المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صور عائلية (الجزء الثاني )..


آمالٌ بددتها السنونْ
27-01-2010, 08:52 PM
http://z.about.com/d/architecture/1/0/N/P/victorian-secondempire-1974566.jpg (http://z.about.com/d/architecture/1/0/N/P/victorian-secondempire-1974566.jpg)



صور عائلية ( الجزء الثاني )
بقلم / وفـــاء نادر


المقدمة

لقد رجعت لكم وفي جعبتي صورة أُخرى لعائلة أثارت فضولي
هذه العائلة معقدة قليلاً وأفرادُها لا يمكن وصف علاقتهم بالطيبة.
للأسف الشديد لن ندخل من الباب هذه المرة فالمنزل مزود بأجهزة
أنذار!.ولكن لا تقلقو لدي مصدر موثوق سيوفاني بالأخبار أولاً بأول.
لا تسألوني من ؟؟ ..لأني لن أجيب .
الآن دعوني أخبركم عن اصحابه قليلاً :
المالك رجلٌ ثري يُدعى السيد كريم لديه ولدٌ وبنت,زوجته تدعى
فاطمة و تعمل مُدرسة للغة العربية.حقيقة الأمر أن زواجهما لم يتم
بناء على رضى الطرفين كما هو العُرف بل على اتفاق تم بين والديِّ
كلاً منهما. رأيهما لم يكن مطلوباً فمصلحة العائلتين تقتضي زواجهما.
يكفي الآن ولنتعرف عليهم اكثر ونرى مالذي يخبأه القدر لهم
من أحداث.................


-1-

- أميرتي الصغيرة.... ألا تشعرين بالنُعاس ؟؟
كانت فاطمة تجلس على الكرسي المحاذي لسرير ابنتها ذات السبعة
أعوام . تمسك يدها الصغيرة وتقبلها بين الحين والأخرى بكل حنان.
- هل تود أميرتي ان اقرأ لها قصة لكي تنام؟؟
لعلمها بأنها لن تتلقى اي رد فعل أو أجابة تناولت القصة من على
الطاولة وراحت تحكي أحداثها بصوت رقيق وهاديء .....
- سيدتي لقد نامت ريم
صوت الخادمة جعلها تغلق الكتاب.. بكل هدوء وقفت واستدارت نحوها
- اعلم ولكن احب ان أُنهي دائماً القصة لها لذلك
مستقبلاً لا تقاطعيني وتتدخلي فيما لا يعنيكِ
صوت مخدومتها البارد ونظارتها الحادة جعلاها تتلعثم في ردها
- اسفة سيدتي .... انا .... لم .... اقصد
- يكفي أذهبي لنوم الآن
- حاضر سيدتي
عندما اُغلق الباب خلف الخادمة استدارت فاطمة نحو ابنتها تتأملها
وهي نائمة, كانت تحتضن لعبتها المفضلة الى صدرها ووجها الملائكي
يبدو في غاية الهدوء !!.. فجأة ترقرقت الدموع في عينيها وأحست بنار
الغضب في صدرها....
- لن اسامح اباك على الجرم الذي اقترفه في حقك
ابداً ... ابداً .... ابداً
مسحت الدمعه التي سالت على خدها ونحنت لتقبل جبين صغيرتها.
خرجت من الغرفة وتوجهت نحو المكتب ولكن ما أن وضعت يدها
على مقبض الباب حتى استدارت وعادت أدراجها. تجاوزت غرفة
ريم وانعطفت يساراً عندما وصلت لغرفة إبنها لم تتفاجأ وهي تجدها
فارغه . فتحت هاتفها المحمول وضغطت على رقم هاتفه..
- علي أين انت ؟
- في صالة التزلج
- امامك خمس عشرة دقيقة
وألا ابحث عن مكان آخر تنام فيه.
انقطع الأتصال فرفعت الهاتف عن أذنها وأغلقته بقوة...
- الوقح أغلق الهاتف في وجهي ولكن سترى كيف
اضع حداً لسلوكك السيء !!
- مع من كنتِ تتحدثين ؟!
صوت زوجها جعلها تجفل قليلاً فهي لم تشعر بوصله !.فأجابت بحده ..
- مع ابنك المدلل وبما أنك قد رجعت اخيراً
من عملك تولى زمام الأمور فهذه ليست
المره الأولى التي يتأخر فيها
كان متعباً واخر شيء يحتاجه هو الشجار مع زوجته لذلك قرر ان
يغض النظر عن تلميحها بأنه أب مهمل وأجابها بهدوء..
- حسناً ساتحدث معه عندما يعود
- لحظه.. هل سمعتك جيداً؟!
لهجتها الساخره جعلته يصوب نظرات غاضبه نحوها فبادلته بالمثل.
هي على هذه الحال منذ عودتها من بيت أهلها مع ريم بعد ان مكثتا
شهراً كاملاً هناك. هو يعلم انه لولا تدخل ولدها لكانت طليقته الآن.
لانت نظراته وتنهد بتعب...
- ألن تصفحي عني بعد ؟!
بعينين ترقرقت الدموع فيهما أجابته وهي تصر على اسنانها حنقاً...
- عندما اسمع صغيرتي تناديني ماما من جديد
حينها يكون لكل حادث حديث.
استدارت وخرجت تاركة أيها وحيداً مع ندمه وألمه اللذان لم يفارقاه
منذ تلك الليلة المشؤومة ......

-2-
علي كان نائماً عندما احس بشيء يتحرك على وجهه!. انتبه من
نومه فزعاً ليكتشف ان ذلك الشيء لم يكن ألا يد أخته الصغيره.
دفن وجهه في كفيِّه وتنهد. عندما رفع رأسه كانت تنظر أليه وكأنها
تستفسر عن سبب نومه في غرفة الجلوس ابتسم لها..
- لقد كنت اشاهد فلماً فغلبني النعاس
في الواقع عندما وصل البارحه كان والداه يتشاجران في غرفته
لذلك لجأ لغرفة الجلوس هرباً ولكنه لم يرغب في إخبارها بالسبب
الحقيقي...
- هل أمي مستيقظه ايضاً ؟
نظر في ساعته ووجدها تُشير لسابعه والنصف......
- الحمد لله ان اليوم عطله وألا لكانت والدتي
العزيزة فوق رأسي بمسطرتها
ابتسمت له وكأنها توافقه الرأي فبادلها الأبتسام وامسك يدها الصغيرة.
لازال يتذكرعندما ولدت واخبروه انها بنت انزعج كثيراً فهو كان يريد
أخاً ولكن سرعان ماتسللت الى قلبه. فما أن تعلمت المشي حتى صارت
تتبعه في كل مكان وتقلده في كل شيء!!. نهض من مكانه......
- سأصعد الى غرفتي لأستحم
آراكِ لاحقاً..
عندما نزل بعد ربع ساعه كانت العائله مجتمعه في غرفة الطعام
يتناولون الفطور...
- صباح الخير
- صباح الخير
تمتم والداه بالرد بهدوء تام مما جعله يستغرب ذلك !.سكب له فنجان
من الشاي وراح يرتشفه وعيناه تنتقلان بين أمه وابيه من
حيناً لآخر...
- سيدتي لقد اصبحت ريم جاهزة
- هل تناولت فطورها؟
- نعم سيدتي
- ممتاز أنا قادمه
قبل ان تخرج نظرت لأبنها واخبرته ان لا يبرح مكانه فهو معاقب.
ونظراتها كانت تحذره من العصيان وألا سيندم.لم يكترث كثيراً وواصل
تناول فطوره عندما خرجت ألقى والده بظرف أبيض ناحيته, في البداية
لم يفهم ولكن ماأن رأى ختم المدرسه حتى غاص قلبه بين اضلعه....


-3-

وضع السيد كريم الجريدة جانباً وراح يحدق في ابنه بصمت,
ولكن صمته لم يدم طويلاً....
- علي انت مخطأ اذا كنت تظن بأن انشغالي
بأدارة اعمال الشركة سيلهيني عن متابعت أمور
والدي الوحيد...
نظرت الذهول على وجهه عليّ جعلته ينهض من مكانه. كان
يروح ويجيء امام طاولة الطعام لكي يهديء من حدة اعصابه.
مشكلة الغضب لديه وفقدانه لأعصابه لأتفه الأسباب تجاوزت الخط
الأحمر ويجب ان يعالجها قبل ان تزداد الأمور سوءً, تنهد واستدار
ناحية ولده ....
- انا لا ألومك ولا الوم والدتك فهي مثلك تماما
تظن بأني والدٌ مهمل ولكن هذه ليس موضوع
نقاشنا فأنا الآن اريد توضيحاً.... الأدارة
تشتكي من سلوكك مع زملائك وتدني مستوى
درجاتك !!!
- لا اُريد الحديث في الموضوع
- عفواً..... لا تريد الحديث؟!
انظر الي ايها الشاب الصغير
سنتحدث شئت ام ابيت مفهوم؟؟
ماأن خرجت الكلمات من السيد كريم حتى شعر بالندم, فكالماته
الحاده لم تزد علي ألا عناداً ومظهره العابس ويداه المكتوفتين خير
دليل على ذلك . نظر السيد كريم الى الأعلى وكأنه يطلب العون
من الله ....
- بني انا لا اطلب الا تفسيراً
حتى نجد حلاً للمشكلة
نهض علي فجأة من مكانه والغضب يتملكه.كان الشرر يتطاير من
عينيه وهويصرخ في وجه والده...
- لما لاتسأل نفسك انت والسيدة الوالده
اولاً ؟؟!!!
- علي !!
خرج علي من الغرفة تاركاً السيد كريم مذهولاً وعلامات الصدمة
واضحه على وجهه. صعد الى غرفته واغلق الباب بالمفتاح....


-4-

كانت فاطمة تجلس مع والديها في حديقة منزلهم عندما أقبل السيد
كريم ناحيتهم...
- السلام عليكم ورحمة الله
- وعليكم السلام ورحمة الله
نهض والد فاطمة وحيا كريم محتظناً بعدها قبل كريم يد والدة
فاطمة ورأسها ...
- بني لم تخبرنا فاطمة انك قادم
نظر السيد كريم الى زوجته وابتسم بعذوبه قائلاً :
- احببت ان تكون مفاجأة
رفعت فاطمة حاجبها وتمتمت بشيء غير مفهوم جعل والدتها تصوب
نظرة عدم استحسان نحوها ..
- أين ريم ؟؟
- انها تلعب بالأرجوحه
- جيد .... عمي .. حماتي لقد
حظرت اليوم طالباً عونكما....
صمت السيد كريم وبدا متوتراً وهذه ادهش فاطمة فزوجها دائماً واثق
من نفسه ولاتعوزة الكلمات !!
- نعم بني نحن نصغي
- في الحقيقة انا احاول جاهداً
ان اصلح الأمور بعد الذي حدث
خصوصاً...... مع
ريم ولكن فاطمة تبقيها بعيده عني
ولا تسمح لي بالأقتراب منها....
- انت تعلم تماماً انها تخاف منك
- فاطمة دعي زوجك يكمل
نظر السيد كريم لعمه بأمتنان وتابع......
- بقائها بعيده عني لن يعجل في شفائها
- ربما ولكن سيجنبها نوباتك غضبك
- انا احاول ... احاول لما لا تفهمين؟؟
كان الغضب في عينيه ممزوج بشيء آخر قرأته فاطمة في نظراته.
هناك عذاب وألم في نظرته جعلا قلبها يعتصر من أجله .. ومن أجل
ريم ومن أجلهم جميعاً كأسرة...
- فاطمة بنيتي لما لا تمنحين زوجك فرصة؟!
لم تستطع الأجابة فقد كانت تشعر بالغصة فأومأت برأسها وابقت
نظراتها مركزه على يديها المعقودتين في حجرها....
- شكراً
قالها زوجها بشكلٍ محموم ويفيض امتناناً, فرفعت رأسها والتقت
عيناه وثغره الباسم. ابتسامتهُ ذكرتها بأبتسامة علي عندما يظفر بما
يريد. لم تقاوم فضحكت برقه جعلته يقطب جبينه بحيره....
- انت لا تبتسم هكذا ألا عندما
تنجح في اتمام صفقة ما
- وهل هناك صفقة أهم من
عـــائلتي ؟؟
كان دورها الآن لتقطب جبينها وتتسائل في نفسها , هل حقاً
زوجها تغير ؟!. كانت تنظر اليه وهو يتحدث مع والدها عن أمور
الشركة بثقة وخبرة تامه تثير الأعجاب. زوجها شخصٌ ناجح
في عمله ولكن كزوج وأب فهو بعيد كل البعد عن النجاح.
يتبع ...........

آمالٌ بددتها السنونْ
27-01-2010, 08:54 PM
-5-

فجأة وجدت فاطمة نفسها واقفه في غرفة المكتب التابعه لمنزلهما
تراقب نفسها وهي توظب كُراسات طالباتها بعد ان قامت بتصحيحها.
في تلك الأثناء دخل زوجها وحياها لكنها لم ترد وكتفت بأطفاء
المصباح والنهوض من مكانها. ماان مرت به حتى امسك بذراعها
وسألها بلهجة ساخرة ان كانت تود الشجار. كانت سخريته هي القشه
التي قسمت ظهر البعير فصرخت في وجهه بأنها لم تعد تتحمل أهماله
لها وللأولاد , وغيابه وتأخرة الدائم عن المنزل.دار بينهما جدال
عنيف انتهى بصفعه قويه من زوجهاعلى خدها .لم تتمالك نفسها من
من هول الصدمة وتوجهت نحو المكتبة وأخذت تقذفه بالكتب.
لم ينتبها لحظور ابنتهما الصغيرة ألا بعد ان صرخت متألمة نتيجة
لأصابتها بأحد الكتب. أستدار زوجها عندها وصرخ بعنف اربك
ريم الصغيرة وجعلها تتعثر بالكرسي اثناء محاولتها الفرار.
منظر ابنتهما وهي فاقدة الوعى اثر تعثرها جعل كلن منهما
يهرع ليكون بجانبها. حملها زوجها بين ذراعية محاولاً ايقاضها
ولكن لم يفلح. نقلاها بعد ذلك الى المستشفى وماأن أفاقت حتى
اصابتها نوبة بكاء حادة. انتفضت فاطمة وكأنها تريد ان توقف
الذكرى فهي لا زالت تذكر الألم الذي شعرت به عندما اكتشفت
بعد يومين من الحادثة أن ابنتها لا تستطيع الكلام. قامو بعرضها
على الطبيب ولكنه اخبرهم بأن الأمرمؤقت و ناتج عن الصدمة
وهي ستتحدث وقت ماشائت.....
- فاطمة أين سرحتي يابنتي ؟!
- كنت فقط افكر ليس ألا يا أمي
- ستتناولون الغذاء معنا طبعاً؟
- لا اعلم ياأمي علي في المنزل
لوحده ..... وكريم ربما....
قاطعها زوجها...................
- ليس لدي مانع وبأمكان السائق
ان يحظر علي
- ولكنك تعلم انه معاقب
- عزيزتي انسي العقاب اليوم
فأنا لم أرى حفيدي منذ مدة
لم يتحمل قلبها ان يرفض الرجاء الذي احسته في صوت أمها
فأومأت موافقه...



-6-

في البداية رفض عليٌ الذهاب بوجود والديه هناك, ولكن شوقه
لجديه جعله يعدل عن قراره. في طفولته كان يقضى معظم أوقاته
هنا في منزل العائلة مع جده وجدته يدلالانه ويعلمانه الكثير. عندما
وصل كان الجميع مجتمعون على السفرة حتى ريم كانت موجودة!.
والدتهُ كانت مسترخيه وهادئة وكأنها عادة لطبيعتها الأولى عندما
كان طفلاً حتى انها كانت تُحادث والده وتبتسم له بين الحين والآخر!.
بعد الغداء انتقلو لغرفة الجلوس لتناول الشاي . الأناث فضلن الخروج
للحديقة فتركن الذكور لشأنهم الخاص...
- علي كيف هي احوالك في المدرسة
- هااا..... اسف جدي ماذا قلت؟!
- بني كنت اسألك عن المدرسة !!
نظر علي ناحية والده فوجده مبتسماً وكأنه يقول " تفضل جاوب جدك
هل انت خجلاً من شيء ما ". أغتاض كثيراً من والده ولكن لم يظهر
ذلك كما انه لم يستطع الرد على جده .....
- دعني اجاوبك ياعمي ... درجات
هذه الشاب متدهوره منذ مدة وليس
هذا فقط.. يتشاجر مع اقرانه في المدرسة
كذلك...
- لاحوله ولاقوة الا بالله .. علي
حفيدي المتفوق الذي لطالما ابهج
قلبي بنجاحه وتفوقه ينقلب حاله هكذا ؟!
عتاب جده وخيبة الأمل في صوته كانا شديديّ الوقع على نفسه فهو
يحب جدة كثيراً ويعز عليه ان يراه حزيناً بسببه...
- انظر الي ياقرة عين جدك
كانت شفتاه ترتعشان والدموع تترقرق في عينيه عندما رفع راسه
ونظر الى جده ,, بصوت كئيب أخبره....
- يتشاجران على الدوام ومشاكلهما لا تنتهى
صراخ .. صراخ... ليل... نهار
التفت والد فاطمة ناحية السيد كريم فوجد وجهه شاحباً والحزن في
عينيه, بينما تابع علي بث مافي خاطرة...
- لا استطيع التركيز على شيء
والبقاء في ذاك المنزل اصبح لا يطاق
ياجدي.... لا يطاق
كان علي يمسح دموعه بكم قميصه حركه لطالما نهرته أمه على فعلها
في صغرة. عندما احس بشخص يجلس الى جانبه ويدٌ تمتد لتحتوي رأسه
وتوسده على صدر استقبله بكل حنان ...
- اعدك بأن الصراخ سيتوقف والشجار
كذلك
صوت والده جعله يتصلب قليلاً فآخر شيء كان يتوقعه علي ان الشخص
الذي يضمه هو والده. كان يعتقد انه في احظان جده عندما اجهش بالبكاء!
ولكن هاهو ذا والده يمسح على رأسه ويهدئه بكلمات يملؤها الحب والحنان.
- علي ستتغير الأمور من
الآن وصاعداً هذا وعدٌ مني يابني
وجدك شاهدٌ على كلامي
ابتسم الجد وأومأ برأسه موافقاً وقال....
- ان بدر منهُ اي تقصير فقط اخبرني
وانا سأتولى امره
عندما شمر جده عن ساعديه ضحك علي مبتهجاً, أن يقوم جدة بضرب
والده.. لا .. لا .. هذا شيء مستحيل !!



-7-

مضى شهرٌ تقريباً وأسرة السيد كريم تنعم بالهدوء والأستقرار. لم يعد
السيد كريم يغيب عن المنزل وأموره مع أولاده وزوجته في تحسن
مستمر ولكن حدث مالم يكن في الحسبان.......
- أبي فور وصلنا الى المزرعة اُريد
أن تعلمني ركوب الخيل
ابتسم السيد كريم وأومأ برأسه .كان يغمره احساس رائع لا يستطيع وصفه
ولا تفسيره ولم يفارقه منذ الصباح.هو يعلم ان السبب في شعوره هذا هو
حماس وسرور ابنه وابنته فعندما اخبرهم على الفطور بأنهم ذاهبون الى
مزرعة العائلة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع كادا يطيران من الفرح, وقد
شكراه كلٌ على طريقته عليّ قبل يده ورأسه وريم ألقت نفسها في أحظانه
وقبلته وهذه أول مرة تقوم بها منذُ زمن. لازالت لا تستطيع الكلام ولكن
أمله بالله كبير ويوماً ما ستعاود الحديث...
- عزيزي ألم نصل بعد ؟
- لم يبقى الكثير خمس عشره دقيقة
فقط ونكون هناك
- جيد فظهري بدء يؤلمني
ضغط السيد كريم على زر بجانب كرسي زوجته فمال كرسيها الى
الخلف قليلاً. سألها :
- أفضل ؟
أومأت برأسها وشكرته بأبتسامة عذبة فرد عليها بالمثل.زوجها اصبح
اكثر اهتماماً وتعاوناً, دائماً يساندها ويكون الى جانبها عندما تحتاجه.
لم تعد تشعر بأنها وحيده في تربية ابنائها ولم يعد الحمل ثقيلاً كالسابق.
تنهدت في سرها وحمدت الله وسألته أن يوفقهم دائماً كأسرة.بعد خمس
عشرة دقيقة تماماً كانو يترجلون من السيارة. كان الجميع في استقبالهم
والدا كريم ,اخته مريم وزوجها الدكتور عبد الله , والدا فاطمة.. كلهم
كانوا متواجدين...

-8-

كانت السماءُ صافية والجو رائع. أشعة الشمس كانت تنعكس على العشب
النديّ فيبدو لناظر وكأنهُ سجادةٌ من الزمرد الأخضرالمتلألأ. فضل الجميع
تناول الغذاء في الهواء الطلق على تناوله داخل بيت المزرعة كما يطلقون
عليه. بعد الغذاء توجه السيد كريم مع ابنه عليّ الى الأسطبل ليبدء درسه
الأول في الفروسية. علمه كيف يسرج الخيل ويضع الجام لها وكيف يمتطيها
بطريقة صحيحه...
- أبي هل بأمكاني ان امسك بالجام ؟
- ليس اليوم فأنت لازلت غير قادر
على التحكم بالفرس ,,لابد ان تتعلم
أولاً عن طبائع الخيل لكي تعرف
كيفية التعامل والتحكم بها...
- ومتى ستعلمني ياأبي ؟!
ضحك السيد كريم للهفه في صوت ابنه وقال.....
- كل شيء في آوانه تحلى
بالصبر يابني فهذا درسك
الأول... الآن ترجل بالطريقة
التي علمتك أياها حرر رجلك اليمنى
من الركاب أولاً..... آه أحسنت
انت تلميذاً سريع التعلُم !
ابتسم علي وشعر بالفخربنفسه عندما مدحه والده ورد قائلاً ...
- هذا لأن استاذي احسن تعليمي
- بارك الله فيك والآن اذهب الى
حيث يجلس الجميع واخبرهم
بأني سأخد جوله على صهوة الجواد
لدقائق واعود.
كانت فاطمة تتحدث مع مريم اخت كريم عندما تنبهت الى ان ابنتها ليست
بين الحظور. نهضت من مكانها واسرعت نحو ابنها..
- علي أين ريم ؟
- لا اعلم كانت هنا
منذ دقائق
- عزيزتي لا تقلقي
ربما هي تلعب في مكان ما
كانت تلك والدتها تحاول طمأنتها بعد ان لاحظت قلقها فردت عليها..
- ربما ولكن من الأفضل ان
اذهب للبحث عنها.
بحثت فاطمه في ارجاء المنزل وخلفه ولكن لم يكن هناك اثر لأبنتها
كانت تفكر في الذهاب للأسطبل عندما شاهدت ريم تخرج من الأسطبل
مسرعه. ركضت نحوها وماأن وصلت اليها ورأت الدموع في مقلتيها حتى
ضمتها الى صدرها..
- صغيرتي مالذي حدث
لما تبكين؟
- والدي واقعٌ على الأرض
ولا يتحرك
وقعت فاطمة على ركبتيها من هول الصدمة ولم تستطع الوقوف.
نظرت اليها بعينين دامعتين وهمسة ..
- حبيبتي انتِ تتكلمين !!
- امي ألم تسمعي ماقلت؟! والدي..
قاطعتها فاطمة ......
- أجل .. اجل اذهبي واخبري جديكِ
وانا سأذهب لرؤية والدك... بسرعه
انطلقت ريم لتخبر جديها وتركت امها تحاول استجماع قوتها.
وقفت فاطمة على رجليها المرتعشتين واسرعت نحو الأسطبل.
قلبها كان يتضرع الى الله ان يكون زوجها بخير ولم يصبه
مكروه....

-9-

عندما فتح السيد كريم عينيه كانت زوجته تمسك بيده والجميع من
حوله...
- الحمد الله على سلامتك
قالوها جميعاً في آناً واحد بعدها انهمرت عليها الأسئلة من جميع
الجهات. تأوه وغطى عينيه بيده فقد كان الألم شديد في كتفه وجانبه
الأيمن...
- اخبرتكم انه بخير فلما لا تدعونه
يستريح
- بني عبد الله ألا تسمعه يـتأوه
- عمي لقد اعطيته أبرة مسكنه منذُ
دقائق ويحتاج مفعولها للقليل من الوقت
فالنغادر هيا .... صدقني ليس هناك
مايدعو للقلق...
أومأ والد السيد كريم برأسه وغادر الغرفة هو والباقين فقط فاطمة
بقيت الى جانبه . همسة فاطمة بصوت مخنوق ..
- لقد اخفتنا كثيراً عليك
- حقاً ؟!
منظر حاجبه المرفوع وابتسامته العابثة جعلاها ترد عليه بنفس الأسلوب
- أوه ... أجل فمع من كنت
سأتشاجر لو اصابك مكروه
اطلق السيد كرم ضحكه عالية تلتها عدت آهات ....
- هل انت بخير؟؟
القلق في صوت زوجته جعله يسرع في طمأنتها ....
- أنا بخير لا تقلقي
- عزيزي اود ان اطلعك
على أمر رائع حصل..
- ماهو ؟؟!
- ريم تكلمت وهي من
اخبرتنا بشأن سقوطك من على الجواد
- أعلم
- تعلم !!.. كيف وأنت عدت
لوعيك منذُ دقائق ؟!
- عندما عدت من جولتي كانت تقف
خلف السياج فعرضت عليها الركوب معي
ونحن على الجواد نسير .... أخبرتها بأني
اسف لأني كنت أبا بغيضا .... وطلبت منها
أن تسامحني . عندها تطلعت اليّ واحتظنتي
وقالت : أحبك أبي
كنا قد وصلنا الى الأسطبل قلبت رأسها وأنزلتها
شيء ما هيج الجواد حينها.. حاولت ان اسيطر
عليه ولكن لم افلح...
فاطمة عزيزتي لا تبكي........
اجابت بصوت مخنوق واالدموع تنهمر من عينيها......
- لا استطيع تمالك نفسي ... انا
سعيدة لأنك بخير... وابنتنا تتكلم من
جديد... وأمورنا طيبه
- الحمد الله.. الخالق جل جلاله يُسيٍر
الأمور كيف يشاء ولحكمه نجهلها نحن
البشر... ربما لو لم يحصل ماحصل
لريم لما كُنت تنبهت لتقصيري نحوكم
ولما أدركت اهميتكم بالنسبة لي..
- الحمد الله .. الحمد الله
رددتها فاطمة بقلبٍ محب ممتن اتجاه المولى سبحانه.....


الخاتمة
في الواقع انقطعت اخبار عائلة السيد كريم ولم اعد اعلم شيء عنهم
مصدري الذي كان يمدني بأخبرهم انتقل بانتقالهم الى احد البلدان العربية
, حيث قام السيد كريم بفتتاح فرع لشركته. لا اعتقد انهم سيمكثون طويلاً
هناك فحالما تستتب أوضاع الفرع سيعود السيد كريم مع عائلته لأرض
الوطن.أوه كذت انسى !!.. اخبرني المصدر كذلك قبل سفرهم أن السيدة
فاطمة حامل.. أليس هذا رائعاً ؟؟

الهادي@
29-01-2010, 09:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أنها لقصة جميله في كل شيء
أبتداءاً من المحتوى والتركيبه القصصيه
وأنتهاءاً بسردها المتراص للأحداث
تمنياتي لكم بالتواصل في الكتابه لتنصقل موهبتكم
وأن شاء الله نقرأ لكم المجموعه القصصيه الأ ولى
لكم خالص الدعوات

آمالٌ بددتها السنونْ
30-01-2010, 04:44 PM
سيدي الفاضل الهـــادي@
رأيكم وسام رائع اتقلده على صدري
خالص امتناني وشكري لكم لمروركم وابداء رأيكم في ماكتبت
شكراً جزيلاً.... تحياتي لك

ايمان حسيني
31-01-2010, 02:40 PM
وفاوي مريت بسرعه بس قريت البدايه واوعدج ارجع اكمل
بصراحه جميله جدا عندج اسلوب حلو كلش يارب اشوفج صايره قاصه واسمج مالي الدنيا

آمالٌ بددتها السنونْ
31-01-2010, 03:50 PM
تسلمي لي والله يااختي الغاليه
اقول لا دخلوها في راسي وروح بكره ادور لي على ناشر
هههههههههههه
المهم... لك مني جزيل الشكر لمرورك وتشجيعك الدائم
لي لاحرمني منك يارب
تحيــــــــــــــاتي لك

بنت العراق
27-06-2010, 08:23 AM
بسمه تعالى

جميل جداً

أحسنتم ياوفاء والهادئ


بارك الله فيكم

ننتظر أجزاء أخرى وقصص أخرى

سلامه999
29-06-2010, 07:00 PM
شكرا وفا نادر


ننتظر المزيد من ابداعاتك

آمالٌ بددتها السنونْ
17-08-2011, 03:54 PM
بسمه تعالى

جميل جداً

أحسنتم ياوفاء والهادئ


بارك الله فيكم


ننتظر أجزاء أخرى وقصص أخرى


في الحقيقة لم يشاركني عمي الحبيب
تأليف هذا الجزء للأسف الشديد
ربما مستقبلاً يكون بيننا تعاون آخر
من يدري ههه
اختي الفاضلة لك مني جزيل الشكر
وتحيه طيبه
سرني مرورك الثاني بكل صدق...

آمالٌ بددتها السنونْ
17-08-2011, 03:56 PM
شكرا وفا نادر


ننتظر المزيد من ابداعاتك

شكراً جزيلاً اخي الفاضل لكلماتك
الطيبه في حقنا
نسأل الله لنا ولكم التوفيق، تحياتي

طيار عراقي
17-08-2011, 04:50 PM
اسلوب رائع في السرد
اعجبني وشدني كثيراً وجعلني اغوص في بحر الحروف المنثوره
والعبر المستوحاة من هذه القصه
لايسعني الا ان اقدم لكِ هذه الورده النديه
كما قلمكِ ندي بالجمال والروعه

http://www.robaiat.com/vb/imgcache/20363.imgcache.jpg

حبيبة الحسين
29-08-2011, 12:12 AM
مشكورين لهذا المجهود الرائع
بارك الله بكم

اسود العراق
01-09-2011, 08:22 AM
شكرا لكم للقصه الجميله
والمعبره
الله يبارك بيكم
تحياتي واحترامي

ربيبة الزهـراء
04-09-2011, 06:10 PM
اللهم صل على محمد وال محمد

:) مبدعه عيوني ..

اسلوب راقي .. ومعنى اوضح ..

تسلمين عزيزتي .. بارك الله بيج

يعطيج العافيه

موفقة ياارب

آمالٌ بددتها السنونْ
12-09-2011, 02:41 PM
مشكورين لهذا المجهود الرائع


بارك الله بكم


وبارك الله في تواجدك الكريم
اختي الفاضلة.. تحياتي

آمالٌ بددتها السنونْ
12-09-2011, 02:42 PM
شكرا لكم للقصه الجميله
والمعبره
الله يبارك بيكم
تحياتي واحترامي

من القلب شكراً جزيلاً اخي الفاضل
لحضورك وابداء رأيك.. تحياتي

آمالٌ بددتها السنونْ
12-09-2011, 02:44 PM
اللهم صل على محمد وال محمد

:) مبدعه عيوني ..

اسلوب راقي .. ومعنى اوضح ..

تسلمين عزيزتي .. بارك الله بيج

يعطيج العافيه

موفقة ياارب

وبارك الله في تواجدك الجميل اختي الفاضلة
ربيبة، لك مني جزيل الشكر سرني حضورك
كثيراً.. تحياتي

ghada
05-10-2011, 09:33 PM
غاليتي وفاء
رائع ما كتبت وجميل ما سطرت كلماتك تنبض بالجمال واسلوبك ساحر
دائما مميزة لطالما اعجبت بنبض قلمك
سلمت الانامل التي خطت هذا الجمال
لك مني كل المودة

لله عشقي
07-10-2011, 09:21 PM
رااائعه جدا غاليتي وفاء أحسنت الكتابه والفكره
مهم حصل من شجار واخطاء واوصلهم الامر الى النفصال ووضع النقطه
الا انهم استبلوها بالفاصله و بمصلحت الاسره وحب السعاده للجميع
فمااجملها من قصه انتهت بنجاح
فياليت المنازل هاكذا
دمت مبدعه ودام تأآآلقك
موفقه ^^

آمالٌ بددتها السنونْ
20-10-2011, 03:08 PM
غاليتي وفاء

رائع ما كتبت وجميل ما سطرت كلماتك تنبض بالجمال واسلوبك ساحر
دائما مميزة لطالما اعجبت بنبض قلمك
سلمت الانامل التي خطت هذا الجمال

لك مني كل المودة

لا املك الا كلمات الشكر عزيزتي غادة
لأعبر عن مدى امتناني
من القب شكراً اختي الفاضلة لتواجدك
وابداء رأيك.. تحياتي

آمالٌ بددتها السنونْ
20-10-2011, 03:12 PM
رااائعه جدا غاليتي وفاء أحسنت الكتابه والفكره
مهم حصل من شجار واخطاء واوصلهم الامر الى النفصال ووضع النقطه
الا انهم استبلوها بالفاصله و بمصلحت الاسره وحب السعاده للجميع
فمااجملها من قصه انتهت بنجاح
فياليت المنازل هاكذا
دمت مبدعه ودام تأآآلقك
موفقه ^^
اختي الفاضلة لله عشقي لم نلتقيكم منذ ُ
مدة طويلة
بكل صدق سعيدة رؤيتك من جديد ومن
القلب شكراً لكلماتك الجميلة في حقنا و
كما قُلتِ يجب على المرء
ان يعيد ترتيب اولوياته ويشعر برغبه في
اصلاح الأمور وألا سينهار كل شيء
اكرر شكري عزيزتي وتحيه طيبه لك مني