المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نبدة من سيرة الصديقة فاطمة الزهراء عليها الفضل الصلاة والسلام


البحرانية
28-05-2007, 03:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


المولد الطاهر والعنايات الالهية

كانت ولادة الزهراء في العشرين من جمادى الآخرة في السنة الخامسة من البعثة النبوية
أما كيفية حملها وولادتها ففيه من الأخبار المشوِّقة ما نسوقه اليك
عن الرضا قال : (قال النبيّ : لما عُرِج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل فأدخلني الجنة فناولني من رطبها فأكلته فتحول ذلك نطفة في صلبي فلما هبطت الى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ففاطمة حوراء إنسيه فكلما اشتقت الى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة
عن عائشة قالت : قال رسول الله لما أسري بي الى السماء أُدخلت الجنة فوقفت على شجرة من أشجار الجنة لم أر في الجنة أحسن منها ولا أبيض ورقاً ولا أطيب ثمرة فتناولت ثمرة من ثمرتها فأكلتها فصارت نطفة في صلبي فلما هبطت الى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة فإذا أنا اشتقت الى ريح الجنة شممت ريح فاطمة
وقد روى صاحب الذخائر بسنده عن النبي انه قال : (لما أرادت خديجة أن تضع حملها بعثت الي نساء قريش ليأتينها فيلين منها ما تلي النساء ممن تلد فلم يفعلن فقلن لانأتيك وقد صرت زوجة محمد فبينما هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة عليهن من الجمال والنور ما لا يوصف فقالت لها إحداهن أنا أمك حواء وقالت الأخرى أنا آسية بنت مزاحم وقالت الأخرى أنا كلثم أخت موسى وقالت الأخرى أنا مريم بنت عمران ام عيسى جئنا نلي من أمرك ما تلي النساء قالت : فولدت فاطمة فوقعت حين وقعت على الأرض ساجدة رافعة إصبعها
وفي يوم من الأيام دخل رسول الله فسمع خديجة تحدث فاطمة فقال لها: (يا خديجة من تحدثين؟ قالت الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني قال يا خديجة هذا جبرئيل يخبرني أنها انثى وأنها النسلة الطاهرة الميمونة وان الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها أئمة ويجعلهم خلفائه في أرضه بعد انقضاء وحيه
وقد قال رسول الله : ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث وإنما سماها فاطمة لان الله فطمها ومحبيها عن النار


أسماؤها وكُناها صلوات الله وسلامه عليها

روى ابن بابويه بسند معتبر عن الإمام الصادق انه قال : (لفاطمة تسعة أسماء عند الله عز وجل: فاطمة والصديقة والمباركة والطاهرة والزكية والراضية والمرضيّة والمحدَّثة والزهراء).
قال العلامة المجلسي في ذيل ترجمة هذا الحديث:
الصديقة: بمعنى المعصومة.
والمباركة: بمعنى كونها ذات بركة في العلم والفضل والكمالات والمعجزات والأولاد.
والطاهرة: بمعنى طهارتها من صفات النقص.
والزكية: بمعنى نموّها في الكمالات والخيرات.
والراضية: بمعنى رضاها بقضاء الله تعالى.
والمرضية: بمعنى مقبوليتها عند الله تعالى.
والمحدَّثة: بمعنى حديث الملائكة معها.
والزهراء: بمعنى نورانيتها ظاهراً وباطناً.
أما كناها سلام لله عليها فقد كانت تكنى بـ: أم الحسن وأم الحسين وأم المحسن وأم الأئمة وأم أبيها.

تسبيح الزهراء : وفضله


طلبت فاطمة من أبيها رسول الله خادمة تخدمها فقال : أولا أدلّكِ على خير من ذلك: تسبحين الله تعالى ثلاثاً وثلاثين وتحمدينه ثلاثاً وثلاثين وتكبرينة أربعاً وثلاثين.

استشهادها(صلوات الله عليها) ووصيتها

عن ابي عبدالله الصادق قال : (قبضت فاطمة في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة احدى عشر من الهجرة وكان سبب وفاتها ان قنفذاً مولى عمر لكزها بنعل السيف بأمره فاسقطت محسناً ومرضت من ذلك مرضاً شديداً ولم تدع أحداً ممن آذاها يدخل عليها).
عن ام سلمى امرأة ابي رافع قالت : مرضت فاطمة فلما كان اليوم الذي ماتت فيه قالت : هيئي لي ماءً فصببت لها فاغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل ثم قالت : ائتيني بثياب جدد فلبستها ثم اتت البيت الذي كانت فيه ف قالت : أفرشي لي في وسطه ثم اضطجعت واستقبلت القبلة ووضعت يدها تحت خدِّها وقالت اني مقبوضة الان فلا اكشفن فاني قد اغتسلت قالت وماتت.
عن جابر الانصاري قال سمعت رسول الله يقول لعلي بن ابي طالب قبل موته بثلاث سلام عليك يا ابا الريحانتين أوصيك بريحانتي من الدنيا فعن قليل ينهد ركناك والله خليفتي عليك.
فلما قبض رسول الله قال علي : هذا احد ركنيَّ الذي قال لي رسول الله فلما ماتت فاطمة قال علي : هذا الركن الثاني.
عن الحسن ان علياً غسل فاطمة وعن علي انه صلى على فاطمة وكبّر عليها خمساً ودفنها ليلاً.
ولدت فاطمة بعد مبعث رسول الله بخمس سنين وتوفيت ولها ثمان عشر سنة وخمسة وسبعون يوماً وبقيت بعد أبيها خمسة وسبعين يوماً.
سُئل الرضا عن قبر فاطمة فقال : دفنت في بيتها فلما زادت بنو امية في المسجد صارت في المسجد ، وقيل انها دفنت في البقيع.
مرضت فاطمة مرضاً شديداً ومكثت أربعين ليلة في مرضها الى ان توفيت فلما نعيت اليها نفسها دعت أم ايمن واسماء بنت عميس ووجهت خلف علي واحضرته و قالت : يابن عم ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عاشرتني فقال : معاذ الله أنت اعلم بالله وأبر واتقى واكرم واشد خوفاً من الله والله جددت علي مصيبة رسول الله وقد عظمت وفاتك وفقدك فانا لله وانا اليه راجعون من مصيبة ما أفجعها وآلمها وأمضها وأحزنها هذه والله مصيبة لا عزاء لها ثم بكيا ساعة وأخذ عليُّ رأسها وضمها الى صدره ثم قال أوصيني بما شئت فاني اختار امرك على امري قالت اوصيك اولاً:
ان تتزوج بعدي بابنة اختي امامة فانها تكون لولدي مثلي وان تتخذ لي نعشاً رأيت الملائكة صوروا صورته قال صفيه لي فوصفته له فاتخذه لها وهو اول نعش عمل على وجه الارض ثم قالت : اوصيك ان لا يشهد احد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني واخذوا حقي فانهم عدوي وعدوّ رسول الله ولا تترك ان يصلي عليّ احد منهم، وادفني في الليل اذا هدأت العيون ونامت الابصار ثم توفيت (صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها).
قال أمير المؤمنين بعد ان دفن الزهراء من كلامٍ له مخاطباً رسول الله :
السلام عليك يا رسول الله عني و عن ابنتك و زائرتك والبائنة في الثرى ببقعتك، و المختار الله لها سرعة اللحاق بك.
قلَّ يا رسول الله عن صفيتك صبري و رقّ عن سيدة نساء العالمين تجلّدي الا أنّ في التأسي لي بسنتك في فرقتك موضع تعز فلقد وسّدتك في ملحودة قبرك و فاضت نفسك بين نحري و صدري. بلى وفي كتاب الله لي أنعم القبول، انا لله و انا اليه راجعون، قد استرجعت الوديعة و أخذت الرهينة و اختُلِست الزهراء فما أقبح الخضراء و الغبراء.
يا رسول الله أما حزني فسرمد وأما ليلي فمسهّد وهمٌّ لايبرح من قلبي، او يختار الله لي دارك التي انت فيها مقيم، كمد مقيَّح و هم مهيّج، سرعان ما فرق بيننا، و الى الله أشكو.
و ستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها فاحفها السؤال و استخبرها الحال فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد الى بثه سبيلا و ستقول و يحكم الله و هو خير الحاكمين و السلام عليكما سلام مودِّع لا قالٍ فان أنصرف فلا عن ملالة و إن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين.
واهاً واها والصبر أيمن و اجمل ولولا غلبة المستولين لجعلت المقام واللبث لزاماً معكوفاً ولأعولت إعوال الثكلى على جليل الرزية.
فبعين الله تدفن ابنتك سراً، و تهضم حقها قهراً، و يمنع ارثها جهراً و لم يتباعد العهد و لم يخلق منك الذكر و الى الله يا رسول الله المشتكى و فيك يا رسول الله أحسن العزاء صلى الله عليك و عليها السلام والرضوان.
اُختلف في وفاة الصديقة فاطمة على أقوال:
1 ـ انها بقيت بعد أبيها خمسة وسبعين يوماً وهو المشهور.
2 ـ أنها بقيت اربعون يوماً.
3 ـ توفيت لثلاث خلون من جمادى الآخرة أي انها بقيت بعد أبيها ثلاثة اشهر ، وهناك أقوال اخرى.
حينما اُخبر أمير المؤمنين بوفاتها وقع على وجهه وهو يقول: بمن العزاء يا بنت محمد كنت بك أتعزى ففيم العزاء من بعدك.
روى صاحب البحار عن الطبري ان الذي صلى على فاطمة بعد وفاتها هو أمير المؤمنين والحسن والحسين وعقيل وسلمان وابو ذر والمقداد وعمار وبريدة وفي رواية العباس وابنه الفضل وفي رواية وحذيفة وابن مسعود.
وبعد أن واراها في ملحودة قبرها استبد به الحزن وأرسل دموعه على خديه ثم انشد:
لكل اجتماع من خليلين فرقة ** و كل الذي دون الممات قليل
و ان افتقادي فاطما بعد أحمد ** دليل على أن لا يدوم خليل
وجاء في جانب من وصيتها سلام الله عليها:
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصت به فاطمة بنت محمد أوصت بحوائطها السبعة الى علي بن أبي طالب فإن مضى فالى الحسن فإن مضى فالى الحسين فإن مضى فالى الاكابر من ولدي، شهد المقداد بن الاسود والزبير بن العوام وكتب علي ابن ابي طالب علية السلام .

نور البتول
28-05-2007, 03:19 AM
اللهم صلي على محمد وال محمد
ورحمنا بهم يا كريم
نبده رائعة عن حيات سيدتنا فاطمة سلام الله عليها
اشكرك اختي العزيزه

عاشقة النجف
28-05-2007, 09:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام على الطهر و الصفاء , السلام على نور الضياء, السلام على ابنةسيد الأنبياء, السلام على السبب المتصل بين الأرض و السماء, السلام على سيدة النساء , السلام على الزهراء


موفقه حبيبتي الغاليه
وبارك الله بكِ
وجعل الصديقة شفيعتكِ