منتديات أنا شيعـي العالمية

منتديات أنا شيعـي العالمية (https://www.shiaali.net/vb/index.php)
-   منتدى الجهاد الكفائي (https://www.shiaali.net/vb/forumdisplay.php?f=217)
-   -   قراءات استيراتيجية (بما يخص سوريا...) (https://www.shiaali.net/vb/showthread.php?t=164166)

nad-ali 19-01-2013 11:57 AM

سـالم زهـران : المنطقة قادمة على صراع سني - سني

http://www.youtube.com/watch?v=PLTkS...layer_embedded









nad-ali 19-01-2013 11:58 AM

http://7b8e8636356a7e23259f-3bb2ba7d...om/newLogo.png

تجدّد الحرب الغربيّة على «الاسلاميين» ينعكس على المشهد السوري ويُؤسس لهجرة «المجاهدين» ابراهيم ناصرالدين

http://images.alarabiya.net/cc/cf/43...994_149222.jpg

اقتنع السياسيون اللبنانيون اخيرا وخصوصا فريق 14 اذار ان لا تطورات دراماتيكية يمكن الرهان عليها في الازمة السورية اقله حتى موعد الاستحقاق الانتخابي مطلع الصيف المقبل، هذا الامر يفسر تصاعد حدة النقاشات السياسية الداخلية حول قانون الانتخابات العتيد والسعي لايجاد حلول وسطية تفضي في نهاية المطاف الى توافق يمنع انزلاق البلاد الى مواجهة حتمية على خلفية محاولة كل الطرف منع الفريق الاخر من دخول الانتخابات بقانون يؤمن له مسبقا فوزا مريحا يحقق له الاكثرية المطلوبة لتشكيل الحكومة الجديدة.لكن ما الذي يجعل من قوى الاكثرية اكثر ارتياحا في معركتها اليوم؟ ولماذا تبدو قوى 14 اذار مربكة ومنقسمة؟ وما علاقة كل هذا الحراك بالتطورات السورية، والمخاطر الامنية التي ارتفع منسوب القلق منها؟

اوساط سياسية في الاكثرية تلفت الى ان المعارضة اللبنانية تخوض غمار معركة الانتخابات بارباك واضح بعد ان اصبحت عملية الاستفادة من التطورات الخارجية شبه منعدمة بفعل سلسلة تطورات اقليمية ودولية ادخلت الحدث السوري في «ثلاجة الانتظار»، فخصوم سوريا الاقليميين والدوليين ومعهم حلفائهم في لبنان خسروا الرهان على سقوط سريع للنظام السوري وهم يدفعون اليوم ثمن عدم الاخذ في الحسبان صمود الدولة السورية هذا الردح من الزمن، وبغياب الخطة البديلة لمواجهة هذا الصمود اصبح التعامل مع الازمة السورية على طريقة «المياومين» اي كل يوم بيومه دون ان تكون هناك استراتيجية واضحة وموحدة للتعامل مع واقع «الاستعصاء» العسكري والامني وفشل قطف ثمار الحرب المستمرة منذ نحو سنتين.

في المقابل فان دمشق ومن معها من حلفاء دوليين واقليميين ومحليين استفادت من عامل الزمن وبات الوقت يعمل لمصلحتها، فعلى المستوى الخارجي زادت الخلافات وتعمقت في الجبهة المناوئة نتيجة تضارب المصالح وتقاذف المسؤوليات بين الجهات المتورطة حول تحمل مسؤولية التقديرات الخاطئة واكثردولتين تشعران «بالغيظ والغضب» هما المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة اللتين وقعتا ضحية معلومات مغلوطة قدمتها الاستخبارات التركية حول الوضع الداخلي السوري تقاطعت مع تقارير استخباراتية فرنسية وقطرية رجحت سقوط الاسد خلال ثلاثة اشهر من بدء «الانتفاضة» قبل سنتين من اليوم.

هذا الاخفاق الاستراتيجي تضيف المصادر نفسها الذي فشل ايضا في تقدير حجم الدعم الروسي وحتى الايراني للنظام السوري، يعاني اليوم من اخفاق جديد مرتبط في ادارة المعركة على الارض في ظل عقم واضح في العمليات الميدانية للمسلحين الذين غرقوا مبكرا في الصراع على النفوذ وفرض سطوتهم على المناطق «المحررة» بفعل ارتباطاتهم الخارجية المتعددة وعدم وجود تنسيق بين مختلف الفصائل التي تقاتل وفق اجنداتها الخاصة ودون استراتيجية واضحة لتحقيق هدفها المعلن في اسقاط نظام ما يزال يحتفظ ببنية جيش متماسك اثبت قدرته على خوض معركة طويلة الامد.

واذا كانت «قلة النتائج المحققة قد جلبت النقار» بين خصوم سوريا، واذا كان الخلاف على تقاسم النفوذ في المنطقة «وفوبيا» الاخوان المسلمين قد اضعف هذا المعسكر، فان الامر المحوري الذي خلق الفارق على الارض فهو براي تلك الاوساط حيوية القيادة العسكرية التي تدير العمليات على الاراضي السورية في مواجهة المسلحين، والتحول النوعي الذي حصل عقب فشل «غزوة» دمشق الثانية.

فهذه المعركة تحولت من استراتيجية الهجوم الى استراتيجية الدفاع اي بمعنى اخر خوض حرب «صمود» بدل الدخول في معركة حسم لا طائل منها على كافة الاراضي السورية، بانتظار نضوج التسوية السياسية، وبالمعنى العملي فان هذه الاستراتيجية تقضي بالحفاظ على ثلاثة امور جوهرية اولها حياة الرئيس السوري بشار الاسد كونه رمز المعركة الدائرة وقد اتخذت الاجراءات الاحترازية الكفيلة بحمايته، الامر الثاني هو الحفاظ على انتظام الدولة لجهة بقاء عمل الادارات الرسمية والحفاظ على الحد الادنى من التماسك الاقتصادي، وهذا الامر تتولى ادارته والمساعدة المباشرة في تحقيقه كل من ايران وروسيا، اما الامر الثالث فهو الحفاظ على العاصمة دمشق لما تمثله من عنوان للدولة،ولذلك لن يوقف الجيش السوري عملياته الهجومية قبل السيطرة على ريف العاصمة،فيما لن يتكبد عناء الدفاع او استرجاع نقاط غير مهمة بالمعنى الاستراتيجي وهو يعمد الى اعادة انتشار لقواته بحيث لا يترك نقاط ضعيفة بالمعنى العسكري على مستوى العديد او العتاد، مع التوسع في الاعتماد على «الجيش الشعبي» الذي اثبت جدواه وقدرته على الحفاظ على اكثر من منطقة نجح الجيش النظامي في تطهيرها.

ويبدو فريق 8 اذارالمرتاح للتطورات السورية، ولتضخم الخلافات الداخلية بين قوى 14 اذار على خلفية النقاش الحاد حول قانون الانتخابات والذي ترك ندوبا كبيرة في العلاقات بين القوات اللبنانية بشكل خاص وتيار المستقبل، باعتبار ان «خيانة» الكتائب كانت متوقعة، يبدو هذا الفريق وعلى رأسه حزب الله مرتاح ايضا للمؤشرات المتعلقة بفشل رهانات الفريق الاخر على ضربة اسرائيلية محتملة لايران تكون تعويضا عن الاخفاق في سوريا، فالمعطيات الاسرائيلية الجدية تشير الى ان اسرائيل ليست جاهزة للحرب مع إيران، ووفقا لاخر التقارير الامنية فان سلاح الجو الذي يتدرب منذ عدة سنوات على الضربة، لا يثق بأنه بات جاهزا لإخراج عملية من هذا القبيل إلى حيز التنفيذ، كما أن الجبهة الداخلية ليست جاهزة،والدراسات الاخيرة اظهرت ان 700 ألف إسرائيلي لا يملكون الملاجئ أو المناطق الآمنة، كما أن 50 بالمئة منهم لا يملكون الكمامات الواقية من الأسلحة غير التقليدية، والمستشفيات غير جاهزة لمواجهة ضربة صاروخية من قبل إيران، لأن الانتهاء من تجهيز المستشفيات لن يتم قبل 3 سنوات. فيما تقديرات الخسائر المالية فتصل الى 42 مليار دولار في حال وقعت الحرب.

اما المعطى الثالث الذي يريح الجبهة السورية ويخدم كثيرا النظام في دمشق، ولكنه في المقابل قد يترك اثارا سلبية على الواقع الامني اللبناني، فيتعلق بعودة الغرب الى فتح جبهات قتال جديدة مع الاسلاميين وهذه المرة برأس حربة فرنسية، هذا التطور سيغير الكثير من معالم وطبيعة الحرب في سوريا، فالدعم الاميركي والروسي للعمليات العسكرية في مالي لم يأت من فراغ، وهذا التوافق لا بد ان ينسحب على الجبهة السورية حيث تفيد المعلومات بحصول تبدل كبير في الموقف الاوروبي والتركي ازاء التيارات الاسلامية المقاتلة في سوريا وثمة التحاق بالموقف الاميركي المتشدد في التعامل معها،وهذا سيترك انعكاسات مباشرة على طبيعة المعركة هناك ويعيد ترتيب اولويات المخاطر لدى تلك الدول، كما سيعيد ترتيب الاولويات لدى المجموعات «الجهادية» التي اكتشفت بعد فوات الاوان ان تحذيرات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول جذبها الى الاراضي السورية للتخلص منها امر جاد ولم يكن من باب «المناورة».

هذا الاكتشاف المتأخر لتلك المجموعات سيدفعها الى البدء بالهجرة المعاكسة لخوض غمار حربها «المقدسة»بعد ان تكتشف ان تمسكها بالجغرافيا بات مقتلا لها، وهذا سيؤدي الى اراحة الجبهة السورية ولكنه سينعكس سلبا على دول الجوار السوري وخاصة لبنان الذي باتت الكثير من مناطقه تشكل بيئة حاضة لتلك المجموعات، لكن السبب الاكثر جاذبية الذي سيدفع «الجهاديين» الى التوجه الى لبنان هو وجود قوات اجنبية وخاصة فرنسية في عداد قوات اليونيفيل المنتشرة جنوبا، وهذه القوات تشكل هدفا استراتيجيا ردا على تزعم فرنسا للحملة الدولية لمطاردة الحركات «الجهادية» في مالي، وهذا ما يفتح باب المخاطر واسعا امام عودة مسلسل استهداف القوات الدولية جنوبا والتي تحولت بفعل السياسات الفرنسية الاخيرة الى مصدر للقلق الامني بدل ان تكون عاملا للاستقرار، وباتت الاجهزة الامنية اللبنانية تبدد الكثير من جهدها لتأمين حماية تلك القوات من خلال متابعة حثيثة لتحركات المجموعات السلفية اللبنانية وهو امر يزداد صعوبة يوما بعد يوم بفعل ازدياد تدفق اللاجئين من سوريا، الشرعيين منهم وغير الشرعيين، وهذا الامر يحول الارضي اللبنانية الى «برميل بارود» قابل للاشتعال خصوصا اذا ما اقتنعت تلك المجموعات بضرورة اعلانه ارض جهاد بعد ان تبين لها فشل مشروعها في سوريا، واختارت تعميم فوضى التفجيرات الحاصل اليوم على الاراضي السورية والعراق ليشمل لبنان الذي يستضيف على اراضيه جيوش «الكفرة».

هذه المخاوف ستكون واحدة من اكثر الملفات المقلقة التي تتعامل معها الاجهزة الامنية الرسمية وغير الرسمية بجدية كبيرة، واذا كانت المعطيات السورية والاقليمية تريح فريق الاكثرية في لبنان فان القلق من التطورات الامنية يزداد يوما يعد يوم وقد يساعد بالوصول الى قواسم مشتركة حول قانون الانتخابات،تخفيفا للاحتقان، واستعدادا لمواجهة المخاطر الاكثر جدية.

kumait 26-01-2013 09:04 PM

الأسد مسك جميع خيوط " الإرهابيين" وعواصم العالم وعرب أمريكا تستجدي منه المعلومات
 
تقرير أستخباري " أنتهت اللعبة": الأسد مسك جميع خيوط " الإرهابيين"
وعواصم العالم وعرب أمريكا تستجدي منه المعلومات

القدس المحتلة / مركز شتات الإستخباري

في ملخص استخباري لمركز شتات جاء فية ان الاجهزة الامنية بسوريا تملك بنكا من المعلومات من خلال خطة نزف العقول ومصائد القاء القبض على قيادات ومجموعات اجنحة القاعدة حيث تم كشفت مخططات والية عملها واماكن التدريب والتمويل والوكلاء والحلقات الوسيطة ومقرات رموز القيادة وسواترها الجغرافية... وطرق الاتصال الخيطي اضافة الى خلايا الموساد التي تعمل منفردة بعمليات قذرة ودموية وهي تبحث عن قواعد الصواريخ عبر مرتزقة اجانب يتلطون خلف شعارات زائفة اسمها الحرية ونصرة الشعب السوري... و تحرير حلب ومخيم اليرموك الخ ...وقد استطاعت الاستخبارات السورية اختراق العديد من هذة الخلايا وغنمت كميات من الاسلحة والاجهزة التقنية الاسرائيلية واستطاعت تفكيك شيفرتها و هنالك من الخرائط المعلوماتية لتنظيم القاعدة الذي بدا ظهورة على السطح بعباءة الجماعات الإسلامية في مالي وفي السعودية وفي لبنان والمغرب والاردن والجزائر وليبيا فالتقديرات ترى التحديات الخطيرة التي تتربص بها في المرحلة القادمة.

وفي تقدير موقف لمركز شتات الاستخباري

بعد سنتين من الاحداث بسوريا وجدت امريكا وفرنسا وبريطانيا ان الزمن لا يلعب لصالحهما ولابد من رؤية إستراتيجية جديدة وهي إدارة الصراع" بدلاً من حله بعدما يئسوا من قدرة النظام السوري على إخماد المؤامرات بالداخل السوري ، ومؤخرا قام تنظيم القاعدة خلسة بتهجير النواة الاساسية الى مناطق الجوارالمحيطة بسوريا والى المناطق التي انطلقوا منها اصلا... لذلك أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أنها تنتظر من المعارضة السورية أن «تقاوم، بشكل أقوى، محاولات «المتطرفين» لتحويل مسارهم » عن سوريا.. والمقصود ارتداد وهجرة تنظيم القاعدة عن سوريا ...بعد ان اصبح المسلحين بحالة من الشتات والتفكك والمجاميع الارهابية اصبحت مؤزومة وهي تتحرك بمعزل عن قيادتها الخارجية ..

والدول التي ارسلتهم ستتضرر بشكل قاسٍ جدا بالمرحلة القادمة الأمر الذي أوقع جميع هذه الأطراف بالكثير من الأخطاء السياسية والعملانية، عندما رفعت سقوفها السياسية وأوهمت الرأي العربي والدولي بتهويل الاحداث حول الرئيس بشار الاسد والدولة فالنظام السوري استخدم أساليب الخطط المتدحرجة ، و في نهاية المطاف ينجح في البقاء، وهذا مما مكن الاجهزة الامنية الاستخبارية من اختراق هذة المجموعات......عبر المصائد القاتلة والان اصبح التقاطع الامني لتنظيم القاعدة يملكة بنك المعلومات السوري الذي بات حديث الصالونات السياسية والغرف الأمنية الاستخبارية التي كثفت من نشاطها ..استطلاعاً ورصداً سعياً لتحصيل المعلومات ..من القيادة السورية .. درءاً لخطر المخططات التي يمكن أن تدفع القاعدة باتجاه الشروع بمخطط خلط الأوراق أو استهداف رموز وأماكن معينة داخل تلك البلدان وما حصل بالجزائر فهو مؤشر حول الاستنفار الاوروبي الذي يتعلّق بإعادة الحسابات نحو سوريا التي استطاعت بجدارة الاستخبارات والجيش من انهاك واحتواء شبكات القاعدة وكشفت منابتها وخليطها المهجن ..وهم من اخطر الارهابيين فالاختراقات والتحقيقات والاعترافات حول مخططاتهم اصبحت بيد صناع القرار بسوريا حيث مكنتهم من معرفة خرائط الهيكل التنظيمي العسكري والسياسي والمالي والاهم هو ان سوريا كشفت ان قطر والسعودية اتفقت على تشكيل قيادات سرية غير معلنة للتنظيم الارهابي مما اوقع جبهة التحالف بالتناقضات لهذه الجماعات التي تتحرك بمعزل عن قيادة المتابعة الخارجية ..واتضح ان لهذة الجماعات اجندة خاصة وهي بنفس الوقت تناور خلسة في بينها على الاستخبارات القطرية والسعودية....

من جهة اخرى وصلت معلومات الى قيادات لبنانية عن حصول تواصل في الفترة الاخيرة بين مسؤولين سوريين وسعوديين، انحصر ببعض الملفات الامنية المتعلقة بتحركات العناصر السعودية المنضوية تحت لواء القاعدة، التي تعمل في ريف دمشق وبعض هذه العناصر من ضمن لائحة الـ120 المطلوبين في السعودية ويعتبرون من اخطر الارهابيين والذين نفذوا عمليات داخل السعودية ، وان المسؤولين السوريين سلموا المسؤولين السعوديين جزء من معلومات حول اعترافات هؤلاء ومخططاتهم في السعودية.وهذا بمثابة تحذير للكف عن التدخل بالشؤون السورية ...وللبقية تكملة

وتضيف المعلومات، ان الاجتماع عقد في الاردن وتولى نجل الملك السعودي الامير عبد العزيز بن عبدالله ترتيبه، وهو لم يقطع تواصله مع الرئيس السوري بشار الاسد في ظل العلاقة الشخصية بينهما.وتتابع المعلومات ان هذا الاجتماع هو الاول على هذا المستوى منذ بدء الاحداث في سوريا، ورغم كونه خجولا ومحدودا، الا انه يشكل البداية لمسار ربما مختلف في المرحلة القادمة لكنه لا يتم التعويل عليه في ظل القرار الاميركي تقول التقارير إن أحداثاً ميدانية وأخرى تتعلّق بإعادة الحسابات في بعض الدول التي تشارك في الحرب على سورية، تثبت استحالة تدمير الدولة السورية، وإسقاط نظامها برئاسة الرئيس بشار الأسد.

لذلك، السعودية تشهد أصواتاً تتصاعد داخل النظام تدعو إلى إعادة مراجعة ما سمّته التقارير بالتورط السعودي في الساحة السورية، كما أن دولاً عدة في الخليج قدّمت الكثير للإرهابيين واستجابت لرسائل قطر والولايات المتحدة قد أصدرت مؤخراً قرارات لأجهزتها بمن فيها تلك التي تتابع ما يحدث في سورية، بأن يقتصر الدعم الذي تقدمه تلك الدول في المرحلة المقبلة على المساعدات الإنسانية فقط، وبشكل خاص المساعدات المقدمة للنازحين اضطراراً، وهذا ما تعتبره التقارير بداية تصدع في جبهة العمل السياسي والعسكري ضد سورية.

وتضيف التقارير: إن دول العالم الغربي وبعض الدول الإقليمية وقيادتها ستضطر قريباً جدا إلى التعامل مع القيادة السورية من جديد، كما أن الولايات المتحدة وفور تولي أعضاء الطاقم الجديد أعمالهم بصورة رسمية سيبدؤون في عقد اللقاءات الثنائية مع إدارة الرئيس الروسي بوتين أملاً بالخروج من هذا الوضع السوري بأقل الخسائر للمصالح الأمريكية.... حيث اصبحت الادارة الامريكية تدرك ان الدول الراعية لغرف العمليات التابعة للجهات المساندة والممولة للعصابات الإرهابية في سورية تم اختراقها من عدة جهات بل وقعت في فخ الازدواجية والانفلات في تنظيم القاعدة ومشتقاتة وتتحدث عن تراجع في الانتصارات وفقدان السيطرة على مواقع حيوية كانت عصابات الإرهاب قد تمكنت من السيطرة عليها واحتلالها، كما أن الحديث عن "تكتيك الحفرة" بدأ يتردد كثيراً في غرف العمليات وهي إستراتيجية يتبعها الجيش العربي السوري باستدراج أكبر عدد من الإرهابيين إلى أطراف المدن ليتم القضاء عليهم في ضربات جوية مركزية، وتشير التقارير إلى أن الإستراتيجية التي اتبعت لإسقاط النظام في سورية قد فشلت، وهي لم تحقق ما كانت الولايات المتحدة وغيرها تأمل بتحقيقه، وسقط الرهان على إسقاط دور الجيش خلال الأزمة.

وتفيد التقارير الاستخبارية التي تحاول الجهات الداعمة للإرهاب والعاملة على إسقاط النظام في سورية.. إبقاءها بعيداً عن عيون الصحافة، تجمع على أن الجيش السوري هو صاحب المبادرة، وأن ما تخوفت منه الجهات الراعية للعصابات الإرهابية، وحاولت تبديده أو تأجيله على الأقل قد بات أمراً واقعاً على الأرض، وهو الاقتتال الخطير بين العصابات الإجرامية، وفقدان السيطرة على مواقع إستراتيجية في منطقة حلب وداريا ، والانتصارات الميدانية التي حققها الجيش السوري وضعت الموقف السياسي للولايات المتحدة ودول أخرى في وضع صعب للغاية ومؤزوم على طاولة العمل السياسي التي أعلنت موسكو أنها ستنصبها لتستقبل عليها من يرغب بحلول سياسية حقيقية للأزمة السورية خلال الأسابيع القليلة القادمة.

والصعقة الكبرى كانت في خطاب الرئيس الأسد الأخير الذي كان مليئاً بالتحدي والإصرار أغلق الباب أمام أي آمال وتمنيات بسقوط قريب للدولة السورية ونظامها الحاكم،خصوصا قوة المنطق بالهجوم المعاكس حول الجولان والاسكندرونة والقضية الفلسطينية كما شكل دفعة قوية ورفع من معنويات القوات العسكرية التي تقاتل في الميدان، كذلك، جاء خطاب الرئيس الأسد في مرحلة شهدت انتقالاً في زمام المبادرة من أيدي الإرهابيين وداعميهم إلى أيدي الجيش العربي السوري.

وجاء في هذه التقارير أيضاً أن إطالة مدة الأزمة السورية كشفت عورات وثغرات تحالف اعداء سوريا وجعلت الكثير من الدول المشاركة في المؤامرة الإرهابية على الشعب السوري أكثر تحفظاً لعدم قدرتها على التغطية على ما تقوم به العصابات الإرهابية على الأرض السورية ، خوفاً من تحقيقات وملاحقات مستقبلية للمسؤولين عن الجرائم، والفضائح التي تتعلق بجرائم الحرب، التي ستطال من قاموا بتسليح العصابات بالاسلحة والمتفجرات فالهجمات في دمشق وحلب اوقعت الكثير من الضحايا بينهم "أطفال ونساء" تؤكدها مجريات الأحداث إذ أن استهداف الإرهابيين بشكل عشوائي للمناطق السكنية بقذائف الهاون والصواريخ التي يزودهم بها الغرب وعملاؤهم أوقعت بالفعل مئات الشهداء والارشيف حافل بالوثائق وبالمفاجات .... والتنبؤ الاستخباري يشير الى ان العمليات العمياء التي تطال المواطن السوري ستجد تداعياتها المؤكدة عاجلا ان اجلا فالعصابات التي تقاتل في سورية وتسفك دماء السوريين عبارة عن خليط غير متجانس يضمّ بعض العناصر التي انطلقت فرنسا وأمريكا ودول غربية لمحاربتها في دولة مالي، وهي العناصر نفسها التي عملت على استهداف المصالح الأمريكية وهي التي اعدمت السفير الامريكي في ليبيا ...وهذة العناصرمتواجدة في إفريقيا والسعودية واليمن والعديد من المناطق الأخرى، فالغطاء بدأ يتكشف شيئاً فشيئاً عن تلك العصابات ولم يعد بمقدور الحكومات التي سارعت إلى الانضمام للمشروع الأمريكي الصهيوني الجديد في الشرق الأوسط تسويق مواقفها أمام الرأي العام، ولم تعد التسميات البراقة التي يدمج فيها مصطلح "الحرية الأحراروالتنسيقيات والجبهات والكتائب وهيئة الائتلاف الخاملة " قادرة على طمس الهوية الحقيقية لمن حاولت الولايات المتحدة ودول كقطر والسعودية وتركيا ترويجهم وتسويقهم على أنهم "محاربون من أجل الحرية"!!.

اخيرا دوائر الاستخبارات العربية والغربية بدأت تهرول مستجدية سوريا .. و يريدون من القيادة السورية المساعدة لكبح جماح القاعدة ...من خلال كشف مخزون المعلومات الكامنة التي استطاع الامن السوري الحصول عليها من خلال خطة نزف العقول بالاختراقات .. والتحقيقات.. والمتابعة حيث لا يزال النظام موحداً وهو يملك جميع الأسلحة الثقيلة... وبالمطرقة .. يملك بنكا من المعلومات يتضمن خريطة الهرم التنظيمي ومخططات القاعدة وقياداتها ...التي استادرت على مموليها وشركائها والايام القادمة حبلى بالمفاجات ولا زال مسلسل كشف المستور جاريا .. والحساب مفتوح

ملـك الأردن: يحـذر مـن فـوضـى طالبـانيـة فـي سـوريـا... وموسكو: مع خطة الأسد


أعلنت موسكو، أن الخطة التي تقدم بها الرئيس السوري بشار الأسد قد تكون أساسا جيدا لتسوية الأزمة في سوريا، فيما حذر ملك الأردن عبد الله الثاني من «أفغنة» سوريا، موضحا أن العالم سيضطر للتعامل مع حركة «طالبان جديدة» في سوريا، مشددا على ضرورة الحفاظ على الجيش السوري في أي نظام جديد لتجنب الفوضى التي سادت العراق بعد الغزو الأميركي في العام 2003.

واعترف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن النظام السوري لن يسقط خلال أسابيع، وكشف أن المشاورات الروسية ـ الأميركية حول سوريا، لم تصل بعد إلى نقطة التوافق على تسوية ما. واعترف ديبلوماسي فرنسي بوجود خلافات في الرأي مع الولايات المتحدة حول «الحكومة المؤقتة» التي تعارضها واشنطن، ويبدو الاعتراض الأميركي وازنا في تحديد مستقبل «الائتلاف»، وعلى مسافة كبيرة من الإيقاع الفرنسي. (تفاصيل صفحة ...)

في هذا الوقت، قال ديبلوماسي عربي في نيويورك إن المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي «لا يرى خلافا كبيرا بين ما تريده أميركا وروسيا من المنطقة، فكلاهما يخشيان الإسلاميين، لكن روسيا ترى حتى اليوم ضمانتها في حكومة الأسد بسبب الانقسام والفضائح التي تحيط بالمعارضة السورية».

ملك الأردن وتركي الفيصل

قال الملك الأردني عبد الله الثاني، في دافوس، إن من يعتقد أن الرئيس السوري بشار الأسد سيسقط خلال أسابيع لا يفهم الوضع المعقد وميزان القوى. وأضاف أن إحدى المشكلات الكبرى هي أن مقاتلي تنظيم «القاعدة» أقاموا قواعد في سوريا العام الماضي وأنهم يحصلون على أموال وعتاد من الخارج. وتابع إن «طالبان الجديدة التي سيضطر العالم للتعامل معها ستكون في سوريا»، مشيرا إلى أن «القوات الأردنية لا تزال تحارب في أفغانستان مقاتلي طالبان إلى جانب قوات يقودها حلف شمال الأطلسي». وتابع «حتى إذا تحقق السيناريو الأكثر تفاؤلا فإن تخليص سوريا منهم سيستغرق ثلاث سنوات على الأقل بعد سقوط النظام السوري». وطالب الملك الأردني «القوى الكبرى بوضع خطة واقعية وجامعة للانتقال في سوريا»، موضحا «من الضروري الحفاظ على الجيش ليكون العمود الفقري لأي نظام جديد لتجنب الفوضى التي سادت في العراق» بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 .

وقال رئيس الاستخبارات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل، في دافوس، «أنا لست عضوا في الحكومة (السعودية)، ولهذا لست مضطرا للتحدث بديبلوماسية. اعتقد أننا نرسل أسلحة، وإذا لم نكن نرسل أسلحة فانه سيكون خطأ مروعا من جانبنا». واعتبر أن تحقيق التكافؤ العسكري بين قوى المعارضة والقوات السورية يجب أن يكون مصحوبا بمبادرات ديبلوماسية، مشيرا إلى أنه بالإمكان اختيار «الأخيار من المعارضة وتزويدهم بهذه الوسائل بما يعزز مصداقيتهم».

موسكو

وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في اتصال هاتفي بينهما، عن دعمهما لجهود المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لإيجاد تسوية سياسية للأزمة في سوريا على أساس بيان جنيف. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف، في مقابلة مع صحيفة «ناشيونال انترست» الأميركية نشرت أمس، عما تنوي موسكو القيام به لحل النزاع السوري، وحول ان العديد من النواب الأميركيين لا يرضيهم رفضها رحيل الأسد، «يجب أن يكون السؤال كالآتي: ماذا يجب أن نفعل جميعا لحل الأزمة السورية، لأن العديد من الدول تقدم شتى أشكال الدعم للمتمردين والمعارضة، الأمر الذي لا يساعد على إيجاد حل قابل للحياة بل على العكس يزيد الوضع في سوريا سوءاً». وأضاف أن «القيــادة الروسية ترى أنه من الضــروري أن يقوم جميع المتنازعــين، بمن فيهم الرئيس الأسد والمعارضون، بتقــرير مصير سوريا». وتابع «نعتــقد أن الخطة التي اقترحها الرئيــس الأسد تمثل امتدادا لاتفاقات جنيف، وتستطيع أن تشكل أساسا جيدا للمحاولات اللاحقة لحل هذه المشكلة».

الابراهيمي

وفي نيويورك، تقول مصادر مطلعة إن الإبراهيمي سيمدد إقامته إلى ما بعد تقديم مطالعته أمام مجلس الأمن الثلاثاء المقبل، وسيكون له لقاء موسع مع المندوبين عن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، من دون تحديد موعد لهذا اللقاء. وفي حديث إلى مراسلة «السفير» في نيويورك سمر نادر نقل ديبلوماسي عربي، كلف من قبل حكومته بتحضير ملف عن الأزمة السورية، بعد لقائه المبعوث الأممي، إن «الإبراهيمي مقتنع تماما برحيل الأسد في يوم من الأيام. واعترف بالخطأ الذي ارتكبه سلفه كوفي انان الذي زار إيران خلال مفاوضاته لحل الأزمة، الأمر الذي جعل الرياض ترفـــض استقباله، ولهذا اكتفى الإبراهيـــمي باتصال هاتفي مع وزير الخــارجية الإيراني علي اكبر صالحــي»، مشيرا الى ان الإبراهيمي يرى أن «الأزمة ليست بين معارضة وموالاة إنما هي أزمة إقليمية ودولية بامتياز».

وأضاف الديبلوماسي «اعترف الإبراهيمي أن أي حل تعرضه الأمم المتحدة وتوافق عليه كافة الدول سيكون مصيره الفشل إذا لم يكن هناك توافق سوري من الداخل وقبول له، ولن يكون هناك حل إلا بقبول كافة الأطراف المتنازعة الجلوس حول طاولة واحدة، والدليل هو مصير خطة النقاط الست وخطة جنيف».

وتابع الديبلوماسي العربي «يفسر الإبراهيمي صلابة الموقف الروسي بسبب مصلحة موسكو الإستراتيجية في الشرق الأوسط وخوفها من سيطرة الإسلاميين على المنطقة، وهي متمسكة بالأسد لهذه الأسباب. وهو يقول: إذا أردنا أن نتعرف إلى الموقف الروسي علينا أن نقرأ تاريخ روسيا بإمعان، وقد قرأت جيدا هذا التاريخ، فوجدت أنها عاشت 400 سنة من الحروب مع الأتراك كانت غنية بالدم والمجازر، لهذا يخشى الروس مجددا سيطرة الأتراك والإسلاميين. وقال الإبراهيمي انه لا يرى خلافا كبيرا بين ما تريده أميركا وروسيا من المنطقة، فكلاهما يخشيان الإسلاميين، لكن روسيا ترى حتى اليوم ضمانتــها في حكــومة الأســد بسبب الانقــسام والفضائح التي تحيط بالمعارضة السورية».

وأعلن الديبلوماسي لـ«السفير» أن «إدارة عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة كانت قد حضرت، نهاية العام الماضي، تركيبة قوات لحفظ السلام استعدادا لإرسالها إلى سوريا، وقوامها 10 آلاف عنصر، منها ألف مسؤول سياسي»، موضحا انه «تم الاتصال بالدول التي غالبا ما تشارك في عمليات حفظ السلام مثل الدنمارك والنروج، فأبدت استعدادها. لكن عملية إرسال هذه القوات تتطلبت قرارا من مجلس الأمن».

وأضاف «عندما عرضت على الدول الخمس الأعضاء لم تبدِ الدول الغربية استعدادا وكانت لها ملاحظاتها، في حين رفضت روسيا الفكرة، قائلة إنها لا تريد زج العسكر في نزاع مسلح كهذا، خاصة ان الأطراف لم تتفق ولو مرة على وقف لإطلاق النار. ويفسر الإبراهيمي سبب رفض مجلس الأمن بأن النزاع في ســوريا هو نزاع مسلح وليس صراعا بين دولتين. ويحلل تاريخيا بأن الــصراعات بين الدول لا تمتد إلى أكثر من ثلاث سنوات، تنتهي بصيغة غالب ومغلوب أو باتفاق سياسي، إنما النزاعات المسلحة تعيش من 6 إلى 8 سنوات ولا أحد يستطيع الفصل فيها، لكن الحكومات هي غالبا المنتصرة».

وقال مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، إن الدعوة التي قدمتها نحو 60 دولة بإحالة الصراع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم حرب تزيد الموقف تعقيدا وتعرقل محاولة البحث عن حل ينهي الأزمة. ودعا إلى رفع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على بلاده لأنها تمثل عقوبات على الشعب السوري.

kumait 26-01-2013 09:16 PM

عي لـ«الائتلاف».. وللمشاورات الأميركية ـ الروسية : فرنسا تدخل في منعطف!!
 
نعي لـ«الائتلاف».. وللمشاورات الأميركية ـ الروسية : فرنسا تدخل في منعطف!!
محمد بلوط

وزير الخارجية الفرنسية في مراجعة مفاجئة لتوقعاته السورية. لوران فابيوس، وللمرة الأولى منذ دخوله الكي دورسيه قبل 8 أشهر، رأى على غير ما درج عليه، أن «الأمور لا تتحرك في سوريا، حيث لا نبصر إشارات إيجابية تذهب باتجاه الحلول التي نتمناها. إن الأزمة السورية هبطت إلى درجة اهتمام أدنى، بسبب ظهور أزمات أخرى». الوزير الفرنسي، الذي كان يبارك للصحافيين قبل ثلاثة أيام عامهم الجديد، صارح من جاؤوا إلى الكي دورسيه بواقع أن «المشاورات الدولية أيضا حول سوريا، لا تشهد تقدما». ويشكل الإعلان «الفابيوسي» خروجا عن النص الدبلوماسي الرسمي المعتاد. الوزير الفرنسي يسلم أن التوقعات بسقوط النظام السوري خلال أسابيع، وبعضها صدر عنه، لم تكن دقيقة. ويمهد في الحديث عن منافسة أزمات أخرى للأزمة السورية، لإعادة نظر في ترتيب الأولويات الدبلوماسية الفرنسية على ضوء الحملة العسكرية الفرنسية في مالي، واحتمالات الغرق في رمالها .

ويكشف لوران فابيوس، ما لم يعد سراً: المشاورات الروسية - الأميركية حول سوريا، لم تصل بعد إلى نقطة التوافق على تسوية ما. وعشية اجتماع تقني لأصدقاء سوريا، يلتئم بعد غد الاثنين في باريس، تحيل المراجعة الفابيوسية إلى منعطف دبلوماسي فرنسي، في حساب ما تبقى من عمر النظام السوري. وكذلك تحيل إلى انتكاسة في الرهان على قدرة كتل المعارضة السياسية السورية التي عملت باريس على تشكيلها على إسقاط النظام السوري، والاعتراف بإخفاق «الائتلاف»، بعد المجلس الوطني في التحول إلى كتلة قادرة على قيادة العمل المسلح أو تنظيمه، وتقديم رؤية سياسية جامعة، وعزل الجماعات الإسلامية الجهادية التي تعمل تحت راية «الثورة»، وتأليف حكومة سورية مؤقتة.

وتجهد الدبلوماسية الفرنسية، خلال الأسبوع المقبل، في سبيل مساعدة «الائتلاف» على تجاوز أزمته المالية وخلافاته الداخلية من أجل تأليف الحكومة المؤقتة ودعوة أصدقاء سوريا إلى الوفاء بتعهدات بتمويله قطعوها خلال مؤتمرهم الرابع في مراكش الشهر الماضي. وفي السياق، قال مصدر دبلوماسي فرنسي إن «أصدقاء سوريا» إنما يلتقون بعد غد الاثنين في باريس «لقرع جرس الإنذار» حول مستقبل «الائتلاف»، بعد أن نكثت بلدان كثيرة بتعهدات مالية كبيرة لم يصل منها الشيء الكثير، كما لطمأنة «الائتلاف»، الذي قد يقلقه كلام فابيوس بالتأكيد على أن العمل سيتواصل معه رغم بروز أزمات دولية أخرى، لا سيما في مالي. وفي هذا الصدد، يتحدث رئيس «الائتلاف» معاذ الخطيب عن الحاجة إلى أكثر من مليار ونصف المليار دولار للتقدم نحو حكومة مؤقتة، وتفعيل عمل مؤسسات «الائتلاف». ويبدو الرهان على «الائتلاف» والثقة به في أزمة. خلال شهر تراجع عدد المنضوين في «أصدقاء سوريا « من 108 دولة ومنظمة حضروا مراكش، ليتقلص إلى النواة الأصلية للمجموعة و48 دولة ومنظمة ، تجتمع حول وزير الخارجية الفرنسية صبيحة الاثنين، على مستوى الموظفين الكبار والدبلوماسيين لمساءلة من لم يدفعوا المبالغ الكبيرة التي تعهدوا بدفعها.

وتربط الدبلوماسية الفرنسية بين تباطؤ عمل «الائتلاف» وشح مصادر تمويله من «الأصدقاء»، برغم كثرة ما وهبه منهم اعترافا ناجزا به، ممثلا شرعيا للشعب السوري دون غيره من هيئات المعارضة السورية. وفي معرض تفسير مراوحة «الائتلاف» مكانه منذ أشهر في تنفيذ الأجندة المتفق عليها، شرح دبلوماسي فرنسي قائلاً إنه «لن يتقدم إلا عندما تنفذ الأسرة الدولية تعهداتها وتصبح هذه التعهدات واقعا». وكان التحدي الأساسي أمام «الائتلاف» بعد مراكش يتلخص في ضبط عمليات الإغاثة وتوصيل المساعدات إلى الداخل، لكن ذلك لم يتحقق، وهو ما يعزز مواقع «الإخوان المسلمين» على خريطة الإغاثة، لسيطرتهم الواسعة على تدفق الأموال نحو الداخل، على حساب «الائتلاف» بشكل خاص.

ومع ذلك، ترى الدبلوماسية الفرنسية أن «الائتلاف» لم تكتمل شرعيته بعد. الهيئة التي تجمع 70 عضواً، ثلثهم جاء من المجلس الوطني، ليست هيئة منتخبة «ولكن قيام حكومة مؤقتة، سيجعل منه رأس جسر بين معارضة الخارج والشعب السوري، لاستكمال شرعيته بانتزاع شرعية تمثيل الداخل». وتعارض أطراف داخل «الائتلاف» قيام حكومة مؤقتة، بسبب عدم وجود أرض محررة تستقبلها، وانقسام الأمانة العامة حول أسبقية توفير ميزانية تشغيل المؤسسات الحكومية الثورية، وتوفير الداخل الآمن لاستقبالها، على أي شرط آخر. واعترف دبلوماسي فرنسي بوجود خلافات في الرأي مع الولايات المتحدة حول الحكومة المؤقتة التي تعارضها واشنطن، ويبدو الاعتراض الأميركي وازنا في تحديد مستقبل «الائتلاف»، وعلى مسافة كبيرة من الإيقاع الفرنسي .

لم تتقدم عمليات تشكيل الحكومة المؤقتة، بانتظار أن يتبلور موقف أميركي جديد، حيث تنهي الخارجية الأميركية الجديدة مراجعتها لتجربة التشكيلات المعارضة السورية وأدائها. وبحسب دبلوماسي فرنسي، تعتقد واشنطن أن لا حاجة لحكومة منفى فـ«هي ستكون جسما في فضاء سياسي تنعدم فيه الجاذبية». وبينما يرى الفرنسي أن تشكيل الحكومة المؤقتة سيمنح «الائتلاف» فرصة البرهان أمام السوريين على «قيمته الفائضة، وقدرته على التأثير على الأرض وأنه ليس مجرد جسم سياسي لتمثيل المعارضة فحسب، يرى الأميركيون أن الحكومة المؤقتة تشبه وضع العربة أمام الحصان «.

وتُعدّ قضيّة الحكومة المؤقتة مركزية أيضا في شرعية تقديم السلاح للمعارضة، وتعزيز الأجنحة الديموقراطية والوسطية فيها، ومساعدة المجلس العسكري الموحد في المنافسة مع الجماعات الجهادية على السيطرة على الأرض. ويرى الفرنسيون أن قيام حكومة مؤقتة، يبلور «شريكا دوليا يتمتع بسيادة ويمكن للدول، إذا شاءت، أن تزوده بالسلاح».

وتبدو المعارضة السورية وتسليحها الموعود ضحية جانبية للحرب في مالي، بطريقة غير مباشرة. المعارك ضد الجماعات الجهادية في مالي والتدخل الفرنسي فيها، أعادا خلط الأوراق من قضية تسليح المعارضة السورية، فالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أعاد تذكير المعارضة السورية، الأسبوع الماضي، بـ«أننا كنا أول من دعم المجلس الوطني، ومن بعده الائتلاف، ولكن عليه أن يطهر صفوفه من الإرهابيين». وهو أول تصريح من نوعه للرئيس هولاند غداة تدخل القوات الفرنسية في مالي لمواجهة مجموعات لا يمكن تجاهل أن بعضها، لا يبتعد كثيرا في تكوينه وأهدافه، عن مجموعات جهادية سلفية كـ«جبهة النصرة» التي يدعمها ويدافع عنها «الائتلاف» بوصفها جزءاً من «الثورة السورية».

ولم يعد مؤكدا أن تذهب دول الاتحاد الأوروبي إلى رفع حظر الأسلحة عنها، بعد أن مهدت لذلك في كانون الأول الماضي، حيث تمّ تقصير فترة الحظر من سنة إلى ثلاثة أشهر، تنتهي في شباط المقبل. وهو تدبير اتُخذ قبل الحرب المالية، وفي سياق الإعداد لوضع «الائتلاف» في قلب المعارضة العسكرية، بعد توحيد الجبهات السورية الخمس في مجلس عسكري واحد .

من هنا، كشف دبلوماسي فرنسي أنه «لا يوجد، حتى الآن، قرار لدى الأسرة الدولية بتسليح المعارضة السورية أو بتزويدها بتكنولوجيا متقدمة لحمايتها من القصف الجوي والمدفعي. وهناك نقاش داخل الاتحاد الأوروبي ولا يوجد إجماع إيجابي حول هذه المسألة، وهناك إجماع على الاحتراس والتأني، لا سيما أن المجموعات التي تقاتلنا في مالي حصلت على أسلحة استولت عليها من مخازن القذافي. وهذا يعقد السؤال، ولكن ذلك لا يمنع المعارضة السورية من التقدم وتحقيق انتصارات عسكرية كما نرى».

ويشكل إرجاء النظر بتسليح المعارضة السورية وغسل الأوروبيين أيديهم من وعود قُدمت حين تشكيل «الائتلاف» رضوخا لتطورات صعود الجهاديين والجبهة الإسلامية وتشكيلاتها على الأرض على حساب «الائتلاف». كما يشكل تسجيلا لإخفاقه في تحقيق الرهان الفرنسي عليه بعزلهم، فعندما شجع الفرنسيون والأميركيون تشكيله، توقع دبلوماسي فرنسي بارز يشرف على تنسيق العلاقات مع المعارضة السورية على كل مستوياتها أن البنية العسكرية لـ«الائتلاف» ستستقطب ثلثي المخزون القتالي، فيما يستقطب السلفي الجهادي ثلثا يتم عزله بعد إغلاق مصادر التسلح عنه.

لكن المشهد بعد شهرين من الرهان يبدو معكوسا تماماً، لا أثر فيه للسيطرة المرجوة لـ«الائتلاف»، فيما يسود سباق واضح بين تركيا وقطر والسعودية على تركيب وتفكيك المجموعات المقاتلة وفقاً لمصالحها، وحاجاتها للضغط على النظام السوري. ويقول دبلوماسي فرنسي إن «ما يميز الأرض المسلحة هو تعدد ميكرو المناخات السياسية في سوريا. لا يوجد مشهد موحد أو منسجم والسيادة على أجزائه ترتبط بمصادر التمويل والتسليح، ونرى أناساً يغيرون ولاءهم تبعا لتغيير مصادر تسلحهم وتمويلهم، وهذا ما يدفعنا إلى التواضع في التوقعات، لأننا لا نرى إلى أين يتجه الوضع».

كما أن المجلس العسكري الموحد يبدو بعيدا عن أي تنسيق حقيقي للجبهات الخمس التي أقام قيادة لأركانها، دون أن يتمكن فعلا من فرض الانضباط عليها أو الحصول على الأسلحة الموعودة لتشغيلها. أما «النصرة» فنجحت بالخروج من محاولات عزلها، واختراق البيئة العسكرية والمدنية للمعارضة، بعد أن نجحت بضم أكثر الألوية المقاتلة فعالية إلى جبهة إسلامية واسعة. من «ألوية التوحيد» فـ«أحفاد الرسول»، وصحابته، و«أنصار الإسلام»، ثم «صقور الشام» وأحرارها وغرباؤها، كلها في «جهاد ورباط» من أجل دولة إسلامية في سوريا.

ولا يبدو أن عمر النظام مرتبط بالمساحة التي بات يقف عليها طالما أنه يسيطر على الأحواض السكانية الرئيسة في حمص ودمشق، وجزء من حلب والجنوب. المؤكد أن جزءا واسعا من الشمال السوري، أضحى تحت سيطرة المعارضة المسلحة، غير أن دبلوماسي فرنسي يقدم قراءة تذهب إلى غير ما أشاعه لوران فابيوس من امتداد العمر بالنظام أطول من التوقعات الأولى. ويقول الدبلوماسي إن «تمكن النظام مزيف، فالجيش السوري يفقد يومياً قدرته على التدخل، ومشهد الهدوء سطحي، ولكن تآكل النظام يستمر، من دون أن يسلك خطاً متصاعداً. وهو لم يعد يسيطر على أكثر من 30 في المئة من سوريا، ويتركز وجوده على 3 عقد استراتيجية تذهب من درعا فدمشق فحمص. دير الزور هي بحكم الساقطة بيد المعارضة، باستثناء ثكنة للجيش يتم تموينها جوا، وعندما تسقط ستصبح المناطق المحيطة بالفرات كلها بيد المعارضة. أما حلب فما يسيطر عليه الجيش منها لا يتعدى الثلث من المدينة، وهو في وضع صعب جداً». ويبدو السجال حول احتمال استخدام الجيش السوري أسلحة كيميائية في عملياته العسكرية محسوما. وبحسب الدبلوماسي الفرنسي، فإنه بعد التحقيق في الاتهامات تبين أن لا أساس لها، وأن الجيش السوري لا يزال يسيطر على مخازن هذه الأسلحة، بضمانة روسيا، التي تعتبر استخدامها خطاً أحمر.


كيري: «أناس في الخليج» يسلّحون «النصرة»
وإذا انهارت سورية فسيكون لدينا خطر أكبر من «الكيماوي»

تقرير واشنطن/ تقرير : حسين عبد الحسين/

حسم المرشح الى منصب وزير الخارجية الأميركي السناتور جون كيري الجدل الدائر حول موقفه تجاه إيران بالقول انه سيتبنى سياسة الرئيس باراك اوباما التي تقول بضرورة منع إيران من حيازة السلاح النووي، ومعارضة مبدأ «الاحتواء» او «التعايش مع» إيران نووية. لكن كيري لم يغلق الباب امام التوصل الى حل ديبلوماسي مع الإيرانيين، حتى لو تطلب ذلك حوارا ثنائيا بين واشنطن وطهران، شريطة ألا «يخطئ احد الفارق بين الديبلوماسية وبين تصميم أميركا على تقليص الخطر النووي». وكان لافتا ان كيري لم يتطرق في شهادته الى الوضع في سورية، ولكنه اضطر الى تقديم اجابات حول اسئلة اعضاء اللجنة في هذا السياق، وبدا مرتبكا، وكرر العموميات التي يطلقها المسؤولون الأميركيون حول سورية. وما قاله كيري ان الرئيس السوري «بشار الأسد فوت فرصة تاريخية، وان عليه ان يتنحى اليوم، وان ذلك يتم من خلال اقناعه ان لا مفر من رحيله، وعبر التنسيق مع الروس والاطراف الدولية من اجل تأمين انتقال منظم للسلطة».

ووجه كيري اصابع الاتهام الى من اسماهم «اناس في الخليج» بتزويد «جبهة النصرة»، الذي وضعته وزارة الخارجية على لائحة التنظيمات الارهابية أخيرا، بالاسلحة. وقال كيري ان الروس يؤيدون رحيل الأسد، لكنهم يختلفون مع الأميركيين في شأن التوقيت وطريقة الرحيل، وهو ما دفع السناتور الجمهوري جون ماكين الى التهكم حول هذه النقطة، والقول انه لو كان الروس يريدون رحيل الأسد، لما استمروا بدعمه في السلاح وفي مجلس الأمن.

وفي شهادته امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، اثناء جلسة الاستماع من اجل المصادقة على تعيينه اول من امس، قال كيري: «علينا ان نتوصل الى حلول للاسئلة التي تحيط برنامج إيران النووي». واضاف: «الرئيس اكد اننا سنفعل ما علينا فعله من اجل منع إيران من حيازة سلاحا نوويا». وتابع كيري: «أكرر هنا اليوم، سياستنا ليست الاحتواء، بل المنع، وعقارب الساعة تدق في مساعينا لتأمين تجاوب (إيراني) مسؤول». وقال كيري: «هذه الادارة، بالعمل مع الكونغرس وبتحالف دولي غير مسبوق، وضعت عقوبات ادت الى شلل في إيران، والرئيس اوباما قال مجددا ومجددا انه يفضل حلا ديبلوماسيا لهذا التحدي، وانا سأعمل لاعطاء الديبلوماسية كل فرصة كي تنجح، ولكن يجب ألا يخطئ أحد الفارق بين الديبلوماسية وبين تصميم أميركا على تقليص الخطر النووي».

كيري أشار الى حادثة احراق الشاب التونسي محمد بوعزيزي لنفسه من دون ان يسميه، واشاد بالشباب المصري الذي قاد الثورة في ساحة التحرير، وقال ان هؤلاء أرادوا التغيير، ولم يكونوا «حركة اسلامية». رئيس اللجنة السناتور الديموقراطي روبرت مينندز كان افتتح جولة الاسئلة بسؤال حول إيران، وقال ان «إيران تزعم انها تريد يورانيوم مخصباً بدرجات عالية من اجل برنامج سلمي، لكن دولة تريد برنامجا كهذا لا تتصرف كإيران»، وتابع «تحت قيادتكم، هل ستتابعون برنامج العقوبات بالتعاون مع الكونغرس»، فاجاب كيري: «نعم». وأضاف: «سيكون اساسيا ان يتجاوب الإيرانيون تجاوبا كاملا، والرئيس قال انه مستعد للحوار، حتى لو كان ثنائيا، والجميع يأمل انه يمكن تحقيق تقدم على الصعيد الديبلوماسي». ثم توجه كيري الى النظام الإيراني بالقول: «انا اقول هذا للإيرانيين، لقد اعترفوا بسلمية برنامجهم النووي، ولا صعوبة في اثبات ذلك، دول اخرى فعلت ذلك (قبلهم)، وهو يتطلب تفتيشا دقيقا من قبل وكالة الطاقة الذرية». وتابع: «حتى الدول التي تدعم إيران كالصين وروسيا، تؤيد موقفنا هذا، واقول للإيرانيين ان لا أجندة لدينا، واذا كان برنامجهم سلميا، فيمكنهم ان يثبتوا ذلك».

كبير شيوخ الحزب الجمهوري في اللجنة السناتور عن ولاية تينيسي بوب كوركر تطرق الى الموضوع السوري بالسؤال: «لقد أمضيت وقتا كثيرا مع (بشار) الأسد في سورية في محاولة لتقريبه الى التحالف الغربي، واعلم انه كان يعتقد نفسه جسرا مع إيران، هل كان هناك اي شيء من تلك الحوارات معه يمكنك الافادة منها اليوم؟».

وأجاب كيري: «نعم، في بعض الاوقات هناك ما يمكن فعله في السياسة الدولية، لكن ان مرت اللحظة، تضيع الفرصة». واضاف: «كانت هناك لحظة لسورية، الرئيس الأسد قال لي لدي 500 الف شاب يوميا لا عمل لديهم وعلي ان اغير. كان يحاول ايجاد طريقة مع الغرب. التاريخ تغير، وهو قام بقرارات خاطئة ومدانة، ولا اعتقد انه يمكن له البقاء رئيس دولة في سورية، حتى الروس قالوا انهم يعتقدون ان المعارضة تفوز، وقاموا باخراج مواطنيهم».
وسألت السناتور جين شاهين (زوجها من اصول لبنانية): «ما المرحلة النهائية لسورية، ماذا يحصل للاسلحة الكيماوية في حال سقوط الأسد؟ في ليبيا هناك حديث عن اسلحة القذافي وقعت في ايدي ارهابيين، وهناك مجهود دولي لتأمين هذه الاسلحة بعد سقوط الأسد. كيف ترى شكل التحالف الذي سيقوم بذلك؟».

ورد كيري بالقول: «سياسة الرئيس واضحة، لدينا دلائل انهم يستخدمون، او سيستخدمون (الاسلحة الكيماوية)، والادارة تعد خطط طوارئ مع الحلفاء في المنطقة ومع تحالف الاطلسي». واضاف: «لا استطيع الحديث عن ذلك لان لا معلومات لدي بعد ولكني اعلم انهم يضعون الخطط. مرة اخرى، لا اعرف التفاصيل، واعرف انه كان هناك حديث مع الروس عندما كان هناك تحريك للاسلحة واعتقد ان هناك قلقاً في كل مكان من ذلك».

وقدم كيري قراءته للوضع السوري فقال: «نحن نحتاج الى تغيير حسابات بشار الأسد. الآن الأسد لا يعتقد انه يخسر، والمعارضة تعتقد انها تربح، وهذه ليست معادلة تسمح بالتوصل الى تسوية لانتقال (السلطة).» واضاف: «هدف ادارة اوباما والمجتمع الدولي هو نوع من الانتقال المنظم، والمبعوث الثاني الاخضر الابراهيمي منخرط، بعد كوفي انان، والاثنان وجدا ان لا نية للحوار». ومما قاله كيري ايضا ان «الروس لديهم نية في رحيل الأسد، ولكن لديهم رأياً مختلفاً حول التوقيت والطريقة»، وانه عندما يصبح وزيرا للخارجية، سيعمل على «جس النبض، ونرى اين نحن؟... وعلينا ان نفهم ما تأتي عليه الخطة الاولى والثانية والثالثة خصوصا عند الحديث عن النصرة والقاعدة (التي تأتي) من العراق».

إلا ان ماكين الذي يؤيد تدخلاً أميركياً في سورية الى جانب الثوار، خالف كيري، وقال: «في سورية نزرع الريح، وسنحصد العاصفة، والعاصفة ستكون عندما ينتشر تنظيم القاعدة». وأضاف ماكين متوجها الى كيري: «اقدر تفاؤلك بخصوص الروس، لكنهم يزودون (الأسد) بالاسلحة ويحمونه في الامم المتحدة، وسياسة بوتين نفسها في روسيا مشكلة، لا اعتقد ان المطلوب في سورية هو المزيد من الحوار، بل علينا ان نقول لهم اذا كان هناك حظر جوي ام لا حتى يعرفوا كيف يدافعون عن انفسهم؟».

وتابع ماكين: «لقد عقدنا الكثير من الحوارات وجلسات الاستماع، ولم نفعل شيئا، 60 الفا في عداد الاموات، و22 شهرا، وكل ما يأتيني من الادارة هو ان سقوط الأسد محتم. انا أوافق على ذلك، ولكن ماذا سيحصل في هذه الاثناء؟ يمكننا فعل المزيد من دون ارسال جنود على الارض لإيقاف هذه المجزرة، والا يحكم علينا التاريخ، واحثك على البحث عن سياسة مختلفة». بدوره أجاب كيري: «جون، انا وانت تحدثنا عن هذا بالتفصيل. اريد ان اقول لك ان لا تفاؤل لدي من الروس، الطريقة الاسهل للحل هو ان يحضّوا الأسد على تغيير حساباته. ما يقلقني هو انه اذا انهارت الدولة، لا احد يعرف كيف يعيدها وسيكون لدينا خطر اكبر مع الاسلحة الكيماوية».

ووجه كيري اصابع الاتهام الى من اسماهم «اناس في الخليج» لدعمهم «تنظيم النصرة» في سورية بالسلاح، وقال ان هؤلاء «لا يترددون في ارسال الاسلحة، والنصرة دخلت المعادلة والحركة على الارض اسرع من حركة السياسة، وهو ما يعقد الامور اكثر، وما يقلقني ايضا هو عمق الانقسام الطائفي، السنة، الشيعة، وآخرون، 74 في المئة من سورية مسلمون، يعني 16 في المئة علويين وبعض الشيعة، العلويون 13 في المئة، المسيحيون 10 في المئة، الدروز 3 في المئة. هذه هي المخاطر، ولا يمكن لأحد القول كيف ستتجه الامور؟، ولكن بغض النظر عن توجهاتنا الحزبية، علينا التفكير بمصلحة الولايات المتحدة وبمصلحة أصدقائنا كإسرائيل، وان نتوصل الى معادلة يمكن تطبيقها».

هنا ختم ماكين: «كل يوم في سورية هو الى الاسوأ، لذا يبدو لي ان السياسة الحالية لا تعمل وعلينا ان نفكر في احتمالات اخرى، وسأقدر كثيرا لو قمت انت بانتهاج سياسة جديدة».

nad-ali 27-01-2013 10:40 PM


العرب في "المأزق" السوري سميح صعب

[IMG]http://www.xabar24.net/wp-*******/uploads/2012/01/%D8%B3%D9%85%D9%8A%D8%AD-%D8%B5%D8%B9%D8%A8.jpg[/IMG]

يتحمل العرب جزءاً كبيراً من وصول الامور في سوريا الى المستوى الذي سماه وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل "المأزق الكبير". فالعرب هم من استعجل استنساخ الحل الليبي تارة واليمني تارة اخرى لمعالجة الازمة في سوريا. واستسهلوا استجرار التدخل الاجنبي من اجل تغيير الانظمة. ولا يزال الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي حتى الان يناشد مجلس الامن اللجوء الى قرار لسوريا بموجب الفصل السابع الذي يجيز استخدام القوة لتطبيقه.

الاستسهال ونشوة النصر في ليبيا ومصر واليمن جعلا الممالك والامارات في الخليج ومعها تركيا تضع اهدافاً طموحة جداً في سوريا واقنعت المعارضة السورية الناشئة سواء في الداخل او في الخارج بعدم القبول بأقل منها، وخصوصا في ما يتعلق باسقاط الرئيس بشار الاسد قبل فتح اي حوار داخلي، حتى صار التمسك بهذا الشرط مكلفاً الى اقصى الحدود وبات التراجع عنه بمثابة تسليم بخسارة المعركة في سوريا.

ولعل هذا الشرط المسبق هو أحد الاسباب الرئيسية التي آلت الى "المأزق الكبير". والذي صدم العرب والمعارضة السورية اكثر، هو القرار الاميركي عدم التدخل عسكريا في سوريا او في منطقة اخرى من الشرق الاوسط بعد الانسحاب من العراق والتحضير للانسحاب من افغانستان. وحتى قرار تسليح المعارضة السورية الذي كانت تتحمس له فرنسا وبريطانيا، طرأت عليه حسابات اخرى الان، بعد التورط الفرنسي في مالي والنفوذ الكبير الذي تبين ان تنظيم "القاعدة" وحلفاءه يتمتعون به في منطقة الساحل والجزائر وليبيا. ومن الواضح في سوريا ان كل ما احرزته المعارضة من تقدم على الارض يعزى الى مقاتلي "جبهة النصرة" المرتبطة بـ"القاعدة".

هذه العوامل كلها قادت العرب الى "المأزق الكبير". ولا يبدو ان العرب وحدهم في مأزق، بل ان حليفهم الاقليمي رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان المنشغل بعد الايام المتبقية للاسد في السلطة، هو ايضا في مأزق. كما ان واشنطن هي الاخرى باتت كذلك اسيرة كلمة التنحي ولا يمكنها التراجع عنها ولا تملك الا توجيه العتب الى روسيا لأنها لم تطالب الاسد بالتنحي، كأنها واثقة من ان موسكو لو فعلت لكان الاسد تنحى.

واخيراً انضم الاخضر الابرهيمي الى المفتشين عن حل للعقدة المتمثلة في المطالبة بتنحي الاسد، فتقدم باقتراحات جبهت برفض سوري مطلق، الامر الذي دفع الممثل الاممي والعربي الى التفتيش عن مخرج لنفسه من المهمة التي ورثها عن كوفي انان.

وادراكاً لهذا "المأزق الكبير" الذي يجد العرب والغرب وتركيا انفسهم فيه، حاولت موسكو وطهران تقديم السلم الذي يمكن هؤلاء ان ينزلوا به عن شجرة التنحي. لكنهم حتى يرفضوا ليبدأ فصل جديد من فصول المأساة السورية.

nad-ali 28-01-2013 10:03 PM

http://7b8e8636356a7e23259f-3bb2ba7d...om/newLogo.png

أوراق روسيّة وإيرانيّة

نبيه برجي


هل حقاً ان محمد حسنين هيكل اتصل بمسؤول خليجي كبير ناصحاً إياه، ومن قبيل المودة والمسؤولية، باعادة النظر في كيفية التعاطي مع الوضع في سوريا، سواء سقط نظام بشار الاسد ام بقي هكذا في مهب الريح او في مهب الدم…
زميل خليجي بارز اكد لنا ذلك ونقل بعض ما ورد في اتصال هيكل والذي يتقاطع مع آراء غربية، وحتى خليجية، حول ما يمكن ان تصل اليه الامور اذا ما استمر التدهور الراهن، ففي رأي الصحافي المصري الكبير ان الروس والايرانيين على السواء يعتقدون ان ما يحدث على الارض السورية لم يعد ثورة من اجل الحرية، ولا انتفاضة شعب يبتغي العدالة، وانما هو عبارة عن سيناريو اعدّ باتقان من اجل فك الحلقة السورية، وبالتالي تشكيل خارطة اخرى للشرق الاوسط…
وينقل الزميل الخليجي ان لتل ابيب دوراً محورياً في الكثير مما يحصل، وان هناك جهات عربية تنسق عملانياً ولوجيستياً مع الاجهزة الاسرائيلية. لكن الامور لن تمرّ هكذا، فثمة تنسيق بالغ الاهمية بين موسكو وطهران وبالصورة التي توحي بأن هناك نقاطاً اخرى في المشرق العربي ستشهد هزات، وربما تفجيرات، دراماتيكية، وقد يحدث ذلك قبل سقوط النظام السوري، وان كان هيكل يعتبر ان الضغط المالي والاقتصادي، لا الضغط العسكري هو الذي سيكون الاكثر تأثيراً في المرحلة المقبلة…
ومن هنا بالذات، كان التصعيد الميداني من قبل النظام الذي يدرك ان الكثيرين ينتظرون موته اختناقاً، لا في ارض المعركة. وهذا امر مخطط له ايضاً، وهناك في اوروبا من يعتقد ان الروس والايرانيين يمتلكون اوراقاً كثيرة وحساسة، وهم لن ينتظروا ان يخسروا سوريا، ومثل هذا الكلام سمعه بمنتهى الوضوح السياسيون او المسؤولون الذين التقوا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف…
روسيا تعتبر ان المال الذي يستخدم الآن لاشعال الحريق في سوريا قد يشق طريقه بعد ان تضع الحرب اوزارها هناك الى آسيا الوسطى والقوقاز من اجل اقامة ممرات تصل الى العمق الروسي. ايران تتفق مع هذا الرأي، ودون ان يبقى سراً ان جنرالات روسيين وايرانيين عقدوا سلسلة من الاجتماعات على مدى الاشهر الثلاثة المنصرمة واكبتها سلسلة من اللقاءات بين مسؤولين استخباراتيين من البلدين، ولكن دون ان يعرف ما اذا كانت قد وضعت خطة للمجابهة او ما اذا تشكلت غرف عمليات مشتركة ليس فقط لمتابعة الوضع وانما للتحرك على الارض، او تحت الارض، عندما تدق الساعة…
يقول الروس ان لديهم وثائق وصوراً حول قيام دولة عربية على الاقل بالتواصل « المالي» مع جماعات حتى داخل المدن في بعض بلدان آسيا الوسطى وصولاً الى قازاخستان التي خرج منها الظاهر بيبرس، كما تم ضبط « حالات متطرفة» في جنوب القوقاز حيث تم توقيف طيار باكستاني سابق كان يعمل في سلاح الجو في احدى الدول العربية، وهو يتقن العربية، واعترف بأنه يترأس مجموعة تضم باكستانيين وافغاناً وعرباً لتهريب السلاح الى بعض الجماعات الاسلامية وتوفير السبل اللازمة للتدريب التقني والعملاني ووفقاً للضرورة…
وتؤكد المعلومات ان موسكو ابلغت اكثر من دولة عربية ان ما يحصل لا يمكن ان يكون، في حال من الاحوال، انهاء لانظمة قديمة من اجل اقامة انظمة تأخذ بمعايير الحداثة، وانما من اجل تسويغ ثقافة الاقبية، او على الاقل انتاج انظمة تيوقراطية لا علاقة لها البتة بالقيم المعاصرة للدولة…
موسكو تسعى الآن للتواصل مع المعارضة بعدما رفض احمد معاذ الخطيب الذي يتنقل بين مراكز الاستخبارات في اسطنبول و«بإباء» الالتقاء بلافروف. الروس يعتبرون ان هذا الموقف هو جزء من اللعبة الساذجة إياها، اذ مهما تم نفخ الدمى المصنوعة من الكاوتشوك لا يمكن ان تصبح شيئاً آخر، فسوريا مضت بعيدا في رحلة الخراب ان لم يكن في رحلة الموت، وحصر الهدف الاستراتيجي للمعارضة بتنحية الرئيس بشار الاسد كشرط مسبق لاي حوار هو ايضا جزء من اللعبة الساذجة إياها بل ومن اللعبة الجهنمية إياها…
الديبلوماسيون الروس في اكثر من بلد عربي يقولون علناً انه من الطبيعي ان تكون المعارضة السورية عبارة عن كوكتيل هش وعجيب بسبب غياب العملية السياسية في البلاد ومنذ نهاية الاربعينات من القرن الماضي وانقلاب حسني الزعيم الذي اعقبه انقلاب اديب الشيشكلي، وهكذا دواليك. لكن المشكلة ان بعض اركان المعارضة إما انهم اكاديميون يعيشون في اليوتوبيا، دون ان يمارسوا في حياتهم الخاصة الحد الادنى من اليوتوبيا، او انهم هواة يثيرون الضحك بأدائهم، او انهم انتهازيون انشقوا عن النظام والتحقوا بـ «الثورة» ظناً منهم ان الاسد سيسقط ان بتحرك من الجيش كما حدث مع زين العابدين بن علي وحسني مبارك او بتدخل عسكري كما حدث مع معمر القذافي…
والغريب ان القليلين هم الذين ادركوا جديداً، وإن على مراحل، البنية المعقدة للنظام، كما البنية المعقدة للوضع الجيوبوليتيكي لسوريا وارتباط ذلك بعلاقات استراتيجية حساسة على المستوى الاقليمي كما على المستوى الدولي.
المعارضة التي ثارت على النظام باتت رهينة انظمة يقول الماوردي ان حكامها …هبة من الله!

kumait 30-01-2013 03:07 AM

أوباما لا يميل إلى التدخل عسكريًا في سوريا
 
أسئلة بقيت في إطار الموازنة بين الايجابيات والسلبيات
أوباما لا يميل إلى التدخل عسكريًا في سوريا

بالرغم من الدعم الذي تبديه الولايات المتحدة للمعارضة السورية، إلا أن هذا التأييد لم يصل حد الاقتناع بضرورة التدخل عسكريًا في سوريا، لأن أوباما يرى أن سلبيات هذا التدخل كارثية. يسعى الرئيس باراك اوباما جاهدًا إلى تحديد دور الولايات المتحدة في النزاع السوري المستمر منذ نحو سنتين وأوقع زهاء 60 ألف قتيل حتى الآن.وفي مقابلة مع مجلة ذي نيو ريبابليك، بمناسبة عودتها إلى الصدور بحلة جديدة، سُئل اوباما: "كيف تتعامل شخصيًا وأخلاقيًا مع العنف المستمر في سوريا؟". لم يأت جوابه بأي جديد، خصوصًا أنه أبدى حذرًا في صياغته، ولكنه يدل بقوة على أن التدخل العسكري، برأي الرئيس، سيكون باهظ الكلفة وذا نتائج عكسية.

أعاد اوباما صياغة السؤال قائلًا: "أين ومتى يمكن أن تتدخل أميركا بطرق تخدم مصلحتنا القومية وتعزز أمننا وتنسجم مع مثلنا واحساسنا بالانسانية؟". كما أدرج اوباما بعض الأسئلة الأخرى، التي تحدد وجهة تفكيره بشأن الأزمة السورية، وكلها تبدو أسئلة يُراد منها تقييم سلبيات التدخل في سوريا بدلًا من ايجابياته.

سلبيات كارثية

نشرت صحيفة واشنطن بوست رأي اوباما باحتمالات التدخل الاميركي عسكريًا في سوريا. فقد قال:

"أضع نصب عيني، ربما أكثر من الآخرين، مواطن قوتنا وقدراتنا ذات المصداقية، واضع أيضًا حدودها، وفي وضع مثل وضع سوريا، هل نستطيع أن نُحدث اختلافًا حقيقيًا؟
هل سيكون تدخلنا العسكري مؤثرًا؟
كيف سيؤثر في قدرتنا على دعم قواتنا في افغانستان؟
هل يمكن أن يفجِّر تدخلنا أعمال عنف أو أن يسفر عن استخدام الأسلحة الكيميائية؟
ما الذي يوفر أفضل احتمال لقيام نظام مستقر بعد الأسد؟
وكيف أُقيِّم عشرات الآلاف الذين قُتلوا في سوريا مقابل عشرات الآلاف الذين يُقتلون حاليا في الكونغو؟"

ويرى مراقبون أنه من الصعب أن يتصور المرء كيف يمكن لأي سؤال من هذه الأسئلة أن يقود اوباما إلى دعم فكرة التدخل العسكري في سوريا. فإن الرسالة الضمنية، التي يوجهها كل سؤال من هذه الأسئلة، واحدة: "ألن تكون للتدخل العسكري سلبيات كارثية تفوق أي ايجابية؟"

من شريكنا؟

لو كان اوباما يفكر حقًا في التدخل في هذه المرحلة، لكان توقف عند اسئلة تتعلق أكثر بآليات تنفيذ التدخل، من قبيل:

"كيف تستطيع أميركا أن تمنع روسيا والصين من استخدام حق الفيتو ضد أي قرار بالتدخل يصوت عليه مجلس الأمن الدولي؟
من هو شريك أميركا في سوريا؟
ما هي دروس ليبيا حيث وقفت الولايات المتحدة مع التدخل؟ وما هي دروس الكونغو حيث لم تؤيد التدخل؟"

وفي مقابلة أخرى اجراها برنامج "60 دقيقة"، الذي تبثه شبكة سي بي أس التلفزيونية الأميركية، رد اوباما على انتقادات خصومه السياسيين الذين يقولون إن إدارته بالغت في النأي بنفسها عن البؤر الساخنة في العالم، ومنها الحرب المستمرة في سوريا.

لا نتسرع

في هذا الشأن، أوضح اوباما أن سوريا "مثال كلاسيكي على أن تدخلنا يجب ألا يعزز أمننا فحسب، بل وأن يكون يصب في مصلحة الشعب السوري، ومصلحة دول مجاورة لسوريا، مثل اسرائيل التي ستتأثر عميقا بتدخلنا". واضاف أن الولايات المتحدة لا تتسرع في تدخلاتها. ووصفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الوضع في سوريا بأنه مشكلة معقدة، وأكدت غياب أي مخطط أولي للتدخل في سوريا.

قالت كلنتون: "نحن مع القيم الاميركية، ونحن مع الحرية، ونحن مع تطلعات سائر الشعوب إلى حياة أفضل، وإلى الفرص التي من حسن حظنا أن نتمتع بها هنا. لكن ليس من السهل دائمًا معرفة ما يجب فعله على وجه الدقة لتحقيق هذه النتيجة".

مسؤول عراقي : جامعة الدول العربية" قصّرت في التعامل مع ملف الأزمة في سوريا

أقرّ مسؤول عراقي بأن "جامعة الدول العربية" قصّرت في التعامل مع ملف الأزمة في سورية، واكد أن "لا توجهات حالياً لاعادتها إليها بعد تجميد عضويتها". وقال سفير العراق لدى جامعة الدول العربية "إن جامعة الدول العربية ينبغي أن لا تكون طرفاً بل وسيطاً في حل أي اشكال عربي. وعندما تتحول إلى طرف فيه فإن منطق الحوار ينتهي"، مستبعداً أية تحركات لإعادة عضوية سورية في الجامعة العربية. وحمّل دولاً اقليمية مسؤولية المد الأصولي في سورية، وقال "هناك مصالح اقليمية تتصارع مع الإرادات الوطنية وبأشكال عدة كل يوم، غير أن الحل الأمثل هو البحث عن مخرج سلمي عبر الحوار وليس عن طريق العنف لأن خسارة أحد الطرفين تعني وقوع مجازر، ونحن لا نريد أن يتكرر ما حدث في العراق من مجازر طائفية في سورية". ورأى العزواي أن "أهمية المؤتمر الدولي السوري تنعكس من حقيقة أنه جمع ممثلين عن المجتمع المدني والأحزاب والجمعيات العربية والأجنبية لكي يرفعوا صوت الاعتدال ويطالبوا بوقف العنف ورفع صوت الحكمة، لأننا بحاجة إليها بعد سيل الدماء قرابة عامين في سورية، وبحاجة إلى الحوار لايجاد حل سلمي منذ البداية".

وقال إن "من حق الشعب السوري أن يطالب بحقوقه المشروعة في الديمقراطية والاصلاح والانتقال السلمي للسلطة وتداول السلطة واجراء انتخابات حرة ونزيهة، ونحن ناصرنا دائماً صوت الاعتدال وصوت الديمقراطية وصوت الوطنية ورفضنا رفضاً قاطعاً أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية لسوريا وأي تسليح لأي من الطرفين سواء أكان النظام أم المعارضة، ودعمنا كل مبادرات جامعة الدول العربية لوقف العنف والدعوة إلى الحوار". واضاف إن حكومة بلاده "ترجمت موقفها من الأزمة السورية بمبادرة اطلقتها في القمة العربية في بغداد ومن خلال دعم كل مبادرات الجامعة العربية لايجاد حل سلمي انطلاقاً من اعتقادها بأن المشكلة السورية معقدة وأن الشعب السوري محق في انتفاضته وينبغي أن يحصل على حقوقه العادلة والمشروعة، وأن لا تتحول سورية إلى ميدان للمعارك والقتل والذبح والعنف والتدخل الأجنبي وانتشار الجماعات الجهادية".


فضيحة قطرية جديدة // ..وثيقة لشركة دفاع بريطانية:
قطر طلبت تلفيق استخدام «الكيميائي» ضد دمشق!
وثيقة - نشرها: موقع «النظرة الصحيحة» الأميركي

نشر موقع «النظرة الصحيحة» الأميركي أمس وثيقة ذكر انه تمت قرصنتها عن موقع شركة بريطانية متعاقدة مع وزارة الدفاع البريطانية تظهر طلب قطر من شركة بريطانية تلفيق استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية. وأشار الموقع إلى انه تمت قرصنة موقع شركة «بريتام الدفاعية» في 24 كانون الثاني الحالي. وجاء في بريد الكتروني في تشرين الثاني العام 2012 ان «مدير التطوير الاقتصادي ديفيد غولدينغ كتب الى مدير الشركة فيليب دوفتي ان شخصا من قطر، لم يعرف اسمه، اتصل به من اجل تأليف العملية». وقال غولدينغ «لقد تلقينا عرضا جديدا. انه حول سوريا مجددا. القطريون يقترحون اتفاقا جيدا ويقسمون ان واشنطن وافقت على الفكرة. علينا تسليم اسلحة كيميائية الى حمص، قذيفة ليبية من اصل روسي شبيهة لتلك التي يجب ان تكون لدى (الرئيس السوري بشار) الاسد. يريدون منا تصوير شريط فيديو لشخص اوكراني يتحدث الروسية. بصراحة، لا اعتقد ان الفكرة جيدة، لكن المبلغ المالي المقترح ان يدفعوه لنا ضخم. اريد رأيك؟».

الى ذلك، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال لقائه وفدا من مجلس الشيوخ الاميركي، «على التعاون الوطيد بين إسرائيل والولايات المتحدة في شتى المجالات، بما فيها الأوضاع المتطورة في سوريا». وذكرت وكالة «نوفوستي» أن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي ياكوف اميدرور توجه إلى موسكو ليجري محادثات مع نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف. وذكرت صحيفة «معاريف» ان اميدرور «سيبحث المحافظة على مخزون الأسلحة الكيميائية السورية».

وأعلن رئيس الأمن الديبلوماسي في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد أن «النظام السوري لا يزال يحكم سيطرته بالكامل على مخزون الأسلحة غير التقليدية لديه»، مضيفا أن إسرائيل ستكون قادرة على التصرف إذا دعت الضرورة لذلك. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية ومصادر أمنية أن إسرائيل قلقة على نحو متزايد من إمكانية وقوع أسلحة كيميائية سورية بأيدي متشددين إسلاميين، وتتخذ خطوات ديبلوماسية وأمنية لمنع حدوث ذلك. وقال مصدر امني انه تم نشر بطاريتين من نظام «القبة الحديدية» لاعتراض صواريخ محتملة في شمال إسرائيل بهدف التمكن في حال الضرورة من شن عمل عسكري بشكل سريع ضد سوريا أو لبنان. واشار الى ان «اسرائيل تعتقد ان حزب الله لديه قوات كبيرة في سوريا تقدم حاليا الدعم لقوات الرئيس بشار الأسد ضد المسلحين، وقد تستولي على أسلحة كيميائية في حال سقوط النظام».


لماذا تخشى روسيا حكم الإسلاميّين في سوريا؟
ناجي س. البستاني

مصالح روسيا في سوريا كبيرة، وهي تشمل كما هو معروف القاعدة العسكرية الوحيدة لها على البحر الأبيض المتوسط والتي تقع في ميناء طرطوس على الساحل السوري، وصفقات الأسلحة الضخمة مع النظام السوري، وإتفاقات التعاون الإقتصادي في مجالات التنقيب عن الغاز والنفط، والقدرة على التأثير في قضايا الشرق الأوسط الشائكة، إلخ. وبموازاة كل هذه المصالح، وغيرها الكثير ممّا لا مجال لذكره في مقال واحد، من الطبيعي أن تدعم روسيا بقوّة النظام السوري الحالي، ليس حبّاً بهذا النظام بالتحديد، كما ظهر في أكثر من موقف روسي، وآخره موقف رئيس الوزراء الروسي ديمري ميدفيديف، بل خوفاً من البديل. فلماذا تخشى روسيا بشكل خاص وصول الإسلاميّين إلى الحكم في سوريا؟

الجواب له خلفيّة دينيّة وديمغرافيّة تمتدّ على كامل مساحة القارة الآسيويّة.

وهذه أبرز عناوينه:

أولاً: بات عدد المسلمين في روسيا الإتحادية (تضم 83 كياناً إتحادياً) يتراوح ما بين 15 إلى 20 مليون شخص (حسب المرجع)، من أصل إجمالي عدد السكان الذي يبلغ حالياً نحو 143 مليون نسمة. ويتواصل مسلمو روسيا دينياً وثقافياً مع نحو 22 مليون مسلم موزّعين على الجمهوريات الإسلامية المحيطة بروسيا، وهم يميلون أكثر فأكثر إلى الإنعزال والتقوقع عن باقي المجموعات الإتنية والمذهبيّة، لا سيّما المسيحيّة منها. والمشاكل بين الجانبين في تزايد.

ثانياً: إذا كان صحيحاً أنّ عدد غير المتديّنين في روسيا هو مرتفع كثيراً، ويتجاوز ثلث الشعب، إلا أنّ الأصح أنّ الباقين هم من المسيحيّين الأرثوذكس الممارسين. والرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين عزّز علاقات الدولة مع الكنيسة الأرثوذكسيّة، وهو يعمل على إعادة القيم المسيحيّة التي كانت إضمحلت في كثير من المناطق، بفعل القمع والإضطهاد أيّام حكم الأنظمة الشيوعية قبل سقوطها. ورفع هذا الأمر مستوى التوتّر مع التيّارات الإسلامية المتنامية، والتي تحوّلت بأغلبيّتها إلى المعارضة، في محاولة للوقوف أمام هذه السياسة.

ثالثاُ: تخشى الإدارة الروسية أن يعزّز تنامي حضور القوى الإسلامية المتشدّدة في الشرق الأوسط، والذي تمّ بالقوّة عبر الثورات إن السلميّة أو المسلّحة، النزعة الإنفصاليّة للجماعات الإسلاميّة في دول الإتحاد السوفياتي السابق، مثل أذربيجان وأوزبكستان وكازاخستان في القوقاز، خصوصا أنّ تجربة الشيشان الدمويّة ما زالت راسخة في الأذهان. وهنا لا بدّ من التذكير أنّ الرئيس بوتين، والذي هو رجل إستخبارات سابق، قمع الحركة الإستقلالية في الشيشان بالقوّة، علماً أنّ الإسلاميّين الشيشانيّين كانوا قد خاضوا حرب عصابات وإستنزاف مع القوات الروسية منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، وقاموا أيضاً بتنفيذ عمليّات أمنيّة وإرهابيّة داخل موسكو وغيرها من المدن الروسية. وعلى الرغم من فرض الجيش الروسي اليوم قبضته الحديديّة بشكل أكبر من السابق، فإنّ أعمال العنف المتقطّعة لا تزال تحدث في مختلف أنحاء شمال القوقاز.

رابعاً: إكتشفت أجهزة الإستخبارات الروسية في الماضي القريب العديد من الخلايا التي تعمل على تشجيع الإنفصال عن روسيا، تحت عباءة الإستقلال الديني. وتدير هذه الخلايا جماعات من الإسلاميّين المتشدّدين، الكثير منها هاجر حديثاً إلى المناطق ذات الأغلبيّة الإسلامية في دول الإتحاد السوفياتي السابق. وهي تحظى بإمكانات مادية قويّة، بفعل الدعم الذي تلقاه من متموّلين إسلاميّين من بعض الدول العربية المتمكّنة مالياً بشكل خاص. وتستخدم هذه الجماعات الإسلامية الإنفصاليّة النزعة، الأموال والمساعدات التي تتلقّاها، لبناء الجوامع والمدارس الدينيّة ومراكز المساعدات الإجتماعية التي تعمل بإيديولوجيا إسلامية واضحة. حتى أنّ بعض هذه الخلايا يؤمّن الدعم العسكري والمالي لإنفصاليّين إسلاميّين، خاصة في شمال القوقاز.

وبناء على ما سبق، فإنّ لا مصلحة لروسيا الإتحادية بإستبدال النظام السوري الحالي، بنظام مماثل للأنظمة التي إنبثقت أخيراً في كل من ليبيا وتونس ومصر. والمسألة تتعدّى "الحرب الباردة" مع أميركا، و"النفوذ الإقليمي" بوجه تركيا وغيرها، و"المصالح العسكرية والإقتصادية" مع سوريا - الأسد، لتطال القوميّة الدينيّة في روسيا.

فالمعادلة بسيطة:

كلما زادت التيّارات الإسلامية المتشدّدة قوّة وقدرة في أي مكان في العالم، تشجّعت الجماعات الإسلامية في دول الإتحاد السوفياتي السابق أكثر فأكثر على الإنفصال. وموسكو لن تساهم بهذا السيناريو بالتأكيد، بل ستقف بوجهه. وهذا ما تفعله في سوريا حالياً، علماً أنّ موضوع تغيير النظام السوري قابل للنقاش بالنسبة إلى روسيا، لكن بشرط معرفة البديل مسبقاً.

kumait 30-01-2013 03:15 AM

هل تكون المعارضة سورية عندما تسند ظهرها لإسرائيل !
 
هل تكون المعارضة سورية عندما تسند ظهرها لإسرائيل !

(إن تفسير "التنسيق الأمني" غير المعلن الذي يسمح لمسلحين محسوبين على "المعارضة السورية"
بإسناد ظهورهم إلى قوات الاحتلال الاسرئيلي يظل استحقاقا مطلوبا من أي قوى تدعى تمثيلها للمعارضة السورية) *

إن ما وصفه تقرير لصحيفة النيويورك تايمز يوم الأحد الماضي ب"التركيز المكثف على سورية" في دولة الاحتلال الاسرائيلي، "وسط تقارير عن مشاورات أمنية مكثفة" لحكومتها ورئيس وزرائها، وإعلان المتحدث باسم جيشها عن نقل بطاريات "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ إلى الجبهة الشمالية، والتهديد العلني ب"التدخل" العسكري المباشر في سورية إذا صدرت "أي إشارة" إلى أنها تفقد سيطرتها على أسلحة كيماوية تقول تقارير إسرائيلية وغير إسرائيلية إن دمشق تملكها، باعتبار ذلك "خط أحمر"، إنما هي وغيرها مؤشرات تفسر غض النظر الإسرائيلي عن تحويل "المنطقة الحرام" بين سورية وبين هضبة الجولان السورية المحتلة إلى قاعدة آمنة وخط إمداد عسكري ل"الجهاديين" الذين تحذر تل أبيب من سقوط أسلحة كيماوية سورية في أيديهم.

لقد تراكمت الأدلة التي تؤكد بأن "المنطقة الحرام" التي تشرف عليها قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة للفصل بين سورية وبين هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل قد تحولت إلى قاعدة "آمنة" لمسلحين "جهاديين" سوريين وغير سوريين حولوها إلى خط إمداد عسكري بين لبنان وبين محافظة درعا في الجنوب السوري التي يتدفق منها المزيد من اللاجئين السوريين إلى الأردن إلى حد يكاد يتجاوز قدرة المملكة على استيعابهم، ما قد يضطرها إلى "إغلاق" حدودها أمامهم في "حالة الضرورة" كما حذر رئيس الوزراء د. عبد الله النسور في حديث لفضائية العربية الجمعة الماضي.

ويدرك د. النسور أن حدة الصراع الدائر واستفحاله تجعل إمكانية نزوح هؤلاء اللاجئين "إلى جزء آخر من سورية"، كما اقترح في حديثه، أقرب إلى التمني غير الواقعي، لكنها "أمنية" تسلط الضوء على "العامل السوري" الداخلي كسبب رئيسي لتدفق اللاجئين السوريين إلى المملكة، وهو سبب غني عن البيان. غير أن ما يحتاج إلى توضيح هو مسؤولية دولة الاحتلال الإسرائيلي والأمم المتحدة عن تسهيل تحويل "المنطقة الحرام" السورية – الإسرائيلية إلى قاعدة آمنة وخط إمداد عسكري للمسلحين الذين يقاتلون من أجل "تغيير النظام" في سورية انطلاقا من سهل حوران مباشرة على الحدود الشمالية للأردن، فلم يعد من الممكن تجاهل هذه المسؤولية كعامل رئيسي آخر يؤجل سيطرة الجيش العربي السوري على محافظة درعا إلى أطول وقت ممكن وبالتالي يطيل أمد الصراع المسلح ويخلق الظروف الموضوعية في المحافظة لدفع المزيد من المدنيين السوريين فيها إلى البحث عن ملاذ آمن لهم في الأردن، فهذا الدعم الإسرائيلي "غير المباشر"، ظاهريا في الأقل، مضافا إليه استنكاف الأمم المتحدة عن تحمل مسؤوليتها في "المنطقة الحرام"، يرقيان إلى تواطؤ مكشوف يساهم في تأجيج الصراع المسلح وفي إطالة أمده في سورية، لكن الأهم هو أنه تواطؤ بدأت نتائجه تتجاوز الحدود السورية لتطال الأردن فتحمله المزيد من الأعباء الأمنية والاقتصادية والمالية في وقت تتفاقم فيه هذه الأعباء عليه حتى من دون مضاعفات تدفق اللاجئين السورين على أراضيه.

وهي مضاعفات سوف "تتضاعف" على الأرجح بوتيرة متسارعة. فالملك عبد الله الثاني، كما قال في قمة دافوس بسويسرا، لا يتوقع نهاية قريبة للصراع ويرى أن الحكم في سورية يمتلك "القدرة" و"القوة" للاستمرار "ومن يقول" إنه "سيصمد لأسابيع فقط لا يعرف حقا الواقع على الأرض" حيث أقام مقاتلو تنظيم القاعدة قواعد في سورية ويحصلون على مال وعتاد من الخارج وحيث يحتاج التخلص منهم إلى ثلاث سنوات، ف"طالبان الجديدة التي سيضطر العالم للتعامل معها ستكون في سورية"، وتقدير الوضع السوري المرتقب كما قدره الملك مؤشر هام إلى أن الأردن سوف يظل في المدى المنظور عرضة لمضاعفات الأزمة السورية وللمزيد من اللاجئين السوريين وأعبائهم. وفي مؤشر آخر إلى هذا الاتجاه "الرقم القياسي" الذي سجله عدد السوريين اللاجئين إلى الأردن خلال كانون الثاني الجاري، حيث زاد على ثلاثين ألفا، ليضاعف العدد في مخيم الزعتري إلى 65 ألفا، حسب ميليسا فليمينغ المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة التي تتوقع أن يكون ثلاثون ألفا آخرين "يستعدون" الآن للنزوح إلى الأردن.

لقد ناشد الأردن "المجتمع الدولي" مساعدته في احتواء استمرار تدفق اللاجئين السوريين عليه، لكن الدعم المالي واللوجستي الذي يمكن لهذا المجتمع تقديمه للأردن، على أهميته، يظل محصورا في احتواء نتائج الأزمة السورية في الأردن، لكنه لا يعالج أسبابها، ومن المؤكد أن إغلاق القاعدة الآمنة وخط الإمداد العسكري الذي اقامه المسلحون الذين يقاتلون الدولة السورية في المنطقة الحرام الواقعة تحت مراقبة وإشراف الأمم المتحدة بينها وبين هضبة الجولان المحتلة سوف يكون مساهمة أهم كثيرا في مساعدة الأردن.

وفي هذا السياق تتحمل دولة الاحتلال الإسرائيلي والأمم المتحدة والدول المساهمة في قوات حفظ السلام التي تراقب "المنطقة الحرام"، ومنها الهند واليابان والنمسا، وكذلك الولايات المتحدة مسؤولية خاصة. والمسؤولية الأميركية لا تنبع فقط من كونها راعية لاتفاقية وقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال وبين سورية بل تنبع أيضا من قرارها في كانون الأول الماضي تصنيف "جبهة النصرة" منظمة إرهابية، وهذه الجبهة موجودة في المنطقة الحرام بدليل أن المرصد السوري لحقوق الانسان قد أعلن مسؤوليتها عن السيارة المفخخة التي أودى تفجيرها يوم الجمعة الماضي بحياة ثمانية من عناصر الاستخبارات العسكرية السورية قرب الحدود الجنوبية مع الهضبة المحتلة، بالإضافة إلى "نسور الجولان" و"لواء أحرار القنيطرة" و"لواء أحفاد الرسول" و"لواء الفرقان"، وجميع هذه الفصائل "جهادية" على نمط جبهة النصرة، ولا تختلف عن "طالبان الجديدة التي سيضطر العالم للتعامل معها في سورية" والتي لا تزال القوات الأردنية "تحاربها" في أفغانستان كما قال الملك عبد الله الثاني، و"بعضهم من عناصر الجهاد العالمي"، أي غير سوريين، ممن "يعملون واقعيا بغطاء من الجيش الإسرايلي .. مشيا على الأقدام قريبا قدر ما أمكن من السياج الأمني" الإسرائيلي كما قال قائد لواء "حرمون" في هذا الجيس العقيد اريك حن لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في الحادي عشر من هذا الشهر.

وإذا كان هذا الدعم الاسرائيلي مفهوما في ضوء حالة الحرب القائمة مع سورية، فإن الخارجية الأردنية سوف تكون محقة في طلب استخدام المساعي الحميدة للحلفاء الأميركان والأصدقاء الأوروبيين لحث دولة الاحتلال الإسرائيلي على التوقف عن تقديم تسهيلات لاستخدام المجموعات المصنفة إرهابية دوليا لجانبها من المنطقة الحرام في ضوء معاهدة سلامها مع الأردن كون النتائج العملية لهذه التسهيلات تنعكس سلبا على الأردن إن لم ترق إلى عمل عدائي "غير مباشر"، فمن مصلحة الأردن كما تكرر قيادته التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية في أسرع وقت ممكن، ولحث الأمم المتحدة على تحمل مسؤولياتها في المنطقة الحرام، بدلا من حث أمينها العام بان كي – مون لسورية في الرابع من الشهر الماضي على "عدم نشر قوات ومعدات عسكرية في المنطقة الحرام".

القبعات الزرق تبدأ انسحابها وتبلغ مساحة المنطقة الحرام 235 كيلومترا مريعا، بطول حوالي ثمانين كيلومترا وعرض يتراح بين خمس وعشر كيلومترات، وتحاذي "الخط الأزرق" في اللبناني في الشمال مع حدود يقل امتدادها عن كيلومتر واحد مع الأردن جنوبا، وفي وسطها خط يحظر على القوات الاسرائيلية تجاوزه شرقا وعلى القوات السورية تجاوزه غربا، وتقع المنطقة الحرام بين الخطين.

إن عدم قيام قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بواجباتها وعدم مطالبة الأمين العام كي – مون بتعزيزها والتواطؤ الإسرائيلي، وهي الأسباب التي حولت المنطقة الحرام إلى قاعدة وخط إمداد للمسلحين الذين يتسللون منها للقتال ضد الدولة السورية في محافظة درعا، هي عوامل دفعت اليابان إلى إنهاء مشاركتها في قوات القبعات الزرقاء لتسحب معظم جنودها بنهاية الشهر الماضي ومن المقرر أن تسحب بقيتهم بنهاية الشهر الجاري حفاظا على سلامتهم، بينما سحبت كندا وحدتها المشاركة في هذه القوات في أيلول / سبتمبر الماضي للسبب ذاته، لتصبح القوات الباقية تحت الحصار عمليا ويزداد احتمال سحبها.

وكان سفير فرنسا في الأمم المتحدة جيرارد ارود قد حذر في مقابلة مع جريدة "الحياة" اللندنية في الثامن عشر من الشهر الماضي من أن وجود المسلحين في المنطقة الحرام أثار مخاوف البلدان الغربية على سلامة قواتها العاملة في قوة مراقبة فك الاشتباك التابعة للأمم المتحدة مما يثير احتمال سحبها، لكن هذا السفير بدلا من أن يطالب وبلاده الأمم المتحدة بتعزيز قواتها في المنطقة الحرام لتمكينها من القيام بمهمتها ما زالوا يطالبون بقرار من مجلس الأمن الدولي للتدخل العسكري الدولي ضد الدولة السورية وبدعم المسلحين الذين يكاد وجودهم في المنطقة الحرام يجعل قيامها بهذه المهمة أمرا مستحيلا. وكان هؤلاء المسلحون قد استولوا على قرية "رويحنة" التي تبعد حولي كيلومتر عن قوات الاحتلال الإسرائيلي في تموز الماضي، وفي أواسط تشرين الثاني الماضي على قريتي "بير العجم" و"بريقة"، والقرى الثلاث وغيرها تقع في المنطقة الحرام المفترض أن تراقب قوة الأمم المتحدة بقاءها منزوعة السلاح، لكن المسلحين ينطلقون منها "لمهاجمة مواقع الجيش السوري ويعودون إلى قواعدهم" فيها، كما قال العقيد الاسرائيلي اريك حن، تحت بصر قوات الاحتلال الاسرائيلي وسمعها، ليقول مصدر عسكري اسرائيلي رفيع المستوى للجروزالم بوست العبرية في الثالث عشر من الشهر الماضي إن "سيطرة المتمردين (السوريين) على المنطقة لا تستدعي تغييرات من جانبنا".

في الرابع عشر من تشرين الثاني الماضي نقلت الأسوشيتدبرس عن وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك تأكيده لسيطرة "المتمردين السوريين على كل القريبة تقريبا القريبة من الحدود" مع هضبة الجولان المحتلة. وفي مقابلة مع مجموعة صحف ماكلاتشي الأميركية في الرابع عشر من تشرين الثاني الماضي قدر ضابط في القيادة الشمالية لقوات الاحتلال الاسرائيلي عدد هؤلاء "المتمردين" بألف مسلح، وهذا هو عدد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في المنطقة، وقال إنهم يحاصرون مدينة القنيطرة من الغرب والشمال والجنوب من داخل المنطقة الحرام. وفي الثاني والعشرين من الشهر الجاري وثقت فضائية "الميادين"، في تحقيق حصري أعدته مراسلتها أوغاريت دندش، "تحرك مسلحي المعارضة" السورية في صور "تؤكد على نحو واضح علم قوات الطوارئ وجنود الاحتلال بوجود هؤلاء وبتنقلاتهم أيضا" حيث "تبدو المناطق المحاذية للجانب الاسرائيلي في الجولان المحتل وكأنها تحولت إلى ممر" لهم، وحيث "تظهر الصور تساهل الجيش الاسرائيلي وعدم اعتراض طريق هؤلاء المسلحين رغن أنهم يحملون السلاح علنا".

ومن المعروف أن اتفاق الهدنة لعام 1974 الذي أوقف إطلاق النار في حرب تشرين الأول/ اكتوبر في السنة السابقة يحظر على الحكومة السورية القيام بأي نشاط عسكري في المنطقة الحرام، وبالتالي لا يستطيع الجيش السوري مطاردتهم فيها لأنه محظور عليه دخولها، "والجيش السوري ليس معنيا الآن باستفزاز اسرائيل، فسورية لديها ما يكفي من المشاكل" كما قال موشى ماعوز البروفسور بالجامعة العبرية في القدس المحتلة، على ذمة الأسوشيتدبرس.

إن تفسير هذا "التنسيق الأمني" غير المعلن الذي يسمح لمسلحين محسوبين على "المعارضة السورية" بإسناد ظهورهم إلى قوات الاحتلال الاسرئيلي والتي تسمح لهم بدورها بالتواجد في مناطق من المفترض أنها منزوعة السلاح ولا يجوز دخول المسلحين إليها يظل استحقاقا مطلوبا من أية قوى تدعى تمثيلها للمعارضة، سواء داخل سورية أم خارجها.

* نقولا ناصركاتب عربي من فلسطين *

nad-ali 05-02-2013 09:50 PM

http://www.assafir.com/Images/Logo.png

الأزمـة السـوريـة والحـوار: ماذا بعد كسر الجليد الروسي ـ الإيراني مع الخطيب؟

[IMG]http://www.mepanorama.com/wp-*******/uploads/2013/02/mepanorama31946-300x168.jpeg[/IMG]
محمد بلوط

احتضان دولي لمبادرة رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أحمد معاذ الخطيب في ميونيخ، لم ينقضه سوى موقف تركي عبّر عنه وزير الخارجية احمد داود اوغلو «بأن الحوار بين النظام والمعارضة لن يأتي بحل».

رئيس «الائتلاف» السوري حمل إلى المدينة الألمانية اقتراحه الجريء إجراء مفاوضات مباشرة مع النظام السوري مشروطة، ليخطف الأضواء والاهتمام في الاجتماعات الأربعة السريعة التي أجراها على هامش المؤتمر الأمني مع وزراء خارجية روسيا سيرغي لافروف وإيران علي أكبر صالحي والاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ونائب الرئيس الأميركي جو بايدن.

وبدا الاحتضان الدولي من خلال ترتيب الاجتماعات التي جرت الواحد تلو الآخر، التي كانت إنجازاً بحد ذاتها، خصوصاً مع الروسي والإيراني، من دون أن يكون مطلوباً منها تحقيق أي تقدم أو تحديد الأدوار التي يمكن أن يؤديها الروس أو الإيرانيون بشكل خاص، ولا الإطار الزمني والجغرافي لطاولة الحوار، وتنفيذ شروط الخطيب للذهاب نحو المفاوضات بإطلاق المعتقلين السياسيين وتمديد جوازات المغتربين السوريين.

وظهر إمام الجامع الأموي السابق، في تنقله في أروقة ميونيخ، متمتعاً بكتلة وازنة داخل «الائتلاف» للمضي قدماً في الدفاع، عما بدا في اللحظة الأولى «رأياً فايسبوكياً شخصياً»، كما اقترح بيان مضاد من «المجلس الوطني»، وتحويلها إلى مبادرة في طريقها إلى التبلور والظهور على ضوء الاجتماع الذي سيعقده «الائتلاف» في القاهرة اليوم لمعاينة حصيلة ميونيخ، وتقرير مستقبلها.

وكان الخطيب يكرر بعد كل اجتماع بأنه جاء «للبحث في إيجاد السبيل لإزاحة النظام بأقل قدر ممكن من إراقة الدماء والأرواح». وقال مصدر في «الائتلاف» إن «الإخوان المسلمين» حرصوا على إيفاد نائب مراقبهم العام السابق صدر الدين البيانوني إلى ميونيخ، ليكون قريباً من الخطيب ومطلعاً على المواقف التي سيعبر عنها. وكان البيانوني نفسه قد انتقد خطوة الخطيب واعتبرها مخالفة لميثاق «الائتلاف» الذي يحرّم أي تفاوض مع النظام السوري.

وتبين بشكل واضح وجود تنسيق إيراني – روسي للتعاطي مع «الصدمة الديبلوماسية» التي شكلها عرض الخطيب بالتفاوض مع النظام. وفي مجرى اللقاءات أظهر الخطيب مرونة غير مسبوقة بقبوله اقتراحاً من لافروف لمقابلة صالحي في ميونيخ، باعتبار إيران لاعباً أساسياً و«ترغب أن تكون جزءاً من الحل في سوريا، كما قال لاحقا صالحي.

وكان المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي قام بتسهيل اللقاء بين لافروف والخطيب، ونقل إلى الوزير الروسي رغبة الخطيب بلقائه. ولكن الإبراهيمي أخفق في إطالة أمد اللقاء بينه وبين لافروف أكثر من 10 دقائق جرت على انفراد، ولم يحقق الإبراهيمي الاختراق الذي راهن عليه في ميونيخ بجمع الخطيب وبايدن ولافروف إلى طاولة واحدة، لترسيخ صورة التسوية التي يبحث عنها، وتبني «وثيقة جنيف» مجدداً في ميونيخ وبحضور قطب المعارضة الأول وتكريسه طرفاً قادراً على التحدث باسمها «وشريكاً» لعملية التفاوض لسد ثغرة عابها على المعارضة، الرئيس السوري بشار الأسد في خطاب الأوبرا الأخير.

وأسقط الاجتماع مع لافروف أول حاجز نفسي أمام المعارضة السورية، التي اعتبرت موسكو على الدوام جزءاً من المشكلة، وليس من الحل، بسبب دعمها المستمر لبقاء الأسد في منصبه. وخلال النصف ساعة التي جمعت لافروف بمعاذ الخطيب لم يذهب النقاش بعيداً، باستثناء إعادة تكرار معاذ الخطيب عرضه وقوله للافروف إنه يتفهم الموقف الروسي.

وقال مصدر روسي إن الخطيب لم يأت على قضية تنحي الأسد مع لافروف. وأعلن الوزير الروسي أنه وجه دعوة إلى رئيس «الائتلاف» لمواصلة المباحثات بينهما في موسكو من دون تحديد موعد.

ورحب لافروف بعرض الخطيب محاورة النظام السوري. وقال «إنها خطوة بالغة الأهمية إذا أخذنا في الاعتبار أن الائتلاف تأسس على رفض إجراء أي حوار مع النظام. إن الواقعية تسود والأفكار تسلك الاتجاه الصحيح».

وقال الخطيب، بعد الاجتماع مع لافروف، «لدى روسيا رؤية معينة لكننا نرحب بالمفاوضات لتخفيف الأزمة ويجب مناقشة الكثير من التفاصيل».

وكان لافروف أعلن أمام مؤتمر ميونيخ أن مطالبة المعارضة والدول الغربية برحيل الأسد تعرقل أي تقدم باتجاه السلام في سوريا. واعتبر انه يمكن «إحراز تقدم» في حال التأمت «مجموعة العمل حول سوريا» مجدداً، في محاولة للتوصل إلى إجراءات انتقالية. وكرر رفض موسكو إدخال تعديلات على «اتفاق جنيف».

وشكل اللقاء الثاني اختباراً ثانياً لإرادة «الائتلاف» التفاوض مع النظام السوري في اللقاء الذي أجراه الخطيب مع اقرب حلفائه وزير الخارجية الإيراني لمدة 45 دقيقة.

وتحدث صالحي إلى الخطيب في إطار المبادرة الإيرانية، موضحاً استمرار تمسك طهران بالأسد، من خلال المطالبة بإجراء انتخابات رئاسية، تعتقد طهران أن حظوظ الرئيس السوري بالفوز فيها كبير، و«لقد قررنا مواصلة الاتصالات». وقال صالحي إن «إيران مستعدة لكي تكون طرفاً في حل لأن ما يحصل في سوريا محبط. يجب إفساح المجال أمام المعارضة والحكومة بالجلوس حول طاولة مفاوضات»، مضيفاً «لقد قلت للخطيب اجتمعوا ونظموا انتخابات رئاسية تحت إشراف دولي لكي يتمكن كل طرف من التأكد من أن العملية تجري بشكل مناسب».

وقال صالحي، الذي التقى الإبراهيمي، إن إعلان الخطيب عن استعداده لأجراء مفاوضات مع الحكومة السورية «تعد خطوة ايجابية نحو الأمام». وأكد صالحي أنه «ينبغي النظر إلى الوضع في سوريا من منظور عملي وواقعي، والعمل على إيجاد عملية سياسية تفضي إلى إنهاء الأزمة السورية».

وشكل اللقاء صدمة في «الائتلاف» الذي وصفه كمال اللبواني لـ«السفير» في باريس بأنه «قطع لرأس الثورة، وبأنه قصم ظهرنا ويجب العودة إلى نقطة الانطلاق لبناء الثورة». وأضاف إن هذه اللقاءات، والعرض الذي تقدم به الخطيب، تتم بأمر أميركي.

تركيا

كما شكل اللقاء صدمة لأنقرة، ما يطرح السؤال عن حقيقة التنسيق القائم وحدود التوافق القائم بين الأتراك والأميركيين حول مستقبل التعاطي مع النظام السوري. وقال داود اوغلو إن «حواراً بين النظام السوري والمعارضة لن يتيح إيجاد حل للنزاع في سوريا». وأضاف «يقول البعض إنه يجب أن يكون هناك حوار بين النظام والمعارضة، لكن ذلك طريق خاطئ. لا يمكن أن يكون ذلك حلا». وتساءل «لو حصلت انتخابات غداً في ظل رئاسة الأسد، من يمكنه أن يضمن سلامة قادة المعارضة وأنهم سيتمكنون من الترشح؟»، معتبراً أنه سيكون على الأسد أولا «تحمل مسؤولياته عن المجازر التي وقعت في سوريا».

وأبدى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني إحباطه من عزوف المجتمع الدولي عن التدخل في الصراع السوري. وحمل «مجلس الأمن مسؤولية مباشرة عن استمرار مأساة الشعب السوري وآلاف الأرواح التي فقدت والدم الذي أريق وما زال يراق على يد قوات النظام».

وبعد ساعات قليلة من انقضاء لقاءات ميونيخ، يستعجل معاذ الخطيب حصد نتائج اختراقه الحاجز النفسي ومد اليد إلى لافروف وصالحي. فبنظر «الائتلاف» وأنصار إطلاق العملية السياسية تقع على عاتق موسكو من الآن فصاعداً مهمة إنقاذ الخطيب من المعترضين على مبادرته والمساعدة على تطويرها وتحصينها، مع طهران، إذا ما كانتا جادتين في تأييدها.

وسارع المتحدث باسم «الائتلاف» وليد البني إلى القول «نحن نعتقد أن على روسيا أن تنحاز إلى جانب المطالب العادلة للشعب السوري، وليس إلى جانب من يقتل الشعب السوري». واعتبر أن «المتأمل» من موسكو أن تضغط على حليفها. وأضاف إن «الحكومة الروسية عبرت عما كانت تعبر عنه دائماً إلا أنها قالت إنها منفتحة على حل يحقق طموحات الشعب السوري»، لافتاً إلى أن «ليس هناك اختراق في الموقف الروسي» الذي يعتبر أن المطالبة برحيل الأسد عائقاً.

أما بايدن فقال إنه حث الخطيب «على عزل العناصر المتطرفة داخل المعارضة والانفتاح على نطاق عريض من الطوائف داخل سوريا، بمن في ذلك العلويون والمسيحيون والأكراد».

وأقر بايدن ولافروف «بأن خلافات كبرى» لا تزال قائمة بين الولايات المتحدة وروسيا حول شروط وضع حد للنزاع، لكن البيت الأبيض شدد على «أهمية أن يعمل البلدان معاً لصالح السلام الدولي والأمن بما في ذلك في سوريا». وأعرب بايدن عن أمله في مزيد من الدعم الدولي للمعـــارضة في مواجـــهة الأسد الذي «لم يعد قادراً على قيادة الأمة». وقال «نعمل معاً، مع شـــركائنا، لكـــي تصبح (المعارضة السورية) اكثر وحدة وأكثر تضامناً».


nad-ali 11-02-2013 08:42 PM

http://a5.mzstatic.com/us/r1000/092/...175x175-75.jpg

سورية- ايران- المذهب أم السياسة

http://alarabalyawm.net/Library/634725132852022500.jpg
موفق محادين


يحلو للبعض مقاربة العلاقات السورية- الايرانية من زاوية الاثني عشرية وانشقاقاتها، وهي مقاربة مذهبية بحد ذاتها تعظم الثانوي وتقلل من شأن الاساسي أو الرئيسي وتتجاوز الحقائق والمعطيات الواقعية نفسها:

1- ابتداء من إعلان جماعات المعارضة الاطلسية (تقيم تركيا الاطلسية أو تتلقى دعما من قوى اطلسية على رأسها الامريكان) وجماعات المعارضة التكفيرية (الافغان العرب) بأنها استهدفت في انفجار مبنى الامن القومي الخلية الاساسية التي تدير سورية، كما تقول فإن كل القتلى في هذه العملية من (أهل السنة) بمن فيهم آصف شوكت (السني) المسوق في الفضائيات إياها كواحد من (الفريق العلوي)

2- من بين اعضاء القيادة القطرية للحزب ورؤساء الاجهزة الامنية وقادة التشكيلات العسكرية والوزراء والمحافظين ورؤساء الجامعات فإن نسبة العلويين أقل كثيرا من نسبتهم السكانية. فيما تتعدى نسبة (السنة) نسبتهم السكانية وبواقع (90%) من القيادات الاولى في سورية.

3- على أهمية الارقام السابقة فإن المهم هنا هو البعد السياسي والتقليد السياسي بين مثلثين: مصر، سورية – السعودية- ومصر- سورية- العراق- فثمة نزعة سورية دائمة الى بناء توازنات دقيقة تضمن تحالفا إما مع مصر أو السعودية أو العراق ولا تسمح لأي لون مذهبي يسيطر عليها. وقد حافظ كل رؤساء سورية على هذا التقليد من القوتلي الى امين الحافظ الى الاتاسي الى الاسد الاب والابن، بل يمكن القول وعلى خلاف الشائع إن (المرحلة الاسدية) كانت غنية على هذا الصعيد.

فالاسد الاب أقصى اليسار الماركسي في حزب البعث بالتفاهم مع السعودية، وظل متمسكا بالتحالف مع السعودية ومصر الى أن انفجر هذا التحالف بتحول السادات الى التحالف مع تل ابيب وبرفضه مبادرة الامير فهد وتلقيه ضربة عسكرية بعد العدوان الصهيوني 1982 وما تلاه من تفجير سورية والصراع الدموي مع الاخوان المسلمين، مما عزّز تحالفاته مع ايران وقيادتها الجديدة التي تربت في حضن دمشق عندما كانت في المعارضة.. وعلى طريق الاسد الاب واستمرارا لسياسة او تقليد التوازن السياسي، حاول الاسد الابن توسيع علاقاته مع تركيا، قبل أن تنقلب عليه في ظروف شبيهة بعام 1982 وتداعيات قمة فاس ومبادرة ريغان.

nad-ali 11-02-2013 08:48 PM

http://topnews-nasserkandil.info/topnews/toplogo.jpg

د. حسن احمد حسن
سوريا الى اين


خلاصة :
إذا بقيت الأمور تسير وفق ما هي عليه فالنتائج لن تكون في صالح أعداء سورية في الداخل كانوا أم في الخارج، بل قد تزداد الأعباء على الدول التي تدعمهم جراء زيادة تدفق اللاجئين السوريين من جهة والعجز الميداني عن إنجاز ما يمكن البناء عليه من جهة أخرى، وواشنطن الراعية لهذه الحرب على سورية مشغولة مع موسكو في لملمة الأوضاع والحيلولة دون انفجار دراماتيكي محتم إذا قررت سورية الرد المباشر على الغارة الإسرائيلية على مركز البحوث العلمية في جمرايا، وعلى الأرجح في ظل الإنجازات الميدانية النوعية لرجال الجيش العربي السوري وتدني سقف مواقف أطراف العدوان أن�' تسارع بعض القوى المعارضة إلى ركوب الموجة والالتحاق بالحوار الذي أعلنت عنه الدولة السورية لضمان حصة في السلطة ، وما اجتماع مؤتمر جينيف إلا دليل على ذلك، فإذا كانت هيئة التنسيق المعروفة بمواقفها العدائية الصريحة من النظام وسقفها المرتفع الذي أعلتنه قد بدأت تتحدث بلاءات جديدة تحت عناوين لا للعنف ولا للقتل ولا ولا ... فهذا يدل على أن "أول الرقص حنجلة"، وأن بقية الأطراف المعارضة وبخاصة في الداخل ستبني على تجربة دخول وزراء فاعلين من المحسوبين على المعارضة في الحكومة القائمة، وهذا يعني المسارعة لركوب الموجة وترك المسلحين يواجهون مصيرهم وحيدين في ساحة المواجهة، فهل يعي أولئك الحمقى هذه الحقيقة ويسارعون لإلقاء السلاح والعودة من حيث أتوا أم ينتظرون مصيراً واحداً محتوماً ومعروفاً؟.


المقال كامل
http://topnews-nasserkandil.com/topn...p?event_id=766

kumait 11-02-2013 09:55 PM

المالكي: سقوط الأسد يحتاج إلى سنوات
 

المالكي: سقوط الأسد يحتاج إلى سنوات
أحاديث صحفية / رئيس وزراء العراق

نقلت وسائل إعلام عن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قوله يوم السبت إن الرئيس السوري بشار الأسدلن يسقط ولا بعد عامين ردا على توقعات أميركية سابقة بسقوطه في شهرين بسبب الانتفاضة المندلعة ضده.و في مقابلة في القاهرة مع صحيفة "الشرق الأوسط" قال المالكي إن جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي،ووزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون أبلغاه أن الأسد سيسقط "خلال شهرين وكان ردي ولا سنتين." ولم يذكر المالكي متى تحدث معهما.

واستطرد: "أنا أعرف سوريا جيدًا"، مضيفا أن الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد، ستحارب إلى جانب الأقليات الأخرى ضد المقاتلين ومن بينهم متشددون إسلاميون سنة.

وانتقد المالكي تركيا قائلا إنها تريد أن تدير العراق وسورية ودولا أخرى، وحتى دخلت على خط مصر،وقال "إنها في تدخلها بالعراق تعتمد على العنصر الطائفي وتدعم ماديا، وتتحرك ويجتمع المعارضون والمتطرفون في أنقرة دائما".

وكان المالكي أكد في تصريحات على هامش القمة الإسلامية في القاهرة على ضرورة دعم وتشجيع وتأييد الاتجاهات نحو إيجاد حل سلمي سريع في سوريا، كما جاء في البيان الختامي للقمة الاسلامية الثانية عشره لايقاف نزيف الدم الذي يتزايد يوما بعد يوم.

وأعرب المالكي - في تصريحات له على هامش مشاركته في القمة - عن اعتقاده من أن الآفاق أصبحت تتحدث عنإمكانية إيجاد حل أو مخرج للازمة السورية يحقق طموحات الشعب السوري وينهي قضية الدم الذي يسيل.

والأسبوع الماضي أكد رئيس الوزراء العراقي أن "التدخل الخارجي المباشر في شؤون سوريا الداخلية أصبح فاضحا وفاحشا بالأسلحة والأموال والتخطيط وأنه لا يمكن لسورية أن تكون سواء اتفقنا مع نظامها السياسي أم لا بوابة لتدخل تركيا أو مساحة نفوذ لدولة عربية لا تكاد ترى بالمجهر".

وقال المالكي في مقابلة مع قناة الميادين: "إن هذا النمط من التدخل الهادف لتحقيق مصالح معينة في سورية سينتقل إلى الأردن والعراق ومصر ودول أخرى وهو ما يفسر " بدء نشوء محورالاعتدال الذي يرفض التدخل الخارجي في شؤون الدول الأخرى على خلفية التمدد والاستقطاب والاحتواء ولا يرفض مطالبة الشعوب بحقوقها".

وفي وقت سابق،أعتبر المالكي أن الغارة الإسرائيلية الأخيرة على سوريا رسالة "إذلال وإهانة" لكل العرب والمسلمين، كما أدانت مصر الاعتداء، محذرة من تكراره وخطورته على الأمن الاقليمي.

وأشار المالكي فيتصريحات صحفية، نقلتها وسائل الإعلام، إلى أن "العدوان الاسرائيلي على سوريا هورسالة اذلال واهانة للعرب وللمسلمين جميعا"، لافتا إلى أنه "لو كان العرب في موقف متماسك لما تجرأت اسرائيل على العدوان على سوريا".

وأضاف المالكي أن "إسرائيل تنتهز فرصة تفكك العرب والوضع في سوريا للقيام في عدوانها"، مشيرا إلى أن "على العرب مسؤولية عدم ترك سوريا وحدها واشعاراسرائيل بأن عدوانها تجاوز على كرامتهم".

المالكي: الإحتجاجات بالعراق ليست ربيعاً عربياً ..
وتركيا تريد إدارة العراق وسوريا وحتى مصر!!

رأى رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي ان "الإحتجاجات في العراق ليست جزءاً من الربيع العربي، فهذه قضايا سياسية معينة،وليست مطالب لأن النظام في العراق نظام منتخب، وبعد عام ينتهي أمر هذه الحكومة،وتبدأ حكومة جديدة منتخبة عبر اإتخابات جديدة، وليس لدينا ديكتاتور يبقى 40 سنة"،لافتاً إلى ان "ذهابه إلى دورة ثالثة كرئيس وزراء، والتي تواجه محاولات لتقييدها منقبل البرلمان العراقي، مسألة متروكة للعراقيين".

وفي حديث صحافي، أشار إلى ان "سوريا كان من الممكن ان تكون البلد الأكثر إستقراراً، إنما تتعرض الآن للخراب والدمار الشامل لكل المنشآت والبيوت، ولا أحد يرى في نهاية النفق شيئاً"، لافتاً إلى انه "يعرف طبيعة التركيبة الاجتماعية السورية، ومعروف أن بها صراعاً طائفياً قديماً بين من يسمونهم "العلويين" و"السنة" وبينهم مذابح شديدة، وتمكن العلويون من العودة إلى الحكم، لذلكأصبحت عملية التخندق ليس من السهولة تجاوزها، وهذا يعني خطأ من كان يفكر بأن النظام سوف يسلم وينسحب"، معتبراً ان "النظام لن يسلم ولن ينسحب، لأنه القتل بالنسبة لهم بحكم الخلفية الطائفية، والحقيقة أنهم منحوا العلويين شجاعة اليأس، ولذلك هم يقاتلون بنسائهم وبرجالهم من أجل البقاء"، متمنياً ان "تنتهي الأزمة السورية بما يحقق للسورين مطالبهم وللبلد إستقرارها"، مشدداً على ان "لا خيار إلا بالحل السلمي في سوريا".

وأضاف ان "جوهر الخلاف بين تركيا والعراق، هو أن تركيا تريد أنتتصرف بالدول المحيطة بها، تريد أن تدير العراق وأن تدير سوريا والدول الآخرى، وحتى دخلت على خط مصر، والمشكلة الوحيدة مع تركيا هي أنها تريد أن تعيد نظام الدولة الكبرى في المنطقة".

تقرير أستخباري أسرائيلي // ..الجنرال " ماهر الاسد" قاد معركة صد أختراق دمشق..
وانتهت بهزيمة المسلحين وقطع أتصالهم بإسرائيل!

تل أبيب / موقع ديبكا الإستخباري في أسرائيل / رصد" شتات الإستخباري/ زميل القوة الثالثة"

في رصد لمركز شتات الاستخباري بفلسطين" زميل القوة الثالثة" جاء فية... وحسب موقع دبكا الاسرائيلي المتخصص بالإستخبارات ان المسلحين السوريين افتعلوا "المواجهة الكبرى" للسيطرة على دمشق العاصمة وقد انتهت بالهزيمة الماحقة... مع جيش بشار الأسد مثل جميع هجماتهم في الاشهر الاخيرة السابقة. وفشلوا في اختراق قلب العاصمة دمشق ، ولا زالت مكانة الجيش السوري قوية بين الشعب السوري وأعطته تلك الأنتصارات معنويات أضافية.

واشار دبكا فايل الاستخباري الاسرائيلي :الهجمات الردعية كانت تحت قيادة الجنرال ماهر الأسد، شقيق الرئيس فهو الذي قاد العمليات العسكرية. كما خسر الثوار مواقعهم على الطريق السريع دمشق حلب. وسط معارك عنيفة و المتمردين لا يزالون في بعض الجيوب في محيط الضاحية الجنوبية لدمشق.

وفي تقرير لدبكا الاستخباري الاسرائيلي: قالت مصادر عسكرية أنه على الرغم من القتال المرير، وتدفق اللاجئين الفارين من سوريا قد تباطأ بشكل كبير، واختيار العديد من الحياة في مناطق الحرب ،وهي افضل الظروف البائسة السائدة في مخيمات اللاجئين التركية واللبنانية والأردنية، حيث الأساسيات البدائية مثل الطعام و المياه والتدفئة والخدمات الطبية الأساسية التي يفتقر إليها مئات الآلاف من السوريين المحرومين، والعناية المفقودة بالأطفال والحوامل وكبار السن. إضافة إلى هذه الأهوال،. فأن حركة اللاجئين إلى الخارج تميل الآن لتكون داخلية، والناس في المناطق المحاصرة في مناطق التماس اتجهوا الى اللجوء خارج مناطق الحرب مثل جنوب شرق جبال الدروز من الجولان والمناطق الكردية في الشمال.

ومنذ الغارة الجوية الاسرائيلية على مجمع جمرايا يوم 30 يناير،فأن الجانب السوري يبحث ويقيم تحركات إسرائيل قبل الشروع في المرحلة التالية بسبب اعتبارين:

مصادر دبكا العسكرية يقول التقرير: عندما تحرك المتمردون لاختراق قلب دمشق في وقت مبكر من هجومها - - أمرالاسد بتحريك الدبابات والجيش الشعبي وتجهيز صواريخ سطح قصيرة المدى مع الأسلحة الكيميائية. لاستخدامها إذا ما تم خرق دفاعات المدينة. ومن شأنها أن تجعل هذه المعركة لدمشق أول مشاركة بالحرب السورية لنشر الأسلحة الكيميائية في القتال.

قوات الفيتو كان سلاح الجو الاسرائيلي. وفقا لمصادردبكا العسكرية، كان ينتشر بكثافة. فكانت الطائرات الإسرائيلية تحوم على الحدود السورية مع إسرائيل والأردن ولبنان، لاستباق هجوم سوري محتمل ومتوقع والمؤشرات كما يلي:

أ) وصلت معلومات الولايات المتحدة والمخابرات الإسرائيلية أن بشار الأسد قد تعهد دائرة المقربين انه سيجعل إسرائيل تدفع ثمن الهجوم على جمرايا .

ب) وجه المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي رسالة للرئيس السوري على بذل كل جهد ممكن لنقل اسلحة معينة إلى حزب الله في لبنان وهي الدفعة المقدمة من ايران وأسلحة متطورة لسورية من خلال " تبادل مواضع للأسلحة". وقد سلم هذا التوجهة من قبل إيران للأسد عبر رئيس مجلس الأمن القومي سعيد جليلي سعيد عندما التقيا في دمشق يوم الأحد الماضي 3 فبراير.

ونظرا لهذه التحديات القادرة على احداث اشتباك مع اسرائيل تبقى عين النسر على كل تطور وبدورها فأن قوات الأسد في دمشق لاتظهر أي دلائل على ظهور الحرب الكيميائية أو حركة مرور تشير للتحرك نحو الحدود اللبنانية ...مع أسلحة لحزب الله .

وقال دبكا الاستخباري ان الرئيس السوري من جانبه مشغول بمخططات افشال اسلحة البصر الإلكترونية لسلاح الجو الاسرائيلي، في حين أن المتمردين السوريين كانوا يضعون خطط لارشاد القوات الجوية الإسرائيلية وتزويدهم بالمعلومات للتدخل باللحظة المناسبة حين "المواجهة الكبرى" في دمشق

nad-ali 18-02-2013 10:35 PM

http://www.ilcode.com/photos/www.ilc...vnadorlive.jpg

خيارات واشنطن في الأزمة السورية أحلاها مرّ


سامر الياس

وصلت السياسة الأمريكية في الملف السوري إلى مفترق حرج بسبب التطورات الداخلية وانعكاسات الأزمة على دول الجوار. ويواجه صناع القرار الأمريكي خيارات صعبة تنطلق من مصالحها الجيوسياسية في المنطقة. ومازالت واشنطن تراوغ سياسيا دون الإلتفات إلى معاناة السوريين وإمكانية تطور الأمور إلى حرب أهلية قد تشعل الإقليم المنقسم بحدة على خلفية الأزمة.

وتشكل تطورات المواجهات العسكرية بين القوات المعارضة والجيش السوري، وصعود التيارات الجهادية ضغوطا إضافية باتجاه حسم الموقف الأمريكي وجعله أكثر وضوحا بعدما اتسم بالغموض طويلا، وعدم تبني سياسة واضحة للحل عسكرية كانت أم عن طريق تشجيع الحل التفاوضي السلمي. ومازالت واشنطن مصرة على تحديد مصير الرئيس بشار الأسد قبل أي مفاوضات، رغم أن الأزمة باتت تهدد أمن واستقرار الاقليم.

ويقلّ هامش المناورة كثيرا عند الإدارة الأمريكية مع ازدياد المخاوف من حرب أهلية بمكونات طائفية تهدد وقوع المنطقة بالفوضى، وقد تطال نيرانها حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة وفي مقدمهم إسرائيل. وتفرض الأحداث ضرورة خروج واشنطن عن سياسة الظل، والتوقف عن التذرع بالموقف الروسي والصيني وكيل الاتهامات بأنهما كان السبب في تعطيل التوصل إلى حلول للأزمة السورية. وتكشف تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما وكبار مساعديه في الإدارتين السابقة والجديدة عدم وجود استرتيجية واضحة في التعامل مع الملف السوري، فأوباما الذي دعا الرئيس السوري بشار الأسد إلى الرحيل في أغسطس/ آب 2011، أعلن في خطاب القسم انتهاء عقد الحروب الخارجية، وقال في خطاب حالة الاتحاد منذ أيام أن إدارته ستواصل “الضغط على النظام السوري الذي يغتال شعبه، وسندعم قادة المعارضة الذين يحترمون حقوق جميع السوريين”. وبعدها كشف وزير الدفاع السابق ليون بانيتا، ورئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي انهما مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أبدوا تأييدا لفكرة تسليح مقاتلي المعارضة في سورية اثناء مناقشات جرت داخل ادارة الرئيس بشأن كيفية المساعدة في انهاء الحرب الاهلية الدائرة هناك في الصيف الماضي، لكن سيد البيت الأبيض حسم الموضوع بالرفض. وأقر ديمبسي أنه لا توجد خطة محددة قيد البحث.

وفي المقابل أشارت تقارير إلى الولايات المتحدة شجعت حتى وقت ليس بعيدا أطرافا إقليمية وأعطتها ضوءا أخضر لتسليح المعارضة، لكنها فوجئت بأن الدعم وصل إلى المقاتلين من التيارات الإسلامية والجهادية بدلا من الوصول إلى الجيش الحر، ما اضطرها إلى طلب وقف الدعم لاحقا. كما أن الإدارة أرسلت إشارات ورسائل في نصف السنة الأخير قبل إعادة انتخاب أوباما بأن فترة ما بعد الانتخابات سوف تشهد انخراطا أمريكيا كبيرا في حل الأزمة قد يصل إلى التدخل المباشر من أجل إزاحة الرئيس الأسد، وكسباً للوقت دعت في مناسبات عدة إلى توحيد المعارضة، وطالبتها بإعطاء ضمانات للمرحلة الانتقالية، وصوغ مشروع لطبيعة الحكم بعد سقوط النظام. ولكن الأوضاع سارت في منحى معاكس رغم توافق المعارضة على برنامج العهد الوطني، ووثائق المرحلة الانتقالية، واليوم التالي لسقوط النظام، والموافقة على تأسيس الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، ويبدو أن العوامل السابقة وتحرر أوباما من ضغوط الحملة الانتخابية لم تحمل أي جديد فيما يخص التعامل مع الأزمة.

المراهنة على موسكو وعلى الميدان لتغيير حسابات الأسد…
وفي تصريحات جون كيري الأخيرة حاولت واشنطن الإيحاء بأنها باتت أكثر تقبلا للمقاربة الروسية بضرورة التفاوض بين النظام والمعارضة، فقد أكد كيري أن واشنطن «متفائلة بإمكانية إيجاد أرضية مشتركة مع روسيا» في شأن الملف السوري. لكن الوزير الأمريكي واصل المناورة من أجل تحميل أي فشل ممكن على الحجة القديمة وهي عدم التوصل إلى توافقات مع موسكو، وهو مايبرز في المؤتمر الصحفي عقب لقاء نظيره الأردني ناصر جودة الأسبوع الماضي فقد أشار كيري إلى أن سياسة الرئيس أوباما حيال سورية تنطلق “من تفضيله الحل السياسي عبر التفاوض، بما يؤدي إلى رحيل الأسد”، وأن أوباما “يعتقد أن هذا سيحصل”. كيري أكد أن بلاده ” تركز على تغيير حسابات الرئيس السوري بشار الأسد”، ورفض الخوض في أي جدول زمني لرحيل الأسد، وقال إن ” مسار الأمور على الأرض سيؤدي في نقطة ما إلى هذا الأمر، وهو حتمي”. اللافت أن الوزير الأمريكي حاول الهروب إلى الأمام حين شدد على أن على العالم أن يقنع الأسد بالتنحي عبر حل تفاوضي مع المعارضة، وقال إن “في وسع روسيا أن تلعب دوراً أساسياً في وضع حد للنزاع في هذا البلد”. ما استدعى ردا واضحا من نظيره الروسي سيرغي لافروف في لقاء مع محطة “إي آ ردي” الألمانية جدد فيه القول إن روسيا لا تحمي الأسد وبأنها لا تهتم بالشخصيات بل بمصير الشعب السوري و”بمصير سورية كدولة ذات سيادة ومستقلة ومتعددة المذاهب والطوائف”، وأوضح لافروف أنه “إذا كانت أولوية البعض عدم إنقاذ حياة الناس بل إسقاط الأسد بطريقة أو بأخرى، فالأسد لن يرحل وهو قال ذلك علنية وهو لن يصغي إلينا ولا إلى الصينيين ولا إلى الإيرانيين ولا لأي أحد”. وأكد أنه في حال الرغبة في استقرار الوضع فلا بديل عن “الجلوس وإجراء تحليل صادق لما يحدث تاركين جانبا الطموحات والتطلعات الجيوسياسية”.

ركائز السياسة الأمريكية في التعامل مع سورية…
تفاجأت الولايات المتحدة بثورات الربيع العربي، وفي الردود الأولى أظهرت المواقف الأمريكية ارتباكا واضحا خصوصا أن الحراك بدأ في مصر وتونس المحسوبتين تاريخا ضمن أصدقاء واشنطن في المنطقة. وشيئا فشيئا بدأت تصوغ خططا بديلة للتعامل مع الأوضاع المستجدة، ومن نافلة القول إنها ارتاحت للحراك ضد الرئيس الأسد ووجدت فيه فرصة سانحة لتقزيم دور سورية الإقليمي، وتدمير مقدراتها العسكرية وبنيتها التحتية خدمة لمصلحة إسرائيل، وانتقاما من دعم المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان.

وعموما تتمحور الخطوط العامة للسياسة الأمريكية في المنطقة بعد الربيع العربي في احتواء آثار التغيير في الأنظمة الجديدة للمحافظة على مصالحها، ومنع “التطرف السني”، ومعالجة ملف إيران النووي، إضافة إلى حماية الأنظمة الملكية المؤيدة لها من الإنهيار وضمان عدم تعرضها لهزات عنيفة تأثرا بموجة الثورات التي عصفت بالمنطقة. ويبقى أمن إسرائيل العامل المحرك الأهم في السياسات الأمريكية.

وتهدف السياسة الأمريكية إلى الضغط على إيران وتجريدها من أهم حلفائها في المنطقة، وفصل محور المقاومة الجامع بين إيران وحزب الله مرورا بدمشق، وتعود هذه السياسة إلى ما قبل الثورات العربية ففي أول عامين من حكم أوباما سعت إدارته إلى تفكيك هذا المحور عبر تشجيع دمشق على التفاوض مع إسرائيل عن طريق وسطاء، وتشجيع حلفائها في المنطقة على تقديم حوافز لدمشق من أجل انهاء تحالفها مع إيران.

ويبقى اهتمام أمريكا وحليفتها إسرائيل منصبا على الأسلحة الكيماوية والبيولوجية في مخازن الجيش السوري، إضافة إلى تعطيل أي محاولة لنقل الأسلحة الصاروخية التقليدية أرض-أرض، أو الصواريخ المضادة للطائرات والدروع إلى حزب الله ومنع وقوعها في أيدي المجموعات المسلحة جهادية كانت أم غيرها، ولم يخفف تشكيل هيئة أركان موحدة للجيش الحر من هذه المخاوف الأمريكية على ما يبدو، وظلت هذه المخاطر كابوسا يؤرق صناع القرار في واشنطن خصوصا لأن الحل يتطلب القيام بعملية عسكرية ونشر عشرات ألوف الجنود الأمريكيين وغيرهم القادرين على التعامل مع خطر الأسلحة البيولوجية والكيماوية.

لكن تلكؤ واشنطن وعدم وجود استراتيجية واضحة للتعامل مع أزمة سورية يشي بأنها مازالت ترغب في كسب مزيد من الوقت عبر تبني مبدأ عدم الوضوح، وتشجيع العنف الداخلي، المنفلت من أي عقال، في محاولة ربما لإعطاء الوقت لحلفائها في المنطقة من أجل القيام باصلاحات سياسية واجتماعية ذات صدقية تمنع عنها انتقال شرارة الاحتجاجات، وفي هذا الإطار فإن دموية المشهد السوري تحدّ من الاحتجاجات في الاقليم، وتجعل شعوب الجوار أكثر اقتناعا بالاصلاحات من القيادة حتى وإن لم ترق إلى المستوى المطلوب، فالبديل حالة من مشهد دموي وانقسام مجتمعي ودمار للبنية التحتية كما هو حاصل حاليا في سورية، وما حصل في ليبيا مما تسبب في وقف تأثير الدمينو الذي كان يمكن أن يعصف بحلفاء واشنطن الرئيسيين في المنطقة، ويخلق معادلات جديدة في الصراع العربي الإسرائيلي.

السياسة الأمريكية أمام مفترق حرج…
ويبدو أن طريقة تعامل واشنطن مع الأزمة السورية وصلت إلى مفترق حرج، مما يدفعها إلى البحث بسرعة عن وسائل تسهل الخروج من عنق الزجاجة. فالتطورات الميدانية تفرض نفسها بقوة فالمعارك في حلب مستمرة للشهر السابع دون إمكانية الحسم، ونجم التيارات الجهادية في صعود، والنظام يفقد السيطرة على المناطق الشرقية، ويحقق معارضو الأسد مكتسبات كبيرة على الأرض إذ تقترب المعركة أكثر فأكثر من مشارف دمشق، ويتضح أن أيا من الطرفين لن يستطيع حسم الأمور عسكريا في فترة قصيرة، بينما المحيط الإقليمي يغلي بفعل أنباء القتل، وازدياد الاصطفافات الطائفية، ولجوء ألوف السوريين يوميا إلى دول الجوار.

والواضح أن إدارة أوباما أوصلت نفسها إلى خيارات أحلاها مرّ؛ فإما دعم المعارضة بالأسلحة مع عدم وجود ضمانات بأنها لن تقع في أيدي الإسلاميين وعدم استخداما ضد إسرائيل أو لتقويض أمن واستقرار دول الجوار، وإما التحالف مع الرئيس الأسد لمواجهة خطر الإسلاميين الجهاديين، أو التدخل العسكري بما يعني عودة واشنطن إلى سياسة تجريب المجرب في حربي العراق وأفغانستان. ويبقى الاعتراف بالحكومة المؤقتة للمعارضة كأحد الخيارات الأقل كلفة “أمريكيا” ولكنه يحتاج إلى فرض منطقة حظر طيران على المناطق “المحررة” وتأمين دعم مادي للحكومة، كما أنه لا يعني استقرار الأوضاع فالمعارك سوف تتواصل وقد تشتد في بعض المناطق، وقد يفتح هذا الخيار على تقسيم سورية على أساس عرقي وطائفي واشغالها لسنوات في بحر من الدماء في معارك لتوحيدها مرة أخرى. ومع الأسف يبدو أن الولايات المتحدة، وعكس التصريحات المعلنة، لا تعطي أولوية لرفع المعاناة عن السوريين رغم الفاتورة الباهظة من عشرات ألوف القتلى، ومئات ألوف اللاجئين، وملايين النازحين، إلى تدمير البنية التحتية للبلاد. ولا تضغط للتوصل إلى حلول تفاوضية تنطلق من الحفاظ على الدولة السورية، وتحقن دماء الأبرياء، وتحصر جلّ اهتمامها بمصير الرئيس الأسد، ولا تتعاون بما يكفي مع جهود موسكو لجمع المعارضة والنظام على طاولة الحوار، رغم أن روسيا وعلى لسان أكثر من مسؤول أكدت على أنها غير متمسكة بالأسد، لكنها لن تطلب منه الرحيل لأن هذا ما يجب أن يقرره السوريون وحدهم، ولأنها مقتنعة بأنه يجب التفكير في أن سقوط الأسد أو إسقاطه لن يشكل حلا للأزمة بل قد يعقدها أكثر، وقد يسرع اشتداد القتال وزيادة أعداد اللاجئين بانتقال الصراع في سورية إلى الإقليم المجاور في العراق والأردن ولبنان وتركيا، ونشوب حرب طائفية في سورية والمنطقة وتحول سورية إلى دولة فاشلة تصدر العنف إلى جيرانها.

kumait 22-02-2013 11:38 PM

الناتو وحسابات التدخل العسكري في سوريا
 
http://studies.aljazeera.net/Resourc...40189734_8.jpg
استعمال النظام السوري للسلاح الكيماوي يمكن أن تدفع بعض أعضاء الحلف في إطار تحالف
تقوده الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا إلى التدخل وليس الحلف الأطلسي كمنظمة

الناتو وحسابات التدخل العسكري في سوريا
مقدمة

منذ بداية الأزمة السورية بتاريخ 15 مارس/آذار 2011 في شكل احتجاجات شعبية ضد مشروعية النظام السياسي القائم، وتحولها تدريجيا إلى حرب أهلية بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر الذي يشكل الجناح العسكري لأغلب فصائل المعارضة، ظل الحلف الأطلسي ـاختصارا الناتوـ يؤكد القول، خاصة من خلال تصريحات أمينه العام، السيد أندرس راسموسن، بأن سوريا لا تدخل في جدول أعماله، وأنه لا ينوي التدخل العسكري، وإنما سيكتفي بمتابعة الوضع هناك باهتمام. وهذا الموقف المبدئي من عدم التدخل العسكري تحكمه حسابات عسكرية وسياسية، لكنه يعكس بالأساس العقيدة الأمنية الجديدة لحلف الناتو فيما يتعلق بتدبير الأزمات خارج الحدود الجغرافية لأعضائه.

فماهي مرتكزات هذه العقيدة؟
وكيف يمكن أن نقرأ تطبيقاتها على نزاعات الشرق الأوسط؟
ولماذا يمتنع الناتو عن التدخل في سوريا على خلاف ما قام به في ليبيا؟
وهل هناك تناقض بين موقفه بعدم التدخل العسكري ونشره صواريخ باتريوت على الحدود السورية التركية؟

مفهوم التدخل العسكري في العقيدة الأمنية لحلف الناتو

منذ نهاية الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي (العدو التقليدي للحلف الأطلسي)،عرف هذا الأخير تحولات وظيفية من منظمة تهتم فقط بالدفاع المشترك -ضمن المجال الجغرافي الذي يحدده الفصل الخامس من معاهدة واشنطن لسنة 1949- إلى منظمة تعطي اهتماما متزايدا لقضايا الأمن الجماعي، حيث أصبح يشارك في تدبير الأزمات وعمليات حفظ السلام، ويطور علاقات شراكة مع عدد من الدول غير الأعضاء.

وخلال العشرين سنة الماضية تحول الناتو من حلف يرعى الحدود وفق نظام محدد للدفاع المشترك إلى حلف ينظر خارج الحدود الجغرافية لأعضائه حيث تكمن الأخطار الصاعدة التي لها تأثير مباشر على مصالحه. وهذا الأمر يبدو جليا من خلال مشاركته في عدد من عمليات تدبير الأزمات وحفظ السلام مثل عملية IFOR و SFORبالبوسنة والهرسك، عملية KFOR بكوسوفو، عملية ISAF بأفغانستان، عملية NTM.1 بالعراق التي اكتست طابعا تدريبيا، عملية Operation Allied Harmony بمقدونيا، عملية Active Endeavour بالبحر الأبيض المتوسط ثم التدخل العسكري في ليبيا في إطار عملية Unified Protector إلى جانب الدور الإنساني المتزايد في عدد من المناطق مثل دارفور وباكستان... وكل هذه العمليات تتطلب من الناتو مجهودا سياسيا وعسكريا، واستنفرت اعتمادات مالية مهمة. لكنها في نفس الوقت طرحت عدة إشكاليات على مستوى مشروعيتها القانونية، وتبين أن النجاح لم يكن دائما حليفا للناتو.

هذا التطور الوظيفي دفع الحلف الأطلسي الى مراجعة عقيدته المرتبطة بتدبير الأزمات خارج الحدود، حيث عرف المفهوم الإستراتيجي الجديد - المختصر الرسمي لهذه العقيدة - ثلاث مراجعات بعد الحرب الباردة: خلال قمة روما عام 1991، وخلال قمة واشنطن عام 1999، وخلال قمة برشلونة عام 2010. ويؤكد هذا المفهوم الإستراتيجي الجديد على أن هناك مشاكل فيما يتعلق بتدبير النزاعات الدولية. غير أن الدور الذي يقوم به الناتو لبناء إستراتيجيات السلام لا يجب أن يفهم منه أنه سيتحول إلى شرطي العالم بدون أية ضوابط أو محددات لمفهوم التدخل خارج الحدود.

وبناء على هذه التجارب والمراجعات، أضحى مفهوم التدخل العسكري في العقيدة الأمنية للناتو ينبني على ثلاثة مرتكزات:

1. المرتكز الأول: وجود علاقة بين النزاع والأمن الأطلسي. وهذا معناه أن أي تدخل عسكري لحلف الناتو في نزاع ما، يجب أن يقاس بمدى تأثيره على مصالحه وطبيعة الأطراف المتدخلة في هذا النزاع: هل هي دول أعضاء أم شريكة. فإذا تعلق الأمر بالدول الأعضاء، فإنه في هذه الحالة سيتم تفعيل مقتضيات الفصل الخامس من معاهدة واشنطن، وفي حالة ما إذا تعلق الأمر بالشركاء من غير الأعضاء، فإنه سيتم مراعاة مصالحهم دون إعطائهم أية ضمانة للتدخل العسكري المباشر. ويتبين من خلال هذا المرتكز أن الناتو لا يزعم أو يدعي أنه سيتدخل في جميع نزاعات العالم في جميع القارات بدون محددات.. فهو لايملك الإمكانيات المادية والعسكرية اللازمة لمثل هذه المهمة. كما أن هذا الأمر لا ينسجم مع طبيعته وبنيته كحلف تشكل أساسا لتأمين أعضائه وليس لحماية الدول غير الأعضاء. ومن هذا المنطق، يمكن تلخيص هذا المبدأ في كون الناتو لايتدخل عسكريا إلا في إطار ما يمكن أن يقوم به انسجاما مع طبيعته كحلف عسكري، أي في المجال الذي يملك فيه قيمة مضافة.

2. المرتكز الثاني: وجود شرعية قانونية للتدخل العسكري، بمعنى أن الناتو لا يسعى لأن يكون بديلا عن الأمم المتحدة، وإنما يشترط مسبقا ضرورة التعاون مع المنظمات الدولية، خاصة الأمم المتحدة، وأيضا المنظمات الجهوية كالجامعة العربية من أجل بناء تصور شامل للتدخل العسكري للحلف. وبناء على هذا المرتكز، يشترط الناتو وجود تفويض واضح من مجلس الأمن الأممي حتى يكون التدخل في إطار قواعد القانون الدولي، كما حدث في ليبيا بعد تبني القرار 1973) 2011 - بناء على مبدأ مسؤولية الحماية.

3. المرتكز الثالث: توفير الشروط السياسية والفعالية الميدانية للتدخل العسكري. ترتبط الشروط السياسية بوجود طلب لتدخل الناتو من جهة الأطراف المتدخلة مباشرة في النزاع، وأيضا توفر دعم إقليمي وجهوي. أما على مستوى الفعالية الميدانية، فإن الناتو لايطمح إلى للتدخل من أجل التدخل، ولكن يطمح لربح المعركة على المستوى الميداني. فهو في نهاية المطاف يبقى حلفا عسكريا يسعى إلى تحطيم القدرات الدفاعية للعدو وفرض إرادته السياسية عليه. وهذا أمر يتطلب إمكانيات مادية وأسلحة وعتادا بالمستوى الضروري والمناسب لإنجاح التدخل العسكري بالشكل الذي ينعكس إيجابيا على صورة الحلف الأطلسي. ويمكن لهذه الشروط أن تمتد إلى مرحلة ما بعد النزاع أي مرحلة إعادة البناء.

الناتو وتدبير نزاعات الشرق الأوسط

بناء على ما تقدم يتبين أن الناتو لا يرفض، من الناحية النظرية، مبدأ التدخل العسكري في تدبير نزاعات الشرق الأوسط -التي كانت خلال الحرب الباردة ولا تزال- منطقة نفوذ ومركز المصالح الحيوية بالنسبة له ولعدد كبير من أعضائه، خاصة الولايات المتحدة الأميركية. فالحلف الأطلسي يرتبط بعدد من دول هذه المنطقة بمبادرتين للتعاون والشراكة بمبادرة منه: الحوار المتوسطي الذي يعود إلى عام 1994 والذي يشمل إسرائيل وست دول عربية (المغرب، الجزائر، تونس، موريتانيا، مصر والأردن)، ومبادرة اسطنبول لسنة 2004 التي تشارك فيها أربع دول خليجية (قطر، الكويت، الإمارات العربية المتحدة والبحرين).

ويرتبط نجاح هذه المبادرات في جزء كبير منه بالمساهمة بشكل مباشر أو غير مباشر في حلحلة نزاعات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. فخلال زيارته لإسرائيل في فبراير/شباط 2005، صرح الأمين العام السابق للحلف الأطلسي هوب شيفر بأن الحلف "يمكن أن يتدخل في النزاع العربي الإسرائيلي إذا كان هناك اتفاق سلام بين الأطراف المتنازعة، وإذا كان هناك طلب مقدم من هذه الأطراف، ثم إذا كان هناك تفويض من الأمم المتحدة". هذه الشروط الثلاثة -إلى جانب المرتكزات سابقة الذكر- تفسر بشكل جلي ملابسات قبوله التدخل في ليبيا وتشبثه بعدم التدخل في سوريا.

وفي الحالة السورية هناك ثلاثة اعتبارات لاتنسجم مع الرؤية السابقة وهي:

· أولا: وجود انقسام داخل مجلس الأمن بسبب المعارضة الشديدة لأي تدخل عسكري من طرف روسيا والصين. فالوضع مختلف تماما عما كان عليه الحال في ليبيا، حينما لجأ الناتو لاستعمال قواته الجوية لتطبيق قرار مجلس الأمن 1973 ) 2011( لحماية المدنيين وإقامة حظر جوي، لأن روسيا والصين لم يستخدما حق الفيتو في مجلس الأمن ضد أي قرار يدين نظام القذافي على عكس مناصرتهم الدائمة للنظام السوري. وإضافة إلى هذا، فإنه ليس هناك أي أفق لتجاوز هذا الانقسام رغم توفر كل الأدلة القانونية لتدخل عسكري في سوريا بناء على مبدأ "مسؤولية الحماية" وإحالة ملف الجرائم ضد المدنيين إلى المحكمة الجنائية الدولية.

· ثانيا: عدم توفر الدعم الإقليمي لأي تدخل عسكري يقوده الناتو أو أية جهة أخرى. فعلى سبيل المثال تعارض مصر أي تدخل أجنبي في سوريا، فيما طالبت قطر بإرسال قوات عربية لحفظ السلام، بينما ترفض الجزائر مبدأ التدخل جملة وتفصيلا باعتباره يتعارض مع مبدأ السيادة، أما المغرب فهو يؤكد من جهته، على أهمية الحل السياسي وإعطاء أهمية أكبر للدور الإنساني داخل سوريا وفي مخيمات اللاجئين... وقد أدى هذا التضارب في المواقف إلى فشل الجامعة العربية في القيام بدور يذكر في تدبير هذا النزاع... فإذا كانت هذه الأخيرة قد اتخذت موقفا واضحا من خلال تأييد قرار مجلس الأمن المتعلق بالأزمة الليبية، وطالبت بتدخل عسكري لحماية المدنيين في ليبيا، وأن دولا عربية، خاصة قطر، ساهمت ميدانيا في العملية العسكرية لحلف الناتو.. فإن هذه الشروط غير متوفرة في الحالة السورية.

· ثالثا: لايوجد هناك ترحيب من طرف المعارضة السورية للتدخل الخارجي الأجنبي. هذه المعارضة التي بدأت منقسمة وغير مجهزة وفاقدة للخبرة في مواجهة أحد أهم الجيوش العربية تسليحا وتدريبا.. أضحت الآن رقما أساسيا في معادلة النزاع بعد تسليحها من طرف قوى إقليمية وغربية، واعتراف عدد من الدول بالإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كممثل للشعب السوري، والتقدم الميداني الذي حققه الجيش السوري الحر... وعليه، فإن التوجه العام داخل فصائل المعارضة السورية يميل إلى معارضة أي تدخل أجنبي خارجي، خاصة من طرف الناتو. وبعبارة أخرى، فإن الدعم الإقليمي لتدخل أجنبي خارجي عسكري قد تغير، وأن المعارضة التي طالبت به في وقت كان يبدو فيه الانتصار مستحيلا على الجيش السوري، قد تغير موقفها اليوم.

استبعاد التدخل العسكري في سوريا

يتبين من خلال الاعتبارات سالفة الذكر أن الشروط التي يضعها الناتو لتدبير النزاعات في الشرق الأوسط غير متوفرة في الحالة السورية، وأكثر من هذا، فهناك حسابات أخرى لعدم التدخل ذات طبيعة داخلية وخارجية، عسكرية وسياسية بالنسبة للحلف أهمها:

الانقسامات الداخلية: فكرة التدخل في النزاع السوري مطروحة للنقاش على مستوى الهيئات السياسية والعسكرية بحلف الناتو. فهناك اتجاه تقوده الولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا والأمين العام يميل ليس إلى التدخل على شاكلة النموذج الليبي، ولكن باعتماد خطة عسكرية لتأمين الأسلحة الكيماوية التي يمتلكها النظام السوري، والحيلولة دون وصولها كاملة أو أجزاء منها إلى حزب الله بلبنان. وفي المقابل، هناك توجه آخر محافظ تقوده ألمانيا وهولندا يرفض التدخل في هذا النزاع ويشكك في إمكانية استعمال النظام السوري السلاح الكيماوي. وفي الحقيقة، فإن هذه التوجهات هي استمرار للانقسامات الداخلية حول هوية الناتو بعد الحرب الباردة وانعكاسا لطبيعة التكتلات الجغرافية داخل الحلف، فالدول التي ترتبط جغرافيا بالشرق الأوسط والدول المغاربية تميل دائما إلى إعطاء دور أكبر للحلف الأطلسي في هذه المنطقة، بينما توجد دول أخرى مثل ألمانيا وبولونيا تفضل تقوية شراكة الحلف وتعاونه مع دول أوربا الشرقية.

انعكاسات الأزمة الاقتصادية العالمية: إن سياسة التقشف التي اعتمدتها أغلب دول الناتو انعكست بشكل مباشر على ميزانيات الدفاع، وبالتالي على الاعتمادات المخصصة للحلف الأطلسي. فأغلب ميزانيات الدفاع الأوربية تتجه نحو الانخفاض: على سبيل المثال، فإن ألمانيا ستقلص ميزانيتها الدفاعية بنسبة الربع خلال السنوات الأربع القادمة، وسيتم تقليص ميزانية الدفاع البريطانية إلى أكثر من 8 بالمائة من قيمتها الحالية بحلول عام 2015. وهذه الاعتبارات تضعف من قدرة الناتو على التدخل العسكري الخارجي. فخلال قمة شيكاغو الأخيرة دعا الحلف إلى التركيز أكثر على تأثير السياسات التقشفية على قدراته العسكرية.. وعليه، فإن التدخل في سوريا يطرح من جديد إشكالية التمويل، خاصة وأن الدول الأعضاء لا تتقاسم الأعباء المادية والعسكرية التي يتطلبها التدخل العسكري بشكل متساو.

تآكل النظام السوري من الداخل: يدرك الناتو أنه بعد أكثر من سنة ونصف من النزاع لم يعد النظام السوري قادرا على الاستمرار، خاصة بفعل الانشقاقات داخل الجيش النظامي وتنامي قوة الجيش السوري الحر. فالتدخل في مثل هذه الظروف يزيد من المشاكل، ولن يشكل قيمة مضافة لحسم المعركة التي ستكون نتيجتها لصالح القوى الإسلامية كما حدث في ليبيا، وهذا ما لا يريد تكراره. خاصة وأن المعارضة -في نظر الناتو- يتجاذبها عدد من تيارات الإسلام الجهادي المعادية لإسرائيل. وبالتالي، فإن البيئة السياسية التي سيفرزها التدخل العسكري للناتو لا تتقاطع مع مصالحه.

التوازن الإستراتيجي في الشرق الأوسط: مما لاشك فيه أن الناتو ينظر إلى النزاع السوري بناء على التوازن الإستراتيجي بين إسرائيل ودول المنطقة. فإحجام الناتو عن عدم التدخل ينطوي على رغبة أكيدة لإخراج سوريا من دائرة التوازن الإستراتيجي مع إسرائيل بحكم قدرتها العسكرية. وهذه المدة الطويلة للنزاع، سواء انتهت بسقوط نظام الأسد أو عدم سقوطه، فإنها بالتأكيد سوف تخرج سوريا من محور التشدد الإقليمي، أو ما يسمى بمحور الممانعة، وسيفقد التحالف الإستراتيجي الثلاثي: إيران، حزب الله، وسوريا أحد أركانه الأساسية، وهذا ما يصب في مصلحة إسرائيل، حيث ستنشغل سوريا أكثر فأكثر بدوامة قضاياها الداخلية.

تعدد جبهات الصراع: يرتبط هذا الاعتبار أساسا بكون الناتو حديث عهد بالخروج من النزاع الليبي، ولا يريد أن يتورط في نزاع إقليمي آخر يأخذ من طاقته كما حصل في ليبيا ويحصل في أفغانستان، وإضافة إلى هذا، فإن هناك التدخل الفرنسي في مالي، حيث لا يمكن للناتو أن يعول على الدعم العسكري الفرنسي في هذه الظروف، بحكم تركيز النخب العسكرية الفرنسية على نجاح العملية العسكرية في منطقة الساحل. وهنا يجب التذكير بأن الناتو لا يمتلك جيشا خاصا، وإنما مركز قيادة عسكرية، ويباشر عملياته العسكرية من خلال القوات التي تساهم بها الدول الأعضاء في الحلف.

نشر صواريخ باتريوت في تركيا

من نافلة القول التذكير بأن الناتو لن يتدخل في سوريا، لكن إقدامه على نشر صواريخ باتريوت بتركيا على الحدود السورية التي تبلغ 877 كيلومتر يثير علامات استفهام عديدة. ففي نظرالنظام السوري وحلفائه، تعتبر هذه الخطوة إيذانا للتدخل العسكري في سوريا، بحيث يمكن استعمال صواريخ باتريوت في حالة تغير موقف الحلف كجزء من العملية الجوية، كما يعتبرونها تصرفا استفزازيا في إطار استعراض القوة، وأنها لا تقدم دليلا على حسن النية والرغبة في تشجيع الحل السلمي للأزمة السورية، إلى جانب اعتبار هذه المناورة تحفيزا للمعارضة السورية على حربها ضد الجيش النظامي...

غير أنه من وجهة النظر العسكرية وبناء على مقتضيات الدفاع المشترك، فإن نشر هذه الصواريخ يدخل في إطار الاعتبارات التالية:

· تفعيل الفصل الخامس من معاهدة واشنطن الذي ينص على مبدأ التضامن في حالة تعرض أحد أعضاء الحلف للاعتداء أو التهديد الذي يمس بأمنه وسيادته ووحدته الترابية. وللإشارة، فإن هذا الفصل لم يتم تفعيله في تاريخ الحلف الأطلسي إلا مرة واحدة سنة 2001 بعد أحداث 11 سبتمبر. وضمن هذا الإطار تدخل استجابة الناتو لطلب تركيا بنشر بطاريات من صواريخ الباتريوت على حدودها المحاذية لسوريا، من أجل صد أي عدوان محتمل من طرف هذه الأخيرة ضد معارضي نظام الأسد الذين تحتضنهم تركيا.

· وفي ارتباط مع ما تقدم ذكره، فإن الناتو يتعامل مع الأزمة السورية بناء على عضوية تركيا في هذا الحلف، وهو ما يستوجب حمايتها ضد أي تهديد حقيقي أو محتمل، خاصة بعد حادث تدمير قاذفات قنابل تركية من طرف الدفاعات الجوية السورية..

· ومن جهة أخرى، فإن هذا النظام من الصواريخ لا يعتبر بأي حال تمهيدا للتدخل العسكري بسوريا، لأنه لن يستخدم خارج الحدود التركية، ولايحقق أية حماية للمدنيين السوريين أو الثوار على حد سواء. فهو نظام دفاعي بحت، الغرض منه هو ردع سلاح الجو السوري ومنعه من قصف الحدود الشمالية السورية التي يسيطر عليها الثوار... وللتذكير، فإنه سبق للحلف أن نشر هذا النوع من الصواريخ على التراب التركي خلال حروب الخليج سنة 1991 و2003، غير أنه لم يستعملها، وتم جمعها بعد انتهاء الحرب بشهور قليلة.

وخلاصة القول، فإن التوجه العام للحلف الأطلسي يتجسد في عدم التدخل العسكري في النزاع السوري سواء بتفويض أم عدم تفويض من الأمم المتحدة. وحتى في حالة استعمال النظام السوري للسلاح الكيماوي -وهو أمر مستبعد جدا- فإن هذا الأمر لن يؤدي إلى تغيير موقف الحلف الأطلسي. بعبارة أخرى مسألة استعمال السلاح الكيماوي يمكن أن تدفع بعض أعضاء الحلف في إطار تحالف تقوده الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا Coalition of the willing إلى التدخل وليس الحلف الأطلسي كمنظمة.

د. إبراهيم اسعيدي - أستاذ بجامعة أوتاوا بكندا ومتخصص في شؤون الحلف الأطلسي والسياسات الدفاعية والأمنية بالعالم العربي

nad-ali 25-02-2013 09:24 PM

http://www.al-akhbar.com/sites/defau...theme_logo.gif

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...oBsXksIdti7swA
سوريا، تسوية مع من؟

http://www.ammonnews.net/img/big/201034big55753.jpeg
ناهض حتر


هل كانت جريمة التفجير الانتحاري في أربعاء دمشق الدامي، انقلاباً على عملية الحلّ السياسي في سوريا؟ هناك دلائل تشير إلى ذلك، ومنها (1) رفض الولايات المتحدة إدانة تلك الجريمة الإرهابية في مجلس الأمن الدولي. وهو ما أثار غضب موسكو التي اتهمت واشنطن، شريكتها الأساسية في التسوية السورية، بـ«ازدواجية المعايير»، والخروج على الإجماع الدولي ضد الإرهاب. ويعكس هذا التوتر، تباعداً في مواقف القوّتين الأعظم، لا يؤذن باتفاق قريب. (2) اتجاه المندوب الدولي ــــ العربي، الأخضر الإبراهيمي، إلى تبني رؤية لا تنسجم، حسب دمشق، مع متطلبات السيادة السورية. يعني ذلك، ببساطة، المسعى المرفوض، سورياً وروسياً، إلى فرض برنامج حل خارجي لا يأخذ في الاعتبار مكوّنات الدولة السورية وثوابتها الوطنية. (3) تعليق الزيارات التفاوضية لرئيس «ائتلاف الدوحة»، معاذ الخطيب، إلى موسكو وواشنطن وعواصم أخرى. (4) اتجاه «ائتلاف الدوحة» إلى تأليف حكومة في مناطق سيطرة الجماعات المسلحة.

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...IRrw8vTD9i8TCC

هل تبدّدت التسوية أم أنه عضّ الأصابع في ربع الساعة الأخير، قبل حدوثها؟

التسوية، من منظور الدبلوماسية الروسيّة، هي محصلة عقلانية لحسابات موازين القوى القائمة بالفعل؛ فقد أثبت النظام السوري، بعد سنتين من المواجهات الصعبة، قدرته على الصمود، بحيث لم يعد التفكير بإسقاطه بالقوّة، واقعياً. بالمقابل، سوريا منهكة جراء الحرب والحصار. وهو وضع يقود إلى طاولة المفاوضات. لكن مَن قال إن المغامرين الدوليين والإقليميين المؤتلفين ضد سوريا يخضعون للعقلانية؟ وما دام السوريون، وحدهم، هم مَن يدفعون الثمن، فلا شيء يمنع من إطالة أمد الحرب والتجريب، مرة بعد أخرى.

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...mvtQqBKx7Ltv7w

حتى الآن، لم تتكوَّن عناصر هجوم سوري معاكس، يلزّ الأعداء إلى ضرورة حسم مواقفهم من التسوية، كالردّ على الاعتداءات الإسرائيلية، (وآخرها تجديد ضم الجولان بالتنقيب عن نفطه وغازه) ما يجلب الأميركيين، تواً، إلى طاولة مفاوضات واقعية أو تكبيد أنقرة والرياض ــــ وخصوصاً الدوحة ــــ الآلام نفسها التي تتجرعها دمشق، ما يضع تلك العواصم أمام خيارَي الحرب والسلام. هكذا، سيظلّ هناك المزيد من الوقت لمصلحة أعداء سوريا.

هناك، كما هو معروف، وجهة النظر الأكثر حذراً التي تقول إن موازين القوى وضوابط الحلفاء، لا تسمح بردّ سوريّ على المستوى الإقليمي، ولن أناقش، هنا، هذا الملفّ البالغ التعقيد والحساسيّة، ولكنني أودّ، فقط، التوصل إلى الاستنتاج الآتي:

إن توقيت التسوية ليس بعد في أيدي السوريين وحلفائهم. يظل الإطار التسووي للأزمة السورية، بالطبع، قائماً كمعطى أساسي، تحرّك الدبلوماسية الروسية المثابرة، دينامياته، إنما يبقى السؤال الرئيسي هو: تسوية مع من؟ هل تفضي أيّ تسوية، مهما كانت طبيعتها، إلى منع المفجرين الانتحاريين من ارتكابات القتل الجماعي وتهديد الحياة اليومية والاقتصاد والنشاط الاجتماعي في دمشق وحلب وسواهما من الحواضر السورية؟

سوريا تواجه، ميدانياً، تمرداً مسلحاً من جماعات غير خاضعة للمستوى السياسي، أقواها، على الإطلاق، منظمة «القاعدة» الأممية المسماة «جبهة النصرة»، وهذه يهمها أن تستجيب لأوامر التصعيد، لكن أين هي مصلحتها في الاستجابة لأوامر الانسحاب؟ وإلى أين؟ ومَن يستوعب هذه الآلاف من الإرهابيين؟

http://3.bp.blogspot.com/-ep4TDNMgHA...Uwk%5B1%5D.jpg

سيقال، هنا، إن التسوية ستجفف منابع الدعم الدولي والإقليمي للإرهاب في سوريا. ولعلّ ذلك كان صحيحاً، أي منتجاً، في أوائل عام 2012، أما الآن، في 2013، فالمعطيات تجزم بأن حركة التمرد أصبحت إرهابية، وأنها تأخذ منحى مستقلاً عن صانعيها؛ الوحش الذي تم خلقه كأداة قتال ضد سوريا، بديلاً عن الجيوش الغربية والتركية والإسرائيلية، أصبحت له، اليوم، قدراته وآلياته الذاتية وسيطرته الميدانية على التمرد. يجعل ذلك من فكرة الانسحاب الإرهابي، وهماً، بينما الوهم الأكثر سذاجة (أو الادّعاء الأكثر لؤماً) هو القول بإمكانية دمج «جبهة النصرة» في أي صيغة سياسية للحل، سواء بوجود الأسد أو برحيله؛ (1) صحيح أن «الجبهة» تعمل في سوريا، ولكنها غير سورية، سواء في إيمانها أو في استراتيجيتها أو في تركيبتها، بل هي تعبير عن دينامية سلفية عولمية وجدت في سوريا ملاذها وفرصتها الاستثنائية لإقامة قاعدة لـ«القاعدة» في بلد عربي مركزي، وبرضى دولي وتسهيلات إقليمية. (2) «الجبهة» ليست ميليشيا سنيّة تعبّر عن توتر طائفي داخلي ليكون ممكناً دمجها في حل ينهي ذلك التوتر، بل هي منظمة تكفيرية، وإزاء السنّة بالذات، إذا ما خالفوها في الرأي الديني أو منهج الحياة أو المشروع السياسيّ. والتفجير الإرهابي الأخير في الحي الدمشقي السنّي، يمثّل دليلاً حاسماً على ذلك. لا تريد «الجبهة»، في الحقيقة، التغيير في سوريا لمصلحة السنّة، بل تريد تغيير سوريا نفسها، وتحويل سنّتها المعروفين بكونهم أنصاراً تاريخيين للدولة الوطنية والمدنية والعروبة والحداثة، إلى أسوأ أصناف الوهابية.

http://2.bp.blogspot.com/-T1-6H3Qs1p...1%D8%A9+09.jpg


kumait 01-03-2013 03:04 PM

اسرائيل: الأسد وإيران ونصر الله وبوتين ربحوا المعركة في سوريا
 
http://www.iraaqi.com/upload/85455821.jpg
اسرائيل: الأسد وإيران ونصر الله وبوتين ربحوا المعركة في سوريا

إن ما فعله الرئيس السوري بشار الأسد لم يكن بوسع أي زعيم عربي أن يفعله بدءاً بزين بن علي في تونس، مروراً بحسني مبارك في مصر وصولاً إلى مُعمّر القذافي في ليبيا، وهو إيقاف “الثورة العربيّة” في دمشق”، هذه هي الخلاصة التي وصل إليها موقع “تيك دبكا” العبري المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية.

وبحسب الموقع، فإن “المعارضين السوريين الذين يتواجد ممثليهم حاليّاً في موسكو بغية التحدّث للمرّة الأولى مع الممثل الشخصيّ للأسد وزير الخارجيّة السوريّة وليد المعلّم، يقرّون بأنّهم غير قادرين على احتلال دمشق، والسيطرة على وسط حلب والسلاح الكيميائيّ السوريّ، ولا حتى على القواعد الجويّة الكبرى التابعة لسلاح الجو السوريّ، رغم بياناتهم التي أعلنوا فيها سيطرتهم عليها”.

وأشار الموقع الى أن “ممثلي المعارضة السورية مستعدون الآن لمناقشة اقتراحات موسكو، والتوصّل إلى اتفاقيات أولية بشأن هدنة، قد ينبثق عنها لاحقاً اتفاقيات سياسيّة، سيكون في أساسها بندٌ أساسيّ واحد وهو إجراء انتخابات عامّة، حيث لا يثق أحد باجرائها قريبا، وهذا يعني أن بشار الأسد سيبقى رئيساً لسوريا والقائد الأعلى للجيش”.

الانجاز الحاسم الثاني للأسد وفق “تيك دبكا” هو “الحفاظ على المحور الاستراتيجي طهران – دمشق- حزب الله. وبهذا يكون الأسد قد أنجز حيال إيران الانجاز التاريخي في توسّع دائرة التأثير الشيعيّ من الخليج لغاية شرقي البحر المتوسط، وهناك انجاز ثالث وهو استقواء حزب الله وزعيمه (السيد) حسن نصر الله. ففي الوقت الذي يُمسك الأسد بزمام السلطة في دمشق، يُعتبر (السيد) نصر الله الشخص الأقوى في بيروت”.

الموقع الاسرائيلي يتحدّث أيضا عن أن هناك انتصار شخصيّ كبير لرئيس روسيّا فلاديمور بوتين في الحرب الدائرة في سوريا، فهو قاد سياسة تقول إن موسكو لن تسمح لواشنطن وللناتو بإسقاط الأسد.

واستنتج موقع “تيك دبكا” أن هناك أربعة خاسرين أساسيّين نتيجة هذه التطورات:

الاول: الولايات المتحدة الأميركية برئاسة الرئيس باراك أوباما.. تزايد قوّة الأخوان المسلمين وعناصر القاعدة في تونس ليبيا ومصر، وزعزعة استقرار الأنظمة الديمقراطيّة المؤقّتة، التي في الواقع لم تقام في أي من هذه الدول، وهذا يظهر أن ليس هناك أي غطاء لكل أحاديث واشنطن حول الربيع العربي الديمقراطيّ والليبيرالي.

الثاني: دول الخليج وعلى رأسها السعودية وقطر.. رغم قوتهم الماليّة، ودعمهم للمعارضة السورية بالمال والسلاح لم يستطيعوا مواجهة قدرة الإيرانيين على دعم الأسد بالمقاتلين، والمال والسلاح. وعليه نجحت طهران في تمويل كلفة المعركة السورية بحوالي بليون دولار شهرياً.

ثالثا: “إسرائيل”.. إضافة إلى الاستقواء المتزايد للتهديد النووي الإيراني، لم تنجح “إسرائيل”، رغم أنها أدارت الحرب في العام 2006 ضدّ حزب الله، وحماس في العام 2009، بالقضاء على المحور الإيراني السوري – حزب الله حولها، وحاليّاً تعزّز هذا المحور.

رابعا: تركيّا.. رئيس حكومتها رجب طيب أردوغان أسّس كل سياسته الشرق أوسطية، وعلاقات تركيّا – إيران على الدور الأساسي الذي سيكون لأنقرة بعد سقوط الأسد. حاليّاً سيضطرّ إلى العيش تحت ظل الأسد الذي يواصل التمسك بالسلطة في دمشق.


الـدبـلومـاسيـة الامـريكـيـة وحسـابـات البيــدر
د احـمـد الاسـدي

الحـلـول الـسـلميـة عـلـى حـسـاب الحـلولالعسـكريـة التـي عـبـر عنهـا جـون كـيـري وزيـر خـارجيـة واشنطـن واعتـبـرهـاالمخـرج الـوحـيـد للأزمـة الســوريـة , ومــد عـلى دعـامـاتهـا جـسـور اتصـال دبلومـاسيـه مـبـاشـرة مـع مـوســكـو تـخـطت الخـلافـات المتأزمـة بيـن الطـرفيـن التي كـانت ســائـدة فـي عهـد دبلومـاسيـة كـلينــتـون , يـجـب أنْ لا يـنـظـراليهــا بـتفـاؤل او وضعهـا فــي كفــة حـسـابات حسـنـات امتطـاء كيـري لحـصـان خـارجيـة ادارة اوبـامـا الجـديده القـديمـة , فـالـدبلـومـاسيـة الامـريكيــة تــتمـيـز عـن غيـرهـا مـِنْ الدبلـومـاسيـات الأخـرى بـأنهـا ومهمـا تـغيـرت وجـوه شــخـوصهـا , فهـي غيـر مســموح لهـا الخـروج عــن مسـار مـا هـو مـرسـوم لهـامـِنْ قـبـل دوائــر صــنـع القـرار الاســتراتيجـي الامـريكـي المـرتبـط بـمنظـومـات اللـوبـي اليهـودي الصهيـونـي (السـياسيـة والأمنيـة والاقتـصـاديـة ) الـراعـيـة للأمـن القـومـي الاســرائيـلي والـداعمـة لـمشـروع اســرائيـل فـي المنطقـة , الـذي تـنفـذه عـن طـريق وكـلاءهـا مـِنْ العـُربـان والعثمـانيين الجـدد وادواتهـم الاســلامـويـة التكفيـريـة وعصـابات ارهـابهم واجـرامهم المسـلحـة المقنعـة بغطـاء الاســلام المنطـويـة تحـت مسميـات القـاعـدة والسـلفيـة الجهـاديـة .

مـمـا لا شــك فيــه إنَ ســقـوف المطـالـب الأمـريكيــة بخـصـوص مـوضـوعـة ( تـنـحـي السـيد الرئيس الأســد ) قــد تــدنـت , ومـا عـدنـا نـسـمـع التصـريحـات النـاريـة الأوبـاميـة ولا ضـجـيـج التهـديـدات وشــروط الســقـوف الـزمنيــة التي ادمنـوا عـلـى اجـتـرارهــا , وقـلنـاهـاســابقـا ونعـيـدهـا حــتى لا يـتوقـع البعـض أنْ الخـنـزيـرة يـمـكن أنْ تــلــد حـمـلا وديعـا , إنَ تحـول المـوقف الأمـريكـي هـذا نـابـع مـِنْ نـتـائـج حـسـابـات البيـدر عـلـى الأرض الـتـي فـرضهـا الجـيش العـربي الســوري والقيـاده الســياسيــة , والفكـر النـاضـج والراسـخ المـؤمـن بحتميـة الانتصـار للعقليـة القيـاديـة الحكيمـة عـنـد الأخ الرئيس بشـار الأســد , ولــسـت مـِنْ بـاب الحـُســن بـالنيـات الكيـريــة.

ولــكـن هــذا الـتـدنـي فـي طبيعتـه يـبقـى مـرهــون بمـا تمـليــه مـصالح اســـرائيــل والحـفـاظ عـلـى امـن كـيـانهـا , والحـيـلولــة دون فـقـدانهـا لـعـنصـر التفـوق العسـكري والاقتصـادي والدعـم والتعـاطـف الغـربـي لهـا , وقـد يـنبـري ذو غـرض ومـا اكـثـرهـم بـالقـول , اذاكـان الجيش السـوري هـو مـَنْ يمتلـلك المبـادرة ويـتمســك بـالأرض , فلمـاذا ذهـب الســيد وليـد المعـلـم وزيـر الخـارجيـة بتصـريحـاتـه الأخيـرة فـي مـوســكـو بـالدعـوة للحـوار حـتـى مـع الجهـات المعـارضـة الـتي تحـمـل الســـلاح ؟

وهـنـا يـجب اولا التفـريـق بيـن المعـارضـة المســلحـة وبيـن الارهـاب المســلح , فـالارهـاب المسـلـح الـذي تـتبنـاه الجمـاعـات التكفيـريـة المنطـويـة تحـت رايـة جبهـة النصـرة التابعـة الـى تنظيمـات القـاعـدة فـي بـلاد الشــام ســواء تـلك القـادمـة مـِنْ خـارج الحـدود او التي لهـا جذور فـي الداخـل ,لا يمـكن أنْ تكـونفـي اي حـال مـِنْ الاحـوال عـنصـر قـابـل للحـوار , لإعـتبـارات جـوهـريـة تـرتبـط بالعقيـدة التكفيـريـة الالغـائيـة الاجـراميـة التي تـؤمـن بهـا و تكفـر الجميـع وتشــرع القتـل والاجـرام عـلـى اسـاس الاخـتـلاف بـالديـن والمذهـب والاعتقـاد , وهـي لا تـؤمـن اسـاسـا بـمدنيـة الدولـة الجـامعــة والتعـدديـة الفكـريـة والســياسيـة , ومـع تحـفـظ كـاتب السـطـور عـلـى مـوضـوعـة الحـوار مـع مـا يسـمـى ( المعـارضـة المسـلحـة ) .

إلا إنَنـا يجـب التعـامـل مـع مـُســلمــةإنَ الحـرب الـســياســية والدبـلومـاسيـة لا تقــل بفعـلهـا المـؤثـر عـلـى تغييـرمـوازيـن المعـركـة الجمعيـة عـن الحـرب الفعليـة العسـكريـة عـلى الارض , وهـيبذات حـالهـا هـذة تحـتـاج الـى خـطط الـدفـاع والاحــتـواء التـي تعطـي الزخـملمـرحـلـة الهجـوم , والخـطـوة التي اقـدمت عليهـا القيـادة الســوريـة وعبـر عنهـا الســيـد المعـلـم تـأتــي مـِنْ بـاب اســقـاط حـجـج العـدو التي يـلعـب عـلى ورقتهـا فـي تـجيـيشـه للـرأي العـام واستجـداء التعـاطـف , وخـطـوة لإحـراج مـَنْتســمي نفسهـا بالمعـارضـة وتــدعـي تمثيلهـا لطـيف مـِنْ الشـارع , واظهـار حقيقـة عـدم امـتـلاكهـا لقـرارهـا وتبعيتهـا لســيدهـا الامريكي و القطـرائيلـي والعثماني المتصهين , وسـحب بســاط مظلوميـة إنَ الرئيس الأسـد والدائـره المقـربـة منـه يـرفضـون مبـدأ الحـوار , ويضعـون الشــروط قـبـل الجـلوس عـلى بســاطــة , التي طالمـا رددوهـا ونـالـوا تعـاطـف المجتمـع الدولـي جـراءهـا , وبـالتالـي رمـي الكـرة فـي المـلعـب الآخـر ســيخـلـط الاوراق بيـن صـفـوف لاعبيـه ومـمـوليـه وداعميـة.

وفـي نـفـس الـوقـت يعطـي فســحـة اوســع لحـلفـاء ســوريـا الاقليميين والـدولييـن مـِنْ روس وصـينيين وايـرانيين للتحـركبصـورة مسـتريحـة , ويمنحهـم ورقـة اقــوى عـلـى طـاولـة اي حـوار دولــي بخصـوص الموضـوعـة الســوريـة , ويعـري الجـانـب الآخـر ويضعــة امـام اخـتيـاريـن لاثـالث معهمـا , فـأمـا المصـداقيـة فـي الحـوار والنيـات او الاعـتـراف بسـوء النـوايـا والكـذب والمـراوغـة وتضـليـل الرأي العـام , ومثلمـا يقــول المثـل ( امـشــي ورى الجـذاب لحـد باب داره ) , وعليـه فـإنَ الخطـوة الاســتباقيـةالســوريـة للقـاء لافــروف كـيـري الـذي جـرى فـي بـرليـن , وانتهـى بتفـاهمـات عـلى طبيعـة الخطـوات المســتقبليـة التي تهيء ارضيـة لحـوار سـوري سـوري غـيـرمشـروط , لـم تكـن مـِنْ بـاب الضـعـف او انهـا مـنـاقضـة لمـا هـو واقـع عـلى الارض كمـا قــد يعتقــد البعض ويـروج لــه اصحـاب الغـايـات والنـوايـا , الـذيـن احــرجهـم السيد المعـلـم بتصـريحـاتـه وخـلـط الاوراق عليهـم .

عـودة عـلـى بــدأ ومــِنْ أجــل أنْ تـتـوضـح الحـقـائق , فـطـبيعــة التـقـلبـات فـي الـتكتيكـات الأمـريكيـة بـالــتعـاطـي مـع مســتجـدات الحـدث الســوري , والتي بـدت ملامحهـا تتـضـح اكثر واكثـر مـِنْ خـلال تصـريحـات كـيـري , لا تخـرج عـن ســيـاقـات اســتـراتيجيات ربــط ملـفـات المنطقــة مـع بـعـضها والتفـاوض التقـايضـي عـلـى اســاس الحـزمـة الواحـدة , فـالمـلـف الايـرانــي النـووي ونتـائـج اجتمـاعـات ايـران مـع مجموعـة 5 + 1 والعقـوبـات الاقتصـاديـة بالضـد مـِنْ طهـران , والـدورالـذي تلعبــة ايــران فـي المنطقــة عمومـا والخليـج تحـديـدا , وعـلاقاتهـا المتميـزه مـع بغـداد ودمشـق ودعمهـا للمقـاومـة الفلسـطينيـة فـي غـزة وحـزب اللهفـي لبنـان , والانتفـاضـة السـلميـة لشــعب البحـريـن يبقــى ســيـد الهـواجـس الامريكيـة , لمـا لــه مـِنْ عـلاقــة مبـاشــرة وجـوهـريـة بـأمـن اســرائيـل اولا , ومـصـالح امـريكـا فـي المنطقـة ثـانيـا , و التـزامـات واشـنطـن بحمـايـة حـلفـاءهـا العـُربـان مـِنْ التهـديـدات الايـرانيـة المـزعـومـة ثـالثـا.

ومـفـارقــة المسـاعـدات الأمـريكـية المـالـيـه والعسـكريـة الـتـي يسعـى كيـري تقـديمـهـا الـى مـا يسمـى بالمعـارضـة السـوريــة , وحـديثـه فـي نفس الـوقـت عـن تقـديـم المشــورة الامـريكيـة بشــأن كـيفيـة الاسـراع بالجـلـوس الـى حـورات الحـل السـيـاسـي الســلمـي , تعبـر وبـلا ادنـى شــك عـن اســتخـدام واشــنطـن لـلـورقـة الســوريـة جمـعـا وورقـة مـايسـمـى بالإئـتـلاف الســوري تحـديـدا , كعـامـل تـفـاوضـي مـع الـروس والايـرانييـن حـول مســتقبـل الـمصـالـح الأمريكيـة واســرائيـل , بعـد أنْ تــأكـد لهـا اســتحـالـة ســـقـوط او تــنحـي الأخ الرئيس بشــار الأســد , وانهيـار المنظـومـة العقـائـديـة للمؤسسـة العسـكريـة الســوريـة التي راهنـوا عليهـا , وســقـوط فـرضيــة عـزل وتفكـيـك محـور مقـاومـة طهـران دمشـق حـزب الله, بـل إنَ الأمـر اصـبح اكثـر تعقيـدا بالنسـبـة لهـم , بعـد ارســلـت بغــداد اشــارات واضحـة للجميـع عـن مـدهـا جســور داعمـة لهـذا المحـور , مـِنْ خـلال رفضهـا المطـلق والصـارم للمطـالب الامريكيـة بضـرورة الـتـزام العـراق بـحـزمـة العقـوبـات الامـريكيـة والاوربيـة عـلـى طهـران ودمشــق التي جـاء بهـا وزيـرالخـزانـه الامريكـي الـى بغـداد وعـاد خـائبـا بخفـي حـنيـن .

kumait 09-03-2013 10:39 PM

ارهابيون في مالي لكنهم " ثوار" في سورية هكذا هي معايير الغرب!!!!
 
ارهابيون في مالي لكنهم " ثوار" في سورية هكذا هي معايير الغرب!!!!
كاظم نوري الربيعي

انظروا كيف يتعامل الغرب مع الشعوب وباية معايير تحكمها بالطبع الثروات وتخضع للمصالح اما الحديث عن الحرية وحقوق الانسان و" الديمقراطية" فتخضع جميعها لتلك المعايير ومثلما وصل الحال بان يكون برميل النفط بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين اغلى واثمن من راس اي مواطن عربي باتت " حبة اوتراب " من اليورانيوم المطمور في اراضي مالي او اي دولة اخرى اثمن واغلى من كل رؤوس شعوب دول القارة الافريقية.

في مالي هبت فرنسا مثلما هبت في ليبيا قبل ذلك جراء رائحة النفط تدعمها من وراء الستارة عواصم الغرب الاخرى مثل لندن وبرلين باشراف مافيات" واشنطن" من اجل محاربة" الارهابيين" الذين سيطروا على شمال مالي وارسلت القوات العسكرية وحثت دول الجوار الافريقي لمقاتلة " الارهاب" في المنطقة بزعم " المخاطر" الارهابية" بينما تبرعت واشنطن ولندن بتقديم " الدعم اللوجستي والمعلوماتي باستخدام " الطائرات بدون طيار" وغيرها من وسائل القتل والدمار.

كل ذلك من اجل دحر " الارهاب والارهابيين" في مالي لان باريس تحولت الى وصي على شعوب افريقيا التي ذاقت مرارة الاستعمار الفرنسي لعقود من السنين ولاتزال بسبب نهب الثروات التي حباها الله لشعوب القارة وتحولت الى " مصائب" وويلات جراء وجود تلك الثروات التي لم تنل منها شعوب المنطقة سوى الموت والدماروالفقر.

في مالي" ثروات طبيعية مطمورة " كما تتحدث عن ذلك وسائل الاعلام هي التي حركت ضمائر" دعاة الحرية" في الغرب وتطلب اعتبار " الذين سيطروا على شمال مالي بمثابة " ارهابيين" وجب قتلهم والتخلص منهم باية وسيلة كانت حتى لو تطلب " رشهم بالكيمياوي" لان في مثل هذه الحالات يبيح الغرب لنفسه ان يستخدم اكثر الاسلحة فتكا ودمار طالما ان الامر يتعلق ب" التخلص" من خصوم ينافسونه على الثروات " نفط " ذهب" يورانيوم" والاخير كما هو معروف هو الذي عجل في ارتفاع حمية ونخوة باريس وليس" الارهاب او الارهابيين" او الحفاظ على وحدة البلاد كما يزعمون بارسال قواتها الى مالي مثلما كان النفط وراء تسابقها بارسال الطائرات الى ليبيا في حينها والا بماذ نفسر شن الحرب " ضد الارهاب " في مالي ودعم الارهاب ومساندته في سورية ؟؟.

فهل هناك ارهاب ممنوع وارهاب مشروع في قاموس الغرب؟؟ الارهاب في مالي يتوجب قتله والتخلص منه باية وسيلة كانت لانه يشكل خطرا على وحدة البلاد لكن الارهاب في سورية شيئ اخر ان هذه المجاميع من وجهة نظر الغرب" تضم "مناضلين من اجل الحرية" والديمقراطية "لان الارهاب يصنف لدى الغرب كما تصنف الفنادق" 3 نجوم" 4 نجوم" و" 5 نجوم" انهم " ثوار وثورة" يجب دعمهم ومساندتهم ومدهم بكل مستلزمات البقاء والصمود " اسلحة واموال" لتدمير سورية الدولة وتمزيقها مثلما يتطلب عقد المؤتمرات تحت شعار" اصدقاء سورية" وتاجيج الاصوات والشعارات المنادية بالحرية والديمقراطية وحرية الشعوب الى اخر هذه الاسطوانة المشروخة .

هذه هي معايير الغرب فتخيلوا !!!!

سورية تتعرض لكل ذلك بسبب مواقفها الوطنية الرافضة للهيمنة والتحكم با رادة الشعب والخضوع للمشاريع الاستعمارية والا اين الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان في انظمة" عائلية" تركع عند اقدام سادة البيت الابيض مثل السعودية وقطر؟؟ هل ان هذه الانظمة تعد مثالا للانظمة " الديمقراطية" التي يجب ان تحذوا حذوها الدول الاخرى؟؟ انها مسخرة حقا .

ان كل ما فعلته وتفعله هذه الانظمة " المنبطحة" هو خدمة المشاريع الامريكية والاستعمارية والانخراط في التامر على الاخرين تنفيذا لاوامر امريكية وتقديم ثروات البلاد على " طبق من ذهب" واخضاع سيادتها لخدمة اجندات " العم سام ".

هذه الشروط هي التي ترغب فيها "واشنطن" وبقية الدول الاستعمارية " لاديمقراطية او حرية" او " حقوق انسان" ولاهم يحزنون. المهم تنفيذ ما يرغب به سادة " البيت الابيض" ارضاء لمدللة الغرب في المنطقة " اسرائيل".!!! هذا وحده يزكيك ويمنحك هوية " ديمقراطية للكشر " والى الابد حتى لو كنت حاكما " جلادا لشعبك " تستخدم السيف لحز رقاب الناس تعزيرا وسوف يبيضون صفحاتك السوداء ويمسحون عنك كل مسميات "اخرى" تمتلئ بها قواميس الغرب !!!!.

طهران: لا ننصح الغرب بالتورّط في «المصيبة» السورية

اكد رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة اللواء حسن فيروز ابادي ان موقف ايران ازاء سورية «هو موقف الدفاع فقط ولن يكون لنا اي حضور عسكري فيها اطلاقا»، واضاف على هامش «ملتقى الدفاع الوطني، الدفاع الشامل»، بطهران «سندافع عن سورية بكل وجودنا، ولن ندخل في سائر القضايا». وحول قرار الجامعة العربية بتوجيهها الدعوة رسميا للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لشغل مقعد بلادها في الجامعة، قال «ان افراد المجموعات المسلحة جاءوا من مختلف الدول الاسلامية ويقاتلون النظام السوري تحت امرة القاعدة، الا ان هناك مجموعة اخرى من ضمن هذه القوى هم من الشباب المتحمس الذين يأتون الى الساحة اثر التطورات الثورية، حيث خدعوا من تنظيم القاعدة ويقاتلون الى جنبه». واوضح فيروز آبادي «ان الاعتراف رسميا بهؤلاء لا يفيدهم ولا الجامعة العربية بشيء، ان عددهم ضئيل ولا اصل لهم في سورية ولا يتعلقون بترابها».

وعن الدعم المالي الاميركي للمعارضة السورية واحتمال التدخل العسكري الغربي المباشر في الشأن السوري، قال «ان نصيحتنا للدول الغربية هي ألا تورط نفسها بمثل هذه المصيبة (...) بطبيعة الحال فان هذا الامر لا يعني ان ايران ستبدي رد الفعل»، مبينا ان «الحكومة السورية ليست لوحدها، هذه الحكومة يواكبها شعبها وليس بالامكان مقاتلة شعب، ولايمكن تجاهل حقوق شعب ما ايضا».
وقال «ان اعداء سورية يسعون الى تجزئة هذا البلد، وهو امر يضر بالمنطقة والغرب ايضا ومن شأن هذا الامر ان يؤدي الى نمو تنظيم القاعدة، وان يتجه في ما بعد مباشرة الى اوروبا عن طريق البحر الابيض المتوسط».

من جهة ثانية، اكد مساعد رئيس السلطة القضائية الايرانية ابراهيم رئيسي ان «ايران تعتبر سورية عمقا جغرافيا لها وذلك في اطار الدفاع عن هويتها وامنها». وقال «حين نتحدث عن سورية، رغم انها بلد آخر، لكننا في الحقيقة نعتبرها ضمن الحدود الجغرافية لايران، وذلك في اطار الدفاع عن هويتنا وامننا». وتابع قائلا: «عندما نتحدث عن هذا البلد، فان الكلام الاساس يتعلق بالامن الفكري للثورة الاسلامية، ذلك لان فكر الثورة يقوم على مقارعة الكيان الصهيوني والاستكبار العالمي، وهذا الامر يواجه اليوم الاخطار في سورية (...) ان سورية تعد نقطة الدفاع والهجوم بالنسبة لايران»، ولفت الى ان طهران «لاتنوي ابدا التدخل في التطورات الحاصلة في هذا البلد، وانما اين ما كان هناك حديث عن هوية الثورة الاسلامية فان ذاك البلد سيكون عمقا جغرافيا لايران».

جهاز الأمن الإسرائيلي: سوريا بعد أزمتها ربما تكون مقسمة إلى دويلات
تل أبيب / تقرير أمني أسرائيلي / الترجمة

رأى جهاز الأمن الإسرائيلي أن "سوريا ما بعد "الحرب الأهلية" فيها لن تكون مستقرة، وربما مقسمة إلى دويلات، وأن الصدامات الجارية شبيهة بما دار بين المعسكرين الغربي والشرقي خلال حرب فيتنام، فيما عبرت إسرائيل عن تخوفها من قرب انتهاء عمل قوات "أندوف" بالجولان عقب اختطاف جنود لها هناك".

وأوضحت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن "الإعتقاد السائد في جهاز الأمن الإسرائيلي هو أن الدولة السورية الجديدة التي ستقام في نهاية الحرب الأهلية لن تكون مستقرة، وأن سوريا تتجه نحو التفكك إلى عدة دويلات.. وربما سيبقى نظام الرئيس السوري بشار الأسد موجودا ضمن دويلة في شمال الدولة وبالقرب من مدينة اللاذقية إذ أن هذه المنطقة تعتبر معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس".

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤول رفيع المستوى في جهاز الأمن الإسرائيلي، قوله إنه "بدأ عهد ما بعد الأسد، رغم أن هذا الأمر يحدث فيما ما يزال الطاغية موجودا"، وإعتبر أن "الدولة السورية أخذت تفلت من بين يديه".

ووفقا للتقارير الإسرائيلية فإن جهاز الأمن ينظر إلى الوضع في سوريا حالياً على أنه "ساحة صدام بين معسكرين، تماما مثلما استُخدمت فيتنام كساحة صراع بين الاتحاد السوفياتي (السابق) والولايات المتحدة في سنوات الستين من القرن الماضي". وتابعت التقديرات الإسرائيلية أنه "مثلما حدث في تلك الفترة، فإن جهات دولية عديدة ضالعة في الصراع السوري الداخلي، ويبدو أن الولايات المتحدة والغرب يؤيدون بشكل كبير قوات المتمردين، التي تشمل مزيجاً كبيراً يضم أكثر من 90 تنظيماً وبينها تنظيمات كثيرة تتماهى مع أفكار الجهاد العالمي، بينما نظام الأسد يستمد دعما مكثفا من روسيا وإيران وحزب الله، ودعما سياسيا صينيا". وأضافت هذه التقديرات أن "الحرب الأهلية في سوريا تدل على أن فترة دامت أكثر من 20 سنة كانت فيها الهيمنة الأميركية العالمية مطلقة، قد انتهت، والمشكلة هي أن دعم الدول العظمى لفريقي الصراع يؤدي إلى تعادل في الحرب الأهلية التي قد تستمر لفترة أخرى".

ووفقاً لتحليل جهاز الأمن الإسرائيلي، فإن "فريقي الصراع في سوريا يمسكان بعنقي بعضهما الأمر الذي يمنع حسم الحرب، وأن عمليات قوات المعارضة ليست منظمة كفاية في المجال العسكري لكي تتمكن من هزم الرئيس والموالين له". وأضاف "الجهاز" أن "الأسد يسيطر عمليا على ربع مساحة الدولة فقط، ويشمل معظم العاصمة دمشق والمنطقة التي بغالبيتها علوية في السهل الساحلي في شمال – غرب سوريا، والأسد ينجح في البقاء لأن المتمردين لا ينجحون في حشد قوة من أجل شن هجوم مركز يؤدي إلى السيطرة على دمشق وحشر الرئيس وقواته في المنطقة العلوية".

وفيما يتعلق بخطف جنود الأمم المتحدة ضمن قوات "أندوف" التي مهمتها مراقبة الحدود بهضبة الجولان، فإن جهاز الأمن الإسرائيلي عبر عن تخوفه من أنه رغم إحتمال الإفراج عنهم اليوم إلا أن عملية الاختطاف هذه، وتكرر الإعتداءات على قوات الأمم المتحدة في سوريا، سيؤدي إلى تسريع سحب القوات الدولية من سوريا.

الغارديان عن مصادر أردنية: دول غربية تدرب متمردين سوريين في الأردن
لندن/ تقرير / صحيفة الغارديان البريطانية/ الترجمة

كشفت صحيفة "الغارديان" البريطاني أن "دولاً غربية تدرّب متمردين سوريين في الأردن، في محاولة لتقوية العناصر العلمانية في المعارضة السورية في مواجهة التطرّف الإسلامي". ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية أردنية، توضيحها أن "الدول الغربية تدرّب المتمردين السوريين في محاولة لتقوية العناصر العلمانية في المعارضة السورية وجعلها حصناً في مواجهة التطرّف الإسلامي والبدء في بناء قوات الأمن للحفاظ على الانضباط في حال سقوط نظام الرئيس بشار الأسد".

وأشارت إلى أن "وزارة الدفاع البريطانية نفت مشاركة أي جنود بريطانيين في التدريب العسكري المباشر للمتمردين السوريين، على الرغم من وجود عدد قليل منهم من بينهم وحدات من القوات الخاصة البريطانية في البلاد لتدريب الجيش الأردني". وأوضحت الصحيفة أن "فرقاً من الاستخبارات البريطانية تقدّم المشورة اللوجستية وغيرها من النصائح في شكل ما للمتمردين السوريين"،

صحيفة كرواتية: كرواتيا معبر للأسلحة الموجهة للمعارضة السورية.. والممول سعودي!
تقرير:صحيفة "يوتارنى ليست" الكرواتية / الترجمة

ذكرت صحيفة كرواتية نافذة الجمعة ان العاصمة الكرواتية كانت بين تشرين الثاني/نوفمبر وشباط/فبراير "نقطة عبور" لنقل الاسلحة والذخائر المرسلة الى مسلحي المعارضة السورية في اطار عملية نظمتها الولايات المتحدة. واضافت ان "حجم الاسلحة والذخائر التي نقلت في الرحلات الخمس والسبعين يقدر بحوالي ثلاثة آلاف طن". وتابع المصدر نفسه انها اسلحة باعتها كرواتيا واسلحة قدمت من دول اوروبية اخرى بينها بريطانيا التي تطالب برفع الحظر المفروض على نقل الاسلحة الى المعارضين السوريين. واضاف ان الاسلحة الكرواتية تتألف خصوصا من مدافع من عيار ستين ملم وقاذفات صواريخ. وقالت الصحيفة ان "مسؤولين اميركيين اشركوا شركاء كرواتيا والسعودية وتركيا- في هذه العملية لتسليح معارضي النظام السوري". وتابعت ان "الولايات المتحدة نظمت جمع الاسلحة والسعودية دفعت ثمنها بينما قامت تركيا بنقل هذه الاسلحة. ونفت دانيالا باريسيتش الناطقة باسم الخارجية الكرواتية المعلومات التي نشرتها الصحيفة. وقالت ان "كرواتيا لم تبع ولم تهب اسلحة الى المتمردين".

ويقاتل المعارضون السوريون نظام الرئيس بشار الاسد منذ آذار/مارس 2011 وباتوا يسيطرون على اجزاء مهمة من الاراضي وخصوصا في شمال البلاد. وكشفت تقارير صحفية عن استلام مقاتلي الجيش السوري الحر أسلحة من السعودية وقطر عبر تركيا وبدعم ضمني من جهاز استخباراتها المعروف باسم "إم آي تي" في محاولة من الدولتين الخليجيتين للتعجيل في اسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من ايران ومن حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.

وذكر دبلوماسي غربي في أنقرة لصحيفة "إندبندانت" البريطانية في عددها الصادر الاربعاء "ان الاسلحة الحديثة تساعد مقاتلي الجيش السوري الحر بعد أن كانوا يعتمدون على ترسانة قديمة وغير كافية من الأسلحة". واضافت في التقرير الذي كتبته جوستين فيلا من اسطنبول "أن المتمردين المعارضين للنظام السوري هرّبوا ومنذ بداية الانتفاضة كميات صغيرة من الأسلحة تم شراؤها من السوق السوداء من هاتاي في جنوب تركيا إلى محافظة ادلب السورية، غير أن أعضاء بالجماعات المتمردة المنضوية في الجيش السوري الحر اعترفوا أنهم حصلوا على شحنات متعددة من الأسلحة، من بينها بنادق كلاشنكوف ورشاشات وأسلحة مضادة للدبابات من دول خليجية، وقامت تركيا بالمساعدة في تسليمها لهم".

لافروف روسيا لا تشارك في لعبة تغييرالأنظمة

صرح سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي بأنه لا يرى خلافات جدية بين موسكو ولندن فيما يتعلق بالهدف النهائي في سورية، مشيرا إلى أن كلا البلدين يرغبان في أن تكون سورية ديمقراطية وموحدة، وأن يقرر السوريون مصيرهم بأنفسهم وأن تحترم حقوق الأقليات.وقال لافروف في حديث لمحطة "بي بي سي" البريطانية يوم السبت 8 مارس/آذار، إن موسكو كانت منذ بداية الأزمة متمسكة بهذا الموقف ودعت إلى وقف العنف فورا وبدء المفاوضات، مشيرا إلى أن جميع القوى الخارجية أيدت ذلك في مؤتمر جنيف في 30 يونيو/حزيران الماضي.وأكد الوزير الروسي من جديد تمسك موسكو بمبادئ بيان جنيف.وأعرب لافروف عن قناعته بضرورة حث الجانبين كليهما على الحوار، مضيفا أنه بحث هذه القضية مع جون كيري وزير الخارجية الأمريكي.

وقال أنه ينوي مناقشة القضية ذاتها مع نظيره البريطاني وليام هيغ.وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن تطورات "الربيع العربي" ستتصدر جدول أعمال اجتماع الحوار الروسي البريطاني الاستراتيجي على مستوى وزراء خارجية ودفاع البلدين، الذي سيعقد في لندن في 13 مارس/آذار.وعلى حد قول لافروف، فإن إراقة الدماء في سورية ستستمر ما لم تتعاون القوى الخارجية وتؤكد لأطراف النزاع أنها لا تريد حلا عسكريا وسقوط مدنيين سوريين.ووصف لافروف الاجتماع الروسي البريطاني المرتقب بأن صيغته مريحة جدا وتسمح للوزراء بمناقشة قضايا مختلفة من كافة النواحي – السياسية والعسكرية والإنسانية والاجتماعية. وقال وزير الخارجية الروسي إنه من المفيد تناول تطورات "الربيع العربي" من مختلف الزوايا لأنها مرتبطة بعضها ببعض ارتباطا وثيقا.وأشار إلى أن موسكو تدعم مكافحة القوات الفرنسية للمجموعات المسلحة في مالي، مضيفا أن هذه المجموعات مرتبطة بالمسلحين الليبيين الذين تلقوا مساعدات خارجية.وقال لافروف إن الاجتماع سيتناول بالإضافة إلى الأزمة السورية الأوضاع في دول عربية أخرى تشهد اضطرابات، والتسوية في الشرق الأوسط، والملف النووي الإيراني، وغيرها من المسائل من ضمن جدول أعمال مجلس الأمن الدولي.كما ذكر الوزير الروسي أن الاجتماع المرتقب سيبحث على الأرجح التعاون العسكري بين روسيا وبريطانيا.

لافروف: روسيا لا تشارك في لعبة تغيير الأنظمة

وأبرز سيرغي لافروف بعض المكونات البناءة في موقف الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية.وقال: "أعرب زعيم الائتلاف عن اهتمامه بالحوار. فيما أكدت دمشق الرسمية استعدادها للمفاوضات، بما في ذلك مع أولئك الذين يحاربون في سورية، وإنني على قناعة بضرورة حث كلا الطرفين على الحوار".وجدد لافروف تأكيده على أن روسيا تورد إلى سورية أسلحة دفاعية فقط. وأوضح قائلا: "الأسلحة الدفاعية التي نوردها بموجب الاتفاقيات الموقعة لا يمكن ان تستخدم في الحرب الأهلية.

وتعتبر تلك الأسلحة ضرورية للدفاع ضد عدوان خارجي. وإننا لم نخرق أية اتفاقيات دولية".وأشار لافروف أن اجتماع جنيف الذي عقد في 12 يونيو/حزيران الماضي، شهد طرح مسألة تحويل النزاع إلى المجرى السياسي. وأضاف: "أردنا إدراك كيفية فعل ذلك آخذا بالحسبان تزويد المعارضة السورية بالأسلحة. كما أردنا الاتفاق على طرق متابعة تلك التوريدات". وتابع أن إيجاد رد على هذا السؤال يتيح التفكير في خطوات تحويل النزاع إلى المجرى السياسي.

وقال: "لكننا لم نجد حلا إلى حد الآن".وأشار لافروف معلقا على مصير بشار الأسد إلى أن مسألة رحيل رئيس الدولة السورية يحلها السوريون فقط. وقال: "نحن نعارض أية شروط مسبقة لوقف العنف وإطلاق الحوار. كما إننا مقتنعون بأن المهمة الأولى تتمثل في إنقاذ أرواح الناس. وإذا قال أحد إن الأسد يجب أن يرحل أولا فيعني ذلك أنه يقصد هدفا آخر غير إنقاذ الناس". واستطرد لافروف قائلا: "الأسد لا يعتزم الرحيل. وإنه أعلن ذلك في التصريحات الكثيرة التي أدلى بها. وإننا نعرف ذلك بالتأكيد.

وكل من اتصل به فهم أنه لا يراوغ ولا يخدع ويستعد لبحث كل المسائل مع السوريين".وقال: "لسنا من يجب أن يتخذ قرارا بشأن شخص يتولى رئاسة دولة، بل السوريون أنفسهم يجب أن يقرروا ذلك".وأضاف لافروف قائلا: "نحن لا نشارك في لعبة تغيير الأنظمة ونعارض التدخل في نزاعات داخلية. ويعتبر ذلك موقفا مبدئيا لنا. وإذا اردنا إنقاذ أرواح الناس - ما يعتبر كما قلت أولوية بالنسبة إلى روسيا -فيعني ذلك أنه يجب التخلي عن الشروط المسبقة وجعل الأطراف المتنازعة تجلس إلى طاولة المفاوضات.

kumait 09-03-2013 11:03 PM

وزير خارجية ألمانيا: الاتحاد الأوروبي محق بعدم تسليح المعارضة السورية
 
وزير خارجية ألمانيا: الاتحاد الأوروبي محق بعدم تسليح المعارضة السورية

اعتبر وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله ان الاتحاد الأوروبي محق في عدم تسليحه المعارضة السورية، لأن ذلك من شأنه أن يشعل حريقا في المنطقة، مشيرا الى وجود انقسامات في الاتحاد الأوروبي بهذا الشأن.

وأوضح فيسترفيله في مؤتمر صحفي في لندن أن قرار الاتحاد الأوروبي بعدم رفع الحظر بشكل كامل عن تزويد سوريا بالسلاح يتسم بالحكمة والصواب، مشيرا في الوقت نفسه الى ضرورة إبداء مزيد من المرونة وإدراك أهمية دعم المعارضة بطريقة مسؤولة. واستنكر احتجاز أفراد القوات الأممية في مرتفعات الجولان المحتلة، معتبرا أن ذلك يدل على أن احتمال اندلاع حريق هائل في المنطقة أمر واقعي. ودعا الوزير الألماني إلى العمل على منع اشتعال النار في بلد تلو الآخر باسم سوريا.


تقرير واشنطن// ..تسليح الثوار السوريين من قبل قوى إقليمية
يتم برقابة «سي آي اي» منذ اليوم الأول
أروقة الدوائر الأميركية / واشنطن/ تقرير : حسين عبد الحسين

نقل ديبلوماسي رفيع المستوى ان وزير الخارجية جون كيري، اثناء جولته الاخيرة، سأل مسؤول عربي كبير عن الذي سيحدث في حال انهار بشار الاسد، فاجاب المسؤول العربي: «فليسقط بشار، ولكل حادث حديث». عندذاك، رد كيري بالقول: «هذا الحديث هو بالضبط الذي يريد ان يسمعه الرئيس باراك اوباما، والذي من دونه لا يمكنني اقناعه بأي مشاركة اميركية اكبر».

وقال الديبلوماسي ان كيري شرح في مداخلة طويلة وجهة النظر الاميركية القائلة بأن «الصراع في سورية لن ينتهي مع زوال الاسد، بل ستكون محطة فقط، ينتقل بعدها الصراع الى مراحل جديدة من الحرب الاهلية». وحدد كيري «المصالح الاميركية في سورية» على الشكل التالي: «تفادي استخدام او انتشار اسلحة الدمار الشامل، منع المتطرفين من السيطرة على السلطة، وتفادي تحول البلاد الى دولة فاشلة تصبح مركزا لعدم الاستقرار في المنطقة». وتابع الديبلوماسي انه ما ان انتهى كيري من الحديث، حتى اجاب المسؤول العربي بلباقة، ولكن بكثير من الصراحة التي فاجأت الوزير الاميركي، وقال: «اذا كانت هذه هي اهداف واشنطن في سورية، فربما من الافضل لكم ان يبقى بشار الاسد». المسؤول العربي تحدث بدوره عن ضرورة التدخل الاقليمي والاميركي في سورية، اولا لاسباب انسانية تتصدرها ضرورة وقف الاسد المجازر بحق السوريين وعودة اللاجئين من مخيماتهم الى بيوتهم، وثانيها استراتيجي يتعلق بمواجهة الهيمنة الايرانية على المنطقة العربية. «وفي الاثنين»، يضيف المسؤول العربي لكيري، «مصلحة اميركية يبدو ان الادارة الحالية لا تلتفت اليها وليست في وارد العمل من اجلها».

يبدو ان هذا الحوار كان بمثابة نقطة تحول لكيري، الذي بدأ جولته التي شملت عواصم اوروبية واقليمية وهو يدعو الجميع الى اقناع الروس باقناع الاسد بالتنحي، وختمها مع كشفه لما حاولت واشنطن التستر عليه طيلة الشهر الماضي منذ ان خرجت الى العلن انباء مفادها ان وزيري الدفاع والخارجية ورئيس الاركان الاميركيين قدموا الى اوباما اقتراحات تقضي بضرورة تسليح واشنطن للمعارضة السورية، وان الرئيس الاميركي تصرف على عكس نصائح كبار مسؤولي ادارته ورفض قيام اميركا بالتسليح.

بيد ان ما تكتمت عليه واشنطن اباح به كيري، ربما للتخفيف من الضغط الدولي، وخصوصا العربي، على الولايات المتحدة، فمنذ اليوم الاول لبدء قوى اقليمية بعملية تسليح الثوار السوريين و«وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي اي) منخرطة على اكمل وجه في اشرافها على العملية. هذا الاشراف، حسب العارفين في العاصمة الاميركية، يتضمن اولا الكشف على صناديق الاسلحة والتأكد انها لا تحتوي انواعاً من الاسلحة لا تريد اميركا وصولها الى ايدي الثوار، معتدلين كانوا ام غير معتدلين. ثانيا، تعمل الوكلة منذ اليوم الاول للثورة السورية على التدقيق بهوية الثوار من معارضين مدنيين ومقاتلين منشقين ومتطوعين.

هذا ما دفع كيري الى التأكيد، في آخر تصريحاته، على ان الاسلحة تصل الى ايدي ثوار موثوق بهم، في دلالة على ان واشنطن ليست غائبة تماما عن صورة التسليح، حتى وان كانت ليست هي من يقوم بشراء الاسلحة او نقلها. حتى علانية كيري هذه كان يفضل اوباما لو بقيت طي الكتمان، فواشنطن تعتقد ان عليها ابقاء مساهمتها في الازمة السورية، باستثناء ارسالها الاموال لاهداف انسانية، بعيدة عن الاضواء حتى لا يؤدي تدخلها الى ان تبتلي بما ابتلت فيه في العراق اذ يقول المثال الشعبي الاميركي: «انت كسرته، اذن اصبح ملكك». كذلك، يأتي تصريح كيري حول علم واشنطن بتسليح الثوار السوريين بعد توصل خبراء الاستخبارات الاميركيين الى نتيجة مفادها انه بسبب المواجهة في سورية، لم يعد بامكان الاسد ولا نظامه تحقيق اي من المصالح الاميركية التي حددها كيري امام المسؤول العربي، والتي ترتكز على امن ترسانة اسلحة الدمار الشامل، والقضاء على المتطرفين، والحفاظ على ادنى مقومات الدولة. وفي هذا السياق، توقع العميل السابق في الاستخبارات العسكرية الاميركية جوزف هوليداي ان ينجح الثوار، قبل نهاية هذا العام، بالسيطرة على معظم دمشق، باستثناء الجبال الغربية المطلة عليها حيث القصر الرئاسي ومقر قيادة فرق النخبة لقوات الاسد. وهذه المقرات لن يكون اختراقهما ممكنا من دون مدفعية او قوة جوية، حسب الخبير الاميركي.

هوليداي كتب في دراسة صدرت عن «مركز دراسة الحرب» ان الاسد «خسر معركة قمع التمرد»، وان المواجهة في سورية تحولت الآن الى حرب اهلية، وتحول الجيش النظامي الى ميليشيا، تندمج مع «الشبيحة» و«اللجان الشعبية» المشكلة من الاقليات، ويمكن لهذه مجتمعة ان تخوض حربا طويلة. ولفت هوليداي الى خريطة تم الاستيلاء عليها من احد مواقع «الحرس الجمهوري» تظهر اعتقاد قادته ان الثوار باتوا يسيطرون على معظم الضواحي الشرقية والجنوبية للعاصمة وبعض احيائها. وينقل هوليداي عن الاستخبارات الاسرائيلية قولها ان عملية «بركان دمشق»، التي قام بها الثوار في يوليو 2012، اجبرت الاسد على سحب قواته من الجولان، وكذلك من حمص ودرعا. ويخلص هوليداي الى ان الاسد لن يتراجع الى دويلة علوية، وان شكل الدولة التي يحاول الاستمرار في السيطرة عليه لا تتضمن شرق وشمال البلاد، بل هي تتركز في محور يمتد من دمشق الى اللاذقية مرورا بحمص، التي اجتاحها ويستولي عليها بقوة قوات نخبة منذ عام، مع وجود جيوب للثوار داخل المدينة وسيطرتهم على بعض القرى القريبة مثل الرستن.

ويعتقد خبراء الاستخبارات الاميركيون ان المهمة الرئيسية الموكلة لمقاتلي «حزب الله» هي مساعدة قوات الاسد في احكام سيطرتها على الشريان الحيوي الذي يمتد من دمشق الى حمص، والذي يتاخم الحدود اللبنانية في اجزاء كثيرة منه.

كذلك يعتقد هوليداي ان لدى الاسد قرابة 70 الف مقاتل نخبة من «الفرقة الرابعة» و«القوات الخاصة» و«الحرس الجمهوري»، وان هذه القوات مرهقة تماما ومستنزفة وخسرت نحو سبعة الاف قتيل منذ اندلاع المواجهات. كذلك يقدر هوليداي ان سلاح الجو لدى الاسد سيتوقف عن العمل تماما مع نهاية العام بسبب نفاد وقود الطائرات ومشاكل في الصيانة، في وقت استنفد فيه الاسد، في شهرين، نحو 40 صاروخا باليستيا من اصل 400 يمتلكها. اما الثوار، فقدر الخبير الاميركي عددهم بنحو 70 الفا، وقال انهم يتزايدون ويكتسحون مناطق اكبر، لكنهم اقل تسليحا. واعتبر هوليداي ان الاسد لا ينوي الحفاظ على حلب او ادلب او دير الزور، وانه يبقي نقاطا محصنة في الشمال والشرق فقط لتأخير قدوم الثوار الى دمشق، وان باقي النقاط المحصنة لديه في مناطق الشمال الشرقي تدنى الى نحو سبعة.

شيشانيون في سوريا: فرصة لإقامة دولة إسلامية!

يجلس عمر أبو الشيشان، الذي كان يرتدي ملابس سوداء، على سجادة محاطاً بعشرين رجلاً مسلحين بالبنادق، وهو يلقي كلمة حماسية يحث فيها المسلمين على دعم «الجهاد» ضد الرئيس السوري بشار الأسد. ويعلن المتشدد الآتي من منطقة الشيشان الروسية أن «دولة الإسلام» تقترب. ويترجم زملاء من كتيبة المتشددين الأجانب التي يقودها كلماته الروسية إلى العربية. ويسلط شريط الفيديو، الذي يظهر فيه أبو الشيشان، وبث مؤخراً، الضوء على الدور الذي يؤديه الآن في الحرب السورية متشددون من شمال القوقاز. كما يبرز المخاطر الأمنية التي قد يمثلونها لموسكو، اذا عادوا إلى منطقة شمال القوقاز الروسية المضطربة القريبة من المنطقة التي تعتزم موسكو أن تستضيف فيها دورة سوتشي الأولمبية الشتوية لعام 2014. وقال أبو الشيشان «الجهاد يتطلب أشياء كثيرة. أولاً يحتاج إلى المال. أمور كثيرة في الجهاد اليوم تعتمد على المال». وأبو الشيشان هو الاسم الذي اكتسبه في الحرب، وهو يقود جماعة مسلحة تطلق المعارضة السورية المسلحة ومواقع إلكترونية عليها اسم «كتيبة المهاجرين». وأضاف «ضيعنا فرصاً كثيرة، لكن اليوم توجد حقاً فرصة لإقامة دولة إسلامية على الأرض».

وأكد مسلحون سوريون في تصريحات أنه موجود فعلا في سوريا، وأنه قائد الكتيبة، لكن اسمه الحقيقي غير واضح. وقال المحلل ميربك فاتشاغاييف، المقيم في باريس، «هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها عدد كبير من الشيشان في عمليات عسكرية في الخارج»، مضيفاً أن هناك مزاعم أثيرت من قبل بأن الشيشان حاربوا مع حركة «طالبان» في أفغانستان أو حاربوا في العراق، لكن لم يظهر أي دليل حاسم على ذلك. ويقول جنود سوريون ومحللون إن هناك عشرات وربما 100 مقاتل في سوريا من شمال القوقاز، وهي منطقة روسية تشهد أعمال عنف يومية يقوم بها متشددون لإقامة دولة إسلامية. ويقول محللون إن كثيراً من المتشددين الذين يحاربون القوات السورية هم طلاب درسوا في معاهد دينية خارج روسيا، وهناك آخرون اكتسبوا مهارة ودراية في القتال في حربين انفصاليتين في الشيشان، دارت الأولى بين العامين 1994 و1996 والثانية بين العامين 1999 و2000.

وقال مصدر في المعارضة السورية، على اتصال بالمسلحين، «هم مهمون للغاية. يقودون القتال في بعض المناطق، وبعضهم قادة كتائب. هم مقاتلون مخضرمون ويقاتلون بدافع العقيدة، ولذلك هم لا يريدون شيئاً في المقابل». وقال مصدر آخر إن الشيشان هم ثاني أكبر قوة من الأجانب بعد الليبيين. وأوضح مصدر في المسلحين إن 17 مقاتلا من شمال القوقاز قتلوا في القتال الذي دار قرب حلب في شباط الماضي. وقال فاتشاغاييف «روسيا ستراقب بحرص إلى أين يذهبون كي تتأكد من أنهم لا يعودون إلى روسيا، وأنهم لن ينجحوا في العودة إلى الشيشان.

تقرير صحفي: أسلحة اضافية للمعارضة السورية وتدريبات متخصصة لمقاتليها
لبنان/ تقرير صحيفة الأخبار

كشفت صحيفة "الأخبار" ان المعطيات المجمّعة لدى غالبية المعنيين تشير إلى حصول المعارضة السورية في الأسابيع القليلة الماضية، على أسلحة إضافية، كمّاً ونوعاً، وانتظارها وصول كمية جديدة وأكبر من المساعدات العسكرية والمالية قريباً. ويترافق ذلك مع خضوع عدد كبير جداً من المقاتلين السوريين لتدريبات في معسكرات، داخل سوريا نفسها، أو في تركيا والأردن وليبيا وبعض مناطق لبنان والعراق، إلى جانب تدريب تخصصي في دول خليجية أبرزها قطر والسعودية والامارات. وبحسب الصحيفة، تتطابق معلومات المصادر الدبلوماسية هذه مع معلومات جهات أمنية عن تزايد الحضور والنشاط الاستخباراتي لدول عربية وغربية داخلسوريا، وإلى نمو النشاط الإسرائيلي أيضاً.

ونقلت الصحيفة عن ناشطين في المعارضة السورية المسلحة، ان هدف هذه الورشة من التدريب والتسليح والتمويل يتعلق، أولاً، برفع المعنويات ورفع مستوى الجهوزية لدفع المعارضة إلى تحقيق إنجازات ميدانية كبيرة، ووقف تقدم قوات النظام. بالإضافة إلى هدف آخر، يتجلّى في توحيد أكبر قدر من المجموعات المقاتلة، وجعلها قادرة على مواجهة النفوذ المتعاظم لـ"جبهة النصرة"، خصوصاً أن أجهزة دول عربية وأوروبية تستهدف إحتواء "القاعدة" ومتفرعاتها، وذلك لضمان أوسع دعم دولي رسمي وشعبي وإعلامي، بعدما برزت مخاوف، في الفترة الأخيرة، من تكرار تجارب أفغانستان والصومال وجزء من العراق.

على ان المهام المركزة التي تتولى الاعداد لها اجهزة عالمية وبعض اذرع "القاعدة"، تتصل-حصراً-بالوصول الى قيادات الصف الاول في سوريا، خصوصاً الرئيس بشار الاسد. ولفتت الصحيفة الى ان "هؤلاء يعتقدون ان اغتيال الاسد سيؤدي الى انهيار النظام دفعة واحدة. وهو الامر الذي تعمل الاطراف المقابلة على محاولة منعه، وعلى وضع سيناريو يتعلق بكيفية التعامل مع حدث من هذا النوع".
واكدت "الأخبار" ان النظام السوري والأطراف الداعمة له، لا يقفون موقف المتفرج، فهناك، أيضاً تدور عجلة سريعة من أجل تحقيق سلسلة كبيرة من الخطوات ذات الطابع العملياتي، سواء من خلال تزويد الجيش السوري بما يلزمه من ذخائر ووسائل قتالية، وتدعيم برامج التدريب والتأهيل لعشرات الآلاف من الجنود النظاميين والمتطوعين في صفوف "جيش الدفاع الوطني"، اضافة إلى مجموعات غير صغيرة تعمل على أساس أهلي ومحلي ضيق. كذلك، هناك برامج عمل مكثفة لتطوير الأداء الأمني في جانبيه الاستعلامي-الاستخباري والتنفيذي.

ولفتت الصحيفة الى "بروز مؤشرات على حصول تغييرات كبيرة في هذا المجال، بعدما كشفت معارك العامين الماضيين وجود ضعف كبير وترهل في الجهاز الأمني السوري، نجمت عنهما أخطاء كبيرة، وسقوط ضحايا كثر في صفوف المدنيين والعسكريين، بالإضافة إلى ظهور حالات إختراق نوعية داخل صفوف قوات النظام والعاملين معه". واشارت إلى أن عملية التطوير تشمل الجوانب التقنية وتحسين قدرات الفريق البشري، وهي خطط عملانية أظهرت جدواها في إحباط هجومين كبيرين على دمشق ومحيطها، ووفّرت نجاحات موضعية وسريعة لقوات النظام في ريف دمشق وحمص وبعض أحياء حلب. وعلى صعيد برامج العمليات العسكرية، قالت "الأخبار" ان هناك تغييرات طرأت على آلية اتخاذ القرار الميداني، وطريقة التنسيق بين الوحدات القتالية البرية والجوية، إضافة إلى تدريب القوات على أساليب قتالية من نوع جديد، ووقف الكثافة النارية العشوائية ما يساعد في تخفيف الاصابات البشرية بين المدنيين حيث تتواجد المجموعات المسلحة.

ولفتت الصحيفة الى ان "هدف النظام، وداعميه، عدم حصول أي تراجع في المواقع القائمة حالياً، وتسريع عملية "القضم" الجارية في أرياف دمشق وحمص وجنوب-غرب حلب، إضافة إلى اعداد خطط تتيح تنفيذ هجمات كبيرة لوصل هذه المناطق ببعضها بعضاً، والعمل على استرجاع كامل مدينة حلب والسيطرة الكاملة على الحدود مع لبنان وقسم كبير من الحدود مع العراق".

العراق ولبنان يعارضان منح مقعد سوريا بالجامعة العربية للمعارضة السورية!!
الجامعة العربية توافق على منح مقعد سوريا للإئتلاف الوطني السوري

وافقت جامعة الدول العربية على منح مقعد سوريا الى الإئتلاف الوطني السوري ودعته الى إختيار ممثل له لحضور قمة الدوحة

وزير خارجية لبنان
دعوة الغاء تعليق عضوية سوريا تهدف لتجنيب لبنان التداعيات السلبية

سأل وزير الخارجية عدنان منصور "اين المشكلة؟ وأين الغرابة في اقتراح دعوة وزراء خارجية العرب في الجامعة العربية الى اعادة سوريا الى حضن الجامعة؟"، معتبرا انه "لا يرى في ذلك خروجا عن سياسة النأي بالنفس". كما سأل منصور في حديث صحفي "هل يعلم المنتقدون خطورة ما يجري تحضيره في أروقة الجامعة؟
يعدّ فريق من الوزراء خلافا لميثاق الجامعة مشروع قرار بتسليح المعارضة، فهل يدرك الغاضبون تداعيات مثل هذا التوجه إذا ما أقر؟
أيتصوّر اللائمون أي قوة يمكن أن تفصل بين قلة من أصل مليون نازح سوري موجود في الوقت الحاضر، إذا قرر انصار كل من الفئتين المتخاصمتين المواجهة المسلحة، الأولى مع النظام والثانية مع المعارضة؟".

ووعد منصور "بشرح موقفه على شاشات التلفزة لدى عودته الى بيروت"، معتبرا ان "دعوته الى الغاء تعليق عضوية سوريا تهدف الى تجنيب لبنان التداعيات السلبية"، مؤكدا واكد "انه تحفّظ عن المشروع الذي طرح على الجامعة لمنح الائتلاف الوطني السوري المعارض مقعد الدولة السورية

الجانب العراقي : نرفض تسليم مقعد سوريا في الجامعة العربية

أبدت العراق اعتراضها على تسليم الائتلاف الوطني السوري المعارض مقعد سوريا في جامعة الدول العربية، مشيرة إلى أن أعضاء الجامعة من الدول لا جماعات المعارضة. وذكرت وكالة الأناضول للأنباء عن مصادر دبلوماسية بالجامعة العربية أن مشادات حدثت بين وزير خارجية العراق "هوشيار زيباري" ونظيره المصري محمد كامل عمرو خلال اجتماعات الدورة الـ 139 لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، والتي عقدت بالقاهرة اليوم، على خلفية رفض العراق التوجه العربي خلال الاجتماع بتسليم مقعد سوريا للائتلاف السوري. وأضافت المصادر أن زيباري وجه حديثه لوزير الخارجية المصري قائلا: "لا ينبغي أن يتم تسليم مقعد سوريا للمعارضة وإلا فعلينا أن نسلم "جبهة الإنقاذ" المصرية مقعد مصر في الجامعة العربية باعتبارها تمثل المعارضة المصرية".

وأعلن وزير الخارجية العراقي في تصريحات صحفية عقب انتهاء الجلسة المغلقة لمجلس وزراء الخارجية العرب بأنه بالفعل قد سجل اعتراض العراق على إعطاء المعارضة السورية مقعد سوريا فى الجامعة، لأن الجامعة العربية هى جامعة للدول وليست لجماعات المعارضة. وأضاف: "ضربت مثلاً لوزير الخارجية المصري بـ"جبهة الإنقاذ" المعارضة فى مصر، وقلت له هل يمكن أن تحصل الجبهة على مقعد مصر فى جامعة الدول العربية باعتبارها جماعة معارضة؟.

وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده وزير الخارجية المصري "محمد كامل عمرو" مع "نبيل العربي"، الأمين العام للجامعة العربية، علق عمرو على تصريح زيباري قائلا "لا أعتقد أن الوزير العراقي كان يتحدث بشكل جاد، وإنما كلامه كان على سبيل المزاح لا أكثر، فمصر دولة ديمقراطية ويستطيع أى حزب أو تيار أن يشارك فى الانتخابات وينافس على السلطة بشكل ديمقراطي.

وحول منح مقعد سوريا للمعارضة، قال وزير الخارجية المصري إن نظراءه العرب طلبوا من الائتلاف الوطني للثورة والمعارضة السورية تشكيل هيئة تنفيذية لكي تشغل مقعد دمشق في الجامعة العربية مؤقتًا إلى حين تشكيل حكومة منتخبة في سوريا، وهو القرار الذي تحفظ عليه العراق والجزائر فيما "نأت" لبنان عنه. وفي وقت سابق، اعتبر دبلوماسيون أن مطلب الجامعة بتشكيل المعارضة السورية هيئة تنفيذية خطوة تمهيدية لمنح مقعد سوريا للائتلاف المعارض خاصة أن لوائح الجامعة العربية تلزمها بمنح المقعد لهيئة تنفيذية وليس لتجمع سياسي.

وأضاف عمرو - الذي ترأس اجتماعات هذه الدورة،: "هناك قرار سابق بتعليق مشاركة سوريا في أنشطة الجامعة العربية، ونريد أن يشغل هذا المقعد من نرى أنه يمثل الشعب السوري".

ويدعو الائتلاف الوطني السوري المعارض إلى أن تمنحه الجامعة العربية مقعد سوريا باعتباره "الممثل الشرعي الوحيد للنظام السوري"، وتؤيده عدة دول في ذلك. ورغم أن هذا المطلب غير مدرج على بنود اجتماع وزراء الخارجية العرب، إلا أنه أخذ حيزًا كبيرًا في نقاشات الوزراء. وكانت الجامعة قد قررت في نوفمبر 2011 تجميد مقعد سوريا؛ متهمة النظام بقمع الاحتجاجات التي بدأت سلمية للمطالبة بإصلاحات سياسية.

kumait 09-03-2013 11:30 PM

متى تبدأ معركة دمشق الكبرى؟
 
متى تبدأ معركة دمشق الكبرى؟
ناجي س. البستاني

تمكّنت المعارضة السوريّة في الأيام القليلة الماضية من تحقيق إنتصارات مهمّة في مدينة الرقّة وفي الجزء الأكبر من محافظتها، ومن الحفاظ على سيطرتها على نصف مدينة حلب، وحتى من توسيع إنتشارها إلى كامل المنطقة المحيطة بالجامع الأموي الكبير في حلب القديمة. في المقابل، نجح الجيش السوري في تحقيق تقدّم ميداني واضح في أحياء حمص القديمة وفي حيّ الخالدية. لكن كلّ هذه التطوّرات الميدانية – على أهمّيتها – تبقى ثانوية أمام التحضيرات المستمرّة لمعركة دمشق الكبرى!

فعلى الرغم من أنّ إستمرار السيطرة على حلب والشمال السوري يشكّل خلفيّة لوجستيّة مهمّة لمعارضة الداخل السوري، وعلى الرغم من أنّ من شأن السيطرة على محافظة الرقّة التي تقع في شمال وسط سوريا، أن يسمح بتنقّل مقاتلي المعارضة من الشمال السوري إلى عمق وسط البلاد، مع ما لهذا الأمر من أهمّية إستراتيجيّة، فإنّ العيون كلّها شاخصة على معركة دمشق المرتقبة. وبغض النظر عن إعلان المعارضة السورية أنّ مقاتليها وصلوا بعمليّاتهم العسكرية أخيراً إلى محاذاة أسوار دمشق القديمة، فإنّ مجموعة من الأسباب لا تزال تحول دون إنطلاق معركة دمشق الكبرى، والتي تعوّل عليها المعارضة لتكون "نقطة التحوّل" في الصراع الذي سيدخل عامه الثالث مطلع الأسبوع المقبل. فما هي الأسباب التي لا تزال تؤخّر معركة دمشق:

أولاً: إتخذت المعارضة السورية قراراً بعدم تكرار محاولات الدخول الضعيفة إلى دمشق، ومن دون دعم خلفي فعلي ومنسّق، كما حصل خصوصاً في تمّوز الماضي، وفي كانون الأوّل الماضي أيضاً. فأي فشل في إحراز تقدّم فعلي في دمشق مرّة جديدة، سيرتدّ سلباً على معنويات مقاتلي المعارضة، كما حصل في المرّات السابقة، علماً أنّ كل الهدف من معركة دمشق هو إضعاف معنويات وحدات الجيش السوري التي تقاتل مع النظام، وليس العكس!

ثانياً: إنّ الطبقة الإجتماعية التي تسكن دمشق، هي إمّا متوسّطة أو مرتاحة مالياً، في ظلّ وجود عدد كبير من الأشخاص الحريصين على ممتلكاتهم الثمينة، وعدد كبير من التجّار الحريصين على حماية مصالحهم المالية. وبالتالي أغلبيّة السكان غير مستعدّين للمشاركة في القتال إلى جانب قوّات المعارضة، وبعضهم يتخذ موقفاً مناهضاً لها خوفاً على حياتهم وعلى أرزاقهم، بعكس ما هي الحال في الأرياف السورية الفقيرة. وبالتالي من الضروري أن تكون القوّات المقاتلة المهاجمة كافية للسيطرة على المدينة، من دون توقّع مساندة كبيرة لها من سكّان دمشق، إلا بشكل جزئي ومحدود.

ثالثاً: إنّ الرئيس السوري بشار الأسد الذي يقال إنّه يتحصّن في قصره الواقع على جبل قاسيون المطلّ على مدينة دمشق، أعطى أوامره منذ فترة طويلة، بتجميع أعداد كبيرة من نخبة القوات غير المشكوك بولائها في دمشق التي تحوّلت إلى قلعة حصينة، تضمّ أفواجاً مقاتلة عدّة، مع كامل معدّاتها الحربية ومع ترسانة ضخمة من الأسلحة، وفي طليعتها أحدث الدبابات التي بحوزة الجيش السوري، ومع كمّية كبيرة من الذخائر. وهذا الأمر يجعل ميزان القوى يميل بوضوح لصالح النظام، ما لم يحصل تمرّد داخل القوى المدافعة عند إنطلاق شرارة المعركة الكبرى.

رابعاً: تعاني المعارضة السورية من نقص عددي كبير في وجه قوّات النظام داخل دمشق. فوحدات "الجيش السوري الحرّ" التي تنتشر في محيط دمشق، والتي هي بقيادة العميد زياد فهد، تقدّر بنحو خمسة آلاف مقاتل فقط، في حين أنّ عدد مقاتلي فصيلي "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" يقدّر بنحو ألفي عنصر. ويضاف إلى ذلك، بضعة آلاف متطوّع للقتال، من أشخاص مؤيّدين للمعارضة، لكن يفتقرون لأي خبرة عسكريّة تُذكر. وبالتالي، الحشد العسكري الذي يُفترض أن يهاجم دمشق التي يسكنها نحو مليون ونصف المليون نسمة، لا يزال ضئيلاً جداً!

في الختام، الأكيد أنّ موعد معركة دمشق الفاصلة والحاسمة يقترب، ولو أنّ الأسباب المذكورة أعلاه قد تؤخّر بدء الهجوم بعض الوقت. وللتذكير الموعد الذي سبق أنّ تمّ تحديده هو "خلال فصل الربيع"، ما يعني فترةً تمتد لثلاثة أشهر بدءاً من 21 آذار الحالي. وبالتالي، العمل قائم حالياً في صفوف المعارضة لرفع أعداد القوى التي تنتشر في محيط العاصمة السورية، ولمحاولة إستمالة أو تحييد بعض ضبّاط الجيش السوري الذين يخدمون في دمشق. كما أنّ الوجهة الأولى لقوات المعارضة التي تتلقّى حالياً تدريبات على يد مدرّبين عسكريّين غربيّين، ستكون مناطق سيطرة المعارضة في محيط دمشق. والوجهة الأولى للأسلحة الموعودة للمعارضة، والتي أعطى مجلس جامعة الدول العربية ضوءاً أخضر لأعضائه بشأنها منذ بضعة أيّام، ستكون مناطق سيطرة المعارضة في محيط العاصمة أيضاً.

فليس سرّاً أنّ إقتحام دمشق من قبل قوات المعارضة، يضاهي بأهمّيته – في ما لو حصل – السيطرة على كامل مساحة سوريا. فالعاصمة هي مركز القرار، ومركز كل المقرّات والإدارات الرسمية، إضافة إلى أهمّيتها المعنوية. من هنا، وبمجرّد معالجة الثغرات الموجودة حالياً، لن تتأخّر المعارضة السورية، حتى ليوم واحد، في محاولة الدخول إلى دمشق، نظراً إلى أهمّية هذه المعركة على مجمل الحرب الدائرة في سوريا حالياً.


دبلوماسي أوربي: روسيا تعطي الضوء الأخضر للجيش السوري لاستعادة الرقة ولو "أرضا محروقة"
تقرير: أنطوان الحايك

لا تستغرب الدبلوماسية الشرقية ما تتعرض له سوريا من ضغوط عسكرية وأمنية وميدانية، كما أنها لا تستهجن عمليات تدفق السلاح النوعي للمعارضة ومدها بالمزيد من الرجال والخبراء وعناصر مقاتلة محترفة وعالية التدريب، وتدرج التطورات الميدانية بما فيها عملية الرقة في خانة كباش الساعات الأخيرة، بحسب تعبير دبلوماسي مخضرم بين واشنطن والدول الكبرى المعنية بالملف النووي الايراني من جهة وموسكو وطهران من جهة ثانية.

الدبلوماسي الشرقي يعزز وجهة نظره بالكشف عن معلومات واتصالات غير معلنة بين الدبلوماسيتين الأميركية والروسية، وآخرها اتصال مباشر بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين جرى في أعقاب مؤتمر روما، حيث دار سجال بين وزيري الخارجية الأميركية جون كيري والروسية سيرغي لافروف، خرج على أثره الأخير ليؤكد على سياسات روسيا الداعمة لسوريا، ومتهماً الغرب بدعم المعارضة المسلحة ودفعها إلى رفض الحوار، فما كان من أوباما إلا أن اتصل ببوتين مؤكداً على التمسك بالتفاهم على الحل السياسي في سوريا.

ولم ينته الاتصال عند هذا الحد، انما تم الاتفاق على لقاء مشترك يعقد بعد ثلاثة أشهر على أن يعمل فريقان أميركي روسي على ترتيب جدول الأعمال والبحث في التفاصيل لانضاج الحل المتفاهم عليه، الأول برئاسة وليم بيرنز، والثاني برئاسة ميخائيل بوغدانوف، والجدير أن الدبلوماسي يؤكد بأن اتصال مباشر بين الاخيرين وتم التوافق على لقاء يجمعهما في غضون الأيام القليلة المقبلة.

ويبدو أن الامور تسارعت منذ ذلك الحين بحيث بدأ كل مفاوض بحشد أوراقه وتعزيز مواقعه التفاوضية، بحيث ضغط اكيري باتجاه نزع مقعد سوريا في جامعة الدول العربية وتسليمه للمعارضة وهذا ما حصل بالفعل، كما أوعز إلى تركيا بفتح كامل حدودها وحشد كل طاقاتها لمعركة عسكرية حاسمة في الرقة، باعتبار أن أي تغيير على مستوى الخريطة العسكرية من شأنه أن يعزز موقف الدول الخليجية التي أنفقت مليارات البترودولار لاسقاط النظام في سوريا، وتالياً فالتفاهم أو التسوية اذا ما جاز التعبير بين الشرق والغرب يحتاج إلى مثل هذا الانتصار العسكري والمعنوي.

من جهة ثانية، أوعز كيري إلى دبلوماسييه في لبنان وتركيا بتشديد الضغط على حلفاء سوريا من خلال الضغط باتجاه اجراء انتخابات نيابية في لبنان والعمل على انجاح خصوم الرئيس السوري بشار الأسد في حسمها لمصلحتهم، والدفع باتجاه المعارضة السورية لتشكيل حكومة في المنفى تحت عناوين مؤقتة وانتقالية، وكل ذلك تحضيراً لتوازنات جديدة تواكب المرحلة المقبلة.

غير أن لموسكو، والكلام للدبلوماسي، رأي آخر بحيث أنها لم تقف متفرجة على ما وصفه بـ" الطحشة" الأميركية، فعمدت إلى الرد المباشر من خلال دخول خبراتها العسكرية على خط المعركة الدائرة في الرقة القريبة من الحدود التركية، والسماح للجيش السوري باستخدام الأسلحة المتوفرة بالشكل المطلوب بما فيها الصواريخ البالستية وصواريخ أرض جو ذات تقنيات عالية في معركة استعادة هذه المحافظة الحيوية، وذلك لاعتبارها بأن استعادة الجيش السوري لها تشكل حرقاً لأوراق اميركية استراتيجية تلزم أوباما على تقديم المزيد من التنازلات ولو على حساب حلفائه العرب.

ويختم الدبلوماسي بالاعراب عن خشيته من موجة عنف جنونية قد لا توفر المحظورات، وذلك باعتبار أن اللعبة وصلت إلى خواتيمها بعد أن استنفذت الأوراق وتخطت الضغوط السقوف المرسومة، وباتت تهدد بالانفجار في ظل حقيقة راسخة وهي أن النظام السوري هو واحد من أخطر اللاعبين على حافة الهاوية، ولديه المزيد من الأوراق في حال وصلت الأمور إلى نقطة "علي وعلى اعدائي يا رب".

لافروف: الأسد لا يريد الاستقالة ونحن لن نطلب منه ذلك
موسكو / تصريح

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده لن تطلب من الرئيس السوري بشار الأسد التنحي عن منصبه كحل الأزمة التي تشهدها بلاده منذ نحو عامين، ولا تقحم نفسها في لعبة تغيير الأنظمة. وقال لافروف، الذي سيزور لندن الأسبوع المقبل لإجراء مباحثات حول سورية مع نظيره البريطاني وليام هيغ، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» امس: «نحن لا نقرر من سيقود سورية بل السوريون، ولسنا في لعبة تغيير الأنظمة وضد التدخل في الصراعات الداخلية». وأضاف أن هذه السياسة «تمثل نقطة مبدأ بالنسبة لنا، والرئيس الأسد في كل الأحوال لا يعتزم الاستقالة من منصبه».

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت هناك أي أرضية مشتركة بين بريطانيا وروسيا حول سورية، قال لافروف: «لا اعتقد أننا بعيدون طالما أن الهدف في نهاية المطاف مشترك وكلانا يريد أن تبقى سورية موحدة وأن تكون ديموقراطية وأن يختار شعبها بحرية الطريقة التي يريد من خلالها إدارة بلده، وهذا يمثل الموقف الروسي منذ بداية الأزمة في سورية». ورحّب وزير الخارجية الروسي بما اعتبره «بعض العناصر البناءة» في الموقف الأخير للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وقال إن رئيسه أحمد معاذ الخطيب «أبدى رغبته في الحوار مع الحكومة السورية وأبدت الأخيرة أيضاً استعدادها لفعل الشيء نفسه بما في ذلك الأطراف التي تقاتل على الأرض، واعتقد أنه يتعين علينا تشجيع الجانبين للسير في هذا الاتجاه». وأضاف لافروف أنه «سيناقش هذه التطورات بالتفصيل مع نظيره البريطاني هيغ في لندن».

وحذّر من أن الأزمة في سورية «ستستمر ويتم هدر المزيد من الدماء، ما لم نعمل جميعاً في إطار من التوافق ونبلغ الأطراف المعنية بأننا لا نريد أي حل عسكري أو المزيد من الخسائر في الأرواح، ونريد أن تبدأ المفاوضات بشكل جدي».

معهد واشنطن: واندمج الصراع في سوريا والعراق
الكاتب الأميركي "مايكل نايتس"/ معهد واشنطن

قال الكاتب الأميركي مايكل نايتس في تقرير له بمعهد واشنطن إنّ الحرب في سوريا امتدت الأسبوع الماضي إلى العراق بشكل غير مسبوق، مع ما جرى عند معبر اليعربية الحدودي، من قتال بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة للسيطرة على المعبر، وفرار موظفين رسميين سوريين إلى العراق وضربهم مع عودتهم ما أدى إلى مقتل 51 عراقياً وسورياً، ودفع القوات العراقية لقصف المعارضة السورية المسلحة.

وسواء كان الهجوم من تنفيذ مقاتلين سوريين دخلوا إلى العراق، أو من مقاتلين متمركزين في العراق ومتعاطفين مع المعارضة السورية المسلحة فإنّه يمثل إشارات واضحة على أنّ الحدود لم تعد بشكل متزايد تشكل عائقاً أمام تمدد الحرب. وفي الوقت الذي يواجه فيه العراق توترا طائفيا فإنّ آخر ما يحتاجه هو أن يصبح مشتركاً فعالاً في الصراع السوري الطائفي المتزايد.

ويشير التقرير إلى أنّها لم تكن الحادثة الأخيرة في اليعربية الأولى على الحدود العراقية- السورية، لكنّها كانت صادمة بشكل خاص، مع الكمين الذي تعرض له الجنود السوريون وأدى إلى مقتل 42 منهم بالإضافة إلى 9 مرافقين عراقيين. وقد يشير الحادث إلى اختراق أمني أدى إلى تسرب معلومات للمسلحين من داخل القوات العراقية أو من سكان محليين في محافظة الانبار الغاضبة ضد الحكومة العراقية.

الإنعكاسات على السياسة الأميركية

من الواضح أنّ اندماج حركات التمرد في سوريا والعراق سيكون سيئاً على العراق، وعلى سوريا، وعلى المصالح الأميركية. وعلى واشنطن أن تتعامل مع بغداد لمنع الحرب السورية من العبور إلى العراق، حيث يمكن أن تستعيد شباب المجموعات المسلحة السنية المحتضرة. وعلى واشنطن أن تذكر بغداد بالعواقب المهددة للإستقرار إذا ما بالغت الحكومة العراقية والمجموعات الشيعية في ردود فعلها تجاه الاحداث، خاصة إذا ما اتخذو مواقف ضد المجتمعات السنية المحلية في محاولة لاقتلاع الجهادين العراقيين والسوريين منها.

كما على الولايات المتحدة أن ترد حجة بغداد في أنّ الإحتجاجات السنية الأخيرة هي ببساطة "امتداد لما يجري في سوريا" كما قال المستشار في الأمن القومي العراقي فالح الفياض، الذي أضاف أنّ "الإنقسامات في سوريا قد تؤثر على وحدة العراق"، متغاضياً عن حقيقة أنّ فشل بغداد في دعم التسوية الطائفية منذ عام 2009، هو ما أجج الشارع السني ضد الحكومة. وهذا ما يجب أن يتم تصحيحه.

ويختم التقرير بالقول إنّ وضعاً متفجراً حقيقياً سينشأ مع سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، عندما سيصطدم الإبتهاج السني العراقي بتهور الحكومة في سحقه داخل بغداد وفي باقي المحافظات المحيطة بها. وإذا جاءت هذه اللحظة فعلى قادة الولايات المتحدة ودبلوماسييها أن يكونوا جاهزين لتكريس الجهود المركزة على الحكومة العراقية في الوقت الذي ستكون كلّ الأنظار فيه متجهة إلى سوريا. وفي مثل هذا السيناريو فإنّ واشنطن تحتاج كذلك إلى الضغط على فصائل مرحلة ما بعد الاسد لعدم التورط في العراق.

الجامعة العربية " اسم لم يعد" يشرف الامة وشعوبها " !!!
كاظم نوري الربيعي

تخيلوا الاسم انها " جامعة الدول العربية" والجامعة من جمع تعني لم شمل الدول العربية وشعوبها توحيدها لا تفريقها او تمزيقها او التامر عليها .

فهل لمستم ذلك في سياسة هذه الجامعة وقرارتها منذ تصدرت القيادة فيها " نعاج ال ثاني وخراف ال سعود ؟؟

وللجامعة معنى آخر وهو مصطلح ينفرد به العراق تتداوله عادة مراكز الشرطة في العراق وافرادها وهو مالوف لدى قوى الامن وهذا المصطلح معروف لدى العراقيين ايضا .

فعندما يوعز ضابط الشرطة او ضابط الامن بالقاء القبض على مطلوب يقول بالحرف الواحد ضع " الجامعة بيديه " اي معناها " الكلبجة" مثلما يسمونها في الدول العربية لقد تحولت هذه الجامعة كما يبدو الى" كلبجة" بفضل توجيهات ماما امريكا وتنفيذ عملائها من الذين يديرون شؤونها من " امراء الغاز والنفط ".

تحولت الى مركز شرطة بل مركز تامر على الشعوب و الدول الاعضاء التي لاتروق سياستها للغرب فكانت ليبيا اول من ضاع جراء " الجامعة" حين اختتم امينها العام عمرو موسى ولايته بتحويل موضوع ليبيا الى" المحافل الدولية " التي تتحكم فيها واشنطن وحلفائها الغربيين " لوضع "الجامعة" بيد شعب ليبيا وتكبيله خدمة للمشاريع الامريكية. مثلما اتخذت الجامعة قرارا بتعليق عضوية سورية في الجامعة وتمادت بعد ذلك في انها منحت الفرصة لعملاء يسعون الى تدمير سورية بان يحتلوا مكان سورية .

هذه هي الجامعة فلا تعتبي يا سورية فالجامعة ما كانت في حياتها منبرا يشرف امة العرب انها ليست عربية انها امريكية الهوى و بامتياز ما بالكم الان في عصر التردي خاصة وان خدم واشنطن وجلاوزتها من امراء البترو دولار المحسوبين على العرب بلبسهم وهندامهم المسيئ للعرب هم الذين يسطرون بياناتها بايعاز من " المستعمر ".

لانظن ان سورية واهلهاالخيرين الذين تستهدفهم خناجر الارهاب منذ اكثر من عام ستهتم او تكترث ب" اللملوم" الذي اسمه الجامعة اذا استثنيا دولا عربية لاتتعدى اصابع اليد الواحدة بعد ان اصبحت بيد " النكرات" الذين يسيرونها لاخير فيها منذ وجدت وهي مصدر تامر وخيانة لامة العرب وشعوبها.

اما سمعتم ذلك المنالوجست العراقي الراحل عزيز علي رحمه الله كيف كان يستخف بها عندما قال : العتب على جامعتنه جامعتنه المالمتنه". لاتعتبي سورية على الذين خانوا الامانة والعهد وكشفوا عن تاريخهم الاسود الذي يعود بالنفع على اسلافهم ال صهيون. كان ممثل لبنان خير من فضح هذه الجامعة " المتامرة" في اجتماعها الاخير بالقاهرة عندما اكد المبادئ التي كان على الجميع الالتزام بها والتي هي من صلب نظامها الداخل الذي تاسست من اجله فكانت سورية والعراق اول مؤسسيها ظنا منهما انها ستخدم الشعوب العربية لا ان تتحول الى اداة للتامر تنفذ اجندات الغرب . ممثل قطر اراد ان يرد على ممثل لبنان فكان رده ممجوجا يفضح جميع الساسة الذين يخدمون المشاريع الامريكية عندما قال" ان بلاده لاتنفذ اوامر الولايات المتحدة او انها ليست عميلة للغرب .

نسي هذا المهووس بالتامر" القواعد البحرية الامريكية " التي يرابط جنودها عند مخادع واسرة نوم العائلة الحاكمة في قطر لانهم من وجهة نظره سواح يتمتعون بالاطلاع على كل مايدور بالاجواء فضلا عن حبهم وعشقهم للمناطق الرطبة والساخنة بالمنطقة.

قواعد العيديد والسيلية في قطر وقواعد الظهران بالسعودية وغيرها من الاساطيل الامريكية والغربية في البحرين والكويت كل هذه القواعد التي انطلقت منها القوات الاجنبية لتدمير العراق وغيره جراء تامرهم انما وجدت للسياحة الامريكية في دول" الخليج " وهي لاتحمي انظمتهم المهترئة لان من يحمي هذه الانظمة العائلية شعوبها المقهورة بعد ان بددت ثروات النفط والغاز على التامر وشراء ذمم الاخرين.

انظروا اين النبل في " نبيل" انه اسم ليس على مسمى واين العروبة والعرب من هذا " العربي " الذي تم شراؤه ببضعة ريالات واصبح ظلا يردد ما يردده " اصحاب العكل" الميالة الى الهاوية وينتظر من تنطلق من افواههم الكلمات ليرددها كالببغاء .

لقد اضحت هذه الجامعة مصدر ارتزاق مثلما تحولت الى طرف للتامر يدعوا الاخرين الى تسليح الارهابيين و التدخل في شؤون سورية الداخلية علنا ودون وجل خلافا لكل مواثيق هذه الجامعة التي تحولت الى" كلبجة" بل اصفادا لتقييد الشعوب والدول التي يرفض قادتها التحول الى اشباه رجال او" نعاج" خدمة للمستعمرين والصهاينة .

kumait 11-03-2013 02:38 AM

أسلحة بريطانية بقيمة 30 مليون دولار للمقاتلين السوريين
 
صحيفة: أسلحة بريطانية بقيمة 30 مليون دولار للمقاتلين السوريين
تقرير:صحيفة "ديلي ستار صندي"

نشرت صحيفة "ديلي ستار صندي" معلومات تفيد بأن بريطانيا أرسلت أسلحة قيمتها 20 مليون جنيه استرليني، أي ما يعادل 30 مليون دولار، إلى المقاتلين السوريين. وقالت الصحيفة في تقرير لها اليوم: "الأسلحة تشمل بنادق هجومية، ومدافع رشاشة خفيفة، وقنابل يدوية، وصواريخ مضادة للدبابات، وقاذفات صاروخية وذخيرة، وجرى تخزينها في دول مجاورة لسورية، وتكفي لتسليح 1000 مقاتل من قوات المعارضة السورية".واضافت: "هذا التطور يأتي مع اعلان وزير الخارجية البريطاني، وليام هيج، الأربعاء الماضي أن بريطانيا ستزوّد قوى المعارضة السورية بمركبات مدرعة، ودروع واقية من الرصاص، ولن تستبعد أي خيار لإنقاد الأرواح في سوريا".

ووفق الصحيفة قال مصدر حكومي: "الأسلحة أُرسلت قبل أسابيع في اطار خطة وضعها كبار مسؤولو وزارة الدفاع البريطانية لنقل ما قيمته مليون جنيه استرليني من الأسلحة للمتمردين السوريين بمعدل يومي". واضاف: "القرار المتعلق بتسليم هذه الأسلحة "سيتم اتخاذه في غضون الأسابيع الـ 6 المقبلة بعد بناء ترسانة سرية منها، وسيتم فتحها وشحنها إذا ما قرر الإتحاد الأوروبي رفع الحظر الذي يفرضه على الأسلحة إلى سوريا".

وأشارت "ديلي ستار صندي" إلى أن هيج، كان قد أعلن في بيان أمام مجلس العموم الأسبوع الماضي أن بريطانيا ستقدم المزيد من المعدات غير الفتاكة للمقاتلين السوريين وتعمل على أن تكون أكثر فعالية وقد تشمل مركبات رباعية الدفع ومعدات للحماية الشخصية، بما في ذلك الدروع الواقية للجسد، وتكنولوجيا للمساعدة في جمع الأدلة عند وقوع هجوم بالأسلحة الكيماوية، ومعدات لعمليات البحث والإنقاذ، والامدادات الطبيبة، ومولدات الكهرباء، ومعدات تنقية المياه. وقال وزير الخارجية البريطاني: "سياسة المملكة المتحدة حيال سوريا واضحة وتملي علينا أن نكون مستعدين لبذل المزيد في مثل هذه الحالة من القتل والمعاناة.. ولا نستبعد أي اجراء لانقاذ الأرواح".


صحيفة الثورة السورية: تتشابك الأصابع الإسرائيلية
مع الدور القطري من جديد في سوريا
دمشق/ الثورة السورية

أشارت صحيفة "الثورة" السورية إلى أن "الأصابع الإسرائيلية تتشابك مع الدور القطري من جديد، وما عجزت عنه إسرائيل، تكفلت به قطر، وما يتحرج منه نتنياهو يتصدى له حمد ، وما تتريث فيه الحكومة الإسرائيلية تستعجله المشيخة الغازيّة"، لافتة إلى أن "التكامل ليس وليد اللحظة، ولا هو فقط نتاج التطورات المتلاحقة التي تدفع بإسرائيل إلى الكشف عن دورها سواء بشكله المباشر في الدعم اللوجستي للإرهابيين أم غير المباشر في التحريض على توفير النصيحة الاستخباراتية، وتحديد بنك الأهداف المطلوب، كما أنه ليس حاصل المتغيرات في المشهد الدولي التي حدت بقطر إلى استعجال التغطية السياسية لتسليح الإرهابيين، وتحديد مظلة سياسية جديدة لاستمرار هذا التسليح، بل يشكل في جوهره نتاج تعاون إسرائيلي قطري منذ سنوات، حين لعبت قطر دور "الجوكر" السياسي في تسويق المنطق الإسرائيلي، وقبوله في منظومة المنطقة كجزء منها، وجاء الدور الإسرائيلي ليرد الدين السياسي القطري".‏

وأوضحت أن "هذا التكامل بدا أكثر وضوحاً في الأسابيع الأخيرة، وربما الأيام الأخيرة، على محورين متوازيين كانا نتاج العلاقة المتبادلة في تقاسم الأدوار، وتأدية المهام، فإسرائيل حين دخلت على الخط مباشرة سواء عبر تجسسها أم من خلال الدعم اللوجستي للإرهابيين في القرى المتاخمة للجولان المحتل، كانت تدرك تماماً الحاجة إلى حضورها في التوقيت والطريقة، وقطر حين ورطت الجامعة في تبني قرار السماح بتزويد الإرهابيين بالسلاح كانت تعي مسبقاً أنها لن تضيف من الناحية العملية ما يستوجب إثارة الزوابع في هذا التوقيت، لولا حاجتها الماسة إلى مزيد من غبار المعارك للتغطية على المأزق الذي وصلت إليه".‏

ورأت أن "تسليح الإرهابيين لم يكن بحاجة إلى قرار كي يتم تأكيده، ولا إلى مجلس الجامعة كي تباشر به المشيخة القطرية في تبنيه، فقد سلّحت ودعمت وهذا ليس سراً وجاهرت بذلك منذ زمن بعيد، وهي تدرك سلفاً أن هذا القرار لن يضيف إلى القائمة دولاً أو أطرافاً جديدة".‏

وأضافت: "لذلك كان السؤال المحوري لماذا تريد قطر أن تؤمن غطاءً سياسياً لخطواتها، وهي التي لم تكن معنية به من قبل، كما أنها لم تنتظر صدوره، وإنما سعت منذ بداية الأزمة إلى توفير كل ما يلزم المسلحين والإرهابيين، وعلى المقلب الآخر لماذا أفصحت إسرائيل عن مواضع أصابعها في الأزمة وأماكن حضورها، وهي التي لم تغب يوماً ولو كان من خلف الكواليس؟".

ورأت أن "من الواضح أن ثمة إجابات متشعبة ويمكن لكل منها أن تغطي جانباً من الحقيقة، لكنها جميعاً لا تحقق المراد سياسياً، ولا تفي بالغرض الذي تسعى إليه مشيخة قطر بالتحديد، ولا أن تعطي تفسيراً يرتقي إلى مستوى التماهي الإسرائيلي في إعادة توطين الجوكر القطري".، مشيرة إلى أن "التسريبات الإعلامية لا تخفي مخاوف قطرية ظهرت على السطح بعد المتغيرات التي شهدها المناخ الدولي، والتي تميل في مجملها إلى محاكاة منتظمة للهواجس التي نبتت على هامش الحراك الدولي، وبالتالي من الطبيعي أن تسعى قطر إلى مظلة سياسية تحميها من الارتدادات المحتملة لأي حل سياسي، وتجنبها الدخول في بوابات المساءلة عما فعلته لاحقاً، وفي الوقت ذاته لم يكن من الصعب تلمس الهواجس الإسرائيلية وعوامل القلق من احتمال الفشل في اصطياد ما يكفي من التطورات لتنفيذ كامل بنك الأهداف الإسرائيلية فكان لابد من الدخول المباشر لعرقلة أي حل سياسي قد يلوح في الأفق، حتى لو كان عبر الدعم اللوجستي والاستخباراتي للإرهابيين".‏

وأكدت أن "هذا الهلع القطري تطور في وقت لاحق إلى تسريبات عن خلاف لم يقتصر على التباين مع الولايات المتحدة الأميركية في ترتيب الأولويات، بل شمل أيضا المقاربات السعودية والتركية على الخط ذاته، ما يفسر الحضور الإسرائيلي المباشر كعامل ضغط على الأميركيين والأتراك وامتداده بشكل اتوماتيكي على السعودية لملاقاة تلك المقاربات في منتصف الطريق، وإعادة تعويم "الجوكر" القطري مجدداً، بانتظار ما تتمخض عنه الجولة الجديدة من فصول المشيخة القطرية".

الوطن: ما حصل بالرقة الهدف منه تخفيف الضغط على الإرهابيين بحلب وريفها

أشارت صحيفة "الوطن" السورية" الى أنه "كثيرة الأخبار الآتية من الرقة وتحديداً حول توجه أرتال من الجيش العربي السوري لتطهيرها من نجس الإرهاب الذي احتل بعضاً من أحيائها، لكن في الواقع هناك حقائق بدأت تتكشف تباعاً حول ما حصل في الرقة وكيف تدخل عدد محدود من المشايخ وكبار قوم المدينة ووقفوا على الحياد تجاه ما يجري في مدينتهم مبررين موقفهم هذا بـ"حقن للدماء" ما أدى بشكل أو بآخر إلى فتح أبواب المدينة وتسليم قصر المحافظ وعدد من المؤسسات الحكومية إلى الإرهابيين في حين كانت القوات الأمنية مدعومة بالأهالي تدافع ولا تزال بكل بسالة وبما لديها من إمكانات وعتاد لصد هجمات الإرهابيين ودحرهم خارج الرقة".

ولفتت الى أنه "أمام هذا الواقع والحقيقة الأولى وتدخل عدد من المشايخ وكبار قوم المدينة، ثمة سؤال مشروع يطرح نفسه تلقائياً: هل من مصلحة للجيش في دخول معركة الرقة، وزج جنوده في معركة رفضها مسبقاً عدد من أهالي ومشايخ الرقة وقد تؤدي لمزيد من التضحيات العسكرية؟ أم عليه أن يترك الأمر للأهالي ذاتهم للدفاع عن مدينتهم وخاصة أن عدداً منهم يبرر موقفه الحيادي وما حصل في الرقة بفعل "حقن الدماء"؟".

وأضافت: "بكل تأكيد من واجب وعقيدة وشرف الجيش العربي السوري هو الدفاع عن كل شبر من الأراضي السورية في وجه الغزاة، لكن أيضاً من واجب هذا الجيش ألا يفتح جبهات لمعارك جديدة قد تؤخر الحسم في مناطق أخرى وخاصة أنه لم يصدر أي طلب نجدة من الوحدات العسكرية المتمركزة في الرقة التي لا تزال في ثكناتها وكذلك ممن تدخل ووقف على الحياد رغبة بحقن الدماء لا «تسييلها»، حسب تعبيرهم، وكما سمعنا من المحافظ وأمين الفرع في لقاء بث لهما على إحدى القنوات الفضائية المعادية لسورية".

وأشارت الى أن "الحقيقة الثانية هي أن الأحياء التي لم تسقط في الرقة كان سكانها يحمونها وشكلوا على الفور لجان مقاومة منعت دخول الإرهابيين إلى أحيائهم ونجحوا في دحرهم لإدراكهم ووعيهم المسبق أن هؤلاء ليسوا بثوار كما يدعون بل مجموعات من الإرهابيين والمجرمين والمرتزقة واللصوص لا هدف لهم سوى التخريب والنهب والسلب والاغتصاب والانتقام عموماً من أهالي الرقة الشرفاء لعدم التحاقهم بما يسمى الثورة، هذا بالإضافة إلى فرض نظام حكم ذاتي يعتمد على شريعة السلاح والتخلف لا شريعة اللـه كما يدعون".

ولفتت الى أن "الحقيقة الثالثة أن عشائر الرقة كانت ومنذ أشهر تطالب بالسلاح لحماية مناطقها ومدنها وحصلت عليه وبالتالي هي قادرة على الدفاع عن الرقة وغير الرقة دون أي تدخل عسكري من الجيش العربي السوري وها هو اليوم الذي يحتاج إلى الرجال والسلاح للدفاع وحماية العرض والشرف والوطن وهم خير من تولى هذه المهمة".وشددت على أن "الحقيقة الرابعة والأخيرة تبقى أن ما حصل في الرقة الهدف منه ليس الاستيلاء على المدينة التي وعلى الرغم من أهميتها لا تشكل أي ثقل في الصراع الدائر على سورية، بل الهدف الحقيقي هو تخفيف الضغط على الإرهابيين في حلب وريفها واستدعاء الجيش إلى معركة جديدة لتغيير أولوياته بحيث يتمكن الإرهابيون في مناطق أخرى من التقاط أنفاسهم التي باتوا يلفظونها".

ورأت أنه "لكل ما سبق لا ضرورة ملحة لدخول الجيش إلى الرقة، فبإمكانه أن يضمن فقط عدم خروج الإرهابيين إلى مناطق أخرى وضرب معاقلهم حين تتوفر المعلومة الدقيقة من الأهالي والتنسيق مع شرفاء الرقة وعشائرها لتوفير المؤن والذخائر وصولاً للدعم اللوجستي والمدفعي دون اقتحام المدينة التي بات من واجب أهلها في كل شارع وكل حي ومنطقة الدفاع عنها كما دافع أهالي الأحياء التي بقيت صامدة، وعلى الجيش ألا يقتحم أي مدينة إلا في حال استنجد أهلها وباتوا عاجزين عن الدفاع عنها وهذا ليس حال الرقة التي فيها ما يكفي من الرجال والنساء لدحر الإرهابيين وطردهم من حيث أتوا، فالرقة الغالية على قلوب كل السوريين ستبقى في قلب سوريا وستعود عاجلاً أم آجلاً كما كانت آمنة ومستقرة بفضل كل شريف مقاوم من أبنائها وبأقل خسائر ممكنة".


تقرير ستراتفور: السعودية تسهّل موت شبابها في سوريا
سكوت ستيوارت / موقع ستراتفور المتخصص في قضايا الاستخبارات العالمية

نشر موقع ستراتفور المتخصص في قضايا الاستخبارات العالمية، والذي يعتبر الجناح البحثي للاستخبارات الأمريكية في 31 كانون الثاني (يناير) الماضي تقريراً لنائب رئيس قسم التحليل في الموقع سكوت ستيوارت، ومما جاء فيه:

لأكثر من عام منذ الآن، فإن بلدان مثل الولايات المتحدة وتركيا والسعودية وقطر ودول أوروبية تقدّم المساعدات للمتمرّدين السوريين. أكثر هذه المساعدات كانت على شكل مساعدة إنسانية، وتقديم أشياء مثل الإيواء، والغذاء، والرعاية الصحية للاجئين. مساعدات أخرى ساهمت في تزويد المتمردين بإمدادات عسكرية غير قاتلة مثل أجهزة اتصال، ودروع واقية. ولكن من خلال استعراض الاسلحة المكتشفة في ساحة المعركة يكشف بأن المتمرّدين تلقوا عدداً متزايداً من الاسلحة القاتلة.

على سبيل المثال، كان هناك أشرطة مصوّرة عديدة تكشف استخدام المتمرّدين السوريين لأسلحة مثل قاذفة صواريخ أوسا ام 79، وآر بي جي ـ 22، ومسدس إم 60، وقاذفة آر بي جي ـ 6 المتعددة. الحكومة السورية أيضاً عرضت أشرطة مصوّرة لأسلحة بعد مصادرتها من مخابىء أسحة. ما هو مثير للإنتباه حول هذه الأسلحة هي أنها ليست موجودة في مخازن المؤسسة العسكرية السورية قبل الأزمة، وأنه قد يكون تمّ شراؤها من كرواتيا. وقد شاهدنا تقارير وصور عديدة لمتمرّدين سوريين يحملون رشاشات ستير أوغ النمساوية، وقد اشتكت الحكومة السويسرية من أن قنابل يدوية مصنوعة في سويسرا بيعت الى الامارات العربية المتحدة تجد طريقها الى المقاتلين السوريين.

هذا يعني أن المستوى الحالي من التدخل الخارجي في سوريا يشبه الى حد كبير المستوى الذي كان بلغه التدخل ضد الاتحاد السوفيياتي والنظام الشيوعي الذي كان يتبع له في أفغانستان. الداعمون الأجانب يقدّمون ليس فقط التدريب، والمعلومات الاستخبارية، والمساعدة، ولكن أيضاً الأسلحة ـ الأسلحة الخارجية التي تجعل التزويد الخارجي للأسلحة واضحاً للعالم. ومن المثير للإهتمام في سوريا، كما في أفغانستان، أن إثنين من الداعمين الخارجيين الرئيسيين هما واشنطن والرياض ـ بالرغم من أنه في سوريا يبدوان متظافرين مع قوى اقليمية مثل تركيا، والاردن،وقطر، والامارات العربية المتحدة، بدلاً من باكستان.

في أفغانستان، سمح السعوديون والأميركيون لشركائهم في وكالة الخدمات الاستخبارية الداخلية بتحديد أي من المجموعات المسلّحة المعادية في أفغانستان تتلقى النسبة الأعلى من التمويل والأسلحة التي يقدّمونها. ونجم عن ذلك أمران: الأول، أن الباكستانيين موّلوا وسلّحوا مجموعات اعتقدوا بأنه يمكن استخدامهم كبدائل في أفغانستان بعد الانسحاب السوفيياتي. الثاني: نزعوا بصورة براغماتية الى منع المال والسلاح عن مجموعات كانت الأنجح على أرض المعركة ـ مجموعات مثل غلب الدين حكمتيار، وجلال الدين حقاني، التي كان تأثيرها على الأرض مشدوداً بصورة مباشرة بلاهوت الحماس الذي جعل من إعلان الجهاد ضد الكفار واجباً دينياً وأن الموت خلال ذلك الصراع هو الانجاز المطلق والنهائي.

سيرورة مماثلة بدأت قبل سنتين تقريباً في سوريا. مجموعات المعارضة التي كانت فاعلة على الارض صادف أن تكون المجموعات الجهادية مثل جبهة النصرة. وليس مدعاة للدهشة، أن أحد أسباب فعاليتها كان المهارات والتكتيكات التي تعلّمت في مقاتلة قوات التحالف في العراق عليها. ولكن مع هذا، فإن السعوديين ـ الى جانب القطريين والاماراتيين ـ كانوا يسلّحون ويموّلون المجموعات الجهادية في الجزء الأكبر بسبب نجاحها في أرض المعركة. وكما لحظ زميلي كرمان بوخاري في فبراير 2012، فإن الوضع في سوريا كان يوفّر فرصة للجهاديين، حتى بدون الدعم الخارجي. في ظل المشهد المتصدّع للمعارضة السورية، فإن وحدة الغرض وتأثير أرض المعركة للجهاديين كان في حد ذاته كافياً لضمان أن هذه المجموعات تجذب عدداً كبيراً من المحازبين الجدد.

ولكن ليس هذا العامل الوحيد المسؤول عن جنوح المتمرّدين السوريين نحو التطرف والتشدّد. أولاً، الحرب ـ وعلى وجه الخصوص الحرب الشرسة والمستنزفة ـ التي تجعل المتطرّفين من بين المقاتلين الانخراط فيها. تذكّروا ستالينغراد، صراعات الحرب الباردة في أميركا اللاتينية أو التطهير العربي في البلقان عقب تفكك يوغسلافيا، فهذه الدرجة من الصراع والمعاناة جعلت حتى من الناس غير المؤدلجين مؤدلجين. في سوريا، شهدنا كثيراً من المسلمين العلمانيين قد أصبحوا جهاديين صارمين. ثانياً، فإن غياب الأمل في التدخل من قبل الغرب أزال أي حافز للبقاء على السردية العلمانية.

كثير من المقاتلين الذي علّقوا آمالهم علىى الناتو قد أصيبوا بخيبة أمل كبيرة وغضبوا بأن معاناتهم قد تمّ تجاهلها. إنه ليس من غير العادي بالنسبة للمقاتلين السوريين القول من قبيل (ماذا فعل الغرب لنا؟ ليس لنا الآن سوى الله).

وحين تتظافر العوامل الايديولوجية هذه مع انهمار المال والسلاح عبر مجموعات جهادية في سورية على مدى العام الماضي، فإن نمو الجماعات الجهادية السورية تسارع بصورة دراماتيكية. ليس هذه المجموعات عاملاً في أرض المعركة اليوم فحسب، ولكن سوف ستكون هذه قوة يحسب لها حساب في المستقبل.

المناور السعودي

بالرغم من رد الفعل الجهادي السلبي، فإن السعوديين شهدوا بعد نهاية الحرب ضد السوفييت في أفغانستان ـ والدرس الحالي للجهاديين الذي أرسلته سوريا لمحاربة قوات الولايات المتحدة في العراق الآن المجموعات القيادية مثل جبهة النصرة ـ فإن الحكومة السعودية كما يظهر أنها حسبت بأن استخدامها للوكلاء الجهاديين في سوريا يستحق المخاطرة.

هناك بعض المنافع المباشرة للرياض. أولاً، يأمل السعوديون بأن يكونوا قادرين على كسر نفوذ الهلال الشيعي الذي يصل من ايران عبر العراق وسوريا الى لبنان. ان خسارة الوزن السني المقابل للقوة السنية في المنطقة مع سقوط صدام حسين في العراق وإقامة حكومة شيعية صديقة لإيران، فإن السعوديين يرون احتمالية إقامة نظام سني صديق لها في سوريا كتحسين دراماتيكي لأمنهم القومي.

إن دعم الجهاد في سوريا كسلاح ضد النفوذ الايراني يعطي أيضاً السعوديين الفرصة لتلميع صورتهم الاسلامية داخلياً في مسعى لمساعدتهم في درء الانتقاد بأنهم علمانيون ومتغرّبون. يهب النظام السعودي ذلك فرصة لأن يقدم صورة على أنه يقوم بمساعدة المسلمين الذين يتعرضون لمهاجمة النظام السوري الوحشي.

إن دعم الجهاديين في سوريا يعطي السعوديين أيضاً الفرصة لأن ينقلوا متطرفين الى سوريا، حيث يمكنهم القتال وربما الموت. ومع وجود عدد كبير من العاطلين، أو الانخفاض في العمالة، وشباب متطرّفين، فإن الجهاد في سوريا يكون بمثابة حنفية الضغط المماثلة للصراعات السابقة في العراق، والشيشان، والبوسنة، وأفغانستان.

السعوديون ليسوا وحدهم من يسعون الى غربلة شبابهم المضطرب، فقد تلقينا تقارير من مصدر موثوق بأن السعوديين يقومون بتسهيل سفر رجال يمنيين الى معسكرات التدريب في تركيا، حيث يتدربون ويجهّزون قبل أن يتم إرسالهم الى سوريا للقتال. التقارير تشير أيضاً الى أن الشباب يسافرون بصورة مجانية ويتلقون مكافآت لقاء خدماتهم. هؤلاء الشباب المتطرّفون من السعودية واليمن سوف يقوّون المجموعات الجهادية في سوريا عن طريق تزويدهم بقوات جديدة.

السعوديون يكسبون بصورة مؤقتة منافع محلية من خلال مساندة الجهاد في سوريا، ولكن الصراع لن يدوم للأبد، ولن ينجم عن موت كل الشباب الذين مضوا للقتال في سوريا. وهذا يعني أنه في يوم ما، أن الرجال الناجين سوف يعودون الى الديار، وعبر العملية التي أحلنا اليها كـ (الدارونية التكتيكية)، فإن المقاتلين غير الكفوئين الذين تم انتقاؤهم، تاركين المقاتلين الكفوئين الذين سوف يقوم السعوديون بالتعامل معهم.

ولكن المشكلات التي يفرضها الوكلاء الجهاديون في سوريا سوف تكون لها آثار تتجاوز الأسرة المالكة. الجهاديون السوريون سوف يشكلون تهديداً للإستقرار في سوريا في الغالب بنفس الطريقة التي شكّلتها مجموعات أفغانستان في الحرب الأهلية التي شنّوها للسيطرة على أفغانستان عقب سقوط نظام نجيب الله. في الواقع، إن العنف في أفغانستان أصبح أسوأ بعد سقوط نجيب الله في 1992، وأن المعاناة التي تكّبدتها المدنيون الأفغان على وجه الخصوص كانت فاضحة.

الآن، نحن نرى بأن المقاتلين الجهاديين في ليبيا يشكّلون تهديداً ليس للنظام الليبي فحسب ـ فهناك مشكلات خطيرة في شرق ليبيا ـ ولكن أيضاً للمصالح الأجنبية في البلد، كما شهدنا في الهجوم على السفير البريطاني والبعثة الدبلوماسية الأميركية في بنغازي. أكثر من ذلك، فإن الاحداث في مالي والجزائر في الشهور الأخيرة تكشف بأن المقاتلين الذين يتخذون من ليبيا مقرّاً لهم والأسلحة التي يمتلكونها أيضاً تفرض تهديداً إقليمياً. محاذير ومخاطر مماثلة وطويلة الأمد وواسعة النطاق متوقع أن تحدث من خلال التدخل في سوريا.

سكوت ستيوارت

kumait 15-03-2013 10:44 PM

ماذا تريد واشنطن من سورية؟
 
ماذا تريد واشنطن من سورية؟
رائد كشكية

كل محاولة للتهدئة تليها محاولات للتصعيد، وكلقرار تليه قرارات، وكل تصريح خجول يدعو لوقف العنف تليه عاصفة تصريحات تطفئ شموع الأمل.الأزمة السورية تدخل عامها الثالث، وأعداد الضحايا صارت رقما قياسيا يكبر يوميا، ولم تعد أنباء الموت تثير شيئا من العواطف، لاسيما في بعض الأوساطالسياسية.وقف العنف بوسائل العنف بريطانيا حسب وزير خارجيتها وليام هيغ مستعدة لتزويد المعارضة السورية بالمعدات الدفاعية وتدريب مسلحيها. ورغم وصفه الوضع فيسورية بأنه "كارثة إنسانية"، وإشارته في 11 مارس/آذار الى تجاوز عدد القتلى 70 الفشخص، وإلى وجود "أكثر من مليون لاجئ"، وضرورة دعم جهود المبعوث الدولي الأخضرالإبراهيمي من أجل تحقيق الاستقرار، إلا أنه أكّد نية بلاده تكثيف دعم المعارضة السورية من أجل تسريع عملية تغيير النظام. ويرى هيغ في تصريحه لوكالة "انترفاكس" الروسية ان "على الحكومة البريطانية ان تبذل جهودا من أجل تفادي مقتل الناس فيسورية، وذلك عن طريق زيادة دعم المعارضة، وبالتالي زيادة الضغط على النظام لتسريع اتخاذ القرار السياسي الهام". وقف القتل بزيادة وسائل القتل.. مهمة نبيلة للسياسة لبريطانية، وأمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني يوم الثلاثاء 12مارس/آذار اعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان بلاده قد تستخدم حق "الفيتو" ضد تمديد حظر توريد السلاح الى سورية المفروض من قبل الاتحاد الاوروبي، مايسمح بإمداد مقاتلي المعارضة بالأسلحة. المزيد من الأسلحة تسعى بريطانيا وغيرها من لدول المتحضرة إلى إرسالها لمساعدة الشعب السوري، فبعد عامين على الحرب لايرون وتائر القتل كافية. الحل السلمي أم الصوملة؟ في غضون ذلك حذر المبعوث الدولي الىسورية الاخضر الابراهيمي من خطر "الصوملة" في سورية اذا لم يتم التوصل الى حل سلمي لأزمة.

وقال عقب انتهاء اجتماع وزراء خارجية الاتحادالأوروبي في بروكسل الاثنين 11 مارس/آذار، ان الأوضاع في سورية تتجه نحو الانهيار،والسبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو التوصل الى حل سلمي سياسي توافقي.وزارةالخارجية السورية أكدت يوم 12 مارس/آذار في رسالتين إلى مجلس الأمن والأمين العام للامم المتحدة زيادة وصول الأسلحة إلى متطرفي "جبهة النصرة"، الذين ينشرون الإرهاب
والقتل ويستهدفون هياكل الدولة والبنى التحتية. ونوهت الوزارة بأنه "من الملفت تصاعد العنف الذي تنشره المجموعات الإرهابية بدعم خارجي كلما تحقق تقدم باتجاه تفعيل مسار التسوية السياسية".

فالتصعيد في التصريحات والقرارات الصادرة عن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والتي تدعو لتقديم المزيد منالدعم العسكري واللوجستي للمعارضة المسلحة، يأتي في الوقت الذي تعمل فيه أطراف أخرى على تهيئة أجواء الحوار الوطني. الأسلحة تتدفق رغم الحظرمن الواضح أن للحديث المتواصل عن تسليح المعارضة السورية هدفا آخر غير تقديم السلاح، فساحة المعركة لا تعاني نقصا في وسائل الموت. وقالت الخارجية السورية: "لعل ما تشهده سورية يوميا من قيام هذه المجموعات بالتدمير الممنهج باستخدام أسلحة أوروبية هو دليل على تدفق الأسلحة من الدول التي تعلن حظر توريدها إلى سورية".

واعادت الوزارة الى الأذهان تصريحات سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي بأن بلاده ستواصل تقديم السلاح، إضافة إلى ما كشفته الصحافة الأوروبية والعالمية حول تورط بلدان كالسعودية وقطر في توريد أسلحة من سويسرا وبلجيكا و كرواتيا وأوكرانيا للمجموعات المسلحة، وتورط تركيا في ايواء وتدريب المسلحين، علاوة على قرار جامعة الدول العربية الذي نص على "حق كل دولة وفق رغبتها
بتقديم كافة وسائل الدفاع عن النفس، بما في ذلك العسكرية، لدعم صمود الشعب السوريوالجيش الحر".

وقد أكّدت الخارجية السورية أن "وقف العنف الذي تمارسه المجموعات الإرهابية المسلحة هو امر لا مناص منه لانجاح الحوار الوطني،ولن يتحقق هدف وقف العنف دون تجفيف منابع الإرهاب عبر الضغط على الدول التي تقدم الدعم للإرهاب في سورية بشكل مباشر أو تحت مسميات مضللة مثل المعدات القتالية غيرالمميتة، تنفيذا لمخططات امريكية تتعارض مع مزاعم دعم التسوية السياسية للازمة".

وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ملكي أكثر من الملك، ومن أكثرالأوروبيين تحمسا لتسليح المعارضة، لكنه قال يوم الثلاثاء 12 مارس/آذار في اجتماع لجنة العلاقات الدولية بالبرلمان الفرنسي: "خلال الاسابيع الاخيرة نعمل على وضع قائمة باسماء المسؤولين السوريين الذين يمكن ان يقبل بهم الائتلاف الوطني لقوىالثورة والمعارضة السورية"، منوها بان العمل المشترك مع الجانبين الروسي والامريكي يهدف الى ايجاد حل سياسي يتجاوب مع بيان جنيف الصادر في 30 يونيو/حزيران من العام الماضي.

وحدة المبدأ واختلاف التفسيرحاولت الولايات المتحدة ومعها فرنسا وبريطانيا طويلا دفن اتفاق جنيف، واستبشر العالم خيرا باعتراف الإدارة الأمريكية الجديدة بالبيان، وبدا أن العراقيل يجري تجاوزها على الطريق السلمي، وانهمكت أطياف المعارضة بدرجات متفاوتة من النشاط في تهيئة ظروف مواتية للحوار، وشكّل تصريحان أحدهما لوليدالمعلم وزير الخارجية السوري والثاني لمعاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني المعارض،شكلا نقطة تحوّل في العملية السلمية باتجاه الحل على أساس جنيف.

لكن لم يكد ساسة الدول الكبرى يتفقون على المبدأ حتى وقعوا في مستنقع التفاصيل، وتبين أن بينهم خلافات كبيرة ناجمة عن تباين تفسيرات بنود متفق عليها. وقد كتب ألكسندر لوكاشيفيتش الناطق الرسمي باسم وزارةالخارجية الروسية في تعليق نشر على موقع الخارجية الروسية يوم 12 مارس/آذار: "التصريحات العلنية لمسؤولي الإدارة الأمريكية المؤيدة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تدل على تفسير بيان جنيف من جانب واحد، مما يزيد من صعوبة البحثعن سبل إنهاء المواجهة في سورية في أقرب وقت وتحويل النزاع إلى مجرى حوار وطني سوري شامل".

وأكد من جديد أن "البيان الذي تبناه جميع اللاعبين الخارجيين الأساسيين، بما في ذلك الولايات المتحدة، في جنيف، حدد بوضوح هدف تحويل النزاع في سورية إلى مجرى سلمي عن طريق تشكيل "جهة حاكمة انتقالية" عن طريق المفاوضات بين السلطات والمعارضة، على أن تكون لها كافة الصلاحيات اللازمة لحين إجراء انتخابات عامة".بدورها اعلنت فكتوريا نولاند المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الامريكية الثلاثاء 12 مارس/آذار انها لا تفهم الانتقادات الروسية للموقف الامريكي، "نحن قلنا أكثر من مرة ان الحديث في بيان جنيف يدور حول تشكيل حكومة انتقالية بتوافق من جميع الاطراف تتمتع بالسلطة التنفيذية الكاملة. ونحن لمنقل ابدا ان الوثيقة تتضمن شيئا ما عن (الرئيس السوري) بشار الاسد. فقط اشرنا الى انه انطلاقا من مفاوضاتنا مع المعارضة السورية، لا نرى كيف يمكن للاسد ان يبقى".

اختلاف التفسيرات يعيدنا إلى المخططات الامريكية التي تتعارض مع مزاعم دعم التسوية السياسية للأزمة، حسب تعبير الخارجية السورية، وكم نود أن يكون الواقع غير ذلك، وأن يتفق مع تصريح جون كيري وزيرالخارجية الأمريكي في المؤتمر الصحفي مع نظيره النرويجي اسبين بارت إيدا، حيث قال: "نريد ان يجلس الأسد والمعارضة السورية الى طاولة المفاوضات بغية تشكيل حكومة انتقالية ضمن الاطار التوافقي الذي تم التوصل اليه في جنيف".

لقد تحدث مراقبون كثر عن اكتفاء الولاياتالمتحدة بما حدث في سورية، فالبلد عمّه الخراب ، والحرب أضعفت المؤسسات العسكرية والاقتصادية، وتحتاج سورية إلى عشرات المليارات وعشرات السنين لإعادة الإعمار، وهي بالتالي خرجت مما سمي بمحور الممانعة، فبدلا من المواجهة مع إسرائيل ستعمل ولفترة طويلة على إخماد المواجهات الداخلية (دينية، مذهبية، طائفية..) والتي أصبحت أوراقا بيد قوى إقليمية، وتستطيع إسرائيل تنفيذ خططها التوسعية دون أخذ سورية في الاعتبار. ماذا تريد واشنطن؟حتى الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز، "حمامة السلام" التي قصفت قانا اللبنانية وأردت مائة شهيد، صار بإمكانه أن يدعو في 12 مارس/آذار الى تدخلقوات تابعة لجامعة الدول العربية لوقف نزيف الدم ومنع سورية من السقوط. ما الذي تريده واشنطن أكثر من هذا كلّه؟

إذا كان عدم الاستقرار في سورية يسمح لانصار "القاعدة" بتعزيز مواقعهم في البلاد، وفق التقرير السنوي الخاص بالتهديدات الامنية المعاصرة، الذي قدمه مدير الاستخبارات الوطنية الامريكية جيمس كلابر، ووصف فيه "الربيع العربي" بأنه حمل لدول الشرق الاوسط وشمال افريقيا صعوبات اقتصادية وعدماستقرار وموجات عنف وتطرف وميولا معادية لامريكا.ربما يعرف الشيخ معاذ الخطيب الجواب ، ولذلك سيقدم استقالته من منصب رئيس الائتلاف المعارض، في اجتماع اسطنبول المقبل، نتيجة خلافات داخل الائتلاف يراها مصيرية بالنسبة لسورية.

نـضــوج الحــل الســوري وســمــوم الابـــراهـيمــي
د احمـد الاسـدي

لــو عــدنـا بـذاكـرتـنــا قــليـلا الــىمـا قبـل عـام مـِنَ اليــوم , واســتذكـرنـا الخـطـاب الســيـاســي والاعـلامـي لمـا يســمـى ( بـالمعـارضـة الســـوريـة ) بكـل مـُسـمـيـاتهـا وعــنـاويـنهـاالـداخـليـة والخـارجيـة واتجـاهـاتهـا الاســلامـويـة والـعلمـانيـة نـجـدهيـتمحـور عـلى نقطـة واحــدة اتفقــوا جـميعـا عـلـى وهمهــا , إلا وهـي إنَ ايـام مـا تمـنطـقـوا بتســميتــه ( النظــام ) اصــبحـت معــدودة وإنَ شــرط اســقـاط ( الأســد ) ومحـاكمــتـه ورمـوزه ســلطتــه حـسـب تعـبـيراتهـم الخـائبــة لا من اصعــنــه , ولا حــوار ولا حـلـول عـلـى الطـاولـة مِـنْ دون ذلـك , بيـنمـا كـانت الـدولــة الســوريـة وعـلـى لســان الأخ الـرئيس بشــار الأســد قــد فــتحـت ابــواب الحـوار الغيـر مشــروط بيـن الســورييـن مـنـذ البـدايــة تحـت خـيمـةالـوطـن والثـوابــت الـوطنيــة ,بـل انهـا ذهـبـت الـى مـا هـو ابعــد مـِنْذلـك عـنـدمـا اعـلنـت عـدم اســتثـناءهـا لهـذا الحـوار حـتـى مـع المجـاميـع المســلحـة الـتي تـركـن ســلاحهـا جـانبـا وتجـلس عـلى طـاولـتــه الـوطـنيــة , ولـكـن حـمـى الخـطـابات والتهـديـدات والمهـل الـزمنيــة والهـرطقـات العـرعـوريـة اليــوم , قــد لجـمتهـا الـتطـورات الميـدانيـة عـلـى الارض وتغـيُـر مــزاج الشــارع الســوري مـَنْ جهــة , وتقـلبـات المنـاخ الـدولـي مـِنْ الجـهـة الاخـرى , ورســمـت صــورة جـديـدة للهجــة الخـطـاب ( المعـارض ) حـيـث اصــبـحت الـدعـواتالـى خـلـق قـاعـدة عـامــة للمحـادثـات والحـوار مـع ( الســلطـة ) مثلمـا عبـرعـن ذلـك احـد الأقـطـاب , هــي الطـاغـيـة عـلـى المشــهـد بالـرغـم مـِنْ كــل محـاولات ثالوث قطـر تركيـا الســعـوديـة الشـــيـطـانـي بتحـجيـم الاصـواتالراغبـة بالحـوار , ســواء عـبـر الاغـواء بـالامـوال والتبشـيـر بالجـلـوس عـلـى مقعـد الجـامعـة العبـريـة وشــرعنـة الدعـم التســليحـي او بـالتهـديــد والـوعيـدالاقصــائـي وفـضـح المســتـور, وهــذا التـغـيـر الـدرامـاتيكـي فـي الخـطـاب ( المعـارض ) الـذي لــم يخــلـوا فـي طبيعــة حـالـة مـِنْ الشـــذوذ المغـرد خـارج الســـرب , والــذي يــطـلق عـليــه البعـض اعـتبـاطـا ( نـضـوج الحــل الســـوري ) , مـا كـان لـيصـل الـى مـا هـو عليــه لـولا الصـمـودالســـوري الـذي عـبـر عنــه تمـاســك المؤســسـة العسـكـريـة وقـواتهـا المســلحـة , وازديـاد قــوة تنـاســج البنيــة المجتمعيـة الـوطنيــة , وانكشــاف زيــف الآلـة الاعـلاميــة المعـاديــة , وادراك القـوى الـدوليــة التـي تـمـســك مـِنْ الخـلـف بمقــود عجـلـة الجمـاعـات المســلحـة ومـا يســمـى بـإئــتـلافـات وهيئـات ومجـالس المعـارضـة وتنـســيقيـاتهـا بـالداخـل والخـارج , اســتحـالـة اســـتنسـاخ الحـالـتيـن العـراقيـة او الليبيــة عـلـى الارض الســوريــة فــي ظــل النهـوض الـروسي الصيني الـذي فـاجـئ الجميــع بثـباتـه ومـبدئيــتـه , وبـروز تكـتلات دوليـة جـديـدة انهــت عصـر الهيمنــة الامـريكيــة وسـياسيــة القـطب الـواحـد ونظـريـات العـولمـة الاســتعمـاريـة ونـظـامهـا العـالمـي الـجـديــد , يضـاف الـى ذلـلك قــوة التحـالفـات الســوريـة مـع حـلفـاءهـا الاســتراتيجييـن عـلى الســاحـة ( الـروس _ الايـرانيين _ حـزب الله ) والتي اتت بثمـارهـا مـِنْ خـلال الدعـم الغيـر محـدود وتبنـي الموضـوعـة الســوريـة دوليـا واقليميـا مـع تيـقـن اصحـاب المشـروع التـآمـري هــذا مـِنْ خــطــأ حـســاباتهـم العســكريـة والاقتصـاديـة والســـياسيــة بخـصـوص الـدولـة الســوريـة بـجـيشهـا وشــعبهـا
ووعـي وقــدرة قـيـادتهـا عـلـى ادارة المعـركـة وامـتصـاص زخمهـا , تلك الحسـابـات الهـزيلــة والصـبيـانيـة التـي حـددوا وفـق ابجـديـاتهـا خـط شــروع عــدوانهـم البـائس وبنـوا عـلـى رمـال اوهـامهـم قصــور اســقـاط ( النظـام ) باسـابيـع وشهـور تحـولت الـى سـنـة وســنـتيـن .

الســمـوم التـي تـفـرزهـا ْ قـريحــةالمـُخـرف الأمـمـي الابـراهـيـمـي واصــرارة فـي كـل مـرة عـلـى اجـتـرارمـقـاربــتـه للحـالـة الســوريـة بالصـومـاليــة , لا تخـرج عـن ســيـاق الحـرب النفـسيــة ومحـاولات زعـزعــة ثقــة الشــارع الســـوري بجـيشــة وقيـادتــه , وخـلق حـالـة مـِنْ الـذعــر الـداخـلـي التـي تهـيءالارضيــة للطـرف الاخـربـاســتعـادة معـنـويـاتــه واســتكمـال جـاهـزيـتـه الـتي فقـدهـا بفعـل الضـربـات
الموجعـة التي تســددهـا القـوات المســلحـة الســوريـة لعصـابـاته المسـلحـة وجهـدهـا الاجـرامـي علـى كـامل الخـارطـة الجغـــرافيـة , وليـس مـِنْ بـاب الحـرص الابـراهـيـمـي عـلـى وحـدة ســوريـة واستقـلاليـة قـرارهـا وامـن وســلامـة شــعبهـا , لأن الامـر لـو كـان كـذلـلك لـوقـف الابـراهـيمـي مـوقفـا يحـسـب لــه وأدان عـلـى الاقــل مســلسـل الارهـاب الممنهـج الـذي يضـرب المـواطـن السـوري مـنذ مـا يقـارب الســـنتيـن , ولكـان قــد عمـل فعـلا عـلـى ادانــة الـدول التي تـدعـم المجـاميـع المســلحـة وتمـدهـا بـادوات واســلحـة الارهــاب , وحـثَ المجتمـع الـدولـي وبـدون اي انحيـازات او مـواراة علـى ادانـة قطـر والسـعـوديـة وتـركيـا وادانتهـا رسـميـا ومـِنْ خــلال بيـانـات مجـلس الامـن الدولـي لـدورهـاالتخـريبـي والارهـابـي فـي ســوريـة بـدلا مـِنْ الاتهـامـات التي يكيلهـا بيـن الحيـن والآخـر للدولـة الســوريـة , واصـابـع الاتهـام الـتي يشــيـر بهـا دائمـاالـى الجيش العـربي الســوري والاجهـزة الامنيــة التي تـؤدي دورهـا العقـائـدي وواجبهـا الـوطني بحمـايـة الانسـان الســوري وتـراب الـوطـن , والدفـاع عـنســيـادتـه ومـســتقبل ابنـاءه فـي ظـل الهجمـة البربريــة الكـونيـة التي تمـارسبـالضــد مــِنْ ســـوريـة الـوطـن والدولـة والشــعـب.

الصمـود الســوري العســكري والســيـاســي والاقتصـادي والمجتمعــي ســيبقـى يــؤرق النــوم فـي عيــون الاعـداء , ويـدفع بهـم الـى تحـريـك ذيــولهـم مـِنْ امثـال المـُخـرف الابـراهيمـي واللاشــريـف
العبـري ورهــط النـاعقـيـن والـراقصـيـن عـلـى طـبـول اعـلام الفجـور العـربـانـي لـلنـيـل مـِنْ الهـمـم وتعـكيـر الاجـواء العـامـة مـِنْ خـلال تصـريحـات اســهـاليـة هنـا وتفجيـرات غـادرة واســتهـداف للمـواطـنيـن الابـريـاء هنـاك , ولـكـن كـل هــذا لــم يــؤخـر حـركـة عجـلـة ســـحـق الارهـاب وادواتــه الـتي اقســم الســـورييـن عـلـى اجـتـثـاثـه مـِنْ جــذورة , وعـلـى وتيــرة واحــدةمــع جهــود الحـوار الوطـني التـي يطـلـع بالتحضـيـر لهـا اصــدقـاء ســـوريـةعـلـى الأسـس الـتي رســم خـطـوطهـا العـريضـة الخطـاب التـاريخـي للأخ الـرئيس بشــار الأســد ووضـعـت اســتراتيجيتهـا وخـطـوات تنفـيذهـا الحـكومـة الســـوريـة.

سباق بين الدم والتسوية في سوريا

تدرك واشنطن أن المعارضة السورية ضعيفة ومشرذمة وانه كلما طال عمر الأزمة فإن الأرض تصبح مباحة بشكل أكبر أمام تنظيمات سلفية ـ جهادية منظمة ومدربة وفاعلة وقادرة على ان تتفرد مستقبلاً بالسلطة لتكون سوريا منطلقاً لقيام "إمارة" تهدد أمن المنطقة وكل ما فيها من مصالح غربية.”

سنتان مضتا دفع خلالهاالشعب السوري ثمناً باهظاً تمثل في تهجير نحو 3 ملايين مواطن من مناطقهم إلى مناطق أخرى داخل سوريا، ونزوح نحو مليوني مواطن إلى دول الجوار، وتدمير كامل للبنى التحتية، وخراب في القطاعات الإنتاجية والمرافق العامة، وسقوط نحو مائة ألف قتيل ومئات آلاف الجرحى. سنتان مضتا وقد أفرزت المزيد من الانقسام والتشرذم وعدم الوضوح في الرؤى لدى كل الأطراف المعنية، وغياب كلي لأي مشروع إنقاذي جدي باستثناء ما يطرح عبر وسائل الإعلام من شعارات فضفاضة تدعو إلى رحيل النظام وعدم الموافقة على أي تسوية بوجوده، مقابل طروحات من النظام بأن لا حل إلا عبره ومن خلاله.

ووسط هذه الأجواء ينشط الوسيط العربي ـ الدولي الأخضر الإبراهيمي متنقلاً بين العواصم ومفتشاً عن مشاريع حلول ترضي ولو إلى حد ما السلطة والمعارضة عسى أن تشكل نواة بداية حل أو منطلقاً لفتح حوار سياسي بعيد عن لغة المعارك. ويعي الإبراهيمي تماماً ان الحل ليس داخل دمشق ولا في المكاتب التي يتواجد فيها أركان المعارضة خارج سوريا، بل الحل موجود في إدراج صنَاع القرار الدولي أو لدى جماعات تعتبر نفسها انها من صنَاع القرارالدولي.

وبناء عليه كان على الإبراهيمي أن: يزور موسكو وبكين وطهران ليطرح ما يراه مناسباً بشأن مستقبل نظامالرئيس بشار الأسد ويحاول أن يقنع هذه الأطراف بحلٍ أو حتى بهدنة لأن الرئيس الأسدوحده لا يقرر موقفاً دون العودة لهذه القوى، وهذه القوى لا تتخذ قراراً نيابة عن الرئيس الأسد. وأن يزور واشنطن وباريس ولندن وأنقرة والقاهرة والرياض والدوحةليناقش معها ما يمكن أن تقبله المعارضة المؤلفة من عدة أطراف والتي لكل طرفٍ منهاارتباطاته الخاصة اقليميًّا ودوليًّا. وأن يتواصل بشكل مباشر أو بالواسطة مع قيادات تنظيمات أصولية تعتبر نفسها أنها تمتلك حرية اتخاذ قرارها وأنها معنية أكثر منغيرها بكل ما يجري داخل سوريا كونها "أرض جهاد" كما كانت أفغانستان والعراق والشيشان وباكستان واليمن وغيرها من أراضي "الإمارات الإسلامية".

وإذا كان الإبراهيمي حتىالآن لم يمسك بعد بطرف الخيط فليس لأنه لا يعي حقيقة الأزمة السورية وتشعباتها بللأن القوى الفاعلة فيما يحصل في سوريا لا تريد ان توافق على أي حل عبر الإبراهيمي،بل تفتش بنفسها عن تسوية تستطيع من خلالها تحقيق مكاسب، إن لم يكن في الملف السوريفعلى الأقل في ملفات إقليمية ودولية أخرى. ولهذا تتجه الأنظار إلى ما سيحمله لقاءالقمة بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد أن أصبحلكل منهما رؤية واضحة تتمثل بالتالي: تدرك واشنطن ان المعارضة السورية ضعيفة ومشرذمة وانه كلما طال عمر الأزمة فإن الأرض تصبح مباحة بشكل أكبر أمام تنظيمات سلفية ـ جهادية منظمة ومدربة وفاعلة وقادرة على أن تتفرد مستقبلاً بالسلطة لتكون سوريا منطلقاً لقيام "إمارة" تهدد أمن المنطقة وكل ما فيها من مصالح غربية. كما تدرك واشنطن ان كل الضغوطات التي مارستها ضد نظام بشار الأسد لم تؤد إلى تفسخه وتقسيمه أو إلى انشقاق جيشه، لا بل على العكس ما زال النظام متماسكاً بكافة رموزه وقواه مما يعني أن أي حل يجب ان يكون بمشاركة النظام وليس من خلال تجاوزه.

تدرك موسكو ان المعارضة السورية هي كناية عن "معارضات" وأنها وصلت إلى حائط مسدود ومع ذلك لا تستطيع موسكوالتفتيش عن حل دون إشراك هذه "المعارضات" شرط عدم التفريط بنظام الأسد الذي يكفل لها مصالحها في المنطقة ويضمن لها الاتفاقيات المعقودة معها خاصة وأن دمشق آخرالقلاع التي تتمترس فيها روسيا في منطقة الشرق الأوسط. تدرك سائر القوى الأخرى من أوروبية وتركية وإيرانية وعربية أنها غير قادرة على تسويق أي حل أو اتخاذ أي قرارحاسم لجهة إزالة النظام أو الإبقاء عليه بمعزل عن موافقة واشنطن وموسكو حتى وإن سُمح لبعض هذه القوى بلعب دور هامشي أو ثانوي بحسب مقتضيات الظروف.

ولطالما ان موعد التسوية يحتاج إلى بعض الوقت فإن هناك محاولات من كل طرف لتحسين موقعه في التفاوض. من هنا تتجه الأنظار إلى التطورات الأمنية داخل سوريا وتصاعد موجات العنف والقتل والتفجيروالتدمير من كل القوى دون استثناء، كما تتجه الأنظار إلى الموعد الجديد للتفاوض معإيران بشأن ملفها النووي، وإلى زيارة وزير خارجية اميركا جون كيري إلى الشرق الأوسطوالتي ستعقبها زيارة للرئيس أوباما. وتتجه الأنظار أيضاً إلى ما يجري في مالي وجوارها الإفريقي .. ومصر .. وتونس.. والعراق، وما يجري في تركيا بين النظام الحاكم والأكراد. وبانتظار انقشاع الرؤية سيسقط المزيد من الأبرياء الذين هم مجرد أرقام في دفاتر حسابات الكبار.

د. صالح بكر الطيار - رئيس مركز الدراسات العربي الأوروبي

kumait 15-03-2013 11:06 PM

صحيفة أردنية: لقاء سري أردني بريطاني تحضيرا لما بعد الأسد
 
صحيفة أردنية: لقاء سري أردني بريطاني تحضيرا لما بعد الأسد

كشف مصادر أمنية أردنية اليوم ، عن زيارةسرية يقوم بها الفريق أول مشعل محمد الزبن حالياً إلى لندن تستمر أربعة أيام ،تلبية لدعوة رسمية من رئيس الأركان البريطاني. وقالت المصادر الخاصة لـ ( الأمة اليوم ) اليوم : إن محادثات الفريق أول مشعل محمد الزبن رئيس هيئة الأركان المشتركة مع كبارالمسؤولين البريطانيين ستنصب على المسائل الأمنية وفى مقدمتها الملف السوري .

وسيصحب الفريق مشعل محمد الزبن الملحق البريطاني فى الأردن أثناء زيارته إلى لندن وستتركز المحادثات الخاصة فى لندن حول قضية جبهة النصرة التى تم ادراجها على قائمة المنظمات الإرهابية وحول إمكانية التدخل الدولى بعد رحيل الرئيس السوري بشار الأسد وتعين رئيس سنى بدلاً عنه حسب المصدر.

وأفادت المصادر الأمنية : أن الفريق مشعل الزبن سينقل موافقة القوات المسلحة الأردنية على اقامة قاعدة طائرات بدون طياربريطانية شمال العاصمة عمان والتى سيكون أبرز مهامها الاستخبارية مراقبة نشاط الثوار السوريين فى مرحلة ما بعد رحيل الرئيس السورى بشارالأسد.

الأردن يعتبراللجوء السوري أسوأ كارثة إنسانية في تاريخه

اعتبر وزير الصحة الاردني عبد اللطيف وريكاتموجة اللجوء السوري الى اراضيه اسوأ كارثة انسانية يمر بها عبر التاريخ في الوقتالذي ظهرت ارقام جديدة تكشف عن خطورة اعداد اللاجئين وكلفة وجودهم في المملكة. وقال وريكات خلال زيارته أمس مستشفى المفرق الحكومي، إن تكلفة علاجاللاجئين السوريين في المملكة تجاوزت 65 مليون دينار، مشيرا إلى أن نوعية العلاج والخدمات الصحية المقدمة لهم تتصف بالنوعية، لافتا إلى ان هناك ما يقارب 62 لاجئاسوريا يغسلون كلى في مستشفيات المفرق ومراكزها الصحية. وبين وريكات أن صورة الأردن الطبية في مجال خلوها من الامراض السارية كالسل وشلل الاطفال، تأثرت سلبا جراء تدفق اللاجئين السوريين للمملكة من المصابين بتلك الامراض.

وأكد أن الوزارة تبذل قصارى جهدها من اجل السيطرة على تبعات اللجوء السوري، خاصة ما يتعلق بتزايد أعداد المرضىالمراجعين يوميا لمستشفيات ومراكز الوزارة في المحافظة وغيرها. وبيّن وريكات أن هناك مزاحمة حقيقية منالمرضى اللاجئين للمرضى الأردنيين على كافة موارد الوزارة، سواء أكان في المعالجةأو في الأدوية، مشيرا إلى ان الوقوف مع الوطن وخاصة مع اهل المفرق يحتاج الى مساعدات عاجلة للأردن. في هذه الاثناء اكد الخبير الاقتصادي خالد الوزني انالاردن يتحمل عبئا اقتصاديا واجتماعيا كبيرا» لتدفق اللاجئين السوريين، باعداد ضخمة، خاصة وانه يعاني اصلا من ازمة اقتصادية.

هل صحيح أنّ مصير "حزب الله" مرتبط بمصير النظام السوري؟
ناجي س. البستاني

تراهن بعض القوى في لبنان والخارج على أنّ مصير "حزب الله" مرتبط بمصير النظام السوري، وبأنّ سقوط هذا الأخير يعني تلقائياً سقوط "الحزب". ويتمّ بين الحين والآخر نشر مقالات بهذا المعنى، كان آخرهاما ورد في صحيفة "نيويورك تايمز" منذ بضعة أيّام، فهل هذا صحيح؟

بداية، لا بد من الإشارة إلى أنّ "حزب الله" يعتقد أنّ الأزمة المستمرّة في سوريا لن تنتهي بسقوط النظام، بل بتسوية لا يكون هذا النظام الطرف الضعيف فيها. ويذهب بعض المحلّلين السياسيّين الغربيّين بعيداً بالحديث عن وجود خطّة "باء" للنظام السوري وحلفائه في لبنان، تقضي بفرضمنطقة عسكرية متداخلة بين لبنان وسوريا، بحيث تتجّه الأمور في سوريا إلى التقسيم في أكثر الظروف سوءاً وليس إلى الإنهيار التام. وبغض النظر عن مدى صحّة هذه الرهانات وهذه التقارير، ومن باب التسليم جدلاً، هل مصير "حزب الله" مرتبط بمصير النظ امالسوري؟ بمعنى آخر، إذا سقط النظام في سوريا، هل يسقط "الحزب" في لبنان؟

الجواب البديهي: كلا! للأسباب التالية:

أوّلاً: إنّ بنية "حزب الله" العسكرية باتت صلبة لدرجة تجعل الحزب قادراً على القتال والصمود لفترة طويلة من دون الحاجة إلى دعم لوجستي خارجي فوري.

ثانياً: إنّ بنية "حزب الله" السياسية في لبنان تجعله محاطاً بمجموعة متكاملة من القوى والتيّارات التي لها نفوذها في إدارات الدولة اللبنانية المختلفة، وفي الجيش والقوى الأمنيّة، ما يؤمّن له غطاء سياسياً واسعاً ومتيناً. وهذا "الغطاء" قد يتيح له بقاء الدعم العسكري، ولو بطرق أكثر صعوبة وأقلّ علنيّة.

ثالثاً: إنّ بنية "حزب الله" الشعبيّة داخل الطائفة الشيعيّة بالتحديد، وداخل شرائح واسعة من المجتمع اللبناني، صارت واسعة ومتجذّرة، بحيث تؤمّن له غطاء شعبياً داعماً، لا يمكن إضعافه بغض النظر عن العوامل الخارجية المؤثّرة،وخاصة في حال بقاء القدرة المالية للحزب على حالها.

رابعاً: إنّ دعم ايران للحزب هو أقوى وأمتن من علاقته مع سوريا،ما يعني بقاء سند إقليمي نافذ لحماية ظهر "الحزب"، على المستويات كافة: السياسية والأمنيّة والمادية.

وممّا تقدّم، يمكن القول إنّ لا تأثير مباشرا لسقوط النظام السوريفي حال حصوله– على "حزب الله" الذي يملك ما يكفي من قوّة عسكرية وسياسية وشعبيّة للبقاء كلاعب أساسي على الساحة اللبنانية.

لكن هذا الواقع لا يعني غياب التأثير غيرالمباشر لمثل هكذا تحوّل جذري على المستوى الإقليمي. فإنهيار النظام في سوريا لهإرتدادات حتميّة على الساحة اللبنانية ككل، وليس على "حزب الله" وحده. فأيّ إنهيارجزئي للنظام السوري، يَفتح الباب واسعاً أمام خطر تمدّد المواجهات إلى الساحة اللبنانية، بفعل إحتمال كبير لرفع مستوى تورّط الجهات اللبنانية لدعم هذا الطرف اوذاك. وعندها تكون كل الأمور مفتوحة على الإحتمالات كافة! وأيّ إنهيار كلّي للنظام السوري، يفتح بدوره الباب أمام تعاظم الضغوط من الجانب السوري على قوى لبنانية مختلفة، ومنها "حزب الله".

وكما كانت "سوريا-الأسد" سنداً ودعامة لكثير من القوى الداخلية في لبنان، وعامل ضغط ضد غيرها، فإنّ "سوريا ما بعد الأسد" ستكون سنداً ودعامة لكثير منالقوى الداخلية في لبنان، وعامل ضغط ضدّ غيرها، ولكن بصورة معكوسة! ومن شأن ذلك أن يُحدث تغييرات حتميّة بلعبة توازن القوى، لكن من دون أن يكون له القدرة على إلغاءأي طرف، خاصة إذا كان بوزن "حزب الله"، علماً أنّ نفوذ "الحزب" الداخلي لا بدّ عندها من أن يتأثّر سلباً، ولا بدّ أن يواجه "الحزب" صعوبة في الحفاظ على الدعم اللوجستي الخارجي له.

وبالتالي، في حال حصول أي تبديل على مستوى القمّة في سوريا، فإنّ لبنان مُقبل، شأنه شأن المنطقة كلّها، على تغييرات كثيرة. لكن هذه التغييرات تفوقبأهمّيتها نفوذ حزب من هنا وموقع حزب من هناك، بحيث أنّ هذه الأمور تصبح ثانوية أمام تحوّل كبير وواسع قد يُرخي بظلاله على كامل المنطقة. ولبنان كلّه، بأطرافه السياسية كافة، لن يكون بمنأى عن هذا التغيير، حيث يمكن أن يضعف هذا الحزب ويقوى ذاك، ويمكن أن يسقط هذا المشروع وأن ينطلق ذاك، لكن اللعبة السياسية الداخلية ستبقى قائمة، وعمليّة شدّ الحبال ستبقى مستمرّة أيضاً، وأغلبيّة اللاعبين ستبقى بغض النظرعن تبدّل حجم هؤلاء اللاعبين ومدى تأثيرهم وحجم الهيبة التي يتمتّعون بها.

تركيا «الخاسرة» حتى لو سقط النظام السوري
محمد نور الدين

شكّلت الأزمة في سوريا منذ بدئها قبل عامين حقل اختبار وامتحاناً للسياسات الخارجية التركية، بكل العناوين والنظريات التي رفعتها خلال السنوات القليلة التي سبقت انفجار الأزمة في سوريا وفي العلاقات بين البلدين. وإذا كانت العلامات الأولية قد أشارت إلى بداية تحول في موقف أنقرة من العلاقة مع دمشق في وقت مبكر من الأزمة، فإن السنتين اللتين انقضتا قد أظهرتا بالكامل ملامح هذا التحول والاتجاهات الجديدة في طبيعة الدور التركي ونزعاته وأهدافه.

ومن دون أي ترتيب منهجي، يمكن التوقف عند الملاحظات الآتية:

1- برغم أن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يكرر أن تركيا لم تحسم موقفها المعارض للنظام السوري إلا بعد عشرات الزيارات والنصائح وآخرها في آب العام 2011، فإن أنقرة كانت في الوقت ذاته تسير، منذ وقت مبكر بعد أقل من شهر على بدء الأزمة، على خط مواز في اتجاه تشكيل «حضن دافئ» للمعارضة السورية السياسية، وبعدها بوقت قصير كانت تركيا «الحضن الناري» للمعارضة السورية المسلحة التي تمثلت بـ«الجيش السوري الحر».

2- بمعزل عن المسافات والمهل الزمنية، فإن تركيا اختارت أن تكون رأس حربة لإسقاط النظام، فإلى كونها مقراً لقيادة «الجيش السوري الحر». ومن اسطنبول تأسس أول مجلس للمعارضة وهو «المجلس الوطني السوري»، فقد تحولت الأراضي التركية إلى مقر وممر لكل أنواع المسلحين المتشددين والى قاعدة إمداد عسكرية ولوجستية لهؤلاء في طريقهم إلى الأراضي السورية بإجماع كل التقارير الغربية والصحافية الموثقة.

3- وباتت تركيا أيضاً محرّكاً للجهود الإقليمية والدولية لإسقاط النظام السوري مثل «مؤتمر أصدقاء سوريا» الذي كان من بنات أفكار أنقرة. كذلك كان تنسيق كامل لتركيا مع جامعة الدول العربية لعزل سوريا وتعليق عضويتها في الجامعة. كما بذلت الديبلوماسية التركية جهوداً مضنية في المحافل الدولية لاستصدار قرار من مجلس الأمن لفرض منطقة عازلة، وللتدخل العسكري الخارجي، وللضغط على مواقف روسيا والصين.

4- وقد وضعت تركيا كل ثقلها لشطب النظام السوري من خريطة سوريا والمنطقة، ورفعت شعار «إما كل شيء أو لا شيء» مراهنة على أن النظام السوري سيسقط بسرعة كما سقطت أنظمة مصر وتونس ولاحقاً النظام في ليبيا. وباتت أنقرة تحدد المهل لسقوط النظام في محاولة نفسية لتعزيز شروط إسقاطه. وقد أدى الرهان في اتجاه واحد دون التحسب لاحتمال فشله إلى دخول السياسة التركية في مأزق وطريق مسدود لم تعالجه بإعادة النظر في الحسابات بل بالمزيد من سياسة الهروب إلى الأمام.

5- ولقد بدا واضحاً أن أحد أكبر الأخطاء في سياسة أنقرة تجاه سوريا وفشلها هو قصور منظّري السياسة الخارجية التركية عن قراءة الواقع الداخلي السوري وتوازناته. كما لم تقرأ صواباً لا موقع سوريا الإقليمي ودورها، ولا اتجاهات السياسة الخارجية لكل من روسيا والصين، والصراع على رسم توازنات النظام العالمي الجديد، وأهمية سوريا في هذه الصراع. فغفل عن قادة تركيا مكامن قوة النظام في الداخل والخارج.

6- وكانت النتيجة ظهور مخاطر على تركيا لم تكن تتوقعها، وأولها ازدياد الاحتقان المذهبي بين السنّة والعلويين في الداخل التركي، وتصاعد وتيرة الصدامات العسكرية مع «حزب العمال الكردستاني»، وظهور واقع كردي في شمالي سوريا كان في أساس تهديد تركيا بدخول سوريا عسكرياً للقضاء على الخطر الكردي.

7- وإذا كان من نتائج مزلزلة فهو هذا الانهيار السريع لنظرية «صفر مشكلات» التي رفعها داود أوغلو وتبناها رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، والتي بالكاد استمرت بضع سنوات. وسبّب الموقف التركي من سوريا تصفيراً للعلاقات مع كل جيرانها من سوريا والعراق وإيران وقسم من اللبنانيين وصولاً إلى روسيا.

8- وأظهرت الأزمة في سوريا ازدواجية كاملة في المعايير التركية. فقد فسّرت أنقرة لاحقاً شعار تصفير المشكلات على أنه مع الشعوب وليس الأنظمة، لكن هذا الشعار كان يقف ساكتاً أمام ثورة الشعب البحريني.

9- ولقد بان واضحاً أن سياسة تركيا الخارجية كانت تهدف من خلال السعي لإسقاط النظام في سوريا إلى ضرب عدة أهداف بحجر واحد. الأول أن تكون تركيا لاعباً وحيداً وأول في المنطقة. إذ إن أنقرة كانت ترى أن إسقاط النظام السوري يفتح أمام إضعاف النظام في العراق تمهيداً لإسقاطه، ومن ثم ضرب «حزب الله» في لبنان، ومن بعدها تصبح محاصرة الثورة الإسلامية في إيران أكثر سهولة فتضرب الشريك الإقليمي الإيراني في النفوذ. وقد كانت خطبة أوغلو في 27 نيسان العام 2012 أمام البرلمان التركي مهمة جداً لفهم سعي أنقرة للاستئثار بحكم المنطقة من دون أي شريك حتى لو كان عربياً. والهدف الثاني من السعي لإسقاط النظام السوري هو فتح الطريق أمام عثمانية - سلجوقية جديدة لا تسقط من خطابات أردوغان، ولا يمكنه أن يعتبرها افتراءات أو أكاذيب، وهي موثقة بالكلمة والصوت والصورة وفي عدد كبير من المناسبات.

10- ولقد ارتكبت أنقرة خطيئة فظيعة عندما ظهرت كجزء من محور سني في المنطقة فبددت كل شعارات النموذج التركي على أنه علماني وديموقراطي. والدافع الأيديولوجي المذهبي والإتني في الموقف التركي ظهر أيضاً في تمييزها بين قوى المعارضة السورية نفسها فاحتضنت التيار الإسلامي «الإخواني» مستبعدة القوى العلمانية والكردية في الداخل والخارج.

11- ودفعت الأزمة في سوريا تركيا أيضاً لتكون أكثر التصاقاً بحلف شمال الأطلسي فنشرت على أراضيها منظومة الدرع الصاروخية ومن ثم الباتريوت. واعتبر المسؤولون الأتراك أن حدود بلادهم هي حدود الأطلسي مقدمين للمرة الأولى الصفة الأطلسية لتركيا على أي صفة أخرى ومنها أنها دولة مسلمة ومشرقية. وهذا تحوّل كبير وخطير لم يسبق لسلطة سابقة في تركيا أن وصلت إليه.

12- لقد ضحّت تركيا بكل علاقاتها السابقة مع دول الجوار الجغرافي وهدمت الثقة التي كانت في أساس تجاوب هذه الدول مع سياسات الانفتاح التركية السابقة على الأزمة السورية. وبدت تركيا دولة تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. فتطالب بتنحي حسني مبارك، وتشارك عملياً في جهود إسقاط النظام في سوريا. وبالتالي تحولت سياسة صفر مشكلات إلى سياسة إسقاط الأنظمة التي لا ترضى عنها تركيا. وهذا تطور خطير أيضاً في الدور التركي، الذي كان يكتفي في السابق بالتحالف مع الغرب وإسرائيل، لكنه بات الآن طرفاً في الصراعات الداخلية في كل دولة.

13- إن بقاء النظام في سوريا سيعتبر فشلاً ذريعاً لسياسات «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا. لذلك وُجدت هذه الحدة التي لا حدود لها لمنع أي تسوية مع النظام والتحريض على عدم الحوار معه بل الدفع بالمواجهة العسكرية إلى ذروات جديدة.

لكن مع ذلك فإن سقوط النظام إذا حصل لن يشكل انتصاراً لتركيا. فالمسألة لا تقف عند بقاء أو سقوط هذا النظام أو ذاك، بل في العلاقة والنظرة بين تركيا وسائر المكونات الاجتماعية الدينية والمذهبية والاتنية في المنطقة التي لا يمكن أن تترمم بعد الذي حصل في ظل استمرار سلطة «حزب العدالة والتنمية». إن انكسار الثقة وعودة الشكوك بين تركيا ومحيطها المباشر (بسبب الأزمة السورية) بل مع المحيط العربي الأبعد (امتعاض السعودية والإمارات وغيرهما من تأييد تركيا لنظام الإخوان المسلمين في مصر وتونس) سيكون من أكبر العوائق أمام عودة تركيا لتكون جزءاً طبيعياً من البيئة المشرقية.

kumait 16-03-2013 03:55 PM

لجنة تحقيق دولية تتهم طرفي النزاع السوري بقتل المدنيين
 
لجنة تحقيق دولية تتهم طرفي النزاع السوري بقتل المدنيين

اتهمت لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول سوريا، المكلفة من الأمم المتحدة في تقرير جديد عرضته أمس، الحكومة السورية ومجموعات المعارضة المسلحة بقتل المدنيين، وطلبت إحالة تقريرها إلى مجلس الأمن الدولي.وأصدرت اللجنة تحديثاً قدمته لمجلس حقوق الإنسان يغطي الفترة ما بين 11 يناير/كانون الثاني، و3 مارس/آذار، قالت فيه إن تحقيقاتها ومن بينها التي أجريت الشهر الماضي، “تعزز الاستنتاج بأن السبب الرئيسي لسقوط الضحايا المدنيين والتشريد الجماعي والتدمير الشامل هو الطريقة المتهورة التي يتبعها طرفا النزاع في الأعمال العدائية”، ورأت أن “من الضروري حتماً على الأطراف المتنازعة كما على الدول المؤثرة والمجتمع الدولي العمل لضمان حماية المدنيين، فمن الأهمية بمكان أن تشن الأطراف المتحاربة بأعمالها العدائية بشكل يحمي المدنيين.

وذكّرت اللجنة التي يرأسها البرازيلي باولو سيرجيو بينيرو، بأنها لا تزال غير قادرة على الدخول إلى سوريا رغم الطلبات المتكررة، ولاحظت أنه طرأ على مدى الشهرين الماضيين تآكل حاد للمساحات المدنية داخل سوريا، حيث بإمكان المدنيين العيش بمنأى عن العنف والدمار، مشيرة إلى ارتفاع حدة القتال في حلب وحمص، فيما يستمر النزاع الشرس في دمشق ودرعا. وأشار التحديث إلى أن أكثر خاصّيات النزاع خطورة مسألة استخدام الرعاية الطبية كتكتيك حربي، إذ تم استهداف الطواقم الطبية والمستشفيات التي اعتبرتها أطراف النزاع أهدافاً عسكرية، كما تم حجب إمكانية الوصول إلى المساعدات الطبية على أسس سياسية وطائفية . وقال إن المدنيين من التجمعات التي من المرجح أن ينظر إليها على أنها مؤيدة للحكومة يواجهون تهديدات من الجماعات المسلحة، لافتاً إلى تسجيل استهداف التجمعات الشيعية والعلوية، في مقابلات مع أشخاص من دمشق وحمص ودرعا.

ونقلت اللجنة عن بعض مسيحيي حمص أنهم كانوا مستهدفين، وأن العديد منهم فروا نحو دمشق وبيروت، وارتفع عدد من تم احتجازهم وأخذهم كرهائن على أسس طائفية من الجماعات المسلحة بشكل حاد، وورد في التحديث أن السكان في بعض المناطق شكلوا “لجاناً شعبية” لحماية أحيائهم، إلاّ أنه لفت إلى أنه يبدو أن بعض هذه اللجان تم تدريبها وتسليحها من قبل الحكومة، ونقل عن منشقين أن صفوف اللجان تعكس التركيبة الإثنية والدينية والطبقية، وقال إن هناك تقارير تفيد أن بعض اللجان قامت بدعم القوات الحكومية خلال العمليات العسكرية، وأضاف أنه تم توثيق وجود هذه اللجان في جميع أنحاء سوريا، وفي بعض الأحيان يزعم أنها شاركت في عمليات، وتابع إن “عمليات قتل جماعي يزعم أن اللجان الشعبية ارتكبتها اتخذت مسحة طائفية في بعض الأحيان في اتجاه مقلق وخطير”، وإن اللجنة تلقت شهادات متسقة من أشخاص قالوا إنهم تعرضوا للمضايقة والاعتقال التعسفي من هذه اللجان لأن منشأهم من مناطق “داعمة للثورة.

وجددت اللجنة اتهام القوات الحكومية بتنفيذ عمليات قصف عشوائية لتأمين المدن والبلدات الرئيسية، وقالت إنه وفقاً للأدلة تم قصف الأحياء المكتظة بالسكان بشكل شبه يومي في حلب، ما أدى في كثير من الأحيان إلى تدميرها الكلي، واتهمت الجماعات المسلحة بشن عمليات في المناطق المدنية ذات الكثافة السكانية العالية، وبأنها تفتقر إلى الخبرة والتدريب على استخدام الأسلحة ما يؤدي غالباً إلى استخدامها بطرق مفرطة وعشوائية ومن دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية المدنيين خلال شن الهجوم. ولاحظت اللجنة ازدياد عدد المجازر، ما زاد من وحشية الحرب الأهلية، وازدياد السلوكيات الانتهازية والجنائية، بما في ذلك السرقة والرشوة والابتزاز، وأوضحت أن تقارير أتت على نحو متسق أفادت أن القوات الحكومية تقوم بسرقة منازل المدنيين، كما تستغل الجماعات المسلحة المناهضة ظروف الحرب لابتزاز الأموال من المدنيين، وسجل ارتفاع حاد في عدد المقابلات التي أشارت إلى خطف المدنيين واستخدامهم كرهائن للحصول على فدى.

وحذرت اللجنة من أن زيادة توّفر الأسلحة يؤدي إلى تكلفة إنسانية باهظة، داعية الدول التي تبحث عن حلول للأزمة أن تأخذ بعين الاعتبار عدم وجوب السماح لعمليات نقل وتوفير الأسلحة عندما يكون هناك خطر واضح من أن تستخدم لارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني، كما حذرت من أن الأحداث الأخيرة على الحدود تنذر بخطر حقيقي بسبب امتداد العنف إلى الدول المجاورة، ودعت جميع الأطراف إلى مضاعفة الجهود من أجل تسهيل التوصل إلى تسوية، وحذرت من أن “الفشل سيجر سوريا والمنطقة والملايين من المدنيين العالقين إلى مستقبل مظلم. وقال التايلاندي فيتيت مونتربورن أحد المحققين الأربعة في اللجنة “نود التوجه مباشرة إلى مجلس الأمن والجمعية العامة” . وأضاف أنه حتى الآن لم يستمع مجلس الأمن إلى المحققين إلا مرتين بطريقة غير رسمية، وطلب “جلسة رسمية” حيال “تضاعف الانتهاكات” في سوريا . وقال المحققون إنهم حصلوا على معلومات عن 20 مجزرة، بين سبتمبر/أيلول 2012 ويناير/كانون الثاني ،2013 ومن المجازر تأكد المحققون من 8 بينها 6 ارتكبتها القوات الحكومية ومجزرتان ارتكبتهما القوات المناهضة للحكومة بحسب كارلا ديل بونتي العضو في لجنة التحقيق . ودعا المحققون مجدداً مجلس الأمن إلى رفع ملف سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

ووصف السفير السوري لدى مجلس حقوق الإنسان فيصل خباز حموي التقرير بأنه يستند إلى معلومات جزئية من مصادر غير موثوقة، وقال خباز حموي إن هناك “مؤامرة” تحاك ضد سوريا . ووصفت روسيا التقرير بأنه “غير متوازن”، وقالت إن هناك الكثير من الأدلة التي تظهر أن المعارضة تلجأ إلى العنف الجنسي، وإنها تدرب أطفالا مجندين داخل معسكرات.

وندد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة باستمرار الجرائم، وقالا إن المسؤولين لابد من محاسبتهم . وقالت ماريا انجيلا زابيا سفيرة الاتحاد الأوروبي “ما لم يتم التعامل مع المخاوف المتعلقة بجرائم الحرب بشكل ملائم فعلى المحكمة الجنائية الدولية أن تتعامل مع الوضع. ودانت السفيرة الأمريكية أيلين تشيمبرلين دوناهو “وحشية النظام”، وقالت “كما أننا قلقون جداً من تقارير عن ارتكاب القوى المنتمية للمعارضة انتهاكات ووجود قوات أجنبية ومتطرفين يمارسون العنف يحاولون الاستئثار بالكفاح المشروع للشعب السوري

وأكدت السعودية أن “التخاذل الدولي في وقف سياسة القتل والبطش الممنهج” أدى إلى تفاقم الوضع وتعاظم المأساة في سوريا. وشددت في بيانها الذي ألقاه مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف عبدالوهاب عطار على أهمية الدور الذي تقوم به اللجنة الدولية لتقصي الحقائق في رصد الانتهاكات الجسيمة والواسعة” التي ترتكبها السلطات السورية بحق أبناء الشعب السوري، وطالبت ب”توحيد الموقف الدولي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في سوريا.

واشنطن تترقب 3 سيناريوهات بشأن سوريا....
على أن لا تكرر مآساة العراق وأفغانستان!

حتى الساعة على الأقل، لا أحد في واشنطن يعرف مخرج الأزمة السورية. والاتجاه يبقى في احتواء التداعيات إلى درجة التأقلم معها بالتزامن مع تحسين شروط تفاوض المعارضة السورية بانتظار واحد من ثلاثة سيناريوهات: تسوية غير معروفة الأفق مع موسكو، أو اختراق ميداني يغير موازين القوى، أو سقوط مفاجئ لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

على مدى عامين تفاعلت واشنطن مع الحدث السوري أكثر مما أثرت فيه أو تأثرت به، ويبدو الآن أنها قررت السير على خطين موازيين: الأول بأخذ المبادرة في مسألة تسليح وتدريب المعارضة السورية، لكن من دون إيصال مساعدات عسكرية أميركية مباشرة، بهدف ضبط إيقاع التسليح وضمان عدم وصوله إلى المجموعات المتشددة، وبالتالي تعزيز نفوذ واشنطن داخل هذه المعارضة وإعطائها أدوات الدفاع عن النفس والقتال. والخط الثاني هو مواصلة الحوار مع موسكو وبلورة إجماع داخل المعارضة السورية للقبول بالتواصل مع النظام السوري.

هناك نوع من التهكم إلى حد ما في واشنطن حيال حجم الدعم الأميركي للمعارضة السورية. فقد كشف موقع «فورين بوليسي» أن الخارجية الأميركية أبلغت لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس أنها تحاول حالياً إيصال عبر الجو حوالي 200,000 «وجبة حلال جاهزة للأكل» قبل انتهاء مدة صلاحيتها في حزيران المقبل، لكنها قلقة ألا يكون «الجيش السوري الحر» قادر على توزيعها.

لكن المعطيات تشير إلى دور أميركي متقدم على حدود دول الجوار مع سوريا. فالإعلام الأميركي يتحدث عن انتهاء البنتاغون مؤخراً من تدريب حوالي 300 عنصر من «الجيش السوري الحر» في الأردن على استخدام الأسلحة المضادة للدبابات والطائرات، وقد عادت هذه العناصر إلى جنوب سوريا الآن لاستكمال القتال. هذا تدريب بدأته واشنطن منذ أشهر بشكل سري، وطلبت من قيادة «الجيش الحر» ترشيح العناصر التي يمكن تدريبها. وهناك محاولات الآن لإقناع الحكومة التركية بإقامة مراكز تدريب مشابهة لعناصر المعارضة في شمال سوريا.

بالإضافة إلى ذلك، عناصر وكالة الاستخبارات المركزية منتشرة على حدود الدول المجاورة لسوريا. صحيفة «وول ستريت جورنال» كشفت هذا الأسبوع أن الوكالة توسع دورها في العراق منذ العام 2011 للتعامل مع تهديد المجموعات المتشددة التي تعبر إلى داخل سوريا. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أن الوكالة تدعم في هذا السياق جهود مكافحة الإرهاب التي تتولاها وحدات عراقية خاصة مدربة أميركياً، وترفع تقاريرها مباشرة إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وفي شهر حزيران الماضي، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أن عناصر وكالة الاستخبارات المركزية منتشرين على الحدود جنوب تركيا لإيصال الأسلحة إلى المعارضة المسلحة المعتدلة. وهناك تقارير أيضاً أن عناصر الوكالة متواجدين على الحدود الأردنية منذ الصيف الماضي لتحديد موقع وحماية الأسلحة الكيمائية. هناك قلق في الاستخــبارات الأمــيركية من امتدادات «جبهة النــصرة» بين العراق وســوريا، وأنها بعد سقوط النظام في سوريا قد تصــوب تركيــزها على العراق.

لكن حتى مع هذه المعطيات يبدو كأن باريس ولندن أكثر تقدماً من واشنطن حيال قرار تسليح المعارضة المعتدلة لتعزيز قوتها ميدانياً بوجه المجموعات الأكثر تشدداً، أو هناك إدراك أميركي أن السلاح يصل بأي حال والأجدر إدارة هذا الموضوع والحرص ألا يصل إلى «جبهة النصرة» التي يزداد نفوذها في شمال سوريا. الخطوة الأولى بدأت هذا الأسبوع مع سعي لندن وباريس لرفع حظر الاتحاد الأوروبي على إيصال الأسلحة إلى المعارضة، في وقت أكدت فيه المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أن واشنطن لا تعترض على هذه الخطوة، لكن قرار اتخاذها يعود إلى الأوروبيين.

على الخط السياسي، تحدث وزير الخارجية جون كيري للمرة الأولى من أوسلو عن مبادرة واشنطن الخجولة حيال سوريا، وهي إدخال المعارضة والنظام في مفاوضات حول حكومة انتقالية ضمن الإطار المتفق عليه في جنيف. لكن حتى المساعدات الطبية والمواد الغذائية التي أعلن عنها كيري مؤخراً من روما بقيمة 60 مليون دولار لم تترجم بعد، والخارجية الأميركية لا تزال في محادثات مع «الجيش السوري الحر» لهذه الغاية، على أن يتم شحن هذه المساعدات من مخازن البنتاغون. لكن بعد جولة كيري في أوروبا والمنطقة حصل ما يشبه الانكفاء الأميركي أو ربما إدراك لضرورة العمل وراء الكواليس بعد الأضواء على اجتماع روما مع المعارضة السورية. المحاولة الأميركية لا تزال قائمة لبلورة إجماع حول التفاوض مع النظام وسط الجمود الميداني في المواجهات العسكرية خلال الفترة الأخيرة.

المقاربة الأميركية في سوريا تتفاعل في ظلال تجربتين أميركيتين في التاريخ الحديث، وهما أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي والعراق العام 2003. في أفغانستان، قامت واشنطن بتسليح «المجاهدين» الذين يقاتلون القوات السوفياتية، ما أدى في نهاية المطاف إلى صعود حركة «طالبان» وتنظيم «القاعدة». هذا السيناريو يقلق الأميركيين في سوريا الآن. والتجربة العراقية تجعل صناع القرار في واشنطن متمهلين حيال سوريا، وحتى يكتفي الصقور في العاصمة الأميركية بالحديث عن إمداد السلاح وفرض منطقة حظر جوي، وليس خيار التدخل العسكري بوجه نظام بعثي آخر في دمشق. مهندس حرب العراق، بول وولفويتز، كتب مقالاً في صحيفة «وول ستريت جورنال» في كانون الثاني الماضي، جاء فيه «من المفهوم تماماً لماذا لا تريد إدارة أوباما أي شيء من شأنه تكرار غزو العراق»، ويضيف «لكن لا احد يجادل بشيء من هذا القبيل».

في المحصلة، تبقى واشنطن أسيرة ضوابطها الاقتصادية الداخلية وقلقها من انتشار تنظيم «القاعدة» في المنطقة وهواجس إسرائيل على الحدود السورية، والأهم من ذلك أن خلاصة تجربتها في العراق تجعلها مترددة في التعامل مع التعقيدات السورية.

دمشق تهدد بـ «ضرب المسلحين» في داخل لبنان

دخولها سنتها الثالثة، توشك الأزمة السورية ان تتحوّل اقليمية تنذر بتداعيات سياسية وأمنية واجتماعية على دول الجوار، لا سيما لبنان، في ظل انسداد أفق الحل بالتفاوض كما بـ «الضربة القاضية».وقد بدا لبنان للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة في سورية قاب قوسين او أدنى من ان يُدخل «كرة النار» السورية الى «عقر داره» التي تشهد تعقيدات سياسية ومذهبية تكفي لوحدها لـ «إشعال حرب».ففي الذكرى الثانية لهذه الأزمة، اقتربت «ألسنتها» اكثر فأكثر من الواقع اللبناني الذي ينقسم عمودياً وأفقياً «نصفين»، الأول مع نظام الرئيس بشار الاسد والثاني مع المعارضة السورية، ما يعزز المخاوف من ان ينتقل لبنان من حال «الحرب الباردة» الى حال «اشتباك» بـ «فتائل» سوريّة.

وحملت الساعات الأخيرة مؤشرات عدة الى ان الوضع اللبناني يقف على «حافة» الانزلاق الى الاتون السوري، من بوابة الحدود «الملتهبة» و«قنبلة» النازحين، لا سيما في غمرة الاشتباكات العنيفة التي تدور بين الجيش النظامي والجيش السوري الحرّ في محيط بلدة الجوسية وغيرها من القرى الحدودية مع لبنان في محافظة حمص.

وأبرز هذه المؤشرات:

* التهديد غير المسبوق الذي وجّهته دمشق الى بيروت عبر وزارة الخارجية السورية (وصلت نسخة منه الى الخارجية اللبنانية) وخلاصته ان سياسة «ضبط النفس بعدم رمي تجمعات العصابات المسلحة داخل الاراضي اللبنانية لمنعها من العبور الى الداخل السوري، لن تستمرّ الى ما لا نهاية»، وانه اذا استمرّ تسلل هذه «العصابات» فإن الجيش السوري سيقوم بالرد عسكرياً على «التجمّعات المشاهَدة بالعين المجرّدة من مواقع قواتنا».

وجاء هذا «التهديد» بعد ساعات على إعلان السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي، أن بلاده قدّمت مذكرة احتجاج جديدة الى وزارة الخارجية اللبنانية «احتجاجاً على اعتداءات المسلحين على بلدة تلكلخ في اليومين الماضيين، انطلاقاً من الأراضي اللبنانية»، الامر الذي أعقبته دمشق ببيان من خارجيتها اوضحت فيه انه «خلال الـ36 ساعة الماضية قامت مجموعات ارهابية مسلحة وبأعداد كبيرة بالتسلل من الاراضي اللبنانية الى الاراضي السورية»، مشيرة الى ان القوات السورية قامت «بالاشتباك معها على الاراضي السورية وما زالت الاشتباكات جارية».

واذ لفت البيان إلى أن «سورية تتوقع من الجانب اللبناني ألا يسمح لهؤلاء باستخدام الحدود ممراً لهم لأنهم يستهدفون أمن الشعب السوري وينتهكون السيادة السورية»، اكد ان «حشود هذه المجموعات الإرهابية ما زالت مستمرة داخل الأراضي اللبنانية وهي مشاهَدة بالعين المجردة من مواقع قواتنا التي مارست حتى الآن أقصى درجات ضبط النفس على أمل أن تقوم الجهات اللبنانية المختصة ببذل جهودها في ضبط الحدود مع سورية حرصاً على الأمن في البلدين وحماية لأرواح المواطنين الأبرياء وعدم التصعيد الذي تهدف إليه هذه المجموعات الإرهابية». وأوضح أن «تدفق المسلحين والاسلحة بدأ بشكل لافت منذ صباح 12 مارس من الاراضي اللبنانية الى الاراضي السورية في منطقة القصير وجوسية وحتى تاريخه (الخميس)، وكذلك الدعم اللوجستي الواضح من الاراضي اللبنانية».

* إعراب مجلس الأمن الدولي بإجماع اعضائه الـ 15 عقب الإحاطة التي استمعوا اليها من المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي في شأن تطبيق القرار 1701، عن «عميق قلقهم ازاء تداعيات الازمة في سورية على استقرار لبنان وتبادل اطلاق النار بين مسلحين على جانبي الحدود الشمالية الشرقية»، داعين اللبنانيين الى «الامتناع عن الضلوع في الأزمة السورية». واذ عبّروا عن «قلقهم البالغ من تكرار حوادث اطلاق النار عبر الحدود ما أدى الى سقوط قتلى وجرحى بين السكان اللبنانيين، ومن التوغلات، وعمليات الاعتقال وتهريب الأسلحة عبر الحدود اللبنانية - السورية وتورط بعض العناصر اللبنانية في الصراع الدائر في سورية»، ناشدوا «جميع اللبنانيين المحافظة على الوحدة الوطنية في مواجهة محاولات تقويض استقرار البلاد»، مشددين على «ضرورة أن يحترم كل الأطراف اللبنانيين سياسة لبنان النأي بالنفس والامتناع عن المشاركة في الأزمة السورية، وفقاً لالتزاماتهم في بيان بعبدا».وأبدوا «قلقاً بالغاً من أثر التدفق المتزايد للاجئين الهاربين من سورية، والذين بلغ عددهم الآن أكثر من 360 ألفاً في لبنان»، داعين المجتمع الدولي الى «الوفاء بتعهدات انسانية قطعت في مؤتمر الكويت».

* تطرُّق المفوض السامي للامم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس من بيروت بعد جولة له على البلدان التي تؤوي اللاجئين السوريين الى «التأثير الواضح للازمة السورية على الوضع في لبنان الذي يعاني الانقسام السياسي»، معتبراً «ان هذه الازمة تشكل تهديدا للبنان»، وداعياً «المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه مساعدة لبنان في هذا المجال».وقال: «اعتقد انه اذا استمر النزاع السوري فهناك خطر حقيقي بحصول انفجار في الشرق الاوسط، وعندها لن تكون هناك وسيلة للتعامل مع التحديات الانسانية والسياسية والامنية».

ورأى «ان الازمة السورية لم تعد تشكل خطراً على الصعيد الانساني فحسب، بل ايضاً على صعيد تهديد الامن والسلم في المنطقة والعالم»، مشدداً على «ان لبنان في شكل خاص بحاجة الى الدعم من اجل تخطي التحديات التي تواجهه جراء الصراع في سورية»، ومعلناً انه «حتى اللحظة يوجد 30 الف لاجئ غير مسجل في لبنان».ذكر ان المناطق الحدودية السورية مع لبنان الواقعة في ريف مدينة القصير في محافظة حمص، شهدت اشتباكات عنيفة في الايام الماضية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي افاد المرصد مساء الخميس عن اشتباكات ضارية بين القوات النظامية والمقاتلين في محيط بلدة جوسية في ريف القصير.

300 مقاتل سوري تدربوا بالأردن بأشراف أميركي يعودون للداخل السوري

قال قيادي في المعارضة السورية ان معظم الدفعة الاولى من المعارضين السوريين الذين دربهم ضباط اميركيون من الجيش والمخابرات في الاردن على استخدام اسلحة مضادة للدبابات واسلحة مضادة للطائرات أنهوا تدريبهم ويعودون الآن الى سورية للقتال. واوضح القيادي نفسه وهو على صلة وثيقة بالعملية وتحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه ان ضباطا في الجيش الاميركي والمخابرات يدربون معارضين سوريين وان معظم افراد المجموعة الاولى التي تضم 300 مقاتل أنهوا تدريباتهم.واضاف لـ«رويترز»: «هذا امر حساس كما تعرفون... لكن نعم الجيش الاميركي والمخابرات يدربون بعض المعارضين».وتابع القيادي ان واشنطن اتخذت قرار تدريب المعارضين «تحت الطاولة»، موضحا ان مسؤولين اميركيين اتصلوا بالقيادة العامة للمعارضة وعرضوا تقديم المساعدة قبل بضعة اشهر. وبعد ذلك طلبت القيادة العامة من الالوية العاملة تحت قيادتها اختيار «مقاتلين على مستوى جيد» ليتدربوا على استخدام اسلحة متقدمة مثل صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ مضادة للطائرات بالاضافة الى تعلم تقنيات جمع المعلومات المخابراتية.

وجاء معظم الدفعة الاولى التي تتألف من 300 مقاتل من دمشق وريفها ومن درعا القريبة من الحدود لانه كان من السهل عليهم الوصول الى الاردن.وقال القيادي ان التدريبات متنوعة وتستغرق من 15 يوما الى شهر ويتم تقسيم المقاتلين الى مجموعات تتكون كل منها من 50 مقاتلا. واضاف ان كل مجموعة تسافر الى الاردن بشكل مستقل. وتابع ان التدريبات دفاعية.واضاف ان معظم الدفعة الاولى البالغ عدد افرادها 300 عادوا الان الى القتال في سورية لكن هناك المزيد من المقاتلين يصلون للتدريب.وقال القيادي ان مقاتلين من شمال سورية لم يتمكنوا من الانضمام الى التدريب في الاردن لاسباب امنية ولوجستية. لكن قيادة المعارضة تحاول اقناع الحكومة التركية بالسماح لها بفتح معسكر تدريب في تركيا.واضاف: «يحدونا الامل بأن يسمح الاتراك لنا بان يكون لدينا هذا المعسكر ليدربنا فيه ضباط اميركيون».

من ناحية ثانية، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، امس، الاتحاد الاوروبي الى اتخاذ قرار برفع الحظر على تزويد قوات المعارضة السورية بالاسلحة، ردا على تسليم دول بينها روسيا اسلحة الى نظام الرئيس بشار الاسد، وذلك بعد ان كلف قادة الاتحاد في اجتماع لهم في بروكسل امس وزراء خارجيتهم بالتوصل الى موقف مشترك حول الموضوع الاسبوع المقبل. وقال هولاند للصحافيين في ختام القمة الاوروبية في بروكسل ان «اسلحة تسلم من قبل دول بينها روسيا الى بشار الاسد ونظامه. علينا استخلاص كل العبر وعلى اوروبا اتخاذ قرارها في الاسابيع المقبلة».واوضح ان بلاده تلقت تأكيدات من المعارضة السورية بان الاسلحة ستصل الى الايدي الصحيحة»، مضيفا: «على المعارضة تقديم ضمانات حول استخدام الاسلحة التي نرسلها اليها».واعتبر هولاند ان «علينا ان نقوم بضغط على سورية لأن ذلك قد يعطينا نتائج.

kumait 16-03-2013 04:10 PM

واشنطن: على المعارضة السورية تحديد التوقيت المناسب لمحاورة النظام
 
http://thirdpower.org/image.php?xx=1...dBooor2013.jpg
واشنطن: على المعارضة السورية تحديد التوقيت المناسب لمحاورة النظام
تقرير على ضوء تصريحات مسؤول أميركي

تؤكد إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما دعمها لمفاوضات سياسية بين النظام السوري والمعارضة، ولكنها في الوقت نفسهتشدد على أنها لن تفرض تسوية على المعارضة السورية. وأوضح مسؤول أميركي رفيع المستوى مطلع على الملف السوري، أنه «سيكون على المعارضة تحديد متى سيكون منالمناسب سياسيا لمحاورة النظام، فهم سيكونون مسؤولين عن ذلك». وفي تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، قال المسؤول الأميركي الذي طلب عدم كشف هويته، إن تصريحات وزيرالخارجية الأميركي جون كيري حول المفاوضات بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة السورية بحاجة إلى أجندة واضحة بتوقيت ومكان محددين، ولكنه شدد على أن بلاده لن تكون طرفا في المفاوضات. وبينما قال إن واشنطن ليس لها إطار زمني محدد لبدء المفاوضات، قال: «إننا نتمنى حلا سياسيا في أقرب وقت ممكن ولكن هناك صعوبات ولا ندري متى ستحل وسيعتمد ذلك على النظام السوري».

وشرح المسؤول أن وزيرالخارجية الأميركي أكد دعم بلاده للمعارضة في المرحلة المقبلة عندما التقى ممثليها في روما مؤخرا، موضحا: «يجب أن نغير حسابات الأسد بأنه يمكن أن يفوز عسكريا، وذلكيعني تزويد الدعم للمعارضة السورية»، مشددا على أن تلك المساعدة «غير فتاكة»،ولكنها تشمل دعما للقيادة العسكرية لمعارضة وتعزيز قدراتها في «المناطق المحررة» بحسب قوله، من حيث توصيل المساعدات والخدمات الأساسية لسكانها «مما سيقوي موقف المعارضة وسيظهر للأسد أنه في موقف مستحيل». وأضاف: «إذا أصر بشار الأسد على مواصلةالقتال، سيخسر المزيد من السيطرة على الأرض وعلى المحافظات وسيخسر المزيد من الجنود وسيموت المزيد من المدنيين السوريين وهذا هو الواقع». وفي ما يخص التصريحات البريطانية والفرنسية حول إمكانية تزويد المعارضة السورية بالأسلحة، اكتفى بالقول إن واشنطن على اطلاع عليها.

وقال المسؤول في اتصال من واشنطن مع «الشرق الأوسط»: «نحن ندعم بشدة حلا سياسيا في نهاية المطاف، وإن على بشار الأسد أنيتنحى». وقال: «إذا أردنا حلا سياسيا لا يمكن أن تكون هناك حكومة انتقالية يشاركفيها بشار الأسد.. فلن تقبل المعارضة ذلك أبدا». وتابع القول: «لا يمكن أن تقبلالمعارضة مشاركة بشار الأسد في الحكومة وهو يضرب المدنيين بصواريخ سكود». ولفت إلى أن الأسد «لم يغير من موقفه وعليه أن يغير، وهذا ما يعنيه وزير الخارجية كيري عندماقال إن على الأسد أن يغير من حساباته».

وشدد المسؤول على أنه «لا يوجد تغييرفي السياسية تجاه سوريا»، مستطردا: «من الناحية العملية ومن أجل أن ندفع العمليةالسياسية إلى الأمام، (نقول) إن على الطرفين أن يقبلا بالعملية السياسية وأن يحدداالمحاورين الذين يمثلونهما وعليهما أن يحددا أجندة أعمال ومكانا للتفاوض». وأضاف،أن «الخطة المرحلية التي وضعتها المعارضة السورية بالإضافة إلى اتفاق جنيف قالا إن قيام حكومة انتقالية ستكون نتيجة لمفاوضات بين المعارضة ونظام الأسد». وأوضح أن «التفكير الأميركي هو أننا نفهم أن من المستحيل لائتلاف المعارضة السورية الجلوس والتفاوض مع المسؤولين عن مقتل الآلاف من المدنيين السوريين». وأضاف: «سيكون علىالمعارضة أن تقرر إذا كان هناك طرف مقبول يمكن لقوى المعارضة السورية أن تتحاورمعه، ولكن من حيث المبدأ العملي، من الصعب أن يقبلوا الجلوس على طاولة الحوار مع الأشخاص نفسهم الذين يعطون أوامر لضرب الصواريخ ومهاجمة المستشفيات، لن يحدث ذلك».

وردا على سؤال حول تصريحات كيري المحددة بدعمه لجهود جمع الأسد والمعارضة على طاولة الحوار، قال المسؤول الأميركي: «كيري لم يقل إن على الأسد أن يتوجه إلى جنيف أو مكان آخر ويجلس مع معاذ الخطيب.. ولكن لنكن واضحين، بشار الأسدهو في السلطة وهو مسؤول عن العمليات الأمنية وهو شخصيا عليه أن يفهم أنه لا يوجد حلعسكري وعليه شخصيا أن يفهم أن هناك حاجة لتسوية سياسية وأنه شخصيا يجب أن يرحل وأنيرحل من حوله». وتابع: «هو لم يقبل ذلك حتى الآن ولكن عليه أن يغير من حساباته».

وشرح المسؤول الأميركي: «التوازن العسكري بدأ يتحول شيئا فشيئا ضدالنظام، فأول عاصمة لمحافظة سورية، الرقة، باتت بأيدي المعارضة واحتجزوا المحافظورئيس حزب البعث هناك، وهناك عواصم محافظات أخرى مثل دير الزور وإدلب التي ستسقط خلال أسابيع أو أشهر، وهناك قتال داخل دمشق وفي مناطق مثل جوبر، فبات النظام يخسرعلى الأرض». وأضاف: «إذا كان بشار الأسد ما زال يتصور أن بإمكانه التوصل إلى حل عسكري لصالحه بينما كل التطورات في الأرض تتجه في عكس الاتجاه، فسيكون مصيره مشابها لغيره من الديكتاتوريين في العالم العربي».

وبينما تطالب واشنطن وحلفاؤها في الاتحاد الأوروبي بـ«مفاوضات صادقة» بين النظام السوري والمعارضة، هناك تشكيك بإمكانية عقد مثل هذه المفاوضات. وهناك شروط وضعتها المعارضة، مثل إطلاق سراح المعتقلات ووقف إطلاق النار، تعتبر ضرورية لإظهار حسن نية النظام في حال أراد خوض المفاوضات.

وبينما أكد المسؤول الأميركي أن «هذه ليست مفاوضات أميركيةوالولايات المتحدة ليست طرفافيها ونحن لا نفرض شيئا، ولكن النماذج التي أعطتهاالمعارضة يمكن أن يظهر النظام من خلالها جديته ونيته، مثل إطلاق سراح السجينات». وأضاف: «نحن نؤمن بضرورة إجراء مفاوضات ولكنها ليست مفاوضات سنشارك فيها ولن نفرض تسوية على المعارضة السورية، لأنها ستفشل بهذا الحال، وسترفضها بعض أطراف المعارضة إذا لم تتفق معها». وبينما هناك إقرار بأن المعارضة متفرقة وترفض بعض الجهات تسوية مع النظام، قال المسؤول الأميركي: «إذا كانت هناك قناعة بأنهم سيحصلون على حكومةجديدة تعامل الجميع بكرامة وتحاسب المجرمين من النظام السابق، وتعطي سوريا فرصةلإعادة الإعمار وتعطي السوريين فرصة الحرية، فالغالبية ستقول اكتفينا.. ولكن قد لاتوافق أطراف مثل جبهة النصرة، وتصر على مواصلة القتال، في هذه الحالة، ستهمش الأطراف المتطرفة».

http://annabaa.org/nbanews/2013/03/Images/095.jpg
في سوريا ... معارضة تحارب بالوكالة وتنشر الموت والدمار

شبكة النبأ: ما زالت أتون الحرب المشتعلة بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة متواصلة، مما يغذي العنف المتصاعد ويفشي الدمار، الذي وضع ابناء الشعب السوري داخل كارثة إنسانية متصاعدة منذ عامين تقريبا. ويرى اغلب المحللين ان مساعي بعض الأطراف الإقليمي الى استعادت هيمنتها مجددا، ساهمت بشكل كبير في اشعال فتيل الحرب ذات الصبغة الطائفية بين أبناء الشعب السوري مما أدى إلى مأساة راح ضحيتها الآلاف من المدنيين في سوريا وشاعت الفوضى والدمار في بلاد بسبب الممارسات الارهابية من لدن الجماعات المسلحة المتردية، فضلا عن التحركات والتدخلات الواضحة في الساحة السياسية من قبل بعض الدول الاقليمية من خلال مواصلة الدعم اللوجستي والعسكري للجماعات المسلحة في سوريا ، واستخدام سلوك الاستثناء الذي يقود إلى الاستثناء بشأن التسليح والاعلام والانتهاكات الحقوقية. لذا يرى الكثير من المحللين إن هذا الدعم المتواصل يساعد على تهيئة الظروف الملائمة لاستمرار دوامة العنف المتواصلة وبراثن الاقتتال الدموي في إطار حرب لن تكون كما تتمنها الإطراف المتنازعة.

فيما رأى بعض المراقبين الدوليين ان ما يسمى بالمعارضة السورية هي معارضة دموية بأجندات طائفية و شراذم تنشر الموت تقود حربا بالوكالة. فقد كتب دوغلاس الكسندر في صحيفة "الغارديان" مقالاً بعنوان "لا تؤججوا الصراع في سوريا"، وقال الكسندر إن "تقديم الدعم للمتمردين السوريين سيؤدي إلى نشوب حرب أهلية مأساوية في البلاد"، مضيفاً "علينا العمل مع روسيا لضمان عملية الانتقال السياسي في سوريا"، "قيام بريطانيا بتدريب مقاتلي الجماعات المسلحة في سوريا أثار حفيظة العديد من الأطراف في البرلمان البريطاني" وأردف "قيام بريطانيا بتدريب مقاتلي المعارضة في سوريا أثار حفيظة العديد من الأطراف في البرلمان البريطاني"، موضحاً أنه "ليس علينا الاختيار بين زيادة الدعم العسكري للمعارضة أو عدم تقديم أي مبادرة، إذ صدر العديد من العقوبات الدولية على سوريا، إلا أنها لم تكن فعالة في إنهاء الصراع الدائر في البلاد".

ورأى الكسندر أن "للبنان دورا في المساعدة على وقف الإمدادات المالية التي تقوي نظام الرئيس السوري بشار الأسد".

وقال كاتب المقال إن السؤال الحقيقي الذي يدور في ذهن جميع الأطراف اليوم، هو ماذا بعد سقوط الأسد؟".

من جانبه قال مدير المخابرات القومية الأمريكية جيمس كلابر إن القوات التي تسعى إلى الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد ما زالت مجزأة وتجد صعوبة في احتواء تدفق المقاتلين المتشددين الاجانب. وقال كلابر في جلسة للجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الأمريكي عن المخاطر الامنية العالمية ان أجهزة المخابرات الأمريكية لا تعرف إلى متى سيستطيع الرئيس السوري بشار الاسد الاحتفاظ بسيطرته على الحكم في البلاد. واشار كلابر الى تزايد المقاتلين الأجانب بين معارضي الاسد وكثيرون منهم مرتبطون بجبهة النصرة المنبثقة عن القاعدة في العراق التي اكتسبت قوة في سوريا لأسباب من بينها تقديم خدمات للسكان الذين يعانون من ويلات الحرب منذ عامين.

بينما قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن بريطانيا قد تتجاوز حظرا للسلاح يفرضه الاتحاد الأوروبي على سوريا بما يسمح بامداد مقاتلي المعارضة بأسلحة، وقال كاميرون أمام لجنة برلمانية ردا على سؤال عما إذا كانت بريطانيا قد "تستخدم حق النقض" ضد الحظر "أتمنى أن يمكننا اقناع الشركاء الاوروبيين اذا اصبح من الضروري اجراء تغيير آخر.. بأن يتفقوا معنا." وأضاف قائلا "لكن إذا لم نتمكن من ذلك فليس مستبعدا أن نقوم بالأمور بطريقتنا. إنه أمر محتمل." وحثت فرنسا الاتحاد الاوروبي على النظر مجددا في رفع حظر السلاح المفروض على سوريا الأمر الذي وضعها في خلاف مع ألمانيا التي قالت إن هذا يمكن أن ينشر الصراع في المنطقة.

المعارضة بالاختطاف

على صعيد ذو صلة أعربت الفنانة السورية رغدة، عن حزنها بسبب ما قالت إنها "عملية اختطاف" تعرض لها والدها المسن على يد مجموعة تطلق على نفسها "جيش الله الحر"، انتقاماً منها لموقفها السياسي المؤيد لنظام الرئيس بشار الأسد، وذلك بعد نشر صورة له. وقالت رغدة، في حديث خاص لموقع CNN بالعربية، إنها "علمت بنبأ اختطاف" والدها عن طريق رسالة نصية أرسلت إلى هاتفها النقال، مشيرة إلى أن الخاطفين "طالبوها بدفع فدية" لكنها رفضت، وأضافت قائلة: "أنا في حالة صدمة منذ علمت بالخبر، خاصة أن صحة والدي لا تحتمل الخطف الذي قد يعرض حياته للخطر."

وأضافت: "هل يُعقل أن من أطلقوا على أنفسهم أحراراً ويدعون للحرية، أن يختطفوا مسناً ويطلبون فدية من أهله لمجرد أن أبنته مختلفة معهم في الرأي؟ هل هؤلاء من يطلقون على أنفسهم "الجيش الحر"، وهل هذه الحرية التي يريدون تطبيقها؟"

واستطردت: "أنا أعبر عن رأي وأؤيد نظام الأسد، ليس فقط تأييداً لشخصه بل رفضاً لأشخاص يحاولون زعزعة أمن سوريا."

من جهة أخرى تمكنت الصحافية الأوكرانية انهار كوتشنيفا التي اختطفت في سوريا من قبل مسلحين سوريين من الهروب بحسب ما أكدته أسرتها، وكانت كوتشنيفا اختطفت أثناء عملها في سوريا منذ تشرين الأول/أكتوبر، وقال ابن أخت الصحافية ديمترو استافوروف ان " كوتشنيفا في مكان آمن في العاصمة السورية"، وأكدت كييف ان كوتشنيفا "طليقة وفي آمان"، مضيفة "انها اتصلت بالسفارة الاوكرانية في سوريا". وطالب الخاطفون بفدية تقدر بحوالي 50 مليون دولار امريكي لإطلاق سراحها، وهدد الخاطفون بقتل أي مواطن روسي أو أوكراني أو إيراني يقبضون عليه في سوريا. وقالت كوتشنيفا لوكالة ريا نوفوستي انها "كانت محتجزة من قبل مايسمى الجيش السوري الحر بالقرب من حمص"، مشيرة الى انها "لم تتلق معاملة جيدة من قبل مختطفيها"، وأدان الاتحاد الدولي للصحافيين والاتحاد الأوروبي للصحافيين اختطاف الصحافية الأوكرانية انهار كوتشنيفا.

http://annabaa.org/nbanews/2013/03/Images/087.jpg
سوريا والصراعات الإقليمية... حسابات تحد من فرص السلام

شبكة النبأ: باتت سوريا مكانا مستهدفا لدى بعض الدول شبه العدائية من الدول الإقليمية، لجعلها محور الصراع ومرتع الأزمات في الشرق الأوسط، وذلك من خلال العزف على الأوتار الطائفية لتحقيق أجندة إقليمية بنقل وتداول أزمات تلك البلدان، لتمرير أزماتهم الى داخل سوريا. كما أن الحسابات الإقليمية والدولية التي لا تزال تتحرك بصورة واضحة في الساحة السياسية وتترك تأثيراتها عليها بوضوح كبير، تدفع الأزمة خطوات باتجاه التدويل وذلك من خلال مواصلة الدعم اللوجستي والعسكري للجماعات المسلحة في سوريا من معظم الدول الإقليمية، فضلا عن استخدام سلوك الاستثناء الذي يقود إلى الاستثناء بشأن التسليح والاحتلال والانتهاكات الحقوقية.

لذا يرى الكثير من المحللين إن هذا الدعم المتواصل يساعد على تهيئة الظروف الملائمة لتتصاعد الاضطرابات وديمومة الصراع، ولكن كما يبدو ان الحرب القائمة لن تكون كما تتمنها الإطراف المتنازعة. فيما حمل بعض المسئولين كل من تركيا وقطر عرقلت كل الجهود لتسوية الصراع في سوريا سلميا تركيا، كما قال مسئولون آخرون بأن هذه الدول الإقليمية قامت شاركت في عسكرة الجماعات المسلحة، فيما رأى محللون آخرون انه ليس معهودا عن اسرائيل أنها تقف مكتوفي الأيدي ،فهي الاخرى لها أساليبها الخاصة في اثارة نعرة الصراع الدامي في سوريا.

كما يثير الصراع في سوريا المجاورة للعراق التوتر الطائفي فيه ومنطقة الشرق الأوسط مما أثار مخاوف من تجدد الصراع الطائفي الذي أودى بحياة عشرات الآلاف في العراق في عامي 2006 و2007، ويرى بعض المراقبين ان الصراع السوري حاليا أدى إلى الضغط على التوازن الطائفي والعرقي الهش أصلا في العراق. ويجمع العديد من المحللين ان القاعدة والمليشيات المتمردة تعمل على تغذية العنف في سوريا لتعيد الحياة لممارساتها الإرهابية، لكن يرى المراقبون ان المسلحين فشلوا في ترسيخ قواعد لهم داخل الاراضي السورية بشكل دائم، وعليه ففي ظل التداعيات الخطيرة على الصعيد الأمني والسياسي، يبقى مشهد الأزمة السورية غير محسوم لحد الآن. بينما يرى محللون آخرون بأن الازمة السورية مازالت تتأرجح بين صراع الأجندات المفتوحة والمناورات السياسية بسبب المؤامرات وأجندات السياسية المختلفة لتصفية الحسابات بين الأطراف المتنازعة خاصة الدولة الإقليمية، وعدم نجاح المفاوضات سواء التي كانت بالترهيب ام الترغيب، وخلاصة القول بأن هذا الصراع الدولي سيبقى مضمارا لسباق الأنفاس الطويلة ومشروعا لفوضى مكلفة الخسائر.

في سياق متصل رات صحيفة سورية ان خاطفي عناصر من قوات فض الاشتباك الدولية قاموا "بعملهم المدان والجبان" بايعاز من قطر واسرائيل لدفع الازمة التي تمر بها البلاد منذ عامين نحو التدويل مع اقتراب الحل السياسي لها. بحسب فرانس برس. وذكرت صحيفة تشرين الحكومية ان "المجموعات المسلحة التي تمارس الارهاب ضد الشعب السوري، وتحظى بدعم وتأييد من دول غربية وعربية لم تكن تفكر بارتكاب هذا العمل المدان اخلاقيا لولا ايعاز بعض الأطراف الغارقة حتى أذنيها في الدم السوري الذي يتم سفكه بأموال خليجية وغطاء سياسي غربي"، واضافت "ان اي مراقب محايد لا يمكن أن يستبعد الأصابع القطرية-الاسرائيلية عن هذا العمل الجبان الذي يعطي صورة حقيقية عما يسمونه ب+المعارضة المسلحة+". ولفتت الصحيفة الى ان الاختطاف تم في ظل "ظروف استثنائية" تعيشها المنطقة وبعد ان اجمع الجميع على "ان الحل السياسي هو الحل الممكن للازمة، وأن انطلاق الحل السياسي قاب قوسين أو أدنى".

على الصعيد نفسه قال وزير النقل العراقي هادي العامري إن دعم تركيا وقطر للمعارضة المسلحة في سوريا يرقى إلى حد إعلان حرب على العراق الذي سيعاني من تبعاث صراع تتزايد صبغته الطائفية إلى جواره. واتهم العامري أنقرة والدوحة اللتين تدعمان المعارضة المسلحة للرئيس السوري بشار الأسد بتسليح جماعات جهادية في سوريا من بينها جبهة النصرة التي تربطها صلات بتنظيم القاعدة في العراق.

من جانب آخر قال مسؤولون عراقيون إن مسلحين مجهولين قتلوا ما لا يقل عن 40 جنديا وموظفا حكوميا سوريا أثناء إعادة السلطات العراقية لهم إلى الحدود السورية بعدما فروا إلى العراق من هجوم لمقاتلي الجماعات المسلحة في سوريا. من جهة أخرى قالت مصادر في الجيش العراقي إن العراق أغلق معبرا حدوديا مع سوريا بعد أن سيطرت الجماعات المسلحة التي تحارب للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد على الجانب الآخر من النقطة الحدودية. بحسب رويترز.

الى ذلك قالت صحيفة نيويورك تايمز ان السعودية تمد المسلحين السوريين المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد باسلحة اشترتها من كرواتيا، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اميركيين وغربيين قولهم ان السعودية مولت "شراء كمية ضخمة من اسلحة المشاة" كانت جزءا من "فائض غير معلن" من الاسلحة من مخلفات حروب البلقان التي جرت في التسعينات، وان تلك الاسلحة بدأت تصل المسلحين السوريين عبر الاردن.

من جهته اعتبر رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، اكبر الاحزاب الكردية السورية، في باريس ان تركيا مسؤولة عن تصاعد اعمال العنف في سوريا حيث تستخدم مجموعات من المقاتلين الجهاديين. بحسب فرانس برس.

في حين حذرت اسرائيل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قائلة إنها لا يمكن أن تقف "مكتوفة الأيدي" في حين ان الحرب الأهلية في سوريا تمتد إلى خارج حدودها واتهمت روسيا جماعات مسلحة بتقويض الأمن بين الدول بقتالهم في منطقة منزوعة السلاح.

بينما راى وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي موشيه يعالون ان الجماعات المسلحة في سوريا لا يملكون الوسائل لمواجهة اسرائيل وذلك بعد ان نشرت صحيفة اسرائيلية معلومات تفيد بان لديهم صواريخ سكود. في المقابل قالت سوريا إنها كشفت منظومة تجسس إسرائيلية تراقب "موقعا حساسا" قبالة ساحلها على البحر المتوسط، وعرض التلفزيون السوري صورا لما قال إنها كاميرا وست بطاريات كبيرة ومعدات إرسال بالإضافة إلى صخور زائفة استخدمت لإخفاء المعدات.

kumait 16-03-2013 04:52 PM

الإرهاب في سوريا بوابة الحرب الطائفية الشاملة في المنطقة
 

الإرهاب في سوريا بوابة الحرب الطائفية الشاملة في المنطقة
متابعة: المحرر السياسي

شبكة النبأ: تسود المخاوف حول أوضاع سوريا الأمنية التي من المرجح لم تستقر بسبب دخول الحركات الجهادية كالقاعدة وغيرها من الحركات الأخرى. فهناك معلومات تشير الى دخول مجاميع ارهابية من تنظيم القاعدة في سوريا عقب الرسالة الأخيرة التي دعا فيها القائد الجديد للتنظيم أيمن الظواهري إلى الجهاد وأعرب عن تأييده للانتفاضة السورية، كما هناك تجار يعملون على تهريب السلاح الى سوريا من دول مختلفة ولا يخفى ما تقوم بها المجاميع المسلحة من السنة الذين يتسللون من العراق الى سوريا وهو أمر من شأنه أن يؤجج العنف في بلد كان يوما يرسل الاسلحة والمتشددين في الاتجاه الاخر.

ويرى محللون سياسيون إن رسالة الظواهري كانت مؤشرا على الضعف والقوة في آن واحد. فالظواهري يدرك أن السوريين تحدوا سخط قائدهم دون مساعدة من القاعدة، ولم تحمل رسالته سوى إشارات عابرة للثورات في تونس ومصر وليبيا التي نجحت هي أيضا في إسقاط أنظمة مستبدة، وجعلت من القاعدة متفرجا عاجزا. ويرى خبراء أن مشكلة القاعدة الآن هي أن أعداءها في المنطقة الأنظمة المستبدة قد سقطوا مثل أحجار الدومينو، ولكن زوالهم لم يأت بفضل الظواهري أو أنصاره. فعجز الظواهري عن أن ينسب سقوط الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي كان سببا في اعتقاله لسنوات وتعريضه للتعذيب ربما يكون إهانة لقدامى الجهاديين.

ويرى مراقبون في صحيفة ديلي تلغراف أن تضييع ثورة واحدة قد يعتبر سوء حظ فإن النأي بالنفس عن أربع ثورات سيبدو ضربا من اللامبالاة أو تأكيدا على أن الدعم الشعبي للقاعدة قد تضاءل كثيرا. وأن الظواهري الذي نأى بنفسه عن ثلاث ثورات ناجحة، يحاول الآن أن يعتلي الموجة السورية. ويشير خبراء إلى أن عدم الحراك الغربي تجاه معاناة المسلمين ربما يخلق فجوة ليدخل منها الظواهري. فيقول البروفسور في الدراسات الحربية بكلية كينغ في لندن ديفد أوماند إن الأمر أشبه بهنغاريا عام 1956 حيث إن القضية عادلة ولكن لا يمكن عمل شيء إزاءها. ويضيف أن ثمة فرصة للظواهري كي يقفز ويقول لا يمكنكم التعويل على أميركا والغرب، بل علي وعلى الجهاديين. غير أن إنغيل أنكستر، وهو مدير سابق للعمليات في جهاز الاستخبارات الخارجي في بريطانيا أم أي 6، يقول إنه لا يجب تجاهل تهديدات الظواهري، مشيرا إلى أن القاعدة لا يزال تملك بنية تحتية في العراق. ولم يستبعد أنكستر أن تكون هجمات التفجيرات التي استهدفت مقرات الأمن في حلب من فعل القاعدة بالعراق، وقال إن أسلوب التنفيذ يختلف عن النهج الذي يتبعه الجيش السوري الحر.

ولكن محللون قالوا حتى لو أن القاعدة تنفذ هجمات في سوريا فإن ذلك يصب في مصلحة النظام الذي دأب على اتهام عصابات إرهابية مسلحة. إن أمل الجهاديين المحتمل هو كون جميع المقاتلين الذين التقتهم ديلي تلغراف هم من المسلمين السنة، أي مثل الظواهري وقائد التنظيم الراحل أسامة بن لادن.

وقبل فترة ليست بالطويلة، كان السوريون يرسلون الأسلحة و المقاتلين إلى العراق لمساعدة العراقيين فجأة انقلب الموقف رأسا على عقب . ففي الاحتفال بالذكرى السنوية للمولد النبوي في ضواحي مدينة الفلوجة، احتشد الآلاف من المواطنين لدعم ثوار سوريا وراح الفتيان يلوحون بالعلم السوري القديم الذي استخدم في ثلاثينات القرن الماضي بعد اعلان استقلال سوريا عن الاحتلال الفرنسي، بينما قام آخرون بجمع التبرعات من اجل ارسال المعونات والاسلحة الى الثوار الذين يقاتلون حكومة الرئيس بشار الأسد. قال الشيخ حميد الهايس احد شيوخ عشائر الانبار اتمنى ان احمل سلاحي واذهب للقتال هناك. حسب نيويورك تايمز.

من الواضح ان الحرب الطائفية في سوريا قد اصبحت صراعا اقليميا طالما كان المحللون يخشونه، فتسارع الأحداث كالتفجيرات و عمليات الاغتيال في دمشق وحلب والعنف في شمال لبنان و الناجم عن العداء الطائفي في سوريا كلها توحي بان حكومة الأسد تواجه ايضا خصوما على حدودها. ومثل العراق وافغانستان قبلها، فمن المحتمل ان تصبح سوريا ساحة تدريب لعهد جديد من الصراع الدولي حيث استعد المجاهدون فعلا لذلك، وفي نهاية هذا الاسبوع دعت القيادة الايديولوجية لتنظيم القاعدة وتيار الاخوان المسلمين فرع الاردن، المجاهدين في كل العالم لمحاربة حكومة الاسد.

ليست هناك حدود تساعد على الاقتتال الطائفي اكثر من الصحراء الغربية للعراق حيث بدأ البعض بالتحشيد لدعم لقضية المعارضة السورية. يقول احد تجار الاسلحة يعمل في الأنبار ويحمل الاسم المستعار احمد المصري قبل خمسة اشهر علمت بان الاخوة السوريين بحاجة الى السلاح، فبدأت بشراء الاسلحة من نفس الاشخاص الذين بعت لهم تلك الاسلحة من قبل وهم مقاتلون من الانبار والموصل. لقد اعتدت ان اجلب تلك الاسلحة من سوريا لكن الامور انقلبت اليوم. يقول الرجل انه كان يبيع الهاونات والرمانات اليدوية والمسدسات وان وسيطه في سوريا رجل عراقي ايضا " انها مهنة مربحة لكنها ليست سهلة بل تنطوي على كثير من المجازفة، هذه هي الحياة. ذكر شيوخ العشائر وضباط الامن بان تدفق الاسلحة من الانبار وبعض مناطق الموصل الى سوريا ليس بالحجم الكبير.

يقول عبدالرحيم الشمري، رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة نينوى، بان المتفجرات والاسلحة كان يتم تهريبها عبر حدود ناحية ربيعة، ويصف احد تجار الاسلحة، رفض ذكر اسمه بسبب طبيعة عمله، تهريب اجزاء الاسلحة في صناديق السجائر الفارغة، وان بعض السوريين يقايضون الاغنام والابقار بالسلاح. ويرى محللون سياسيون ان تعاطف ابناء الانبار مع ثوار سوريا يعود الى الارتباطات العشائرية التي مضت عليها قرون طويلة. يقول الشيخ علي حاتم السليمان نحن ابناء نفس العشائر وحدودنا مشتركة. ويصف الشيخ حاتم السيد بشار الاسد بانه سفاح وقال بان رجال الانبار يحاولون مساعدة المعارضة السورية نعم، انهم يرسلون السلاح لأن ذلك من واجبهم وأضاف ان شيوخ عشائر الانبار سيجتمعون هذا الاسبوع لمناقشة سبل دعم الثوار في سوريا .حسب نيويورك تايمز.

ويقول مسؤولون عراقيون وتجار اسلحة ان اسلحة ومقاتلين سنة يتسللون من العراق الى سوريا وهو أمر من شأنه أن يؤجج العنف في بلد كان يوما يرسل الاسلحة والمتشددين في الاتجاه الاخر. ولاقت الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الاسد صدى لدى العشائر السنية في محافظتي الانبار ونينوى العراقيتين الحدوديتين حيث تتيح العلاقات العائلية القوية عبر الحدود التي لا تحظى بحراسة قوية مناخا مواتيا لرواج التهريب. وما زال العراق الذي تنتشر فيه الاسلحة منذ عام 2003 يعاني من اعمال العنف التي يقوم بها مقاتلون مرتبطون بالقاعدة واسلاميون سنة ومقاتلون مرتبطون باجندات مختلفة.

والان يقول مسؤولو امن عراقيون انه توجد علامات على ان مسلحين سنة بدأوا يعبرون الحدود لينضموا الى معارضي الاسد ويحقق مهربو الاسلحة ارباحا مع تضاعف اسعار الاسلحة التي ترسل مخبأة في شحنات تجارية. ومن الصعب قياس تدفق المقاتلين العراقيين والاسلحة غير المشروعة على سوريا لكن حركة المقاتلين عبر الحدود كانت يوما نشطة في الاتجاه العكسي مع تدفق المقاتلين الاجانب لمهاجمة الاهداف الامريكية والعراقية.

وقال مسؤول امني رفيع في بغداد نحن نعتقد ان مقاتلين على صلة بالقاعدة وبعض الجماعات المسلحة السنية ترسل مقاتلين الى سوريا للمشاركة في القتال هناك كنوع من الدعم المعنوي. بحسب رويترز . وقال مسؤولون فاسدون يعملون في نقاط العبور في الموصل والانبار ولذلك يمكننا ان نتوقع ان يستغل اشخاص هذا في تهريب اسلحة ومقاتلين لكننا لا نعتقد انه يتم على مستوى مؤثر. وما زالت القاعدة في العراق قوة قادرة برغم ما اصابها من ضعف لفقد زعماء رئيسيين. ويقول مسؤولون محليون ان المسلحين يعاودون الظهور في معاقلهم القديمة الان بعد ان غادرت القوات الامريكية البلاد. وانسحابها قلل ايضا قدرات جمع معلومات المخابرات.

لكن الحدود مع سوريا كانت منذ أمد طويل طريقا رئيسيا للتهريب يصعب السيطرة عليه. وفي وقت سابق هذا العام قال سكان قريبون من بلدة القائم الحدودية انهم يساعدون في ارسال اغذية وامدادات اخرى الى اقاربهم عبر الحدود في البو كمال بعد ان اغلقت نقطة العبور الحدودية الرئيسية هناك. وقال مصدر امني في الموصل تجري هناك كثير من عمليات تهريب الاسلحة لكنها ليست بكميات كبيرة. لنا كثير من الدوريات لتأمين خط الحدود. لكن ما زالت هناك مناطق كثيرة شديدة الوعورة. وتقول الشرطة العراقية على امتداد الحدود التي يبلغ طولها 1114 كيلومترا انها عرضة لاشتباكات مع مهربين ومسلحين أصبحوا أكثر نشاطا بدرجة متزايدة في الاراضي القاحلة والادغال المحيطة بنهر الفرات.


سوريا والقاعدة... استنفار طائفي ومعارك اثبات الوجود

شبكة النبأ: استمرار النزاع المسلح والدمار الكبير الذي لحق بسوريا التي أصبحت اليوم ساحة حرب مفتوحة لجميع الأطراف الإقليمية، التي تسعى الى ابعاد شبح التغير عن أراضيها وبغض النظر عن النتائج المتحققة، مكنت وبحسب بعض المتخصصين تنظيم القاعدة الإجرامي من الحصول على ملاذ و موطئ قدم في الأراضي السورية، والتي ستكون قاعدته الجديدة لإعادة تنظيم صفوفه وتعويض الخسائر السابقة، وهو ما تحقق بالفعل بعد استقدام العديد من أنصار هذا التنظيم ومن مختلف الجنسيات لأجل القتال في صفوف الجماعات المتمردة وبدعم خليجي في سبيل فرض مخطط طائفي يهدد امن واستقرار المنطقة ككل.

هذه التطورات قد أسهمت بزيادة القلق الدولي الذي تنامى بعد ازدياد العمليات الإرهابية التي قامت بها التنظيمات الإسلامية المتشددة والخطط التي أعلنت من قبل بعض قيادات التنظيم والتي تهدف الى توسيع عمل التنظيم في باقي البلدان لأجل تكوين أمارة إسلامية موحدة، حيث حذّر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من "تنامي الجماعات المتطرّفة المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا"، لافتاً الى "وجود "إرهابيين" مرتبطين بعناصر من المعارضة السورية". وقول "هناك ضرورة استراتيجية للتحرّك بسبب تزايد انتشار المتطرّفين المرتبطين بتنظيم القاعدة في سوريا، ما يشكّل خطراً متنامياً على الاستقرار في المنطقة".

وحذّر كاميرون من أن "إرهابيين مرتبطين بتنظيم القاعدة يعملون في سوريا حيث أن البلاد مجزّأة"، مضيفاً "ان هؤلاء مرتبطون أيضاً بعناصر من المعارضة، وهناك أدلة قوية جداً على أن جماعات في المعارضة السورية المسلّحة تأخذ وجهات نظر غير مقبولة من التطرّف الإسلامي". من جانب اخر قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج انه كلما طال أمد الصراع في سوريا زادت مخاطر تشكيل جيل جديد من المتشددين الذين تدربوا على القتال في المعارك سيمثل فيما بعد تهديدا لبريطانيا ودول اخرى في اوروبا. وقال هيج ان سوريا ستكون الحالة الأكثر حدة "يختطفها" الاسلاميون. ووصف هيج في خطاب يحدد استراتيجية بريطانيا لمكافحة الارهاب سوريا بأنها "المقصد رقم واحد للجهاديين في كل مكان في العالم اليوم." "هذا يتضمن عددا من الافراد المتصلين بالمملكة المتحدة ودول اوروبية اخرى." واضاف "ربما لا يمثلون تهديدا لنا عندما يذهبون اولا إلى سوريا لكنهم اذا ظلوا على قيد الحياة ربما عاد بعضهم وقد ازدادوا تشددا في الفكر واكتسبوا خبرة في السلاح والمتفجرات." ومضى يقول "وكلما طال امد الصراع تزايد خطر هذا الامر ا."

الى جانب ذلك يجلس عمر أبو الشيشان الذي كان يرتدي ملابس سوداء على سجادة محاطا بعشرين رجلا مسلحين بالبنادق وهو يلقي كلمة حماسية يحث فيها المسلمين على دعم "الجهاد" ضد الرئيس السوري بشار الأسد. ويعلن المتشدد القادم من منطقة الشيشان الروسية أن دولة الإسلام تقترب. ويترجم زملاء من كتيبة المتشددين الأجانب التي يقودها كلماته الروسية إلى العربية. ويسلط شريط الفيديو الذي يظهر فيه أبو الشيشان وبث مؤخرا الضوء على الدور الذي يلعبه الآن في الحرب الأهلية السورية متشددون من شمال القوقاز المضطرب ضد حكومة تدعمها موسكو ويحميها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقوة. كما يبرز المخاطر الأمنية التي قد يمثلونها لروسيا اذا عادوا إلى منطقة شمال القوقاز الروسية المضطربة القريبة من المنطقة التي تعتزم موسكو أن تستضيف فيها دورة سوتشي الأولمبية الشتوية لعام 2014 . وقال أبو الشيشان "الجهاد يتطلب أشياء كثيرة. أولا يحتاج إلى المال. أمور كثيرة في الجهاد اليوم تعتمد على المال." وقال "ضيعنا فرصا كثيرة لكن اليوم توجد حقا فرصة لإقامة دولة إسلامية على الأرض." وأكد مقاتلون سوريون في تصريحات منفصله أنه موجود فعلا في سوريا لكن اسمه الحقيقي غير واضح. وقال المحلل ميربك فاتشاجاييف المقيم في باريس "هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها عدد كبير من الشيشان في عمليات عسكرية في الخارج" مضيفا أن هناك مزاعم أثيرت من قبل بأن الشيشان حاربوا مع طالبان في أفغانستان أو حاربوا في العراق لكن لم يظهر أي دليل حاسم على ذلك.

ويقول جنود سوريون ومحللون إن هناك عشرات وربما 100 مقاتل في سوريا من شمال القوقاز وهي منطقة روسية تشهد أعمال عنف يومية يقوم بها متشددون لإقامة دولة إسلامية. ويقول محللون إن كثيرا من المتشددين الذين يحاربون قوات الاسد هم طلاب درسوا في معاهد دينية خارج روسيا وهناك آخرون اكتسبوا مهارة ودراية بالقتال في حربين انفصاليتين في الشيشان دارت الاولى بين عامي 1994 و1996 والثانية بين عامي 1999 و2000 . وقال مصدر من الجماعات المسلحة في سوريا "هم مهمون للغاية يقودون القتال في بعض المناطق وبعضهم قادة كتائب. هم مقاتلون مخضرمون ويقاتلون بدافع العقيدة ولذلك هم لا يريدون شيئا في المقابل." وقال مصدر في المعارضة السورية إن الشيشان هم ثاني أكبر قوة من الأجانب بعد الليبيين الذين انضموا بعد الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وقتله. وقال المصدر إن 17 مقاتلا من شمال القوقاز قتلوا في القتال الذي دار خارج حلب الشهر الماضي. وشارك مقاتلون أجانب أيضا في حرب الشيشان الأولى في منتصف التسعينات. وقال فاتشاجاييف "روسيا ستراقب بحرص إلى أين يذهبون كي تتأكد من أنهم لا يعودون إلى روسيا وأنهم لن ينجحوا في العودة إلى الشيشان." ووجود مقاتلين أجانب في سوريا كثيرين منهم يتبنون تفسيرا متشددا للإسلام أزعج كثيرين في سوريا يرون ان القتال هو حرب علمانية للإطاحة بالأسد.

على صعيد متصل وفي بلدة صغيرة في شرق سوريا أزال متشددون إسلاميون تماثيل عرض الملابس العارية التي يرونها مثيرة جنسيا من المتاجر. كما منع أعضاء جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة النساء من ارتداء السراويل (البنطلونات) مفضلين على ذلك ارتداء لباس فضفاض أسود لا يحدد الجسد ويغطيه من الرأس الى القدم. وتعطي البلدة التي يبلغ عدد سكانها 54 الف نسمة والمطلة على نهر الفرات لمحة عما يمكن أن تكون عليه الحياة اذا سيطر المعارضون الاسلاميون على مناطق مهمة في سوريا. ومن بين مئات من وحدات المجاميع المسلحة تعتبر جبهة النصرة الاكثر فاعلية. وحقق مقاتلوها الذين يسعون للاستشهاد في المعارك انتصارات في هجمات ضد العديد من القواعد العسكرية في انحاء البلاد.

والآن قسمت جبهة النصرة والجيش السوري الحر وميليشيا محلية وجماعات قبلية البلدة الى مناطق نفوذ. ويقول سكان انه يوجد نحو ثمانية الاف رجل مسلح إجمالا في البلدة. ويقوم مسلحون أطلقوا لحاهم بحراسة الشوارع وفرض تفسيرهم للشريعة الإسلامية. وأزيلت الخمور من المتاجر. وتقدم جبهة النصرة تعليما دينيا يوميا لاطفال البلدة الذين يحصلون على أرغفة خبز مجانية اذا حضروا الدروس. وقال فتى يحضر هذه الدروس ان التلاميذ يتعلمون كيف يصلون ويتلقون دروسا بشأن دور المرأة وتعدد الزوجات والجهاد ضد "نظام الأسد العلوي". وتحولت الاحداث في سوريا الى حرب أهلية حيث تطورت احتجاجات الشوارع التي بدأت سلمية في مارس اذار 2011 الى احتجاجات عنيفة. وقتل أكثر من 60 الف شخص منذ بدء الصراع.

وبعد نحو عامين بدأ يتخذ صبغة طائفية. ويقول الاسد ان الانتفاضة مؤامرة ارهابية مدعومة من الخارج ويلقي باللوم على الغرب والدول الخليجية العربية. ويمثل مقاتلو جبهة النصرة تهديدا لمن يرغبون في الديمقراطية في سوريا. وبدلا من ذلك فهم يتصورون قيام الخلافة الإسلامية وفرض الشريعة الإسلامية وفق رؤيتهم. ويجبرون المتاجر على اغلاق ابوابها وقت الصلاة ويوجه الناس في الشوارع الى المساجد للصلاة عند كل آذان. ويحاول السكان الليبراليون مواصلة حياتهم المعتادة لكنهم يشعرون بالتأثير اليومي للتطبيق الصارم لأحكام الشريعة.

وأظهرت جبهة النصرة ذكاء حادا. وسيطر مقاتلوها على حقل "الورد" للنفط والغاز القريب وتوجهوا مباشرة الى صوامع الحبوب. وباتوا يسيطرون على الموارد التي تمنحهم القوة. وفي شوارع الميادين يمكن شراء الوقود بأسعار مرتفعة وتقبل الجبهة التعامل مع الاعداء اذا كان ذلك يعني الحصول على مكاسب نقدية إضافية. وقال سكان الميادين ان جبهة النصرة تنقل النفط الخام في صهاريج ضخمة الى دير الزور التي تبعد 45 كيلومترا الى الشمال حيث مازال للحكومة وجود. وهناك نقص في الخبز والمياه ولا توجد خدمات هاتفية أو انترنت وأغلقت المدارس. ويأكل الناس الأعشاب من نهر الفرات والبعض يسافر الى دير الزور لشراء الطعام مخاطر بالتعرض للاعتقال أو الموت وهم يعبرون خطوط العدو.

وقال أبو محمود وهو عامل عمره 55 عاما انه يخشى انجذاب اولاده للانضمام لهذه الجماعة. وقال "لا نخرج من البيت إلا للضرورة القصوى. ارسلت اطفالي الصغار الى قريب لي في الحسكة لانني لا اريد ان يتم تسليحهم" مشيرا المدينة الشمالية القريبة من الحدود مع تركيا. ويأمل آخرون ان يمنع النظام القبلي في شرق البلاد الصحراوي سيطرة الاسلاميين على المنطقة. وقال عماد (22 عاما) وهو يدرس الهندسة "لا أعتقد ان الجبهة ستكون قادرة على عمل ما تريد. لدينا تقاليدنا وقبائلنا لن تسمح لهم بذلك."

لكن الكثير من السكان نظموا مظاهرات ضد جماعات المعارضة بما فيها جبهة النصرة التي يرون ان اعضاءها لصوص. وفي انحاء البلاد استولى المعارضون على مدارس والمستشفيات لاستخدامها كقواعد والاستيلاء على الإمدادات الطبية والمعدات لحربهم. وقال يامن وهو طالب عمره 20 عاما يدرس الرياضيات "الحكومة تخلت عنا ولا يوجد شيء هنا. لا حياة ولا خدمات. الوضع السيء سيجعل كل شبابنا ينضم الى الجبهة." وأضاف "يريدون محاربة النظام ويرون أن جبهة النصرة الحل الاخير لسوريا." ويشعر كثيرون باليأس. وقالت فادية وهي زوجة عمرها 22 عاما "فقدنا مدينتنا وأطفالنا والان سنخسر مستقبلنا." واضافت "لا يوجد شيء هنا. انني أكره كل الاطراف .. النظام والمعارضة والجيش السوري الحر وجبهة النصرة لانه لا أحد منهم يهتم بالمدنيين."

وظهرت جبهة النصرة ان لديها تسليح أفضل من جماعات أخرى. ومنذ أكتوبر تشرين الاول نفذت جبهة النصرة التي تعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية ثلاثة تفجيرات انتحارية كبيرة على الأقل في درعا وهاجمت ناديا للضباط ومقر إقامة المحافظ ونقطة تفتيش تابعة للجيش في وسط المدينة. من جانب أخر قال الأمير تركي الفيصل وهو مدير سابق للمخابرات وأخو وزير الخارجية السعودي ان ما يحتاجه المقاتلون هو اسلحة متطورة تسقط الطائرات وتضرب الدبابات من بعد. وتدعم السعودية وقطر قوات المعارضة السورية منذ فترة طويلة وتدعو إلى تسلحيها.

kumait 17-03-2013 12:12 AM

قطر ربما تفقد زعامتها كـ (راعٍ) للملف السوري
 

قطر ربما تفقد زعامتها كـ (راعٍ) للملف السوري
توماس فريدمان - النيويورك تايمز

تساؤلات عدة طرحها الكاتب الاميركي تومان فريدمان المختص بشؤون الشرق الاوسط ، يتحدث عن ان هناك تحولا جديدا حول فقدان قطر لتأثيرها ودورها كلاعب رئيس في الملف السوري،بعد ان كان لها الدور الاساسي بالوساطة او صرف الرواتب للمعارضة وحتى التمويل المالي لما يسمى " الجيش السوري الحر" ويطرح الكاتب هل بدأ سحب البساط من تحت قدمي قطر في المسألة السورية؟

على اعتبار ان الإمارة الصغيرة أبلغت معاذ الخطيب توقفها عن دوافع رواتب أعضاء الائتلاف السوري المعارض الذي يتزعمه ورواتب المسلحين ونفقات الحرب الأخرى. إن صح هذا الخبر، فهذا معناه أن الحديث عن تورط قطر في دعم الجماعات المسلحة المتشددة بات في حكم المؤكد. من جهتها فإن قطر سربت معلومات تكشف عن استيائها بسبب مبادرة الخطيب التي دعا من خلالها إلى حوار سياسي مع جهات من النظام السوري. لقد تصرف الخطيب وحده من غير العودة إليها، كونها راعية المعارضة السورية بكل أنواعها. غير أن ذلك الزعم لا ينفي حقيقة أن قطر باتت متهمة بدعم الإرهابيين في ليبيا ومالي. لقد كشفت التحقيقات عن علاقة ما تربط بين قطر وبين من نفذوا عملية احتلال القنصلية الاميركية في بنغازي والتي نتج عنها مقتل السفير الاميركي في ليبيا.

ولكن هل تورطت قطر فجأة من غير سابق تمهيد في علاقة مريبة بتنظيم القاعدة في ليبيا؟
وهل كانت علاقتها بالإسلامويين المتشددين في مالي هي بنت ساعتها، أي حين صار أولئك المسلحون يشكلون خطرا متعاظما في تلك المنطقة؟

الدور الذي كانت تلعبه قطر منذ سنوات بات مكشوفا خلال السنوات الأخيرة. لقد أوُكلت إليها وظيفة ضبط الحركات الإسلاموية، أو ما تُسمى بتيارات الإسلام السياسي. وكما يبدو فإن قطر كانت قد توهمت أنها ستنجح في المهمة التي فشلت فيها الولايات المتحدة. أي أنها ستبقي تلك التيارات والحركات تحت سيطرتها المحكمة. غير أن ما جرى في بنغازي وفي مالي قد وضع نهاية للأوهام القطرية.

وإذا ما كانت قطر لم تعترف حتى اللحظة بفشلها، فإن الغرب ممثلا بالولايات المتحدة صار يشعر بالخطر الذي يمثله استمرار قطر في وظيفتها السائبة، حيث صار المال القطري يتسرب إلى الجماعات المسلحة التي تشكل خطرا على مصالحه. لذلك فقد تم الإيعاز مباشرة إلى القيادة القطرية بأن تكف عن لعب ذلك الدور.

في المسألة السورية ما من جهة عربية في إمكانها أن تحل محل قطر سوى السعودية التي كان وزير خارجيتها يسبق الجميع إلى الدعوة إلى التدخل الخارجي في سوريا لإسقاط النظام الحاكم وإلى تسليح المعارضة. وإذا ما كان تعاظم الدور القطري قد دفع السعودية إلى اللجوء إلى الصمت، فإن انعاش دورها هذه المرة سيكون لإغراض مختلفة عن تلك الإغراض التي كانت تسعى قطر إلى إنجازها.

لقد صار العالم بطرفيه المتناقضين في شأن المسألة السورية على اقتناع بأنه ما من حل للنزاع إلا عن طريق الحوار السياسي. وكما يبدو فإن السعودية وإن سبقت الجميع إلى الدعوة إلى إسقاط نظام بشار الأسد لم تدخل طرفا في حكاية تسليح المعارضة بشكل مباشر، لذلك يمكنها أن تكون مكانا للقاء مفترض بين قوى المعارضة وجهات من النظام.

قبل أكثر من عشرين سنة نجحت السعودية في إنهاء الحرب الأهلية في لبنان في مؤتمر الطائف. حينها أطل المجتمعون من خلال نوافذ الطائف على لبنان جديد. لقد تم في الطائف تصنيع لبنان جديد. غابت قوى سياسية إلى الأبد وظهرت قوى سياسية جديدة، سيكون لها دور في صياغة شكل لبنان المستقبلي. أهذا ما سيحدث لسوريا؟ طائف جديدة تعاد فيها صياغة المشهد السوري. فسوريا في واقع الحال لم تعد تشبه سوريا التي يعرفها السوريون. سوريا التي تغيرت ستكون على استعداد للقبول بالصورة التي سيقترحها الآخرون عليها لتكون صورتها. المزيج الطائفي سيتحلل إلى عناصره الأولية وسيفكك الموازاييك السوري ألغازه الخفية أمام العالم.

ولكن هل ستنجح السعودية في تطبيق المعادلة اللبنانية على الأرض السورية؟

يظل الجواب عن هذا السؤال رهينا بقدرة النظام على استيعاب ما تعرض له من صدمات والتفاعل معها إيجابيا. واقعيا فإن النظام لم يعد اليوم سوى طرف من أطراف المعادلة التي تشترك أطراف كثيرة في صياغتها. ستكون الأمور ميسرة لو قبل النظام بموقعه الجديد، كونه طرفا من بين أطراف عديدة يحق لها تقاسم السلطة. أما إذا تمسك النظام بـ"الشرعية" فإن الأوراق كلها ستعاد إلى المحرقة.

خطة للإستخبارات الأمريكية بالتعاون مع الاستخبارات
الأردنية والسعودية لإستهداف مقاتلي النصرة بالطاائرات

ذكرت صحيفة لوس انجليس تايمز الجمعة ان وكالة الاستخبارات المركزية (سي آيايه) تجمع معلومات حول الاسلاميين المتطرفين في سوريا لامكانية توجيه ضربات اليه مبطائرات بدون طيار في مرحلة لاحقة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين امريكيين حاليين وسابقين ان الرئيس الامريكي باراك اوباما لم يسمح بتوجيه أي ضربات في سوريا والامرليس مطروحا. لكن السي آي ايه التي تدير برامج الطائرات بدون طيار التي تستهدف الناشطين في باكستان واليمن، قامت بتغييرات في صفوف الضباط المسؤولين عنتوجيه الضربات، لتحسين جمع المعلومات حول الناشطين في سوريا.وشكل هؤلاء الضباط وحدات مع زملاء لهم كانوا يطاردون ناشطو القاعدة في العراق.

وقالت الصحيفة إن الناشطين القدامى في العراق انتقلوا على الارجح إلى سوريا والتحقوا بالميليشيات التي تقاتل الحكومة في هذا البلد. ويتمركز الضباط المكلفين التركيز على سوريا في مقر وكالة الاستخبارات المركزية في لانغلي في ولاية فرجينيا،كما قالت الصحيفة. وتابعت (لوس انجليس تايمز) ان الوكالة تعمل بشكل وثيق مع الاستخبارات السعودية والاردنية وغيرها من اجهزة استخبارات المنطقة الناشطة في سوريا. واوضحت الصحيفة ان هذه الاستعدادات تأتي مع تزايد انتصارات المقاتلين الاسلاميين المتطرفين في سوريا. واكدت ان وزارة الخارجية الامريكية تعتقد انواحدة من اقوى ميليشيات المعارضة السورية وهي جبهة النصرة، هي منظمة ارهابية لايمكن تمييزها عن تنظيم القاعدة في العراق.

مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي:
موسكو وواشنطن تدفعان بوتيرة عالية باتجاه حل دبلوماسي للأزمة السورية
لمنع التنظيمات الإسلامية المتشددة من السيطرة على بلاد الشام
زهير أندراوس

الناصرة ـ 'القدس العربي قال الباحث الإسرائيلي، تسفي ماغين، المختص بالشؤون الروسية إنه في الفترة الأخيرة بات ملاحظًا أن الاجتماعات الثنائية بين صناع القرار في موسكو وواشنطن في ما يتعلق بالأزمة السورية وسبل حلها، في ازدياد مستمر، الأمر الذي يُثير السؤال المفصلي هل توصلت الدولتان العظمتان إلى بلورة اتفاق بشأن مستقبل هذا القطر العربي، لافتًا إلى أن الوضع الأمني في سورية لم يتغير البتة، لا بل أن الجمود بات سيد الموقف بين الطرفين المتنازعين، على حد تعبيره، الأمر الذي يُوحي بأن الطرفين المتخاصمين ينتظران التدخل الدبلوماسي للمجتمع الدولي بهدف التوصل إلى حل يكون مقبولاً عليهما.

بموازاة ذلك، أضاف الباحث ماغين في دراسته التي نُشرت على موقع مركز أبحاث الأمن القومي، التابع لجامعة تل أبيب، فإن روسيا تواصل انتهاج سياساتها المعروفة، التي تتمثل في منح الدعم السياسي والعسكري لنظام الرئيس د. بشار الأسد، علاوة على ذلك، أكد الباحث على أن صناع القرار في موسكو لا يألون جهدًا في تثبيت وجودهم في المنطقة، وعدم السماح للقوى العظمى الأخرى بإبعادهم عن مجريات الأمور في دمشق، وللتدليل على ذلك، بحسب الباحث ماغين، فإن روسيا قامت في الأسابيع الأخيرة بتكثيف تواجد أسطولها العسكري في البحر الأبيض المتوسط، بالقرب من الشواطئ السورية، مشددةً على أن الحديث يدور عن بقاءٍ طويلٍ جدًا للأسطول في هذه المنطقة، وهذا الأمر يُدلل على أن روسيا لن تتنازل بأي شكلٍ من الأشكال عن مصالحها في منطقة الشرق الأوسط، وشددت الدراسة على أن روسيا لا تدعم سورية فقط، إنما تقوم بدعم ما أسماه الهلال الشيعي، الذي يشمل بالإضافة إلى سورية، إيران وحزب الله اللبناني، وبرأيه فإن هذه السياسة الروسية تكبح جماح المعسكر السُني، المدعوم وفق رؤيتها من قبل الغرب، والذي يخوض معركة مع المعسكر الشيعي، الأمر الذي قد يؤدي للمس بمصالح روسيا في مجال الأمن القومي.

وتابع الباحث قائلاً إن سياسة روسيا الإقليمية، والتي تقوم بتطبيقها منذ سنة ونصف السنة، تهدف إلى استغلال الأزمة السورية للمحافظة، لا بل لتطوير، مصالحها الإقليمية المتمثلة بوقف المساعي الحثيثة للدول الغربية لوقف التدخل الروسي في المنطقة، كما أنها على صعيد المصالح الدولية، تستغل الأزمة السورية كرافعة للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لتثبيت مصالحها الحيوية، وفي هذا السياق، قال الباحث، إن العلاقات الأمريكية الروسية شهدت في الفترة الأخيرة توترا شديدا بسبب عدم تطبيق سياسة البدء من جديد في علاقاتهما، والتي تم الاتفاق عليها.

علاوة على ذلك، لفت الباحث إلى أن روسيا بدأت تشعر بأن حلف شمال الأطلسي يقوم بعمليات تحد لها، وتحديدًا برنامجه المتمثل في نصب صواريخ باليستية في شرق أوروبا. مع ذلك، رأى الباحث أن استغلال الأزمة السورية من قبل روسيا لزيادة تأثيرها على السياسة الأمريكية في المنطقة لم ينجح، وبالتالي فإن هذا الأمر، بالإضافة إلى عوامل أخرى دفعت بروسيا إلى زيادة تدخلها في المستجدات الأخيرة على الساحة السورية وعلى الساحة الشرق أوسطية في محاولة مكثفة لإيجاد الحلول للوضع الأخذ بالانحدار إلى الدرك الأسفل، على حد تعبيره.

وبالمقابل، رأى الباحث أنه بات واضحًا وجود بعض التغييرات في السياسة الأمريكية، بما في ذلك موقف واشنطن من دمشق، لافتًا إلى أن العديد من العوامل تقف وراء هذا التغيير، منها، أن الخارجية الأمريكية في فترة أوباما الثانية تقوم بإعادة النظر في سياستها، الخسارة الأمريكية في سورية، إن كان ذلك عن طريق استمرار الحرب الدائرة، وإنْ كان عن أن هذا الوضع يزيد من التأثير الروسي على مجريات الأمور ليس في دمشق وحدها، بل في الشرق الأوسط برمته، كما أن صناع القرار في واشنطن باتوا يخشون من تحول المعارضة السورية والسيطرة عليها من قبل القوى الإسلامية المتشددة، على حد تعبير الدراسة. وتابع ماغين قائلاً إنه من غير المستبعد أنْ تكون هذه العوامل وعوامل أخرى لم يتم الكشف عنها وراء المباحثات المكثفة في الآونة الأخيرة بين واشنطن وموسكو، كما أنه من غير المستبعد البتة أنْ يكون هدف هذه المفاوضات الحثيثة هو التوصل لاتفاق لحل الأزمة السورية بالطرق الدبلوماسية، بما في ذلك مستقبل النظام الحاكم في دمشق.

ولفت المحلل الإسرائيلي إلى أن الروس باتوا على استعداد معين لدراسة حل يقضي بإبعاد الرئيس الأسد عن منصبه وتشكيل حكومة جديدة، والتي تجمع داخلها عناصر من المعارضة وعناصر معتدلة من النظام الحاكم، مشددا على أن هذه الخطة لا يُمكن أنْ تخرج إلى حيز التنفيذ دون الرجوع إلى القوى اللاعبة على المعلب السوري، ولكن الباحث شدد على أن التنازلات الروسية للأمريكيين في الأزمة السورية لن يكونوا مجانًا، ذلك أن موسكو تطمح للحفاظ على مصالحها بالتفاهم مع أمريكا في مناطق أخرى من العالم، والأهم بالنسبة لروسيا في هذا السياق هو موضوع نصب الصواريخ الباليستية في شرق أوروبا، ذلك أنه إذا لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق بشأن سورية، فإن الرسالة الروسية للغرب واضحة: موسكو ستُواصل دعم الأسد حتى النهاية، ولا تخشى حتى من تفكك الدولة السورية.

من الناحية الأخرى، قالت الدراسة إن المصالح الروسية لا تقتصر على سورية فقط، بل أن موسكو لها أطماع في كلٍ من قطر والبحرين وتبحث عن مشاريع جديدة في هاتين الدولتين الخليجيتين، هذه العوامل مجتمعة تقطع الشك باليقين، قال الباحث ماغين، بأن روسيا لن تتنازل قيد أنملة عن مصالحها في الشرق الأوسط وهي على استعداد لدفع الثمن، على حد تعبيره.

وخلص الباحث إلى القول إنه على الرغم من عدم التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأمريكا حول سورية، فإن المستجدات الأخيرة تؤكد على أنهما ستُواصلان وبشكل حثيث المساعي المشتركة لحل الأزمة، وإذا تم التوصل إلى اتفاق بينهما، شدد الباحث، فإنه بذلك ستكون روسيا قد سجلت انتصارًا كبيرًا جدًا في المحافظة على مصالحها في الشرق الأوسط، مستغلةٍ حتى النهاية الأزمة السورية، على حد تعبير الدراسة الإسرائيلية.

محللون: تدخل غربي حذر في الصراع السوري لدعم مقاتلي المعارضة العلمانيين

لندن - من بيتر ابس: تتجه فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة لإمداد مقاتلي المعارضةالسورية بمساعدات املا في دعم القوى الاكثر ميلا للعلمانية على حساب الإسلاميين المتشددين الذين يكتسب دورهم في الانتفاضة أهمية متزايدة. وتلقي تجربة افغانستان - حيث ساعد تسليح الامريكيين لقوات المجاهدين في الثمانينات على صعود مقاتلي طالبان والقاعدة - بظلالها. وفي ليبيا يبدو زعيما بريطانيا وفرنسا اكثر إقبالا من الرئيس الامريكي باراك اوباما على مزيد من التدخل. لكن في ظل تسليح السعودية وقطر لمقاتلي المعارضة السورية علنا فإن بريطانيا وفرنسا - الملتزمتين مع واشنطن بتحقيق هدف رحيل الرئيس بشار الأسد - تريدان على الأقل ضمان وصول الأسلحة للجماعات المعنية والا تكون شديدة التقدم حتى لا تمثل تهديدا للغرب. وهما تعتقدان أنهماالآن في موقف يسمح لهما بهذا بعد عامين من اندلاع انتفاضة تحولت الى حرب أهلية وأودت بحياة نحو 70 الف شخص وأدت الى تشريد مليون شخص.

وقال دبلوماسي غربي كبير 'الحجج المعروفة الرافضة لتسليح مقاتلي المعارضة مثل البحث عن حل سياسي اولا وعدم اللجوء لعسكرة الموقف او سقوط الاسلحة في اياد غير ملائمة بدأت تفقد تأثيرها.' وأضاف 'حددنا الآن اين يمكن أن تذهب الأسلحة ومن سيحصل عليها. الضغط على بشار لا يجدي نفعا ولا نستطيع أن نسمح باستمرار اغتيال أحد الأطراف.'

وفي الأسبوعين الماضيين أعلنت بريطانيا والولايات المتحدة زيادة كبيرة في الدعم 'غيرالفتاك' لمقاتلي المعارضة. وأصبح دعم الدولتين لجهود السعودية وقطر لتسليح المعارضة اكثر علانية. ويعتبر دعم مقاتلي المعارضة على نحو متزايد الأداة الوحيدة المؤثرة التي تملكها القوىالاجنبية. واذا لم يتم تسليح قوى اكثر اعتدالا فإن الإسلاميين المتفوقين من حيث العتاد والتدريب بفضل دعم السعودية وقطر قد يكتسبون مزيدا من القوة. وقال كاميرون للجنة برلمانية هذا الاسبوع 'ربما من خلال الوقوف دون فعل شيء يتدهور الوضع ويتفاقم مستوى الجهاد.' وأضاف 'يمكنكم على الأقل أن يكون لكم تأثير على شركائكم... من خلال التعاون مع المعارضة عن طريق إمداد قطاعات من المعارضة.'

ويقول اشفون اوستوفار المحلل الاقليمي بمركز التحليلات البحرية وهي مؤسسة بحثية تمولها الحكومة الامريكية وتقدم الاستشارات للجيش الامريكي الى جانبعملاء آخرين 'الأساس هو أنهم (مقاتلي المعارضة) يحصلون على أسلحة.' وأضاف 'هذاخيار صعب جدا... لكننا اذا لم نمدهم سيفعل هذا غيرنا.'

ويخشى الكثير من الدبلوماسيين والمحللين من أنه كلما طال أمد حرب سوريا زاد خطر تشرذم دولة عربية رئيسية في قلب صراعات الشرق الأوسط وسقوطها في فوضى مسلحة مما يعرض جيرانها للخطر. ويقول مسؤولون بريطانيون إن بريطانيا وبالتالي فرنسا لن تتحركا دون دعم الولايات المتحدة على الأرجح والتي تتبنى موقفا اكثر حذرا حتى الآن. لكن مصادرمطلعة في واشنطن تقول إن مجيء وزير الخارجية جون كيري غير هذه الديناميكية قليلا. كان كيري قد قال العام الماضي إن على واشنطن أن تسلح قوات المعارضة حين كان رئيس اللجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.

وقال اري راتنر وكان يعمل من قبل فيوزارة الخارجية بإدارة الرئيس باراك أوباما وهو الآن باحث في مشروع ترومان للأمن القومي 'في كل مؤسسة تقريبا - وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.ايه) فضلا عن المؤسسات البحثية والصحف - يعتقد الناس أن على الولايات المتحدة أن تفعل المزيد.' وأضاف 'المشكلة أنه لا أحد يستطيع الاتفاق على ما يجب القيام به لأنه لا توجد خيارات سهلة.' في نهاية المطاف لا يعتقد كثيرون أن الإمدادات الطبية واجهزة اللاسلكي والسترات الواقية من الرصاص او حتى المركبات المصفحة رباعية الدفع ستغير دفة الحرب ضد الأسد بصورة كبيرة. كما لم تحرزالأسلحة التي تقدمها دول خليجية تقدما كبيرا.

وكانت مجلة دير شبيجل الالمانية وصحيفة جارديان البريطانية قد ذكرتا أن معلمين من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا يدربون مقاتلين معارضين في الأردن بمساعدة اجهزة المخابرات الاردنية بهدف تشكيل اكثر من عشر وحدات قوامها عشرة آلاف مقاتل في المجمل لكنها تستبعد المقاتلين الإٍسلاميين المتشددين وقلل مسؤولون أمنيون اوروبيون من أهمية هذه التقارير.

والى جانب أن الأردن يئن تحت ضغط 300 الف لاجيء سوري فإنه يستطيع أنيرى صعود التشدد الإسلامي على أعتابه وهو اكثر قلقا من السعودية او قطر. وفي العام الماضي صنفت الولايات المتحدة جبهة النصرة كجماعة إرهابية محظورة وهي واحدة من أنجحالجماعات الإسلامية المعارضة التي تقاتل في سورية. وقال أحد منظمي التدريبات لمجلة دير شبيغل 'اجهزة المخابرات الأردنية تريد منع السلفيين من العبور من بلادهم الى سورية ثم العودة لاحقا لإثارة اضطرابات في الأردن نفسه.'

ويقول البعض إن السماح للمعارضة السورية بأن تكون لديها اسلحة مضادة للدبابات يعتبر مجازفة محدودة نسبيا خاصة الأنظمة القادرة على إلحاق أضرار بأسطول الدبابات السوفيتية العتيقة لجيش الأسد لكنها اقل فعالية ضد النماذج الامريكية او الاسرائيلية الحديثة. لكنالرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند قال العام الماضي إنه يفضل إمداد مقاتلي المعارضة بأسلحة مضادة للطائرات للدفاع عن 'المناطق المحررة'.

واذا كانت هذه الاسلحة هياكثر ما يحتاجه مقاتلو المعارضة لصد قاذبات القنابل وطائرات الهليكوبتر الحربية لقوات الاسد فإنها ايضا اكثر ما يقلق واشنطن التي تخشى من احتمال سقوطها في ايدي المتشددين الذين سيوجهونها لطائرات مدنية. ويعتقد أن مقاتلي المعارضة استولوا علىبعضها من مخزونات القوات الحكومية لكن ليست هناك رغبة تذكر في إمدادهم بالمزيد. وحتى الآن لم تصل اي دولة غربية الى حد عرض تقديم اسلحة بشكلصريح. ولكن في الاسبوع الماضي حذر كيري ووزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من أنه اذا واصل الاسد تشبثه بموقفه فإن هناك خيارات اخرى تجري مناقشتها بالفعل. وقال مسؤول غربي آخر 'هذا أمر يجب مناقشته اذا نظرت الى اتجاه سيرالاحداث.' وأضاف 'لا تجري مناقشة العمل العسكري المباشر بصورة مباشرة لكنه يكوندائما أمرا يمكن طرحه على الطاولة تحت ظروف معينة.'

ولاتزال المانيا القوةالاوروبية الرئيسية الاخرى المعارضة لتسليح مقاتلي المعارضة مباشرة. لكن وزيرخارجيتها جيدو فسترفيله قال إن 'من الضروري إظهار المزيد من المرونة وفهم أن علينا بالطبع أن ندعم المعارضة بطريقة مسؤولة.' في نهاية المطاف سيكون الصوت الحاسم هوصوت الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

وقال العديد من الساسة الامريكيين الكبارللكونجرس إن أوباما رفض العام الماضي مقترحات بتسليح مقاتلي المعارضة كان يؤيدها مسؤولون كبار آنذاك مثل وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع ليون بانيتا ورئيس وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.آي.ايه) ديفيد بتريوس. وقال كيريللإذاعة القومية العامة الامريكية إن أوباما 'يشعر بقوة أن الحل الفوري ليس التمكين من مزيد من القتل.' وأضاف أن أوباما يعتقد أن الافضل 'محاولة إبلاغ الرئيس الأسد بأن هناك حلا.'

kumait 26-03-2013 03:03 PM

نيوزويك: قد ترتكب أميركا تجاه سوريا الأخطاء ذاتها التي أدت لحرب العراق
 
http://thirdpower.org/image.php?xx=1...adObamaVer.jpg
نيوزويك: قدترتكب أميركا تجاه سوريا الأخطاء ذاتها التي أدت لحرب العراق
تقرير مجلة نيوز ويك - الترجمة

نشرت مجلة "نيوزويك" الأميركية على موقع "ديليبيست" الإلكتروني تحت عنوان "هل تمضي واشنطن نحو حرب جديدة؟"، رأت فيه أنه "من المحتمل أن ترتكب الولايات المتحدة تجاه سوريا الأخطاء نفسها التي أدت إلى حربالعراق قبل 10 أعوام. حيث تضع واشنطن نفسها تحت ضغوط متزايدة لاتخاذ أولى الخطواتالتي من شأنها أن تقود إلى الحرب في سوريا. فهي تشعر بالاستياء بشأن القتلى واللاجئين السوريين على نحو يدفعها للاعتقاد بأن السبيل الوحيد لمساعدة الشعبالسوري هو أن تشرع الولايات المتحدة في تنفيذ خطوات عسكرية صغيرة من شأنها أن تقودإلى عملية تدخل موسعة". وأوضحت أن "هذه الخطوات لا تهدف إلى تجنب الحرب، فهي الخطوات نفسها التي اتخذتها الولايات المتحدة في فيتنام والعراق وأفغانستان وليبيا في ظل السياسة الأميركية التقليدية التي تقوم على التحرك قبل التفكير. وإذا لم تطرح واشنطن التساؤلات الصعبة المتعلقة بالوضع السوري وإن لم توفرلهم أجوبة منطقية إلى حد ما، فمن المحتمل أن تجد نفسها متورطة في حرب في سوريا فيغضون عام".

ورأت الصحيفة أن "مزاعم استخدام الحكومة السورية لأسلحة كيميائية لا تعد مبرراً كافياً للشروع في تسليح الثوار السوريين أو توريط واشنطن فيحرب جديدة، فالوقت ليس ملائماً لتغيير الحسابات- كما هدد الرئيس باراك أوباما- وإنما لإيفاد رسالة قوية وحادة ولكن قصيرة. وتواجه واشنطن في الوقت الراهن دعوات متزايدة من قبل دعاة التدخل الأميركيين بالشروع في تقديم الأسلحة إلى الثوارالسوريين، وهو ما يعد مطلباً منطقياً نظراً لتفوق جيش الرئيس بشار الأسد من ناحيةالعتاد على الثوار. ولكن من هم هؤلاء الثوار الذين ينبغي على الولايات المتحدة تسليحهم؟ ويزعم دعاة التدخل أن واشنطن تعلمهم جيداً، ولكن الحقيقة هي أن الحكومةالأميركية لا تعلم شيئاً عن سورية أو هؤلاء الثوار. حيث صرح رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي، الجنرال مارتن ديمبسي، أمام عدد من مسؤولي واشنطن: "كان لدينا قبل نحوستة أشهر فهماً مبهماً للغاية حول المعارضة السورية، ولكن الأمر الآن أصبح أكثرغموضاً".

ولفتت الى أن "تواجد عملاء الاستخبارات الأميركية بالقرب من جماعاتالثوار السوريين على مدار العامين الماضيين، لا يجعل الولايات المتحدة على دراية واضحة بهؤلاء الثوار، فبعضهم يقاتل بالفعل من أجل حريتهم، ولكن بعضهم الآخر يخفي أهدافهم الحقيقية. ومع ذلك، إذا كانت واشنطن تثق في بعض جماعات الثوار وقررت أنتمضي إلى تزويدهم بأسلحة متطورة، فإن السؤال هنا هو ماذا سيحدث إذا فشلت هذهالخطوة؟ فهل ستتوقف الولايات المتحدة عند هذا الحد؟".وأجابت الصحيفة أن "الولايات المتحدة في هذه الحالة ستكون قد وضعت مصداقيتها ونفوذها تحت الاختبار وفرضت مخاطرجديدة على نفسها، ولذا فستكون مضطرة إلى تقديم المزيد من الأسلحة وبذل المزيد منالجهود". ورأت أن "الخطر الحقيقي الكامن في تقديم الأسلحة للثوار الذين تعتقد واشنطن أنهم أكثر اعتدالاً هو أنه إذا نجحت هذه الخطوة، فمن سيكون المستفيد الحقيقي من إضعاف نظام الأسد؟ ففي ظل تزايد نفوذ الجهاديين المتطرفين والبراعة التي يظهرونها في ساحة المعركة وإدارة المناطق المحررة، من الصعب تحديد جماعة أخرى منشأنها الاستفادة بصورة أكبر من هزيمة الأسد".

ماذا وراء رفض أوباما التدخل في سورية؟!
Michael Hirsh _ مقال مترجم

نبالغ إذا قلنا إنّ الرئيس أوباما "يقود من الخلف" في سورية، فقد يكون من الأفضل أن نصفه بأنه يُجَرّ من أذنه. ولكن بفعل الضغط الفرنسي وتبدل الآراء في واشنطن، بدأت الإدارة الأميركية تُرسل تدريجياً إشارات إلى أنها تدرك أنها لا تستطيع تفادي التدخل في الحرب الأهلية السورية إلى ما لا نهاية.

من بين شخصيات "الكونغرس" النافذة التي تمارس الضغط على الرئيس ليقدّم مساعدة أكبر للثوار الثوريين ويسلّحهم النائب مايك روجرز (ممثل ميتشيغان الجمهوري)، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب. يذكر روجرز: "يبدو التدهور في سورية بالغ السوء". ويعتبر أن انهيار الدولة السورية المحتمل وتراجعها نحو الفوضى يشكلان "أهم أولويات الأمن القومي في المنطقة في الوقت الراهن". ويضيف روجرز: "أشعر بقلق كبير من عدد عناصر تنظيم "القاعدة" و"حزب الله" وربما "حماس" الذين يشاركون في القتال. فإذا انهارت حكومة بشار [الأسد] بسرعة، تسقط سورية في حالة من الفوضى لن تؤدي إلى انتشار الأسلحة الكيماوية فحسب في أرجاء الهلال الخصيب المختلفة، بل أيضاً الأسلحة المتطورة التي قدمتها روسيا للأسد".

يتابع روجرز موضحاً أن الولايات المتحدة لا تتمتع راهناً بأي نفوذ أو تأثير في ما يدور داخل سورية. وعلى الإدارة، في رأيه، أن تتأمل جيداً ما حدث في مالي وغيرها من الدول المجاورة بعد أن نُقلت مخازن الأسلحة الليبية إلى أرجاء المنطقة المختلفة.

لكن درس مخازن الأسلحة الليبية يوضح أيضاً سبب تردد الإدارة الأميركية في تقديم مساعدات غير المعونة الإنسانية رغم الحصيلة المريعة. فقد لقي أكثر 70 ألفًا حتفهم في غضون سنتين. ويمكن اختصار معضلة أوباما بعنوانين ظهرا في صحيفةواشنطن بوست هذا الأسبوع. أفادت الصحيفة يوم الثلاثاء الماضي، متحدثة عن الضغط المتنامي الداعي للتدخل: "الأمم المتحدة: تعجز الكلمات عن وصف الأزمة الإنسانية في سورية". وفي اليوم التالي، كتبت مراسلة Post الشجاعة ليز سلاي من مدينة حلب التابعة للثوار عن السبب الفعلي لرفض أوباما تقديم المزيد. فقد عنونت: "الشريعة الإسلامية تتأصل في سورية الخاضعة للثوار".

يتركز خوف الإدارة الأساسي حول تدهور البلد الواضح وانزلاقها نحو الصراع الإثني. فعلى غرار دول كثيرة في المنطقة، تحرز المجموعات الإسلامية الأكثر تنظيماً تقدماً عسكرياً سريعاً. ومن هذه المجموعات الأخطر "جبهة النصرة"، قوة ثورية سورية لها على الأرجح روابط بتنظيم "القاعدة" وتعارض الانتخابات معتبرةً إياها "غير إسلامية". نتيجة لذلك، يبدو أساس معارضة الغرب تسليح الثوار ثابتاً في الوقت الراهن على الأقل، مع أن تقارير كثيرة تتحدث عن أن إيران وروسيا ترسلان السلاح لدعم نظام الأسد المحاصر.

إذن، يصر الرئيس أوباما على رفضه، وكذلك الاتحاد الأوروبي الذي سيتمسك على الأرجح بحظره تقديم الأسلحة لسورية. يوم الثلاثاء الماضي، أخبر الأميرال جيمس ستافريديس، المسؤول الأعلى في القيادة الأميركية- الأوروبية، لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ بأن حلف شمال الأطلسي "يدرس مجموعة من العمليات" التي يمكنه تنفيذها في سورية. لكن موقف هذا الحلف الرسمي يبقى الرفض أيضاً. فقد أخبر الكولونيل مارتن داوني، متحدث باسم حلف شمال الأطلسي، يوم الأربعاء: "لم يضع الحلف ككل خططاً للتدخل العسكري في سورية".

رغم الأصوات التي ترتفع مطالبة بالتدخل، يشير المراقبون الأميركيون أيضاً إلى أن القتال الراهن في سورية يشمل عدداً من أعداء الولايات المتحدة الذين يحارب بعضهم بعضاً: فقد انضم إلى المجاهدين السنّة المقاتلون السنّة العراقيون، عابرين الحدود، وهم يقاتلون أحياناً "حزب الله" الشيعي، فضلاً عن حكومة الأسد. ولولا عشرات الآلاف من الأبرياء الذين يسقطون بين قتلى وجرحى، قد يُعتبر هذا الصراع "ربحاً صافياً" في هذه المرحلة وفق "الحسابات القاسية للمصلحة القومية"، حسبما يوضح دوغلاس أوليفانت، المدير السابق لشؤون العراق في مجلس الأمن القومي خلال عهدَي بوش وأوباما.

تذكر الحكومة الفرنسية، التي تلمّح بوضوح إلى أنها قد تمدّ الثوار علانية بالسلاح، أن الكارثة الإنسانية باتت أكبر من أن نتجاهلها، ومخاطر انتقال العدوى (عدوى حرب إقليمية أشمل بدأت تزحف نحو تركيا ولبنان) صارت أكبر من مخاطر تسليح الثوار. لذلك تحض فرنسا الولايات المتحدة كي تبدل على الأقل لهجتها وتهدد بتزويد الثوار بالسلاح بهدف الضغط على بشار الأسد وإرغامه على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. ويبدو أن وزير الخارجية جون كيري بدأ بتطبيق هذه النصيحة خلال هذا الأسبوع. فقد قال: "لا تقف الولايات المتحدة في طريق الدول الأخرى التي اتخذت قرار تقديم السلاح، سواء كانت فرنسا أو بريطانيا أو أي دولة أخرى". وأضاف أن الحرب قد تحولت إلى "كارثة عالمية".

إذا لم يتخذ أوباما الخطوات اللازمة، فهو بذلك يعرض مصداقيته للخطر، مهدداً بقايا القيادة الأميركية في منطقة سعى الرئيس للانسحاب منها. ففي شهر أغسطس الماضي، أعلن أوباما أن استخدام الأسد الأسلحة الكيماوية "خط أحمر" بالنسبة إليه. وذكر: "قد يبدل هذا حساباتي". ولكن رغم تراكم الأدلة على أنها استُخدمت فعلاً، ما زالت الإدارة تراوغ. أعلن مسؤول أميركي معني بتتبع المعلومات: "نبحث بدأب، إلا أننا لا نستطيع تأكيد هذه التقارير راهناً". أما روجرز، فيعتقد أن ثمة "احتمالاً كبيراً" أن تكون هذه الأسلحة قد استُعملت، غير أنه لا يملك أدلة إضافية. يتابع روجرز: "إذا كان الرئيس يحتاج إلى بضعة أيام للتأمل في شتى التفاصيل، فأنا أدعمه". ولكنه استدرك مضيفاً: "عندما تقول إن أمراً ما خط أحمر، فلا يمكن أن يكون وردياً أو منقطاً أو وهمياً".

استخلص تقييم صدر عن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية أن اقتراح الإدارة الأخير تسليح الثوار بأسلحة صغيرة (من النوع الذي يشعر المسؤولون الأميركيون أنهم يستطيعون إعطاءه للثوار بلا خوف) لن يكون كافياً لتغيير كفة الصراع. يخشى مسؤولون أميركيون وإسرائيليون من أن تزويد الثوار بأسلحة كبيرة وفتاكة، مثل صواريخ مضادة للدروع أو أرض جو، قد يكون خطيراً لأنها قد تُستخدم ضد أهداف أميركية، أو إسرائيلية، أو تجارية إن وقعت بين يدي الإرهابيين. يقول كريس دوغرتي، خبير في مركز تقييم الاستراتيجيات والموازنة في واشنطن إن الأسلحة "المثالية" لتسليح مجموعات المعارضة السورية (مثل أنظمة الدفاع الجوية المحمولة التي يمكن أن تتصدى لسيطرة قوات الجو السورية على السماء، الأسلحة الموجهة المضادة للدبابات مثل جافلين FGM-148، وقذائف الهاون الموجهة بواسطة نظام تحديد المواقع أو الليزر) هي الأسلحة ذاتها التي "يُحتمل أن تُستخدم ضدنا".

لكن دبلوماسياً أوروبياً ذكر أن مناقشات "تدور في باريس ولندن" هدفها تزويد الثوار بأسلحة أكبر، مثل دبابات يمكن مراقبتها والتحكم فيها وتتطلب إمداداً مستمراً من قطع الغيار والذخيرة، وذلك بالاستعانة بقنوات موثوق بها مثل الجنرال سالم إدريس، الذي انشق عن جيش الأسد في شهر يوليو الماضي وصار اليوم قائد القيادة العسكرية الموحدة في الجيش السوري الحر. وأضاف هذا الدبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه: "نعتبره مؤشراً جيداً. ثمة أسلحة، مثل الذخيرة، يمكن تقفي أثرها. فمن الأسهل منح الثوار دبابة نعرف مكانها، بدل إعطائهم أنظمة دفاع جوية محمولة مثلاً".

يقول روجرز إنه يدعم مدّ السوريين بأسلحة مشاة خفيفة تُدخَل تدريجياً إلى ساحة القتال. ويتابع موضحاً: "كنت أعارض هذه الفكرة في البداية. فلم أظن أننا نستطيع التحكم جيداً في مَن كانوا في ساحة القتال. ثم واجهنا هذا النمو الكبير في عدد المجاهدين، الذين ربطوا أنفسهم بوحدات أكثر علمانية. لكن أدعو إلى تدريبهم أولاً، وبعد الانتهاء من تدريبهم تجهيزهم.

سي آي إي» تشرف على تدفق السلاح من خلال تركيا والأردن ودول خليجية
تقرير : صحيفة «نيويورك تايمز»،

ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، ان دولاعربية وتركيا زادت بشكل كبير من مساعدتها العسكرية لمسلحي المعارضة السورية فيالاشهر الماضية بمساعدة من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية «سي آيإي». ونقلت الصحيفة عن معطيات لخطوط الطيران، وعن مسؤولين في بلدان عدة، وفيالمعارضة السورية أن دولتين خليجيتين وتركيا والأردن، زادت بمساعدة «سي آي إي»،جسورها الجوية إلى المعارضة السورية المسلحة.

وأشارت المعطيات إلى أن الجسر الجوي الذي بدأ بشكل محدود فيمطلع العام 2012، واستمر بشكل متقطع حتى الخريف الماضي، تطور ليتحول إلى دفق مستمرومكثف في نهاية العام الماضي، وتضمن أكثر من 160 شحنة عسكرية جوية بواسطة طائراتالشحن العسكرية الأردنية، وتلك التي تعود لدول خليجية التي كانت تحط بشكل أساسي، في مطار إزينبوغا القريب من أنقرة، وبدرجة اقل، في مطارات تركية وأردنيةأخرى. ولفتت إلى أن تطور هذه الجسور الجوية، ارتبط بالتغيرات التي شهدتها الحرب في سورية، بالتزامن مع سيطرة المعارضة السورية على مناطق كانت تحت سيطرة الجيش النظامي.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين، طلبوا عدم الكشف عنأسمائهم، أنه رغم إعلان إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما عن رفضها إعطاء أكثر منمساعدات «غير قاتلة» للمعارضة المسلحة، غير أن الدور الذي أدته «سي آي إي» في توريدالأسلحة الى المعارضة السورية أظهر أن الولايات المتحدة أكثر استعدادا لدعم حلفائهاالعرب في دعم تصدير «المساعدات القاتلة» إلى المعارضة السورية. وأضاف المسؤولون أن مسؤولي الاستخبارات المركزية ساعدوا، من مكاتب سرية، الحكومات العربية في شراء الأسلحة، من بينها شحنة كبيرة من كرواتيا،وقامت بمراجعة مسؤولين ومجموعات قيادية بهدف اختيار الجهة التي ستتسلم هذه الأسلحةعند وصولها إلى سورية.

وأشارت الصحيفة إلى أن «سي آي إي» رفضت التعليق على هذه الشحنات، وعلى دورها فيها. وأضافت أن معظم هذه الشحنات الجوية نقلت منذ نوفمبر الماضي، بعدالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، وفي الوقت الذي ازداد إحباط الحكومات التركية والعربية من التقدم البطيء الذي كانت تحرزه المعارضة السورية بمواجهة الجيش النظامي المسلح بشكل جيد. وأشارت إلى أن هذه الحمولات ازدادت أيضاً مع تفاقم الوضع الإنساني داخل سورية خلال الشتاء، ومع تدفق اللاجئين السوريين إلى البلدان المجاورة. وأوضح مسؤولون أميركيون مطلعون أن الحكومة التركية أشرفت على معظم الخطوات في هذا البرنامج، من بينها تزويد الشاحنات التي كانت تنقل المعدات العسكرية من خلال أراضيها بأجهزة اللاسلكي، لتتمكن من مراقبتها خلال تقدمها إلىسورية. ونقلت الصحيفة عن هيوغ غريفيث، من معهد بحوث السلام الدولية في استوكهولم،الذي يراقب شحنات الأسلحة تقديره ان «الحمولات التي كانت على متن هذه الرحلات بلغت 3 ألاف و500 طن من المعدات العسكرية»

. وأضاف أن «درجة وكثافة هذه الشحنات تشير إلى وجود عملية عسكريةمتحركة معدة ومنسقة بشكل جيد». ونقلت الصحيفة عن عدة مسؤولين، أن دولة خليجية كانت تشتري أسلحة ومعدات عسكرية من كرواتيا، تنقل على متن طائرات أردنية إلى الأردن،لتشحن بعدئذٍ إلى المسلحين العاملين جنوب سورية، ويعاد نقلها إلى المعارضة السورية العاملة في تركيا. وذكرت أن قياديين في المعارضة السورية اعتبروا أن الشحنات غير كافية، مشيرين إلى أن كميات الأسلحة التي تصلهم قليلة وأنواعها خفيفة، وغيرقادرة على مواجهة الجيش النظامي بشكل فعال. كما اعتبر بعضهم أنه أيا كانت الجهة التي ترسل هذه الأسلحة،فانها كانت تقوم بعمل غير كفوء. ونقلت الصحيفة عن عبد الرحمن عياشي، القيادي فيحركة «صقور الشام»، وهي مجموعة إسلامية معارضة في سورية، قوله إن «الدول الأجنبية تعطينا أسلحة وذخائر شيئاً فشيئاً».

وأوضحت معطيات الخط الجوي أن الجسور الجوية إلى سورية بدأتببطء في 3 يناير 2012، مشيرة إلى أن طائرتين من نوع «سي-130» تابعتين لاحدى الدول الخليجية حطتا في اسطنبول، وأنه بعد بضعة أسابيع، تمكنت المعارضة السورية من تطويقحمص. وأضافت المعطيات أنه خلال ليالٍٍ متتالية من 26 أبريل إلى 4 مايو، حطت طائرة تابعة للقوات الجوية لاحدى الدول الخليجية من نوع «سي-17» 6 مرات في مطار إزينبوغاالتركي، مشيرة إلى أنه بحلول 8 أغسطس، كانت هذه الدولة قد قامت بـ 14 شحنة إضافية مماثلة. غير أن الصحيفة نقلت عن مسؤول من هذه الدولة الخليجية إنكارهأن تكون بلاده قدّمت أي أسلحة للمعارضة السورية، مشيراً إلى أن بلاده نقلت إلىالمعارضة مساعدات «غير قاتلة».

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي سابق، أن مدير «سي آي إي» السابق ديفيد بترايوس أدى دوراً كبيراً في المساعدة في هذه الحمولات، وحض عدة بلدان على المشاركة في هذه الشبكة. وعزا المسؤول الأميركي السابق سبب تدخل الحكومةالأميركية في الحرب السورية إلى شعورها بأن دولاً أخرى ستقوم بتسليح المعارضة السورية في مطلق الأحوال.واعتبر المسؤول أن الدور الذي أدته «سي آي إي» في تسهيل هذه الحمولات، جعل لواشنطن تأثيراً في هذه العملية، ومن بينها إبعاد الأسلحة عن المجموعات الإسلامية، وإقناع الواهبين بالامتناع عن إرسال صواريخ مضادة للطائرات قدتستخدمها في المستقبل جماعات «إرهابية».

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم أنه كان يتم اطلاع مسؤولين كبار في البيت الأبيض على مستجدات هذه الحمولات. وأوضحت أنه في الخريف الماضي، أصبحت طائرات احدى الدول الخليجية أكثر انشغالاً، مشيرة إلى أنها كانت تنقل حمولة في كل يوم تقريباً منذ أكتوبر الماضي.وأشارت إلى أنه بعد وقت قريب، انضمتبلدان أخرى لهذه العملية، موضحة أن 3 طائرات من سلاح الجوي الأردني من نوع «سي-130» حطت في نوفمبر الماضي في إزينبوغا.

samer13 26-03-2013 05:40 PM

الناتو يعد خطة للتدخل العسكري في سوريا
 
الناتو يعد خطة لتدخل عسكري في سوريا على غرار ليبيا
أعلن الاميرال جيمس ستافريديس وهو اعلى مسؤول عسكري امیركي في اوروبا أن دول الناتو تضع خطة للتدخل في سوريا على غرار ما حصل في ليبيا.
وحسب قول ستافريديس الذي كان يتحدث الى اعضاء لجنة "الدفاع" في مجلس الشيوخ، فان عددا كبيرا من بلدان الناتو، تدرس امكانية التدخل في النزاع السوري على غرار ما تم في ليبيا. المقصود هنا توريد الاسلحة وخلق مناطق حظر جوي امام الطيران الحكومي.
وردا على سؤال لكارل ليفين، رئيس اللجنة، فيما اذا كانت قوات الناتو ستوجه ضربات جوية الى مواقع وسائل الدفاع الجوي السورية، اجاب "نعم".
وخلال حديثه عن امكانية مشاركة قوات الناتو في الحرب، وضح رؤيته لمستقبل سوريا، فحسب رأيه سيحصل في سوريا ما حصل في البلقان "لقد قتل في البلقان 100 الف شخص وهجر بين 1 – 2 مليون الى الخارج، وهناك نشبت حربان الاولى في البوسنة والهرسك والثانية في صربيا. ومع الاسف يحتمل ان يكون هذا مستقبل سوريا ايضا.

kumait 28-03-2013 09:05 PM

الجنرال مود:نؤيد دعوة الخطيب لإستخدام صواريخ باتريوت لحماية شمال سوريا
 
http://thirdpower.org/image.php?xx=1.../media/0_).jpg
الجنرال مود:نؤيد دعوة الخطيب لإستخدام صواريخ باتريوت لحماية شمال سوريا

أشار الرئيس السابق لبعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في سوريا الجنرال روبرت مود، إلى انه "يؤيد دعوة رئيس الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المستقيل أحمد معاذ الخطيب إلى إستخدام صواريخ باتريوت لحماية المناطق الخاضعة لقوات المعارضة في شمال سوريا"، داعياً المجتمع الدولي إلى "النظر في فرض منطقة لحظر الطيران فوق سوريا". وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أشار إلى انه "توصل إلى نتيجة مفادها أن تعديل ميزان القوى على الأرض في سوريا يتطلب النظر في إمكانية إعطاء دور لصواريخ باتريوت التي تم نشرها في تركيا بالقرب من الحدود السورية لإتخاذ بعض المسؤولية عن الجزءالشمالي من سوريا". كما أيّد "إستخدام الوسائل العسكرية لتقوية جماعات المعارضة المسلحة المعتدلة داخل سوريا"، رافضاً "تسليح المعارضة لأن المزيد من الأسلحة لن يقلل من معاناة النساء والأطفال في أحياء دمشق وحلب والمدن الأخرى".

تحسبا لامتداد الحرب السورية.. البنتاجون يدرّب قوات أمن أردنية

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية رسمياً، أمسالأربعاء، قيامها بتدريب قوات أمن أردنية على خطط طوارئ، تحسبا لوصول نار الحرب السورية إليها. وقال جورج ليتل المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون": "إن القوات الأمريكية في الأردن تدرب الأردنيين فقط على خطط طوارئ، تحسبا لامتداد الحرب الأهلية السورية إلى الأردن". ونفى ليتل قيام القوات الأمريكية بتدريب أفرادالمعارضة السورية المسلحة في الأردن، مؤكدا أن الولايات المتحدة لم ترسل أية أسلحة للمقاتلين السوريين أو لدول مجاورة لسوريا، مشددا على أن السياسة الأمريكية تجاه سوريا واضحة ولم تتغير، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط. ومن جانبه، أكد ستيوارت جونز السفيرالاميركي في عمان أن "الولايات المتحدة جاهزة لدعم استقرار وامن الاردن في حال حدوث تهديد سوري للمملكة"، مجدد نفي قيام بلاده بتدريب قوات سورية داخل الاردن. وقال جونز في لقاء صحفي عقده الاربعاء ان "موقف بلاده الواضح من عدم التدخل العسكري في سوريا ودعم المعارضة السورية وعدم تسليحها ودعم الجيش السوري الحر من خلال تقديم المساعدات العينية والانسانية والادوات الطبية واغذية". وأكد أن الولايات المتحدة ملتزمة بالاجماع الدولي بعدم التدخل فليس هناك قرار دولي لمجلس الامن او لمجلس الجامعة العربية بالتدخل العسكري في سوريا وبالتالي فان الولايات المتحدة لن تقدم على ذلك.

تجنيد التونسيين للجهاد في سوريا: خيوط ترتبط بالغنوشي وابنته

كشف صحفي تونسي أن "جهاديا" سوريا مقربا من رئيس حركة النهضة الإسلامية الحاكمة راشد الغنوشي ومن القيادي في الحركة الحبيب اللوز اعترف بأنه "المسؤول" عن تجنيد الشباب التونسي لـ"الجهاد في سوريا". وقال الصحفي في جريدة "آخر خبر" معز الباي الذي كان يتحدث لإذاعة "شمس أف أم" الخاصة إن شخصا سوريا يُدعى عبد العزيز نجيب، مُقرب من رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي والقيادي في الحركة الحبيب اللوز، اعترف لإحدى العائلات التونسية أنه المسؤول الأول عن دخول الشباب التونسي إلى سوريا وأنه لا يمكن لأي شاب أن يدخل إلى سوريا إلّا بعلمه". ونشر الصحفي في العدد الصادر الثلاثاء من الجريدة، صورا يظهر فيها الجهادي السوري عبد العزيز نجيب مع الحبيب اللوز في أماكن مختلفة ومع راشد الغنوشي في منزله.

وأكد معز الباي أن الجهادي السوري "يتردد بشكل كبير على وزارة الشؤون الخارجية وله صور في أروقة الوزارة" ملاحظا أنه "مطلوب للعدالة حيث تم إيقافه والتحقيق معه بمطار بيروت سنة 2011 أو 2012. وأشار الصحفي التونسي إلى الجهادي السوري عبد العزيز نجيب ينشر تقارير استخباراتية سرية للمخابرات الأردنية والأميركية. كما تحدث معز الباي عن امرأة تُدعى عربية الجبالي تُكون شبكة تجنيد مع عبد العزيز نجيب، وكشف أن هذه المرأة صديقة لسمية الغنوشي ابنة رئيس حركة النهضة.

وقررت النيابة العمومية الاثنين الماضي فتح تحقيق قضائي حول شبكات تجنيد الشباب التونسي لـ"الجهاد" في سوريا فيما قدرت تقارير استخباراتية وإعلامية أن حوالي 40 بالمائة من "الجهاديين" الذين يقاتلون ضد نظام بشار الأسد يحملون الجنسية التونسية. وجاء هذا القرار القضائي وسط قلق شعبي وسياسي واسع من استفحال ظاهرة تجنيد للشباب تقوم بها شبكات منظمة محسوبة على الجماعات السلفية لـ"الجهاد" ضد النظام السوري. ويتهم معارضون ووسائل إعلام حركة النهضة بإرسال "جهاديين" إلى سوريا، لكن راشد الغنوشي نفى هذه الاتهامات. وفي 15 آذار/مارس، قال الغنوشي في مؤتمر صحافي "الشباب التونسي الذي يسافر إلى سوريا ليشارك في هذا الجهاد، نحن لسنا طرفا، ولم نكن طرفا في هذه العملية، ولا ندري كيف تجري".

وطلب الرئيس منصف المرزوقي الثلاثاء من أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خلال محادثة بالدوحة "ضبط قائمة اسمية في الجهاديين التونسيين حرصا منها على حماية الأمن الوطني من جهة، وعلى متابعة هذا الملف المرشح للتطور بعد انتهاء الحرب في سوريا من جهة أخرى". وفي غياب إحصائيات دقيقة تقدر تقارير إستخباراتية وإعلامية عدد "الجهاديين" التونسيين الذين يقاتلون ضد النظام السوري ما بين 500 و700 مقاتل تحت راية "جبهة النصرة" الامتداد التنظيمي للقاعدة في بلاد الشام.

وتفجر القلق الشعبي والسياسي من ظاهرة الشبكات المنظمة لتجنيد الشباب على إثر برنامج تلفزيوني ظهرت خلاله عجوز مكلومة وهي تسرد مأساة بعد فقدانها لفلذة كبدها في سوريا بعدما تعرض لعملية غسل دماغ في تونس ثم تلقى تدريبا في معسكرات في ليبيا ومنها سافر إلى سوريا. وتظاهر أهالي "الجهاديين" في عدد من المحافظات التونسية مطالبين الحكومة بـ"تأمين عودة أبنائهم" ومتهمين حركة النهضة بالوقوف وراء عمليات التجنيد. وتزايد خلال الأسابيع الماضية السخط الشعبي والسياسي حتى أن تجنيد الشباب تحول إلى "موضوع ساخن" على القنوات التلفزيونية.

وتقلل السلطات التونسية من خطورة الظاهرة فيما تطالب الأحزاب السياسية والجمعيات الحقوقية الحكومة بوضع حد لنزيف "الجهاديين" الذي ينخر المجتمع ويدفع بمئات من الشباب ليكونوا ضحايا لعبة سياسية إقليمية ودولية. ويقول الأخصائيون في الجماعات الإسلامية والخبراء الاجتماعيون إن "تمزق النسيج الاجتماعي نتيجة تردي الأوضاع في البلاد" و"استفحال الفقر والبطالة" و"الشعور بالإحباط وانسداد الآفاق" إضافة إلى "التسامح اللامحدود الذي تبديه الحكومة تجاه الأخطبوط السلفي"، كلها عوامل جعلت من المناخ العام في "تونس النهضة" مناخا مشجعا للجماعات السلفية كي تنظم صفوفها في إطار شبكات تجند الشباب لتدفع به إلى الموت تحت عنوان "الجهاد". وطالب عبد الستار بن موسى رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان سلطات بلاده بـ"التصدي لهذه الظاهرة من خلال تكثيف الحراسة على الحدود والقيام بتحقيق جدي لكشف عمن يقف وراء التغرير بخيرة شباب تونس في هذه الأعمال الإرهابية".

ويرى الخبير والدبلوماسي السابق توفيق وناس أن السبب الرئيسي لخروج الشباب التونسي إلى "الجهاد" يتمثل في "عجز الثورة عن استقطابه الثورة بعدما علق عليها آمالا كبيرة وطالب الحكومة التونسية بمعرفة "حيثيات" هذه الظاهرة الخطيرة وطرق معالجتها. وقال وناس إنه "وراء هذه الظاهرة الخطيرة منظومة كاملة وتمويلات وجوازات سفر مدلسة وتأطير واستقطاب ومن الأكيد أن الحكومة على علم بهذا التنظيم الذي أخذ صدى واسعا لدى الرأي العام الوطني والدولي".

وفي 12 آذار/مارس الحالي نقلت صحف تونسية عن وكالة أنباء "آسيا" أسماء وصور عشرات القتلى التونسيين في سوريا، مشيرة إلى أن غالبيتهم ينحدرون من محافظة بن قردان، الواقعة في أقصى جنوب تونس قرب الحدود الليبية. وفي 15 آذار/مارس، أوردت جريدة "الشروق" التونسية ان الأمن التونسي قام بـ"تفكيك شبكات لتجنيد تونسيين وإرسالهم إلى سوريا". وقالت ان هذه الشبكات تحصل من قطر على "عمولة بمبلغ 3 آلاف دولار أميركي عن كل شاب تونسي يتم تجنيده".

وطلبت وزارة الخارجية التونسية من سفارتها في بيروت تقريرا مفصلا حول "الجهاديين التونسيين المفترضين في سوريا" نظرا لعدم وجود تمثيل دبلوماسي تونسي رسمي في دمشق. ولاحظ الدبلوماسي وناس أن "الحكومة التونسية حتى وإن لم تكن متورطة بالفعل في عمليات التجنيد فهي متورطة من خلال صمتها إزاء هجرة الشباب من تونس إلى سوريا عبر ليبيا وتركيا". وشدد على أن الشباب التونسي "أصبح ضحية لأجندات إقليمية ولعبة سياسية جديدة بصدد التموقع ولها أطراف في أفغانستان ومالي وسوريا وغيرها من الدول الأخرى موضّحا أن تونس بصدد تقديم إرهابيين مفترضين ومرتزقة".

وتقول تقارير استخباراتية وإعلامية إن جهات خليجية تعمل لحساب مصالح أميركية وأوروبية في عمليات التجنيد باتت تتمتع بحرية التحرك مستفيدة من قرار الحكومة التونسية بإلغاء التأشيرة للخليجيين الزائرين لتونس. وتضيف نفس تقارير إن عمليات تجنيد الشباب تقوم بها شبكات تنتمي لتنظيم القاعدة تتكون من تونسيين وجزائريين وليبيين تتولى استقطابهم في المساجد ثم تخضعهم لدورات تدريبية في معسكرات توجد بمحافظة غدامس التي لا تبعد سوى 70 كم عن الحدود التونسية، ثم يخضعون لتدريب أكثر دقة بمحافظة الزاوية لمدة 20 يوماً وبعد استكمال عمليات التدريب يتم تأمين سفرهم انطلاقا من ميناء البريقة عبر إسطنبول إلى الحدود السورية. وغالبية الشباب الذين هاجروا إلى سوريا كانوا قد قاتلوا ضد نظام القائد الليبي الراحل معمر القذافي ويؤمنون بأن قتال الأنظمة العربية التي لا تطبق الشريعة الإسلامية هو جهاد في سبيل الله.

الأزمة السوريةإلى تطورات درامية ما بعد قمة الدوحة
سامر الياس

تنذر الأجواء السياسية والميدانية بدخو ل الأزمة السورية في مرحلة صعبة على خلفية قرارات القمة العربية في الدوحة، واشتدادالمعارك في أكثر من منطقة، ودخول وسط العاصمة دمشق في دوامة العنف. وتشكل قراراتالقمة بداية لمرحلة عنوانها الأبرز اشتداد الصراع الدموي في سورية وعليها. ورغم تأكيد البيان الختامي على أهمية التوصل لالى حل سياسي للأزمة السورية، فمن غير المستبعد زيادة دموية الصراع، وتطاير الشررإلى الجوار القريب والبعيد، كلما احتدمت المعارك واقتربت من الحسم.سابقة في تاريخالقمم وزيادة دعم المعارضة... فجر أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة المفاجأة واستأذن بدعوة وفد الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لشغل مقعد سورية الفارغ منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2011. الخطوة تعدّ سابقة في تاريخ العمل العربي المشتركمنذ تأسيس الجامعة، لكنها أتت في السياق الطبيعي لتصاعد مواقف الجامعة التدريجي في التعامل مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ولعل الأهم هو أن رفع العلم الذي يعتمده المعارضون بدلا من العلم السوري لم يلق أي اعتراض، كما أن دخول وفد الإئتلاف بقيادة الشيخ أحمد معاذ الخطيب ترافق بتصفيق في القاعة، ولم يستدع اعتراض رؤساء الوفود، أوخروج احتجاجي، أو حتى مقاطعة لكلمة الإئتلاف باستثناء ما أشيع عن خروج وزيرالخارجية اللبناني عدنان منصور أثناء كلمة الخطيب. الخطوط العريضة للبيان الختام يتضمنتها كلمة الشيخ حمد.

وأبرز ما تمخضت عنه القمة هو التأكيد على حقكل دولة وفق رغبتها تقديم كافة وسائل الدفاع عن النفس بما في ذلك العسكرية لدعمصمود الشعب السوري والجيش الحر، والترحيب بشغل الائتلاف الوطني لقوى الثورةوالمعارضة السورية مقعد الجمهورية العربية السورية في جامعة الدول العربيةومنظماتها ومجالسها وأجهزتها إلى حين اجراء انتخابات تفضي إلى تشكيل حكومة تتولىمسؤوليات السلطة في سورية. وذهب البيان الختامي إلى حثّ المنظمات الإقليمية والدولية على الاعتراف بالائتلاف المعارض ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري. ولم يسقط البيان التأكيد على أهمية الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي كأولوية للأزمة السورية.

ودعا البيان إلى عقد مؤتمر دولي في إطار الأممالمتحدة لإعادة اعمار سورية وتأهيل البنية التحتية لجميع القطاعات المتضررة جراء ماحصل من تدمير واسع النطاق، ورفض تزويد النظام السوري بالأسلحة، وجدد دعم مهمةالمبعوث العربي والأممي الأخضر الابراهيمي والتأكيد على وحدة سورية واستقرارهاوسلامة أراضيها.شجب رسمي....صحيفة الوطن السورية المقربة من الحكومة شنت هجومالاذعا على مؤتمر القمة. وفي مقال افتتاحي، بدأته الصحيفة بعبارة "إنها قمة الحضيض والعار"، كالت الشتائم للشيخ حمد، واستهجنت الحديث عن تداول السلطة والحريات من " أمير نصب من نفسه حاكماً على شعبه بعد أن انقلب عام 1995 على والده" . واعتبرت أن "ما حصل في الدوحة من سطو على مقعد سورية يخالف كل القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة لكنه يعكس حقيقة وواقع المستعربين الذين طالما أخفوها خلف شعارات القومية العربية والقضية الفلسطينية فيحين كانوا في السر يتاجرون ويرهنون شعوبهم وقضاياهم وتطلعاتهم وأحلامهم لأميركاوإسرائيل لقاء الحفاظ على الكرسي والمشيخة". واعتبرت الوطن أنه "سقطت ورقة التوت عن عدد من الحكام العرب بمجرد افتتاح أعمال قمة العار فظهروا عراة حفاة...".

وشنت الصحيفة هجوما على الشيخ الخطيب وأكدت أن "أبناء الشعب السوري بمختلف أطيافه الموالية والمعارضة يعلنون رفضهم لهكذا معارضة وعدم اعترافهم بها أو بأي من أزلامه". ورأت الصحيفة أن الخطيب عدل عن استقالته "لينحني أمام الضغوط القطرية ويجلس في مقعد سورية ويطالب بتدميرها من خلال إرسالمزيد من السلاح للمقاتلين ومطالبته الولايات المتحدة الأميركية بـ"مد مظلة صواريخ باتريوت لتشمل الشمال السوري" بهدف فرض حظر جوي ليدخل بذلك التاريخ ليس من خلالسطوه على مقعد غير مخصص للمعينين والمرتهنين للخارج بل من خلال طلبه من العالم وقوات الناتو بتدمير ما يفترض أن تكون بلاد".خطوة مهمة في المقابل قال الكاتب والباحثالسوري المعارض الدكتور سمير سعيفان في اتصال مع موقع "روسيا اليوم" إن " شغل الائتلاف لمقعد سورية خطوة مهمة بحد ذاتها، رغم قولنا إن الائتلاف يفتقد للتمثيل الواسع للمعارضة والمجالس المحلية والشعب".

وأوضح الدكتور سعيفان أنه يجب عدم تعليق الآمال أكثر مما يجب على الجامعة العربية انطلاقا من التجارب السابقة، وأعرب عن خيبة أمله من الموقف الدولي عموما وأشار إلى أنه "ربما يتفق معظم العرب والأمريكان والأوروبيين ومعظم دول العالم على ان سورية يجب أن تنتقل إلى نظام ديمقراطي مدنيتعددي حديث، ولكن ثمة فروقات في المصالح والتقديرات وبالتالي فروقات في المواقف العملية... بسبب خلافات مواقف الدول الكبرى يدفع السوريون ثمنا باهظا من الدماروالقتل والتشريد. فالموقف الأمريكي ما زال موقف المتفرج، بينما يدعم الموقف الروسي نظام الأسد على نحو يطيل الأزمة، ويؤدي لحدوث ما تخشى منه روسيا وهو سيطرة المتشددين والمتطرفين على الساحة السورية".

السفير السوري المنشق بسام العمادي قال إنه "بعد اعترف العالم العربي بالائتلاف الوطني ممثلا وحيدا شرعيا للشعب السوري بفضلصمود الثوار والشعب السوري والتصميم على التخلص من النظام الفاسد أصبح الطريق ممهدالكي يتقدم الائتلاف بالعمل السياسي الهام مع المجتمع الدولي لكي يثبت انه قادر علىتمثيل الثورة". وأوضح السفير العمادي في اتصال مع موقع "روسيا اليوم" أن شغلالإئتلاف المعارض لمقعد سورية خطوة مهمة وأهميتها تكمن في "البدء بالتعامل الجديسياسيا مع المعارضة"، واعتبر أنها ربما تمهد لـ"بدء التحرك الدولي في نفس الاتجاه لأن الأمم المتحدة تأخذ بعين الاعتبار التجمعات الاقليمية". ولفت العمادي إلى أن الاعتراف بالمعارضة في الأمم المتحدة يتطلب موافقة مجلس الأمن، وهو ما سوف يواجه "بممانعة روسية وفيتو روسي صيني".

وشدد العمادي على أن " النظام لايريد قبول الحل السياسي الذي يتنازل فيه عن جزء من سلطته". وعن الموقف الروسي قال السفيرالسابق إن "نظام الأسد لن يستمع إلى نصائحها (روسيا) بالقبول بحل وسط". ورأى أن النظام لن يقبل التنازل وبذلك فإن "الحل الوحيد هو انتصار الثورة السورية بثمن باهظجدا يكلف الكثير للشعب السوري وخسارة كبيرة لروسيا لشعبيتها في العالم العربي وسورية".تعطيل التوصل إلى تسوية سلميةمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين اعتبر أن تسليم مقعد سورية في الجامعة العربية للائتلاف السوري المعارض "لنيقدم أي مساعدة" للتسوية السلمية للأزمة في سورية.

وأوضح أن القرار يعني أن "جامعة الدول العربية خرجت من عملية البحث عن التسوية السياسية للأزمة". وشدد على أن القرار يتعارض مع القوانين موضحا أن "سورية لم تسقط عضويتها من الجامعة، بل تم تجميد عضويتها". واشارتشوركين إلى أن الجامعة العربية "أضحت منذ البداية (الأزمة السورية) تحت تأثير قوى معينة متطرفة ودول لديها أجندات خاصة".ازدياد حدة الصراع في سورية وعليها يمكن اختصار قرارات القمة فيما يخص الموضوع السوري في نقطتين هامتين هما؛ سحب الشرعيةالعربية عن نظام الرئيس الأسد، ودعوة المنظمات الإقليمية والدولية إلى الاقتداءبهذه الخطوة. إضافة إلى زيادة قدرات وامكانات المعارضةالمسلحة من أجل "تحقيق التوازن على الأرض" كما كرر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم تمهيدا للدخول في عملية سياسية.القراران السابقان ينسجمان تماما مع الرؤية الأمريكية التي عبر عنها الرئيس باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري، وتأتي في إطار ما دأب الأمريكيون على تكرارهبأن واشنطن تعمل لكي يعيد الرئيس الأسد حساباته، والتوصل إلى حل سياسي على أساسإعلان جنيف في يونيو/حزيران 2012.لكن الخطورة تكمن في أن القرارين أغلقا باب الحوارالعربي مع الحكومة السورية، في ظل عدم وجود نية عند القيادة في دمشق للتراجع حسبمايكرر زوار الرئيس الأسد وحسب تصريحات عربية وغربية.

كما أن القرارين يأتيان في وقت تزداد فيهالمؤشرات عن إصرار الطرفين حكومة ومعارضة على تحقيق "انتصارات" على الأرض لتقوية الوضع التفاوضي في حال إجبار المجتمع الدولي لهما على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. وتزامنا مع عقد القمة في الدوحة كانت المعارك محتدمة في الغوطة الشرقية، سجل تقدم للمعارضة المسلحة في درعا، كما تواصلت المعارك في الشمال، لكن المؤشرات الأخطر كانت في أعمدة الدخان في وسط دمشق مما ينذر بحرب ضروس في معركة للاستيلاء على العاصمة.ورغم أن الأمريكيين حذروا بغداد من استمرار عمليات تهريب الأسلحة من إيرانإلى سورية عبر الأراضي العراقية، فإن قضية الجواسيس الإيرانيين في السعودية،وانهيار الحكومة اللبنانية بعد عدم القدرة على الإلتزام بسياسة النأي بالنفس تفتح على حرب كسر عظم بين محور إيران وسورية وحزب الله، ونوعا ما المالكي، ومحور عربي بدعم تركي ومباركة أمريكية، كما يجب عدم إهمال دور إسرائيل خصوصا مع اقتراب المعاركبين الجيش والمعارضة من حدود القسم المحتل من الجولان السوري.

ومع غياب أي أفق لحل سياسي للأزمة يبدو أن المعارك سوف تأتي على ما تبقى من البنية التحتية لسورية، وسوف تزيد من ضعف جيشها وقدرته المستقبلية على مواجه الأخطار والأطماع الخارجية، والمؤلم أن إراقة الدماءالسورية سوف تتواصل بغزارة، فيما يزداد لجوء الأهالي وهيامهم بحثا من مناطق آمنة. ويزيد اشتعال الحرب من مخاطر تحول سورية إلى دولة فاشلة، وجعلها عرضة للتقسيم، وطمع بلدان الجوار، وانتقال عدوى حروب بمكونات طائفية وإثنية إلى دول الإقليم القريب والبعيد تجعل المنطقة تعيش زلزالا أخطر بكثير من نكبة فلسطين، وغزو العراق واحتلاله، أو حتى تقسيم الوطن العربي وفق خريطة سايكس بيكو. وعلى العقلاء الإسراعبالبحث عن حلول لانقاذ سورية واجبار مختلف الأطراف على التفاوض، وانهاء الحرب والبدء ببناء سورية جديدة ديمقراطية لكل مكوناتها الطائفية والإثنية تختلف جذرياعما كانت عليه قبل 15 مارس/آذار 2011 ، وفي هذا ضمانة لأمن واستقرار المنطقة عموما.

http://thirdpower.org/image.php?xx=1...rSaudiKing.jpg
صحيفة روسية: القمة العربية بينت سيطرة قطر والسعودية باستخدام اموالهما
موسكو - صحيفة روسية - الترجمة

لفتت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية الى انه "اصبح من حق اعضاء جامعة الدول العربية توريد الاسلحة الى المعارضة السورية. هذا ما اعلن في قمة المنظمة التي استضافتها قطر، فيوم امس افتتحت في الدوحة الممثلية الدبلوماسية للائتلاف الوطني لقوى الثورةوالمعارضة السورية. ودعت الجامعة العربية المنظمات الاقليمية والدولية الى الاعتراف بالائتلاف ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري. ولم تساند القرار ثلاث دول هي الجزائروالعراق ولبنان".

وبرأي الباحث الاقدم في معهد الاستشراق بوريس دولغوف ، فان "مقعد سوريا في جامعة الدول العربية الذي كان شاغرا منذ تشرين الثاني عام 2011 نتيجة تجميد عضويتها بالمنظمة، ومنحه حاليا الى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، هو امر غير شرعي. وراى ان "قرار جامعة الدول العربية بامكانية الدول العربية تزويد المعارضة السورية بالسلاح هو هراء سياسي، لان المجموعات السورية التي تقاتل ضد نظام بشار الاسد، لا تعترف بالائتلاف الوطني". اضاف ان "هذا القرار يمنح الشرعية لعمليات تهريب الاسلحة عبر الحدود التركية واللبنانية والاردنية الى سوريا الجارية منذ مدة بعيدة". واعتبر ان "القمة بينت ان الدول الخليجية كقطر والسعودية تسيطر على المنظمة، باستخدام امكانياتها المالية، تقدم مقترحات هي المستفيد الاول منها. وهذا واضح ليس فقط بشأن سوريا، فمثلا اقترحت قطر تأسيس صندوق بمليار دولار لمساعدة الفلسطينيين المقيمين في شرق مدينة القدس وتدفع هي 250 مليون دولار، كما دعت الى عقد قمة في القاهرة بين منظمتي فتح وحماس".

واشار دولغوف الى "الارتباط بين المسألتين الفلسطينية والسورية، ففي الحركة الوطنية الفلسطينية هناك اختلاف في الرأي حول مسألة دعم الرئيس السوري بشار الاسد ام المعارضة. ويحاول امراء الخليج استخدام الاوضاع الفلسطينية في الضغط على النظام السوري". وان جامعة الدول العربية حسب قوله، "لا تلعب دورا ايجابيا في المصالحة بين فتح وحماس، بل فقط تحل مسألة تمويل المنظمات الفلسطينية. وفي الوقت نفسه، من دون التغلب على هذا الانقسام، لايمكن الحديث عن الخطوات اللاحقة في تسوية المشكلة الفلسطينية".

kumait 28-03-2013 09:35 PM

"واشنطن بوست":الحرب الأهلية السورية
تزيد فجوة الانقسام الطائفي بالعراق
صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية

أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إلى ان "الحرب الأهلية السورية أصبحت تمثل تهديداً بشكل متزايد لإستقرار العراق وزيادة فجوة الانقسام الطائفي في بلد لا زال يعاني من آثار الفوضى الذي خلفه الغزو الأميركي عليه منذ عقد مضى"، لافتةً إلى ان "مسؤولين عراقيين دقوا ناقوس الخطر خلال الأسابيع الماضية بشأن إمتداد نطاق الصراع الدائر بين القوات السورية وقوات المعارضة إلى خارج الحدود، حيث قررت العشائر السنية المنتشرة على الحدود العراقية بعد بقائها على الحياد لأكثر من عام الانضمام إلى جهود إسقاط الحكومة العلوية السورية التي يقودها الشيعة". وفي مقال لها، أشارت إلى ان "عدداً من المسؤولين أعربوا عن تصاعد وتيرة الاحتجاجات السنية العراقية التي إستمدت إلهامها من الثورة السورية المجاورة لها والتي يمكن أن تتحول سريعاً إلى ثورة شاملة تجتاح جميع المناطق التي شكلت معقلاً للمتمردين السنيين خلال العقد الماضي".

http://thirdpower.org/image.php?xx=1...aKalidAbod.jpg
العبود: الإستخبارات الإسرائيلية والأردنية هي التي توجه الجبهة بالجولان

أعرب عضو مجلس الشعب السوري خالد العبود عن إعتقاده أن "إستقالة أحمد معاذ الخطيب من رئاسة الإئتلاف السوري، ورفض الجيش السوري الحر الإعتراف بغسان هيتو رئيسا للمعارضة، أن هذه الجهات ليست معارضة بالمعنى الفني هي متكآت في السياسة استعملت استعمالا اميركيا ودوليا لغزو سوريا"، متابعا "هناك بما يسمى "الجيش الحر" يستعمل من قبل قوى أقليمية ولا بدان تضغط من اجل ان تكون موجودة". ورأى في حديث إذاعي،أنه "في تقديري أنه يجب ان ننتبه الى مفردة في المعرفة السياسية وهي ان الإئتلاف الوطني السوري هو واسع وقد يكون هناك اختلاف على بعض العناوين السياسية وسيبدو وجود تناقض في الأيام القليلة المقبلة، وهذه المتناقضات سوف تتفشى".

وتابع "إن إحدى أهم مفردات إطالة الأزمة هي كيف يمكن لهذه القوى أن تستفيد أو تتموضع وهذا لن يفيد السوريين وسيطيل العدوان بإتجاه سوريا لا سيما بعدما جلس الأميركي الى طاولة جنيف"،شارحا أن "الولايات المتحدة الأميركية نتيجة اختلاف مع روسيا تعطي لأدواتها على المستوى الأقليمي كيفية الضغط اكثر على سوريا". حول جبهة الجولان، أوضح العبودأنه "علينا ان تعترف ان الإستخبارات الإسرائيلية والأردنية بحسب المعلومات كانت هي التي توجه الجبهة هناك، وبدا ان الجهات وهي متورطة ولا بد من خربطة هذه المساحة الجغرافية من خلال الخطف والشوشرة على هذه الجبهة".

صحيفة: 100 مسلم بريطاني بصفوف "النصرة" يحاربون الأسد

كشفت صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية نقلاً عن مسئول أمني بريطاني عن وجود نحو 100 مسلم بريطاني يُقاتلون داخل سوريا في صفوف جبهة النصرة لإسقاط نظام الأسد.وبحسب "ديلي تلجراف"، فقد أكد مدير مكتب الأمن ومكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية البريطانية تشارلز فار أنَّ البريطانيين المقاتلين بسوريا "ينحدرون من خلفيات عرقية مختلفة، ومن بينهم شبان آسيويون وآخرون من شمال إفريقيا وبريطانيون اعتنقوا الإسلام".وأوضح فار لـ"ديلي تلجراف" أنَّ "عددهم بين 70 و 100 سافروا من بريطانيا للقتال في سوريا".وأضاف فار أن أجهزة الأمن البريطانية "تقوم بمراقبة الجهود التي تبذلها جماعة النصرة لتوسيع أنشطتها خارج حدود سوريا؛ لأننا الآن في لحظة حاسمة محتملة جراء التهديد المتزايد من سوريا وشمال إفريقيا، والتأثير المحتمل لسحب القوات البريطانية من أفغانستان العام المقبل".

وكان الائتلاف الوطني السوري المعارض قد كشف في وقت سابق عن قيام النظامين العراقي والسوري بتشكيل ميليشيات تحمل اسم "جبهة النصرة" للإساءة للجبهة وتنفير الناس منها.وأكد "مروان حجو" عضو اللجنة القانونية الائتلاف أنه توجد 3 جبهات للنصرة على أرض الواقع، أولاهم هي جبهة النصرة السورية الحقيقية، وهي جبهة وطنية تعمل على الحفاظ على تراب سوريا، ويتم التنسيق معها وفق محددات واضحة وهي: مساعدة الشعب السوري، وليس من أهدافها الامتداد خارج حدود سوريا.كما كشف تحقيق لصحيفة الجارديان البريطانية برأت فيه "جبهة النصرة "من ادعاءات النظام السوري بوصفه لها بـ"جماعات إرهابية محترفة" بتنفيذ المجازر.وأوضح التحقيق أن مقاتلي جبهة النصرة يسهل التعرف عليهم في شوارع حلب، ويقدمون المساعدات للسكان مثل الغذاء والدواء.

صحيفة بريطانية: 3 دول عربية أرسلت 160 طائرة
أسلحة لثوار سوريا بمساعدة الولايات المتحدة
تقرير:جريدة "التايمز" البريطانية

قالت جريدة "التايمز" البريطانية إن إدارةالرئيس الأمريكي باراك أوباما، ومعها المخابرات المركزية الأمريكية، ساعدتا ثلاثدول عربية على إرسال الأسلحة إلى الثوار في سوريا، مع ضمان أن لا تصل الأسلحة الىأيدي المجموعات المتطرفة التي ربما تكون متواجدة على الأراضي السورية. ونقلت الصحيفة عن مصدر في وزارة الدفاع الأمريكية قوله إن ثلاث دول عربية أرسلت كميات كبيرة من الأسلحة الى المقاتلين السوريين عبر الأراضي التركية، بعلم من الإدارة الأمريكية وبمساعدة من جهازالمخابرات المركزية الأمريكية (CIA) الذي انحصر دوره في تقديم المعلومات، وضمان وصول الأسلحة إلى الثوار السوريين وليس مجموعات متطرفة.

وتقول "التايمز" إن عمليات التسليح العربية للثوار السوريين بدأت في شهر يناير من العام الماضي، عندما هبطت طائرة عسكرية منطراز (C130) تابعة لإحدى الدول العربية في مطار إسطنبول لنقل أسلحة الى الثوارالسوريين. وتؤكد الصحيفة أن الدول العربية الثلاثةأرسلت حتى الآن 160 طائرة شحن عسكرية محملة بالأسلحة إلى الثوار السوريين عبرالأراضي التركية، مشيرة الى أن غالبية هذه الرحلات كانت تهبط في مطار "ايزنبوغا" القريب من أنقرة، ومن ثم يتم نقلها براً الى الثوار. وقال هوغ غريفث، الذي يعمل مراقباً في معهد ستوكهولم الدولي للسلام، إن "التقدير المتحفظ لكمية الأسلحة التي حملتها هذهالرحلات الجوية لا يقل عن3500 طن من الأسلحة والمعدات العسكرية". وتأتي هذه المعلومات بعد أن تحدثت تقارير عنأن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين يديرون عمليات تدريب للمقاتلين السوريينفي معسكرات خاصة على الأراضي الأردنية.

كما تأتي هذه المعلومات في الوقت الذي لاتزال فيه إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تصرّ على عدم تسليح الثوار السوريين،وإنما الاكتفاء بإرسال ما تسميه "أسلحة غير فتاكة" لهم في محاولة لتسريع سقوط نظام بشار الأسد. يُشار إلى أن الولايات المتحدة والاتحادالأوروبي لا يزالان يرفضان تسليح الثوار السوريين بما يؤدي إلى تسريع إسقاط نظامبشار الأسد، فيما قررت كل من واشنطن ولندن إرسال أسلحة "غير فتاكة" للثوار فقط،وذلك من أجل تخفيف الإصابات في صفوفهم. ويطالب الثوار السوريون بتسليح كامل يمكنهم من خوض المعركة الفاصلة مع النظام، وتمكنهم أيضاً من دخول العاصمة دمشق والسيطرةعليها.

قطر تقدم مساعدات للمعارضة السورية بلبنان ومخيمات تدريب تقام لها

كشفت صحيفة "الديار" ان "اجتماعات المعارضة السورية في لبنان عديدة، وهي تستعمل شبكات اتصال بين لبنان وسوريا، وتقوم بتهريب السلاح الى سوريا، وقطر تدفع ثمن السلاح الذي يصل الى طرابلس وهناك من مرفأ طرابلس يتم تهريبه الى سوريا". وذكرت الصحيفة ان "قطر قدمت اجهزة كمبيوتر واتصالات وغيرها الى المعارضة السورية في لبنان، من أجل مكننة كل المعطيات بشأن المعارضين، لان قطر سوف ترسل الرواتب لهم والمساعدات الى شمال لبنان ومن هناك يتم توزيع الاموال".

ولفتت الى ان "حزب الله بات ينظر الى المعارضة السورية، على انها قوة تتشكل على الساحة اللبنانية، تعرّض واقعه للخطر، خاصة اذا تسلّح اعضاء المعارضة السورية، ولم يعد الجيش اللبناني قادراً على ضبطهم في الشمال، ذلك ان البعض يقدر، اذا استمرت قطر بدفع الرواتب، ان يكون عدد هؤلاء في الشمال حوالى 40 الى 50 الف مقاتل، ولن يوقفهم الا الجيش السوري اذا قصفهم بالمدفعية، او الطيران". وكشفت الصحيفة ان "آتين من سوريا الى لبنان ذكروا انهم شاهدوا حفر خنادق لمدافع من عيار 130 ملم وخنادق لدبابات على طول الحدود مع لبنان".

ولفتت الى انه "بدأت مخيمات تدريب في شمال لبنان، يديرها ضباط سوريون وضباط سنّة من الجيش اللبناني متقاعدون، وانضمّ اليهم عدد من العناصر المتقاعدة في قوى الامن الداخلي والجيش. ووفق الموازنة التي خصصتها قطر لهم، فانها تستطيع دفع رواتب 60 الف عنصر بسهولة بالغة، وتأمين السلاح والذخيرة لهم. في المقابل، نشر حزب الله قوى كبرى له في مناطق الهرمل، وصولا الى خط آل جعفر في جرد عكار، حيث من المحتمل فتح جبهة بين آل جعفر، ومنطقة اكروم في عكار السنية، وعندها تتحول الجبهة ما بين المعارضة السورية والاصوليين ضد سوريا، الى معركة بين آل جعفر ومن يدعمهم من الاتين من منطقة الهرمل وحولها، مع اهل عكار في أكروم".

الديار: دول خليجية ضغطت على لبنان للسماح لمعارضة سوريا بالعمل على ارضه

ذكرت صحيفة "الديار" ان دول الخليج ضغطت على لبنان خلال القمة العربية في الدوحة "ضغطا كبيراً خاصة من قبل دول الخليج، مطالبين لبنان باعطاء مجال للمعارضة السورية بأن تعمل على الساحة اللبنانية، وعدم ملاحقتها".

ولفتت الصحيفة الى ان "دولا عربية طلبت بواسطة سرية ان يسمح لبنان للائتلاف السوري المعارض بفتح مركز اساسي له في بيروت، ومركز اساسي له في طرابلس، وان لا يتعرض الجيش وقوى الامن الداخلي للمعارضة السورية، طالما انهم لا يحملون سلاحاً. وطلبت الدول العربية السماح للمعارضة السورية بأن تعقد مؤتمراتها في بيروت وطرابلس والسماح لها بالنشاط السياسي، وهي لا تطلب من لبنان ان يسمح بفتح جبهة عسكرية من حدوده لان هذا الامر يدخل في سيادتها. اما بشأن المعارضة السورية، فاذا قمعها لبنان، فان دول الخليج قد تبدأ بترحيل لبنانيين من الخليج الى لبنان".

http://thirdpower.org/image.php?xx=1...aKatipSpik.jpg
الوطن السورية: تصريحات معاذ الخطيب توحي أن الرجل "إما أحمق وإما أحمق"

رأت صحيفة "الوطن" السورية ان تصريحات رئيس الائتلاف الوطني السوري احمد معاذ الخطيب "توحي بأن الرجل إما أحمق وإما أحمق".ولفتت الصحيفة الى ان "على الخطيب أن يدرك على سبيل المثال لا الحصر أنه لو كانت قوات الناتو أو القوات الأميركية أو غيرها قادرة على شن عدوان على سوريا لفعلت منذ زمن بعيد وهما ليسا بانتظار طلب أو رجاء منه ومن الائتلاف الذي يمثله".

واعتبرت ان "على الخطيب أو ما يسمى زعيم المعارضة، ألا يفاجأ برد الناتو وواشنطن على الطلب الذي أفصح عنه في كلمته أمام قمة الدوحة بنشر بطاريات الباتريوت لحماية المناطق التي يدعي أن المعارضة المسلحة تسيطر عليها، لأن بمفاجأته ودهشته التي عبر عنها أمس بدا وكأنه أكثر إنسان حمقاً على الكرة الأرضية وهذا ما لا نرضاه لأي سوري يجب أن يكون قد تعلم ألف باء السياسة منذ نعومة أظافره كسائر السوريين في الداخل والخارج".

ورأت الصحيفة انه "من الممكن لحكام مشيخة قطر أن يشتروا للخطيب مقعد سوريا في جامعة الدول العربية لكنهم بكل تأكيد غير قادرين على شراء مقعد سوريا في الأمم المتحدة التي تحكمها أنظمة وقوانين لا يمكن اختراقها كما حصل في جامعة المستعربين إذ إن هناك دولاً في العالم وهي كثيرة، لا تباع ولا تشترى وعلى الخطيب أن يخرج عن فلسفة راعيه وسيده حمد بن جاسم الذي يعتقد أن كل شي في العالم له سعر ليعرف أن ابن جاسم نفسه وعلى الرغم من كل ما قدمه من وعود وإغراءات مالية لم يتمكن من شراء أصوات مجلس الأمن لشن عدوان على سوريا وتدميرها وقتل شعبها، وكذلك الأمر بالنسبة للسفارات السورية في الخارج التي تحكمها اتفاقيات دولية ولن يكون بمقدور آل ثاني أن يشتروا سفارات سوريا في العديد من الدول التي لا تزال تتمتع باستقلالية قرارها وترفض الخضوع للضغوط المالية أو السياسية التي قد تمارسها دول تطلق على نفسها لقب "العظمى" لاختراق القانون الدولي والاتفاقيات".

ونصحت "الوطن" الخطيب بـ"أن يبعد نفسه عن تجربة آل ثاني مع القضية الليبية، فهذه سوريا وربما حان الوقت ليتعلم ماذا يعني صمودها وصمود شعبها وتضحياته من أجل الدفاع عن كامل ترابها المقدس". واعتبرت انه "إذا كان الخطيب حريصاً فعلاً على بلده ويمثل كما يدعي، جزءاً من الشعب السوري، فكان حرياً عليه استغلال المنبر والمقعد الذي جلس عليه، ولم يكن ليحلم به دون أموال ووقاحة آل ثاني، ليثبت وطنيته وانتماءه ليعلن أنه متوجه إلى دمشق ليسمع من السوريين وليس سواهم، ما يريدونه من مستقبل لبلدهم عبر حوار غير مشروط، يدرك الخطيب أن لا حل دونه".

طهران وموسكو: صالحي: منح مقعد سوريا
بالجامعة العربية للمعارضة بدعة ستطال من روج لها

اعتبر وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي ان "منح مقعد سوريا في الجامعة العربية للمعارضة بدعة سياسية خطيرة ستطال من روج لها". ورأى صالحي في تصريح ان "الوضع في سوريا خطير ولا يمكن السكوت عنه".وتعليقا على قرار الجامعة العربیة بتسلیم مقعد سوریا الی المعارضین، اعتبر صالحي ان اخطاء ترتکب لحل الازمة السوریة وان هذه الاجراءات الخاطئة ستعرض عملیه تسویه الازمة السوریة للمشاکل.وأشار إلی أنّ الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة اعلنت سابقا أنّها تدعو إلی وقف العنف فی سوریا قبل أي شيء، معربا عن أسفه لكون الاجراءات التی تتخذ من قبل بعض الدول فیما یخص سوریا تاتی فی سیاق نشر العنف واراقة المزید من الدماء فی سوریا.

ونبّه وزير الخارجية الايراني إلى أنّ ما أسماه "منح التسهیلات للمعارضة وللعملاء فی سوریا والذین یعتبرون ارهابیین حسب اعتراف وکالات الاستخبارات الغربیة، یفضی الی استمرار مقتل الناس الابریاء فی سوریا"، ورأى أنّ بعض دول المنطقة ومن خارج المنطقة تعمل علی ارتکاب الاخطاء مشیرا الی ان هذه الاجراءات ستعقد الاوضاع فی سوریا.وشدّد صالحي على أنّ إيران ترى أنّ حلّ الأزمة السورية بصورة منطقية وقانونية ووفقا للقوانين الدولية يكمن في التعاون، مشيرا إلى أنّ اقتراحا قدّم لاجراء الحوار بین الحکومة والمعارضة السوریة واجراء الانتخابات فی سوریا بعد تشکیل حکومة انتقالیة، "لکن البعض یصر علی المزید من تعقید الموضوع، وهذا لا یؤدی إلا إلی المزید من إراقة دماء الشعب السوری".

خارجية روسيا: منح مقعد سوريا في الجامعة العربية للمعارضة "غير مشروع"

اعتبر المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أنّ قرارات القمة العربية بشأن سوريا تشجع القوى التي تواصل وضع الرهان على الحل العسكري للصراع، مشيرا إلى أنّ منح مقعد سوريا في الجامعة العربية للمعارضة السورية "غير مشروع".

ولفت لوكاشيفيتش أنّ القرارات التي تمّ تبنيها في القمة العربية في الدوحة "تطرح، إذا جاز القول، تساؤلات وتثير الاستغراب". قارئا فيها "تشجيعا واضحا وصريحا لا لبس فيه لتلك القوى التي مازالت تضع الرهان على الحل العسكري للصراع الدائر في سوريا غير عابئة أو ناظرة لألم ومعاناة السوريين التي تتضاعف يوما بعد يوم". ولفت إلى أنّ القرارات التي تبنّتها الجامعة العربية تُعدّ، من وجهة نظر القانون الدولي، انتهاكا للقانون وغير قائمة، "إذ إنّ حكومة الجمهورية العربية السورية كانت وما زالت هي الممثل للدولة العضو في الامم المتحدة". وأوضح أنّ هذه القرارات "تتعارض بشكل كامل والمفاهيم العامة حول ضرورة التسوية السياسية السلمية في سوريا وسبل تحقيقها والتي تم إقرارها، قبل كل شيء، في بيان جنيف الصادر بختام جلسة "مجموعة العمل" الخاصة بسوريا في 30 حزيران 2012 بمشاركة الامين العام للجامعة العربية وعدد من أعضاء الجامعة، بما في ذلك قطر".

وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن بيان جنيف "ينص على دعم التوصل إلى اتفاق بين الحكومة السورية وكل المجموعات المعارضة، وليس على مواجهة الحكومة الشرعية السورية بهيكل أخر يتم إقرار شرعيته من جانب أطراف خارجية".ولفت لوكاشيفيتش إلى أنّ مهمة المبعوث الاممي العربي المشترك الخاص إلى سوريا الأخضر الابراهيمي انهارت، معلنا في الوقت عينه أنّ موسكو على ثقة من أن التسوية السياسية فقط، وليس تشجيع السيناريوهات العسكرية الهدامة، يمكنها وقف اراقة الدماء وتحقيق السلام والأمن لكل السوريين في بلدهم. وخلص إلى أنّ "روسيا ستواصل فعل كل شيء لأجل تحقيق ذلك"، داعيا الجهات الدولية والإقليمية المعنية للعمل في هذا الاتجاه بالذات.

http://thirdpower.org/image.php?xx=1...lasadFysel.jpg
الأسد: سوريا تعاني منذ عامين من إرهاب تدعمه دول عربية وإقليمية

اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أنّ "سوريا تعاني منذ عامين حتىالآن من إرهاب مدعوم من دول عربية وإقليمية وغربية تقوم بقتل المدنيين وتدمير البنىالتحتية والإرث الحضاري والثقافي لسوريا وهويتها في العيش المشترك والمساواة بين جميع مكونات شعبها".

وفي رسالة وجّهها إلى قادة دول مجموعة البريكس خلال قمتهم المنعقدة في جنوب إفريقيا، دعا الأسد قادة القمة "للعمل معا من أجل وقف فوري للعنف في سوريا بهدف ضمان نجاح الحل السياسي الذي يتطلب إرادة دولية واضحة بتجفيف مصادر الإرهابووقف تمويله وتسليحه". وتوجّه إلى قادة دول البريكس بالقول إنهم، بما يمثلونه منثقل سياسي واقتصادي وحضاري كبير يسعى إلى إحلال السلام والأمن والعدل في عالم اليوم المضطرب، مدعوون لبذل كل جهد ممكن لرفع المعاناة عن الشعب السوري التي تسببت بها "العقوبات الاقتصادية الظالمة والمخالفة للقانون الدولي التي تؤثر مباشرة على حياة مواطنينا في احتياجاتهم الضرورية اليومية".

وعبّر الأسد "عن تطلعات الشعب السوري للعمل مع دول البريكس كقوة عادلة تسعى إلى نشر السلام والأمن والتعاون بين الدول بعيدا عن الهيمنة وإملاءاتها وظلمها الذي استمر عقودا على شعوبنا وأمتنا"، معربا عن الأمل بأن تقوم دول البريكس "بدور فعال لمنع جموح دول معروفة في التدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى خلافالما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة وللعمل من أجل تحقيق الديمقراطية في العلاقات الدولية".

ودعا الأسد قادةا لقمة للإسهام في تحقيق الاستقرار لعالمنا المعاصر،مؤكدا "أن مجموعة البريكس أخذت تشكل أملا لشعوبنا المضطهدة والتي تعاني من التدخل الخارجي السافر في شؤونها وضد مصالح شعوبها".

nad-ali 29-03-2013 12:40 PM

http://www.alahednews.com.lb/desimages/jimages/anws.png

مرحلة جديدة من الحرب الكونية على سوريا … تهويل اميركي لتحسين الشروط

[IMG]http://www.mepanorama.com/wp-*******/uploads/2013/03/mepanorama26937.jpg[/IMG]
حسين سلمان

مخطط كوني حيك للجمهورية العربية السورية انطلقت شرارته في الخامس عشر من اذار عام الفين واحد عشر. اختلفت العناوين والمسميات لكن الهدف واحد: اقصاء سوريا عن محور الممانعة، وشطب دورها الريادي من المعادلات الدولية، وتقطيع كيانها الى دويلات تتناتش وتتناحر وتدخل في نفق صراعات طائفية لا تبقي ولا تذر. وما بين المطالبة بالاصلاح وممارسات المجموعات المسلحة سقط القناع وتكشفت الحقائق وظهر الوجه الحقيقي لما دُبر لسوريا بعد أكثر من عامين على مرور أزمتها التي قسمت العالم أفقيا بين مؤيد للدولة وآخر للمسلحين، وكلما لاحت في الأفق بوادر حلحلة تسعى بعض الدول الى النفخ في هشيم المعركة وتسعير اوارها، إلا ان القراءات الميدانية تشير الى أن النظام قد استوعب المخططات واجاد مواجهة ضراوتها ودرء اهدافها الرامية الى تمزيق النسيج الداخلي.

ومع دخول الحرب الكونية عامها الثالث، دخلت الدول الراعية للمجموعات المسلحة مرحلة جديدة من التعاطي مع الأزمة بعد حيلولة السيناريوهات المتعددة وخرائط الطرق المتشعبة دون الوصول الى نتائج ملموسة في تحقيق الأهداف على الصعيدين السياسي والعسكري برغم تسخير أجهزة استخبارات عالمية تعمل على تدريب وتجهيز المقاتلين.

وتقول مصادر عسكرية رفيعة المستوى لـ”العهد” ان الجولة القادمة من الصراع ستكون الأعنف بعدما اقدم بعض الدول المعادية لسوريا على إمداد المجموعات الارهابية بالأسلحة الثقيلة لا سيما في حلب التي حقق الجيش العربي السوري انجازات نوعية في مناطقها، واستعاد مدناً وبلدات عدة في المدينة والريف الجنوبي، وعمل على تأمين طرق إمدادات للقوات العسكرية هناك، الامر الذي غير وجهة المعركة في الأيام الأخير.

وتشير المصادر الى ان الجيش العربي السوري يقوم بحشد قوات عسكرية كبيرة للدخول الى بعض المناطق الحساسة قرب الحدود مع تركيا لقطع طرق الإمدادات العسكرية والبشرية وتطويق المجموعات المسلحة في أماكن الاشتباك ومحاصرتهم ضمن بقع جغرافية تمهيداً للانقضاض عليهم في الوقت المناسب.

وتقول المصادر العسكرية السورية ان المخطط الاميركي العربي التركي الهادف الى إنهاك الجيش السوري وإدخاله في أتون نمط جديد من معارك استنزافية المترافق مع حملة تهويل بالتدخل العسكري، لا يعدو كونه أكثر من استهلاك كلامي في ظل قدرات الجيش العالية ورباطة جأشه وعزيمته على مواصلة القتال لاستعادة الأمن والاستقرار الى البلاد، مستبعدة التدخل العسكري في سوريا للأسباب التالية:

اولا: ان ثمة اوراقا كثيرة لم تكشف عنها الدولة السورية في حال التدخل العسكري من شأنها أن تغير معالم المنطقة وتعيد بعض الدول العربية المتآمرة الى عصر ركوب الجمال.

ثانيا: ان التوازنات السياسية القائمة والاصطفافات في العالم تحُول دون التدخل العسكري، وفي السياق تقول المصادر إن الرئيس الاميركي باراك أوباما تفاجأ في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين من حجم الدعم الروسي لسوريا، وقال هل الأمر يتطلب كل هذا الدعم الروسي الى دمشق؟ فأجابه الرئيس بوتين: “اقول لك بصراحة ان سوريا اليوم هي بالنسبة لروسيا ستالنغراد عندما هاجمها هتلر، وهي موسكو اليوم، ولذلك اتمنى ان تنصحوا الجيمع بأن لا يحاولوا الهجوم او التدخل في سوريا”، اضف الى ذلك ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تعتبر أن الاعتداء الخارجي على دمشق هو اعتداء على طهران.

ثالثا: ان الادارة الاميركية التي تعاني ظروفا اقتصادية حرجة، غير قادرة على شن حرب من شأنها أن تغرق الولايات المتحدة في ازمة حقيقية لا افق لنهايتها وتخلق شرخا اقتصاديا عميقا مع العملاقين الروسي والصيني على اعتبار ان محور الخلاف هو سوريا.

رابعا: لا يمكن للادارة الاميركية أن تخوض حربا غير محسوبة النتائج في ظل غياب المعلومات الحقيقية عن قدرات دمشق الدفاعية وامكانياتها الصاروخية، كما ان الكيان الصهيوني ومنشآته وترساناته في النقب وغيرها لن يكون بمنأى عن صواريخ الجيش العربي السوري.

وعليه تقول المصادر ان التهويل الاميركي على سوريا يأتي في اطار تحسين الشروط بعدما وجدت الادارة الاميركية نفسها أمام حائط مسدود في تحقيق اهدافها مع المفاوض الروسي، إذ ان واشنطن تسعى الى مناقشة ملفات عدة تتعلق بالشأن النووي الايراني والقضية الفلسطينية والتبادل الاقتصادي وآخرها الأزمة السورية، لكن موسكو ترى أن الازمة السورية هي الاولوية في المفاوضات لوقف نزيف الدم وجلوس السوريين الى طاولة حوار للتفاهم حول مستقبل بلادهم، ومن ثم تأتي مناقشة الملفات الأخرى التي تحتمل المزيد من الوقت للمناقشة. غير ان الادارة الاميركية التي لا تستعجل الحل السياسي سارعت الى رفع السقف وإطلاق تهديدات عالية النبرة وتصعيد اللهجة في المواقف الى حين القمة المرتقبة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والاميركي باراك اوباما، وبانتظار ذلك تقول المصادر ان وطأة المعارك ستشتد في الفترة المقبلة مع مواصلة الدعم اللامحدود للمجموعات المسلحة، لكن القوات السوريّة لن تتوانى عن مواصلة مهماتها في القضاء على الإرهابيين وتطهير البلاد من تلك المجموعات لا سيما وان التكتيكات الجديدة التي يعتمدها الجيش السوري في المواجهة أظهرت نتائج إيجابية كبيرة في مناطق ريف دمشق وحلب وحمص.

على صعيد اخر قال ناشط سياسي بارز في “المعارضة السورية في الداخل” لـ”العهد”ان الازمة السورية تتطلب حواراً بناء يشارك فيه كافة اطياف المجتمع السوري باستثاء من وصفهم بالمرتهنين للخارج وعملاء قطر وتركيا وتجار دماء الشعب السوري، داعيا الى الجلوس على طاولة الحوار لايجاد مخرج سريع للازمة تجنبا للوقوع في حرب اهلية لا سيما وان من يصفون انفسهم بالثوار يعمدون بشكل عشوائي الى قتل ابنائنا من الشعب والجيش وقد باتوا اليوم أشد عداء للشعب السوري وأكثر ايذاء للدولة والمصالح العامة والخاصة، كما دعا الى مراجعة النفس والعودة الى الضمير الوطني، وقال من جهة ثانية ان النظام السوري اخطأ مرات عدة عندما رفض الاستماع الى اصوات المعارضة الوطنية ضاربا بعرض الحائط المطالب الاصلاحية، لكن المرحلة تتطلب بقاء النظام القائم ريثما يختار الشعب السوري حكومة تحقق اماله وتلبي رغباته من دون تدخل خارجي.

ويختم المصدر المعارض بالقول ان ادعاءات الولايات المتحدة الأميركية بالحرص على الشعب السوري ومطالبه هو محض كذب، لأن واشنطن التي قتلت الشعب العراقي والافغاني وتدعم “اسرائيل” في قتل الشعبين الفلسطيني واللبناني تضع دائما في اولوياتها المصالح الاميركية والاسرائيلية، ودعا إلى ما من وصفه بائتلاف البترودولار الى الاتعاظ من التجارب التي اثبتت ان الادارة الاميركية تتخلى عن حلفائها في أول مفترق طرق يؤدي الى تل أبيب.

kumait 31-03-2013 02:03 AM

برلماني بلجيكي: البلاد أصبحت مركزاً حيوياً بتصدير المقاتلين إلى سوريا
 
برلماني بلجيكي: البلاد أصبحت مركزاً حيوياً بتصدير المقاتلين إلى سوريا

أشار عضو البرلمان البلجيكي دونيس دوكيرم إلى ان "بلاده أصبحت مركزاً حيوياً في تصدير المقاتلين الشبان إلى سوريا للقتال هناك، وهناك مجموعات راديكالية تقوم بتجنيدهم، وهذا يمثل مشكلة كبيرة سواء بالنسبة لعائلات هؤلاء الشبان أو بالنسبة للحالة الأمنية أو على الصعيد الاجتماعي حيث يتدرب هؤلاء هناك على القتال وينضمون لجماعات متشددة ويتعلمون كيفية إستخدام أسلحة متنوعة وهذا كله يمكن أن يشكل خطراً على أمن بلجيكا بعدعودتهم". وفي تصريحات لـ"الشرق الأوسط"، أشار إلى ان "الأمر لا يقتصر على بلجيكا فحسب فهناك شبان يتم تجنيدهم وتسفيرهم إلى سوريا يحملون جنسيات أخرى من ألمانياوفرنسا وهولندا وغيرها، وعرفت الساعات القليلة الماضية إجتماعات حكومية وأمنية وبرلمانية وعلى مستويات مختلفة، كلها تعمل على منع سفر المزيد من الشبان البلجيكيين إلى سوريا للقتال هناك، بعد أن وصل عددهم حتى الآن إلى ما يقرب من 80شاباً".

يو إس إيه توداي": حتى لو لقي الأسد نحبه فهذا لن يغير الكثيرفي سوريا

نقلت صحيفة "يو إسإيه توداي" الأميركية عن خبراء قولهم أنه "حتى لو لقي الرئيس السوري بشار الأسد نحبه فإن الأمر لن يغير الكثير في سوريا"، مشيرا إلى أن "حكومة الأسد وقادة الجيش في وضع يمكنهم من الحفاظ على السلطة، في حين أن المعارضة ليس لديها زعيم بديل قادرعلى إدارة شؤون البلاد، وذلك ما يظهره جلياً استقالة أحمد معاذ الخطيب من منصبه كرئيس للائتلاف الوطني السوري". ولفتت إلى أن "النظام السوري راسخ، في حين يواصل التمرد قتاله الشرس من أجل السيطرة على أكبر جزء ممكن منالأراضي السورية وتحريرها من قبضة القوات النظامية الموالية لبشار الأسد"، مشيراإلى أن "استقالة الخطيب تلقي مزيداً من الشكوك على قدرة المعارضة على توحيد كلمتها في مجابهة الأسد، وهو مصدر قلق للمانحين الذين يرون أن تلك الانقسامات عقبة في طريق تقديم المساعدة لحركة التمرد".

الفجور العربي في تسليح القتلة في سوريا...والمفاعيل ؟
أمين حطيط

عندما سألني صديق عن موقفي من مؤتمر "جامعة النعاج العربية" الملتئمة في قطر، وعما اذا كنت بصدد كتابة شيئ في الموضوع، كان جوابي ان من ظلم النفس ان يصرف المرء فكرا او جهدا في غير محله خاصة وان العرب منذان وقعت جامعة دولهم في قيضة "مجلس حراس المصالح الغربية "و اقامت مساكنة علنية بينها وبين السفارة الاسرائيلية في القاهرة ، افتقدت اي اهمية استراتيجية لها و لم يبق مبررا الاهتمام بها او بما يصدر عنها، الا في ان لحظات الافاقة التي كانت تحصل بين الحين والاخر في مسار هذه الجامعة لكن عربان النفط كانوا يسارعون دائما الى خنق تلك الافاقات وتغييب اثارها حتى يكون الشلل والتهميش والتنازل للاجنبي و التبعية لههو الاساس في سلوك هذه المنطمة الاقليمية المترهلة العاجزة.

أ‌. ورغم ذلك و لاني رأيت لدى البعض اهتماما واسئلة تبحث عن اجلبة حول اهمية قرار "قمة النعاج العربية" بتسليح المعارضة السورية وترك التنفيذ لرغبة كل من اعضائها و في حدود ما يريد و ما يقدر وحتى لا يقع حسنوالنية بالخديعة و الخبث المتمثل بمواقف "مجلس العربي لحرسة المصالح الاميركية والصهيونية"، ويكون الطبيبون من حسني النية فريسة للحرب النفسية التي شنت وتصاعدت ووتيرتها بزيارة اوباما الاخيرة، فاننا نرى من الواجب القاء الضوء على هذا الموقف الشنيع كما يلي:

1) قبل اي بحث ينبغي اولاً ان نؤكد على انموقف "قمة النعاج القطرية" يعتبر خرقا فاضحا لقواعد القانون الدولي العام، ولميثاق الجامعة بذاته، وتدخل عدواني سافر في شؤون دولة عربية مستقلة، ذات حكومة شرعية قائمة ومعترف بها و هي عضو فاعل في منطمة الامم المتحدة. والغريب بالشأن انه في الوقت الذي تتراجع فيه نظرية التدتخل الدولي الانساني التي اعتمدتها اميركا لتبرير حروبها العدوانية في العقود الاخيرة، وامنتعت الامم المتحدة عن الترويج لهذهالنظرية، لتعود وتتقدم نظرية السيادة الوطنية وتستعيد موقعها في النظام الدولي والعلاقات الدولية ، في هذا الوقت نجد حفنة من الدول الفاقدة للوزن ولاعتبارالاستراتيجي تتخذ من المواقف ما يذكر بهذه النظرية البالية.

2) واما في القرار ذاته فاننا نلاحظ بان مجموعة الدول العميلة للسياسة الاميركية سارعت منذ البدء الى نتفيذ ما كلفت به في سياق العدوان على سوريا، ووضعت كل امكاناتها في سبيل ذلك شاملا عمليات التسليح والتجهيز و الخدمات الاعلامية حيث شنت ولا زالت حربا نفسية واسعة منذ الايام الاولى لبدء لعدوان . وقد انخرطت تلك الدول و بالتحديد قطر و السعودية بتجهيز ما اسمي معارضة سوريا و ارسلت اليها السلاح الذي اشترته باموال النفط العربي، وتم نقله عبرتركيا و لبنان و الاردن و بشكل دائم ومستمر منذ الاسابيع الاولى لبدء العدوان. وفي تقدير ورد في بعض التقارير الغربية مؤخرا ذكر ان قيمة الاسلحة و التجهيزات العسكرية ووسائل الاتصال و الخدمات اللوجستية التي ادخلت الى سوريا و وضعت بتصرف الارهابيين و القتلة لامست الـ12 مليار دولار (لا يشمل الرقم الرواتب و مبالغ شراء الذمم التي تدفع للعملاء و الخونة). و بالتالي و مع هذه الحقيقة لا يكون القرار المتخذ في "جامعة قطر للنعاج العربية" لا يكون قد اتى بجديد، كما انه لم يخلق واقعا لم يكن قائما في الميدان، ولن يغير في مسار الاحداث من الناحية العسكرية، فتسليح الجماعات الارهابية كان قائما قبل القرار و يستمر بعده من قبل الجهات ذاتها التي انتظمت اصلا في العدوان على سوريا وفقا للخطة الصهيو – اميركية . و من جهة اخرى ينبغي ان نشير بان القرار ترك الحرية للاعضاء كل حسب رغبته و امكاناته بان ينخرط في عملية التسليح للقتلة هؤلاء ، و هنا يطرح السؤال هل ان المتبرع من هؤلاء كان بحاجة اصل القرار؟

3) ومع انتفاء الاثر الميداني عسكري القرار "النعاج العربية" نعود الى الغاية التي رمت اليها قطر من حمل النعاج الاخرين على مثل هذا الموقف ، فنجد ان اميركا ارادت مثل هذا القرار الممهور بخاتم ظاهرهعربي ، ارادته معطوفا على اغتصاب مقعد الدولة السورية في الجامعة التي كانت عربية،من اجل ان تختلق مشروعية ما لتلك الفئة المرتزقة المسماة ائتلاف وطني، و تجيز لهالاحقا – بعد تأكيد شرعيتها العربية – ان تستعين بالحلف الاطلسي من اجل التدخلالعسكري في سوريا واذا حصل مثل هذا التدخل فانه بظنهم لن يكون عداونا على دولة مستقلة بل يكون نجدة و مساعدة تقدم لدولة من اجل "استعادة امن و استقرار مفقود فيها "في سياق عملية خداع و تزوير غير مسبوقة في العلاقات الدولية .

4) و تبقى غاية اخرى يقدمه مؤتمر قطر عبر ذاك القرار ، حيث اندعاته شاؤوا ان ينقلب تسليحهم للقتلة من ذهنية التهريب و ارتكاب المحظور غيرالمشروع الى المعنى المعاكس اي من عمل مرذول مرفوض ، الى ذهنية المساعدة والنجدة ومد يد العون "للشعب السوري" و هو عمل يستدعي الشكر و الامتنان و يكون للقائم به انيفاخر بما يفعل لا ان يستحي بما ارتكب . و في ذلك تشجيع – كما يطنون – لم نلم يبادرحتى الان و يمد القتلة بالمساعدة و السلاح و ان يلحق الركب من غير حذر و لا ملامة .

ب‌. اما في الاستنتاج و التقييم العام، فاننا و بعد حصر المسألة بعناواين ثلاثة : التأثير على ميزان القوى في الميدان ، و التأثير على السعي للتدخل الاجنبي، و التأثير على حشد دول جديدة في العدوان على سوريا فاننا وبدراسة متأنية نستطيع ان نقول :

1) لن يكون هناك اي اثر او مفعول ميداني لقرار تسليح القتلة ، فما تم من تسليح حتى الان يعتبر الذروة التي لن يليها ما هو اكثر خاصة مع تبدل غير معلن في طبيعة و تركيب القوى العاملة في الميدان السوري لجهة دخول الجماعات المعتدية فيمرحلة التشتت و التناحر و التشردم ما جعلها تسلك خطا انحداريا هابطا لا يبقى معه اثر فعلي ذو قيمة استراتيجية حقيقية لاي انجاز قد تحققه في الميدان ، لان ذلك يكون عرضة للزوال السريع ان تحقق.

2) لن يكون هناك اي تدخل عسكري اجنبي تحت علم اي دولة من دول العدوان او تحت علم الحلف الاطلسي او الامم المتحدة ، فالانقسام العامودي الذي باتعليه العالم اليوم سيحول دون اي تدخل من هذا القبيل ، فقط اذا ارادت الولايات المتحدة الاميركية – و حدها فقط – اذا ارادت الدخول في حرب شاملة في منطقة الشرق الاوسط في الحد الادنى، عندها يكون ممكنا الحديث عن تدخل ، و بما اننا نستبعد كليا مثل هذا الاحتمال و نرى ان اميركا ستبقى في وضع القيادة الخلفية و من وراء الستار وتمتنع عن الدخول المباشر في اي حرب جديدة او فتح جبهات جديدة ، فاننا على ثقة بان اي تدخل اجنبي لن يحصل بما في ذلك الاطلسي او التركي.

3) اما في انخراط دول عربية او اسلامية في العدوان و تسليح القتلة ،قاننا نرى بان واقع اليوم وصل الى رسم الخط الفاصل بين المعسكرين معسكر العدوان ومعسكر الدفاع، و اذا كان المعسكر الثاني لم يلق بعد بكل اوراقه و امكاناته فيالمعركة حتى الان الدولة السورية لا زالت في موقع المسيطر على الحالة العامة ،( نميز في السيطرة بين السيطرة الجزئية على مكان ما و السيطرة العامة الكلية على مجمل الوضع ) فاننا نسجل بان المعسكر الاخر وصل الى سقف الممكن المسموح به، والقى بكل مالديه، و لن يغير قرار فاجر و غير مشروع من قبيل الاعلان عن تسليح القتلة ،لن يغيرشيئا في هذا الواقع.

ج. ونختم قائلين بان كل ما اراده النعاج في قطر من امعان في العدوانعلى سوريا، و ما اتخذوه من قرارات لن يغير واقع الحال، وستستمر المواجهة التي يحقق فيها الجيش العربي السوري انجازات مؤثرة على مسار الاحداث ، لكن نسأل هل سيكون لتهريب قرار يتعلق بفلسطين غاب عنه حق العودة و اقر بتعديل الحدود كما تريداسرائيل، هل سيكون له التأثير الفعلي على تسريع تصفية القضية الفلسطنية وفقا لما تريد الصهيونية العالمية؟

القمة العربية ومبدأ 'القصف بالدولارات' استعدادا للحرب المتوقعة!
محمد عبد الحكم دياب

القمة العربية التي انعقدت في العاصمة القطرية - الدوحة؛ الثلاثاء(26/ 3/ 2013).. حضرها ستة عشر ملكا ورئيسا وأميرا، جاؤوا بخلافاتهم وصراعاتهم، التي توشك أن تعصف بالوجود العربي، فيبقى أثرا بعد عين. وحرصت الغالبية العظمى منهم على استنساخ النموذج الدموي في التعاطي مع الحالة السورية، وهذا منح المعارضة السورية مقعدا في القمة، وإن كنا لا نختلف مع المعارضة الوطنية في حاجة السوريين إلى التحرر من الاستبداد والفساد وسطوة الدولة البوليسية، ونحن معها لا نؤمن بأن أي حل حقيقي يأتي من الخارج. وبالنسبة لسوريا فمن الواضح أن الحل الخارجي يستهدف الوجود السوري ذاته.

وسوريا تواجه ما واجهت يوغوسلافيا فيما بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وتفكك كتلة شرق أوروبا، فسوريا الموحدة ما زالت عقبة أمام استكمال بنيان 'الشرق الأوسط الجديد'، ووحدة أراضيها مستهدفة في مرحلة تصفية الحساب مع إيران، وقد اصبحت المواجهة معها ضرورة للنيل من الصين، كقوة عظمى صاعدة؛ يتعجل الغرب جرها لصدام يستنزفها ويقطع عليها طريق التقدم إلى عرش القوة الأعظم عالميا، وكي لا تكون صاحبة التأثير الأكبر في صياغة معادلات القوة الجديدة في العالم. وسوريا ولبنان من أهم محطات العبور إلى إيران، وإيران بدورها محطة تسبق المواجهة مع روسيا لاختصار طريق الوصول إلى الصين.

من هنا نفهم قرارات القمة العربية التي التأمت وانفضت في يوم واحد؛ واعتبارها حلقة من حلقات سلسلة صراع لعبة الأمم على أرض الشام، وأقرت حق دولها تسليح المعارضة السورية، ومنح مقعد سوريا في القمة وفي جميع المنظمات التابعة للجامعة لـ'الائتلاف الوطني السوري المعارض' ومنحه صفة الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري، وذلك في مخالفة صريحة للبند الثامن من ميثاق الجامعة، الذي لا يجيز لدولة عضو التدخل ضد دولة أخرى فيها. وقد قدمت المساعدة للاجئين السوريين في الأردن والعراق ولبنان.

وفي الوقت الذي أعطت الحق لكل دولة عربية في تسليح المعارضة السورية كان التناقض واضحا في 'التأكيد على 'اهمية الجهود الرامية للتوصل الى حل سياسي كأولوية للازمة السورية، والتأكيد على حق كل دولة وفق رغبتها تقديم كافة وسائل الدفاع عن النفس بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر'(!!).

وأقرت القمة مقترحي قطر بعقد قمة مصغرة للمصالحة الفلسطينية في القاهرة، وتأسيس صندوق عربي خاص بالقدس برأسمال مليار دولار. وافتتحت قطر التغطية بربع قيمة هذا الصندوق. وراهن البيان الختامي على دور 'المجتمع الدولي' في إرساء السلام العادل والشامل، وفك الحصار عن غزة وفتح المعابر، ورفض الاستيطان وانتهاكات الدولة الصهيونية بحق الفلسطينيين، ودعم حق الشعب السوري في استعادة الجولان المحتل.وقد أثارت كلمة معاذ الخطيب ممثل 'الائتلاف السوري المعارض' قلق وفود مشاركة بسبب لغته الناقدة لممارسات الحكام العرب، واستسلمت القمة للأمر الواقع، وبذلك تمكنت الدولة المضيفة في إخراج سوريا من القمة العربية، ونالت بذلك دعما سعوديا ومصريا قويا، ومساندة تونسية وليبية، مع تحفطات جزائرية وعراقية وأردنية ولبنانية وسودانية ويمنية.

ولفت د. مرسي نظر المراقبين بلغة التهديد التي يتعامل بها مع مواطني بلده، واستخدمها بحدة بدت مقصودة؛ لوح فيها بأصابعه محذرا من التدخل في شؤون مصر الداخلية، وهو في نفس الوقت من الصقور القابلة بالتدخل في سوريا، وأنذر القمة 'على الجميع أن يعي ذلك'. وبدت تهديداته موجهة لدول بعينها متهمة بإثارة القلاقل ضده.

وأقرت القمة بـ'العمل المسلح' وعسكرة المعارضة في سوريا، أما مع الملف الفلسطيني كانت على النقيض؛ تؤكد على 'حل سلمي' لم يتطرق إلى تسليح المقاومة، وقصرت القمة مهمتها في دعوة لقمة مصغرة؛ تعقد في القاهرة لمصالحة حركتي فتح وحماس، والانطلاق نحو العالم لإنعاش السلام واستئناف المفاوضات(!!)، التي صارت هدفا لذاتها، ودعما لهذا 'الحل السلمي' خصت القمة فلسطين بمليار دولار لحساب مدينة القدس، بعيدا عن أي موقف عملي وضاغط يضمن حقوق الفلسطينيين في التحرير والعودة والتعويض والتمتع بالحقوق السياسية والوطنية والإنسانية.

ويشعر المرء تجاه تلك القمة 'وقصفها المالي' وكأنه بمثابة 'رسالة وفاء' لروحي السير مارك سايكس نائب وزير الحرب البريطاني والمندوب السامي لشؤون الشرق الادنى، والمسيو جورج بيكو قنصل فرنسا السابق في بيروت ومندوبها السامي لشؤون الشرق الأدنى كذلك، فينامان في قبريهما قريري العين، فقد حققت لهما القمم العربية في العقود الأربعة الأخيرة ما لم يحلما به، وها هي تمزق أوصال أمتها، وتوفر القوة المادية والسياسية والعملياتية (اللوجستية) والإعلامية لخدمة الغزاة الجدد، وتأتي قراراتها بمثابة رخصة تعيد المتربصين والطامعين أقوى وأكثر دموية وشراسة مما كانوا عليه إبان عصر الاحتلال الأوربي المباشر.

ويجهل بعض أبناء الجيل الجديد هذين الاسمين وعلاقتهما بواقع العرب المعاصر منذ بدايات القرن الماضي؛ فهما اللذان صاغا وأعلنا ووقعا 'اتفاق سايكس - بيكو' في 16 مايو 1916، وهو اتفاق خرج بعد محادثات سرية طويلة؛ عُرضت نتائجها على روسيا القيصرية، فباركتها ومنحتهما الموافقة مقابل الاعتراف بنصيبها في أجزاء من آسيا الصغرى بعد انتهاء الحرب العظمى الأولى.

وجاء انتصار الثورة الروسية عام 1917 كاشفا لأسرار ذلك الاتفاق، ولولا ذلك لبقي طي الكتمان. وكان يتضمن تقسيم الوطن العربي؛ حيث مُنحت سواحل الشام (السورية اللبنانية) لفرنسا وأُعطيت العراق والخليج لبريطانيا، ووضعت فلسطين تحت 'إدارة دولية'؛ كمقدمة لانتزاعها من أهلها وإقامة كيان استيطاني على أطلالها وأشلاء أبنائها.. تلاها وعد بلفور 2 نوفمبر 1917، ثم الانتداب البريطاني على فلسطين بمشروع عُرض على عصبة الأمم في 6 يوليو 1921، وصُدق عليه في 24 يوليو 1922، وبدأ تنفيذه في 29 سبتمبر من نفس العام.

وما كان أحد يتصور أن تتحول القمم العربية إلى قوة ضاربة؛ تجاوزت خرائط سايكس - بيكو؛ وجعلت من دول المنطقة شراذم من جماعات وطوائف ومذاهب وقبائل متناحرة متصارعة متقاتلة. وكل ذلك مشاركة في ترسيخ المشروع الصهيوني، وبعث الروح في مشروع 'الشرق الأوسط الجديد'.ومنذ مبادرة قمة بيروت العربية في 1982 والقمم العربية تعمل بسفور؛ منظم وممنهج على التحريض والمشاركة في ذبح 'المارقين' من أعضائها، إذا ما أتى الدور على أحدهم يتسابقون وكأنهم ذاهبون إلى عرس أو وليمة؛ هكذا ذُبِح العراق، وها هو الدور وقد حل بسوريا في سياق استكمال ضياع ما تبقى من فلسطين.

وأريد أن أنوه إلى أنني ممن لا يعنيهم من يحكم سوريا أو يدير فلسطين أو يرأس أي بلد عربي آخر، وكل ما يعنيني تلك الجرائم المتتالية التي تقترفها 'جامعة العرب' باسمنا، وها هي تجهض الحلم السوري في الثورة؛ بالعسكرة والتمويل والتسليح والتعبئة لتغذية الحرب الأهلية فيها لـ'تقسيم المقسم وتفتيت المفتت'، ولا يمكن تبرئة أحد من هذه الجرائم حتى لو حمل الكعبة على رأسه.

والمبدأ السليم في مرحلة يوصف فيها القابض على وطنه كالقابض على الجمر، هو الحفاظ على الأوطان والأقطار موحدة وتقوية اللُّحمة بين مواطنيها، مهما كانت خلافاتهم وتعدد وجهات نظرهم، وإلا فمعنى ذلك أننا مصابون بانفصام نفسي وأخلاقي وسياسي، ومستوى خلاف جيلي مع سياسة المملكة العربية السعودية حاد للغاية ، لكن هل يمكن لنا أن نقبل بذبحها، أو أن يحتل أحد معارضيها مقعدها في القمة أو غيرها، وإذا كان هذا لا نقبله مع المملكة فهل يُقبل على سوريا؛ أليس هذا انفصاما نفسيا وأخلاقيا وسياسيا؟! ونفس الشيء رغم الرفض الكامل من القوى الثورية والوطنية والمعارضة لحكم محمد مرسي فمن الصعب أن يقبل مواطن إزاحة ممثل مصر من مقعده في مؤتمرات القمة أو من أي منظمة من المنظمات الإقليمية أو الدولية، والسبب حاكم مستبد هنا أو مسؤول باطش هناك.

ومؤتمر قمة يعقد ومهمته الوحيدة ذبح سوريا وليس للضغط على بشار الأسد لن يفلت من حساب التاريخ، وسوف تأتي لحظة تؤكد فيها سوريا العزيزة أنها أكبر من المحن وأقوى من أي حاكم، وسوف تعود قلبا نابضا للعروبة وحائط صد لأعداء الأمة كما كانت، ولسوف يتجاوز الشعب السوري العظيم محنته ويستأنف دوره، ويقيني أنه سيعود حرا أبيا، وهو نفس اليقين الذي يزيد من ثقتنا في تحرير فلسطين من النهر إلى البحر وانتهاء كابوس الاستيطان كما انتهى نظراؤه من قبل. وحين أشاهد وأقرأ وأسمع وعود الغرب الجديدة بحل وتسوية القضية الفلسطينية، في موازاة مع مخطط ذبح سوريا؛ حينها أقول علينا أن نتحسس أعناقنا، فهذا وهم سئمناه، وغطاء مكشوف لمذبحة كبرى وجريمة بشعة قادمة؛ قد تفوق في وحشيتها ودمويتها ما سبقها من مجازر ومن حملات التطهير العرقي.

ستخضع سوريا خلال الأسابيع القليلة المقبلة لضغوط وبشاعات سياسية وعسكرية؛ عربية وإقليمية ودولية، خاصة وقد تم إحياء التحالف التركي- الصهيوني الأميركي؛ بملحقاته وتوابعه الإقليمية والعربية والإسلامية، وسوف يعمل أردوغان على ضم أكراد تركيا إلى حشد المواجهة مع الدولة السورية، ويبدو أن ذلك جزء من صفقة أُبرِمت مع الزعيم الكردي عبد الله أوجلان، وأدت إلى إعلان وقف العمل المسلح من قبل جماعته ضد الحكومة التركية.

ذبح سوريا يتوقف على نجاح ما يمكن تسميته مبدأ 'القصف بالدولارات'، وهدفه حشد المقأتلين، وتوريد السلاح، وتمويل نشاط العلاقات العامة، وبرامج التعبئة السياسية الإعلامية، وهذا 'القصف المالي' مهمته إغلاق الأبواب أمام أي حل سياسي.ومن المعروف أن اجتماعات لقمة بمستوى مسؤولي الصف الأول العرب؛ مهمتها الأولى الحد من التوترات ومعالجة الاحتقانات، ولا تفعل ما فعلته قمة الدوحة، بأن زادت الأوضاع اشتعالا وتفجرا. بدون مشروعات حقيقية ومدروسة، وبغير حلول ناجعة وملائمة فمن المتوقع أن يرتد ذلك القصف إلى عكس اتجاهه؛ خاصة أننا نعيش في منطقة فلت عيارها وتحطم عقالها، وتنتشر على أرضها قواعد عسكرية، وتجوب مياهها أساطيل وبوارج وغواصات نووية مستنفرة، وتحلق في سماواتها قاذفات وحاملات صواريخ مهيأة لشن حرب على بلد عزيز بغرض محوه من على خريطة العالم، وللأسف فكل هذا يتم باسمنا زورا وبهتانا، ويتخذ من أقطارنا منصات تصويب وهجوم، وزحف نحو سوريا ولبنان وإيران. ومن المتوقع أن يكون صيف هذا العام ملتهبا يلفح المنطقة بنيرانه التي قد تأكل الجميع.

التلفزيون الإسرائيلي الرسمي: الدولة العبرية بصدد
إقامة منطقة عازلة وحزام أمني في الجولان المحتل
زهير أندراوس

الناصرة ـ 'القدس العربي' قالت القناة الأولى الرسمية في التلفزيون الإسرائيلي أمس، نقلاً عن مصادر سياسية وأمنية وصفتها بأنها رفيعة المستوى في تل أبيب، قالت إن صناع القرار في الدولة العبرية باتوا يُفكرون بصورة جدية للغاية في إقامة منطقة عازلة في الجولان العربي السوري المحتل، وأضافت المصادر عينها أن إسرائيل أقامت مستشفي ميداني في الجولان المحتل، لتقديم الإسعافات الأولية للجرحى من المعارضة السورية المحتلة، وإذا احتاج الأمر يتم نقلهم إلى مستشفى نهاريا الحكومي في الجليل الغربي، والذي يُعتبر مستشفى عسكريا، وتم تجهيزه بأحدث الأجهزة لعلاج المصابين في الحروب من الجنود. وأكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، الميجور جنرال يوآف موردخاي، على عدم وجود تغيير في سياسة الجيش نحو المصابين من الجانب السوري، والمتمثل بتقديم العلاج لهم على الشريط الحدودي أو داخل المستشفيات الإسرائيلية إذا تطلبت الأمر ذلك، على أن تتم إعادتهم إلى سورية بعد تحسن وضعهم الصحي، على حد تعبيره.

بالإضافة إلى ذلك، نقل التلفزيون عن المصادر عينها قولها إن الدولة العبرية ترغب في تحسين علاقاتها مع المعارضة السورية عبر ما أسمته بالإجراءات الإنسانية، لكي لا تبدأ المناوشات بينها وبين المعارضة بعد سقوط الرئيس السوري، د. بشار الأسد، وذلك على غرار الحزام الأمني، الذي أقامه الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب اللبناني ف منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، وأسس ما يُسمى بجيش لبنان الجنوبي، والذي كان عبارة عن مليشيات عسكرية تابعة للاحتلال الإسرائيلي، على حد تعبير المصادر.

في السياق ذاته أفادت المصادر في تل أبيب أن وتيرة المناوشات في الجولان المحتل ارتفعت خلال الآونة الأخيرة، بما يشير إلى أن إسرائيل قد تُجبَر على القيام بإجراءات دفاعية حتى لا تنجر إلى الحرب الأهلية الدائرة في سورية، وهنا منبع المخاوف بالنسبة للكثيرين.ولفتت المصادر ذاتها إلى أنه وبعد هدوء استمر على مدار 4 عقود، جاءت تلك القذائف السورية التي ضلت طريقها ووصلت الحدود الإسرائيلية السورية خلال فصل الخريف الماضي لتثير بعض المخاوف. وبدأت تتطور الأمور خلال الأيام القليلة الماضية في مرتفعات الجولان، بما يشير إلى أن إسرائيل قد تُجبَر على القيام بإجراءات دفاعية بهدف عدم الانجرار إلى الحرب الأهلية الدائرة في بلاد الشام. وبينما انضمت إسرائيل للقوى الإقليمية التي تطالب الرئيس الأسد بالرحيل، فإن القادة الأمنيين الإسرائيليين يؤكدون أن أكثر ما يقلقهم هو هؤلاء الثوار الجهاديين الذين يتجمعون حاليًا على الجانب السوري من حدود عام 1974 في ظل غياب القوات السورية.

في السياق ذاته، لم يستبعد جنرال إسرائيلي إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية بعد انهيار محتمل لنظام الرئيس بشار الأسد لإبعاد ما توصف بالتنظيمات الجهادية عن الجولان المحتل.وقال قائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي يائير غولان في مقابلة نشرتها صحيفة (يسرائيل هايوم) إن الإجراء الذي لا يمكننا بالتأكيد استبعاده هو إقامة منطقة أمنية على الجانب الآخر من الحدود، على حد تعبيره.
جدير بالذكر أن الدولة العبرية تقيم منذ شهور ما تسميه جدارا ذكيا بين الجولان المحتل وبقية الأراضي السورية، وأوقفت الأسبوع الماضي مؤقتًا الأشغال في الجدار بعد إطلاق نار من الجانب السوي استهدف دورية إسرائيلية. منذ شهور، يدور قتال متقطع بين ما يُطلق عليه الجيش السوري الحر والقوات النظامية التابعة للجيش العربي السوري على مسافة قريبة جدًا من خط وقف إطلاق النار في هضبة الجولان المحتلة.

وقال قائد القيادة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي يائير غولان أيضا إن مَنْ لهم مصلحة مشتركة في التعاون مع إسرائيل ضد المقاتلين الإسلاميين المتشددين سيكونون حلفاءها الطبيعيين في حالة إقامة تلك المنطقة العازلة.وزاد قائلاً في المقابلة عينها إنه إذا سنحت فرصة، وهو ما لم يحدث بعد، فيجب ألا نتردد، يجب عمل كل ما يلزم بحكمة وسرية مع مراعاة حقيقية لمصالح الجانب الآخر، على حد تعبيره. وبحسب الجنرال الإسرائيلي، المسؤول عن الجبهتين السورية واللبنانية في جيش الاحتلال، فإن المنطقة التي تفكر إسرائيل في إقامتها بعمق عدة كيلومترات داخل سورية يمكن أن تكون شبيهة بالشريط الحدودي الذي فرضته في جنوب لبنان، والذي طُردت منه في نهاية المطاف في أيار (مايو) من العام 2000.

جدير بالذكر أن الجنرال غولان لم يذكر ما إذا كان يفكر في نشر قوات إسرائيلية في مثل هذه المنطقة العازلة. وأشار غولان في سياق رده على سؤال الصحيفة إلى نموذج المنطقة الأمنية التي أقامتها القوات الإسرائيلية لمدة 15 عامًا في جنوب لبنان بهدف معلن هو إبعاد مقاتلي وصواريخ حزب الله عن حدود الدولة العبرية، وقال إن خلاصة القول: (المنطقة العازلة في لبنان) كانت واحدة من أهم الاستثمارات الأمنية التي قامت بها دولة إسرائيل على الانطلاق، في إشارة إلى منطقة كثيرا ما تعرضت فيها القوات الإسرائيلية لهجمات ورحلت عنها في عام 2000 بقرار من رئيس الوزراء ووزير الأمن آنذاك، إيهود باراك.

ولفتت المصادر العسكرية الإسرائيلية إلى أنه خلال الشهور القليلة الماضية سقط عدد من الصواريخ التي أطلقت خلال القتال بين القوات السورية ومقاتلي المعارضة داخل مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، وتراقب قوات من الأمم المتحدة هضبة الجولان التي يسودها الهدوء منذ عقود.وأطلقت إسرائيل النار على سورية الأحد الماضي زاعمةً أنها قامت بتدمير موقعٍ للبنادق الآلية أطلقت منه أعيرة على جنود إسرائيليين في الجولان المحتل. يُشار في هذا السياق، إلى أن قائد هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، الجنرال بيني غانتس حذر من انفجار محتمل للوضع بالجولان وذلك بعد إطلاق نار من الجانب السوري من الحدود على دورية للجيش الإسرائيلي الذي رد بقصف موقع للجيش السوري.وكان غانتس حذر قبل ذلك من أن الجماعات التي وصفها بالجهادية في سورية قد تتحول إلى شن عمليات تستهدف القوات الإسرائيلية في جبهة الجولان المحتل، في إشارة إلى جماعات تعاظم نفوذها في سورية.

kumait 01-04-2013 03:14 PM

رئيس الاستخبارات الألمانية: تأثير تنظيم "القاعدة" يزداد بين صفوف المعارضين السوريين
 
رئيس الاستخبارات الألمانية:
تأثير تنظيم "القاعدة" يزداد بين صفوف المعارضين السوريين

أكد رئيس جهاز الاستخبارات الألمانية الخارجيةجيرهارد شيندلر أن تأثير الارهابيين المرتبطين بتنظيم "القاعدة" يزداد بين صفوفالمعارضين السوريين.وقال شيندلر في حوار مع صحيفة "بيلد" الألمانية نشر يوم 31مارس/آذار "تنشط في سورية هياكل ارهابية ترتبط بتنظيم "القاعدة".. والحديث يدور عن بضعة آلاف من المقاتلين من "جبهة النصرة"، التي بدأ دورها يزداد في المواجهة المسلحة مع القوات النظامية".وكان شيندلر قد أشار في وقت سابق الى ان جهاز المخابرات الألمانية يمتلك معلومات كافية عما يجري في سورية وعن خسائر الطرفين وعن حالات الانشقاق والفرار.وبحسب المعطيات الالمانية فان المتطرفين مازالوا يشكلون الاقلية بين صفوف المعارضين للرئيس السوري، وان المعارضة السورية بشكل عام غير متجانسة وتتكون من العديد من المجموعات.

مصادر لـ"الاناضول": مبادرة إيرانية بشأن سوريا على أساس اتفاق "جنيف 2"

لفتت مصادر دبلوماسية واسعة الإطلاع في القاهرة لوكالة "الاناضول" التركية، الى ان "طهران طرحت مبادرة جديدة لحل الأزمة السورية تقوم على أساس اتفاق "جنيف2" الذي يعد تطويرا لاتفاق "جنيف" الذي وضعته مجموعة العمل حول سوريا في حزيران العام الماضي". واشارت المصادر الى ان "نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عرض المبادرةعلى المبعوث الأممي والعربي لدى سوريا الأخضر الإبراهيمي خلال اجتماعهما مساء أمس السبت والذي استمر قرابة الساعتين"، موضحة انه "لم يصدر عن المسؤولين أية تصريحات صحفية عقب هذا اللقاء". ولفتت المصادر إلى أن "الجانب الإيراني يسعى من خلال مبادرته إلى حث الجهات العربية والدولية على إقناع كافة الجهات المعنية بالأزمة بالمشاركة في المفاوضات، وتتضمن المبادرة بالإضافة إلىمشاركة ممثلين عن النظام السوي والمعارضة، ممثلين عن الدول الغربية ، لا سيماأميركا وروسيا، فضلا عن مشاركة الدول أصحاب أبرز المبادرات في هذا الشأن مثل تركيا ومصر وإيران".

مصادر امنية اسرائيلية : تقسيم سوريا الى دويلات اصبح حقيقة ولا تهديد لامننا لعشرين سنة قادمة

اذاعة جيش الاحتلال عن مصادر امنية اسرائيلية قولها ان تقسيم سوريا الى ثلاث دويلات اصبحا واقعا مشيرة الى التقييمات الاستخبارية تؤكد انشاء كانتونات كردية ودرزية وعلوية وسنية في سوريا في ظل تناقص المساحة التي يسيطر عليها النظام في المناطق السنية ومناطق الاقليات الاخرى.وواوضحت ان الاجهزة الامنية في الدولة العبرية تجري اتصالات اقليمية على اعلى مستوى بما فيها تركيا لضمان عدم انفلات الاوضاع على الحدود في الجولان موضحة ان لا تهديد جدي سيكون خلال العشرين سنة القادمة على امن اسرائيل من الجبهة السورية وان الجهود تتركز الان على تهديد حزب الله فقط.وبينت ان رسائل متعددة وتطمينات وصلت تل ابيب من اجنحة مختلفة في المعارضة السورية حول مستقبل التعاون والتهديدات التي تشهدها المنطقة وافق العلاقات في المستقبل الا ان تلك القوى لا تتمتع بقوة مقاتلي القاعدة وتاثيرهم على الارض.

محلل إسرائيلي: تل أبيب تفكر في إقامة ميليشيات عميلة لها في الجولان السوري المحتل
ألوف بن محرر الشئون العسكرية في صحيفة هاآرتس

كشف ألوف بن محرر الشئون العسكرية في صحيفة هاآرتس، أن قائد المنطقة الشمالية ينوي إنشاء منطقة حزام أمني في الجولان، وهي المنطقة التي ستسيطر عليها بعض الميليشيات السورية الموالية لإسرائيل، والشبيهة بما كان يعرف سابقا بجيش لبنان الجنوبي. وزعم بن في مقال له نشره موقع الصحيفة اليوم أن التغيرات الحاصلة في سوريا الآن تفتح الباب نحو طرح هذه الفكرة بخاصة أن هناك الكثير من السوريين سواء في الجولان أو بقية المناطق التي يسيطر عليها الثوار الإسلاميين ضجوا من السياسات التي ينتهجها الإسلاميون العرب، ممن يحاربون مع الثوار السوريين الآن، بخاصة أن الكثير من هؤلاء الإسلاميين يفرضون على السكان السوريين الحياة وفقا للشريعة الإسلامية المتشددة. بالاضافة إلى تطبيق الحدود الإسلامية التي لم يعتد عليها السوريون، وهو ما سيولد أجواء من الكراهية تسهم في تكوين هذه الميليشيات السورية المعارضة، وهي الميليشيات التي ستتعاون مع إسرائيل في النهاية.

وقال بن نصا "إن إنشاء منطقة حزام أمني في الجولان تسيطر عليه ميليشيات سوريا موالية لإسرائيل بات في نزر القادة العسكريين شبيه بما كان يعرف سابقا بجيش لبنان الجنوبي الذي كان يسيطر على الحزام الأمني الذي اقامته إسرائيل في الجنوب اللبناني حتى الانسحاب الأحادي الجانب الذي قام به الجيش الإسرائيلي من هنا.لكن خطوة كهذه من الممكن أن تستفز الرئيس السوري بشار الاسد ، ونتنياهو حتى الآن لا يزال حذرا ويمتنع عن استفزازه، إلا أن كل الأمور واردة الآن في ظل التطورات الحاصلة في سوريا".

مئات الدروز في جيش الاحتياط الإسرائيلي يهددون بدخول سوريا لمحاربة "النصرة"
صحيفة «معاريف» الإسرائيلية

أعلن الرئيس الروحي للطائفة العربية الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، أن مئات الشبان من أبناء الطائفة توجهوا إليه مبدين الاستعداد لدخول الأراضي السورية لمحاربة «جبهة النصرة»، التي تعتدي، كما قال، على عائلات درزية في المناطق التي ينسحب منها جيش النظام. وجاءت هذه الأقوال بعد مشاركة الشيخ طريف في مظاهرة ضمت آلاف الدروز من إسرائيل وهضبة الجولان السورية المحتلة، الذين احتجوا على الاعتداءات التي تعرض لها أهالي قرية الخضر في سوريا على يد عناصر تنظيم جبهة النصرة «بشكل عدواني فظ ومن دون أي سبب»، كما قال سليم الصفدي، أحد المتظاهرين، وهو أحد القلائل من سكان الهضبة الذي حصل على جنسية إسرائيلية وحصل على وظيفة رئيس مجلس قروي في قرية مسعدة.

وروى سعيد سطاوي، أحد منظمي المظاهرة، في حديث لصحيفة «معاري» الإسرائيلية، أن الدروز في سوريا اتخذوا من البداية موقفا محايدا من الأحداث، وواصلوا الانشغال في فلاحة أراضيهم والبحث عن مصادر رزقهم، ولم يناصروا نظام بشار الأسد ولا المعارضة، باستثناء قلة من الدروز انضم بعضهم إلى النظام، وآخرين ضده. لكن قادة جبهة النصرة الذين يتهمون بالموالاة لتنظيم القاعدة، أرادوا تغيير هذا الموقف طالبين أن يقف الدروز معهم أو ضدهم. وعندما أصروا على موقف حيادي، أبلغوهم بأنهم يرون فيهم أعداء الثورة الجديدة. فدخلوا قرية الخضر، الواقعة على بعد ثلاثة كيلومترات من الحدود في الجولان، قبل عشرة أيام، واعتدوا عليهم بالضرب وأطلقوا الرصاص عليهم، فقتلوا عددا منهم وجرحوا عددا آخر و«مارسوا الإهانات التي لا يقبلها أي شخص يتمتع بالكرامة»، وفقا لسطاوي.

يذكر أن أبناء الطائفة الدرزية في سوريا ولبنان والجليل الفلسطيني الواقع في تخوم إسرائيل، هم من أصل واحد. وتربط بينهم أواصر القربى. وهم يحافظون على تواصل كل الوقت، على الرغم من أن كل شريحة منهم تنتمي إلى دولة أخرى وتؤدي واجباتها للدولة التي تعيش فيها. ففي إسرائيل، يخدم الشبان الدروز في الجيش بشكل إلزامي، مع العلم بأن أكثر من نصفهم يتمرد على هذه الخدمة ويرفضها، والآلاف منهم يدخلون السجون بسبب هذا الرفض. وقد أبلغهم أقرباؤهم بأن بعض قوى المعارضة السورية تضايقهم.

وعندما وقع الاعتداء عليهم من جبهة النصرة، راحوا يتحدثون عن ضائقة. ومنذ عدة أسابيع يتداول عدد من الضباط السابقين في الجيش الإسرائيلي فكرة مناصرة الدروز في سوريا. وحسب الشيخ موفق طريف، فإن مئات الشبان وصلوا إليه أو اتصلوا به هاتفيا يعربون عن استعدادهم فورا إلى تنظيم «فرق إنقاذ لإخوتنا في الطرف الشرقي من الحدود». وأكد أنه حاول تهدئة الشبان بتوجيههم أولا إلى تنظيم حملة تبرعات مالية ومادية وطبية وإنسانية لإغاثة الأهل والأقارب في سوريا «لكنني وجدتهم مستعدين لتقديم كل مساعدة أيا كانت، بما في ذلك المساعدة العسكريةِ». وأضاف «إنني آمل ألا نحتاج إلى الدخول مضطرين إلى سوريا لحماية إخوتنا الدروز هناك. لكن على جميع السوريين أن يعرفوا أن من يعتدي على إخواننا يكون دمه في رأسه. فنحن لا نطمع في سلطة ولا في مصالح خاصة، لكننا نحذر من أي اعتداء على إخواننا بأنه سيؤدي إلى رد فعل مضاعف من طرفنا».

وانضم إلى التهديد مندي صفدي، وهو من سكان الجولان المحتل، الذي يعمل مساعدا لنائب الوزير اليميني السابق، أيوب قرا، فقال «لقد سبق وتعرض الدروز في لبنان إلى مذابح من تنظيمات مسلحة مسيحية في سنوات الثمانين. فدخل الجنود الدروز في الجيش الإسرائيلي إلى لبنان وزودوا إخوانهم الدروز بالأسلحة ودربوهم وحاربوا إلى جانبهم في المناطق التي كانت تحت حكم إسرائيل في لبنان. واليوم، يوجد الجيش الإسرائيلي في الجولان، وشباننا مستعدون لاجتياز الحدود والتحرك في سوريا من دون أي عائق والانتقام لإخوتنا هناك».

تقرير أستخباري أسرائيلي:السعودية تزود مسلحي
سوريا بأسلحة ثقيلة وبندر أشرف على معركة حلب
تل أبيب / تقرير موقع ( ديبكا) الإستخباري في أسرائيل / الترجمة / القوة الثالثة

أشار موقع "دبكا" الإسرائيلي الى أن "السعودية تزود المسلحين السوريين المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد بأسلحة ثقيلة لمساعدتهمفي السيطرة على مدينة حلب إحدى أهم وكبرى المدن السورية". وأوضح الموقع المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية أن "رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان يقوم بالإشراف علىعمليات نقل الأسلحة الثقيلة من بينها قاذفات صواريخ من عيار 220ميل مترا".وبحسب الموقع فإن مصدر استخباراتي إسرائيليأكد أن "المخابرات السعودية تتحرك بقوة مؤخرا لتوفير أسلحة جديدة لدعم مسلحي سوريا من خلال دول أوروبية في جزيرة البلقان، ويتم نقل الأسلحة من خلال عدة دول منها (صربيا، البوسنة، كرواتيا، وكوسوفو)، حيث يتم شراء أسلحة ثقيلة روسية الصنع مثل قاذفات صواريخ "سميرش" وهوركان 957 Hurricane 9K57K، والتي يمكنها إطلاق صواريخ منطراز 220 ميلمترا والتي يصل مداها حوالي 70 كيلومترا". وذكر الموقع أن "المسلحين السوريين نجحوا في السيطرة على قاعدة "نيراب" الجوية الملحقة بمطار حلب الدولي، وقد أدار رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان معركة السيطرة على القاعدة الجوية السورية، حيث اعتبر الانتصار في هذه المعركة مفتاح السيطرة على مدينة حلب بالكامل،والتي تمثل نصار معنويا واستراتيجيا هاما في الحرب ضد نظام الرئيس بشارالأسد".

الوطن السورية: أسلحة كرواتية بدأت تظهر بكثافة بدرعا بعد تدريبات اميركية
دمشق / تقرير صحفي

ذكرت "الوطن" السورية ان "الأسلحة الكرواتية بدأت بالظهور بكثافة في محافظة درعا ومنها راجمات الصواريخ وصواريخ أرض جو إضافة لسلاح متوسط وخفيف متطور تم إدخالها إلى سوريا من خلال الأردن بعد أن أشرفت الولايات المتحدة الأميركية على تدريب الآلاف من الإرهابيين على استخدامها وتم الزج بهم إلى محافظة درعا". وعلى الرغم من التدريبات والسلاح المتطور إلا أن الجيش السوري لا يزال يسحق يومياً العشرات من الإرهابيين في مختلف أرجاء المحافظة حسب ما أكد عدد من الأهالي في حين يعتمد الإرهابيون على أسلوب الكر والفر واحتلال مباني ونشر قناصة للإيهام بأنهم يسيطرون على هذا الحي أو ذاك وينفذون هجمات بالمئات على حواجز الجيش التي ترد بما تملك من قوة نارية.وقال الأهالي: إن "الإرهابيين بدؤوا بالانتشار في عدد من البلدات الصغيرة في محاولة لعزل المحافظة عن باقي سوريا والسيطرة على الحدود البرية مع الأردن وإقامة شريط حدودي من الأردن وإسرائيل بتغطية من جيش الاحتلال الذي يقدم لهم الدعم اللوجستي".

وسبق أن أكدت معلومات صحفية أن "جهاز المخابرات الأميركية هو من يزود الإرهابيين والجهاديين بالمعلومات حول تحركات الجيش إضافة لبنك أهداف وإحداثيات"، وتوقعت المصادر أن "تشهد المحافظة معارك شرسة بين الجيش العربي السوري والإرهابيين لدحرهم من حيت أتوا وإعادة فرض الأمن والأمان في درعا". من جهة ثانية، علمت "الوطن" أن "الجيش نفذ خلال الساعات الماضية عدة عمليات وصفت بالناجحة جداً في ريف دمشق وتحديداً على محور الغوطة الشرقية ومدينة عدرا ودوما حيث تم قتل العشرات من الإرهابيين وتدمير عدة أوكار وآليات". كما قام الجيش مدعوماً بالقوات الأمنية بعدة مداهمات في حرستا والقدم والحجر الأسود والسبينة حيث تم إلقاء القبض وتفكيك عدة خلايا إرهابية، وقال مصدر في الحجر الأسود لـ"الوطن": إن "الحي شهد اشتباكاً قتل على أثره عدد من الإرهابيين في حين تم إلقاء القبض على عدد آخر.
http://thirdpower.org/image.php?xx=1...adObamaVer.jpg
الولايات المتحدة تقترب من الحرب في سورية
Doyle McManus/ قسم الترجمة

لا يحمل التدخل العسكري في العالم الإسلامي للولايات المتحدة إلا الأسى، على ما يبدو، فلم تحقق النجاح في أي من عمليات تدخلها هذه، لا في العراق ولا أفغانستان أو حتى ليبيا. رغم ذلك، تقترب إدارة أوباما بتردد من التدخل في الحرب الأهلية في سورية، مساعدةً الثوار الذين يناضلون للإطاحة بنظام بشار الأسد العنيف. وهذا ضروري: فكلما طالت الحرب، ساء الوضع بالنسبة إلى الولايات المتحدة والسوريين على حدّ سواء. حصدت هذه الحرب حتى اليوم أكثر من 70 ألف قتيل، في حين خسر نحو 4 ملايين منازلهم، ونلاحظ أن الحجج المناهضة للتدخل بدأت تنهار بسرعة. لماذا؟ لأن كل البدائل أسوأ.

تبدو المعارضة السورية راهناً في حالة فوضى، ففي الأسبوع الماضي، استقال فجأة رئيس المجلس الحاكم التابع للثوار، الائتلاف الوطني السوري، مشتكياً من أن جماعة "الإخوان المسلمين" الأكثر تشدداً قد أضعفت سلطته. دعمت المملكة العربية السعودية أحد طرفَي هذا الخلاف (معاذ الخطيب المعتدل) في حين حظي الطرف الآخر (جماعة الإخوان المسلمين) بتأييد قطر، منافستها في الخليج العربي. اكتسب هذان البلدان نفوذاً كبيراً بين الثوار من خلال مدّهم بالمال والأسلحة، وتحاول الولايات المتحدة الواقعة بين هذين الطرفين تأدية دور الوسيط للتوصل إلى تسوية، إنما من دون اللجوء إلى إمدادات الأسلحة.

لم ينجح الإحجام الأميركي عن التدخل في وقف الحرب، بل زاد عملية تنظيم المعارضة صعوبة، فقد قدّمت الدول المجاورة لسورية (الدول العربية المتنافسة، فضلاً عن تركيا) المساعدة إلى مجموعات الثوار المفضلة لديها ما أدى إلى الانقسام لا النصر. في هذه الأثناء، على أرض الواقع، اكتسبت الجماعة الإسلامية المتشددة، "جبهة النصرة" المتفرعة من تنظيم "القاعدة" في العراق، سمعة كأكثر القوات المقاتلة فاعلية بين الثوار، ما يساعدها على اجتذاب المزيد من المقاتلين. من هنا نلاحظ أن مخاطر هذا الصراع كبيرة بالنسبة إلى الولايات المتحدة. فسورية محاطة بدول بالغة الأهمية بالنسبة إلى الأميركيين: تركيا وإسرائيل والأردن ولبنان والعراق. ومن الممكن لحرب طائفية طويلة في سورية أن تمتد عبر الحدود إلى أي من هذه الدول. علاوة على ذلك، إذا انتهت الحرب بعودة نظام الأسد، فسيشكل ذلك انتصاراً لإيران وكارثة للولايات المتحدة. أما إذا انتهت بانتصار جبهة النصرة، فسيكون الوضع أسوأ. لهذا السبب لا تزال إدارة أوباما تحاول حضّ النظام والثوار على التفاوض والتوصل إلى هدنة تطيح بالأسد، ولكن لا يبدو أي من الطرفين مستعداً للتفاوض.

عبرت الإدارة عن انحيازها شفهياً، معلنةً أن رحيل الأسد ضروري، ومعترفةً بالثوار كلاعبين شرعيين في أي حكومة جديدة. كذلك تعهدت بتقديم مساعدات إنسانية تصل قيمتها إلى نحو 385 مليون دولار. وزودت قادة الثوار بالتدريب ومعدات الاتصال. وتشير بعض التقارير الأخيرة إلى أن وكالات الاستخبارات الأميركية منحت وحدات من الثوار مختارة بعناية معلومات عسكرية وتدريباً خاصاً، وساعدتها في الحصول على شحنات أسلحة من مزودين، مثل المملكة العربية السعودية وقطر. من مشاكل هذا النوع الخفي من المساعدة أن معظم السوريين لا يعلمون به. حتى الجزء العلني من هذا البرنامج، والمساعدات الإنسانية، لا يحمل عبارة "صُنع في الولايات المتحدة". أخبر توم مالينوسكي من منظمة "مراقبة حقوق الإنسان" إحدى لجان مجلس النواب الأميركي الأسبوع الماضي: "يسأل الجميع [في سورية]... لمَ لا يساعدوننا؟ وقد وُجِّه هذا الغضب بالتحديد تجاه الولايات المتحدة".

باتت الحجج التي تُقدَّم لتأييد عدم التدخل في سورية مألوفة: لا نرغب في إلغاء احتمال عقد مفاوضات، قد تطيل المساعدة العسكرية الحرب. لا يمكننا التأكد من أن هذه المساعدات لن تقع بين أيدي الأشخاص الخطأ. وقد ننجر نتيجة ذلك إلى إنزال جنودنا إلى ساحة القتال، فضلاً عن أننا سئمنا الحروب في العالم الإسلامي.لكن تقديم المساعدة العسكرية للثوار في هذه المرحلة قد يدفع الحكومة إلى التفاوض، بدل أن يلغي هذا الاحتمال. كذلك قد تقصر هذه المساعدة الحرب. صحيح أن الأسلحة في تقع بين أيدي الأشخاص غير المناسبين، لكن هذه الحجة تكون مناسبة إن كنا نزوّد الثوار بصواريخ أرض جو، لا بنادق وذخيرة. علاوة على ذلك، لا داعي أن تتحول هذه المساعدة إلى سبب يجرنا إلى التدخل على الأرض، ففي تدخلنا في ليبيا عام 2011، أرسل أوباما طائرات قوات الجو الأميركية وسفن البحرية الأميركية إلى الحرب، إلا أنه اعتبر إنزال الجنود إلى ساحة المعركة خطاً أحمر والتزم به. لا ننكر أن الحرب في ليبيا لم تؤل إلى نهاية جيدة (ماذا كنا نتوقع؟ سويسرا؟). لكن مَن يشتكون اليوم مما حدث في ليبيا ينسون البديل آنذاك: هجمات معمر القذافي بالدبابات والطائرات ضد مدن بلده، تماماً كما يفعل الأسد في سورية اليوم.

اقترب أوباما من التدخل المباشر، فقد درس مسؤولوه خيارات تشمل تقديم شحنات أسلحة، وفرض منطقة حظر جوي أميركية، وهجمات ضد قوات الجو السورية. لكن الخطوات التي تُتخذ في هذا المجال بطيئة جداً، فيريد الرئيس الأميركي، على ما يبدو، أن يؤكد أن أي خطوة قد يتخذها لم تكن خياره الأول، بغض النظر عن طبيعتها. خلال مؤتمر صحافي أجراه الأسبوع الماضي خلال زيارته إلى الشرق الأوسط، اشتكى أوباما من أنه الخاسر الدائم في منصبه هذا. قال إن الولايات المتحدة، "إذا تدخلت عسكرياً، تُنتَقد لأنها تدخلت عسكرياً، وإن لم تتدخل عسكرياً، يردد الناس أيضاً: لِمَ لا تتخذون أي خطوات عسكرية؟". لا شك أن استياء الرئيس مبرر، فلا يريد مشكلة إضافية، فكم بالأحرى حرباً أخرى! لكن التردد ليس من صفات القيادة، ولا حتى القيادة من الخلف. لذلك علينا القيام بالمزيد.

http://thirdpower.org/image.php?xx=1.../UrpSimpol.jpg
لمَ يجب أن تتولى أوروبا زمام القيادة في سورية؟
Ulrich Speck/ قسم الترجمة

دامت الحرب الأهلية في البوسنة لأكثر من ثلاث سنوات إلى أن وضع ائتلاف من الدولة المستعدة للتدخل بقيادة الولايات المتحدة حداً لعمليات القتل الجماعي. كذلك أنهى تدخل آخر لحلف شمال الأطلسي حرب كوسوفو عام 1999. في كلتا الحالتَين، عرقلت روسيا محاولات التوصل إلى حل دبلوماسي، مرغمةً الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على التدخل من دون موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.تدخل الحرب الأهلية في سورية سنتها الثالثة، ولا تبدو نهايتها وشيكة، علماً أن حصيلة القتلى بلغت 70 ألفاً، ومرة أخرى تدمر الصراعات بين المجموعات المتعادية بلداً انتمى في الماضي إلى الإمبراطورية العثمانية. ومرة أخرى تنقسم القوى الكبرى، فتدعم روسيا أحد الطرفين، فيما تتردد الولايات المتحدة وأوروبا كثيراً قبل دعم الطرف الآخر.

ذكر وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت أخيراً أن حرب البوسنة كان يمكن أن تنتهي في مرحلة أبكر لو أن اللاعبين الدوليين توصلوا إلى تفاهم مشترك. وأضاف، متحدثاً عن سورية: "يجب ألا نكرر ذلك الخطأ، فلن نستطيع التوصل إلى حل سياسي إلا بجمع المجتمع الدولي معاً".لكن دروس حروب البلقان قد نُسيت اليوم على ما يبدو، فبينما تحترق سورية، يكتفي الاتحاد الأوروبي بالمراقبة من بعيد، معتمداً على العقوبات فحسب. فيطالب بإنهاء العنف ويساعد بعض اللاجئين في الدول المجاورة، وهكذا نرى سورية بحد ذاتها تُدمَّر، في حين تشهد الدول المجاورة اضطرابات متزايدة، خصوصاً لبنان الهش. وكل ما قاله دعاة عدم التدخل إنه سيحدث في حال تدخلت الدول الأجنبية يحصل اليوم: تفكك الدولة، والقتل الجماعي للمدنيين، وانتشار الأصولية، وزعزعة استقرار المنطقة.

تطالب باريس ولندن بتسليح الثوار، لكن عدد المستعدين للسير وراءهما في هذا الدرب الخطر قليل. تقدّم واشنطن بعض التدريب للثوار، ولكن يصعب على الغرب تحديد القوات التي قد تصبح شريكًا بناء في سورية ما بعد الأسد، ولا شك أن إرسال الأسلحة إلى سورية من دون امتلاك القدرة على التحكم باستخدامها قد يؤدي إلى نتائج عكسية، ما يزيد الطين بلّة، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار أن سورية تجذب راهناً العناصر الجهادية من دول أخرى.

لم تتردد الولايات المتحدة في تولي زمام القيادة في البلقان في تسعينيات القرن الماضي. لكن إقدامها على خطوة مماثلة في سورية اليوم يبدو مستبعداً، فبعد تجربتيها في العراق وأفغانستان، تريد الولايات المتحدة بقيادة أوباما الحد من التزاماتها الدولية، وما عادت ترغب في تحمل مسؤولية الحفاظ على النظام الإقليمي في الشرق الأوسط، علماً أنها ورثت هذا الدور من بريطانيا وفرنسا عقب الحرب العالمية الثانية. صحيح أن واشنطن تقدم بعض الدعم وتعبر عمّا تفضله في الشأن السوري، إلا أنها لا تقود حتى من الخلف، بل تكتفي بالدعم من الخلف، ما يضع دفة القيادة بين يدَي الأوروبيين. بخلاف الولايات المتحدة التي تبعد جغرافياً عن الشرق الأوسط، وتزداد استقلالاً عن مصادر الطاقة في هذه المنطقة، تجمع أوروبا بالشرق الأوسط روابط وثيقة على كل المستويات.

لا شك أن السماح لسورية بمواصلة تفككها وتدهورها إلى منطقة حرب خطر جداً؛ لذلك تُعتبر كلفة الوقوف مكتوفي الأيدي كبيرة. تملك سورية حدوداً مشتركة مع تركيا، أحد حلفاء حلف شمال الأطلسي، وهي مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. يعتبر الأوروبيون شرق البحر الأبيض المتوسط منطقة بالغة الأهمية من نواحٍ عدة، منها الطاقة. كذلك تحتاج أوروبا إلى دول مستقرة تتمتع بحكم جيد في جوارها كي تكون هي أيضاً بأمان وتزدهر، لكن الحرب الأهلية تولد العنف وتمتد عبر الحدود، وتعيق أيضاً الإنتاج والتبادل الاقتصادي، فضلاً عن أن الناس يهربون عبر الحدود بحثاً عن ملجأ آمن وحياة كريمة. يبدو الانتظار إلى أن ينتهي القتال بكل بساطة أحد حلول الواقعية السياسية، لكنه مجرد وصفة لإغراق البلد أكثر في وحول هذه الكارثة، خصوصاً أن حالة الجمود هذه قد تستمر سنوات. فكما يبدو اليوم، لا يستطيع أحد الطرفَين التغلب على الآخر، حتى لو حظي بدعم من لاعبين أجانب، ولكن في هذه الحالة، لن يخسر أي من الطرفَين أيضاً، وكلما طال القتال، صعب على البلد شفاء جراحه والتعافي. كذلك يزداد احتمال انقسام سورية في منطقة رسم فيها الاستعمار البريطاني والفرنسي الحدود خلال الحرب العالمية الأولى. نتيجة لذلك، قد تُثار الشكوك حول بنية المنطقة برمتها، ما يؤدي إلى زعزعة الأردن وإسرائيل ولبنان والعراق وحتى تركيا. وهكذا نرى تفكك الشرق الأوسط كما نعرفه اليوم يلوح في الأفق.

لا يستطيع الأوروبيون تحمل كلفة الاختلاف بشأن المسألة السورية، بما أن الكثير من مصالحهم مهدد. لذلك على القوى الأوروبية الأساسية، مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا، الإسراع إلى تطوير مقاربة مشتركة والاتفاق على استراتيجية موحدة. فلن يؤدي الاختلاف إلى عدم التدخل فحسب، بل يدعو أيضاً مجموعات خارجية أخرى إلى إدارة الدفة.من الضروري أن تبدأ باريس ولندن وبرلين مبادرة دبلوماسية مهمة بالتنسيق مع واشنطن، يكون هدفها الرئيس استمالة روسيا للتوصل إلى حل سياسي بشأن سورية: عملية انتقال للسلطة تمهّد الطريق أمام حكومة انتقالية في سورية تتألف من عناصر معتدلة من كلا الطرفين. وقد يتمكن مؤتمر سوري يجمع كل اللاعبين الكبار الدوليين والإقليميين، فضلاً عن جامعة الدول العربية، من تحديد شروط هذه المرحلة.

يكمن مفتاح كل حل سلمي في سورية في الكرملين، لذلك على الأوروبيين الضغط بقوة لإقناع بوتين بأن قضية الأسد خاسرة، وأن الوقت قد حان للتطلع أبعد من المصالح الروسية في سورية ما بعد الأسد. يجب أن تدرك موسكو أنها بمساهمتها في وضع حدّ للحرب الأهلية تحظى بفرصة الحفاظ على علاقتها اللصيقة مع هذه الدولة. كذلك ينبغي للأوروبيين أن يطوّروا خطة جيدة للحفاظ على السلام في سورية بعد انتهاء الصراع. بالإضافة إلى المغريات، تحتاج أوروبا إلى اللجوء إلى الحزم، الذي يتمثل بالتهديد بتعزيز الدعم المقدَّم للثوار، وتُعتبر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أفضل مَن ينقل هذه الرسائل إلى بوتين.

لا تقتصر المخاطر التي تواجهها أوروبا في سورية على استقرار محيطها، بل تشمل أيضاً مصداقيتها. فقد تكبد أعضاء الاتحاد الأوروبي الكثير من العناء لتمرير معاهدة لشبونة، ومن الحجج الرئيسة التي اعتُمدت ضرورة تعزيز دور سياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية بالاستعانة بخدمة دبلوماسية جديدة وتمثيل عالٍ أكثر فاعلية. وتشكل سورية الاختبار الحقيقي الأول للبنية التحتية لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية الجديدة، وإذا اكتفت باريس، ولندن، وبروكسل، وبرلين بمراقبة ما يحدث فيما تحترق إحدى الدول الأساسية في الجوار، فسيتضح أن كل هذه المسألة كانت عبثاً. ولا شك أن آخرين سيحاولون عندئذٍ ملء الفراغ الذي سيخلفه انسحاب الولايات المتحدة.

kumait 01-04-2013 03:24 PM

ناشونال انترست: فرض حظر جوي على سوريا ليس حذرا ويعد عملا حربيا
 
ناشونال انترست: فرض حظر جوي على سوريا ليس حذرا ويعد عملا حربيا
مجلة ناشيونال إنترست/ الترجمة / القوة الثالثة

اشارت مجلة ناشيونال إنترست في مقال تحت عنوان "مخاطر الحظر الجوي في سوريا"، استهله قائلاً إن واشنطن تستقبل الذكرى العاشرة لغزو العراق بطريقة غير معتادة: من خلال الحديث عن حرب جديدة، هذه المرة في سوريا.فقد أصدر السيناتور الجمهوري جون ماكين وليندسي غراهام، في أعقاب إشاعات غير مؤكدة حول وقوع هجوم بالأسلحة الكيميائية، بياناً مشتركاً دعيا فيه إلى "تقديم الأسلحة لجماعات المعارضة السورية الموثوق بها، وتوجيه هجمات ضد طائرات نظام الرئيس بشار الأسد وبطاريات صواريخ سكود على الأرض، وإقامة مناطق آمنة داخل سوريا لحماية المدنيين وجماعات المعارضة". وبعد ذلك، صرح السيناتور كارل ليفين أنه ينبغي بذل بعض الجهود العسكرية لاستهداف الدفاعات الجوية السورية، مشيراً إلى أنه يمكن نشر الصواريخ المضادة للطائرات على الحدود التركية لفرض منطقة حظر جوي على شمال سوريا دون التوغل فعلياً في الأراضي السورية. ويشير الكاتب إلى أن فكرة منطقة الحظر الجوي تنطوي على مشكلتين، أولهما أنها ليست حذرة للغاية- فهذا سيعد عملاً حربياً بغض النظر عما إذا اقتحمت القوات العسكرية الأراضي السورية أم لا. وستغدو الولايات المتحدة وتركيا في هذه الحالة أطرافاً في الصراع وقد تمضي سوريا إلى شن هجمات انتقامية ضدهما، مما سيؤدي إلى حرب أوسع نطاقاً.

وستصبح الولايات المتحدة أيضاً مسؤولة عن مصير السوريين الذين يفرون إلى منطقة الحظر الجوي، وسيسفر أي عمل وحشي تقوم به القوات السورية داخل المنطقة الآمنة عن ضجة دولية مما قد يؤدي إلى هجوم مضاد في سوريا وتوسيع نطاق الحرب وأهدافها. ومن ثم فإن منطقة الحظر الجوي تزيد من احتمال تورط الولايات المتحدة في الصراع دون أن تتناول أي من المصالح الأميركية الأساسية في مصر، مثل تأمين مخزون الأسد من الأسلحة الكيميائية والحد من مخاطر انتقال الصراع في المنطقة وتقويض نفوذ إيران وحزب الله وكذلك الجماعات الموالية لتنظيم القاعدة. وثانياً، من الصعب تحديد النتائج المُتوقع تحقيقها من مثل هذه الخطوة.ولفتت الى ان "الطائرات والمروحيات العسكرية، على الرغم من أهميتها بالنسبة لمن يمتلكها، لا تقوم بدور بارز في ساحات القتال الواقعة في مناطق سكنية مغلقة. فلا تمتلك الطائرات الفاعلية التي تتسم بها المدفعية في استهداف المدنيين في المدن السورية".

وذكرت الصحيفة أن المشكلة في فكرة الحظر الجوي على سوريا هي مشكلة إستراتيجية؛ حيث تقوم الحروب على مبدأ استخدام العنف لإرغام العدو على تنفيذ مطالب محددة، ولكن ما هي مطالب الولايات المتحدة في سوريا وهل سينجح الحظر الجوي في تنفيذها؟ ويُجمع معظم الأميركيين على أن الهدف في سوريا هو المساعدة في إنهاء المأزق والإطاحة بنظام الأسد. ولكن الضغوط الناجمة عن منطقة الحظر الجوي ستؤدي إلى تناول هاذين الهدفين بصورة غير مباشرة.

وأوضح أن لا أحد يعتقد أن الحظر الجوي سينجح في إقناع الديكتاتور الذي قام بسجن وتعذيب وقتل عشرات الآلاف من أبناء شعبه بالتنحي عن السلطة، ولكن الفكرة تدور حول أن النخب المحيطة بالأسد ستخشى الضغوط الدولية- أو احتمال وقوع غزو خارجي- وستمضي للإطاحة به. غير أن نفوذ معظم هذه النخب يعزى إلى علاقاتهم القوية بالأسد، ومن ثم قد يشعرون بالتردد حيال التخلي عنه. وفي الوقت نفسه، لا تتمتع تهديدات الغزو بمصداقية كبيرة نظراً للاعتقاد السائد بأن الحرب لا تخدم المصالح الأميركية. ويختتم الكاتب المقال بالإشارة إلى أن الحظر الجوي لن يصعد مخاوف النخب السورية ولن يؤدي إلى خروج الأسد من السلطة، حيث إنه سيمَّكن الولايات المتحدة من مواصلة الفشل في تحقيق أهدافها ولكن مع بذل جهود شاقة.

الحدود الشمالية الاردنية على موعد مع الحرب وعزل درعا ..
أستعدادا لفتح دمشق// وأمريكا تستعد لفرض (الحظر الجوي)

في الوقت الذي تدور فيه معاركطاحنة بين قوات النظام السوري، وتلك المقاتلة في صفوف المعارضة، تترقب الحدودالأردنية الشمالية ساعة "الحرب" وتدفق أسلحتها. وتقاتل المعارضة السوريةالمسلحة بشراسة، ويرد الجيش النظامي بقوة، في عدّة نقاط اشتباك على الشريط الحدوديالفاصل بين الأردن وسوريا. على وقع ذلك، تمهد سلسلة من القرارات السياسية العربية والدولية، لمساعدة المعارضة على الوصول إلى الهدف النهائي في قلب العاصمةالسورية دمشق، التي لا زال نظام بشار الأسد، ممسكاً بزمام الأمورفيها.

** عزل درعا .. وتفريغها

نقطتانيريد ما يسمى بالجيش السوري الحر، الحسم عندهما تماماً؛ وهما المعبران الحدوديانالرسميان، درعا ونصيب، في حين ترتفع وتيرة الاشتباكات بالقرب منهما، مما يصل في كثير من الأحيان، الأراضي الأردنية. لكن، ورغم الاشتباكات، تسيطر المعارضةعلى مناطق واسعة من محافظة درعا جنوبي سوريا، مما جعلها، شبه معزولة، على حد وصف مصادر في المعارضة. وبحسب المصادر، ضعفت قدرة الجيش السوري النظامي على الردفي المناطق الجنوبية، في أعقاب استنزاف العمليات التفجيرية المتتالية، وما يشبه حربالعصابات الذي يشنه معارضون ومقاتلون من ما يعرف بـ"جبهة النصرة"، لأفراده وقواه البشرية. بالتزامن، يتواصل تدفق اللاجئين السوريين على الأردن، وغالبيتهم من محافظة درعا الجنوبية، التي يشير محللون إلى أنها ستكون نقطة الانطلاق، إلى معركة "نهاية الأسد".

وتشير الأرقام غير الرسمية، في ظل صعوبة الإحصاء الرسمي، إلىأن ثلثي سكان درعا فروا منها، باتجاه الأردن ومحافظات سورية أخرى، في خطوة يقول سياسيون إنها ممنهجة، لتفريغها. كان النائب المخضرم عبدالكريم الدغمي، ومعهآخرون، لفتوا إلى خطورة هذه النقطة، التي تهدف إلى تفريغ ممنهج لدرعا من سكانها،مما يمهد لإقامة منطقة عسكرية، أو أخرى عازلة. وعودة للميدان، يبدوالإمداد السوري الرسمي لقوات الجيش النظامي، صعباً، في ظل سيطرة المعارضة على طريقهام بين دمشق وعمّان.

** قطع "وريد" الجيش النظامي

هذا الطريق، المعروف باستراد درعا دمشق، يقول مسؤول عسكري في الجيش السوري الحر إنه سقط تماماً في يد المعارضة، بعد اشتباكات سبقت "معركة الحسم" الجارية حالياً عند الحدود."الأتوستراد كان حبل وريد للجيش النظامي، والأرض ا لمحيطة تحت أيدينا.." يقول أبو القاسم الحوراني المتحدث باسم لواء المعتزالمسلح. ويضيف الحوراني أن قطع طريق الإمداد على جيش الأسد أضعف قدرته على المواجهة. ما جعل انهيار وحداته المنتشرة في الجنوب أمراً حتميا.

وأقر نائبسوري، الخميس، بسقوط الطريق الدولي هذا، ومناطق واسعة من درعا في أيدي مسلحيالمعارضة والمقاتلين. قبل أسبوع، تقدم "الحر" ليسيطر الجمعة على كتيبة "38" الغنيمة الأكبر في الجنوب حيث استولت فيها المجموعات على كميات من الرشاشات المدفعية الثقيلة ومضادات الطائرات ساعدتهم تعبوياً على الأرض، وفقاًللحوراني. ويقول الحوراني إن الجيش الحر ثطع سلك اتصال ليفي، كان يزود وحدات المعبر بالإنترنت وبالخرائط والمعلومات عن تحركات المجموعات المسلحة والخطط المتبعة في مواجهتهم لتحجب الرؤية اللوجستية عن جيش الأسد كذلك.

** معركة نصيب أولاً

وفي ذلك الحين، اندلعت سلسلة مواجهات دامية بين النظام والمعارضة عند الحواجز العسكرية التي تسبق معبر نصيب، المحاذيلمعبر جابر في المفرق شمال شرقي الأردن. أعقب ذلك، إعلانات متتالية منالمعارضة، نشرتها وكالات عالمية، عن سقوط المعبر بيد الجيش السوري الحر. إلاأن مسؤولين في "الحر" سارعوا لنفي النبأ، بعدما تمكنت وحدات نظامية من استعادة السيطرة جزئياً، لتعود المعارك مجدداً، في سبيل "إسقاط نصيب". ويقول معارضون - إن مشكلة معبر نصيب الآن، تكمن في احتجاز الجيش النظامي، مدنيين في مكاتب هناك،مما يحول دون اشتداد المعارك بالقرب منهم، "خشية على حياتهم".

** المعبران الرسميان مغلقان

وبصرف النظر عن هوية مغلقمعبري نصيب ودرعا، جابر والرمثا، الرسميين بين الأردن وسوريا، إلا أنهما مغلقان بوجه أي حركة على الأرض. نفى الأردن قبل أيام، ومن بعده الجمارك السورية،إغلاق أياً من المعابر الرسمية، إلا أن سواتر ترابية أمام معبر درعا – الرمثا، في الجانب السوري، تحول منذ 40 يوماً دون النفاذ عبره. وفيما يتعلق بنصيبجابر، فإن الوضع الأمني بشكل عام، والاشتباكات العنيفة في محيطه على وجه التحديد،يمنعان الحركة عبره. وفي ظل عودة سيطرة الجيش النظامي على "نصيب"، فإنه بخلاف الحدود الطويلة بسيطة الجغرافيا الممتدة من أقصى غرب الرمثا إلى الزاويةالشمالية الشرقية للمفرق، يقف معبرا درعا ونصيب عائقاً أمام السيطرة الكلية على طولالحدود من قبل الحر.

** على الأرض.. ماذا يعنينصيب..؟

منذ بدء الأزمة في سوريا وتحديداً من درعا قبل عامين وتحول احتجاج الناس المزامن للربيع العربي إلى مجموعات مسلحة تحرز تقدماً على الأرض فيمواجهة الجيش النظامي السوري. كان القاطع الجنوبي متصدراً الأحداث لاتصاله معالأردن المحايد سياسياً، ويظهر حياده عسكرياً، والأكثر ملائمة للجوء وتقديم خدمةإنسانية للشعب السوري. والأخطر من حيث القرب من الأراضي المحتلة في اسرائيل. الجيش الحر ما انفك يتقدم شيئاً فشيئاً على طول الحدود مع الأردنمؤمناً سبيل الدخول لأكثر من نصف مليون لاجئ، بدءاً بالنقاط الحدودية فالمخافروالمفارز، والآن المعابر الرئيسة. وباعتباره حاوياً لوحدات عسكرية مهمة قادرة على الاستمرار في معركة كر وفر أخرت سيطرة الجيش الحر على الأراضي حولهومحافظاً على ثبات 8 نقاط دفاعات جوية منتشرة في الجنوب، تبرز أهمية نصيب. وبحسب المعطيات فإن سقوط نصيب يعني حرية الدخول والخروج عبر معبرمجهز، وضعفاً في الغطاء العسكري الجنوبي أرضاً وجواً.

** "فتح دمشق" .. والحدود تنتظر الحرب

يقول، الحوراني الذي يكنّى بأبي القاسم إنه بسقوط نصيب وفيلق عسكري نظامي هام في درعا، فإن معركة "فت حدمشق" تكون قد حانت، فالطريق تصبح أسهل للوصول بتجهيزات ومدرعات ثقيلة إلى قلب العاصمة السورية. ما يعني إنهاء وجود الأسد فيها، وفقاً لتعبيره. هذه المدرعات لن تجد سبيلاً للدخول إلا عبر الأردن الذي يريد البقاء رمادياً وسط الأزمة المتصاعدة في جارته الشمالية. مصدر التسليح بات مكشوفاً، في ظل تأكيد مصادرالمعارضة وصول معدات عسكرية خفيفة وثقيلة، بتمويل خليجي وتركي إلىقواتها. وكشفت وسائل إعلام غربية عديدة على مدار الأسابيع الماضية، عن تزايدعمليات تسليح المعارضة عبر الأردن، سواء بنقل تلك الأسلحة بالطائرات، أو عبر الشيكالحدودي. كان كل ذلك، قبل سقوط أي معبر رسمي بيد المعارضة، وقبل تقويتها رسمياً بالتسليح السري والعلني. لكن، وفي ظل قرارات سياسية وتصريحات هامةبرزت مؤخراً، فإن أسلحة الحرب ستتدفق بكثافة عبر الحدود الأردنية الشمالية، يقول مراقبون.

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، خلال زيارته عمّان، أن الولايات المتحدة عملت وستعمل على تقوية المعارضة السورية، دون أن يكشف عن أساليب هذه التقوية. بعد ذلك بأيام، قرر العرب في قمة الدوحة الأخيرة، منح كل دولةعربية الحق، في تسليح المعارضة السورية، دون اعتبار ذلك، مخالفاً لمواثيق الجامعة العربية ومقرراتها.

** سماء درعا تخرج عن طوع النظام

منذ بداية الأزمة انفرد النظام بسماء خالية استطاع من خلالهااحباط عدد كبير من عمليات المجموعات المسلحة على الأرض وخطوات انشقاق قد تقسم ظهرالبعير. كانت الطلعات الجوية لطائرات الميغ النظامي الخطر الأوحد على الجيش الحر حيث كان يختبئ نهاراً من قصفها ويبقى متوجساً من ضربها لأي نقطة قد يفكر في "تحريرها". الكتيبة (38) التي اسقطتها المعارضة، حملت في مخازنها مضادات طيران استعملها الحر ضد النظام بعد الاستيلاء عليها، فخرجت السماء عن طوع النظاموصار التحليق بارتفاع عال جعل القصف النظامي غير دقيق وشبه عشوائي. ما زاد تفوقالمجموعات المسلحة على الأرض خصوصاً وأنها تحترف الحركة بين التجمعات السكانية. من جانب مواز، سقطت كتيبة 99 التي تحوي رادار سوريا الجنوبي ثاني أهم رادارات شبكة الدفاع الجوي في الجمهورية السورية، الذي قصفه النظام بالخطأ وتفجر لحظة الاستيلاء عليه، بحسبما أقرت به مصادر في الجيش النظامي. وبذلك،يكون نظام المراقبة الجوية في الجنوب، انتهى بنسبة 90% بحسب تقديرات المعارضة، التي تبدو أكثر قدرة الآن على المراقبة، من نظام الأسد وقواته. أصبحت سوريا مكشوفة من الجنوب ومفتوحة الأجواء لأي دخول أجنبي كان، عدا عن سلب الجيش الحرلمضادات الطائرات التي تمكن النظام من الحفاظ على أجوائه حتى بالعين المجردة.

قائد القوات الأميركية في أوروبا يكشف عن إعداد
الناتو خطة عسكرية لوقف النزاع في سوريا

أعلنت الخارجية الأميركية أن واشنطن تدرس إمكانية فرض منطقة حظر جوي في سوريا، وأضافت المتحدثة باسم الوزارة، فكتوريا نولاند، أنالولايات المتحدة تدرس كافة الخيارات من أجل مساندة التسوية السلمية للنزاع في سوريا وما مدى إمكانية هذه الإجراءات من إنقاذ حياة الناس. وكان الأميرالجيمس ستافريديس، قائد القوات الأميركية في أوروبا أعلن في وقت سابق أن بلدان الناتو، يعدون خطة للعمليات العسكرية لوقف النزاع الدموي في سوريا المستمر منذسنتين. وأضاف أن عدداً من بلدان الناتو تدرس إمكانية التدخل العسكري بهدف إنهاء الحرب الأهلية في سوريا، وتقديم الدعم للمعارضة ومن بينها استخدام الطيرانلفرض منطقة حظر جوي في سوريا. وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" أندرس فوج راسموسن أعلن أن الحلف لا يخطط لتدخل عسكري في سوريا لإنهاء النزاعالمسلح في البلاد، مشدداً على ضرورة إيجاد حل سياسي للملف السوري.

ميدانياً،أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بمقتل 32 شخصاً معظمهم في دمشق وريفها وبينهم 15 قضوا تحت التعذيب، فيما أفادت شبكة شام الإخبارية بقيام قوات النظام بقصف أحياءالقابون وجوبر وأحياء دمشق الجنوبية بالمدفعية الثقيلة والدبابات. وفي ريفدمشق، تجدد القصف من الطيران الحربي على عدة مناطق في الغوطة الشرقية تزامناً مع اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش الحر وجيش النظام في درايا. أما في حلب، فقد قامت قوات النظام بقصف حي مساكن هنانو بالطيران الحربي، كما وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام في محيط الشيخ مقصود في حلب. وفي درعا، تجددالقصف العنيف على مدينة طفس بالمدفعية الثقيلة، ومؤخراً قامت قوات النظام بقصف قرية دروين بواسطة قذائف الهاون في اللاذقية.

إنذار عسكري سوري مفاجئ للأردن : عندكم 14 يوما لتنظيف
حدودكم من ( الغرباء والإرهابيين) وإلا سنضربكم دون أنذار!!

عبر مسؤول عربي رفيع المستوى في إتصال هاتفي مع موقع "أخبار بلدنا" الأردني وحسب تقرير الموقع عن دهشة عواصم عربية عدة في الإقليم من توقيت وطبيعة إنذار عسكري وجهته القيادة السياسية السورية للأردن عبر القنوات الدبلوماسية، وتضمن تحذيرا للأردن من عواقب رد عسكري سوري صارم داخل حدود الأردن، إذا لم تعمل القوات العسكرية الأردنية بشكل فوري خلال أسبوعين على تطهير المنطقة الحدودية من آلاف المقاتلين التابعين للمعارضة السورية الذين يتسللون الى داخل سوريا، ثم يجدون داخل الأراضي الأردنية ملاذا لهم، إذ تضمن التهديد السوري أيضا والذي لم يعرف طبيعة الرد الأردني تجاهه تحذيرا من أن إنقضاء مهلة الأسبوعين بدون أي تحرك أردني يعني أن سوريا سوف تضرب تشكيلات مسلحي المعارضة على الأرض الأردنية أيا تكن النتائج السياسية والعسكرية.

وفي تطور مفاجئ بقي مكتوما في الأيام القليلة الماضية، فقد سمع مسؤول أردني مهم زار العاصمة الأميركية واشنطن مؤخرا لفتح نقاش سياسي وأمني عميق حول الأزمة السورية المندلعة منذ أكثر من عامين بدون أي أفق سياسي، أن أميركا لا يمكن أن تنفذ تدخلا عسكريا في سوريا، وأنها حائرة بين تصميم حل سياسي يبقي الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، وهو أمر يمكن الإعتماد في تنفيذه على الدبلوماسية الأردنية، أو الإستعاضة عن تدخل عسكري بتنفيذ سلسة عمليات إستخبارية معقدة على الأراضي السورية، لكن أميركا تخشى صراحة إذا ما سلكت الخيار الثاني أن تكون كمن يشد حبل الإعدام على رقبته، إذ تتهيأ التقديرات الأميركية لعمل إنتقامي ماحق من الجانب السوري ضد إسرائيل إذا ما شعر الأسد أن نظامه قد هوى فعلا.

ووفقا للمسؤول الأردني الزائر للولايات المتحدة الأميركية، فإن واشنطن لا تخشى على حليف سياسي مثل الأردن من إنتقام مماثل، وهو أمر أزعج عمّان بشدة، إذ بدا التركيز الأميركي على كيفية المواءمة بين سعي محموم لإسقاط نظام الأسد، وكذلك ضمان عدم تنفيذ أي هجمات عسكرية إنتقامية ضدها، إذ سمع المسؤول الأردني تحديدا من نظراء له في الإدارة الأميركية أن سلسلة غارات صاروخية سورية تجاه محطات إسرائيلية لتوليد الكهرباء وتحلية المياه، يمكن أن يبقي الإسرائيليين أشهرا عدة بلا كهرباء أو ماء للشرب.

kumait 03-04-2013 02:20 PM

فايننشال تايمز: أموال الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين توشك على النفاد
 
فايننشال تايمز: أموال الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين توشك على النفاد

أشارت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إلى أن "الأموال التي تخصصها الأمم المتحدة لمساعدة الأعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين توشك على النفاد، إذا لم تصرف دول الخليج الأموال التي وعدت بها"، لافتة إلى أن "برنامج الغذاء العالمي ينفق 5.18 مليون دولار أسبوعيا، وما يقارب المليار دولار سنويا لمساعدة اللاجئين والمرحلين داخل سوريا، بسبب القتال". ونقلت عن المدير التنفيذي للبرنامج، إرثارن كوزان، قوله أن "الهيئة الأممية لا تحصل إلا على نصف المبلغ، من الدول المانحة، والمبلغ الآخر قروض يأخذها البرنامج من هيئات دولية"، محذرا من أن "البرنامج يعيش ضائقة مالية"، موضحا أنه "دعا شخصيا الدول الخليجية، بما فيها السعودية، وقطر، والإمارات والكويت إلى تقديم المساعدة، ولكن الأموال لم تصل".

أميركا قد تنظر في رفع أسماء بعض قادة "النصرة" عن لائحة الإرهاب
وكالات

لفتت مصادر موثوقة لصحيفة "الحياة" إلى "مراجعة الإدارة الأميركية أداء "جبهة النصرة" التي أدرجتها كمجموعة ارهابية في كانون الأول الماضي"، مشيرة إلى أنه "لا يتوقع أن ينتج عن هذه المراجعة رفع الجبهة عن لائحة الإرهاب، لكن هناك امكانية لاستيعاب المجموعة أو النظر في رفع أسماء بعض قياداتها عن اللائحة".

http://thirdpower.org/image.php?xx=1...riaHetoPIC.jpg
تقارير وشهاداتأميركية: أنتخاب هيتو بأتفاق ( قطري - سعودي)
ــ وأمريكا غير قلقة من أحداث سوريا!!

مصادر دبلوماسية : انتخاب هيتوجاء نتيجة مساع سعودية - قطرية

أشارت مصادر دبلوماسية رفيعةلصحيفة "الجمهورية" إلى أن "انتخاب غسان هيتو رئيسا للحكومة السورية المؤقتة جاءأساسا نتيجة مساع سعوديّة - قطريّة حثيثة، علما أن واشنطن كانت تفضل عدم اتّخاذ هذهالخطوة، كما أن عددا من المعارضين السوريين احتجوا على هذا الإجراء"، معبرة عن "ترحيب الإليزيه بانتخاب رئيس حكومة سورية معارضة منسجم مع المواقف الفرنسيةالسابقة، التي تعتبر تشكيل حكومة موقتة عاملا مساعدا في تسهيل تسليح المعارضةوإعطاء بديل حقيقي عن النظام السوري القائم وقلب مواقف القوى في الميدان، كما أنهذا الموقف الفرنسي يهدف الى إعطاء باريس هامش مناورة أوسع في معالجة ملف سوريا،حيث أوحت التفاهمات الأميركية - الروسية أحيانا بأنها تستبعد فرنسا، وهو ما عبّرعنه كذلك المبعوث العربي - الأممي الأخضر الابراهيمي الذي امتعض في أكثر من مناسبةمن الدور الفرنسي وحاول حصر التداول في الشأن السوري مع واشنطن وموسكو". واعتبرتالمصادر أن "باريس تأمل أن تسهم هذه الخطوة في تماسك المعارضة بقيادة رئيس الائتلافالمعارض معاذ الخطيب، وأن تساعد على اعتماد حل للأزمة السورية، كما تتطلع فرنسا إلىأن يكون هذا الانتخاب خطوة على طريق تحضير عملية الانتقال السياسي فيسوريا".

مسؤول أميركي: أميركا غير قلقة تجاه تداعيات أزمة سوريا

نقلت صحيفة "الجمهورية" عن مسؤولأميركي تأكيده أن "نتائج جولة كل من الرئيس الأميركي باراك اوباما ووزير الخارجيةالأميركي جون كيري على المنطقة، بدأت تؤتي ثمارها، إذا شئنا فصل الملف السوري عنسائر الملفات الأخرى"، معتبرا أن "الكثير من المفاهيم والمواقف التي تُنسب الىالإدارة الأميركية الراهنة وعلاقتها بالتيار الإسلامي، يحتاج الى تدقيق، فواشنطنليست غائبة عما يجري في مصر وتونس وليبيا والعراق وغيرها من الدول التي شهدت حراكاًسياسياً متفاوتاً في السنتين الماضيتين، والانتهاكات في مصر لحرية الصحافة والتعبيروالتضييق على الناشطين السياسيين، والاعتداءات التي لم توفّر حتى قريبين منإعلاميّين يعملون في مؤسسات أميركية في واشنطن، لن تكون بلا أثر أو ردود فعل منالإدارة الأميركية، لكن ما يحصل قد يصب في مصلحة الموقف الأميركي الذي يتعامل معالمنطقة على اعتبار أنها تمرّ في مرحلة انتقالية معقّدةجدا".

وطمأن إلى أن "ملف الأزمة السورية هو من أكثر الملفات التي تبدو الإدارة الأميركية غير قلقة تجاه تداعياتها، على رغمكل الانتقادات التي وجهت اليها"، لافتا إلى أن "هذه الأزمة تحولت الى مستنقع حقيقيتغرق فيه الجهات كافة التي تعتبر أنه يمكن استعمال هذه الساحة لتحقيق مآربها، وتبينبعد مرور عامين على اندلاع الثورة، أن لا أحد قادر على حسم الموقف لمصلحته أو انهتمكّن من تحقيق الحد الأدنى من أهدافه". وإذ رفض التعليق على ما أعلنتهمصادر إسرائيلية أخيراً عن تقسيم سوريا الى ثلاث دويلات او اكثر، وأنها لم تعد تخشىأي تهديد في السنوات العشرين المقبلة، رأى أن "الجهات التي انغمست في الأزمة السورية لم تعد قادرة على تدارك تداعياتها، وينطبق هذا الأمر على القوى الداخلية والإقليمية والدولية، من "حزب الله" الى إيران الى روسيا"، مشيرا إلى "متابعة دؤوبة لتأثيرات الحرب في سوريا على الحزب تحديداً، ولردود فعله في المرحلة المقبلة،خصوصاً حيال الإستحقاقات اللبنانية".

صحيفة أميركية: عـن التنافـر بيـن المسـلحين و«المجالـس المحليـة»
تقرير صحيفة لوس أنجلوس

نشرت صحيفة «لوس أنجلس تايمز» الأميركيةتقريراً، أمس، يلقي الضوء على بعض جوانب الخلافات بين المقاتلين السوريين و«المجالسالمحلية» حول من يرسم مستقبل سوريا بعد انتهاء «الحرب الأهلية». وذكرت الصحيفة،في تقريرها: «يقود غالباً الانتفاضةَ المسلحةَ أشخاصٌ من الطبقة العاملة، أماالأفضل تعليماً وغيرهم فيسعون لدخول المعترك السياسي من خلال مجالس المعارضة، انكان على المستوى المحلي أو الوطني. وينظر بعض المتمردين إلى تلك المجالس كأنهاوكيلة للغرب أو لمصالح خارجية أخرى، ويرفض العديد منهم الاعترافبها». واضافت: «في المقابل، إذا رفض قادة المسلحينالتخلي عن نفوذهم بعد انتهاء الحرب الأهلية فستتحول سوريا إلى دولة فاشلة وإلىأرضية خصبة لأمراء الحرب وللميليشيات المتنافسة في ما بينها».

وتابعت: «فيمحافظة إدلب، مثلاً، كما في غيرها من المحافظات، تم انتخاب مجلس إدارة محلي برئاسةمدنيين. لكن وبالرغم من أنّ غالبية المحافظة هي في يد المتمردين، فإنّ المجلس يعملمن تركيا. ويبدو أنّ السلطة التي يتحكم بها تشبه إلى حد ما السلطات التي تستحوذعليها المنظمات الإنسانية، وهذا هو جوهر مساهمته على الأرض، حيث يقتصر دوره إلى حدبعيد على إرسال المساعدات وتأمين الموارد لإعادة تأهيل الخدمات، مثل المياهوالكهرباء. وفي غضون ذلك، فإنّ سطوة المسلحين اتسعت خلف الخطوط الأمامية لتشملالسيطرة على الطرقات، وتوزيع المساعدات الإنسانية إضافة إلى سيطرتهم على التجارةوالمحاكم. ويشدد المتمردون على أنّ سيطرة الميليشيات الآن، في زمن الحرب وانعدامالأمن، لا تمنع من العمل على إقامة مستقبل ديموقراطي في سوريا. ويتحدث البعض منهمبشغف عن عودته إلى حياته الطبيعية بعد الصراع، فيما يعتقد آخرون أنهم يستحقون بدلاًعن كل تضحياتهم».

ويتساءل قائد «لواء عباد الرحمن» في معرة النعمان أحمد سعود: «أنا من بين أولئك الذين يقاتلون يومياً ويموتون، ثم يريدون المجيء بشخص آخر لوضعهفي المجلس؟». ويتساءل المتحدث باسم «كتيبة صقور الشام» محمد أبو الزكي عاصي،التي تسيطر مع «كتيبة شهداء سوريا» على منطقة جبل الزاوية في إدلب، «بالنظر إلىأولئك الذين يؤلفون المجالس المدنية، وقُلتُها مليون مرة، متى انضموا إلى الثورة؟». ويوضح أنه «حضر انتخابات مجلس منطقته في تركيا منذ أشهر، برغم أنه لم يكن مدعواً،ويقول إنّ الناشطين المدنيين لا ينسقون مع المسلحين».

وفي حين كان عاصي، الذي كان يعمل تاجرا في لبنان قبل انطلاقالاحتجاجات، يتحدث في كهف تحت منزله، كانت إحدى المحطات التلفزيونية تبث خبراً عناختيار «الائتلاف الوطني السوري» المعارض لغسان هيتو «رئيسا لحكومة موقتة»، في خطوةأثارت غضبه وغضـب العديد من المقاتلين. من جانبه، يقول «عضو المجلس المحلي» في معرة النعمان عبد النصيرملص: «لم نقاتل لنخرج من سطوة نظام عسكري إلى نظام عسكري آخر»، في إشارة إلى بعضالأعمال التي يقوم بها المسلحون.

الغارديان: عناصر من "الجيش السوري الحر"
والقوات الحكومية تبيع النفط الخام
تقر ير صحفي/لندن / الغارديان

أعلن مقاتل في "جبهة النصرة"، المدرجة على لائحة المنظمات "الإرهابية" من قبل الولايات المتحدة، يسمي نفسه "أبو البراء"، أن "عناصر من "الجيش السوري الحر" والقوات الحكومية تبيع النفط الخام من حقول ديرالزور إلى تركيا". وأوضح "أبو البراء" في مقابلة مع صحيفة "الغارديان" البريطانية، عبر سكايب أن "آبار النفط حول مدينة ديرالزور تعاني الآن حالة من الفوضى، وتقوم عناصر من الجيش السوري الحر والقوات النظامية ببيع النفط الخام إلى تركيا بالشاحنات". وتابع "نبحث عن مهندسين متخصصين للتعامل مع آبار النفط لجعلها تعمل، ونقوم في هذه اللحظة بحراسة هذه الآبار ولا نستخدمها على الاطلاق، لكننا نستخدم الغاز فقط لتلبية إحتياجات الناس اليومية". وزعم "أبو البراء" أن "وجود الجيش السوري في مدينة ديرالزور الواقعة شرق سوريا، يتناقص وهو يسيطر على مطار المدينة وعلى الجبال المحيطة بها فقط، وسنقوم بالتركيز الآن على تحرير المطار وخصوصا بعد أن صادرنا كمية كبيرة من الأسلحة من القوات الحكومية".

وأشار الى أنه "لدينا الآن دبابات روسية وأوكرانية الصنع وعربات مدرعة ومدفعية وصواريخ مضادة للطائرات من طراز كوبرا، ولا نحتاج لشراء أسلحة من العراق بعد الآن"، لافتا الى أن "جبهة النصرة بدأت توزيع المساعدات الغذائية المقدمة من قبل منظمة الصليب الأحمر على المدنيين خوفاً من قيام مقاتلين يدّعون بأنهم أعضاء في الجيش السوري الحر ببيع هذه المساعدات للحصول على المال بدلاً من توزيعها على الناس". وهاجم "أبو البراء" رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد معاذ الخطيب، لاعتباره أن المقاتلين الأجانب غرباء على سوريا، وقال إن "هذا الوصف ينطبق في الواقع على الخطيب واتباعه المقيمين في تركيا معظم الوقت ويتحدثون فقط ويعقدون المؤتمرات الصحافية".

الأسد: معركة الانتصار بدأت وما نخبأه مفاجأة كبرى...
والخطيب: يطالب بحال الـ (جنوب أفريقي)
دمشق/ تقارير

أكد الرئيس السورى بشار الأسد، بعد لقائه قادة عسكريين إن سوريا الآن هي أكثر قدرة على الصمود وتحقيق النصر. وذكر موقع “داماس بوست” السورى الإلكترونى اليوم الإثنين أن الأسد أكد عقب لقائه الوفد العسكري الرفيع، الذي زار كوريا واطلع على الاتفاقات العسكرية الموقعة أن ما كانت تخفيه أمريكا أصبح واضحا وهو استهداف المحور المقاوم “سوريا، إيران، كوريا الديمقراطية، وأصدقائهم” بشكل منفرد ليسهل عليها تحقيق النصر، لكن وضوح الصورة لدى هذا المحور كشف الأعداء ونحن نقف بوجه مخططات الاستحواذ الذي تقوده أمريكا. وقال الأسد “معركتنا طويلة ومعركة الانتصار بدأت وما نخبئه للأعداء كاف ليجعلهم يفكرون بالهزيمة قبل أي شيء. نحن صامدون ونحن قادمون لتحقيق النصر”.
المصدر: الاهرام

الخطيب يتحدى الأسد بمناظرة تلفزيونية على الهواء

دعا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى مناظرة تلفزيونية مباشرة على الهواء أمام المواطنين السوريين، طارحًا خطة انتقالية للحكم تضمن حقوق الجميع في أجهزة الدولة كما حصل في جنوب إفريقيا.

وصرَّح الخطيب في حديثه على قناة “دبي” الفضائية مساء أمس أنه “لا يمكن لأحد أن يضمن خروجًا آمنًا لـ(الرئيس السوري) بشار الأسد، معتبرًا أن السوريين وحدهم هم من يحددون مصيره. ولفت إلى أن موضوع تصفية نظام الأسد ليس بالأمر الهين، معتبرًا أن ما يجري في سوريا “تصادم بين شريحة سياسية صغيرة وشريحة واسعة هي الشعب السوري”. ونفى الخطيب أن “يكون للنظام أي حاضن اجتماعي يساهم في استمراره”، مشددًا على أنه لا يمكن لأحد تبرئة النظام، لكن إذا قرر النظام الخروج يمكن للبعض “أن يغمض عينيه”، تفاديًا لمزيد من الدماء. وأكد الخطيب أن “هناك مؤامرة واضحة جدًّا على سوريا تتمثَّل في التدخل الخارجي بهدف التقسيم”، مشيرًا إلى أن السوريين هم وحدهم “من يحدد مصير (الرئيس السوري) بشار الأسد”.

وأوضح الخطيب أن “أهداف التدخل الخارجي في سوريا تتمثَّل في تقسيم البلاد، أو إجهاض الثورة، أو إنقاذ النظام”، مكرِّرًا رفضه تدخل أية قوات أجنبية في سوريا، ومطالبًا الدول التي تتعاطف مع السوريين بمساعدتهم عبر وسائل أكثر إفادة، من بينها تزويد المناطق المحررة بنظام دفاعي ضد صواريخ النظام. وأردف الخطيب قائلاً: ” الحل السياسي هو الحل العاقل، وأنه ليس بالأمر المرفوض، لكن ضمن محددات، كما أن الهدف منه يجب أن لا يكون إنقاذ النظام، ليس فقط كشخص لكن كـ”مجموعة أمنية وعسكرية عاثت في الأرض فسادًا، ودمرت سوريا، وشربت دماء” شعبها.

هل يسبقهم بشارالأسد؟
زهير ماجد

كل السعي في هذه الأيام الخطيرة لتهيئة الهجوم على دمشق. سيظلون على ارباكهم وقلقهم وعدم قدرتهم طالما ان العاصمة السورية عاصية عليهم . يحلمون بدخولها صبح مساء، وبإسقاطها عن بكرة أبيها، شارعا شارعا، وحارة حارة، وبيتابيتا، وقتل أكبر عدد من أناسها لتخويف الآخرين وابهارهم بطبيعة الشراسة التي سوفتمارس، وقد فعلوها في حلب، وفي غيرها من المدن والبقاع السورية . الأميركي يخطط لهذا الحلم، وبعض العربي يشتغل عليه،والأوروبي يقوم بهندسته، وعشرات الدول تجهز نفسها للتصفيق. دمشق العصية يشحذونسكاكينهم ليقولوا انهم قادمون، وهل غير السكاكين تليق بهذا الصنف منالبشر.

خطط الدخول إلى دمشق جاهزة، والتدريب عليها حصل ويحصليوميًّا، والاستعدادات لتلك الأيام المصيرية يقترب، وثمة من يعتقد انها خلال هذينالشهرين تحديدا .. لا بد لهم كما هي احلامهم عبر كل الأزمة ان يصلوها عبر كل الطرقمن اقصرها إلى أطولها، ومن كافة اتجاهاتها لأن سقوط العاصمة اسقاط للدولة والنظاموالمؤسسات ونهاية دراماتيكية للحرب. سيكون سعيا من اجل اختلالها، لكن الانتقام سيكون عظيما، كلالأحزاب الفاشية في العالم تنتقم بشدة من الأماكن التي تعصى عليها. ولأن هذا النوعمن الأحزاب لا يهدأ له بال الا بالقتل والسحل والذبح والتدمير، فإنه سيكون ممتنا لوتمكن من تحقيق اهدافه في عاصمة العرب أجمعين، دمشق التي لم يسبق ان دخلها اي منالطامعين سوى تيمورلنك الذي عصيت عليه ايضا. وليست العاصمة وحدها مكمن الخطر القادم على سوريا، كل مكانفيها سيكون عرضة لضربات لم يسبق وقوعها من قبل. يريدون ان يمر الشهران القادمانبأقصى ما يمكن تحقيقه من هجمات ومكاسب. هما شهر الحسم كما يعتقدون، وعلى ضوئهماستتحدد ملامح مستقبل سوريا..

اعدوا لخطة دخول دمشق فيلما أخبرني أحد العارفين انه جرىتصويره في تركيا ويقوم على معارك تم تصويرها على اساس انها حصلت في دمشق، حيث تتقدمالمعارضة المسلحة بعد القضاء على قوى الجيش العربي السوري وصولا إلى القصر الجمهوريالذي يصوره الفيلم بوقوع معارك ضارية مع حراسه ثم التمكن من الاستيلاء عليه والقيامبتنظيف طوابقه وصولا إلى المكان الذي يقطنه الرئيس بشار الأسد والذي ستجري فيه أعنفالمعارك يقتل على إثرها الرئيس كما يظهره الفيلم أيضا. هل بعد هذا ما يستدعي انتظار المتوقع الذي نعرفه جميعا سوى انيخلع الرئيس الأسد بزته المدنية ليلبس العسكرية وليعلن خلالها هجومه الشامل في أكثرمن اتجاه، وقد تكون اسرائيل ضمن هذا الهجوم، اذا عرفنا ان العدو الصهيوني يرعى كلتلك التفاصيل بالاتحاد والتوافق مع تركيا وبعض العرب. فلماذا تظل سوريا أسيرةالدفاع والمدافعة والجيش العربي السوري يمتلك القوة الضاربة التي لم تستعملبعد..

ولا شك أن الرئيس السوري يعرف أكثر مما نعرف بكثير .. فهل يسبقخططهم فيكون الهجوم خير الدفاع للتفويت عليهم فرصة الانقضاض عليه وعلى عاصمته.. وهلتكون الحرب شاملة يذهب السوريون إليها بدل ان تأتيهم كعاصفة هوجاء. الضربة لمنسبق كما تقول الحكمة، لا يريد السوريون حياة مثل النعاس، بل يقظة كاملة .. " فإماحياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى

نيران سورية باتجاه الجيش الإسرائيلي والجيش يرد بقصف مدفعي
تل أبيب / تقرير صحفي

كتبت صحيفة "معاريف" الصادرة صباح اليوم،الأربعاء، أنه بعد وقت قصير من قيام وزير الأمن الإسرائيلي موشي يعالون، ورئيسالأركان بيني غنتس بجولة في الجولان السوري المحتل، يوم أمس الثلاثاء، أطلقتالنيران من أسلحة خفيفة كما أطلقت قذيفة هاون، وأن الدبابات الإسرائيلية ردت بقصفوتدمير الموقع الذي أطلقت منه النيران. وفي التفاصيل جاء أنه تم إطلاق النيران منأسلحة خفيفة، كما أطلقت قذيفة هاون باتجاه عناصر من الجيش الإسرائيلي بعد وقت قصيرمن جولة يعالون وغنتس. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات. كما جاء أن الدبابات الإسرائيلية ردت علىمصادر إطلاق النيران، وأنه تم تدمير الموقع. وأضافت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي أرسلمذكرة إلى القوات التابعة لهيئة الأمم المتحدة في الجولان، وسط تقديرات بأن الحديثعن إطلاق نيران بشكل غير متعمد.

إلى ذلك، كتبت الصحيفة أنه لا يزال يصل الجانبالإسرائيلي من الحدود مصابون يبحثون عن علاج طبي. كما كتبت أن الجيش الإسرائيلي قدأقام مؤخرا مشفى ميدانيا في أحد المواقع العسكرية لتقديم العلاجات الأوليةللمصابين. وعلى صلة، لفتت الصحيفة إلى أنه تم إطلاقصاروخ "تموز" الأسبوع الماضي باتجاه موقع تابع للجيش السوري وجرى تدميره، وذلك بعدأن أطلقت النيران منه مرتين خلال 12 ساعة. وكان يعالون قد صرح يوم أمس، خلال جولته فيالجولان، بأن إسرائيل لن تتدخل في ما يحصل في سورية إلا إذا حصل مسبمصالحها.

http://thirdpower.org/image.php?xx=1...sraelYalon.jpg
يعلون: لن نتدخل بالصراع السوري...و نحذر من وصول أسلحة
إلى "حزب الله" من شأنها أن تهدد إسرائيل
أسرائيل / تصريحات

أولا: في أول زيارة له كوزيرا للأمن الى الحدود السورية قال موشيه يعالون، اليوم الثلاثاء، ان مصلحة اسرائيل تكمن في منع تسرب السلاح من سوريا الى أيدي حزب الله لأن هذا السلاح من شأنه أن يهدد اسرائيل في المستقبل. صحيفة "هارتس" التي أوردت الخبر في موقعها على الشبكة، أفادت ان يعالون تالذي فقد المواقع والقواعد العسكرية على الجبهة مع سوريا، برفقة قائد أركان الجيش الاسرائيلي بيني غانتس وقائد الجبهة الشمالية الجنرال يائير جولان، المح الى قصف الجيش الاسرائيلي لقافلة اسلحة سورية قبل بضعة اشهر. واستمع يعالون الى استعراض امني لما يجري في سوريا من قبل قائد الكتيبة 36 الكولونيل تامير هايمن وزار موقع "تل حوزكا" الذي تلقى مؤخرا اصابات مباشرة نتيجة اطلاق النار من الاراضي السوربة. وقال، ان حربا اهلية دموية تدور منذ سنتين وانها حصدت الاف القتلى، مشيرا الى أن الأشهر الأخيرة تشهد سقوط الاف القتلى في الشهر مؤكدا أن اسرائيل لا تتدخل طالما لا يمس ذلك بمصالحها الا انه أضاف، ان جيشه سيرد على أي اطلاق نار وسيسكت مصادر النيران حتى لو كان ذلك غير متعمد، بينما أوضح قائد الجبهة الشمالية أن سياسة الجيش الاسرائيلي هي الرد على اطلاق النار المتواصل فقط، مثلما حدث الاسبوع الماضي.

ثانيا: أشار وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون إلى ان "إسرائيل سترد على أي ضرر يلحق بمصالحها جراء القتال الدائر في سوريا"، محذراً من "وصول أسلحة إلى "حزب الله" من شأنها أن تهدد إسرائيل". وخلال جولة في هضبة الجولان، قال يعلون: "إن جولتي في هضبة الجولان هدفها متابعة التطورات خلف الحدود عن قرب، فهناك تدور حرب أهلية دموية منذ عامين، وفي الفترة الأخيرة حصدت هذه الحرب آلاف القتلى في كل شهر، لكننا لن نتدخل ما دام هذا لم يلحق ضرراً بمصالحنا"، لافتاً إلى "إحتمال نقل أسلحة متطورة من سوريا إلى "حزب الله" في لبنان، وبينها صواريخ متطورة مضادة للطائرات وسلاح كيميائي"، لافتاً إلى ان "التهديد من جانب سوريا قد يأتي من خلال تسرب أسلحة يمكن أن تهددنا إلى جهات غير مسؤولة مثل "حزب الله" في لبنان أو منظمات إرهابية تنشط في سوريا، وقد عملنا وسنعمل ضدهم". وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي يعمل من أجل أن تبقى هضبة الجولان هادئة ولكي يتمكن المواطنون من التنزه هنا بأعداد كبيرة مثلما حدث في عيد الفصح الأخير، وهكذا يعمل الجيش هنا وعند الحدود مع لبنان أيضاً".

nad-ali 04-04-2013 12:43 PM

http://b.vimeocdn.com/ps/325/704/3257040_300.jpg

ماذا كانت تخطط واشنطن لسورية حتى أمر بوتين بمناورات عاجلة..!؟

[IMG]http://www.mepanorama.com/wp-*******/uploads/2013/04/mepanorama11554.jpg[/IMG]
كفاح نصر

لأول مرة تصبح واشنطن في خانة رد الفعل منذ سنوات طويلة, حيث بدأت بحشد قواتها في كوريا الجنوبية خوفاً من تطور عسكري غير متوقع, في حين كتمت أنفاسها أمام المناورات العسكرية الروسية ولازالت صامته حتى الساعه, وحتى المحللين السياسيين الأمريكيين كانت تعليقاتهم شبه معدومة على المناورات العسكرية الروسية كما هو الموقف الرسمي الأمريكي, حيث شكلت المناورات العسكرية الروسية مفاجئة الى جانب المفاجئة الثانية بتهديدات كوريا الديمقراطية, في رسالة لواشنطن بأنها في حال لم ترى الواقع ستصحى على واقع أكثر مرارة.

في البدء وقبل المستجدات العسكرية والسياسية كانت التقارير الإعلامية, وتحدثت التقارير عن تحذيرات واشنطن لتل أبيب بأن التصعيد على الأرض في سورية قد يؤدي الى حرب جدية في المنطقة, وإعتبره البعض نوع من جس النبض, تلاه حديث الكيان الصهيوني عن إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية, ولكن الرد الروسي كان مفاجئأ على عملية جس النبض الأمريكية وفاق التوقع, والحديث لم يعد يدور عن تقارير إعلامية وعمليات جس نبض, بل تحول الى لعبة يمكن وصفها بالخطيرة جداً, وتفاجأ المراقبون الروس قبل الأمريكيين من قرار الرئيس الروسي المفاجيء ببدء مناورات عسكرية في البحر الأسود بالقرب من تركيا, وقد أعادت المناورات العسكرية الروسية المفاجئة الى الأذهان حديث الرئيس الروسي عن هزات ستحدث وتغير العالم في السنوات القادمة, حين وصف السنوات الخمس القادمة بأنها مصيرية في أول خطاب له عند تسلم الرئاسة الروسية.

ما حدث وصف بحسب جهات إستخباراتية متعددة بأنه خطير جداً, وبحسب خبراء سياسيين فهو بمثابة إنذار نهائي بقلب الطاولة بوجه الأمريكي, وخصوصاً أن التصعيد في آسيا وصل ذروته مع تحذيرات كوريا الديمقراطية لواشنطن بتغير قواعد اللعبة, ومن الواضح أن قواعد الإشتباك تغيرت تماماً في العالم فخلال الأزمة السورية كشفت الصين عن صواريخ عابرة للقارات تطلق من الغواصات تشبه صواريخ بولافا الروسية, وكذلك كشفت عن طائرات من الجيل الخامس لتصبح ثالث دولة تملك طائرات من هذا الجيل بعد روسيا والولايات المتحدة الأمريكية, وأدخلت الى الخدمة حاملة طائرات جديدة كأول حاملة طائرات صينية بالتزامن مع خروج حاملة طائرات أمريكية من الخدمة, في حين أن روسيا قامت بتطوير ترسانتها العسكرية بشكل غير مسبوق لدرجة أن تطلب واشنطن من موسكو لأول مرة خفض الترسانات النووية, فخلال الأزمة السورية يمكن الجزم بأن العالم متعدد الأقطاب لم يكن فقط نتيجة إستعمال الفيتو بوجه قرارات الغرب والناتو, بل هو نتيجة طبيعيه لموازين القوى العسكرية المستجدة في العالم حيث بدأت موسكو تنهض عسكرياً بالتوازي مع نهوض حلفائها, وبسبب تعنت واشنطن التي رفضت أن تشاهد الواقع كما هو جعلهاً تتلقى الإهانة ليس من روسيا أو الصين بل من كوريا الديمقراطية.

مصدر روسي تحدث عن أن الإستخبارات الروسية رصدت تحركات أمريكية من طرف واحد تجاه الملف السوري, وبأن لعبة أمريكية خطيرة بدأ التخطيط لها ضد سورية, بالتزامن مع حشود للمسلحين في لبنان وتركيا والاردن فضلاً عن بدء دخول المسلحين من الأراضي المحتلة برعاية الموساد الصهيوني, و بدء دعم جبهة النصرة ومعالجة جرحى جبهة النصرة في مشافي الكيان الصهيوني وبل القتال الى جانب جبهة النصرة, والرد الروسي لم يكن فقط عبر المناورات الروسية المذهلة بسرعتها وتوقيتها, بل أيضاً تهديدات كوريا الديمقراطية لواشنطن لم تصدر بدون ضوء أخضر روسي صيني لكوريا الديمقراطية, حيث تحمل التهديدات الكورية آلاف الرسائل التي فهمها الأمريكي جيداً, ويضاف الى ذلك تقارير تحدثت عن رفع اللهجة السورية تجاه دول الجوار لأول مرة منذ بدء الأزمة وتحذيرات بقصف حشود المسلحين قبل دخولهم الأراضي السورية وداخل معسكرات تدريبهم.

وبحسب المصادر الخاصة فإن ما حدث ليس سوى رسالة إستباقية لواشنطن, مفادها أن المفاوضات ما بعد قمة الدول الثمان ستكون عبر فرض الواقع الذي يرفض الأمريكي القبول به, وبل أكثر من ذلك سيتفاجأ الأمريكي بأن ما حصل عليه بالمفاوضات لن يحصل عليه أبداً حين تبدأ سياسة فرض الأمر الواقع, وقبل دخول الشهر الأخير لمفاوضات الدول الثمان كانت التحذيرات الروسية الحازمة, التي مفادها بأن الرد على جس النبض قد يكون بقطع نبض الخصوم, والأوراق التي تحملها موسكو كثيرة جداً أصغرها طرد قوات الناتو من أفغانستان, وأكبرها لازال يمنع واشنطن من أي مغامرة في المنطقة, وما جرى في نهاية شهر آذار يمكن وصفه بسياسة الدب الروسي البطيء جداً والهاديء الذي لا يضرب سوى ضربة واحدة.

وأياً كان ما تحضره واشنطن في الكواليس, وبغض النظر عن ما تحضره أو حضرته, أكان جس نبض أم معركة, فإن الرد المبدئي رسالة قد وصلت للأمريكيين من روسيا ومن سورية, ولأول مرة الرسالة كانت عبر الجنود وليس بالطرق الدبلوماسية, وبعد سنتين على الأزمة السورية يمكن الجزم بأن الأمريكي ذهب في إستنزاف سورية ولكن مع مرور الوقت تبين أن سورية ومن خلفها حلفائها هم من إستنزف الأمريكي, حيث بعد نهاية الأزمة يمكن إعمار سورية, ولكن لن يعود الزمن للخلف والملفات المستحقة أصبحت على طاولة أوباما في سباق مع الزمن لا يتجاوز الشهرين, ويتشابه الوضع كثيراً بالجو الذي كان سائد قبل قمة الدول الثمان في روسيا عام 2006 وفي حال لم يتعلم أوباما من سلفه جورج بوش سيتكرر المشهد وأعذر من أنذر هي الجملة التي تختصر رسالة المناورات العسكرية الروسية.

خاص بانوراما الشرق الاوسط نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية

nad-ali 11-04-2013 09:22 PM

http://b.vimeocdn.com/ps/325/704/3257040_300.jpg

إستــراتيجيـــة الــمتنبـــي

سمير الفزاع

المنطقة ، إن لم يكن العالم بأسره في سباق مع الزمن . سباق بين إرادة وتقدم الجندي العربي السوري – والذي يبدو أن أحد لا يستطيع إيقاف تقدمه بعد اليوم – ، وبين سلسلة من الخصوم والأعداء تمتد من البيت الأبيض وصولاً لبيت العنكبوت في تل أبيب . سباق بين نصر يحرزه حلف – في القلب منه وعلى رأسه سوريا – بدون أثمان سياسية أو تسويات ، وبين جهة أخرى وحلف مقابل ، يحاول بأقصى ما يملك جعل هذا النصر محدوداً ومقيداً بإتفاق وإطار سياسيين . ما زالت سوريا صامدة شامخة ومنتصرة ، تقاتل مجموعات العدوان على أرضها بجزء من قدراتها وقواتها وإمكاناتها . حتى اللحظة ما زالت سوريا تحتفظ بالجزء الأهم من هذه القدرات والإمكانات ليوم لن يطول ، وما زالت أطراف هذا الحلف تنتظر بفارغ الصبر إشارة من دمشق ، ومن يد بشار حافظ الأسد . ولمن قد يظن أن في الأمر مبالغة ، أذكره بحرب 2006 عندما وضعت سوريا قواتها في حالة الإستنفار وأعلنت ” أن أي تجاوز لكيان العدو لنهر الليطاني سيعتبر بمثابة تهديد مباشر لسوريا ، وستدخل سوريا الحرب “. تبلغ كيان العدو بهذه الرسالة الصارمة ، ولم يجرؤ الكيان الصهوني على تجاوز هذا الخط أو نسيان هذه الرسالة طوال الحرب . وعندما كان سيادة الرئيس بشار حافظ الأسد يجري إتصالاً مع سماحة السيد ليستطلع حاجته لتدخل سوري مباشر ، كان السيد حسن نصر الله يرد ” الأمور تمام يا سيادة الرئيس ، والنصر مؤكد ” . وبكل تأكيد على كلّ مفصل مهم تلقى سيادة الرئيس بشار حافظ الأسد مثل هذه الإتصالات من عدة أطراف ، وكان يرد بالمثل ” الأمور بخير والنصر مؤكد ” .
كنت قد تحدثت في المقال السابق عن قرارات إتخذت على مستوى القيادة السياسية والعسكرية لإنجاز حسم ” عميق وعريض وواسع ” خلال شهر نيسان ، حسم يقتل الكثير من المشاريع والخطط في مهدها . لنأخذ محطات وأمثلة على هذا الحسم الميادني :

1 – الغوطة الشرقية : حيث تم محاصرة وتطهير كامل المنطقة الممتدة من المطار الدولي الى ، كفرين ، حران العواميد ، العتيبة ، العبادي ، المدينة الصناعية بعدرا ، وصولاً إلى جنوب غرب الضمير . وهكذا تصبح كامل الغوطة الشرقية بين فكي كماشة ، محاصرة وممنوعة من الإمداد . وفي الأمس تحديداً قام الجيش العربي السوري بإرسال ” رسائل نصيّه ” إلى أفراد المجموعات المسلحة تُخيرهم بين مصير محتم وهو الموت ، أو إلقاء السلاح وتسليم أنفسهم للجيش العربي السوري . كما أعلن بالأمس أيضاً عن بسط الجيش العربي السوري سيطرته على معظم داريا بعد أن تمكن من حلّ عقدة ” مقام السيدة سكينة ” التي وقف أمامها ” 20 ” يوماً ، ولهذا الحدث الكبير ما بعده في معركة ” الغوطتين ” . حيث سنرى المزيد من الإنجازات الكبرى في الأيام القدمة ، وسيعلن المزيد من المناطق المحررة من رجس الإرهاب وفي المقدمة منها برزة .

2 – ريف إدلب الشمالي : حيث تندفع قوات الجيش العربي السوري لتضييق الخناق على المجموعات المسلحة ، التي تسيطر منذ فترة على ريف إدلب الشمالي وصولاً إلى الحدود التركية . من خلال وضعها في وسط جحيم هجوم مركز من الجنوب والشرق والغرب . بعد أن شهد ريف ادلب انتشارا كبيرا للمسلحين خاصة القرى والمدن الحدودية مع تركيا واهمها ” باب الهوى – حارم – سلقين – خربة الجوز – سرمدا ” . فبعد سيطرة الجيش العربي السوري على خان العسل في غربي حلب ، وصولاً إلى ريف ادلب ، تركزت الاعمال العسكرية لوحدات الجيش العربي السوري في ريف المحافظة ، في عدة مناطق تعتبر ذات اهمية استراتيجية وتحديداً الجهة الجنوبية في معرة النعمان ، التي شكلت مسرحاً للاشتباكات منذ اكثر من سنة . حيث تحاول المجموعات المسلحة السيطرة على مواقع وادي الضيف والحامدية لما يملكان من أهمية عسكرية . بسبب موقعهما الجغرافي القريب من الطريق الدولي حلب ـ دمشق . ومازالت حتى الان الاشتباكات مستمرة . كما كان للضربة القاضية التي تلقاها المسلحون بعد مقتل كافة عناصر كتيبة احرار الشام التابعة ” لجهة النصرة ” أثر مدمر ، وحدث ذلك عندما أحكم الجيش العربي السوري الحصار على مقرها في ريف معرة النعمان .

3 – الريف الحلبي : تمكنت قوات الجيش العربي السوري من السيطرة على ” جسر عسان ” في ريف حلب ، وعلى قرية ” عزيزه ” الإستراتيجية ، والتي تطل على احياء في جنوب شرق مدينة حلب بعد اشتباكات عنيفة استمرت لأياما . وتقع القرية على الطريق المؤدي الى مطار النيرب العسكري شرق مدينة حلب ، وعلى هضبة مرتفعة تشرف على احياء في جنوب حلب وتبعد نحو اربعة كيلومترات عن حيي المرجة والشيخ سعيد اللذين يسيطر عليهما الجماعات الإرهابية المسلحة . وهذا يمهد لإطباق حصار خانق على تلك الجماعات في هذين الحيين . كما أنجز الجيش العربي السوري تقدماً كبيراً في حيّ الشيخ مقصود ، ولن تطول مسألة إعلانه منطقة آمنة وخالية من رجس الإرهاب .

تلك فقط نماذج محددة لدينامية جديدة يتبعها الجيش العربي السوري ، ديناميية تقوم على فتح المواجهة في كل النقاط الساخنة دفعة واحدة . وهذه الألية تسمح بإرهاق العدو ، ومنعه من إعادة تجميع قواته ، وحرمانه من أي شعور بالنصر والراحة ، وتحطيم روحه المعنوية ، وتسهل من شلّل خطوط إمداده في الداخل ، وضرب دائم لخطوط الإمداد من الخارج كما يحصل مع لبنان وتركيا مثلاً ، وتعطيل أي مشروع سياسي قد يفكر بالقيام على الأرض السورية ولو لفترة بسيطة من الوقت ، وتعميق إندفاع الجيش العربي السوري … لقد قدم الجيش العربي السوري – وما زال – نموذجاً فريدا للجيش الوطني ، حيث حافظ على تماسك مذهل في ظروف من المستحيل أن يستمر متماسكاً فيها أي جيش آخر في العالم . وهذا الجيش العظيم يحتاج – وبحق – إلى جهد وطاقة كلّ مواطن سوري ، فهذا المواطن يجب أن يكون عين وسمع هذا الجيش ، لضرب المجموعات الإرهابية الناشطة والنائمة ، وعليه أن يكون رديفه وسنده للحفاظ على كلّ إنجاز ، وحماية كلّ شبر تمّ تطهيره من رجس الإرهاب والقتلة من جهة أخرى . عبر صيغ متنوعة أفرزتها الأزمة مثل اللجان الشعبية ، وكتائب البعث ، وحرس الجمهورية ، والجيش الشعبي … .
نحن اليوم نرسم ملامح سوريا الجديدة ، وصورة المنطقة ، وشكل العالم . نعم ، هنا وعلى هذه الأرض الفريدة يتحقق كلّ ذلك . لا يشكنّ أحد بهذه الصورة ، فمعركة ” ستالينغراد ” أنهت أحلام هتلر ، وحرب ” العلمين ” كانت مقدمة لسقوط ألمانيا . حرب العراق كانت حلمهم الكبير فأصبحت جرحهم الأكبر النازف ، الجرح الذي أوصل أمريكا إلى تكون عاجزة عن صيانة أحد أهم حاملات طائراتها ، وتركيا أردوغان – أداة أمريكا والنيتو – الوضيعة ، ستكون مجبرة اليوم على التعامل مع قطعان تضم ألآف المرتزقة التي ستهرب إليها من قدم الجندي العربي السوري . صحيح أن سوريا مجروحة ، ولكنها أثخنت أعدائها بجراح قاتلة لن يبرأوا منها . وصحيح أن سوريا إستخدمت جزء مهم من قوتها في هذه الحرب ” وهي التسمية الحقيقة والواقعية لما يجري ” ، ولكنها ما زالت تحتفظ بالجزء الأهم ، والقدرات الإستراتيجية الأكبر لقتل أي حلم عدواني أو نية غدر . يدرك العدو ذلك قبل الصديق ، وهذا سبب جنونهم ورعبهم . وليس أفضل من بيت شعر للمتنبي لوصف هذه الإستراتيجية ، وبه أختم :

أمعفر الليث الهزبر بسوطه ……………….. لمن ادخرت الصارم المقصولا

خاص بانوراما الشرق الاوسط نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية

nad-ali 11-04-2013 09:25 PM

http://topnews-nasserkandil.com/topn...410-135128.jpg

تستمر آلة الضجيج الإعلامي والسياسي حول الوضع السوري في ترويج الأوهام الأميركية الأطلسية والعثمانية الخليجية بشأن مسار الأحداث بينما تشير الوقائع إلى وجهة مغايرة كليا تخالف جميع الأوهام والرغبات والنزوات التي يبشر بها حلف العدوان على سورية.

أولا: التحول الفاصل في معارك ريف دمشق بعد تحرير داريا وتطويق معاقل الإرهاب في الغوطة الشرقية والقضاء على العديد من التجمعات المسلحة أجهض فرضيات الهجوم على دمشق وأحبط الخطط التي وضعت في غرف العمليات الموجودة في تركيا حيث يشارك في التخطيط وفي القيادة ضباط إسرائيليون إلى جانب الضباط الأميركيين والفرنسيين والبريطانيين ومعتمدي القبض والدفع القادمين من الخليج للمشاركة في الحرب على سورية من خلال مجموعات قتالية خاصة تابعة لهذا الحلف الاستخباراتي وعبر العصابات الإرهابية التي كشفت صراحة عن هويتها القاعدية في بلاغ دولة القاعدة العراقية التي اندمجت بجبهة النصرة بينما تعيش الجماعات المسلحة على الأرض حالة متزايدة من التشظي والتناحر في جميع المناطق السورية حيث تتلاحق الهزائم بفضل انجازات الجيش العربي السوري وفقا للتقارير الميدانية من محافظات حلب وحمص وإدلب وحماه وريف دمشق ويمكن القول إننا في بداية الانكسار الكبير للحرب العدوانية بنتيجة القراءة المتأنية لعناصر التوازن داخل سورية وقد سحقت الأحداث بسرعة قياسية أوهام أوباما في الحشد والتحشيد لقلب المعادلات.

ثانيا: في موارد القوة البشرية تعيش العصابات الإرهابية مأزق تقلص البيئة الحاضنة وانكفاء المزيد من السوريين عن حمل السلاح وهو ما تشير إليه وقائع عديدة بفعل الصورة النافرة للخليط الإرهابي العالمي ولسلطة التكفيريين على الأرض أو عبر نزاعات الأسلاب والغنائم بين لصوص العصابات وبالمقابل يحظى الجيش السوري بمزيد من الدعم والتأييد شعبيا وترفده طاقة بشرية جديدة من خلال عشرات الآلاف من الصبايا والشباب المتطوعين في قوات الدفاع الوطني إلى جانب الجيش في حين أن تدفق المقاتلين الأجانب الذين وصلوا إلى خمسين ألفا ونيف في الأشهر الماضية لم يعد بالزخم الذي كان عليه سابقا بل إن كثيرا من التقارير الصحافية تتحدث عن مباشرة بعض الجماعات الوافدة من دول المغرب العربي رحلة العودة من سورية بعدما تكبدته من خسائر في المجابهة مع الجيش السوري وبفعل التداعيات التي ظهرت في كل من تونس والجزائر والمغرب حيث ينشط أهالي المقاتلين المهاجرين إلى سورية لاسترجاع أبنائهم وأرغموا السلطات القضائية التونسية على ملاحقة الجماعات الناشطة في عمليات التجنيد للاشتراك في الحرب على الدولة الوطنية السورية وإذا أقمنا الميزان من حيث الطاقة البشرية والقدرات القتالية المرتبطة بها يتبين لنا أن الجيش العربي السوري يعظم من قدراته وإمكاناته بينما تستنزف العصابات الإرهابية.

ثالثا: تظهر أعراض الفشل والإرباك على حلف العدوان بفعل المأزق الميداني والمأزق السياسي وكنتيجة لتوسيع مسرح العمليات والمجابهة بمبادرة من حلفاء سورية : روسيا والصين وإيران ومجموعة البريكس فقد استهلك الناتو والحلف العثماني الخليجي كل الأوراق المتاحة من التسليح بآلاف الأطنان إلى دفع جماعات إرهابية جديدة عبر الحدود الأردنية إلى الاشتغال بالواجهات السياسية المفككة والمتناحرة مع تغطية ما يسمى بالجامعة العربية.

الحصيلة في محافظة درعا تدمير قوة الهجوم الإرهابية وانتقال الجيش العربي السوري إلى هجوم معاكس وفي دمشق ثبات وصمود داخل العاصمة وتقدم هجومي شامل بعد تحرير داريا لاسترجاع السيطرة كليا على الريف بينما تقول الوقائع الواردة من حمص إن بؤرا صغيرة في قلب المدينة القديمة تستغيث وتعرض مساومات تتيح لها الخروج الآمن بينما يواصل الجيش هجومه بعد استرجاع بابا عمرو ومعظم الخالدية وتتقدم وحدات من الجيش العربي السوري إلى مهماتها المحددة في تحرير ريف حمص أما في حلب فالتوازن العسكري يواصل انقلابه لمصلحة الدولة والإقبال على التطوع في الجيش ووحدات الدفاع الوطني يقدم مؤشرا جديا على حقيقة المناخ الشعبي الداعم للدولة وبهذا المعنى فإن المسار الواقعي للأحداث يقود إلى التوقع بأن الدولة الوطنية السورية قادرة خلال أسابيع على إحكام سيطرتها في المدن الكبرى ومحيطاتها الريفية بعمق كبير مما سيتيح إحياء الدورة الاقتصادية كليا واستئناف الحياة الطبيعية في البلاد بينما تستمر محاصرة أوكار الإرهاب ومطاردة الخلايا التي ستنتقل إلى العمل الإرهابي بمعناه الضيق.

رابعا: إذا تابعنا على صعيد آخر مسار التحولات في واقع التشكيلات السياسية للمعارضات السورية في الداخل والخارج يتبين لنا أن عملية فك وتركيب سياسية جرت خلال العامين الماضيين بصورة بات معها من الممكن القول إن غالبية سياسية موصوفة من جميع تشكيلات المعارضة قد تبلورت خياراتها على أساس الحوار الوطني ورفض الإرهاب والعدوان الأجنبي والاستعداد للتعاون مع الدولة الوطنية ودعم الجيش العربي السوري ويقف في هذا المشهد قادة تنظيم الأخوان وحيدين لا يحيط بهم غير رهط من المرتزقة المرتبطين بمخابرات الغرب وحكومات الخليج وبهذا المعنى فإن التطورات المتلاحقة في سورية ومن حولها تؤسس لإقلاع مشروع الحل السياسي الذي طرحه الرئيس بشار الأسد ولتكريس هزيمة العدوان بحيث أن أوباما قد يجد نفسه مضطرا للاعتراف صاغرا بالهزيمة في لقائه المرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بفعل التطورات السورية وليس ففقط نتيجة توسيع مسرح العمليات واللكمات التي سددتها روسيا والصين وإيران من الخليج إلى البحر الأسود وصولا إلى قمة البريكس في دوربن وانتهاء بصورايخ كيم اونغ سون العابرة للقارات.

nad-ali 17-04-2013 04:58 PM

http://thawra.alwehda.gov.sy/images/thawra/banar.jpg

حقيقة تهويل الاطلسي بصواريخ الكروز و الباتريوت ؟

http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:A...6BC6ABoj9hkGgQ
العميد أمين حطيط

[IMG]http://www.mepanorama.com/wp-*******/uploads/2013/04/mepanorama15212.jpg[/IMG]

في الوقت الذي تتسارع فيه و بنجاح ملفت العمليات النوعية التي ينفذها الجيش العربي السوري في مواجهة الجماعات المسلحة المفسدة للامن و الاستقرار في سورية ، تستعيد بعد اساطين الدعاية و الاعلام و الحرب النفسية المسخرة للعمل ضد سورية تستعيد مقولات بالية اطلقت سابقا و طويت لاستحالة تطبيقها من دون تغيير جذري في طبيعة المواجهة القائمة على الارض السورية و من غير توسيع لنطاق تلك الحرب التي شنها الغرب بايدي “اعرابية و اسلادموية ” و تحت شعارات و عناوين مخادعة و كاذبة .

و في معرض الاستعادة هذه طرحت في الكونغرس الاميركي مقولة ” الحظر الجوي” باللجوء الى صواريخ الباتريوت التي نشرت في العام الماضي في تركيا قريبا من الحدود السورية تحت عنوان حماية تركيا من الجيش العربي السوري ، اما اليوم فان من يطرح الامر يريد ان يغير في مهمة تلك الصواريخ ليجعها من اجل اقامة منطقة حظر جوي في المناطق الشمالية السورية لحماية الجماعات الارهابية المسلحة من نيران الطيران السوري – على حد ما قدم من حجج من اصحاب تلك الاطروحة – كما و لوح البعض من القريبين من مراكز القرار الغربي بامكانية استعمال صواريخ الكروز الاستراتيجية لتقديم دعم ناري مؤثر لتلك الجماعات التي تتلقى الضربات المؤلمة في معرض العمليات الدفاعية التي ينفذها الجيش العربي السوري و بشكل نوعي متطور بدأه منذ شهر تقريبا و بالتزامن مع انطلاق ” خطة اوباما ” ضد سورية و التي كان صاحبها يتوخى منها تعويض الاخفاق و الفشل في المحاولات السابقة لاسقاط سورية و نظام الحكم فيها .

هنا لا يجد الباحث المختص كبير عناء في توصيف هذه الاقاويل بانها غير جدية لان الغرب يعلم ان اللجوء الى تنفيذها يستلزم طريقاً من اثنين : اولهما قرار من مجلس الامن تحت الفصل كما حصل في ليبيا ، او يكون الثاني بسلوك خارج مجلس الامن كما حصل في العراق عندما قامت اميركا بالعدوان عليه و احتلاله . و كلا الامرين غير ممكن كما تثبت مشهدية المواقع الدولية الراهنة و المواقف الدولية المعلنة و بشكل نهائي لا يبدو ان الرجوع فيها امر ممكن او متاح لاصحابها .

فقرار من مجلس الامن بات مستحيلا في ظل الالتزام النهائي الذي التزمته كل من روسيا و الصين لعدم تكرار تجربة ليبيا و بالتالي فان الفيتو المزدوج من قبل هاتين الدوليتن سيكون جاهزا دائماً و سيقطع الطريق بشكل اكيد على اي محاولة غربية من هذا القبيل. اما العمل من خارج مجلس الامن فانه سيعني و بكل بساطة شن عدوان خارجي على سورية ما سيتيح للاخيرة ان تلجأ الى المعاهدات الاستراتيجية التي تربطها مع الخارج و في الطليعة ايران التي لا يمكنها ان تقف مكتوفة الايدي امام عدوان خارجي يشن على حليفتها الاستراتيجية الرئيسية في العام كله ، و كما تصرفت ايران في السابق و ابلغت الاطلسي عبر تركيا بانها ستتدخل و بكل ثقلها و في كل المنطقة دفاعا عن سورية ، فانها اليوم ستكون متشددة اكثر في الموضوع مع متغيرات ميدانية و سياسية حدثت لصالح سورية . و هنا يكون من المفيد ان نذكر بالرسالة الحازمة التي وجهتها ايران في العام الماضي و تضمنت انذارا للغرب بان كل المصالح الغربية بما في ذلك اسرائيل ستكون عرضة للرد الايراني الدفاعي القاسي في حال استهدفت سورية بنيران او قوى اجنبية . و الى الموقف الايراني يضاف الموقف الروسي المستمر في وتيرته التصاعدية التي يفهم منها لغرب ان العمل العسكري الاجنبي ضد سورية لن يمر من غير ردة فعل ملائمة و من اجل ذلك كانت المنارات الروسية في البحر الاسود و المتوسط في الاسابيع الاخيرة الماضية .

و بالتالي فان القرار الغربي بالتدخل العسكري قي سورية و تحت اي مسمى ( حظر جوي – مناطق آمنة – ممرات آمنة – مناطق معزولة ….الخ ) لن يكون له الا معنى واحدا و هو شن حرب اقلها اقليمية و قد تكون ابعد من ذلك ، و بما ان الغرب يعلم ان مثل هذه الحرب لن تكون في مصلحته و لن تحفظ مصالحه و هو اصلا ليس قادرا على تحمل اعبائها و قد انهكته حروب العقدين الاخيرين حتى الزمته بتغيير مفهومه الاستراتيجي و اعتماد منطق لا حروب و لا فتح جبهات خلال العقد الحالي ، و لان هذا هو حال الغرب فاننا نرى احتمال اقدامه على سولك ينزلق فيه الى الحرب هو احتمال منخفض السقف حتى يقارب العدم ، و لنا في ما حصل في الازمة الكورية مؤخراً خير دليل حيث اضطرت اميركا في مواجهة التهديد الكوري ان تتراجع و تلغي مناورات صاروخية حتى يطمئن “العدو” و لا يستفز و حتى تترك مجالا للوساطة التي توسلتها من الصين لخفض منسوب التوتر و الحؤول دون المواجهة . اننا و بكل بساطة نقول اليوم ان الغرب الذي بدأت هيبته بالتلاشي هو غير مستعد لادخال جندي واحد من جيوشه في معركة جديدة ، لكنه سيبقى مرتاحاً لمشهد الدماء التي تسيل من جسم غيره بيد الاخرين الذين تولوا الى تابعين له و ادوات تنفيذية بيده .

على ضوء هذه الوقائع – الحقائق يبقى ان نبحث عن الاسباب التي دفعت البعض من مكونات جبهة العدوان على سورية دفعتهم الى العودة الى مقولات عفى عليها الزمن ، و التلويح بمسائل لا يمكن تنفيذها و هنا نرى في الدوافع واحدا او اكثر مما يلي :

1) التشويش على المنجزات الميدانية التي حققها الجيش العربي السوري في الاسابيع الثلاثة الاخيرة و التي ظهر منها ان هناك استراتيجية جديدة اتبعت و فاقت في نتائجها التوقعات حيث انها غيرت الصورة الميدانية في اكثر من منطقة خاصة في ريف دمشق و حمص و ريفها فضلا عن ادلب و حماه و دير الزور.

2) رفع معنويات الجماعات المسلحة التي تكبدت المئات من القتلى في غضون ايام قليلة ما دفع البعض الى الخروج من الميدان ، ما حمل القيادة الرئيسية لتنظيم القاعدة للاعلان عن وحدة مسرح العمليات و وحدة التنظيم بينها و بين ما يسمى “جبهة النصرة ” حتى تشعر تلك الجماعات بقدوم المدد القريب فتثبت في الميدان و لا تتسارع عمليات الفرار .

3) احتواء ما يتردد عن استقالة المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي ، و الذي يتحضر لتقجير قنبلة سياسية بوجه ما يسمى ” الجامعة العربية ” احدى الادوات الاميركية في الحرب على سورية ، خاصة و انه يحملها مسؤولية فشل مهمته السلمية و تشجيعها لسفك الدم العربي .

4) اعادة التلويح بالقدرات العسكرية للحلف الاطلسي من اجل استثمارها كورقة ثقل نوعي على طاولة التفاوض للبحث عن مخرج من الازمة السورية و التي يتصاعد الحديث عن قرب التحلق حولها في غضون الشهرين المقبلين .

و بلاضافة لذلك لا بد من التذكير بانها ليست المرة الاولى التي يلجأ فيها الغرب الى مثل هذا التهديد ، كما انها ليست المرة الاولى التي تواجه سورية حربا نفسية من هذه الطبيعة ، لا بل ان بعض ما سبقها كان اكثر تعقيدا و اشد حبكا و تخطيطا و رغم ذلك فقد ذهبت مفاعيله ادراج الرياح و لن يكون نصيب من شن هذه الحرب الان افضل حالاً مما سبق .

nad-ali 17-04-2013 04:59 PM

http://b.vimeocdn.com/ps/325/704/3257040_300.jpg

القاعدة أنقذت عرش الأسد من السقوط

[IMG]http://www.mepanorama.com/wp-*******/uploads/2013/04/mepanorama152328.jpg[/IMG]
أحمد الشرقاوي

“الظواهري” يفجر قنبلة في أوروبا
“القاعدة أنقذت عرش الأسد من السقوط”.. “القاعدة قدمت للأسد هدية أثلجت صدره”.. “القاعدة تربك حسابات التحالف الدولي حيال الوضع في سورية”… هذه بعض من عناوين المقالات التحليلية التي تداولها الإعلام الغربي نهاية الأسبوع المنصرم، عقب إعلان “جبهة النصرة” مبايعتها لتنظيم “القاعدة” الدولي، وتبنيها رسميا من قبل عراب الإرهاب الدولي ‘أيمن الظواهري’.

لقد اعتبرت مثل هذه العناوين وغيرها بمثابة مؤشر لبداية تحول في موقف الإعلام الغربي تجاه الأزمة السورية.. لا لأن مؤسسات صناعة الرأي في أوروبا اكتشفت فجأة أن ما يجري على الأرض السورية هو غير ما كانت تروج له الحكومات الغربية لأشهر طويلة تحت عناوين من قبيل: “الثورة السورية” و “الحرب الأهلية”… بل لأن ظهور الظواهري على الإعلام وتبنيه لمبايعة “جبهة النصرة” السورية كان بمثابة قنبلة انفجرت في سماء أوروبا، حيث شكل هذا الإعلان في حد ذاته صدمة كبيرة على مستوى الوعي الشعبي، فكان لوقعه ما يشبه الكارثة على صناع القرار والرأي معا.

لم يكن أحد من المحللين السياسيين، العاملين في كبريات الصحف الأوروبية ككومبارس يتقنون فن تحوير الحقائق وتزوير الوقائع للتأثير على الرأي العام وتوجيهه الوجهة التي تدعم الخط السياسي الرسمي وتخدم مصالحه، يتوقع أن تخرج “جبهة النصرة” لتعلن مبايعتها لتنظيم “القاعدة” الإرهابي، وهم الذين ظلوا لشهور طويلة يعملون على كي الوعي الجمعي من خلال الترويج لما يسمونه “حقائق ميدانية” من الأرض السورية ۥيطٍعمونها بتصريحات الساسة ويدعمونها بشهادات ميدانية مفبركة، تؤكد في مجملها أن من يحمل السلاح ضد النظام السوري الذي “يقتل شعبه” هم “المجاهدين” من أبناء الشعب السوري، بعد أن جوبهت ثورتهم “السلمية” كمناضلين من أجل الحرية والكرامة، بالدبابات وقصف الطائرات وصواريخ سكود، حيث بلغ عدد المدنيين ضحايا القتل الممنهج في سورية أزيد من 100 ألف قتيل وعدد الهاربين من جحيم الحرب أزيد من 4 ملايين لاجىء.

منطق التبرير
هذا نموذج مما كتبه في مجلة (لوبوان) الفرنسية، الباحث ‘طوماس بيريت’، المحاضر في الإسلام السياسي المعاصر بجامعة ‘أودنبرغ’ على سبيل المثال، حيث قال: “هذه المعطيات هي التي جعلت ‘الجهاديين’، ومن يقاتلون في سوريا من منطلق السعي إلى الإطاحة بنظام “رافضي”، المساندين الوحيدين للشعب السوري، قبلَ أن يحيدُوا عن المبادئ التِي أسسُوا قتالهم بالاستنادِ إليها بادئَ الأمر، يعلنون مبايعتهم لتنظيم “القاعدة”.

ليتسائل بعد هذه المقدمة التبريرية حتى لا نقول التلفيقية: “هلْ يمكنُ القول إنَّ حلمَ بشَّار الأسد آخذٌ في التحقق مع إعلانِ جبهة النصرة، الشديدة في محاربتِها لبشار الأسد، ولاءَها لتنظيم القاعدة، الذِي ظلَّ الأسد يتشدقُ به في جميع خطاباتهَ؟”، مؤكداً أنَّ “معارضيهِ لا يعدونَ كونهم جماعةَ إرهابيين؟”.. ليضبف بامتعاض: “لا شكَّ أنَّ الغبطة ألفت سبيلاً إلى الأسد، وقد أعلنت جبهة النصرة، الثلاثاء الماضي، مبايعتهَا لزعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهِري”.

ويخلص في مقاله إلى أنه: “رغم الخلافات التِي قد تكون بين جبهة النصرة وتنظيم القاعدة، فإنَّ ما يوحِّدُ التنظيمين هو حلمُ رؤية سورية دولة إسلاميَّة، بحيث أعرب زعيم تنظيم القاعدة بالعراق في كلمة له، عن أملهِ في أن تُحكمَ سورية بالشريعة الإسلاميّة، قائلاً إِنَّ الديمقراطية لا ينبغِي أن تكون بديلاً بعدمَا مات الآلاف منكم، في مخاطبته السوريين”. ثم يعلق الباحث بالقول: “يبدُو أنَّ الائتلافَ الوطنِيَّ السورِي، الذِي لا يضمُّ جهاديين في صفوفه، سيدفعُ الثَّمنَ غالياً، بسبب الولاء الجديد لجبهة النصرة”.

بمثل هذه الصيغ والمفردات كانت تقدم الأمور إلى الرأي العام الغربي، باعتبارها “حقائق ميدانية”، في حين كانت “الحقيقة” هي أكبر ضحايا هذا الإعلام المتحامل والمدفوع الأجر… لكن فجأة، انقلبت الصورة وتغير قليلا خط التحرير العام، وإن كان لم يغير بالكامل من مقاربته للأزمة السورية، لما يشتم من عناوين ومضامين التقارير والتحليلات من حقد وكراهية وبغضاء تجاه الرئيس الأسد شخصيا، وامتعاض مشوب بكثير من الغضب، من إعلان جبهة النصرة مبايعتها للقاعدة.. وكأن صراع الغرب في سورية هو صراع شخصي ضد رئيس اسمه ‘بشار الأسد’ وليس لتدمير سورية الدولة والكيان من أجل مصالح جيوستراتيجية حقيرة.. فلا يتوانون في ما يكتبون عن التركيز على قلق حكوماتهم تجاه دماء الأبرياء من الشعب السوري التي تسيل كل يوم أنهارا، وتعاطف ساسة وممثلو شعوب أوروبا المتحضرة مع ملايين اللاجئين الهاربين من جحيم النار والقتل في مخيمات تركية والأردن ولبنان، والخشية من أن يقدم “الطاغية الدموي” بشار الأسد (وفق تعبيرهم)، على استعمال السلاح الكيماوي ضد شعبه وشعوب دول المنطقة المجاورة.. ثم يصرون رغم قنبلة ‘الظواهري’ المحرجة والفاضحة، على أن ما يسمونه بـ “الإئتلاف الوطني السوري” لا يضم “جهاديين” في صفوفه، في محاولة منه لإقامة نوع من الفرز بين “جبهة النصرة” و الجيش الحر”، لإيجاد منفذ يبررون من خلاله استمرار تقديم الدعم بالمال والسلاح لـ “لمعارضة” السورية.

هذه هي الأوثار الحساسة التي يلعب عليها الإعلام الصهيو – أوروبي المتحامل على محور المقاومة من ايران التي تمثل “الخطر النووي” القادم، مرورا بسورية “الفزاعة الكيماوية” اليوم، وصولا إلى حزب الله “الإرهابي” الذي يهدد قطعان المستوطنين الصهاينة “المساكين” بعشرات الآلاف من الصواريخ غدا…

هذا غيض من فيض، ولن تهدأ الأمور إلا بعد أن يتيقن الشارع الأوروبي من أن حكوماته لا تدعم القاعدة في حروبها العبثية من أجل الحرية والديمقراطية في العالم العربي.. ولعل هذا ما يفسر الإنقسام الذي كان قائما بين الحكومات الأوروبية بشأن توريد السلاح للمعارضة السورية قبل أن يفجر الظواهري الفضيحة في وجه الغرب.. ولعل أكثر الحكومات إحراجا اليوم هي الحكومة الفرنسية والبريطانية اللتان كانتا تصران على استصدار قرار أوروبي بتسليح المعارضة، فيما رفضت بقية الحكومات الأوروبية ذلك بشكل قاطع، لعلمها بحقيقة ما يجري على الأرض في سورية من جهة، ولخوفها من أن ينعكس مثل هذا القرار سلبا على استقراراها مستقبلا في حال اكتشف أمر استخدام الإدارة الأمريكية والحكومات العربية لـ”القاعدة” كأدات لحسم للصراع مع بشار الأسد في سورية.

“القاعدة” في الوعي الجمعي الأوروبي
اعلان “جبهة النصرة” كان له وقع الزلزال في العواصم الأوروبية لدرجة أنه خلط اوراق المتآمرين وأربك خططهم وشل تفكيرهم وجعلهم يتحسسون كراسيهم ومناصبهم.. هذه ليست صورة مبالغ فيها.. فالذي يعيش في أوروبا يفهم معنى أن يكتشف الشعب الأوروبي أن قادته كانوا يكذبون عليه عندما ادعوا دعمهم لمقاتلين “معارضين” ضد نظام استبدادي، في حين أن الأمر يتعلق بنظام يحارب “جهاديين” ينتمون لتنظيم “القاعدة” الإرهابي.. وبالتالي، فالمواطن الأوروبي لن لن يتأخر في طرح السؤال المقلق التالي: – “لمن سلمت حكوماتنا الدعم المقتطع من ضرائبنا إن كان من يسمونهم بـ”المقاتلين” الذين يحاربون ‘الأسد’ في سورية ليسوا “ثوار” ولا “معرضين”، بل “جهاديين” إرهابيين أعلنوا عن انتمائهم صراحة لتنظيم القاعدة الدولي؟…

لقد عملت الإدارة الأمريكية ومعها الحكومات الغربية طويلا، وأنفقوا أموالا ضخمة لصنع فزاعة رهيبة يخيفون بها شعوبهم إسمها “القاعدة”.. وقد نجحوا في ذلك بمساعدة إمبارطوريات الإعلام “الصهيو – غربي” الضخمة أێما نجاح.. لدرجة أن مجرد ذكر إسم “القاعدة” أصبح يسبب للمواطن الأوروبي الخوف والإرباك.. بل أخطر من ذلك، يكفي أن يسمع مواطن أو مواطنة أوروبية أحد الجيران المسلمين يقرأ القرآن ليلا بصوت مرتفع، حتى يستنجد بالشرطة التي تسارع إلى تطويق المكان وكأن الأمر يتعلق باكتشاف خلية إرهابية خطيرة تعد لتفجير في الحي.. وبسبب الخوف من الإسلام الذي أصبح عنوانا للإرهاب، الكثير من الأوروبيين غيروا مساكنهم لجهات لا توجد بها مساجد ولا يقطنها مسلمون.

ما حدث من تفجيرات إرهابية في أوروبا ابتداء من تفجيرات قطارات مدريد في 11/03/ 2004، ولندن بتاريخ 07/07/2005، وما تلى ذلك من تفكيك لخلايا إرهابية نائمة، وإحباط لعمليات مبرمجة نشرت تفاصيلها الصحافة الأوروبية المتخصصة، أهمها تلك التي كانت تستهدف مؤسسات رسمية كالبرلمان الأوروبي بالعاصمة البلجيكية (2005)، وتجمعات جماهيرية في كبريات المدن الإسبانية بمناسبة احتفالات نهاية السنة الميلادية (2005)، ومحطة نووية بالجنوب الفرنسي في نفس السنة، ومواقع حساسة عديدة في ألمانيا وايطاليا وغيرها… جعل من تنظيم القاعدة شبحا مخيفا بل ومرعبا يقض مضاجع الشعوب.. هذا علما أن كل هذه العمليات كانت من تنظيم المخابرات الصهيو – أمريكية بتواطىء مع بعض الحكومات العربية من أجل زرع الخوف وتبرير القبضة الأمنية وضمان الدعم والمساندة للمغامرات العسكرية الإمبريالية خارج الحدود، بحجة ضرب الإرهاب في مواطنه قبل أن ينتقل إلى عقر دار الغرب ليهدد قيمه الحضارية وأنموذج عيشه الراقي المتمثل في الحرية والديمقراطية ومجتمع الرفاهية.. وهو ما دفع بالحكومات الغربية إلى مساندة المغامرات العسكرية الأمريكية، لا حبا في القضاء على تنظيم “القاعدة”، بل خوفا من أن تضرب خلايا المخابرات الأمريكية والصهيونية الإرهابية في قلب العواصم الأوروبية باسم هذا التنظيم الفزًاعة.. هذه هي الحقيقة، وقد تأتي المناسبة لنكتب عنها بتفصيل أكثر.

لكن ماذا عن الرأي العام العربي؟
لقد نجح العقل الأصولي الوهابي في بداية ما سمي بـ”الثورة” السورية بتدجين المثقف العربي (إلا من رحم الله)، كما عمل على استئصال المختلف مع أطروحاته التآمرية على الصعيد المعرفي والمعنوي.. هذا تصرف طبيعي من جهة تنضح مواقفها بالضيق من الموقف المخالف، وبدل التعامل مع الآخر المختلف باحترام وتعقل وعقلانية، تفضل ركوب نهج التعصب ومنهج التطرف والإرهاب الفكري لمحاربته واقصائه من الساحة الفكرية حتى لا يكون له صوت يسمع أو كلمة تقرأ.. إنها إحدى سمات منطق الأصولية الظلامية الرجعية التي ابتليت بها الأمة، وبدل أن تقدم لها مشروعا إسلاميا إنسانيا نهضويا كما كانت تروج في خطاباتها خلال عقود، أرجعتها دهورا إلى الماضي السحيق، لتعيش الفقر والجهل والتخلف في أبشع صوره..

هذا هو حال الوطن العربي من الماء إلى الماء باستثناء سورية التي ظلت معلمة فكرية شامخة، تنتج المعرفة وتنادي بالتسامح وتزرع بذور المحبة بين كل أبناء الأمة باختلاف مشاربهم الثقافية وانتماءاتهم الإديولوجية وتوجهاتهم الفكرية.. وتنادي بالوحدة من أجل محاربة الشر المطلق الذي تمثله الصهيونية اليهودية والعربية والإمبريالية العالمية، والعمل على بناء محور المقاومة والممانعة على امتداد جغرافية الوطن العربي من منطلق الحرص على احترام السيادة الوطنية لكل قطر واستقلال قراره السياسي والإقتصادي عن التبعية للأجنبي الذي يتربص بالأمة شرا.

غير أن الإعلام العربي المتصهين، نجح من خلال قنوات العهر والبورديل كـ”الخنزيرة” و “العبرية” وغيرهما، بالإضافة إلى وسائل الإعلام الورقية والإلكترونية المأجورة، في ضخ كم هائل من الزبالة في العقل العربي الخام، حتى تحول إلى مكب للقمامة راكم على مدى سنوات مخلفات سموم الفكر “الصهيو- وهابي” المدمر للهوية والثوابث القومية والمبادىء الانسانية السامية والقيم العربية الأصيلة والأخلاق الإسلامية الرفيعة.. وكل ذلك باسم “التنوير” الذي تحول إلى تزوير وتضليل وتحوير.. وهو النهج الذي تصاعد بشكل ملفت مع انطلاق ما سمي بـ”ثورات الشعوب” أو “الربيع العربي” الذي تحول إلى خريف حزين قاتل ومدمر، بعد أن ركبته الإدارة الأمريكية بمساعدة أدواتها الغربية و “الصهيو – وهابية” في المنطقة، لحرفه عن مساره السلمي المطالب بالحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية وإعادته إلى حضيرة الهيمنة الأمريكية.

وبموازات ذلك، نشط فقهاء الظلام وعلى رأسهم زعيمهم الذي علمهم السحر، الكاهن القرضاوي ومن والاه واتبع ضلاله، في الترويج لوهم “الخلافة” وتطبيق “الشريعة”.. خلافة آل سعود لخدمة المشروع الصهيوأمريكي في العالم العربي، وشريعة الديانة الوهابية التي تأمر بقطع يد سارق الخبز وتقبيل يد سارق مقدرات الأمة، وتعتبر المرأة مرحاظ يتبول فيه الرجل، وعورة يجب سترها بكيس زبالة أسود، وتقطع لسان المعارض وتضرب عنق المخالف الخارج عن طاعة ولي الأمر بحد السيف تيمنا بسنة صعاليك قريش زمن الجاهلية الأولى.

هذا هو الوهم الذي ُرٍوج له على نطاق واسع مع انطلاق الربيع العربي وتبنته شريحة واسعة من الشباب الذي كنا نعتقد أنه ولج فضاء التنوير وبدأ يتعامل مع قضايا أمته بالتعقل والعقلانية.. وبالرغم من أن الخلافة لا أصل لها في الخطاب القرآني، إلا أن الخطاب الديني ركز بشكل ملفت على هذا الوهم الذي ۥسٍوق كحلم للأمة، من دون أن يتسائل شاب ورع واحد عن أصل وفصل الخلافة في الإسلام، والفرق بين شرع الله الذي يعني ضمان المساوات في الحقوق والواجبات بين كل أفراد الأمة رجالا ونساء من الفلاح إلى الملك من جهة، وشرع محمد بن عبد الوهاب الذي يفرق بين الشرفاء والنبلاء من الطبقة الحاكمة الفاسدة والمستبدة، والرعاع والدهماء والعامة وسواد الأمة – وفق أوصاف الاحتقار والتبخيس التي يستعملها فقهاء السلاطين في تصنيف عامة المواطنين، الذين يعتبرونهم مجرد عبيد بمرتبة “حيوانات مدجنة” وفق ما يعطيه مفهوم “الراعي و الرعية” بلغة الجزار والخروف.

فالخلافة التي يروجون لإقامتها لم يشرعها الله تعالى في قرآنه، بل ترك الأمر “شورى” بين المسلمين ليختاروا نظام الحكم الذي يضمن لهم الحرية والعدالة والكرامة والمساواة.. أما الشريعة التي يتحدث عنها فقهاء الوهابية، فبالإضافة لما سبق ذكره، فإن الدعوة إلى تطبيقها في مجتمعات تحكمها أسر اقطاعية فاسدة ومستبدة تعتبر دعوة غير شرعية بكل المقاييس، وحري بهذه المجتمعات أن تبدأ بالمطالبة باجثتات أنظمة الأسر القبلية البليدة التي تحكمها، لتشنق ملوكها وأمرائها بمصارين فقهائها المنافقين.. وبذلك تضمن أن المواطن الذي أمره الله بالوقوف في وجه فرعون، يكون قد طبق أول بند من بنود الشريعة، ألا وهو إسقاط الفاسدين والمستبدين لصوص الوطن والدين.. أما الإنقياد وراء فقهاء الجهل والظلام المتآمريم على الله والدين والأمة خدمة للإقطاع، فمن السهل أن ينخدع المواطن المسكين بجبة الدين التي يلبسونها لينقاد وراء دعوتهم المهلكة إلى الجحيم.. ومعنى المعني، أن المجتمع من أساسه مجتمع غير شرعي، فعن أي شريعة يتحدث المنافقون؟.

إن الدارس لتاريخ العرب والمسلمين، يعرف أن الأمة لم تجنى من وراء دعاة الخلافة غير العبودية والاستبداد، ولم تنتج سوى مزيد من الخراب وسفك الدماء والتسلط والفساد.. وهو ما أدى بنا إلى ما نحن عليه اليوم من جهل وتخلف وفقر ومرض.. لأن الحاضر هو نتاج الماضي، وإذا لم نستفد من تجارب ودروس هذا “الماضي” الكئيب، فلن نستطيع تغيير الحاضر بشكل إيجابي نرسم من خلاله معالم جديدة، متينة وعقلانية، لبناء مستقبل أفضل لأوطاننا وشعوبنا… والسبب هو أننا لا ندرك عمق العلاقة القائمة اليوم بين السلطة والفساد، وبين الحرية والإستبداد، ولا نعرف كيف ننتج معرفة نحولها إلى إرادة وسلطة تحررنا من الفساد والاستبداد.. وبدل ذلك نسعى وراء الوهم والسراب.. في انتظار أن يرحمنا الله بالموت أو التخلف العقلي.

هذه دعوة إلى المستقبل للخروج من ثقافة التنزيه والتقديس والتعظيم والتبجيل.. ونبذ ثقافة القبور ودعوات السلف الذي لم يكن كله صالحا بالمراجعة العقلانية المسؤولة.. وهي ذات الدعوة التي يدعونا الله في قرآنه لسلوك سبيلها، الذي يعني أن نعيش تجربتنا الأرضية الخاصة بنا بدل استنساخ تجارب الآباء والأجداد حتى لو كانوا مخطئين.. وأن ننخرط في سنته التي تعني الصيرورة والتطور نحو غد أفضل اعتمادا على عقولنا وابداعنا وانتاجنا للعلم والمعرفة، لننتفع به وننفع به غيرنا من شعوب الأرض المستضعفة.. هذا هو السبيل الوحيد لننهض من كبوتنا التي مل من ذكرها التاريخ، ونخرج من ظلمة ليلنا الشديد السواد الدامس القتامة إلى فجر مشرق جديد وجميل.

قد يطول الحديث عن موقف الشارع العربي من الحرب الكونية الدائرة في سورية، وهو موضوع أود العودة لمعالجة خلفياته وبعض مظاهره البارزة بتفصيل أكثر في مناسبة قادمة.. لكن قبل ذلك، لا بد من الإشارة هنا إلى أن ما ۥطرح أعلاه، يمثل جوهر القضايا الاستقطابية والخلافية القائمة بين الشباب العربي عموما مع بعض الاستثناءات.. مع ملاحظة أن الخطاب الإعلامي والديني التضليلي نجح إلى حد بعيد في التأثير على الناس وجر الغالبية من مثقفين ومتنورين وعامة إلى جانبه، لأسباب قد تتطلب دراسة علمية دقيقة لمفهما بالعمق المطلوب. غير أنني، وبإيجاز شديد أستطيع الجزم اليوم أن هناك تغيير نوعي حصل، وبدأت الأصوات ترتفع في تونس والمغرب ومصر والأردن منددة بالمؤامرة الكونية التي تتعرض لها سورية، موجهة أصابع الإتهام إلى الاستكبار العالمي والصهيونية وأنظمة الذل والخذلان العربية عامة، والخليجية بصفة خاصة، وعلى رأسها السعودية وقطر والأردن وتركية وكيل الإمبريالية العالمية في المنطقة.

هذه الأصوات لا تشكل أغلبية اليوم، لكنها أصوات حرة وشريفة معتبرة، بدأت تخرق رداء الصمت الذي فرض على الأمة في الحالة السورية، وتتحدى الفكر الظلامي الرجعي العربي، وتفضح تواطؤ الأنظمة العميلة.. وهو ما جعل رواد الفكر الظلامي يحجمون عن النزول إلى الشوارع للتظاهر ضد النظام السوري كما كانوا يفعلون من قبل، بعد أن تبين أن المظاهرات التي نظموها لم تكن لوجه الله ولا من أجل حرية وكرامة الشعب السوري، بل شطحات مدفوعة الأجر بقرار تتحكم فيه عوامل إقليمية ودولية، وهو ما خصصت لتنفيذه مشيخة قطر ما قدره 300 مليون دولار، الأمر الذي مكن جماعات الإسلام السياسي بشقيها الدعوي والجهادي، بالإضافة لبعض المرتزقة من مثقفي السلطة وممثليها في جمعيات المجتمع المدني، لتجييش الغوغاء والدهماء والعامة (بتعبير فقهاء السلفية)، لاحتلال شوارع العواصم العربية والمطالبة بطرد سفراء النظام السوري.

إن المتتبع لنقاشات الشباب العربي على صفحات المواقع الإجتماعية والمواقع الإلكترونية الخاصة التي تشرف على معظمها المخابرات العربية، سيفاجأ بالعدد الهائل من التدخلات والمواقف التي أصبحت تصب في صالح النظام السوري، وتستنكر الإرهاب والإجرام الدائر في سورية، وتفضح الحرب القذرة بالوكالة التي يتعرض لها الوطن السوري والعربي بعد أن بدأت تتكشف للجميع خيوط المؤامرة الكونية الخبيثة التي تحاك للأمة بأسرها..

هذا تحول فارق وتطور إيجابي وإن تأخر قليلا، بعد أن كنا نشعر نحن المناهضين للحرب على سورية، أننا نعيش في جزيرة معزولة عن العالم منسلخين عن الواقع، نكاد لا نجد من يشاركنا رأينا وقناعاتنا.. ومع ذلك صبرنا وصمدنا وما بدلنا تبديلا… كنا نقول ونكرر أن المواقف لا تتخذ بالتبعية بل بالقناعة، وأننا أكثر منكم تعاطفا مع الشعب العربي السوري، وحماسة للتغيير الديمقراطي السلمي، وأن مقياس تقييم نظام سياسي معين لا يكون بتصديق الشائعات والأحكام القيمية المغرضة التي تطلق على عواهنها بعد أن تصنع في مطابخ الإعلام المضلل.. بل من خلال تفكيك وتحليل سياسة هذا النظام الداخلية والخارجية.. وأنه بالنسبة للحالة السورية، وبخلاف كل الأنظمة العربية الفاسدة المستبدة والعميلة للصهيونية، يعتبر نظام بشار الأسد نظاما أمنا قاسيا، لكنه قابل للإصلاح، وقد قام بخطوات ايجابية في هذا الإتجاه، بحيث أنهى هيمنة الحزب الواحد على الدولة والمجتمع واقرر بالتعددية السياسية وحرية تكوين الأحزاب والحق في تداول السلطة، كما عبر في أكثر من مناسبة عن استعداده للحوار مع المعارضة بمن فيهم حملة السلاح ضد الدولة.. وعلى مستوى السياسة الخارجية يكفي سورية فخرا أنها في محور المقاومة المدافعة عن قضايا الأمة المركزية وعلى رأسها فلسطين، وترفض الانصياع للقرارات الخارجية والإنبطاح للهيمنة الصهيوأمريكية، مفضلة الحفاظ على استقلاليتها وقراراها السيادي مهمى كلف الثمن.. وهذه لعمرى قمة المجد والعزة.. في حين أن كل الأنظمة العربية من دون استثناء فاسدة ومستبدة وعميلة خائنة باعت ضميرها ودينها وحضارتها وتاريخها وقيمها للشيطان.. وإذا كان من ثورة لا بد من نصرتها، فأولى ثم أولى أن تنصر الأمة ثورة الشعب البحريني المظلوم والشعب السعودي المقهور، وتقف في وجه المآمرات والمغامرات الهادفة إلى تفكيك الأمة وتجزئة أوطانها ودس الفتن بين شعوبها…

سورية.. الله حاميها
صحيح أن الإعلام السوري قصر في التعريف بحقيقة ما يجري على الأرض السورية، ولم يقم بالدور المنوط به لفضح المؤامرة في هذا الظرف العصيب الذي تمر منه سورية.. لكن صحيح أيضا أن إمكانات إعلام التضليل الخليجي وامبراطوريات الإعلام الغربي أقوى من أن تنافسها إمكانات الإعلام السوري المتواضعة جدا.. ورغم ذلك، أبى الله إلا أن يفضح المتآمرين والمنافقين، ويفشل مؤامراتهم الخبيثة، ويجعل كيدهم في نحرهم، فأظهر الحق وأزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا…

وقديما سألوا ألبرت آنشتين : “هل للكون حدود؟.. فأجاب: شيئان لا أعرف لهما حدود.. الكون و غباء الإنسان”… لذلك، لن نشكر “القاعدة” على غبائها هذه المرة، بل نشكر الله الذي أفشل مكر الماكرين ودسائس المتآمرين على سورية قلب العروبة النابض، فحماها بلطفه من مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال (يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) صدق الله العظيم.

هذا الكلام لا يعني أن المؤامرة انتهت، بل لا زالت في فصولها الأخيرة، فقوى الشر والظلام ترفض أن تسلم بالأمر الواقع وتجنح للسلام، فها هم يتحدثون عن تسليح المعارضة التي لا تقاتل إلى جانب القاعدة، وفق زعمهم، بالرغم من عدم وجود شيىء إسمه “معارضة مقاتلة” وازنة وذات شأن يذكر، وهي حيلة خبيثة لتسليح القاعدة بطرق ملتوية عبر الأردن وتركية ولبنان.. وها هم يثيرون من جديد الأسلحة الكيماوية ويحضرون لتدمير سورية بطرق أخرى أكثر قساوة.. ومهما يكن من أمر، فإيماننا بالله القدير وثقتنا بمحور المقاومة الصلب كالصخر، وموقف الحلفاء الثابت إلى جانب سورية، كلها عوامل قوة كفيلة بإفشال ما يخطط له المجرمون في الدهاليز والأقبية المظلمة.

للتذكير
وفي الختام، أود أن أذكر فقهاء الظلام في هذا الزمن الرديء، بمقولة للشيخ محمد الغزالي رحمه الله، تليق بالمناسبة، حيث قال: “نصف أوزار الملحدين في هذا العالم يحملها متديٍنون كرًهوا خلق الله في دين الله.. إن كل تديٌن يجافي العلم ويخاصم الفكر ويرفض عقد صلح شريف مع الحياة.. هو تديٌن فقد صلاحية البقاء”. (مع ضرورة التفريق بين دين الله ودين الفقهاء).

خاص بانوراما الشرق الاوسط نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية


الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 07:36 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024