المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدجال والمهدي عليه السلام (الجزء الاول)


نووورا انا
17-09-2009, 05:57 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم


الدجال والمهدي عليه السلام



محمود الربيعي



مقدمة

لقد كثر الكلام حول الشخصيات الميدانية التي يقترب زمن ظهورها من زمن ظهور المهدي عليه السلام، وهو بالنسبة للمستعجلين امر ملح لحاجتهم الى المنقذغير ان الحقيقة ليست هكذا، فمسالة الظهور مرتبطة بالزمن، وكل الشخصيات المهمة لها صلة بذلك الزمن.. فظهور الخضر عليه السلام مرتبط بخروج الدجال، ونزول عيسى عليه السلام وكذلك يرتبط بظهور ابليس في معترك الصراع الميداني.. كما ان ظهور المهدي مرتبط بظهور اليماني والخراساني والسفياني.. وظهور السفياني مرتبط بظهور الشيصباني، وهكذا بالنسبة لبقية الشخصيات كشخصية الحسني، او مجموعة الثلاثمائة من الرجال القادة المتميزين وهم اتباع المهدي عليه السلام الذين سيجتمعون بين يديه يوم خروجه المبارك.
ان افضل التحليلات الحرة لعصر الغيبتين هي موسوعة الغيبة للشهيد الصدر الثاني ( قدس سره الشريف)، وكذلك مناقشات الشيخ علي كوراني التي أثرت الموضوع وأشبعته تحليلا وفتحت الباب امام الباحثين والمفكرين لرؤية عصرية جديدة تفسح المجال امام العقول المتحركة بان تسرح في ميدانها العقلي والفكري لتثير فضاء الروايات وتسبر غور بحار الانوار وتحلل مايمكن تحليله وتبقى الحقيقة الثابتة عند رب الارباب وعند رجال المستقبل (المهدي ومن حوله من كبار الشخصيات الممهدة التي تنتمي الى ذلك العصر) دون ادعاءات زائفة او تقمص لشخصية وهمية كما ظهر قديما وحديثا من ادعاءات مهدوية زائفة فهذا يدعي انه الحسني وذاك يدعي انه اليماني واخر يقول انا المهدي ولكن الله باسط يديه يكشف زيف دعوات المدعين وكذب المكذبين حتى مطلع فجر شمس الظهور باطلال فجر الامامة الذهبي.




شخصية الدجال

بعد الزمن الطويل ابتداء من عصر الرسول صلى الله عليه واله وسلم، عصر شمس النبوة ومطلع فجر الاسلام وحتى يومنا هذا اشارت الروايات الى وجود الدجال فمن هو الدجال؟ هل هوصفة لموصوف اواسما على مسمى ! اذ ان من غير المعقول ان يسمي احدا ابنه دجال اوالدجال، فالامر اذن هو اشارة، وهل هذه الاشارة تعني فردا بعينه، او دولة بعينها او فكرة يتبناها رئيس دولة او غير ذلك من الطروحات المختلفة والتي بتنا نقراءها في هذا الكتاب والمهم في الامر ان تكون خطواتنا بالاتجاه السياسي والعقائدي السليم الذي يهدينا الى الحق والى معرفة حقائق الامور وهذا لايتم الا ببناء الشخصية وفق اسس العدالة والاستقامة وصفاء النيات والحركة بالاتجاه الاصلاحي الذي يستند الى حب الخير ومحبة المعروف.
اذن لابد لنا من مناقشة الروايات، فعالم الرواية عالم واسع وبحر عميق وسطح مترامي، فللرواية ظاهر وباطن بعد ان نكون قد تثبتنا من صحتها بطرق التوثيق عند العلماء فظاهر الرواية مثلا ان الدجال موثوق في بئروبعد ان يكون حرا في حركته سيكون له دور مهم وخطير فيمواجهة الخضر عليه السلام وسيموت الدجال بعد ان ينتهي دوره في دولة العدل الكامل التي لن تسع الدجال وامثاله.
.. وإذا ذهبنا مذهب الرمزية فإننا سنصل من حيث الجوهر إلى نفس النتيجة من كون الدجال احد الوجوه السيئة السلبية التي ستقف بوجه المهدي وتحارب حركته سواء كان ذلك الموثوق من وجهة النظر الشخصية أو انه يمثل حركة معينة تتحرك من ذلك الوقع وبذلك الاتجاه.


صفة الدجال

ولعل الصفة الشخصية التي جاءت عن طريق الروايات انه "جسيم احمر جعد الرأس، اعور العين كان عينه عنبة طافية، اعور العين اليسرى – ممسوح العين – " تشير الى شخصيته كما هي لاالرمزية بل الحقيقية التي تعبر عن ملامح الشخصية بعينها وبالصورة التي يميزها الناس فتكون الصورة منطبقة على الشاخص كما يعبر في الفيزياء وفي علم الضوء بالخصوص.
و“ قول النبي (ص) انه اعور وان الله ليس بأعور “.. يقول الدجال عن نفسه أنا المسيح، يمر بالحي يكذبون فلا تبقى لهم سائمة إلا هلكت... مر بالحي يصدقون يمطرهم السماء وينبتهم الأرض فتسمن مواشيهم، يخرج ومعه ماء ونار يأمر السماء فتمطر ويأمر الأرض فتنبيت، يطأ جميع الأرض إلا مكة والمدينة ". تاكيد على تعيين شخصيته وانه يتقمص شخصية المسيح وهو في هذه الحالة التي يكذب فيها يتعين انه الدجال لانه بكل التفصيلات الاخلاقية من القيم والمبادئ يختلف عن اوصاف الانبياء لكنه يمتلك من القدرات المادية مايخدع الجماهير البسيطة الغافلة التي يسيطر على تفكيرها التفسير المادي والمنطق المتعارف من اسرار الاكتشافات والاختراعات ومن اللطيف ان نتذكر ذلك الصراع بين سحرة فرعون وموسى والذي اظهر براعة السحرة وعلمهم بفنون السحر كما اظهر عجزهم امام معاجز النبوة التي اظهرها موسى عليه السلام.
صفة الدجال اللعين
رؤية الدجال للأمور رؤية ناقصة، ويتضح أن له رؤية مادية اقتصادية بحتة، وتتأصل فيه روح إبليس اللعين على أساس منازعة الحق وأهله ومنها منازعة المهدي عليه السلام.. لذا يعتبر الدجال بصفته هذه عدوا لله ولرسله وأولياءه ومنهم المهدي عليه السلام وأتباع المهدي كالخضر وعيسى عليهما السلام، وكما يبدو من خلال الروايات أن له موارد اقتصادية ضخمة يتلقاها من مصدرين مهمين.” اعور معه جبال من خبز تسير معه. . وهو إمام طالح ، وهو عدو الله، وهو الدجال، له نهران " .
لغة الحديث تتلائم والفهم لقرائته الموضوعية
فصيغة الأحاديث لها ظرفها ألزماني والمكاني حيث يختلف الفهم باختلاف قدرة العقول على الاستيعاب والتحليل وكلما كان العقل أكثر رجاحة وعلما وفهما استطاع أن يرى مالا يراه غيره ولذلك نزلت الآية "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون" وهو إشارة لطيفة لأهل العلم والفضل ولن يكون احد من الخلق أكثر فضلا من العترة الطاهرة التي اقترن اسمها بالكتاب الكريم وهم احد الثقلين اللذين اوصا بهما الرسول المصطفى الصادق الامين صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين.



احتباس الدجال

" بقاء الدجال في الدير مجموع يداه إلى عنقه، مابين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد".. في رواية أخرى" في بئر موثوق". " يخرج الدجال من الدير.. يخرج الدجال في قحط شديد". وفي ذلك اشارات تدل على انه حي يرزق وهو مقيد الحركة يده غير مبسوطه وهو تحت الاقامة الجبرية وفق التخطيط الالهي، ونحن نذكر بان هناك حالات تدخل ضمن التخطيط الالهي كحالة كل من الخضر وعيسى والمهدي عليهم السلام وكذلك حالة ابليس.



ادعاء الدجال بأنه المسيح

ان المستوى الذي عليه عيسى عليه السلام يجعله هدفا لقدرات الدجال الذي يريد ان يتقمص قدرة عيسى على إحياء الموتى فيحاول الدجال أن يظهر انه قادر على أن يميت ويحيي وهو في حال استخدامه لآلاته العلمية أن يقلد هذا الدور وسيبوء بالفشل في مواجهة الخضر الرجل الإلهي العالم الذي يرتبط بالتوجيه الإلهي الذي يسدده ويدعمه فينجح الخضر في خطته المرسومة له ويفشل الدجال الذي تسلب منه قوته الوهمية ليتأكد لكل من هو حاضر ذلك المشهد بان الحق منتصر ولو كره المكذبون.