المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرق بين الزوجة و المرأة في القرآن الكريم بحث شيق جدا‏


السعدي 123
09-07-2010, 03:44 AM
الفرق بين الزوجة و المرأة في القرآن الكريم

تعالوا وتعرَّفوا على البلاغة في القرآن الكريم والدِّقة في التعبير والبيان

متى تكون المرأة زوجاً ومتى لا تكون ؟

عند استقراء الآيات القرآنية التي جاء فيها اللفظين ، نلحظ أن لفظ زوج يُطلق على المرأة إذا كانت الزوجية تامّة بينها وبين زوجها وكان التوافق والإقتران والإنسجام تامّاً بينهما ، بدون اختلاف ديني أو نفسي أو جنسي ..
فإن لم يكن التوافق والإنسجام كاملاً ، ولم تكن الزوجية متحقّقة بينهما ، فإن القرآن يطلق عليها امرأة وليست زوجاً ، كأن يكون اختلاف ديني عقدي أو جنسي بينهما ..

ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى : "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"



وقوله تعالى : "وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا" .



وبهذا الإعتبار جعل القرآن حواء زوجاً لآدم ، في قوله تعالى : "وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ" . وبهذا الإعتبار جعل القرآن نساء النبي صلى الله عليه وسلم أزواجاً له ، في قوله تعالى : "النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ" .

فإذا لم يتحقّق الإنسجام والتشابه والتوافق بين الزوجين لمانع من الموانع فإن القرآن يسمّي الأنثى " امرأة" وليس "زوجاً" .

قال القرآن : امرأة نوح ، وامرأة لوط ، ولم يقل : زوج نوح أو زوج لوط ، وهذا في قوله تعالى : "ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا" .

إنهما كافرتان ، مع أن كل واحدة منهما امرأة نبي ، ولكن كفرها لم يحقّق الإنسجام والتوافق بينها وبين بعلها النبي .

ولهذا ليست زوجاً له ، وإنما هي امرأة تحته .



ولهذا الإعتبار قال القرآن : امرأة فرعون ، في قوله تعالى : "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ" . لأن بينها وبين فرعون مانع من الزوجية ، فهي مؤمنة وهو كافر ، ولذلك لم يتحقّق الإنسجام بينهما ، فهي امرأته وليست زوجه .

ومن روائع التعبير القرآني العظيم في التفريق بين زوج و امرأة ما جرى في إخبار القرآن عن دعاء زكريا ، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ، أن يرزقه ولداً يرثه . فقد كانت امرأته عاقر لا تنجب ، وطمع هو في آية من الله تعالى ، فاستجاب الله له ، وجعل امرأته قادرة على الحمل والولادة .

عندما كانت امرأته عاقراً أطلق عليها القرآن كلمة امرأة ،

قال تعالى على لسان زكريا : "وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا" .

وعندما أخبره الله تعالى أنه استجاب دعاءه ، وأنه سيرزقه بغلام ، أعاد الكلام عن عقم امرأته ، فكيف تلد وهي عاقر

قال تعالى : قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء

وحكمة إطلاق كلمة امرأة على زوج زكريا عليه السلام أن الزوجية بينهما لم تتحقّق في أتمّ صورها وحالاتها ، رغم أنه نبي ، ورغم أن امرأته كانت مؤمنة ، وكانا على وفاق تامّ من الناحية الدينية الإيمانية .

ولكن عدم التوافق والإنسجام التامّ بينهما ، كان في عدم إنجاب امرأته ، والهدف من الزواج هو النسل والذرية ، فإذا وُجد مانع بيولوجي عند أحد الزوجين يمنعه من الإنجاب ، فإن الزوجية لم تتحقّق بصورة تامّة .
ولأن امرأة زكريا عليه السلام عاقر ، فإن الزوجية بينهما لم تتمّ بصورة متكاملة ، ولذلك أطلق عليها القرآن كلمة امرأة .

وبعدما زال المانع من الحمل ، وأصلحها الله تعالى ، وولدت لزكريا ابنه يحيى ، فإن القرآن لم يطلق عليها امرأة ، وإنما أطلق عليها كلمة زوج ، لأن الزوجية تحقّقت بينهما على أتمّ صورة .

قال تعالى : "وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فاسْتجبنا لهُ وَوَهبنا لهُ يَحيَى وأصْلحنا لهُ زَوجَهُ " .

والخلاصة أن امرأة زكريا عليه السلام قبل ولادتها يحيى هي امرأة زكريا في القرآن ،

لكنها بعد ولادتها يحيى هي زوج وليست مجرّد امرأته .

وبهذا عرفنا الفرق الدقيق بين زوج و امرأة في التعبير القرآني العظيم ، وأنهما ليسا مترادفين.

بحب الله نحيا
09-07-2010, 05:44 AM
اللهم صـلِ على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهريـن وعجـل فرجهم ياإلـه العالميـن "

القرآن معجـزة ومعجزته تكمن في بلآغتـه وفصاحتـه
اللهم بالقرآن نوّر به وجوهنا وقلوبنا وقبورنا وطريقنا به إلى الجنـة ..اللهمـ آمينـ

شكراً جزيلاً أخي السعدي
جزاك الله خيراً وبارك بك ووفقك
" )

البحرانية
09-07-2010, 06:57 PM
نعم يااخي السعدي

لايوجد ابلغ ولا افصح ولاارقى من حروف القران الكريم النورانية
فهو كلام رب العالمين لا ياتية الباطل من بين يدية ولا من خلفة
وهذا سر عظمتة وبقاءه
فعظمة حروف القران الكريم من عظمة خالقة

اللــهم أجعل القرآن ربيع قلبي و نــور صــدري

احسنت الطرح يااخي

وان شاااء الله هذه المعلومة تضاف اليك في ميزان اعمالك الصالحة

في انتظار جديدك بشوق

مريم محمد
09-07-2010, 10:08 PM
ويضل القرآن الكريم معجزة إلى يوم الدين
إلى الآن لاأحد أفصح وأبلغ من آياته ولم يخلق ذلك الفصيح الذي يضاهي فصاحة القرآن الكريم
وحدهم أهل بيت النبوة مكملين للمعجزة

العترة والقرآن إثنان لاينفصمان

تحياتي

نقاء الروح ~
10-07-2010, 02:29 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف ,,

تدمع الأعين عند قراءة هكذا مواضيع ..

وفقتم بحق الآل ..

عاشق الأكرف
13-07-2010, 04:09 AM
طرح راقي

وفلسفة جميلة وذات ابعاد اسلامية حقيقية

بارك الله فيك على النقل

وشكرا