المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعدام إمرأة شيعيّـــة


ابو فاطمة النعيمي
22-05-2009, 01:03 AM
اعدام امرأة شيعية
قصة قصيرة
من جرائم البعث المنحل
.............................................
اول مرة في تاريخ العراق
اعدمت سلطات صدام الغاشمة، زوجة الشهيد ابو تحسين ، الجندي عبد الكاظم من مواليد 1955 وذلك في الساحة المقابلة لمرقد ابي الفضل زيد النار .. في الديوانية – مقابل دور الضباط – بعد تجريمها بعدم الاخبار عن زوجها المختبئ في الدار ، وكان قد القي القبض عليه في الشهر الرابع نيسان 1984، وتم اعدامه رميا بالرصاص بالساحة المذكورة ، وارجئ تنفيذ الحكم بزوجته الى ان تضع حملها ، وبعد وضعها الطفل في زنزانات صدام ، اقتيدت الى الساحة المذكورة وشنقت هناك في بداية الشهر الثامن 1984. وتم تنفيذ الحكم امام الناس واهل الشهيدين الذين اجبروا على الحضور بالقوة ... !!!
صحيفة لواء الصدر
العدد 167 الصادر في 30 ذي الحجة 1404 هـ
القصة ادناه مستوحاة من هذه الحالة المؤلمة
.................................................. ........................
اعدام امرأة شيعيّة
قصة قصيرة
بقلم
طلال النعيمي
............................
تناهت الى سمعه صرخات موجعة ، اعقبها صراخ طفل وليد ، من تلك الزنزانة الانفرادية ، فيسرع الخطى نحوها ، والبهجة تتّقد من وجهه الشاحب القبيح ؛ فالبطن المنتفخة لنزيلة الزنزانة ، قد تقلّصت بعد المخاض .. ويدخل الى الزنزانة ، وبروح خبيثة يفتل شاربه الاسود الكثيف ، ويقف محدّقا في هذه السجينة المسكينة ، وفي طفلها المولود للتو .. فتطأطئ رأسها ، والحياء يمزقها اكثر من الم المخاض ، انها تتمنى الموت في هذه اللحظة السوداوية ؛ فما عادت للحياة قيمة في نظرها ، بعد هذه المأساة التي ابتليت بها .. وبعد ان قتل البعثيون زوجها الحبيب ، واقتادوها الى هذا المكان الرهيب ، بعد تجريمها بعدم الاخبار عن زوجها الفار من الجيش .. الجيش المساق قسرا نحو طاحونة الموت ، لمحاربة اول جمهورية اسلامية، وبعد لحظات من الصمت الرهيب ، ارتعدت لها فرائصها .. يتركها ، فتبقى تنظر الى طفلها الوليد ، لتستعيد من خلاله وجه زوجها الشهيد .. ولوهلة ، تقفز الى مخيلتها ذكريات الامس ، فتتذكر يوم زواجها .. انه اسعد يوم في حياتها ، ففيه منحها الله تعالى زوجا صالحا ، يحبها وتحبه . تستمد الفرح والامان من عينيه ، ويستمد هو قوة لمواجهة عقبات الدهر من عينيها .. ولكن الطغاة لايريدون لاحد ان يمتلك اية قوة للمواجهة .. يريدون هدم كل القوى الخيّرة ، لكي يبنوا على انقاضها شعبا ذليلا ينقاد الى افكارهم ومخططاتهم الخبيثة انقيادا اعمى ، بلا ادنى تفكّر او نقاش !! لذلك امتدت مخالب الاثمين لتسكت انفاس الطيبين .. ومنهم زوجها الحبيب .. وهنا تنسكب من عينيها الذابلتين دموع تفتت الصخر الاصمّ ، وتكسّر كل القلوب الا قلوب البعثيين الطغاة ... وفجأة .. تسمع وقع اقدام . وتنظر بخوف بالغ الى هذا الوحش البشري القادم نحوها ، تراه يفتل شاربه مقهقها ، وتقرأ في عينيه الخسّة والحقارة .. ترى فيه سبب الام كل عراقيّ وعراقيّة ، فقد حوّل البلد المقدس الى وعاء يفرغ فيه ظلمه وكفره وطغيانه و ... (1)
ويأمرها بالنهوض .. وحين لم تستطع ، يمدّ يده الخبيثة الى كتفها ويجرها بقوة .. تصرخ مذعورة .
الى اين تريد بي .. دعني اجلب الطفل ، انه التركة الوحيدة التي خلفها زوجي لي .. انه ..............ويرفسها بشدة ، ويرفع الطفل الذي راح يصرخ بشدة ، الى الاعلى ويقول لامه المنكوبة ( خذي طفلك !! ) ويقذف به الى الحائط الاسمنتي بكل قوة ، فتسكت انفاسه سكتة ابدية . فتذهل الام وهي ترى جسد طفلها الوليد غارقا في بركة من دمه .. تصرخ .. وتضرب رأسها بالحائط بقوة ، علّها تموت لتتخلّص من هذه المأساة العظيمة . . لكنه لايدعها تموت حسب ما تشتهي ، بل يجرّها من شعرها الاسود الطويل ، الذي كان ملفوفا بوشاح قبل ان يأتوا بها الى هذا المكان الرهيب .. ويدفعها الى شرذمة من رجاله الاوباش ، فيجرها هؤلاء منتقلين بها من مكان الى اخر ، وهي والهة حائرة ، ويأمروها ان تركب السيارة معهم مؤكدين لها انهم سيوصلونها الى بيتها .. فتركب وهي في حالة يرثى لها ، وتصل السيارة وتتوقف في ساحة كبيرة ، فتنزل والاوباش يحيطون بها .. وتنظر بذهول شديد الى ما حولها ، ترى مجموعة كبيرة من الناس محتشدين في الساحة ، تهمس لنفسها .. –( هذا مرقد زيد النار .. وهؤلاء اهلي وعشيرتي .. وفي منعطف هذا الطريق يقع بيتي الذي كان يضمني وزوجي .. اه كم كانت ليلة رهيبة سوداء عندما اقتادوا زوجي واعدموه في هذه الساحة ..!! )
وتحدق بذهول شديد في ارجاء الساحة ، وحين تلتصق عيناها بخشبة الاعدام !! تصرخ بقوة .... ( كلا ... كلا ....) وتحمل الى خشبة الاعدام ، وتنظر الى الجموع التي جاء بها الطغاة بالجبر والاكراه لترى عملية اعدام امراة مجاهدة ! وقبل ان يتحوّل جسدها الشريف الطاهر الى جثة هامدة تتدلى بحبل المشنقة ، تصرخ ..... ( ايها الشرفاء .. اجعلوا من دماء الشهداء محجة بيضاء لعزة اسلامكم وعزتكم .. سبيلا لحريتكم وكرامتكم .. لاتنسوا دم الشهيد فينساكم الله .. اصلتوا سيف الحق في وجه الباطل والبغي ..) وتنتهي .. لتعيش في ضمائر وقلوب كل الطيبين .. لتكون طريقا غراء لاهداف المجاهديــــن . ))

نشرت في العام 1404 هـ ق في احدى صحف المعارضة

(1) كان اللعين المقبور صدام كثيرا ما يشرف على تعذيب السجناء بنفسه

الأثنا عشريه
22-05-2009, 01:35 AM
يالله ... قصة رهيبه .. اعوذ بالله في ناس كذا بالكون هذا

ياحرام ع الطفل المسكين .. وش هذا ماعندهم قلب ..

صراحة انقبض قلبي لمن قريتها .. الله يرحمها ويرحم موتى المسلمين والمسلمات ,,

zaineb
22-05-2009, 04:24 AM
لي عودة للقراءة والتعليق

ام يقين الزهراء
22-05-2009, 11:44 PM
لا اله الا الله
الله يرحمها برحمته

ابو فاطمة النعيمي
24-05-2009, 06:15 PM
يالله ... قصة رهيبه .. اعوذ بالله في ناس كذا بالكون هذا


ياحرام ع الطفل المسكين .. وش هذا ماعندهم قلب ..

صراحة انقبض قلبي لمن قريتها .. الله يرحمها ويرحم موتى المسلمين والمسلمات ,,


شكرا لمروركم الكريم .. وكلماتكم الحنونة الطيبة
.................................................. ..............

ابو فاطمة النعيمي
24-05-2009, 06:17 PM
لي عودة للقراءة والتعليق


الاخت الكريمة الفاضلة .. وانا بأنتظار عودتكم الميمونة .. للقراءة والتعليق

ابو فاطمة النعيمي
24-05-2009, 06:19 PM
لا اله الا الله
الله يرحمها برحمته
شكرا اختنا الكريمة أم يقين الزهراء على المرور الكريم .. زادكم الله يقينا واحسن اليكم في الدارين

جارة الرسول
24-05-2009, 11:06 PM
قلوب من حديد

والله قصة حزنتي بلجد

دمتم

zaineb
26-05-2009, 12:38 AM
بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صلي على محمد وأل محمد

كيف لنا أن نقرأ هذه الرواية
التي توشحت بلون السواد
لون الحزن الذي طفى بكل سودوياته
على تلك الأم التي باتت
ضحية لجلاوزة الفسق والفجور
كلما عاودت الشريط للوارء
ما بين الكلمات وبين خط الواقع الرفيع
الذي يفصل بينهما
أشفقت على حال أمة قابعة
في التبهرج والدلال والحكي الفاضي
وكثرة ما يهمها هو شراء
أخر موضة لداك الطفل المراهق
أو لعبة جديدة لذاك الصبي المشاكس
بغية المزيد من الدلال
!!!!!!!!!!!
أشفق على حالي حين أرى
كل هذا الألم الذي كان تتغمس
في جيد شريفات العراق
أين أنا من هذا الشرف والفخر
?????
حقا لم أكن إلا شيئا منسيا
وما للمضحيات الكريمات العفيفات
الصارخات بقوة البركان الثائر
على كل بياريق الظلم والقمع
أن تقول في لحظة ألم
في لحظة عصارة
تتعصر فيها شرايين إبنها المدمى أمامها
كأنه بركة من الدماء
بل أقول كيف لنا أن نذكر له
ملامح وهو قد ضرب بجدار الأسمنت
مشاهد من الحقيقة
التي كانت الأمة مغيبة عنها
من واقع لم تتسرب لنا منه
إلا ذاك الجلاد الذي يقف أمامه جمهور
من الناس وينادوه نفديك بالدم نفديك يا......
.وهو يزداد تكبرا وتسلطا
كلما سمع رنين الهتفات وتعالت الإنحناء ات
التي قصمت ظهر شعب بكامله
فصك سمعه لسماع الحق
وأنه سوى عبد ذليل حقير
لسوف يأتي زمن وسوف يلقى مصيره
****
قد لا أستطيع إعطاء حق هذا النص
من تلقائية كلماتي المنسابة مني
كأنها حبر لطخ بدما ء
ذالك الرضيع وحروف صبغت
بعفة حر تلك الأم الصابرة
المكافحةالشهيدة المظلومة

*****
جلجل كياني يسثغيت
من مظلومية تلك الأم حرفا
ينقذني من هم وحزن ألم بي
وأنا أجوب بهذه الواقعة المأساوية
لعلني أستوفي حق كان علي واجبا

*******
كيف هذا رباه وأنا لم أعرف عن مأساة
تلك المرأة إلا حين نقلت بقلم أخي أبو طلال
كيف أرفع وجهي لرب السماء وأناديه يارباه
ونحن نعيش في دنياه
لا نعرف ما كان يحدث
بل ما يحدث من جلل الأمور لإخوان لنا
هل نحن بحق نستحق عفوك يا رب
عفوك ورحمتك يا الله

********
أخي الكريم

تعليقي أتى متأخر
لأنني كنت ناوية
أنسحب من المنتدى لأسباب خاصة
فعدت لأنني وعدت أن أعلق
وسو ف أعدك ما سوف تكتبه
سوف أكون من المتابعين والرادين عليه
ولو كان هذا متأخر
إن شاء رب العالمين
ذالك لأن ما تسطره
هو من ذاكرة شعب
نكن له كل التقدير والإحترام
هو أرض إمامي وسيدي الحسين
وأبيه عليهم أفضل السلام أجمعين
أعذر إستطرادي في الكلام
لكن بجد لم أستطيع وقف قلمي
فإن شاء الله أجد عفو أخ كريم
دمتم من الله بخير و كل أهلنا في العراق

عمار الحزين
02-08-2009, 04:37 PM
مبددددع ياطلال النعيمي لاحرمن الله من قلمك الرائع

بحب الله نحيا
15-08-2009, 07:25 AM
قصص كثيرة مثل هذه حدثت في العرااق ..
الله يلحقنا بالشهداء ..
شكراً لك أخي الكريــم على النقل ...بارك الله فيك ..