المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلسفة الشعائر الحسينية


نووورا انا
09-01-2010, 09:31 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد


اللطم (اللدم)


وهو من أقدم الشعائر التي مارستها الشيعة لإظهار حالة التفجّع والحزن لمصيبة سيد الشهداء الحسين ومصائب الأئمة المعصومين (عليهم السلام).
إذ يجتمع حشد من الموالين في مكان مقدس كالمسجد أو الحسينية أو بعض الأوقاف فيجردون نصف أبدانهم ويبدأون بلدم الصدور ولطم الخدود وضرب الرؤوس بأساليب منسقة حزينة. ولتنسيق الضربات التي ينهالون بها على صدورهم يصعد شاعر أو حافظ للشعر وينشد قصائد منظمة بأسلوب خاص تذكّر اللاطمين بمصائب أهل البيت (عليهم السلام) وتحافظ نبراتها على وحدة الضرب وهم يتجاوبون مع الراثي في ترديد بعض الأبيات الشعرية(1).
والضرب باليد يكون على الجانب الأيسر من الصدر أي فوق منطقة القلب ، واللطم هو أحد أهم وسائل إظهار الجزع على المعصومين (عليهم السلام) وأكثرها انتشاراً ، ولتوضيح ذلك يجب علينا أن نعرف إن من طبيعة الجسم البشري انه عندما يتعرض إلى الألم المعنوي –الظلم تحديداً- يفرز هرمونات تعمل على زيادة الطاقة لديه ليكون مستعداً للدفاع عن نفسه ، واللطم هو إحدى الوسائل للتنفيس عن هذه الطاقة والتي بدورها تشير إلى أن هناك ظلماً واقعاً وحقاً مسلوباً وأن الذين يلطمون ، يشيرون من خلال اللطم إلى ذلك الظلم والحق.
وجعل ليكون جزءاً مهما من الشعائر الحسينية كونه يمثل مواساة للزهراء (عليها السلام) ، كما أن فيه إشارة إلى أن أهم ما ينبض بالحياة -القلب- ليرخص ويحزن لما جرى على آل محمد (عليهم السلام) ، وأن مصدر الحياة هذا أضربه بنفسي دون خوف أو وجل دلالة على عظيم المصاب -أي عظيم الحق المسلوب والظلم الواقع- ومن الأدلة على ذلك ما يشير إليه علم الأدلة الجنائية ، أن المجني عليه إذا كان مضروباً في قلبه أو في منطقة قريبة عليه ، يعرف أن الجاني كان ينوي قتل المجني عليه ، بخلاف ما لو كانت الاصابة في البطن أو الأطراف .
كما وأن التركيبة الجماعية في اللطم تشير إلى الوحدة والاشتراك في الإشارة إلى الحق والمطالبة به ، هذا هو الجانب الفلسفي للطم بأبسط صورة ممكنة أستطيع أن أقدمها لك أخي القاريء.

(1) قاموس الشعائر الحسينية لمؤلفه حيدر السلامي .

نووورا انا
09-01-2010, 09:33 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد


الزنجيل (ضرب السلاسل)


موكب يتكون بتجمع عدد غفير من الناس في مركز معين يقيمون فيه مأتماً على الإمام الحسين (عليه السلام) ثم يجردون ظهورهم -بلبس خاص من القماش الأسود الذي فصّل خصيصاً لهذا الغرض- ويقبضون بأيديهم مقابض حزمة من السلاسل الرقيقة فيضربون أكتافهم بها بأسلوب رتيب ينظمه قرع الطبول والصنوج بطور حربي عنيف وينطلقون من مركز تجمعهم ويسيرون عبر الشوارع إلى مكان مقدس ينفضون فيه وهم يهزجون في كل ذلك بأناشيد حزينة أو يهتفون : (مظلوم .. حسين شهيد عطشان .. ياحسين)(1).
والناظر لهذا الموكب يستشعر مدى قوة التحمل لدى الضاربين وصبرهم.
والتحليل الفلسفي لهذا الموكب هو أن الزنجيل في كل البلدان الحضارية ، يشير إلى الظلم والاضطهاد ويستطيع أي شخص أن يتلمس ذلك واضحاً وجلياً في معارض كبار الرسامين وفي الأطروحات الأدبية قديماً وحديثاً ، فعندما يضرب به على الظهر يراد الإشارة إلى أن الظلم والاضطهاد الذي جرى على أهل البيت (عليهم السلام) وعلى شيعتهم لن يحيدنا عن خطهم وعن طريقهم ، وأن اضطهادكم أيها الظالمون نجعله وراء ظـهورنا ولا قيمة لـه ، ولذا كان الضرب بالزنجيل على الظهور وليس على الصدور ، كما أنه يبعث بالرسالة الآتية :( أيها الظالمون إن كنتم تظنون أنكم تخيفوننا بالظلم والجور وكافة أنواع الاضطهاد ، فها نحن نضرب أنفسنا لكي نريكم أننا على استعداد لتحمل ظلمكم واضطهادكم لنا في سبيل البقاء على العهد مع أهل البيت (عليهم السلام)).
هذه هي الحكمة التي تستطيع أن تستشعرها بوضوح أيها الموالي لأهل البيت (عليهم السلام) ، كما يستطيع ذلك المعادي لهم .

(1) المصدر السابق .

نووورا انا
09-01-2010, 09:39 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد



التطبير



والتطبير هو لبس الأكفان وحلق الرأس في صبيحة اليوم العاشر من محرم الحرام يوم استشهاد أبي الأحرار أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ، إذ يضرب المتطبر رأسه بالسيف وينزل الدم من رأسه ، ويكون ذلك في موكب يسير فيه المتطبرون وهم ينادون حيدر حيدر ، مع قرع الطبول والرايات البيضاء الملطخة بالأحمر ومزامير الحرب.
وهذه الشعيرة الحسينية هي أكثر الشعائر التي أثير الجدل حولها مع بعد وعمق المعنى الذي تشير إليه.
وقبل بيان فلسفة هذه الشعيرة أعود فأذكر أن كل مكلف يرجع إلى مرجع تقليده في جميع أموره من العبادات والمعاملات ، ولا يجوز له ان يرجع إلى نفسه في تشخيص صحة هذا العمل أو ذاك من جهة شرعية.
كما ان مراجعنا العظام (دام ظلهم) على درجة من التقوى والايمان ما يجعلهم يبحثون ويمحصون كثيراً لكي يتوصلوا إلى الاحكام الشرعية ، وإنهم أهل الاختصاص الذين يجب الرجوع إليهم في كافة التكاليف الشرعية ، وان الدين الإسلامي ليس دين الانتقائية والمزاجية التي يجنح إليها البعض نتيجة التأثر بالافكار الدخيلة على الدين والمذهب (وذكِّر فإن الذّكرى تنفع المؤمنين)(1) .
والآن نوضح الحكمة من هذا الموكب من خلال التعرض للمفردات التي وردت في تعريفه ، وهي (لبس الاكفان وحلق الرؤس ، ضرب الرأس بالسيف والمناداة بحيدر).
عرف منذ القدم عند العرب وخصوصاً في العصر الإسلامي ان حلق الرأس ولبس الكفن يرمز إلى الاستعداد والمبايعة على الموت ، والدارس للتاريخ الإسلامي يستطيع ان يرى ذلك بوضوح(2).
فالمتطبر عندما يحلق رأسه ويرتدي الكفن إنما يشير بذلك إلى البيعة على الموت ، ولكن لمن هذه البيعة ؟
قد يرد هذا السؤال على ذهن القاريء الكريم ، والجواب عليه هو : أننا نعلم من خلال الروايات عن أهل البيت (عليهم السلام) ان أمام العصر والزمان الحجة القائم (عجل الله تعالى فرجه وسهل مخرجه وجعلنا من انصاره) يظهر في يوم العاشر من محرم الحرام(3) ، ومن هنا كان المتطبر عندما يحلق راسه ويرتدي الكفن في يوم العاشر من محرم الحرام يشير إلى البيعة على الموت لإمام العصر والزمان ، وهذا هو ما تشير إليه المفردة الاولى ، اما المفردة الثانية وهي ضرب الرأس بالسيف والمناداة بحيدر فتشير بجنب البيعة على الموت مع الإمام إلى انني ابايعك يا سيدي ومولاي يا صاحب الزمان على الاخذ بالثأر معك ممن اغتصب حق جدك الكرار (عليه السلام) ، وان القوم قد بدا منهم ما بدا وتجرؤا ما تجرؤا منذ نادى جبرائيل تهدمت والله أركان الهدى(4) ، ولذا ترى المتطبر ينادي حيدر حيدر في حين انه في يوم العاشر من محرم الحرام ، وإن المتطبر يشير في مجمل ذلك إلى انه يبايع كما بايع اصحاب الحسين الشهيد (عليه السلام) وهل هناك بيعة اصدق من بيعتهم (رضوان الله تعالى عليهم)(5) ، وهل هناك بيعة انبل من بيعتهم ، لا والله يقولها كل صادق مدرك لما جرى على سيد الشهداء ، يقولها كل من رضع عشق الحسين (عليه السلام) ، يقولها كل من اصدق النية مع ربه ، يقولها كل من يرجوٍ شفاعة أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة (عليهم السلام) ، يقولها كل من يرجو لقاء ربه بوجه كريم.



الهوامش

(1) الذاريات : 55 .
(2) قال:فلما أمسى بايعه ثلاثمائة وستون رجلاً على الموت فقال لهم أمير المؤمنين (عليه السلام) : اغدوا بنا إلى أحجار الزيت مُحلقين وحلق أمير المؤمنين (عليه السلام) فما وافى من القوم محلقاً إلا أبو ذر والمقداد وحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر وجاء سلمان في آخر القوم فرفع يده إلى السماء فقال : اللهم إن القوم استضعفوني كما استضعفت بنو إسرائيل هارون. الكافي الخطبة الطالوتية.
أتاني أربعون رجلاً من المهاجرين والأنصار فبايعوني وفيهم الزبير فأمرتهم أن يصبحوا عند بابي محلقين رؤسهم عليهم السلاح فما وافى منهم أحد ولا صبّحني منهم غير أربعة سلمان والمقداد وأبو ذر والزبير . مستدرك الوسائل 11/74/ باب28.
فما استجاب له من جميعهم إلا أربعة وعشرون رجلاً فأمرهم أن يصبحوا بكرة محلقين رؤسهم مع سلاحهم قد بايعوه على الموت فأصبح ولم يوافه منهم أحد غير أربعة قلت لسلمان من الأربعة قال أنا وأبو ذر والمقداد والزبير بن العوام . بحار الأنوار 22/328/باب10.
(3) عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) : ينادى باسم القائم (عجل الله فرجه وسهل مخرجه) في ليلة ثلاث وعشرين ، ويقوم في يوم عاشوراء ، وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي (عليهما السلام) لكأني به في يوم السبت العاشر من المحرم قائما بين الركن والمقام جبرائيل (عليه السلام) عن يده اليمنى ينادي البيعة لله فتصير إليه شيعته من أطراف الأرض تطوى لهم طياً حتى يبايعوه فيملأ الله به الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً . الإرشاد 2/378 .
(4) ونادى جبرائيل بين السماء والأرض بصوت يسمعه كل مستيقظ تهدمت والله أركان الهدى وانطمست والله نجوم السماء وأعلام التقى وانفصمت والله العروة الوثقى ، قتل ابن عم محمد المصطفى قتل الوصي المجتبى قتل علي المرتضى قتل والله سيد الاوصياء قتله أشقى الأشقياء . بحار الأنوار 42/280/باب 127 .
(5) السلام عليكم يا أولياء الله وأحباءه السلام عليكم يا أصفياء الله وأوداءه السلام عليكم يا أنصار دين الله. زيارة وارث



احسان الفضلي

المراجعة والتدقيق : الاديب حيدر السلامي

سيدي محمد
10-01-2010, 12:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله الطيبين


شكرا لكم

نووورا انا
16-01-2010, 12:23 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد

شكرا لتواجدكم اخي سيدي محمد بارك الله بكم

فاطمة الجزائرية
17-02-2010, 12:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد
ياكاتب الموضوع كان حري بكم ان تتطرقوا الى موضوع البكاء واللطم بعمق كبير كي تفهم ابعاده وان هذا البكاء من اعمال الائمة سلام الله عليهم وانه من الدين وواجب شرعي و من لم يقم به فدينه ناقص والدين ياخذ كله او يترك كله وحتى يخرج مما ينسب اليه من كونه مجرد عادات وتقاليد فمتى تبينوا و تقولوا للعالم انه واجب شرعي فالكثير من الناس لا يفهمون الابعاد الروحية لهذه الاعمال لكن عندما نقول لهم انه واجب شرعي فالكل يقوم به لان ماحوله من الادلة والبيانات يكفي ان نأمرالجميع الالتزام به.

النعيمي313
19-02-2010, 07:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرج قائم إل محمد
اللهم أني أسألك بقدسك وجلالك أن تديم هذه الأقلام الحــرة
المتدفقة الصادقة وتؤيد الروح التي تنتقي كل ما هو جميــل
أحسنتم واصلوا إبداعكم ...

bahaa ali
22-02-2010, 08:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله الطيبين


شكرا لكم

شبل الامام السيستاني
02-03-2010, 08:52 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2009/12/27/07/7vjz7qkgs.gif

باركً الله بك اختي الغالية
على حروفكم التي سطرتها ..

محسن الجعفري
21-03-2010, 12:09 PM
صل على محمد وعلى آله الطيبين

نووورا انا
22-03-2010, 02:10 AM
ياكاتب الموضوع كان حري بكم ان تتطرقوا الى موضوع البكاء واللطم بعمق كبير كي تفهم ابعاده وان هذا البكاء من اعمال الائمة سلام الله عليهم وانه من الدين وواجب شرعي و من لم يقم به فدينه ناقص والدين ياخذ كله او يترك كله وحتى يخرج مما ينسب اليه من كونه مجرد عادات وتقاليد فمتى تبينوا و تقولوا للعالم انه واجب شرعي فالكثير من الناس لا يفهمون الابعاد الروحية لهذه الاعمال لكن عندما نقول لهم انه واجب شرعي فالكل يقوم به لان ماحوله من الادلة والبيانات يكفي ان نأمرالجميع الالتزام به.


حياكم الله اختي فاطمة الجزائرية
غايتنا من طرح الموضوع هو توضيح ماهي فلسفة هذه الشعائر
اما كونها واجب شرعي او لا فهذا امر متروك للمراجع ايدهم الله وسنتناول هذا الجانب ان شاء الله في وقت لاحق ونطرح مايقوله مراجعنا في الموضوع

سلامه999
27-03-2010, 02:09 PM
اللهم صل على محمد وال محمد

احسنتم جزاك الله خير
موفقين