المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصحابه من وجهة نظر الفريقين


العم ابو علي
17-03-2007, 06:32 PM
لعل من أشق المسائل العلمية التي اعترضت الباحثين في العقيدة والشريعة والحقيقة موضوع ( عدالة الصحابة ) من انطباقها كحكم عام على جميع أفراد الصحابة أو قصرها على بعضهم دون البعض وقديما تعرض لها المعتزلة فيما تعرضوا له من مسائل العقيدة ، ولم يكتفوا فيما تعرضوا له بعامة الصحابة بل تعرضوا للخلفاء أنفسهم ، وكان لهم في ذلك خصوم ومؤيدون .

وقد كان موضوع نقد الصحابة قاصرا - في القرون الأولى - على الراسخين في العلم وبخاصة علماء المعتزلة ، وسبقهم في هذا الاتجاه رؤوس الشيعة وزعماء المتعصبين لآل محمد .

وأن علماء الكلام وشيوخ المعتزلة كانوا عالة على زعماء الشيعة منذ القرن الهجري الأول وعليه فقضية ( نقد الصحابة ) إنما هي وليدة التشيع لآل محمد ، ولكنها كانت وليد التشيع لا لذات التشيع بل لأن المتشيعين لآل محمد عرفوا بتبحرهم في علوم العقائد بسبب ما نهلوا من موارد أئمة آل البيت وهم المصدر الأصيل والمعين الفياض الذي نهلت منه الثقافات الإسلامية منذ صدر الإسلام إلى اليوم .
يرى أهل السنة : أن الصحابة كلهم عدول ، وأنهم جميعا مشتركون في العدالة وأن اختلفوا في درجتها .
وأن من كفر صحابيا فهو كافر ومن فسقه فهو فاسق .
وأن من طعن في صحابي فكأنما طعن على رسول الله .
وأن من طعن على حضرة الرسول فهو زنديق بل كافر ويرى جهابذة أهل السنة أيضا أنه لا يجوز الخوض فيما جرى بين علي رضي الله عنه ومعاوية من أحداث التاريخ .
وأن من الصحابة من اجتهد وأصاب وهو ( علي ) ومن نحا نحوه وأن منهم من اجتهد وأخطأ مثل معاوية وعائشة رضي الله عنها ومن نحا نحوهما .

وأنه ينبغي - في نظر أهل السنة - الوقوف والإمساك عند هذا الحكم دون التعرض لذكر المثالب .

ونهوا عن سب معاوية باعتباره صحابيا ، وشدوا النكير على من سب عائشة باعتبارها أم المؤمنين الثانية بعد خديجة وباعتبارها حب رسول الله وما زاد على ذلك فينبغي ترك الخوض فيه وإرجاء أمر إلى الله سبحانه : وفي ذلك يقول أبو الحسن البصري وسعيد بن المسيب : تلك أمور طهر الله منها أيدينا وسيوفنا فلنظهر منها ألستنا .
هذه خلاصة آراء أهل السنة في عدالة الصحابة وفيما ينبغي أن نقف منهم .

- 3 - أما الشيعة فيرون أن الصحابة كغيرهم تماما لا فرق بينهم وبين من جاء بعدهم من المسلمين إلى يوم القيامة .
وذلك من حيث خضوعهم لميزان واحد هو ميزان العدالة الذي توزن به أفعال الصحابة كما توزن به أفعال من جاء من بعدهم من الأجيال وأن الصحبة لا تعطي لصاحبها منقبة إلا إذا كان أهلا لهذه المنقبة وكان لديه الاستعداد للقيام برسالة صاحب الشريعة ( ص ) وأن منهم المعصومين كالأئمة الذين نعموا بصحبة الرسول كعلي وابنيه عليهم السلام .
ومنهم العدول وهم : الذين أحسنوا الصحبة لعلي بعد انتقال الرسول إلى الرفيق الأعلى .
ومنهم المجتهد المصيب ، ومنهم المجتهد المخطئ .
ومنهم الفاسق ، ومنهم الزنديق - وهو أقبح من الفاسق وأشد نكالا - ويدخل دائرة الزنديق المنافقون والذين يعبدون الله على حرف كما أن منهم الكفار وهم الذين لم يتوبوا من نفاقهم والذين ارتدوا بعد الإسلام .

ومعنى هذا أن الشيعة - وهم شطر عظيم من أهل القبلة - يضعون جميع المسلمين في ميزان واحد ولا يفرقون بين صحابي وتابعي ومتأخر

كما لا يفرقون بين مفرق في الإسلام وحديث عهد به إلا باعتبار درجة الأخذ بما جاء به حضرة الرسول صلوات الله عليه والأئمة الاثني عشر من بعده ، وأن الصحبة في ذاتها ليست حصانة يتحصن بها من درجة الاعتقاد وعلى هذا الأساس المتين أباحوا لأنفسهم - اجتهادا - نقد الصحابة والبحث في درجة عدالتهم كما أبا حوا لأنفسهم الطعن في نفر من الصحابة أخلو بشروط الصحبة وحادوا عن محبة آل محمد .

كيف لا ، وقد قال الرسول الأعظم : ( إني تارك فيكم ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله وعترتي آل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ) .

وعلى أساس من هذا الحديث ونحوه يرون أن كثيرا من الصحابة خالفوا هذا الحديث باضطهادهم لآل محمد.
ولعنهم لبعض أفراد هذه العترة ومن ثم فكيف يستقيم لهؤلاء المخالفين شرف الصحبة .

وكيف يوسموا بسمة العدالة ؟ ! ! ذلك هو خلاصة رأي الشيعة في نفي صفة العدالة عن بعض الصحابة وتلك هي الأسباب العلمية الواقعية التي بنوا عليها حججهم

- 4 - والمتأهل يرى أن الفرق بين هذين الموقفين كالفرق بين المنهج الأخلاقي والمنهج العلمي .فالمنهج الذي بنى عليه أهل السنة حكمهم في عدالة الصحابة هو : ( المنهج الأخلاقي ) . وهو يقوم على أساس من إرجاء الأمور إلى الله .

وليس معنى حكمهم هذا أنهم يفرقون بتساوي الصحابة في درجة العدالة وإنما يكيلون الأمور إلى الله ، ويجأرون إلى الله من انتقاض واحد من أصحاب محمد إلا أن يكون منافقا متفقا على نفاقه بنص من القرآن أو بإشارة من الرسول الأعظم .

ولعل حجتهم في إرجاء الأمور إلى الله ما كان من موقف الرسول من ابن عبيد الله بن سلول حين طلب الابن قتل أبيه المنافق واستأذن في ذلك حضرة الرسول ، وخشي الابن أن يتولى ذلك دونه أحد الصحابة فيكون ذلك سببا في الوقيعة وإثارة الحفيظة وجلب المعرة .

ولكن الرسول لم يرض بقتل عبيد الله بن سلول معللا ذلك بقوله الحكيم : لا تفعل حتى لا يقال إن محمدا يقتل أصحابه . . . ! وهذه حجة لها بعض الوجاهة في الموقف العام من الصحابة ولكنها ليست كل شئ .

أما الشيعة : فهم يستمسكون - على ما أزعم لهم - بأسباب متينة من ( المنهج العلمي ) ويقدمون عدالة الحق على فضيلة الإرجاء وترك الأمور لمن بيده وحده حساب مخلوقاته وأزعم لهم في ذلك حجة من كلام الرسول في خطابه لسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء في قوله : ( يا فاطمة بنت محمد اعملي ما شئت فإني لا أغني عنك من الله شيئا ومن هذا الحديث نعرف - عن يقين - أن العمل مقدم على الصحبة وأي صحبة أقرب إلى حضرة الرسول من صحبة ابنته وبضعته الطاهرة فاطمة عليها السلام .
وهذا النص السابق يدل بطريق التلميح لا التصريح على أن الصحابة ليسوا جميعا في مقام العدالة .
فإن هذا الخطاب مراد به العموم والتشريع ، فإنه لا يشك شاك في جلال فاطمة ومكانتها من نفس النبي ولا في شدة استمساكها بما جاء به .

ويؤيد هذا المعنى قوله في مقام المرأة المخزومية التي سرقت وشفع لها أسامة بن زيد : ( والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها ) فالمراد بهذه العبارة أن فاطمة في أعلى مقام من نفس الرسول وأن هذا حكم عام يتناول جميع الصحابة حتى فاطمة التي هي في أعلى مقام من الصحبة والقرابة .

وإذا ثبت هذا ثبت ضده ممن خالف السنة وحاد عما جاء به النبي ، وهم الذين ينفي عنهم إخواننا الشيعة معنى العدالة .
هذا في مقام التلميح أما في مقام التصريح فهناك نصوص من القرآن والحديث تدل على خروج بعض الصحابة عن معاني الصحبة فضلا على دلالتها على نفاقهم بل كفرهم ولكن هذا - في نظري - ينطبق فقط على النادر القليل منهم فهناك آيات المنافقون وقد امتلأت بها سورة التوبة وقد كان الكثيرون منهم يعيشون في مركز الدعوة الإسلامية مع حضرة النبي في المدينة ( وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم ... ) .

وقد وسمهم القرآن بسمة الكفر بل بالغ في تصوير آثامهم وأنهم أشد خطرا من الكفار أنفسهم . ولذلك توعدهم كما توعد الكفار تماما ، بل صدرهم عليهم في مقام الوعيد . فقال سبحانه : ( وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم ) .

ولولا رحمة الله بخلقه وحلمه على عباده وأنه ستار رحيم لسرد لنا سبحانه أسماءهم في القرآن واحدا واحدا ولكشف لنا عما تكنه قلوبهم من كفر وما تخفيه من آثام .

وفي ذلك يقول سبحانه : ( يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إن الله محرج ما تحذرون . . . ) وقد نما حضرة الرسول صلوات الله عليه منحى القرآن ونهج نهجه فاكتفى بذكر صفات المنافقون ممن شاهدوه وله يعملوا بمنهجه القويم وكيف لا وهو الرؤوف الرحيم المتخلق بأخلاق الله سبحانه من حيث الرحمة بمخلوقاته تعالى ومعاملة أصحابه بالحلم والرأفة والعطف والصبر من أجل تدعيم هذا الدين القويم

العم ابو علي
17-03-2007, 06:36 PM
وأما تصريحه بذكر اسم واحد من الخارجين عليه من أصحابه فكان أشد ندرة من الكبريت الأحمر .

ومن هذا ما ذكر في شأن مروان بن الحكم .
فقد روى الحاكم في كتاب الفتن والملاحم من ( المستدرك ) عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أنه قال : كان لا يولد لأحد مولود إلا أتى به للنبي فيدعو له ، فأدخل عليه مروان الحكم فقال : ( هو الوزع بن الوزع الملعون بن الملعون ) ( 1 ) وكلام الأنبياء حق ، فما بالك بكلام سيدهم أقول : وهذا الحديث يؤيده الواقع .
ولكن تصريح الرسول بذكر أسماء المنافقون من أصحابه أمر شديد الندرة وهو شئ يتفق مع أخلاق النبوة .

ومن هنا لاحظت أن أكثر الأحاديث الواردة في المنافقين والمارقين من معاصريه صلوات الله وسلامه عليه كانت تذكر بطريق الكناية دون التصريح ، كقوله في قاتل ( علي ) رضي الله عنه : يا علي ، أتدري من أشقى الناس ( فقال : الله ورسوله أعلم ، فقال : أشقى الناس : عاقر ناقة صالح وضارب هامتك ) .

ومن ذلك ما روي عن عبد الله بن عباس قال : إن النبي قال : ألا إنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول : يا رب أصحابي أصحابي فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول كما قال العبد الصالح : وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم


وفي رواية أخرى ( فأقول : سحقا سحقا ) .

ومن روايات علماء الشيعة في ذلك قول العلامة الحلي في شرح التجريد : والمحارب لعلي كافر لقول النبي ( حربك يا علي حربي ) قال : ولا شك في كفر من حارب النبي ( 1 ) وتخلص من ذلك أن أكثر ما جاء من ذكر المنافقين والمارقين في أحاديث الرسول كان بطريق الكناية لا التصريح بأسمائهم وإن أكثر هذه الأحاديث الواردة فيهم تقع تحت باب ( أحاديث المغيبات ) .

وفصل الخطاب في موضوع عدالة الصحابة يستوجب منا - لتكون أحكامنا قريبة من الحقيقة أن نوفق في هذا البحث بين منهج الأخلاق ومنهج العلم ، فلا نحن نسئ الظن بالسواد الأعظم من الصحابة فنجا في المنهج الأول الذي ارتآه السنة ولا نحن نغمض أعيننا عما وردت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية بإدانتهم - ولو بطريق التلميح والكتابة والتعريض - فنجا في لو فعلنا ذلك المنهج الثاني الذي آثره إخواننا الشيعة بل نحن نجمع بين هذا وذاك ، ونضع كل واحد منهم تحت أضواء من المنهج الذي يلائم طبيعته وبذلك نصل إلى أحكام إن لم تكن يقينية فهي أقرب إلى اليقين .

وقد يكون الخلاف بين شقي هذه الأمة خلاف شكلي للغاية وذلك إذا استطعنا أن نخرج المنافقين والمارقين الذين وردت فيهم النصوص من مفهوم كلمة ( الصحابة ) .
لكن العقبة التي تقف أمامنا هو كيفية إخراجهم لأنه ليس لدينا نصوص صريحة بأسمائهم اللهم إلا النادر كعبد الله بن سلول وثعلبة .

على أن هذا النادر نفسه مختلف في بعضه ، وإذا كانت السنة والشيعة تتفقان على أن المنافقين والمارقين ليسوا من الصحابة في شئ ، فإن شقة الخلاف تكون قد آذنت بالزوال تماما ولم يبق أمامنا إلا الصحابة من أهل الغفلة .

فإن أهل السنة يوجبون عدالتهم ، لأن العبرة عندهم بأفعال القلوب وأما الشيعة فينقضون عدالتهم ويعتبرون ( أبا هريرة ) من هذا الطراز هذه مسألة تحتاج إلى بحث مسهب أبرأ إلى الله من الحكم فيها في هذه المقدمة الوجيزة .

- 5 - إلا أن الوفاء بالبحث والأمانة العلمية التي يفرضها على ( المنهج العلمي الحديث ) كل ذلك يحملني على إيثار منهج العلم على منهج الأخلاق فيما استعرضه من نقد الصحابه.

1 - وأول هذه الأسباب والمبررات ما شحنت به كتب السنن من الأحاديث الغريبة التي لا يقرها العقل والذوق العاديين ، والتي يرى البعض أنه لا مسحة عليها من نور النبوة .
وهي في نظرهم متخاذلة لا تكاد تنهض إلى مرتبة الأسلوب النبوي الشريف وهذه الأحاديث الغريبة وإن كانت قليلة أو نادرة في بعض الأسانيد
وكتب الصحاح المعتمدة إلا أنها تسئ إلى جلال الحديث النبوي ولم تشرفنا أمام أعدائنا المستشرقين الذين يتربصون بالإسلام الدوائر ويتمنون له الأخطاء والعقابيل لكي يكيدوا لنا وينالوا من ديننا القويم .

ومن هذه الأحاديث حديث سحر بنات لبيد لحضرة النبي فإن المحدثين بعتمدون هذا الحديث ويعتبرون أن النبي أصابه السحر ثم يقولون إن السحر لم يصب عقله الشريف بل أثر في مزاجه وجسده أقول : وهذا تلفيق من الشراح واضح العور وأنا لست أشك في صحة الخبر ولا في صحة نزول خادمة وأمين وحيه جبرئيل بسورة المعوذتين ولا في إخراج السحر من البئر المذكورة ( بئر معونة ) في شروح الحديث ولكن الذي لا نصدقه أن السحر أثر في عقله أو في مزاجه أو حسده الشريف لأن النبوة عند الله أكرم مما يتصوره هؤلاء الشراح بكثير جدا غاية ما في الأمر أن هذا الحديث ينزل منزلة التشريع من حيث الاعتقاد بالسحر كما نعتقد بنص القرآن في قصة هاروت وماروت وأن السحر يؤثر في سائر البشر حاشا الأنبياء والمرسلين لأنه لا يليق بمقام الوحي أبدا وعلى هذا فإني وإن صححت الحديث من حيث إجراء السحر من بنات لبيد المذكورين في الراوية إلا أني أنكر صحة تأثيره في حضرة النبي .

بل أعتبر القائل بتأثيره على عقله الشريف كافيا والقائل بتأثيره على مزاجه أو صحته الجسمية فاسقا أو جاهلا صاحب غفلة فالاعتقاد بوجود السحر وعلومه شئ ، والاعتقاد بتأثيره على عقول الأنبياء شئ آخر ومن هذه الأحاديث الغربية الحديث المروي عن أبي هريرة رضي الله عنه الذي أخرجه البخاري ومسلم : ( إن جهنم لا تمتلئ حتى يضع الجبار فيها قدمه فتقول : قط قط ) ولا يحتاج هذا الحديث إلى تعليق إلى الإشارة إلى كونه ينافي مقام التنزيه للبار سبحانه .

ومن هذا حديث الاغتسال من الجنابة المروي عن عائشة رضي الله عنها : أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجال يجامع أهله ثم يكسل هل عليهما الغسل ؟ وعائشة جالسة فقال صلى الله عليه وسلم : ( إني لأفعل ذلك أنا وهذه ثم نغتسل ) وهذا الحديث أيضا لا يحتاج إلى تعليق في منافاته لآداب النبوة وحاشا لرسول الله أن يقول بمثله .

2 - وثاني هذه المبررات التي حملت المؤلف على اقتفاء منهج العلم في نقد الصحابة إغفال الكثير من المحدثين للأحاديث عن أئمة آل البيت كعلي وابنيه أبي محمد الحسن وأبي عبد الله الحسين والإمام الفقيه أبي عبد الله جعفر الصادق عليهم السلام على حين لاحظ كما لاحظ المتقدمون من علماء الشيعة هذا الركام الزاخر من الأحاديث المروية عن أبي هريرة وعائشة وابن عمر رضي الله عنهم .
فقد روى أصحاب الأسانيد والسنن عن أبي هريرة خمسة آلاف حديث .
ورووا عن ابن عمر ألفين وستمائة وثلاثين حديثا .
ورووا عن عائشة ألفين ومائتين وعشرة أحاديث .

وثالث هذه المبررات في النقد أن الغرض هو لتثبت منالأحاديث وليس هو التجريح لرواتها . وأن ما يهدف إليه هو تنزيه كلام حضرة الرسول من كل شطط ونقص يمس كرامة الإسلام حتى نكون في مأمن من نقد علماء الاستشراق الذين يتربصون بالإسلام الدوائر ويريدون به الشر للذي يغلي في قلوبهم من حقد وكراهية .