردوغان وعبد الله غول منه، من دون أن يتضح مدى جديته حالياً.

وفي خضم الحديث عن الحل السوري والمرحلة الانتقالية التي يتفق الجميع على مبدئها، لكنهم ينقسمون حول طبيعتها، يقول دبلوماسي عربي محسوب على الفريق المؤيد للمعارضة السورية، إن الأوروبيين فكروا في بادئ الأمر، يوم بدأ الحديث عن تسوية، بوليد المعلم رئيساً للحكومة الانتقالية، لكن إطلالة إعلامية تلت ذلك أظهرت أنه يتبنى الخطاب نفسه الذي يقوله الرئيس بشار الأسد، كما أنه شوهد، بعد ذلك، يجلس في الصف الأمامي في خلال خطاب علني لهذا الأخير، فصرفوا النظر عنه. ويضيف أنه «من بعد حديث (نائب الرئيس فاروق) الشرع إلى جريدتكم («الأخبار»)، صار المرشح الأول لهذا المنصب، لكن سرعان ما صرف النظر عنه لكونه ليس لديه الكثير من المحبين والمؤيدين في الداخل. اليوم تجهد الاستخبارات الألمانية للترويج لعبد الله الدردري ليتولى هذا المنصب في أي مصالحة مقبلة».

nad-ali 26-05-2013 03:05 PM

الحكومة: حطام الطائرة الإيرانية اكتشف في المنطقة الفاصلة بين البحرين والسعودية

صوت المنامة - خاص
نفى مصدر مسؤول في القاعدة الامريكية بالجفير في العاصمة البحرينية، المنامة، أي علاقته بطائرة التجسس الإيرانية العاملة بدون طيار، التي عُثر على حطامها في المياه الاقليمية البحرينية، بينما أكدت الحكومة البحرينية أن حطام الطائرة اكتشف في المنطقة البحرية الفاصلة بين البحرين والسعودية.

وقالت مرسيا مايت، المسؤول الإعلامية في القاعدة لـCNN بالعربية، إن هذا الموضوع، والملف المرتبط به، "أمر مناط بوزارة الداخلية البحرينية وحدها وليس للقاعدة علاقة بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد".
في تصريح يأتي بعد نفي إيران ضلوعها بالحادث، قائلة إن الأسطول الخامس للبحرية الامريكية في البحرين لديه أسراب كبيرة من الطائرات العاملة بدون طيار يمكن أن تستخدم لشن هجمات، فضلا عن تنفيذ أعمال المراقبة.

بالمقابل قالت سميرة رجب، وزيرة الدولة لشؤون الإعلام والمتحدثة باسم الحكومة البحرينية، لـCNN بالعربية إن طائرة التجسس "عثر عليها في عرض البحر في المنطقة التي تفصل بين السعودية والبحرين بالمياه الإقليمية البحرينية،" واعتبرت أن الكشف عن ضبط طائرة مماثلة هو "الأول من نوعه".

وتجنبت رجب كشف مكان وجود حطام الطائرة حاليا، وما إذا كان بحوزة الجانب البحريني أم أنه لدى السلطات السعودية، علما أنه لم يسبق أن أعلن عن ضبط طائرات تجسس إيرانية في أجواء دول مجلس التعاون الخليجي، واكتفت رجب بالقول إن تفاصيل الموضوع تشكل "معلومات أمنية غير مصرح بالإعلان عنها في الوقت الحاضر.

"وقد أعلن وزير الداخلية البحريني، الشيخ راشد آل خليفة الأربعاء الماضي، عن رصد طائرة الاستطلاع، مستنكر ما وصفها بـ"الأعمال العدائية" من جانب طهران، والتي رأى أنها "تعكس إصرار إيران على التدخل في شؤون الأمن الداخلي لدول المنطقة بهدف زعزعة أمنها واستقرارها".

ومن جابها بث موق العربية نت صورة قال إنها لحطام الطائرة الإيرانية، وقالت العربية نت إنها حصلت على صورة حصرية لطائرة الاستطلاع الإيرانية التي أعلنت السلطات الأمنية في مملكة البحرين العثور عليها في المياه الإقليمية شمال المملكة العربية السعودية.

أخبار عامة , 26/05/2013 م


#صحيفة الوسط البحرينية، واشنطن تنفي صلتها بطائرة التجسس الإيرانية في البحرين




nad-ali 28-05-2013 04:34 PM

إيران: سنتدخل في سوريا على غرار درع الجزيرة في البحرين
 
نقلت صحيفة "الوطن" الكويتية
أن إيران ألمحت بأنها سوف تتدخل عسكريا في النزاع السوري لصالح نظام الرئيس بشار الأسد على غرار دخول قوات «درع الجزيرة» التابعة لمجلس التعاون الخليجي الى البحرين.

ونقلت عن مساعد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان قوله إن "سورية قد تفتح جبهة جديدة ضد اسرائيل في الجولان إذا لم يتم وقف تدفق السلاح والمسلحين إليها". وقال إن "إجراءات تتخذ لحماية العتبات الشيعية المقدسة في دمشق".

وأضاف «لا يمكن القبول بأن تدخل البحرين قوات بلد مدججة بمئات الدبابات والمدافع والجنود بذريعة حماية المنشآت العامة» وذلك في إشارة الى دخول قوات درع الجزيرة الى البحرين، «لكن العتبات المقدسة في سورية تتعرض لهجمات الإرهابيين ويبقى عالم التشيع متفرجا» على حد تعبيره.

وأشار إلى «إجراءات يتم اتخاذها لحماية هذه المراقد والعتبات المقدسة والمهمة على صعيد العالم الاسلامي والتشيع».



http://www.jurnaljazira.com/news_view_9565.html

nad-ali 28-05-2013 04:36 PM

تقارير إستخبارية أخذت مواقعها على طاولات البحث السياسي في مراكز صناعة القرار العالمي
 
الطيف نيوز-
الطيف - وكالات
لاحظت تقارير إستخبارية أخذت مواقعها على طاولات البحث السياسي في مراكز صناعة القرار العالمي، أنه من المرجح الى حد كبير أن تشهد الأشهر المتبقية من العام الحالي 2013 غيابا لافتا أحيانا، وغامضا أحيانا أخرى لنحو خمسة من القادة العرب، إذ تؤكد التقارير الإستخبارية أن الوفاة للبعض ستأخذ طابع الوفاة العادية نظرا لتقدمهم الشديد في السن، علما أن التقارير المشار إليها تلمح الى زعيم عربي من المحتمل أن يتوفى هذا العام في عملية تفخيخ لموكبه، خلال زيارة لا يكون معلنا عنها الى مدينة بعيدة عن مركز العاصمة في بلاده، إذ تكشف التقارير والتقديرات بأن الغيابات لزعماء عرب ستكون سببا في تسوية قضايا شرق أوسطية، أو ستنجم عنها تسويات لملفات سياسية عالقة في الإقليم منذ عقود.

http://taifjo.com/news.php?sid=1&nid=99980

nad-ali 03-06-2013 11:08 PM

رئيس منظمة التعبئة: ايران في حرب مع اميركا على 5 جبهات

صرح رئيس منظمة تعبئة المستضعفين العميد محمد رضا نقدي بان الجمهورية الاسلامية الايرانية تخوض اليوم الحرب مع اميركا على 5 جبهات سياسية وثقافية واقتصادية وعلمية وتكنولوجية.

(فارس)

وقال العميد نقدي في كلمة له يوم امس السبت في حشد من التعبويين بمدينة بيرجند في محافظة خراسان الجنوبية شرق البلاد، ان الشعب الان على اعتاب اختبار كبير وان الملحمة تتبلور في ذروة الحرب والصراع.

واعتبر رئيس منظمة تعبئة المستضعفين الملحمة بانها ذات شقين واتجاهين وقال، في احد الطرفين هنالك الشعب الذي يخلق الملحمة وفي الطرف الاخر هنالك الاستكبار بزعامة اميركا.

واعتبر الاقتصاد الاميركي بانه يعاني من الانهيار واضاف، ان الميزانية العسكرية الاميركية انخفضت وهي بناء على ذلك لا قدرة لها على خوض الحرب العسكرية.

واضاف العميد نقدي بان هذه الحروب التي تشنها اميركا هي لمواجهة الاسلام واضاف، انه ومنذ انتصار الثورة الاسلامية جرى التخطيط لانقلابات عسكرية وحروب مختلفة لمواجهة الاسلام.

واشار الى الديون الخارجية المترتبة على اميركا والبالغة 16 الف مليار دولار واضاف، ان جميع الخبراء واثقون من ان اميركا مصيرها الانهيار والسقوط.

http://arabic.farsnews.com/news****.aspx?nn=9202246402



nad-ali 03-06-2013 11:09 PM

http://www.thediplomatictimesreviewo...r/image_24.png

طلقة تحذيرية لمحور تركيا – قطر


ألبير بيردال/يجيت غوناي
ترجمة: د. مالك سلمان:

http://www.aljaml.com/files/upload/2-4097.jpg

أودى تفجير بلدة ريهانلي التركية في 11 أيار/مايو بحياة 51 شخصاً, لكن الإعلام التركي تجاهله بشكل ملحوظ. ألقى الرئيس التركي, رسب تايب إيردوغان, المسؤولية على الحكومة السورية, ولكن دون أي دليل.
وتزعم مجموعة "ردهاك" التركية أن الاستخبارات التركية كانت تعرف مسبقاً أن المجموعة الجهادية السورية "جبهة النصرة" تحضر لتفجير ثلاث سيارات مفخخة داخل تركيا. لكن إيردوغان التزم الصمت.
تعرضت مجزرة ريهانلي إلى حظر صحفي في تركيا بعد فشل محاولة الحزب الحاكم السيئة في التغطية عليها. ولكن قيما يتعلق بالمجزرة, فإننا نعتقد أنه بمقدورنا أن نخمن هوية مرتكبيها.
كما أن الإعلام التركي لم يناقش الأسباب التي أدت بشكل مفاجىء إلى اندحار المجموعات المسلحة السورية في القصير في غرب سوريا. فمقاتلو القصير ينتمون إلى كتيبة الفاروق. وهذه هي المجموعة التي أشار إليها قائد "حزب الاتحاد الديمقراطي السوري" (الحزب الكردي المتواجد في شمال سوريا والقريب إيديولوجياً من "حزب العمال الكردي" في تركيا) عندما قال "عقدنا صفقة معهم في حلب".
وهي أيضاً نفس المنظمة الإجرامية التي ينتمي إليها ذلك المجرم الذي أخرج قلبَ الجندي السوري وأكله, ثم قال: "وما المشكلة في ذلك؟ فأنا أذبح العلويين".
وقد وضح متحدث باسم كتيبة الفاروق, يزيد الحسن, أن انتكاساتهم الأخيرة جاءت "نتيجة تناقص في شحنات الأسلحة القادمة من تركيا". والحقيقة هي أن المملكة السعودية قد توقفت عن نقل الأسلحة عبر تركيا ونقلت أقنية الإمداد إلى شمال الأردن.
ذهب إيردوغان إلى الولايات المتحدة دون أن يزور ريهانلي ويقدم تعازيه لعائلات ضحايا التفجيرات.
في الأسابيع السابقة, زار قادة ثلاث بلدان عربية واشنطن: الملك عبد الله الثاني (ملك الأردن), ومحمد بن زايد بن سلطان آل نهيان (ولي عهد الإمارات العربية المتحدة), ووزير الخارجية السعودية, سعود الفيصل.
وقد كرروا الرسالة نفسها في اجتماعات عقدت بشكل منفصل: ضَعوا ثقلكم في القضية السورية. وقد قال مسؤول أمريكي ل "وول ستريت جيرنال" إن سبب الطلب من الولايات المتحدة أن "تضعَ ثقلها" وتمسك بزمام المسألة السورية هو "الحاجة لطرف يستطيع إدارة اللاعبين".
واللاعبان اللذان كانت هذه البلدان تشتكي منهما هما تركيا وقطر. حيث يقوم هذان البلدان بتقديم كميات كبيرة من الأموال والأسلحة والذخائر إلى المنظمات الإسلامية, وخاصة المجموعات المرتبطة ب "الإخوان الإسلامويين", دون أي تنسيق مع اللاعبين "الآخرين".
وقد استفسرت "وول ستريت جيرنال" من مسؤول قطري وآخر تركي حول هذا الموضوع. رفض المسؤول القطري التعليق. أما المسؤول التركي, وبعد أن أنكر أن حكومة إيردوغان تدعم الأحزاب الإسلاموية في سوريا أو في أي مكان آخر في العالم, فقد قال "نحن ندافع عن مصالح الشعب السوري".
منذ بداية "الربيع العربي", نشأت منافسة حادة بين المملكة السعودية وقطر, وخاصة في مصر. وقد أثارت هيمنة "الإخوان الإسلامويين" في كافة البلدان التي زارها "الربيع العربي" قلق السعودية الشديد.
وبالطبع لم تكن المشكلة حول "دعم العناصر المتطرفة". إذ كانت السعودية تدعم المجموعات السلفية الأكثر تطرفاً من "الإخوان الإسلامويين". المسألة الجوهرية كانت تتمثل في فرض السيطرة السياسية.
فمنذ تحول الأزمة السورية الأولية إلى حرب شاملة من خلال استقدام القوات الأجنبية, وقفت تركيا إلى جانب قطر في عملية الاستقطاب التي فرزت هذه القوى.
إن تشكيل "كتلتي التحالف" هاتين - الأولى مشكلة من قطر وتركيا, والثانية من السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة – أدى إلى استقطاب حاد أفرز بدوره عدة عمليات دموية؛ مثل الهجوم الانتحاري الغامض على الموكب القطري في مقديشو, عاصمة الصومال, في 5 أيار/مايو.

http://www.aljaml.com/files/upload/2-4098.jpg

ضرب قطر في الصومال
من استهدف هذا الهجوم الذي لم يلقَ أي اهتمام يذكر في الإعلام العالمي؟
عندما انفجرت القنابل, كان وفد قطري يزور الصومال. وكان وزير الداخلية القطري أحد أعضاء هذا الوفد, لكنه – تبعاً لقائد الشرطة نور أبدول – لم يكن في الموكب الذي تعرض للهجوم. قال أبدول إنه لم تحدث أية إصابات بين أعضاء الوفد القطري. ولكن فيما بعد, أشارت الصحيفة اللبنانية "الديار" إلى أن رئيس الاستخبارات القطرية, أحمد ناصر بن قاسم الثاني, قد قتل في الهجوم.
وتبعاً لصحيفة "الديار", في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2012 التقى رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني ورئيس الاستخبارات القطرية برئيس "الموساد" تامير باردو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وفي الاجتماع, تمت مناقشة خطة لاغتيال الرئيس السوري بشار الأسد. وفي هذا الاجتماع, طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي من دول "مجلس التعاون الخليجي" الاعتراف بإسرائيل بعد إسقاط الأسد.
كان رئيس الاستخبارات القطرية يحلم باحتلال دمشق وكان يعمل مع الإسرائيليين لتحقيق هذا الحلم. فتبعاً لصحيفة "الديار", كان آل ثاني هو الشخص المسؤول عن تنسيق نقل الجهاديين اليمنيين إلى سوريا بعد تلقيهم التدريب على يد القوات الخاصة الأمريكية في قطر.
ولكن من كان وراء الهجوم الانتحاري في مقديشو؟ هناك مجموعة واحدة في الصومال قادرة على تنفيذ مثل هذا الهجوم الكبير والمنظم بواسطة سيارتين مليئتين بالمتفجرات: منظمة "الشباب" المرتبطة بالقاعدة.

ليس واضحاً حتى الآن إن كان آل ثاني قد مات في هذا الهجوم. ولكن من المؤكد أن القاعدة قد استهدفته. ففي خلفية تعاقب الأحداث التي تعود إلى أفريقيا, هناك "نزاع المقاولين الفرعيين", أي المنافسة بين الثنائي تركيا وقطر ضد السعودية.
هناك علاقة دينامية بين المقاولين الفرعيين الأمريكيين والمجموعات المسلحة التي تقاتل في سوريا. وحقيقة أن قطر وتركيا تتعاونان بشكل وثيق مع "الإخوان الإسلامويين" في سوريا لا تعني بالضرورة أن هذين البلدين لا يعملان مع مجموعات مثل "جبهة النصرة".
إن الوضع في "الميدان" في تغير مستمر. إذ تم توزيع الأسلحة المختلفة التي تم شحنها من البلقان على مجموعات "الجيش السوري الحر" و "جبهة النصرة" على حدٍ سواء. كما أن نسبة انتقال المقاتلين المتطرفين بين المجموعات المختلفة عالية جداً. وكذلك انتقال الدعم الذي تقدمه قوى "المقاولات الفرعية" لهذه المجموعات.
السلاح الرئيس الموجود بين أيدي مقاتلي النصرة هو بندقية "إم 60" المنقولة من كرواتيا. وقد تم نقل هذه الأسلحة, التي دفعت السعودية ثمنَها, إلى المتطرفين المسلحين عبر الأردن وتركيا. وبعد وقت قصير, ظهرت هذه الأسلحة في أيدي عصابات "الجيش السوري الحر" و "جبهة النصرة" على حدٍ سواء.
في الأسابيع الماضية, حصل تطور مثير للانتباه من هذا المنظور. قامت السعودية – المعروفة بعلاقتها الوثيقة مع مجموعات القاعدة في مصر وتونس وليبيا والآن في سوريا, والتي تبتعد دائماً عن "الإخوان الإسلامويين" – بجمع قادة "الإخوان الإسلامويين" السوريين في الرياض.
الأشخاص ال 12 الذين ذهبوا إلى الرياض ينتمون إلى "المجلس الوطني السوري", المدعوم من الولايات المتحدة بصفته "الحكومة السورية الشرعية". وكان من بينهم قائد رفيع المستوى في "الإخوان الإسلامويين" هو محمد فاروق طيفور. وقد توصل طيفور إلى اتفاق مع السعوديين حول انسحاب غسان هيتو, وهو مواطن أمريكي وعضو في تنظيم "الإخوان الإسلامويين", من رئاسة الحكومة الانتقالية التي شكلها "المجلس".
ومن جهة أخرى, تم تشكيل "المجلس الوطني السوري" في قطر بمساعدة مباشرة من الولايات المتحدة. ومن المعروف أن الأمين العام للمنظمة, مصطفى الصباغ, عضو في تنظيم "الإخوان الإسلامويين" المسؤول عن رسم سياسات المنظمة بالتعاون مع قطر.
ومن المعروف أيضاً ارتباط معاذ الخطيب بتنظيم "الإخوان الإسلامويين", والذي تم تعيينه رئيساً للمنظمة لكنه استقال عندما أصبح هيتو رئيساً للحكومة الانتقالية. وهكذا نرى أن "الإخوان الإسلامويين" في كل مكان.
يمكن للاجتماع الذي عقدَ في الرياض أن يكون علامة على تدخل السعودية في الدور الذي ستلعبه قطر وتركيا. وقد قدمت شرحت السعودية للأمريكيين هذا التدخل على أنه محاولة للحد من دور المجموعات الإسلاموية المتطرفة. وكان الجزء الآخر من هذه العملية قرار نقل الأسلحة إلى المسلحين في سوريا عبر سليم إدريس, رئيس "المجلس العسكري الأعلى" ل "المجلس الوطني السوري".
فمن جهة, يضع السعوديون يدهم على "الإخوان الإسلامويين", ومن جهة ثانية يبعثون برسالة إلى قطر عبر قنابل القاعدة في الصومال. وفوق كل ذلك, التفجيرات التي ضربت ريهانلي.
بعد الهجوم الدموي في ريهانلي, أصدر وزير الخارجية الأمريكية جون كيري بيانَ تعزية. ففي رسالة من 3 جمل فقط, ذكر أن الولايات المتحدة سوف تقف إلى جانب حليفتها تركيا. لم تُدِن الرسالة منفذي الهجوم. فقد اكتفى كيري بالتأكيد على "العلاقة الوثيقة التي تربطهم بتركيا".
بعد تفجيرات لندن في سنة 2005, أصدرت الحكومة الأمريكية بياناً مفصلاً من 4 مقاطع. وبكلمات أخرى, فإن إصدار بيان جاف من 3 جمل لا تدين منفذي الهجوم ليس تصرفاً دبلوماسياً ملائماً.
وفوق ذلك, وبعد تفجيرات ماراثون بوسطن, سارع الرئيس التركي ورئيس حكومته بإصدار بيان يدين الهجوم.
هل يمكن أن تكون تفجيرات ريهانلي رسالة إلى تركيا ل "التراجع", كما كانت الرسالة المرسلة إلى قطر في الصومال؟
رسالة في قنبلة
إن نتائج الاجتماع بين إيردوغان وأوباما ليست واضحة تماماً.
بالنسبة إلى الإعلام الرسمي التركي, كانت النتيجة "الاتفاق"؛ حيث "اتفق إيردوغان وأوباما على مسألة ضرورة إزاحة الأسد". كان هناك الكثير من الصحفيين الأتراك في المؤتمر الصحفي ذاك, والذي دامَ 38 دقيقة. وقد شاهده الآخرون على التلفزيون أو الإنترنت. فهل شاهدوه فعلاً, أم أنهم سدوا آذانَهم؟
ففي جلسة الأسئلة والأجوبة المخصصة للصحفيين, تم توجيه السؤال الأول لأوباما من قبل صحفي أمريكي. كان السؤال حول الضريبة. أما السؤال التالي الموجه إلى إيردوغان فكان حول العلاقة مع إسرائيل وإن كان سيذهب إلى غزة أم لا. وسأل صحفي آخر أوباما عن "وزارة العدل" وتسريبات "الأسوشييتد بريس" وهجوم بنغازي. وتم توجيه السؤال التالي إلى إيردوغان: "في حال لم تتدخل الولايات المتحدة في المسألة السورية, ماذا ستفعلون بخصوص تفجيرات ريهانلي؟"
وهناك المزيد. قامت القنوات الإخبارية الأمريكية ببث المؤتمر الصحفي على الهواء. ولكن في الأوقات التي كان يتكلم فيها إيردوغان, كان البث يعود إلى الأستوديو لتحليل النقاط التي ذكرها أوباما حول القضايا الداخلية. وهذا ما فعلته كافة القنوات.
دعونا نعزي هذه الظاهرة إلى عجرفة القنوات الإخبارية الأمريكية. لكن اثنين من الصحفيين الأتراك اللذين طرحا أسئلة في المؤتمر الصحفي لفتا الانتباه إلى قضايا في غاية الأهمية. فقد سأل أحدهما إيردوغان إن كان قد جَلبَ معه أي دليل يتعلق بمزاعمه القائلة باستخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا. وباختصار, فإن الجواب الذي تلقاه كان, "نتبادل الآن كل هذه المعلومات".
وقد سأل الصحفي نفسُه أوباما إن كان سيفعل شيئاً لإزاحة الأسد. استهلَ أوباما إجابته بمزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية وكرر مقولة الولايات المتحدة التي كان يكررها في الأسابيع الماضية: "لدينا دلائل على استخدام الأسلحة الكيماوية. لكننا بحاجة إلى المزيد من المعلومات الاستخبارية حول هذا الموضوع".
وتابع قائلاً: "بغض النظر عن هذا, فقد مات الآلاف هناك. ولذلك علينا أن نزيد الضغط الدولي على الوضع في سوريا. علينا أن نحرك المجتمع الدولي. لا أعتقد أن أحداً, بما في ذلك رئيس الوزراء إيردوغان, يحبذ التدخل الأمريكي في سوريا من طرف واحد وبشكل مباشر".
وبعد ذلك, سأل صحفي تركي آخر أوباما مرة أخرى: "قلتَ إن على الأسد أن يرحل. كيف ومتى سيرحل؟" ربما كان هذا الصحفي يحاول أن يحصلَ من أوباما على جملة جديرة بخبر صحفي مهم. لكن الرد لم يكن مثيراً. فقد نَوَهَ الرئيس الأمريكي إلى المؤتمر الدولي الذي سيُعقد في جنيف وكرر وعدَه "باستمرار دعم المعارضة".
لم يكن مؤتمر جنيف الأول حول سوريا ناجحاً. إذ لم يكن "الإجماع" نتيجته الأكثر أهمية وإنما شراء الوقت لكل طرف لتعزيز موقفه. ويمكن أن نقول إن الطرفين لن يذهبا إلى المؤتمر الثاني متوقعينَ أي نوع من "الإجماع".
قام الغرب بتجميع المجرمين والمخربين المتمحورين حول "الإخوان الإسلامويين" الذين يسميهم بالمعارضة تحت غطاء جديد يدعى "المجلس الوطني السوري", مما فتح الباب أمام احتمال اللقاء السياسي. ثم حصل على هذا الفريق الذي أنتجَ شخصيات الإخوانية من أمثال معاز الخطيب وغسان هيتو لتشكيل حكومة. فإذا كان الغرب يريد "الإجماع على حكومة انتقالية" في مؤتمر جنيف الثاني, فسوف يمزق الغطاءَ الذي صنعه.
إن مؤتمر جنيف الجديد هذا سيمكن الطرفين مرة أخرى من شراء الوقت وتعزيز مواقعهما السياسية. ومن جهة الولايات المتحدة, سوف تسمح هذه العملية بتقويض تأثير كتلة قطر – تركيا بين قوات المعارضة. وفي حال لم يرتدع هذا المحور, يمكن للرسالة التي تطالبه فيها ب "التراجع" أن تأتي عبر القنابل المتفجرة.

تُرجم عن ("إيشا تايمز", 29 إيار/مايو 2013)

http://www.aljaml.com/sites/all/them...header_max.jpg
الجمل: قسم الترجمة

nad-ali 03-06-2013 11:10 PM

"ناشيونال اينترست": على اميركا التفاوض مع اللواء سليماني

نصحت مجلة اميركية مسؤولي بلادها بان تفتح حسابا على مساعدات ايران ان كانت تتطلع الى استقرار افغانستان وان تستعين بمساعدة قائد فيلق القدس، اللواء "سليماني" وتتفاوض معه، لانه اضطلع بدور مهم وبناء في مكافحة القاعدة بافغانستان بعد احداث 11 ايلول/سبتمبر.

واشنطن (فارس)

ففي مقال بقلم "حسين موسويان" استعرضت مجلة "ناشيونال اينترست" اهمية افغانستان لايران محفزة المسؤولين الامريكيين على طلب مساعدة ايران لحل الازمة الافغانية.

ويعتقد الكاتب انه رغم مساعدة ودعم ايران لأميركا لحل قضية افغانستان، الا ان مسؤولي هذا البلد لم يثمنوا هذه المساعدة. لكن ايران مازالت تواصل مساعداتها.
ويتابع الكاتب:

* ضرورة مساهمة جيران افغانستان ومنها ايران
لقد خططت اميركا لسحب قواتها من افغانستان حتى نهاية عام 2014، ولكنها ستحافظ على وجودها من خلال بقاء حوالي 10 الاف من قواتها العسكرية والمدنية في هذا البلد. وبناء على ذلك، فانها ستكون بحاجة لمساعدة جيران افغانستان ومنها ايران لضمان امن قواتها خلال فترة التغيير.

* تعاون ايران في مجال التصدي للقاعدة وطالبان
ويشير المقال الى ان تنظيم القاعدة وجماعة طالبان ولدا في السعودية وباكستان، وهذا هو سر دعم ايران لامريكا بشكل كامل على صعيد مكافحة الارهاب بعد احداث 11 ايلول. كما ان ايران وخلال اجتماع "بون" الذي عقد عام 2001 لعبت دورا مهما باعتبارها وسيطا اساسيا في دعم جهود امريكا والامم المتحدة لادارة الازمة الافغانية. واثبت هذا الموضوع للجميع عملانية السياسة الخارجية الايرانية ورغبتها بارساء السلام في افغانستان.

فعلى سبيل المثال كانت ايران من العناصر الاساسية لمنح الشرعية الدولية الى حكومة كابول وذلك استنادا لكلمة "الديمقراطية" التي تم ادراجها في الاتفاق. ولكن ردا على هذه الخطوات الامريكية ماذا فعل الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش؟ لقد صنف ايران في محور الشر.

* انسحاب القوات الاميركية؛ فرصة جديدة للتعاون مع ايران
ويرى موسويان ان انسحاب القوات الامريكية من افغانستان يمكن ان يشكل فرصة جيدة لمشاركة ايران. فبعد عقد من التواجد الامريكي في المنطقة على هذا البلد ان يحسب حسابا لايران كونها حليفا استراتيجيا لضمان انسحاب هادىء من افغانستان وتحقيق الاستقرار في هذا البلد.

* مخدرات افغانسان تهديد لامن وسلامة ايران
ويتابع المقال بالتنويه الى الحدود المشتركة بين ايران وافغانستان والتي تمتد الى 600 ميل وكذلك الخطر الذي يهددها بسبب تهريب المخدرات وهو ما يجعل موضوع افغانستان مهما لايران ويضيف: ان افغانستان تقوم بانتاج 90 بالمائة من افيون العالم، وتدخل حوالي نصف هذه الكمية الى ايران، ومكافحة هذه الظاهرة تكلف ايران حوالي مليار دولار سنويا.

وفي هذا الخصوص فقد اعلنت مديرية مكافحة المخدرات الايرانية بان الادمان ظاهرة اجتماعية سلبية تهدد المجتمع الايراني وتشكل اكبر خطر على امن وسلامة البلاد، فضلا عن انها عقبة كبيرة امام التقدم والتطور. كما ان عدد المصابين بمرض نقص المناعة ارتفع في ايران منذ عام 2001 الى الضعف ليصل الى 91 الف مصاب، وكانت الحقن الملوثة هي السبب في 70 بالمائة من هذه الاصابات. علاوة على ذلك فانه منذ عام 1979 ولحد الان قتل وجرح حوالي 16 الف جندي ايراني على حدود افغانستان.

* اللاجئون الافغان موضوع آخر يجعل ايران تهتم بافغانستان
ويستطرد صاحب المقال بالتنويه الى موضوع آخر يجعل افغانستان مهمة لايران فضلا عن المخدرات بالقول: ان ايران تستضيف اكثر من مليون عامل ولاجئ افغاني لديهم قواسم ثقافية ودينية كبيرة مع هذا البلد. وفي هذا البين ينبغي الا نتجاهل موضوع الامن البحري، لان المناطق الصحراوية التي تقع شرق ايران هي بحاجة الى المياه المنحدرة من الجبال المركزية بافغانستان. اضف الى ذلك ان مجموعات مثل "القاعدة" و"جند الله" هي من الهواجس الامنية الاخرى التي تواجهها ايران.

* بامكان ايران واميركا التعاون لصيانة مصالحهما المشتركة بافغانستان
كما ان لايران واميركا منافع مشتركة في افغانستان. وفي هذا الاطار يمكننا الاشارة الى موضوعات مثل: تحقيق اصلاحات مستديمة في حكومة كابول، والحيلولة دون تهريب المخدرات وسائر البضائع المهربة، وتسوية ازمة اللاجئين الافغان، وتعزيز قدرات افغانستان باعتبارها شريكا تجاريا موثوقا به والنهوض بمستوى التجارة الاقليمية والترانزيت عبر احياء طريق الحرير، النهوض بمستوى القدرات الامنية لافغانستان عبر تعليم وتدريب كوادرها العسكرية، وتحقيق الوفاق الوطني من خلال اسهام العناصر المعتدلة في جماعة طالبان في العملية السياسية والحكومة.

* المساعات المالية الايرانية لاعادة اعمار افغانستان
لقد وجهت ايران في فبراير 2011 دعوة رسمية الى ممثل امريكا الخاص في شؤون افغانستان "مارك غراسمن" لزيارة طهران. واشنطن رفضت الدعوة، لكن طهران واصلت تعاونها مع المجتمع الدولي حول موضوع افغانستان من خلال مشاركة وزير خارجيتها في اجتماعي اسطنبول (نوفمبر 2011) و"بون" (ديسمبر 2011).
لقد دعمت ايران في هذين الاجتماعين موضوع انسحاب القوات الاجنبية من افغانستان حتى نهاية عام 2014 بهدف الوصول الى افغانستان مستقرة وديمقراطية. وعلى صعيد اعادة اعمار افغانستان فان ايران لا تزال من الدول الداعمة الاساسية في مجال البنى التحتية، والطاقة، والمشاريع الاعمارية وهي من هذا الحيث تساعد اكثر من غالبية الدول الاخرى.

* التفاوض بين القادة العسكريين قد يكون مؤثرا
ويرى صاحب المقال ان امريكا وفي خصوص الموضوعات المشتركة عليها ان تتعاون مع ايران بدلا من مواجهتها، بناء على المكاسب التي تم تحقيقها في خضم مفاوضات 2001 مع ايران حول افغانستان.
وبامكان "جيمس دابينز" سفير وممثل امريكا الخاص في شؤون افغانستان وباكستان الاضطلاع بدور مهم في تسهيل هذه العملية. التجربة السابقة تشير الى ان المفاوضات المباشرة بين القائد العام للقوات الامريكية "ليود جي استين " وقائد فيلق قدس الايراني الفريق "قاسم سليماني" قد يكون مؤثرا.
لقد اضطلع الفريق قاسم سليماني بدور مهم على صعيد مكافحة القاعدة في افغانستان بعد احداث 11 ايلول. فرغم الاتهامات التي تطرح ضده في امريكا الا انه اضطلع بدور مهم على صعيد توفير خروج آمن للقوات الامريكية من افغانستان بين اعوام 2012و 2013.
ان هذا التواصل بين القوات العسكرية للبلدين يمكن ان يمهد الارضية لتعزيز الثقة بين ايران وامريكا. ويمكن ان نواجه فرصا افضل لتقدم العلاقات بين ايران وامريكا بعد الانتخابات الرئاسية الايرانية المقررة في 14 حزيران/يونيو.

http://arabic.farsnews.com/news****.aspx?nn=9202246930



nad-ali 03-06-2013 11:10 PM

دبلوماسي ايراني سابق:قطر هي الدولة التي اشار اليها بيان وزارة الامن الايرانية

أكد الدبلوماسي الايراني السابق سيد هادي افقهي، ان الدولة التي احجم بيان وزارة الامن الايرانية عن ذكرها يوم امس الاحد،‌ هي قطر، مؤكداً ان الشبكة التي اعلنت طهران عن تفكيكها كانت مرتبطة‌ بالدوحة.

طهران (فارس)

واعلنت وزارة الامن الايرانية، امس الاحد في بيان لها، انها كشفت شبكة ارهابية وألقت القبض على اعضائها، كانت مكلفة بالقيام باعمال تخريبية في يوم الانتخابات الرئاسية الايرانية، المقررة في 14 حزيران/يونيو الحالي.

وجاء في البيان، ان عناصر وزارة الامن وبعد الحصول على خيوط عن شبكة تخريبية تعمل لصالح اعداء ايران والاسلام، وبعد جمع المعلومات الدقيقة والشاملة ونشر الشبكات المضادة للتجسس والارهاب، تمكنوا من كشف جميع اعضاء هذه الشبكة والقبض عليهم.

وأكد سيد افقهي في تصريح ادلى به الى فضائية الميادين ان دولة قطر، احدى‌ الدول المتهمة بالسعي للقيام باعمال تخريبية في الجمهورية الاسلامية الايرانية، وحث هذه الدولة التي وصفها بانها دولة مجهرية (لا ترى إلا بالمجهر)، على الكف عن اجراءاتها الاستفزازية.

وأردف افقهي ان الاشارات في هذا البيان واضحة جداً،‌ مؤكداً‌ ان البيان يقصد دولة قطر وان هذه الدولة كانت تعمل من اجل زعزعة‌ الاستقرار والقيام باعمال تخريبية يوم اجراء الانتخابات الرئاسية في ايران.

ورداً‌ على ‌سؤال حول كيفية الرد الايراني ازاء هذا الاجراء القطري، قال انه اذا استمرت اجراءات هذه الدولة المجهرية في العبور من الخطوط الحمر للجمهورية الاسلامية الايرانية، فإن الرد سيكون قاطعا. مشيرا الى مثل عربي يقول "اذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي بيوت الناس بالحجارة".

http://arabic.farsnews.com/news****.aspx?nn=9202246948



nad-ali 24-06-2013 10:38 PM

امير قطر ابلغ الاسرة الحاكمة قراره تسليم السلطة الى ولي عهده تميم
الدوحة - ا ف ب


ابلغ امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الاثنين الاسرة الحاكمة واعيان البلاد قراره تسليم السلطة الى نجله ولي العهد الشيخ تميم بن حمد ال ثاني، بحسب ما افادت قناة الجزيرة.
وذكرت القناة في خبر عاجل على شاشتها ان الشيخ حمد انهى اجتماعا مع الاسرة الحاكمة و"اهل الحل والعقد" واحاطهم علما ب"قراره تسليم السلطة الى ولي عهده الشيخ تميم" البالغ من العمر 33 عاما.

غدا صباحا سيوجه امير قطر كلمة للشعب القطري

nad-ali 29-06-2013 04:59 PM

http://www.alahednews.com.lb/desimages/jimages/anws.png

أسباب نقل حمد بن خليفة آل ثاني الحكم الى ولده تميم


باريس ـ نضال حمادة



حبل الكذب قصير … هكذا يقول المثل الشعبي الذي ينطبق معناه ونصه على حاكم قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي أشعل سوريا وقبلها ليبيا ناراً ودماءً بحجة دعم الديمقراطية في العالم العربي وانتقال السلطة بين افراد الشعب كافة وعدم احتكارها في مكان معين، فإذا به يناقض نفسه ويندد بها وبكل ما اقترفت يداه من جرائم بحق شعوب هذه الدول وهو الذي يستقبل فوق ارضه اكبر القواعد العسكرية الأمريكية في العالم.

أسباب صحية وأخرى سياسية…

تروي مصادر روسية في باريس لموقع “العهد” ما تقول إنه القصة الكاملة لعملية انتقال السلطة في قطر بين حمد بن خليفة آل ثاني وابنه تميم بالقول: “ان أمير قطر مصاب بفشل كلوي منذ فترة طويلة وهو يعيش على كلية واحدة فقط ـ والسر الطبي الذي تعرفه المصادر هل هذه الكلية زرعت للأمير أم انها كليته الأصلية!

وتضيف المصادر الروسية: “أن الأطباء منذ العام 2008 نصحوا الأمير بالراحة الدائمة وعدم العمل وعدم التوتر غير أنه لم يمتثل لنصائحهم، وزاد على ذلك أنه وضع في طائرته الخاصة قناة “الجزيرة” التي يتابعها من أول يومه العملي حتى لحظة نومه، وهذا ما جعله دائم التعرض للتوتر العصبي والتعب وزاد من حالته المرضية”.

وتتابع المصادر الروسية بالقول: “إن تميم قال لوالده انا لا يمكنني العمل مع حمد بن جاسم لانه سوف يسحب من يدي الحكم فأجابه والده بأننا يمكن ان نخرج بصيغة على طريقة الكويت، وهي ان يكون منصب رئاسة الوزراء من العشائر”، ولفتت هذه المصادر إلى أن “هناك ثلاثة أسماء مطروحة لتولي منصب رئاسة الوزراء مكان حمد بن جاسم من خارج عائلة آل خليفة”.

وتستمر المصادر الروسية في روايتها لموقع العهد قائلة: إن الإدارة الأمريكية نصحت في الآونة الأخيرة حاكم قطر بالإسراع بنقل الصلاحيات لابنه قبل انتكاس حالته الصحية، ونظرا لحاجة الولايات المتحدة للاستقرار في رأس السلطة في المشيخة الخليجية الصغيرة التي تشكل رأس الحربة في سياسة أمريكا في المنطقة منذ اندلاع أحداث العالم العربي عام 2010، وهذا الكلام كان ذكره الرئيس الأمريكي باراك اوباما في أيار/مايو عام 2011 أثناء استقباله لأمير قطر عندما قال (سوف يكون لقطر دور كبير في الربيع العربي).

وتشير المصادر الروسية إلى ان عملية استرضاء حمد بن جاسم تمت عبر تعيينه مسؤولا عن صندوق الاستثمار القطري الذي سوف يتم سحبه منه ما إن تستقر الحال لتميم بن حمد بن خليفة في الحكم حسبما تقول المصادر الروسية التي ختمت “أن الكلام عن عملية إجبار امريكية لأمير قطر بنقل السلطات ليس له اي معنى سياسي على الإطلاق”.

nad-ali 29-06-2013 05:02 PM

http://www.alahednews.com.lb/desimages/jimages/anws.png

قطر بلا ’الحمدين’ ليست كسابقاتها

محمد حرشي

قراءات كثيرة أعقبت إعلان أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني تنازله عن عرشه لنجله تميم، وفيما رأى البعض أن التغير الذي طال رأس هرم السلطة في البلاد هدفه تهذيب وتحجيم الدور القطري الذي يمثّل في أيامنا هذه واجهة لما يعرف بـ"الربيع العربي"، ردّه البعض الآخر إلى أسباب داخلية محضة يستتبعها بالضرورة ثباتاً في السياسات الداخلية والخارجية في النظام الحديث الولادة.

http://www.alahednews.com.lb/uploade...amad-tamim.jpg

هذا الرأي عبّر عنه نائب مدير مركز "بروكنجز" بالدوحة الدكتور ابراهيم شرقية، الذي رأى أن "التغيير على صعيد السلطة القطرية لن يؤدي في الأيام القادمة إلى تغييرات على صعيد السياسة الخارجية للبلاد، ليس على المدى المنظور على الأقل"، مشيراً إلى أن "سمات النموذج السياسي القطري القائمة على مفهوم السياسة الواقعية التي تتعامل مع القوى الإقليمية الناشئة وتتعاطى معها دون حواجز مسبقة، ستبقى موجودة".

وإذ رأى أن التغيّر على مستوى القيادة القطرية بالرغم من أنه بسيط ولم يحدث بشكل جذري، لا يمكن الإستهانة به أو التقليل من أهميته، كونه أنتج انتقالاً سلمياً للسلطة من شخص لآخر حتى ولو ضمن العائلة الحاكمة، بحيث بات من الإمكان إلقاء الحجة الديمقراطية عليه، أشار شرقية في حديث لموقع "العهد" الإخباري إلى أن أمير قطر السابق أراد بتخليه عن السلطة بأقل الخسائر أن يتناسب مع التغييرات التي تحصل في محيطه الإقليمي بأقل الخسائر دون أن ينتظر اللحظة الأخيرة.

http://www.alahednews.com.lb/uploade.../sharkiyye.jpg

ولفت شرقية إلى أن النموذج القطري المثير للجدل لم يأت بتغيير دراماتيكي لاسيما وأن انتقال السلطة حصل بشكل طوعي ومنظّم من داخله، معتبراً أن النظام المنبثق عنه سيمثّل استمرارية له، باعتبار أن الأمير الجديد هو من نتاج النظام السياسي الحالي بعدما تربى وتعلّم السياسة في كنفه.
كما أن الأمير تميم بن حمد آل ثاني يحمل توجهات سياسية متقاربة من والده، بحسب شرقية، ما يشير إلى أن التغيير حلّ على مستوى الأفراد دون أن يمسّ جوهر النظام الموجود.

وعن تنحي "الحمدين"، أمير البلاد ورئيس وزرائها، أكد شرقية أن أي تغيير في رأس هرم السلطة لا بد أن يعقبه تغيير على صعيد الطاقم العامل معه على المستوى الوزاري إفساحاً في المجال أمام الأمير الجديد لإحداث تغيير كامل، "ولأنه ليس من المحبّب أن يبقى رئيس وزراء - وزير خارجية بوزن حمد بن جاسم ونفوذه وحضوره وقوة شخصيته إلى جانب فتى يافع في السياسة، حتى لا يؤثر بالتالي على عملية إنتقال السلطة ويبقي البلاد أسيرة الماضي".

ورأى نائب مدير مركز "بروكنجز" بالدوحة أن حمد بن جاسم كان يمثّل حالة فريدة من نوعها في السياسة الدولية لجهة خروجه عن البرتوكولات المتعارف عليها في السياسات الدولية، معتبراً أن استبداله سيغيّر طريقة إدارة و"عرض" الأفكار السياسية القطرية دون المسّ بجوهرها.

قمورية: رسالة سيئة للقيادة السعودية التي تعاني أزمة "شيخوخة"

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني أمين قمورية لـ "العهد" إن قرار تنحي أمير قطر عن السلطة لصالح نجله الرابع تميم كان يحضّر في الكواليس منذ سنوات، في ظلّ وجود صراع غير مخفي على السلطة داخل العائلة الحاكمة.

http://www.alahednews.com.lb/uploade.../0613/amin.jpg

وأوضح قمورية أن التغيير الحاصل راعى بالدرجة الأولى الظروف الداخلية للإمارة، في ظلّ وجود مخاوف على الحالة الصحية للأمير حمد بن خليفة حيث جعله المرض يخشى حالة طارئة يمكن أن تدفع أولاده للاقتتال في ظل ضعفه، فوجد أنه من الأفضل ان يجري تسليم السلطة لولي العهد تحت إشرافه الشخصي.

وعن شخصية الأمير الجديد، أشار قمورية إلى أنه وليد السياسة القطرية الحالية نفسها، علماً بأنه سُلّم على مدى السنوات الماضية ملفات داخلية جدّ مهمة وحتى خارجية، لافتاً إلى أنه قد يكون أكثر تطرفاً في بعض القضايا.

وأكد قمورية أن السياسية الخارجية القطرية ستبقى دون تغيير يذكر وتحت إشراف الأب، لاسيما في الشأن السوري والعلاقة مع الإخوان المسلمين والتدخل بشؤون الآخرين، مع تغيير طفيف في طريقة مقاربتها.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي اللبناني أن التغيير على صعيد القيادة القطرية قد يمثّل رسالة سيئة لنظيرتها السعودية التي تعاني من أزمة "شيخوخة" وعدم وجود بديل ملائم لتسلّم زمام أمور البلاد فيها.

وبرأي قمورية، فإن المرحلة المقبلة ستشهد "تنفيساً" في الدور القطري الذي شهد تضخماً في السنوات الأخيرة بما يزيد عن حجم البلاد وإمكانية تحمّلها، في ظلّ التدخلات الأميركية للجم توسعها على حساب المصالح السعودية والتركية وحتى الأميركية في المنطقة.

وبالرغم من كل ما سبق، فإن وزن السياسة القطرية ودورها من دون "الحمدين" لن يكونا مستقبلاً كسابقتهما في ظلّ النظام المنتهي الصلاحية.

http://www.al-akhbar.com/sites/defau...theme_logo.gif

نهاية «ثعلب الخليج» ورجل المؤامرات

[IMG]http://1-ps.googleuser*******.com/h/www.mepanorama.com/wp-*******/uploads/2013/06/664x371xmepanorama26557-664x371.jpg.pagespeed.ic.1Kv73ANyNr.webp[/IMG]
ميّاسة…


أُطفئت الأنوار وأُنزل الستار، معلنة غياب حمد بن جاسم بعد سنوات من الوهج والبريق من حول الرجل الذي فرض نفسه على الجمهور العربي والعالمي من خلال تدخله في ملفات حساسة وذات تأثير على الساحة العربية والدولية… لكن نهاية المشهد لن يصاحبها تصفيق… فالأكف مشغولة بالتصفيق للأمير الجديد.

في مشاهد البث الحي لاجتماع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بأفراد العائلة الحاكمة وأهل «الربط والحل»، شخصت العيون والأنظار لتدقق في الصور المنقولة لتتحقق من حضور رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم، وبعد التأكد من حضوره هذا الاجتماع الهام، ظهر حمد بن جاسم خلال مراسم تسليم السلطة في قطر وخلال مراسم المبايعة بصورة الرجل الكئيب المهزوم، الذي هزمه «ربيع قاتل» صنعه بنفسه.

«هذا ما جنيته على نفسي»، لا بد أن هذا هو لسان حال حمد بن جاسم الذي «طبّل» و«زمّر» للتغيير والحريات والديموقراطية في العالم العربي من المحيط الى الخليج، فأطاحته شعاراته. يتمتع الرجل بكاريزما عالية لا يمكن التنكر لها من محبيه ومبغضيه، وله شبكة علاقات دولية كبيرة صنعها على مدى ربع قرن من الزمن خلفت عنده خصومات سياسية عربياً ودولياً. وقد أثار دعم بلاده للقوى السياسية الصاعدة في دول الربيع العربي موجة من السخط من طرف القوى المعارضة التي ما فتئت تشكك بالدور القطري الساعي إلى تدمير سوريا بما فيها ومن فيها وليس فقط التخلص من نظام الرئيس بشار الأسد، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الدولة الخليجية لتحسين الحالة الاقتصادية لتلك الدول.

لكن هذه الصفات لم تمنع عنه العداوات الشرسة التي نشأت بينه وبين عدد من المسؤولين القطريين، ولا سيما ولي العهد تميم بن حمد ووالدته الشيخة موزة بنت ناصر، التي كان لها اليد الطولى في تسريع عملية الانتقال هذه لتحصين حكم ولدها من نفوذ بن جاسم السياسي والاقتصادي. ويروى عن الكثير من التنافس والقرارات المضادة بين الفريقين.

يوصف حمد بن جاسم برجل قطر الذكي والقوي، الليبرالي المنفتح، يدعم مشروع حداثة الدولة مع المحافظة على الموروث الديني والوطني. لكن الرجل كانت له مروحة من العلاقات المثيرة للجدل، ولا سيما أنه جذب حركة «حماس» في فلسطين وحزب الله في لبنان والرئيس السوري بشار الأسد في الوقت الذي كانت فيه حبائل الود والتواصل المستمر على أحرّها مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني وعدد من المسؤولين الصهاينة.

ولد في عام 1959، وتلقى تعليمه الأساسي في الدوحة، والأكاديمي في بريطانيا. انطلق في حياته العملية كرجل أعمال ولا يزال، قبل أن يشغل منصب مدير مكتب وزير الشؤون البلدية والزراعة في عام 1982، ومن ثم وزيراً للوزارة ذاتها في عام 1989، ثم وزيراً للكهرباء في عام 1990، ووزيراً للخارجية في عام 1992، الى حين تكليفه برئاسة الوزراء في عام 2007 الى جانب مهماته في وزارة الخارجية التي لم تمنعه من تسلّم مهمات أخرى، من بينها مجالس إدارات الخطوط الجوية القطرية وجهاز قطر للاستثمار وشركة الديار القطرية.

برز دوره كسياسي محنك في كثير من الملفات الإقليمية والدولية التي أدارها، وساهم في وضع بلاده على خريطة السياسة الدولية من خلال توسطها في عدد من ملفات المصالحة والتوفيق، وعلى رأسها ملف السلام في الشرق الأوسط، وتحقيق المصالحة بين السودان وتشاد في عام 2009، الى جانب ملف السلام في دارفور، والمصالحة اللبنانية، والتقريب بين جناحي فتح وحماس في الملف الفلسطيني، ومن ثم انغماسها في ملفات الربيع العربي التي وصلت الى حد المشاركة في العمليات العسكرية ضد نظام القذافي في ليبيا وتسليح المعارضة السورية ضد نظام دمشق.

وحمد بن جاسم، الحليف القوي للغرب في الدوحة، هو أيضاً واحد من أغنى الأشخاص في العالم العربي وربما في العالم، وتقدر ثروته بعدة مليارات من الدولارات.

وكان أمير قطر قد حكم على رئيس وزرائه بالإعدام السياسي، رابطاً مصيره بنهاية حكمه. ونقل كتاب فرنسي صدر مؤخراً حواراً دار بين الأمير حمد وأحد أصدقائه في ربيع 2012، قال فيه «حمد» لصديقه: «لقد قررت أن أترك الساحة بعد أربع سنوات، لا بد من إفساح المجال أمام الشباب»، فسأله الصديق: «أتظن أن حمد بن جاسم سيوافق علي قرارك هذا، أو حتى إنه ينوي ترك السلطة بدوره؟». فرد الأمير: «حمد سيفعل ما آمره». استمر اعتراض الصديق: «لكن حمد يصغركم بتسعة أعوام»، فردد الأمير: «طالما أنا موجود فسيظل حمد موجوداً، أما لو ذهبت، فسيذهب معي».

اعتبر البعض أن قطر تغازل دول الخليج بإبعاد رئيس الوزراء حمد بن جاسم عن المشهد السياسي. وأن قطر الجديدة في عهد تميم بن حمد لن تختلف عن البحرين والإمارات باعتبارها ولايات سعودية… بعدما أشعل بن جاسم الخلافات في ما بينها واتهم بأنه رجل المؤمرات الذي عمل على زعزعة الأمن والاستقرار وإثارة النعرات والخلافات بين الدول الخليجية. وهو اتهم بتحريض المعارضين ضد حكامهم في السعودية والإمارات، ما سبب توتراً بين هذه الدول وشقيقتهم الصغرى قطر.

وتقول مصادر مطلعة إن حمد بن جاسم، الذي كرمه مؤخراً مركز «سابان»، أبرز الداعمين في واشنطن للأنشطة الإسرائيلية الاستيطانية، يعدّ العدة لحياته المقبلة خارج قطر. وأكدت صحف أميركية صفقة شرائه قصر «إلين بيدل شيبمان» في نيويورك مع كل ما يحتويه من أثاث بـ 35 مليون دولار، الأمر الذي يجعل نيويورك وجهة محتملة لإقامته بعد تنحيته من رئاسة الحكومة. فيما رجح مصدر دبلوماسي في الدوحة تفضيل رئيس الوزراء القطري العاصمة البريطانية لندن لتكون مقر إقامته مستقبلاً كمواطن عادي. وعزت مصادر سياسية اختياره لندن مقراً لحياته الجديدة حيث يمتلك أغلى شقة في بريطانيا تطل على الهايد بارك، فضلاً عن حبه للانغماس في أجواء الحياة في بريطانيا.

ويثير غياب حمد بن جاسم المرتقب قلق الإخوان المسلمين في المنطقة لعلاقاته القوية بهم وتبنيه مشروع ردم الهوّة بينهم وبين الولايات المتحدة، ودعمه المالي والاستثماري للتجربتين الإخوانيتين في تونس ومصر.

وتوقع كثيرون أن حمد بن جاسم بن جبر لن يكون على الساحة بحلول 2014 وسيرحل عن الأضواء واللعب على الساحة الدولية وهو في قمة نفوذه، لأسباب ستكون مجهولة إلى حين، وهذا ما حصل، ما يدفع إلى التخمين بأن دور قطر الإقليمي سينكمش بعد خروج بن جاسم من دائرة الحكم، ولا سيما بعدما سلم وزراء الخارجية العرب، باستثناء لبنان وسوريا والعراق والجزائر أمر قيادتهم، إلى «ثعلب» الخليج، الذي نجح في تفتيت الجامعة العربية وتنفيذ أجندة الاستخبارات الغربية في إضعاف الدول العربية من خلال تعزيز الانقسام والدعوة إلى الفوضى.

سينتهي حمد بن جاسم رجلاً للأعمال كما كان دائماً، وهو البارع في التجارة وعقد الصفقات، لكن ثمة خشية من حرتقات انتقامية قد يقوم بها وهو القابض على اللوبي الاقتصادي في البلد، وبالتالي قادر على تحريك حلفائه الاقتصاديين الذين أبدوا تململاً من إبعاده عن الحكم.

http://www.athabat.net/news/images/s...cs/hishamX.jpg

صيدا تشهد آخر معارك حمد

http://1.bp.blogspot.com/-tLyeLdXDfz...BL.Rahbani.jpg
د. ليلى نقولا الرحباني

[IMG]http://www.mepanorama.com/wp-*******/uploads/2013/06/%D8%A7%D8%A7%D9%84%D8%A7.jpg[/IMG]

وهكذا، انتهت ظاهرة “الأسير”، وتنفّس الصيداويون الصعداء بعودة مدينتهم إلى مدنيّتها، وفي قلوبهم غصّة وحزن على شهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا من دون سبب، وفي معركة لم يكن من المفترَض أن تحصل، لولا أن بعض اللبنانيين باتوا أدوات لمشاريع خارجية مشبوهة، جعلت صيدا تدفع من أمنها واستقرارها واقتصادها وحياة أبنائها.

أما السؤال الذي يتبادر إلى الذهن: ما الذي دفع الأسير للقيام بتخطي الخطوط الحمراء والاعتداء على الجيش اللبناني؟ وما الذي كان يهدف إلى تحقيقه؟

بداية، لا بد من الإشارة إلى أن ظاهرة الأسير – وغيره من الظواهر التكفيرية – ليست صناعة محلية لبنانية، إنما هي حركة أُسست بعد هزيمة “إسرائيل” في لبنان عام 2006، بتمويل وتسليح خليجي، وارتفعت أسهمها بعد الحراك في سورية، حيث أُعطيت مهمة مواكبة ما يحصل في سورية من معركة لإسقاط النظام السوري والتضييق على حلفائه في لبنان، وعليه، فإن إقدام “الأسير” على إحراق نفسه بهذه الطريقة لا بد أنه أتى بأمر خارجي أيضاً، وليس مجرد جنون رجل أصابه الغرور واعتقد نفسه أكبر من الدولة اللبنانية، كما حاول البعض أن يسوّق.

لا شك أن المراقب لحركة القوى الداعمة للمجموعات المسلحة في سورية، يدرك أن حركة “الأسير” لم تكن خارجاً عن السياق العام الذي يتحرك فيه هؤلاء منذ حرب 2006، فهم يتحركون بطريقة متسقة ومتلازمة مع الضغوط الخارجية على المقاومة، وعلى وقع الميدان السوري المتفجر مؤخراً، فالخسارة الميدانية في جبهات القتال في سورية تشعل جبهة طرابلس، والحاجة إلى إمداد عسكري ولوجستي للمقاتلين في سورية تجعل هؤلاء يحاولون إزاحة أي وجود للدولة اللبنانية في عرسال وعكار، وتسعير الصراع المذهبي ضد “حزب الله”، وإغراق لبنان بخطاب مذهبي لم يشهد له لبنان مثيلاً.

وتأسيساً على ما سبق، يكون من المؤكد أن “الأسير” لم يتصرف إلا بناء على أوامر من الجهات المشغِّلة، حددت له الزمان والمكان والوجهة، وقد أرادت تحقيق ما يلي:

- إحراج “حزب الله” في فتنة مذهبية داخلية، تخفف الضغط عن المجموعات المسلحة في سورية، وتدفعه إلى إعادة النظر في عملية القتال في سورية ككل، ولعل ما أبداه السيد حسن نصر الله من حرص على الوضع والاستقرار اللبنانييْن بدعوته هؤلاء للقتال في سورية وتحييد لبنان، هو ما دفعهم لمحاولة القتال في الداخل اللبناني، تصوّراً منهم أن في هذا إحراجاً للمقاومة وإشغالها.

- الاستعجال بمحاولة اقتطاع منطقة لبنانية تكون قاعدة متقدمة للمجموعات السورية المسلحة و”جبهة النصرة” وحلفائها اللبنانيين، لقطع طريق الجنوب، وللإطباق على “حزب الله” من جبهات عدة، وإشراك المخيمات الفلسطينية في القتال، ودفع “إسرائيل” إلى حرب محدودة للقضاء على المقاومة، بعد أن يسيطروا على صيدا ويطردوا الدولة اللبنانية منها، وهو ما تجلى في وعود الأسير لمناصريه بأن الدعم العسكري قادم وما عليهم إلا الصمود.

- استعجال حمد بن جاسم للخروج بانتصار ما يتوّج به حياته السياسية، ويبقيه ركناً لا يُستغنى عنه في المعركة الدائرة في سورية، وهو ما كان قد وعد به من “إجراءات وتدابير سريّة” اتخذها المجتمعون في الدوحة، من شأنها “أن تغيّر المعادلة على الأرض في سورية”، وهنا أظهر الخليجيون في لبنان، كما في سورية، عدم دراية حقيقية بواقع المجتمعيْن اللبناني والسوري، فالأدوات التكفيرية التي استعملوها، ومنها “الأسير”، هي ظواهر غريبة وشاذّة عن المجتمع اللبناني ككل، وعن المجتمع السُّني اللبناني المعروف بعروبته وانفتاحه وتعايشه مع الآخرين، لذا لا بد له من أن يلفظها، وهو بالفعل ما حصل في صيدا، التي أعطت الغطاء والدعم للجيش اللبناني بسرعة فائقة، فأحرجت السياسيين اللبنانيين ودفعتهم إلى تأمين الغطاء للجيش ولو متأخرين، كما أن هؤلاء، وبمحاولتهم التأليب على الجيش اللبناني، وتكرار سيناريو الانشقاقات المذهبية في سورية، قد أظهروا أنهم قاصرون عن فهم أهمية الجيش اللبناني في الوعي الجماعي اللبناني، فاللبنانيون قد يختلفون على كل شيء إلا على دعم الجيش اللبناني، لذلك نرى الحاقدين على الجيش من أمراء الميليشيات السابقين يمارسون الازدواجية والنفاق في تعاطيهم مع الجيش ودعمه، وذلك خشية من أن يتم نبذهم من قبل مجتمعاتهم إن هم جاهروا بعدائهم له.

وهكذا، ومرة تلو المرة، يدفع اللبنانيون بشكل عام، والسُّنة بشكل خاص، أثمان رهانات الخليجيين ومقامراتهم، واستغلالهم للشباب والتغرير بهم، وما الارتياح الذي انعكس على أبناء عبرا وصيدا بانتهاء ظاهرة “الأسير” إلا شاهد على مجتمع بات يدفع من سمعته وكرامته وأمنه واستقراره أثماناً تفوق ما يدفعه الآخرون من الطوائف الأخرى، أو في المناطق الأخرى.

nad-ali 05-07-2013 09:50 PM

http://www.alhejazi.net/common/banner.jpg

عين ابنه وزيراً وغادر سائحا للمغرب ثم عاد سريعاً
ترتيبات ما قبل الرحيل، أم ترتيبات ما قبل الحرب؟!

http://www.alhejazi.net/images/128_39_500.jpg
عمر المالكي

تغييرات عاجلة قام بها الملك عبد الله قبل الاعلان وبصورة مفاجئة عن (إجازة خاصة) قام بها الى المغرب، في ظل سحابة متصاعدة من الشكوك حول مصير الملك نفسه. مراقبون اعتبروا الاعلان المفاجىء بمثابة هروب من سؤال المصير، ومحاولة لوقف هدير الاسئلة حول سر غياب الملك عن المشهد.

مؤشرات عديدة كانت توحي بأن ثمة متغيّراً كبيراً قد حصل أو على وشك أن يحصل قريباً، رغم محاولات العائلة المالكة وجناح الملك عبد الله على وجه الخصوص تأجيل الكشف عن هذا المتغيّر دع عنك الآثار المترتبة عليه.

التغييرات المفاجئة في الجهاز البيروقراطي بدأت من أكثر من عام وتتم غالباً تحت عنوان صراع الأجنحة، حيث بدت السلطة منقسمة بين ثلاثة أجنحة: جناح الملك عبد الله، وجناح ولي العهد الأمير سلمان، وجناح آل نايف، فيما تعرّض جناحا الملك فهد والأمير سلطان الى ضربة قاصمة أبعدت أبناءهما عن خط وراثة العرش.

سوق الشائعات حول مصير الملك عبد الله ينشط بين فترة وأخرى، ويذكّر بما جرى في نهاية العام 2011 حيث سرت شائعات قوية تفيد بدخول الملك في حالة موت سريري وأن الأطباء أخفقوا في تحريض العضلة القلبية بالصقعات الكهربائية أكثر من مرة، وأنه يعيش على جهاز التنفس الاصطناعي. لكن سرعان ما تغير الموضوع، فالملك وإن كان ضعيفاً هرماً غير قادر من الناحية الجسدية على ممارسة مسؤولياته كاملة، إلا أنه حيّ يرزق ويهيء ابنه لكي يكون ملكاً.

وحسب تعبير أحد المراقبين: كان المعتقد بأن السعودية صارت مملكة سديرية؛ واذا بموت الملك فهد ثم سلطان يحولها الى مملكة نايفية ـ نسبة الى نايف؛ ولكن تشاء الأقدار أن يعمر الملك عبدالله ـ الذي هو أضعف المنافسين ـ ليصبح الحديث اليوم: هل أصبحت المملكة السعودية مملكة لآل عبدالله؟! وهل يصنع خالد التويجري من متعب ملكاً بازاحة المنافسين وترتيب الصفقات الداخلية مثلما فعل والده عبدالعزيز التويجري الذي يُنظر اليه كصانع الملوك، والذي اوصل الملك عبدالله الى الحكم من خلال التمسك بالحرس الوطني؟

في موضوع ضعف الملك عبدالله واحتمالات وفاته، وتصديق شائعات تدور حول ذلك، تبنّت صحيفة الدايلي ميل البريطانية في 28 مايو الماضي خبر وفاة الملك عبد الله اكلينيكياً، ولكنّها عادت وأزالت الخبر من موقعها على الشبكة، فيما نشرت صحف محلية خبر ترؤس الملك للجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء يوم الإثنين 27 مايو. وما قيل عن انعقاد جلسة مجلس الوزراء برئاسة الملك عبد الله يأتي في سياق احتواء الشائعات، كذلك البرقيات الى ملك البحرين وأمير الكويت من قبل الملك، والتي تؤدّي الغرض ذاته.

قوانين الطبيعة تؤكّد نهاية العمر الافتراضي للملك عبد الله، وليس في شائعات من هذا القبيل ما يبعث الدهشة، تماماً كما أن تكرار الشائعات ليس مستغرباً في بلد يجري فيه تقطير المعلومات وفي الغالب إخفاءها عن اعين الجمهور. ففي غضون عامين غيّب الموت ستة من إخوة الملك عبد الله، وجميعهم أقل سناً منه. وكانت شائعة وفاة الملك عبد الله قد انطلقت في 25 مايو من قبل مصادر تزعم بأنها مقربّة من قصر الملك وتفيد بوفاة الأخير في 24 مايو، وأن عدم الإعلان يعود الى قرار من الأمير سلمان، ولي العهد، الذي تقول المصادر بأن لديه خطة ما وراء تأخير الاعلان. وينسب المصدر خبر الوفاة الى أمير ملكي مقرّب جداً من الملك، وآخر مقرّب من قصر الملك.

مهما يكن، فإن توقيت إعلان الوفاة كان دائماً مسألة خلافية، تماماً كما هو إعلان طبيعة مرض الملك وكبار الأمراء..وغالباً ما كانت البيانات الصادرة عن الديوان الملكي حول سفر الملك وكبار الأمراء للخارج لأسباب صحيّة تكتفي بعبارة (إجراء فحوصات طبيّة)، وتختم غالباً مع اقتراب العودة الى الديار بعبارة (قضاء فترة نقاهة).. ثم تبدأ التكهنات الى أن يحسم بيان ثالث من الديوان الملكي نبأ وفاة الملك أو الأمير.

على أية حال، لم تصدق الشائعات، وإن كانت عوامل الدفع لها صحيحة، فهناك عامل السن، فالملك عبد الله يبلغ من العمر 91 عاماً ويعاني من أمراض القلب والظهر والشيخوخة، ولازال يدخن ويشرب المحرّم. أما الأمير سلمان، ولي العهد، 80 عاماً بحسب التقويم الهجري، فيعاني من أمراض القلب وأعراض مرض الزهايمر.

الكلام حول نقل السلطة الى الجيل الثالث خفت سريعاً، خصوصاً بعد تعيين الأمير مقرن بن عبد العزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، وبدت عملية نقل السلطة كما لو أنها تأخذ شكل تقاسم حصص بين الأجنحة الرئيسية الثلاثة، وخصوصاً بين أبناء الملك عبد الله وسلمان ونايف.

إزاحة أبناء فهد وسلطان من دائرة التوارث على العرش، وتالياً تحويل مؤسسة الحرس الوطني الى وزارة، ينطوي على تغييرات دراماتيكية في معادلة السلطة، حيث تصبح وزارة الحرس الوطني مكافئة لوزارتي الدفاع والداخلية، بحيث يصبح لإبن الملك، الأمير متعب بن عبد الله فرصته في الوصول الى العرش، عبر وزارته الجديدة. وكان التقليد السابق يقوم على أن يصبح وزير الداخلية هو المرشّح الأوفر حظاً لتولي منصب النائب الثاني ثم ولاية العهد. ولكن عقب تحويل الحرس الوطني الى وزارة يصبح لجناح الملك عبد الله إمكانية راجحة جداً للبقاء في خط التوارث على العرش لأمد مفتوح، وهذا ما يجعل التنافس محتدماً بين الأجنحة الثلاثة سالفة الذكر.

قد يكون تحويل الحرس الوطني الى وزارة على رأسها إبن الملك عبد الله، الخطوة الأكثر جرأة في مجمل القرارات الصادرة عن الملك. وفي كل الأحوال، فإن صراع الاجنحة سيأخذ وتيرة أسرع وأشدّ خطورة في المرحلة المقبلة في ظل حركة الإزاحة الواسعة النطاق لأجنحة رئيسية وتهميش عدد كبير من الاجنحة والأمراء من كل الأجيال.

سوريا تقطع زيارته
غادر الملك سائحاً الى المغرب، بعد أن اصدر بياناً يخوّل ولي عهده الامير سلمان تسيير امور الدولة ـ كما هو معتاد.

بضعة أيام مرّت وإذا به يعود من جديد الى المملكة. وكان تبرير الديوان الملكي لا علاقة له بالصحة الجسدية للملك، بل بالظروف والأوضاع الإقليمية التي تتطلب حضور الملك الى بلاده.

هذا امرٌ نادر فعلاً. ان يقطع ملك زيارته لسبب اقليمي ويعلن عن ذلك.

إذن لا بد أن تكون هناك قرارات خطيرة ستصدر بشأن إقليمي ما، فما هي؟

التطور الذي حدث خلال الأيام القليلة التي قضاها الملك في المغرب برفقة حاشية تصل الى 1950 شخصاً بينهم امراء ووزراء ومسؤولين وخدم وأفراد عوائل.. التطور كان على صعيد الجبهة السورية.

لقد قام رئيس الاستخبارات بندر بن سلطان، وبمعية وزير الخارجية بزيارة باريس، والتقيا بالرئيس الفرنسي ووزير داخليته. وكان الموضوع السوري هو محور المهمة السعودية. الهدف كان:

1/ تخريب مؤتمر جنيف 2 لأن المعارضة لا تستطيع الحضور، لأنها لا تمثل الداخل ولأنها مشتتة، ولأنها منهزمة على الأرض، وبالتالي فمنتج جنيف ـ هكذا جادل الأميران ـ سيزيد من تشرذم المعارضة في الخارج، ويؤكد انفصالها وعدم تمثيلها للمقاتلين في الداخل.

2/ تسليح المعارضة السورية بأسلحة نوعيّة وإن بحجة إعادة التوازن على الأرض حتى تكون نتائج الحوار مع النظام.

أغرى بندر وسعود الفيصل فرنسا بصفقة ما، فتحركت فرنسا، فهذا زمن النهب الأوروبي على وقع بيع المواقف. فظهرت قضية الكيمياوي والأدلة القطعية، وتم حسم التردد الأميركي بشأن تزويد المعارضة بالأسلحة، تلاه مؤتمر لعلماء مسلمين في القاهرة يدعو لجهاد الشيعة وايران أعداء الله والإنسانية!

في هذه اللحظة بالذات عاد الملك عبدالله.

ماذا بعد قرار تسليح المعارضة؟ هنا يأتي دور السعودية. تزويد المعارضة بالأسلحة النوعية (دير شبيغل الألمانية تحدثت عن أسلحة سعودية من اوروبا الشرقية مضادة للطائرات في طريقها للمعارضة). المطلوب من السعودية التمويل للمعارك القادمة، والتسليح، واعادة ترتيب وضع المعارضة السورية بطريقتها وليس بطريقة قطر ـ تركيا.

تقول مصادر مطلعة بأن أمريكا وقفت مع السعودية بأن قيادة المعارضة في الخارج والتي يغلب عليها الأخوان اصبحت عديمة الفائدة، لا بد من تخفيض دور المعارضة الخارجية واعطاء الأولوية للمعارضة الداخلية بحيث يكون لها الحجم الأغلب من التمثيل السياسي. هذا متفق عليه كما يقال بين واشنطن والرياض.

لكن الملك يستطيع ان يأتي توجيهاته بالتمويل والتسليح دونما حاجة الى عودة الى الرياض. أليس كذلك؟

نعم. لكن القضية اكبر من هذا. هناك احتمالية تدخل عسكري غربي مباشر في سوريا عبر الأردن، ربما يكون للأردن ودول الخليج دوراً مهماً فيه ليس في جانب التمويل (فهذا امرٌ مفروغ منه) وإنما في المشاركة بقواتهم تحت مظلة حماية الباتريوت.

وأياً كان الحال فإن انغماس الغرب في حرب مباشرة، يعني توسّع الحرب الى الأردن ولبنان وربما الى تركيا وفلسطين المحتلة والى السعودية نفسها، فحرب الصواريخ قد تصل حتى مصافي النفط وليس فقط الى القواعد العسكرية السعودية الشمالية في تبوك.

الاحتمالات بتوسع الحرب واردة جداً وقد حذّر منها الغربيون قبل الروس والصينيون والإيرانيون والسوريون أنفسهم.. وقد يتبين الأمر أكثر في مرحلة ما بعد قمة الجي ـ 8 في لندن. فالأرجح أن القمة لن تعيد الحياة لجنيف 2، وهناك تسارع بين تزويد المعارضة السورية بالأسلحة النوعية، وبين مسارعة النظام السوري وحلفائه لتحقيق حسم إما في درعا او في حلب قبل أن يأتي المدد لمعارضيه.

واذا ما فشل الغربيون في أن يحقق تسليحهم في منع تكرار تجربة القصير (كما اتفق السعوديون والفرنسيون في اجتماع باريس) فإن من المرجح ان لا يستسلم الغرب بل سيطيل امد المعركة، وقد لا يأبه بتوسيع نيران الحرب التي اصبحت اقليمية دولية وطائفية بامتياز. ربما تتدخل قوات غربية حينها، وتشتعل المنطقة برمتها.

من هنا كانت عودة الملك من المغرب وقطع اجازته ضرورية. فتداعيات الأزمة السورية أشد خطراً من أي وقت مضى. والسعوديون غامروا وقامروا بكل ما لديهم لتحقيق نصر على الجبهة السورية، لا طمعاً في ديمقراطية، ولا ألماً للضحايا البشرية، بل لأمل يراود الأمراء باستعادة دورهم ونفوذهم الإقليمي، عبر كسر محور ايران ـ دمشق، باسقاط النظام السوري.

nad-ali 05-07-2013 09:52 PM

http://b.vimeocdn.com/ps/325/704/3257040_300.jpg

أسباب تقليم المخلب القطري .. والآتي أعظم


يونس عودة

بعد التغيير الذي حصل في قطر على مستوى الأشخاص، لا سيما الاستغناء عن رأسي السلطة حمد بن خليفة آل ثاني، وحمد بن جاسم، تتعدد التوقعات المحكومة عملياً بسؤال واحد: إلى أين ستذهب قطر مع الحاكم الجديد تميم بن حمد، خصوصاً أن المشيخة الصغيرة الحجم، جرى منحها حجماً يتجاوز حجمها الفعلي بآلاف الأضعاف، لكن على قاعدة مزدوجة.

- الأولى قيام الشيخ حمد الذي استولى على السلطة من أبيه قهراً، وبنصيحة توريطية من صديقه حمد بن جاسم بمنح منطقة “العيديد” المتنازع عليها مع السعودية، إلى القوات الأميركية لإقامة أكبر قاعدة عسكرية، وبذلك تضمن صمت آل سعود نهائياً من جهة، وتشكل للحكام مظلة أمنية وسياسية في حال تحركت أي رغبة سعودية تجاه المشيخة المجهرية.

- والقاعدة الثانية، المبادرة إلى استباق دول الخليج بإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني وافتتاح مكاتب تمثيلية متبادلة، الأمر الذي يؤمن للحكام ممراً آمناً إلى أوروبا من خلال غطاء اللوبي الصهيوني، وبالتالي تتأمن شروط لعب الدور المأمول ولو كانت الشروط على حساب دماء الشعوب العربية والكرامة الوطنية، إلا أن أخطر الأدوار التي لعبتها قطر “الحمدين” هو الانغماس في تخريب البنيان العربي، والتورط في الدم تحت شعارات رفض التوريث، والدفاع عن الديمقراطية المزعومة، وهما الشعاران اللذان اختفيا نهائياً مع تسليم السلطة بأمها وأبيها لولي العهد الشيخ تميم بن حمد.

في الواقع إن التفكير “الرغبوي” للحكام السابقين، هو الذي سرع في أجلهما السلطوي، بعد تجاوز الدور المرسوم لهما من الرعاة والحماة الخارجيين، وذلك من أبواب متعددة.

- العمل على الانقضاض على الدور السعودي، سياسياً، ودينياً، من خلال الاندفاعة المتهورة في بذر الشقاق في المجتمعات العربية، مما جعلها والسعودية في تنافس على التطرف والعبث في الدول العربية، لا سيما في تونس وليبيا ومصر، والأهم في سورية؛ التي كسرت ظهري “البعيرين”.

- حصر الفتاوى التدميرية بالقرضاوي، الذي سيحاسب لاحقاً على اقترافاته، بعد أن صدق نفسه والحمدين أن كل ما يجري نتاج “عبقريتهم” الشريرة.

إن الحقيقة التي ستجتمع حولها كل الاستنتاجات والخلاصات، تكمن بأن الصمود السوري الذي كوكب حوله أكثر من نصف الكرة الأرضية من الدول فضلاً عن الشعوب، هو الذي أدى إلى فرض وقائع جديدة دفع الولايات المتحدة إلى قناعة عنوانها الفشل الذريع في سورية، وبالتالي لا بد من الاستغناء عن الأدوات التي فشلت في تحقيق الرغبة القاتلة، واستبدالها بأدوات من الصنف ذاته، لكن بحيثية أفضل، فكانت الخطوة الأولى باجتماع “إسلاميي الأطلسي” في القاهرة، لنقل المرجعية الإفتائية إلى السعودية من خلال تقديم القرضاوي الاعتذار والطاعة إلى “علماء السعودية”.

هذه الخطوة المستتبعة بقيام وفد أمني أميركي بزيارة إلى الدوحة وتبليغ الشيخ حمد بضرورة تسليم السلطة لنجله قبل نهاية حزيران، وأن الأمر غير خاضع للمناقشة، وامتثلت للأمر.

اللافت أن “إسرائيل” كشفت أنها على علم مسبق بصورة التغييرات المفروضة، ونقلت “يديعوت احرونوت” عن مسؤول يرجح أنه حمد بن جاسم الذي يملك أكثر من قصر في المستوطنات الصهيونية قوله إن “الإسرائيليين” كانوا مطلعين، وأن رئيس منظمة ما (ربما الموساد) التقى الشيخ تميم أكثر من مرة، واطلع على نياته، وسمع منه أنه لا يرمي إلى الدخول في مغامرات أخرى، كما أن المسؤول “الإسرائيلي” الذي وصف بأنه ذو اختصاص وتقدير، التقى الشيخ حمد الذي قال له إن الأمر أشبه بنقل سيارتي إلى تميم وأدير محركها من أجله، فتكون السيارة تعرف إلى أين تتجه.. ولن تحصل تغييرات حادة طوال المسار.

إذاً السيارة المسماة قطر ستواصل سياساتها مع “إسرائيل”، غير أن المخلب القطري جرى تقليمه لصالح الخصوم التاريخيين آل سعود وهو ما عكسته السعودية بأن كشرت عن أنيابها في مزيد من تسليح العصابات التي تقاتل ضد الدولة السورية، والذي اضطرت قطر لدفع جزء من الأثمان جراء تهورها وتجاوز التعليمات الأميركية بعدم إرسال بعض أنواع الأسلحة لتلك العصابات، كي لا تقع في أيدٍ لا تريد واشنطن الوصول إليها، سيما أن يقين أميركا ترسخ باستحالة تغيير الأسد، وأن مشروعها عبر الوسائل العسكرية فشل فشلاً ذريعاً، لذا لا بد من البحث عن تسوية سياسية تنقذ ماء الوجه، ولو ألزمها ذلك تقديم مزيد من أكباش التضحية، وهناك اعتقاد بأن تقديم السعودية الآن على قطر، هدفه المكابرة بأن الحلف الأميركي الغربي –الخليجي – التركي ليس في حال انهيار، أو على الأقل، يرفض الخضوع أو الاستسلام أمام التحالف السوري الإيراني – الروسي، والمتوج بقدرات “حزب الله”، سيما أن قادة الحلف الأول يقتربون في مقاربتهم من حلف الصمود والتحدي لكيفية حل الأزمة السورية.

استناداً إلى ذلك، فإن التغييرات في قطر ستكون أول الغيث، وعندما تمطر سيرى العالم التغييرات المحورية في السعودية التي تؤدي قسطها في التحريض المذهبي، ثم تركيا الأردوغانية، وليس المشهد المصري اليوم الذي يؤكد فشل تجربة القرضاويين، إلا دليلاً أسطع، لا سيما في ضوء الموقف الأميركي.


الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 10:59 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024