المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قلوب في غرفة الانعاش(قصص قصيرة)اول مشاركة معكم


احزان الزهراء
19-04-2007, 04:12 PM
اول مشاركة في قسم القصص


قلوب في غرفة الانعاش(قصص قصيرة1

هدوء الليل وسكونه ونسيمه العليل يمثل للشاعر ترانيم عذبة قيثارة
تعزف أجمل الألحان
وميض النجوم والمحتضنة بوقار بسط السماء تبدوله لوحة فنية رائعة
صاغها الله سبحانه وتعالى لنمتع الروح والأعين بذلك الجمال الأخاذ
قد تكون تلك اللوحة مغايرة تماما لدى أناس آخرين لا يفقهون لغة الجمال
لايرونه بسبب تعلقهم بالحياة المادية الزائفة .لا ينظرون ماوراء الأفق ولا يستطيعون
خرق الحجب .
لا يذبون في فجر الجمال كما الشاعر سيف...
كانت الحياة بالنسبة له أوتار يعزف عليها أعذب التراتيل قلبه يقرع بالحب النمير
عشق للقلم والقرطاس هما تؤمان الروح وهوائه الذي يتنفسه .
كان الشاعر سيف فياض بالعطاء والنغم .الدموع تجعله يكتب
لظى الوعة والأسى تجعله يذوب في حرفه.وكما انه شاعر كان فقيرا.يعيش في عالم
من الأحلام الوردية يقضي وقته يتمشى على رمال الشاطئ
تُسحره أمواجه الموشاة بالبياض وهي تمر بهدوء على الرمال لتعود بدلال إلى الشاطئ
كان المكان المفضل له.........خضم من الاحا سيس التي يعيشها
تثور في أديم قلبه يجمع كل ما يكتنف الحياة من صور.ليسطرها عقد فريد
من الأبيات الشعرية تتقاطر ألما وشجن وهمس وجمال .
هكذا كان يشاهدها ومن يتذوق الشعر أيضا .
لكن بالنسبة لزوجته لم تكن كذلك .... فهي ترى أنها لا تبني لها قصور ويجعلها تعيش الحياة الاستقراطية كما تتمنى
كان همها الملذات والأموال الطائلة والحياة الهانئة ,في إحدى الليالي وبينما سيف يناجى الليل والقمر
والنجوم فهم يمثلون له كائنات حية تتجاوب مع همسه يشعرن بفرحه وحزنه.أقبلت عليه زوجه
والشر يتطاير من عينيها .
قائلة له " أنت شاعر فاشل لم تنجح في حياتك لم تنجح في تحصيل
المال من وراء شعرك لم تبث شخصيتك بالمجتمع وتكون من ذوي الأملاك ..
مدت يدها واختطفت الأوراق من بين يديه مزقتها وذرتها في الهواء
ونظرت له نظرة ازدراء وعلى شفتيها ابتسامة ساخرة ثم أشاحت بوجهها عنه.
هذه الصفعة كانت بالنسبة للشاعر سيف وحتى أي شاعر كان
كافية بان تعصف بقلبه وأحاسيسه المرهفة تسارعت نبضاته
اضطرب جسده جف حلقه وقع أرضا محتضنا أطفال الخلود وعزف
أوتار القلب.


.....................قلوب في غرفة الانعاش(قصص قصيرة2.........
إعتادت زهراء ان تراقب شمس الاصيل وهي تميل غروبا في مشهد يثير فيها الكثير من اللحظات الجميلة التي كانت تقضيها مع زوجها احمد,
والذي كان يكنى بابي حيدر الغائب فقد مر على زواجهما سنوات لم يرزقا فيه يالذرية .لكن هذا الامر لم يكن ليكدر عليهما صفو سعادتهما وهناءحياتهما الزوجيه .ولم يشعرا يوما ًبذلك الفراغ الذي ينغص على البعض ممن حرموا من نعمة الاولاد.ليقينهما الصادق بان الله مقسم الارزاق وما يصيب الانسان من ابتلاءات مقدر عليه وحكمة من الله سبحانه.
كانت ترقب الاصيل وكلمات زوجها ترن باذنيها واطياف تلك الاحداث المؤلمة تصدع قلبها .
في تلك الليلة الكئيبه "
رن جرس الهاتف قفزت زهراء تسبقها دقات فؤادها لترفع السماعة "
ولم يكن ذلك الا زوجها الحبيب .
.اجابت بلهفة.الشوق والحنين..
احمد اين انت لما كل هذا الغياب ؟
انني مشتاقة اليك فلدي خبر سوف يدخل قلبك الحنون الفرحه فقد عوض الله صبرك خيرا
احمد انني حامل حيدر في الطريق .
فجاءة! تغير وجه زهراء وبدى عليه الشحوب .
شعرت بان زوجها لم يبالي بخبر حملها ولم تلقى منه حرارة الفرحة التي كانت تتوقعها بل شعرت بفتور حديثه وثمة شيء حدث لا تعلمه .وبعد حوار غير قصير بينهما .
اجهشت زهراء بالبكاء صارخة" لا لا اصدق ماذا تقول
مستحيل الإجل ذلك طلبــــت مني المكوث في بيت والدي الى حين عودتك..
لم تمر الا لحظات حتى دوت صرخاتها المنزل افقتدها توازنها وسقطت مغشيا عليها
لم تفق الا وهي ترقد على سرير في المشفى فتحت فتحت عينيها الناعستين ودموع حائرة وشحتهما
تحادرت بحرارة على وجنتيها .واذا باخيها واقفا على راسها يتاملها .امسك بيديها بنبرة ة حزينة وعلامات الاستغراب بادية على وجهه قائلاً لها
اخيه ما الذي حدث وما الذي طرأ عليك .
احدث لزوجك مكروه لا سمح الله ..!
اجابته وآهة احرقت صدرها . صديقك سافر ولم يودعني
يريد ان يرملني يريد ان اثكل فيه
اجابها اخوها "زهراء انت امراءة مؤمنه وتعلمين ان ما حصل قد يحدث وتتوقعينه في اي زمان ومكان.
اجابته وعبرات تخنقها : نعم اعرف ذلك لكن.
انت تعلم ماذا يعني سفره الى تلك البلاد انهم يكرهوننا قلوبهم مشحونة بالاحقاد تعمي بصيرتهم عن رؤية الحق والحقيقة.
يكفرون مذهبنا يحللون ما حرم الله من اراقة دماء الابرياءهم افة العصر وجرثومته .
فرؤيتهم للعمامة تفقدهم صوابهم تزلل اركانهم تجعلهم يفقدون جادة الصواب ليصبون جحيم حممهم الإرهابية على رؤسنا تالم اخيها وهو ينظر الى حال اخته الما شديد
مخاطباه اياها "زهراء توكلي على الله فهو خير الحافظين تحادرت دموعها والما يتعصر قلبيهما .
............................................
قلوب في غرفة الانعاش(قصص قصيرة3



إن للحياة ثوبا نسجته أيدي القدر في هذا الوجود
نواري فيه أحزاننا وألمنا وأحلامنا المؤودة
عبد المهدي شاب وسيم طويل القامة يلمع في عينية الذكاء مميز بين أقرانه عرف بابتسامته الوادعة وخلقه النبيل وأيضا عشقه للدراسة ,الأمر الذي مكنه من التفوق المستمر طوال مراحل دراسته .كان حلم يدغدغ روحه .فهو نواة القلب ومهد النفس .
كان حلم عبد المهدي أن يصبح يوما ما طبيب قلب, لكي يقوم بمعالجة والدته الحنون
والتي تعاني من مرض بقلبها .كان يتمنى بذلك أيضا أن يخفف عن والده عبء تكاليف العلاج.
عكف على كتبه أكثر من أي وقت سابق , فهو في المرحلة النهائية من دراسته الجامعية ,جد واجتهد, والأمل يحذوه لان يحقق ذلك الحلم الذي طالما عاش فيه بكل كيانه انه الطريق المبعثر بالورود الشائكة خاصة لمن مثل عبد المهدي .
سهر الليالي من اجل تحقيقه حتى أن والديه رأفا لحاله ورغم الإرهاق والوهن التي يعتري والدته كانت لا تتوانى عن القيام بخدمته تتطبع قبلة على جبينه وترفع كفيها إلى السماء بالدعاء بان تكلل جهوده بالنجاح .
واصل عطائه حتى حصل على درجة الامتياز.تخرج طبيبا يشار اليه بالبنان.
وفي ذلك اليوم الحزين .خرج عبد المهدي وابتسامة تعلو محياه ,
وشهادة التخرج تحتضن حناياه كانت تسبقه خطواته لكي يخبر أمه الحنون بنتيجة التخرج .
بينما هو يعيش الحلم وصور كثيرة تداعب أوردة الروح وتدغدغ قلبه صرخ في المارين( ابتعدوا.. ابتعدوا ..هذا إرهابي يريد أن يفجر نفسه). فقد أدرك بحسه بأنه شخص اندفع ليفجر نفسه وسط الحشود احتضن عبد المهدي الإرهابي للحيلولة بينه وبين تنفيذ جريمته .طرحه أرضاً .فحدث الانفجار وقتلوا اولئلك المجرمين عبد المهدي كما قتلوا ضمائرهم بأهواء النفس.
لهم قلوب لكن قلوب صلدة غليظة لا تعرف إلا لغة القتل والدم .أحست الأم الحنون بوخز بصدرها ورعشة عنيفة هزت رفاتها نقلت على إثرها المشفى .....

شيعية موالية
21-04-2007, 09:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
شكراً لك على القصة المعبرة

كربلاء أرض البلا
23-04-2007, 05:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك على هذه القصة الجميلة
ونتمنى أن نرى الكثير من المشاركات
الرائعة .