المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المرجع بهجت في جوار الله _عاشق وفاء العباس


ثائر محسن
18-05-2009, 02:35 AM
آية الله محمد تقي بهجت في جوار الله
اسمه ونسبه :
الشيخ محمّد تقي بن محمود بهجت الفومني .
ولادته :
ولد الشيخ بهجت عام 1334 هـ بمدينة فومن في إيران (http://www.tebyan.com/Iran/IranianHandicraft/2007/12/12/55611.html) .
دراسته :
أنهى دراسته الابتدائية بمدينة فومن ، ثمّ أكبَّ على تعلّم العلوم الدينية ، وفي عام 1348 هـ سافر إلى مدينة قم (http://www.tebyan.com/Iran/TourismInIran/2007/9/16/45856.html)المقدّسة لإكمال دراسته ، فأقام فيها مدّة قصيرة ، ثمّ سافر إلى مدينة كربلاء المقدّسة ، وفي عام 1352 هـ سافر إلى مدينة النجف الأشرف لإكمال دراسته الحوزوية ، وبقي فيها إلى عام 1356 هـ ، ثمّ سافر إلى قم المقدّسة لمواصلة
دروسه .
أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ السيّد حسين البادكوبي .
2ـ السيّد أبو القاسم الخوئي .
3ـ الشيخ ضياء الدين العراقي .
4ـ الشيخ محمّد كاظم الشيرازي .
5ـ السيّد محمّد حجّت الكوهكمري .
6ـ الشيخ محمّد حسين الغروي النائيني .
7ـ السيّد حسين الطباطبائي البروجردي .
8ـ السيّد أبو الحسن الموسوي الأصفهاني .
9ـ الشيخ محمّد حسين الغروي الأصفهاني ، المعروف بالكمباني .
تدريسه :

بدأ سماحة الشيخ بهجت بتدريس البحث الخارج في الفقه والأُصول منذ قرابة 50 عاماً ، ويُعزى السبب في عدم اشتهاره كونه قد اعتاد التدريس في منزله .
تلامذته : نذكر منهم ما يلي :

1ـ الشيخ محمّد تقي مصباح اليزدي .
2ـ الشيخ حبيب الكاظمي .
مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :

1ـ مناسك الحج .
2ـ كتاب الطهارة .
3ـ رسالة توضيح المسائل .
4ـ دورة كاملة في الأُصول .
5ـ دورة كاملة في كتاب الصلاة .
6ـ حاشية على مكاسب الشيخ الأنصاري .
ونحن أيضاً نكتفي في هذا المقام بالإشارة إلى أمور من سيرته وكرامات من سلوكه:
الأولى: يقول آية الله عباس القوجاني: كانت بيني وبين الشيخ بهجت صداقة حميمة، فرأيته فترة عند دراسته في النجف الأشرف يتناول طعام العشاء بمجرد غروب الشمس، ثم يتجه نحو النوم، ولا يوقد المصباح للمطالعة أو الدراسة، فظننت بأنه يرقد في أول الليل ليستيقظ ساعتين أو ثلاث ساعات قبل أذان الصبح، ولكنني عرفت بعد ستة أشهر بأن الشيخ بهجت لم يكن عنده وقود للمصباح، وكان يكتم هذا الأمر بحيث لم يلتفت إليه أحد، وكان الشيخ بهجت أيضاً لا يشتري شيئاً من أصحاب المحلات بالسلف.
الثاني: ذهبت في يوم 14شهر رمضان المبارك عام 1416 إلى منزله لأكون معه خلال فترة ذهابه من المنزل إلى المسجد، ولأصلي صلاة الظهر والعصر بإمامته. وبعد خروجه من المنزل، جاءه شخص بعد لحظات وعرّف نفسه ثم قال: أنا أعمل طيلة عشرين عاماً في طباعة الكتب ونشرها، فهل تمنحونني الإذن بجمع النكات الأخلاقية التي تذكرونها خلال الدرس وطباعتها؟..
قال آية الله بهجت- دام ظله-: نحن لم ندرس الأخلاق، إنما هو درس الفقه والأصول الذي يؤدي إلى بيان هذه المسائل!..
قال ذلك الناشر: نجمع ونطبع تلك الأمور الواردة في درس الفقه، والأصول والكلام الذي تنقلونه من العظماء الماضين.
قال سماحة الأستاذ: بشرطين: الأول: عدم ذكر اسمي، والثاني: ينبغي أن تكتب الأمور كما ذكرتها وأن لا يضاف عليها أو ينقص منها حرف واحد!..
فرد الناشر: لا يضاف على كلامكم ولا ينقص منه شيء -إن شاء الله- ولكن لا يمكن عدم ذكر اسمكم، فإن المطبوع سيكون مجهول القائل!..
قال الشيخ بهجت: لا.. في هذه الحالة لا أسمح لكم بذلك ولا أمنحكم الإذن.. اكتبوا على الغلاف: (أحد أهل العلم) وأنا لحد الآن لم أسمح لأحد أن يذكر اسمي.
الثالث: جاء ذات يوم أحد المفسدين في الساحة الاقتصادية إلى آية الله بهجت، وكان يعطي هذا الشخص لكبار الشخصيات والمسئولين الكثير من الأموال من أجل استمالتهم والانتفاع منهم بعد ذلك لأغراضه الشخصية، واستمر هذا الشخص على هذا المنوال حتى اطلع السيد القائد بحكمته ودرايته على أعماله، فبعث به إلى المحكمة حتى صدر عليه الحكم المطلوب، فجاء هذا الشخص قبل فضيحة أمره إلى آية الله بهجت، وكأنه- والعياذ بالله- كان يطمع به فلم يستقبله آية الله بهجت، وقال له عند الباب: اذهب وقل: استغفر الله إزاء جميع الأعمال الحسنة والسيئة التي قمت بها!.. ثم اتضح بعد ذلك بأن الأعمال الحسنة التي كان يقوم بها هذا الشخص من قبيل العطاء لهذا وذاك ومساعدة الآخرين، كان منشؤها القروض الطائلة التي كان يأخذها بدهاء وشيطنة من البنوك باسم العمران، وكان يصرفها في سبيل أغراضه الشخصية وأعماله السيئة.
الرابع: شارك العقيد علي قلي بور في الحرب المفروضة، فجرح فيها بشدة بحيث بلغ إلى حد الشلل، ولكنه رأى لزوم عودته مرة أخرى إلى ساحة القتال، فنصحه البعض وأكدوا عليه البقاء في الخطوط الخليفة للجبهة، فقرر هذا العقيد أن يأخذ استخارة عند آية الله الشيخ بهجت –دام ظله- حول ذهابه إلى الجبهة.. ويقول العقيد علي قلي بور: قال لي آية الله بهجت وأنا لم أخبره بقصدي، ومن دون استخارة: (لست مكلفاً بهذا الأمر وأنت في هذه الحالة).

v قيمة العلم والعمل
يبدو أننا لا نمتلك أي نقص سوى العلم والعمل، فإذا كان العلم والعمل معاً، فإننا لا ينقصنا بعدها شيء لماذا؟.. لأن ﴿ َالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾. فإذا لم يهمل الإنسان ما يعلم، وتوقف واحتاط فيما لا يعلم حتى يعلم، فهو في الكمال، ولكنه إذا أهمل ما يعلم ولم يتقيد فيما لا يعلم، واتجه نحو جميع الجهات؛ فإنه لا يصل إلى المبتغى والغاية المنشودة. ولهذا إذا عمل الإنسان بما يعلم فعليه أن لا ينتظر شيئاً، وليترك بقية الأمر على الله تعالى، والأدلة والسبل التي مهدت الطريق سابقاً، فإنها ستمهد الطريق لاحقاً أيضاً.. فإذا لم تتسامح في الأمر، وإذا كنت مشترياً لهذه الهداية وكانت هذه السلعة ثمينة عندك؛ فأعلم أن ﴿ لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ هي الدعامة والسند لحركتك.

إذن (من عمل بما علم، ورثه الله ما لم يعلم)، قال تعالى: (لا عليك نحن نمهد لك الطريق ونخبرك بوقتها) وهذا هو المعنى الكامن في عبارة ﴿ َالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا﴾ وإذا ﴿ جَاهَدُوا﴾ من غير علم فالحركة عقيمة، و﴿ َلَنَهْدِيَنَّهُمْ﴾ لا تكون في المعلومات بل هي في المجهولات.
فماذا تنتظرون؟.. هل نعمل بدون علم، أو في غير معلوم؟.. وإذا لم نعمل، فهل نطلب علم ما لا نريد العمل به؟!..

وينبغي أيضاً أن لا نتوقف في العمل. ولا يتحقق هذا الهدى وتهذيب النفس من دون علم، والعلم أيضاً من دون عمل لا نفع فيه.
فإذا تقارن العمل مع العلم، فستظهر جميع الآثار النافعة. ومن جملة العلم أن لا يعلم الإنسان من بداية الأمر بأنه ينبغي أن يحتاط في الأمور التي لا يعلمها، والاحتياط ليس أمراً محرماً!.. بل الاحتياط- في الواقع- واجب في الكثير من الأحيان، وليس فيه أيضاً عسر وحرج.

v الكمال في سيادة هذين الأمرين
إذا اتفقت البشرية بأن تكون السيادة بيد العلم والعقل، فإنها ستعيش حالة الكمال، وكان هناك أب غير متدين، قد أوصى ابنه: (ولدي العزيز!.. إذا أردت أن تتخلص من هؤلاء الذين يقولون بوجود الله ووجود دين وشريعة، فأنكر من البداية وجود الله ووجود صانع لهذا العالم.. فإذا لم تنكر ذلك، فإنهم سيستدرجونك، ويتقدمون نحوك خطوة خطوةـ ولا تستطيع إجابتهم.. ولكنك إذا أنكرت وجود الله من البداية، فستتخلص من شرهم.

فإذا توافقنا بأن يكون العلم هو الحكم والقاضي فيما بيننا، فسنعيش حالة الكمال، والمعلومات التي نمتلكها تكفي لتوصلنا إلى المجهولات، ولكن بشرط التحلي بالإنصاف وعدم التراجع عن كلامنا. ولنقل: بأن العلم -في الواقع- يوصلنا إلى النتيجة، وننهي بذلك العمل، فإذا أيقنا بذلك، فالأمر كامل.

v عليك بالمؤخرات
سأل سماحة آية الله بهجت أحد الطلبة العرب ذات يوم: (ماذا تدرس)؟.. قال: (المقدمات)، فقال له سماحة آية الله ببيان لطيف: (عليك بالمؤخرات)!.. أي: إن المقصود من المقدمات هو الوصول إلى القرب الإلهي، والاتجاه نحو الله –تعالى- والأمور المعنوية، وهذا ما أوصيك به.

نعزيكم اليوم بوفاة المرجع بهجت إنا لله وانا اليه راجعون