![]() |
ما أعجبَ المشاعرَ التي كانت تَموج في قلبكَ.. أيّها الوصيّ؟! يومَ كنتَ أقربَ الناس إلى نبيّ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهو في أيامه الأخيرة: على الفراش، وفي لحظة الاحتضار!
وما أعجبَ المشاعرَ التي كانت تَموج في قلبك.. يا عليّ! ساعة تَوَلَّيْتَ أمر أخيك وحبيبك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وساعة قُمتَ بغُسْله وتكفينه وتجهيزه ـ وكانت تلك لك تعليمات النبيّ الراحل العظيم. ولقد قُبضَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإنّ رأسَه لَعلى صدري. وقد سالَتْ نفسُه في كفّي، فأمْرَرتُها على وجهي. ولقد وُلِّيتُ غُسْلَه صلّى الله عليه وآله وسلّم والملائكةُ أعواني، فضَجّتِ الدار والأفنية: مَلأٌ يَهْبِط، وملأٌ يَعْرُج. وما فارَقَتْ سمعي هَيْنَمةٌ منهم ـ يُصَلّون عليه، حتّى وارَيناه في ضريحه.. فمن ذا أحقّ به منّي حيّاً وميّتاً؟! (كيف لأحزانك أن تنقضي..؟! وأيّ شيءٍ قادر على العزاء والتصبير؟! أمّا حُزْني فَسَرْمَد. وأمّا ليَلي فَمُسَهَّد.. إلى أنْ يختارَ الله لي دارَك التي أنتَ بها مُقيم |
اللّهمّ.. صَلّ على محمدٍ وآله كما حَمَل وحيك، ووفى بعهدك، وبلّغ رسالاتك
|
اللّهمّ.. صَلّ على محمدٍ وآله،
كما قَصَمتَ به الجبابرة وأهلَكتَ به الفراعنة. اللّهمّ.. صَلّ على محمدٍ وآله، كما رَحِمْتَ به العِباد وأحيَيتَ به البلاد. اللّهمّ.. صَلّ على مَن شرّفت الصلاةَ بالصلاةِ عليه. اللّهمّ.. صَلّ عليه صلاةً تَكتحِلُ بها بصائرنا بالنور المرشوش في الأزَل. واجعل لي نوراً أمشي به في الناس بدونِ آشتباهٍ، ولا آلتباس. |
جئتَ ـ يا سيّدي ـ إلى هذا العالَم.. بَشَراً من أبٍ وأُمّ، هما لله من الساجدين.
تَقلَّب نورك.. يا حبيبي ـ وهو من نور الله القدسيّ ـ في أصلاب الأنبياء والأوصياء والأولياء، عَبْرَ حِقَبِ الزمان. وكان الله جلّ جلاله يدّخرك للزمان الأخير الخاتِم لأزمنة الدنيا. ويراك ـ بعين الرعاية والصَّوْن ـ وأنت تتحدّر من تلكم الأصلاب الشامخة وهاتيك الأرحام المطهَّرة.. http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif وتَقَلُّبَكَ في الساجِدين http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif. |
الخطوة المصيريِّة الضروريّة: أن يخطو الإنسان ـ بنور النبيّ ـ من أرض الظلمات إلى آفاق النوريّة المبصِّرة. في النور المحمديّ يغدو الإنسان قادراً على الرؤية الطليقة المنزَّهة، فيرى أمسه وحاضره وغده. يرى: مِن أين ؟ وفي أين ؟ وإلى أين ؟ يرى المبدأ والمَعاد وسيرته المتألّهة بين المبدأ والمعاد.
تعلَّمْنا من صحفك المطهَّرة المشرقة بالكتب القيّمة ـ يا رسول الله ـ أنْ لابدّ للإنسان أن يعود إلى الحقّ الذي انبثق ـ في أوّل الخليقة ـ من بين يدَيه.. كما تعود القطرة إلى المحيط، وتلك لها السعادة المطلقة، وسَكينةُ القرار المأمون. وتعلّمْنا من فرقانك ـ يا صفيَّ الله ـ أنّ أولئك العُتاةَ الجهلة المعاندين إنّما يعاندون كلمتك الشريفة، ويحاربون صوتك الحبيب. واندفاعاً من خنادق الجهل والإنكار يُنكرون ـ نظريّاً أو عمليّاً أو هما معاً ـ سَفرَ العودة الأُخرويّة المحتومة.. فيُنكرون مِن ثَمَّ رسالة الرسول. إنّ الرُّجعى إلى الله ـ وهي الهدف الإنسانيّ الأعظم ـ لابدّ لها من طريق تسلكه البشريّة للرجوع. والطريق بلا دليلٍ هادٍ كَلا طريق. وما ثَمّ غير الأنبياء وأوصيائهم عليهم السّلام من دليل خبير، ومن هادٍ عارف بأسرار الطريق. إنّك ـ يا سيّدي العظيم ـ لَتُخرِج الناس من ظلمات أنفسهم وتصوّراتهم إلى نور المعرفة الإلهيّة الساطعة. تُخرجهم إلى صبح ولاية الله بعدما عكفوا ـ جاهلين ـ على أوثان الولاية للجبت والطاغوت. وللجِبت صور متكاثرة، وللطاغوت مظاهر متناثرة. منها ما هو مُعلَن صريح، ومنها ما هو خفيّ مكتوم، ومنها ما هو أخفى يَدُقّ على النظر ويستعصي على التشخيص.. إلاّ بنور الله الذي يموج في صُحفك القلبيّة وفرقانك الفصل، يا نبّيي يا حبيب الله. لقد دخل الإنسانُ الوجودَ، ولن يَخرج منه. إنّه سالكٌ في السبيل إلى الآخرة السلوكَ الوجوديّ المحتوم، و http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif ما مِن دابّةٍ إلاّ هوَ آخِذٌ بناصيتها، إنّ ربّي على صراطٍ مستقيم http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif. ولَسوف يلتقي الإنسان ـ حين تقوم قيامته ـ بالله جلّ جلاله، وبأسمائه المقدّسة. سوف يلتقي المؤمنون الموحِّدون الصادقون بالله تعالى في اسمه (الرحمن)، فيحظَون عندئذٍ بنَضْرة النعيم. ويلتقي أهل الكفر والظلم والعناد بالله سبحانه في اسمه (المنتقم)، فيُلقَون في عذابات الجحيم. إنّها الرحمة الإلهيّة الموّاجة في قلبك ـ يا رسول الله ـ هي التي تريد لِتُنقذ. وتريد لتهدي البشريّة إلى صراط العزيز الحميد.. قبل أن تفوت الناسَ الفرصةُ الوحيدة النفيسة في عمر الإنسان العاجل القصير. وأنت ـ يا سيّدي ـ الرحمةُ الرحيمةُ والرأفة الفيّاضة. إنّه الله تعالى ربُّك الحبيب مَن قال لنا عنك: http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif لقد جاءكم رسولٌ مِن أنفُسِكُم، عزيزٌ عليه ما عَنِتُّم، حريصٌ عليكم، بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif، وقال لك وأنت في شوق الهداية والإنقاذ: http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif لَعلّكَ باخِعٌ نفسَك ألاّ يكونوا مؤمنين http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif، http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif فلا تَذهَبْ نفسُكَ عليهِم حَسَرات http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif. |
اللهم صلي على محمد وآل محمد سلام الله عليك يارسول الله الله ما ارسله الى رحمه للعالمين مشكور اخوي (السيد الاميني ) على المعلومات القيمه ياليت في كل مناسبه لاهل البيت يجي واحد بطيبك ويكتب مثل هالمعلومات القيمه احنا محتاجين نعرف اكثر عن ألائمه عليهم السلام مشكووووووووووووور وربي يعطيك العافيه |
اقتباس:
احسن الله الیکم عزیزی الکریم و نسئل الله تعالی ان یوفقنا لخدمة المذهب |
اللهم صل على محمد واله محمد
نعزي بهذا المصاب الجلل صاحب العصر والزمان معظم الاجر ياسيدي ومولاي عظم الله اجورنا واجوركم بفقد الرسول الاعظم صلى الله عليه واله الف شكر لك ع الطرح القيم جزاك الله الف خير تحياتي |
اقتباس:
|
بارك الله فيك على الموضوع وجزاك الله ألف خير |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 02:02 PM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025