بغداديه
20-03-2009, 12:40 PM
يحتل عيد نوروز او عيد الربيع مكانة كبيرة في العراق وفي بعض الدول الاخرى ايضا... حيث كان يحتفل به منذ اقدم العهود الى يومنا هذا.. ومن عراقته تبرز أهميته كما ان هذا الاخلاص الشديد اكبر دليل على اصالته تلك يبدو ان ما نراه اليوم ما زال يثبت وجوده بقوة في القرن الواحد والعشرين اي في هذه الفترة المضطربة من التاريخ الروحي للانسانية.. والى يومنا هذا بقيت تلك التقاليد على حالها لم يتغير منها الا الشيء القليل بل انها لتؤدى بكثير من الاحترام والاجلال...
نوروز في الحضارات القديمة
يعود تاريخ الاحتفال بهذا العيد الى الحضارتين البابلية والسومرية حيث ظل العراقيون يحتفلون بهذا العيد قرابة ثلاثة الاف عام حتى انتشار المسيحية فقد سماه السومريون (زلموك) وفي بابل ونينوى (اجيتو) اي عيد رأس السنة.. ويبدأ في اول يوم من السنة حسب التقويم العراقي الذي يعتبر يوم قرابة المنقلب الربيعي ويصادف الان(21) آذار حيث تنبثق الحياة ويظهر الربيع.. فقد كان الكاهن العر اقي الاعظم يصلي للاله (مردوخ) اي اله النور ويقوم الكهنة الاخرون بالطقوس الدينية الاخرى لايام متتالية ويستمر العيد لعشرة ايام تتلى خلاله اسطورة الخليقة وتقدم الصلوات والقرابين كما كان الملك يقدم تقريرا عن انجازاته في السنة المنصرمة ويطلب من الاله المغفرة لذنوبه واثامه!! ويذبح ثورا ابيض ليسقي دمه الارض. وتنظم مسيرة ضخمة في شارع الموكب حيث يتم احراق دمى ملونة بعد الانتهاء من المراسيم الرسمية.. وفي اليوم العاشر يتم الاعتراف بشرعية حكم الملك من قبل الاله (مردوخ) ، وخلال ايام العيد يعم الفرح بين الناس وتباح الكثير من الممنوعات...
عيد شم النسيم في مصر الفرعونية كان قدماء المصريين اول من اهتم بالربيع..فنجد في كتابهم المقدس ان الربيع اول الزمان وبداية خلق العالم.. وقد اطلقوا عليه عيد شم النسيم وعيد النور وعيد صحوة الطبيعة من سباتها.. وارتبطت اغانيهم بالحب والربيع.. ويعود تاريخ احتفالهم بشم النسيم الى الاسرة الثالثة في عصر الاهرام وخاصة في عهد الملك رمسيس الثالث.. حيث ورد في كتاب الموتى ان الاله حدد مولد الربيع ليذكر البشر بقدرته على بعث الروح منن جديد ، حيث تنبعث الحياة في البذور فينمو النبات وتتفتح الزهور وتورق الاشجار الجافة وتعود الحياة الى الارض الميتة فتحيا وتكتسي بالخضرة... وتبني الطيور اعشاشها وتضع البيض فتخرج الحياة من جديد ويعتبر عيد الربيع او شم النسيم من اعياد الزراعة في مصر الفرعونية.. فكان قدماء المصريين يحتفلون بالعيد الزراعي مثل (عيد الفيضان ، عيد الحصاد ، عيد الخماسين) وتوجد بعض النقوش على جدران المعابد القديمة والاثار المصرية تدل على ارتباط شم النسيم بالبصل حيث نرى في النقوش بعض رسوم لنساء يلبسن قلائد من البصل.. اما الفسيخ فيوجد في معبد الاقصر صندوق مملوء بالاسماك المملحة المحفوظة تشبه الفسيخ يعود تاريخها الى ايام قدماء المصريين ، ويعود تاريخ البيض الملون المرتبط بشم النسيم الى عهد الفراعنة ايضا لان البيضة في الحضارة المصريةالقديمة كانت ترمز الى الخلود والبعث واللانهائية.. وكانت احتفالات شم النسيم في عهد المصريين تستمر سبعة ايام ياكل فيها المحتفلون العدس والبصل للقضاء على الامراض المعدية..
وفي العصر الحديث نرى العامة وقد ذهبوا الى القناطر الخيرية وحديقة الحيوان على عربات (الربل) وهم يغنون اغنية فريد الاطرش (عاد الربيع عاد من تاني)...
نوروز عند الرومان
من الغريب ان شهر (مارس) الذي يستهل به الربيع عند قدماء الرومان مشتق من كوكب المريخ اله الحرب ولعل السبب في ذلك ان شهر مارس تكثر فيه العواصف الترابية والرياح الخماسية.. اما شهر ابريل وهو الشهر الثاني من فصل الربيع فقد اشتق اسمه من كلمة لاتينية معناها التفتح اشارة الى تفتح الزهور وازدهارها اما شهر مايو الذي يرمز الى الاله (مايا) الذي يعني التجارة والترحال والكسب.. وكان الرومان يقدسون اشهر الربيع المتمثلة في اشهر (مارس ، ابريل ، مايو) ويقيمون الاحتفالات الكبيرة في فصل الربيع بدءاً من شهر 21 مارس...
عيد الربيع عند العثمانيين
كذلك اهتمت الدولة العثمانية قديما بعيد النوروز حيث كانت تقرأ القصائد (النيروزية) للسلطان وتتضمن مواضيع الشجر وتفتح الزهور... وكانت الاسطورة السائدة ان سيدنا نوحاً (ع) انزل سفينته على اليابسة في اليوم الموافق 21 اذار وهو يوم الاعتدال الربيعي.. ومن العادات في هذا اليوم تقديم الحلويات والخضر والفواكه التي يُعتقد انها تحمي الانسان لمدة سنة
عيد الربيع في ايران
ويعني اسمه بالفارسية (اليوم الجديد) وهو يجسد مدلول (التجدد) بمعناه الواسع النطاق اذ زيادة على كونه العيد الرسمي لرأس السنة فانه اليوم الاول من شهر (فروردين) ويصادف حلوله حدوث الاعتدال الربيعي 21مارس اي في نفس الوقت الذي تتم فيه الارض دورتها السنوية حول الشمس لتبدأ دورة جديدة كما يقال في ايران.. فتبدأ الافراح استبشارا بحلول عهد جديد تتحول فيه الطبيعة والانسان معا من فترة الفاصل الذي يمحو الزمن ويضع حدا للماضي الى المستقبل الذي يعني العودة الى الحياة وتجددها..
عيد الربيع الصيني
وحسب التقويم الصيني يصادف الاول من مارس اول يوم من العام الجديد المعروف ايضا لدى الشعب الصيني باسم عيد الربيع ويعود تاريخه الى حوالي الفي عام.. وهو من اهم اعياد الصين تماما فهو حسب الاسطورة الصينية ان عفريتا يدعى (هام) يأتي في بداية السنة القمرية الجديدة الصينية ويجلب سوء الحظ للعالم.. وخلال هذا الوقت يشعل الناس النيران ويمارسون الالعاب النارية لتخويف العفريت ليذهب بعيدا.. وقد انتقلت هذه العادة من جيل الى جيل.. لتأخذ الاحتفالات اشكالا متنوعة بهذا العيد.
انتقالات العيد
وانتقلت تقاليد الاحتفال بهذا العيد الى بلاد الشام مع انتقال الميراث السومري الى الساميين الا انه لا يقتصر تأثير هذا العيد عند هذا الحد بل يظهر ايضاً بشكل واضح في احتفال المسحية بعيد الفصح (اي الطبيعة التي تفصح وتتفتح في الربيع) الذي يعتبره المسيحيون عيد القيامة ، وقد اعتبره العباسيون عيدا رسميا مع تبني اسمه الفارسي (نوروز) واصبح الاحتفال بهذا العيد امرا شائعا رسميا...
العيد في سورية
الاحتفال بالعيد في سوريا وعبر عقود طويلة اصبح له عادات وتقاليد فالناس يهنئون بعضهم بعضا ويتبادلون الهدايا ويعدون الحلويات والماكولات الخاصة بالمناسبة حيث تجتمع العائلة واحياناً مجموعة من العائلات تعبيرا عن الاخلاص الشديد للعيد حتى اصبح عيدا شعبيا سوريا يشارك فيه الجميع نظرا لطابعه الانساني والمعنوي الذي يحتل مكانة خاصة في النفوس...
عيد الربيع التركي
والمجتمعات التركية في وسط اسيا ما زالت تحتفل بعيد الربيع المصادف 21اذار الى يومنا هذا.. مثل الازريين ، الكزاك ، كرجز ، التركمان ، لوزبك ، التتار اضافة الى المجتمعات التركية في البلقان ، ويذكر ان الحكومات التركية كانت تمنع نهائيا الاحتقال بيوم النيروز قبل 6 سنوات خاصة ان الاكراد في مناطق الشرق هم الذين يهتمون بهذا اليوم ويعتبرونه بداية لسنة جديدة والعيد القومي لهم.. وهم يحتفلون به باعتباره ذكرى انتصار (كاوه) الحداد على الملك الطاغية الضحاك وهي حكاية قد تلتقي مع حكاية الاله تموز الذي يحرر البشرية من طغيان برد الشتاء وموته ، وان احتفال الاكراد في جميع اماكن وجودهم بعيد نوروز باشعال النيران ليلة 21اذار من كل عام في ساحات المدن والقرى والغناء والرقص وتناول الطعام طوال النهار لدليل على اهمية هذا العيد عندهم...
العيد في دول اخرى
ياخذ الاحتفال بهذا اليوم شكلا اخر في بعض دول اسيا ففي افغانستان وفيما قررت الحكومة احياء الاحتفال بهذا العيد الذي كانت تمنعه طالبان فان الاف الافغان يحتشدون منذ الفجر في الواحد والعشرين من اذار في الساحة الرئيسية لاكبر المساجد في مدينة مزار شريف التي تعد مركز الاحتفال بهذا العيد ، كما يتوافد مئات الاشخاص من مناطق اخرى من البلاد للمشاركة في هذه الاحتفالات.. ويستمر احتفال الافغان بالعيد لمدة سبعة ايام حيث يعتقد البعض منهم انها ايام يشفى فيها المرء كما كانت تعلن العطلة الرسمية بهذا العيد لمدة ثلاثة ايام في عهد ملوك الافغان..
العيد في اقليم كردستان
يعد عيد نوروز لدى الشعب الكوردي عيدا قوميا قديما وله موروث شعبي كبير في نفوس المواطنين في الاقليم لتجسيد اسطورة انتصار البطل القومي كاوا الحداد الذي انتصر على الملك الطاغية وحقق النصر لقوميته وتجرى عادة الاحتفالات في ذكرى هذا النصر باضرام النيران على قمم الجبال الشامخة ابتهاجا بذلك النصر كما يخرج المواطنون الى سفوح الجبال لاقامة الولائم ابتهاجا بالعيد ويتحلق الشباب برقصات جميلة على انغام الاغاني التراثية الكوردية وترتدي المراة الكوردية الملابس الجديدة الزاهية الالوان لتشكل مع خضرة الربيع وزهوره لوحة جميلة من لوحات العيد البهيج.. وفي مناطق العراق الاخرى في الوسط والجنوب من العراق تجري الاحتفالات الكبيرة بعيد الربيع الذي يسمى ايضا بعيد الشجرة حيث يتم زرع الاشجار في الحدائق العامة وفي المنازل ايضا وتقام الولائم وتعد الملابس الجيدة للاحتفال برأس السنة الجديدة حسب المعتقدات في بعض مناطق العراق ... وجاء في كتاب (البحار) لمحمد باقر المجلسي ان يوم النيروز هو اليوم الذي اخذ الله فيه مواثيق العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وان يؤمنوا برسله وحججه.. وانه اول يوم طلعت فيه الشمس وهبت به الرياح وخلقت فيه زهرة الارض وهو اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح (ع) على جبل الجودي وهو اليوم الذي نزل فيه جبرائيل على النبي (ص) وهو اليوم الذي يتوقع فيه الفرج من الضيق والهم والكربه عند المسلمين..
للكاتبة /سها الشيخلي
مع خالص الودو الاحترام
بغداديه
نوروز في الحضارات القديمة
يعود تاريخ الاحتفال بهذا العيد الى الحضارتين البابلية والسومرية حيث ظل العراقيون يحتفلون بهذا العيد قرابة ثلاثة الاف عام حتى انتشار المسيحية فقد سماه السومريون (زلموك) وفي بابل ونينوى (اجيتو) اي عيد رأس السنة.. ويبدأ في اول يوم من السنة حسب التقويم العراقي الذي يعتبر يوم قرابة المنقلب الربيعي ويصادف الان(21) آذار حيث تنبثق الحياة ويظهر الربيع.. فقد كان الكاهن العر اقي الاعظم يصلي للاله (مردوخ) اي اله النور ويقوم الكهنة الاخرون بالطقوس الدينية الاخرى لايام متتالية ويستمر العيد لعشرة ايام تتلى خلاله اسطورة الخليقة وتقدم الصلوات والقرابين كما كان الملك يقدم تقريرا عن انجازاته في السنة المنصرمة ويطلب من الاله المغفرة لذنوبه واثامه!! ويذبح ثورا ابيض ليسقي دمه الارض. وتنظم مسيرة ضخمة في شارع الموكب حيث يتم احراق دمى ملونة بعد الانتهاء من المراسيم الرسمية.. وفي اليوم العاشر يتم الاعتراف بشرعية حكم الملك من قبل الاله (مردوخ) ، وخلال ايام العيد يعم الفرح بين الناس وتباح الكثير من الممنوعات...
عيد شم النسيم في مصر الفرعونية كان قدماء المصريين اول من اهتم بالربيع..فنجد في كتابهم المقدس ان الربيع اول الزمان وبداية خلق العالم.. وقد اطلقوا عليه عيد شم النسيم وعيد النور وعيد صحوة الطبيعة من سباتها.. وارتبطت اغانيهم بالحب والربيع.. ويعود تاريخ احتفالهم بشم النسيم الى الاسرة الثالثة في عصر الاهرام وخاصة في عهد الملك رمسيس الثالث.. حيث ورد في كتاب الموتى ان الاله حدد مولد الربيع ليذكر البشر بقدرته على بعث الروح منن جديد ، حيث تنبعث الحياة في البذور فينمو النبات وتتفتح الزهور وتورق الاشجار الجافة وتعود الحياة الى الارض الميتة فتحيا وتكتسي بالخضرة... وتبني الطيور اعشاشها وتضع البيض فتخرج الحياة من جديد ويعتبر عيد الربيع او شم النسيم من اعياد الزراعة في مصر الفرعونية.. فكان قدماء المصريين يحتفلون بالعيد الزراعي مثل (عيد الفيضان ، عيد الحصاد ، عيد الخماسين) وتوجد بعض النقوش على جدران المعابد القديمة والاثار المصرية تدل على ارتباط شم النسيم بالبصل حيث نرى في النقوش بعض رسوم لنساء يلبسن قلائد من البصل.. اما الفسيخ فيوجد في معبد الاقصر صندوق مملوء بالاسماك المملحة المحفوظة تشبه الفسيخ يعود تاريخها الى ايام قدماء المصريين ، ويعود تاريخ البيض الملون المرتبط بشم النسيم الى عهد الفراعنة ايضا لان البيضة في الحضارة المصريةالقديمة كانت ترمز الى الخلود والبعث واللانهائية.. وكانت احتفالات شم النسيم في عهد المصريين تستمر سبعة ايام ياكل فيها المحتفلون العدس والبصل للقضاء على الامراض المعدية..
وفي العصر الحديث نرى العامة وقد ذهبوا الى القناطر الخيرية وحديقة الحيوان على عربات (الربل) وهم يغنون اغنية فريد الاطرش (عاد الربيع عاد من تاني)...
نوروز عند الرومان
من الغريب ان شهر (مارس) الذي يستهل به الربيع عند قدماء الرومان مشتق من كوكب المريخ اله الحرب ولعل السبب في ذلك ان شهر مارس تكثر فيه العواصف الترابية والرياح الخماسية.. اما شهر ابريل وهو الشهر الثاني من فصل الربيع فقد اشتق اسمه من كلمة لاتينية معناها التفتح اشارة الى تفتح الزهور وازدهارها اما شهر مايو الذي يرمز الى الاله (مايا) الذي يعني التجارة والترحال والكسب.. وكان الرومان يقدسون اشهر الربيع المتمثلة في اشهر (مارس ، ابريل ، مايو) ويقيمون الاحتفالات الكبيرة في فصل الربيع بدءاً من شهر 21 مارس...
عيد الربيع عند العثمانيين
كذلك اهتمت الدولة العثمانية قديما بعيد النوروز حيث كانت تقرأ القصائد (النيروزية) للسلطان وتتضمن مواضيع الشجر وتفتح الزهور... وكانت الاسطورة السائدة ان سيدنا نوحاً (ع) انزل سفينته على اليابسة في اليوم الموافق 21 اذار وهو يوم الاعتدال الربيعي.. ومن العادات في هذا اليوم تقديم الحلويات والخضر والفواكه التي يُعتقد انها تحمي الانسان لمدة سنة
عيد الربيع في ايران
ويعني اسمه بالفارسية (اليوم الجديد) وهو يجسد مدلول (التجدد) بمعناه الواسع النطاق اذ زيادة على كونه العيد الرسمي لرأس السنة فانه اليوم الاول من شهر (فروردين) ويصادف حلوله حدوث الاعتدال الربيعي 21مارس اي في نفس الوقت الذي تتم فيه الارض دورتها السنوية حول الشمس لتبدأ دورة جديدة كما يقال في ايران.. فتبدأ الافراح استبشارا بحلول عهد جديد تتحول فيه الطبيعة والانسان معا من فترة الفاصل الذي يمحو الزمن ويضع حدا للماضي الى المستقبل الذي يعني العودة الى الحياة وتجددها..
عيد الربيع الصيني
وحسب التقويم الصيني يصادف الاول من مارس اول يوم من العام الجديد المعروف ايضا لدى الشعب الصيني باسم عيد الربيع ويعود تاريخه الى حوالي الفي عام.. وهو من اهم اعياد الصين تماما فهو حسب الاسطورة الصينية ان عفريتا يدعى (هام) يأتي في بداية السنة القمرية الجديدة الصينية ويجلب سوء الحظ للعالم.. وخلال هذا الوقت يشعل الناس النيران ويمارسون الالعاب النارية لتخويف العفريت ليذهب بعيدا.. وقد انتقلت هذه العادة من جيل الى جيل.. لتأخذ الاحتفالات اشكالا متنوعة بهذا العيد.
انتقالات العيد
وانتقلت تقاليد الاحتفال بهذا العيد الى بلاد الشام مع انتقال الميراث السومري الى الساميين الا انه لا يقتصر تأثير هذا العيد عند هذا الحد بل يظهر ايضاً بشكل واضح في احتفال المسحية بعيد الفصح (اي الطبيعة التي تفصح وتتفتح في الربيع) الذي يعتبره المسيحيون عيد القيامة ، وقد اعتبره العباسيون عيدا رسميا مع تبني اسمه الفارسي (نوروز) واصبح الاحتفال بهذا العيد امرا شائعا رسميا...
العيد في سورية
الاحتفال بالعيد في سوريا وعبر عقود طويلة اصبح له عادات وتقاليد فالناس يهنئون بعضهم بعضا ويتبادلون الهدايا ويعدون الحلويات والماكولات الخاصة بالمناسبة حيث تجتمع العائلة واحياناً مجموعة من العائلات تعبيرا عن الاخلاص الشديد للعيد حتى اصبح عيدا شعبيا سوريا يشارك فيه الجميع نظرا لطابعه الانساني والمعنوي الذي يحتل مكانة خاصة في النفوس...
عيد الربيع التركي
والمجتمعات التركية في وسط اسيا ما زالت تحتفل بعيد الربيع المصادف 21اذار الى يومنا هذا.. مثل الازريين ، الكزاك ، كرجز ، التركمان ، لوزبك ، التتار اضافة الى المجتمعات التركية في البلقان ، ويذكر ان الحكومات التركية كانت تمنع نهائيا الاحتقال بيوم النيروز قبل 6 سنوات خاصة ان الاكراد في مناطق الشرق هم الذين يهتمون بهذا اليوم ويعتبرونه بداية لسنة جديدة والعيد القومي لهم.. وهم يحتفلون به باعتباره ذكرى انتصار (كاوه) الحداد على الملك الطاغية الضحاك وهي حكاية قد تلتقي مع حكاية الاله تموز الذي يحرر البشرية من طغيان برد الشتاء وموته ، وان احتفال الاكراد في جميع اماكن وجودهم بعيد نوروز باشعال النيران ليلة 21اذار من كل عام في ساحات المدن والقرى والغناء والرقص وتناول الطعام طوال النهار لدليل على اهمية هذا العيد عندهم...
العيد في دول اخرى
ياخذ الاحتفال بهذا اليوم شكلا اخر في بعض دول اسيا ففي افغانستان وفيما قررت الحكومة احياء الاحتفال بهذا العيد الذي كانت تمنعه طالبان فان الاف الافغان يحتشدون منذ الفجر في الواحد والعشرين من اذار في الساحة الرئيسية لاكبر المساجد في مدينة مزار شريف التي تعد مركز الاحتفال بهذا العيد ، كما يتوافد مئات الاشخاص من مناطق اخرى من البلاد للمشاركة في هذه الاحتفالات.. ويستمر احتفال الافغان بالعيد لمدة سبعة ايام حيث يعتقد البعض منهم انها ايام يشفى فيها المرء كما كانت تعلن العطلة الرسمية بهذا العيد لمدة ثلاثة ايام في عهد ملوك الافغان..
العيد في اقليم كردستان
يعد عيد نوروز لدى الشعب الكوردي عيدا قوميا قديما وله موروث شعبي كبير في نفوس المواطنين في الاقليم لتجسيد اسطورة انتصار البطل القومي كاوا الحداد الذي انتصر على الملك الطاغية وحقق النصر لقوميته وتجرى عادة الاحتفالات في ذكرى هذا النصر باضرام النيران على قمم الجبال الشامخة ابتهاجا بذلك النصر كما يخرج المواطنون الى سفوح الجبال لاقامة الولائم ابتهاجا بالعيد ويتحلق الشباب برقصات جميلة على انغام الاغاني التراثية الكوردية وترتدي المراة الكوردية الملابس الجديدة الزاهية الالوان لتشكل مع خضرة الربيع وزهوره لوحة جميلة من لوحات العيد البهيج.. وفي مناطق العراق الاخرى في الوسط والجنوب من العراق تجري الاحتفالات الكبيرة بعيد الربيع الذي يسمى ايضا بعيد الشجرة حيث يتم زرع الاشجار في الحدائق العامة وفي المنازل ايضا وتقام الولائم وتعد الملابس الجيدة للاحتفال برأس السنة الجديدة حسب المعتقدات في بعض مناطق العراق ... وجاء في كتاب (البحار) لمحمد باقر المجلسي ان يوم النيروز هو اليوم الذي اخذ الله فيه مواثيق العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وان يؤمنوا برسله وحججه.. وانه اول يوم طلعت فيه الشمس وهبت به الرياح وخلقت فيه زهرة الارض وهو اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح (ع) على جبل الجودي وهو اليوم الذي نزل فيه جبرائيل على النبي (ص) وهو اليوم الذي يتوقع فيه الفرج من الضيق والهم والكربه عند المسلمين..
للكاتبة /سها الشيخلي
مع خالص الودو الاحترام
بغداديه