المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نظرة في واقعة الطف( في حلقات)


عبود مزهر الكرخي
21-01-2009, 01:05 PM
نظرة في واقعة الطف (الحلقة الأولى)
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على أشرف خلق الله سيدنا أبا الزهراء وعلى عترته المصطفين الأخيار
من المعلوم أن المناجزة التي حدثت بين الحسين(ع) وبين يزيد هي ليست جاءت بسبب طلب الحكم أو الخروج عن طاعة الخليفة كما يصورها كثير من الكتاب ويصورون أن يزيد هو أمير المؤمنين وأنه قمع تمرد قام به الحسين(ع) لتثبيت أركان (الدولة الإسلامية) وتثبيت الإسلام ضد المنشقين وهذا هو ما يصورونه لعامة الناس البسطاء الذين يتبعون أئمة ووعاظ السلاطين منذ عهد الأمويين لحد الآن لذلك سوف أستعرض في مقالتي بعض الجوانب المهمة والخلفية الأساسية لثورة الحسين(ع).
نظرة في عداء بني أمية لبني هاشم :
من المعلوم أن هذا العداء لم يكن وليد هذه الثورة الحسينية العظيمة بل كان مستقراً منذ القديم فمن المعلوم أن عبد مناف كان له ولدان هو أمية وهاشم وفي هذا الوقت أستلم هاشم السيادة الدينية لقريش وكان مهاباً وسيد قريش بحكم نسبه الشريف بنبينا إبراهيم(ع) وسمي هاشم لأنه كان يقوم بتهشيم الخبز للحجيج لكرمه ومرؤته ونخوته وفروسيته أما أميه فقد فضل التجارة والأموال والنفعية الضيقة وكانوا يلجأون دوماً إلى التدليس والتطفيف والغش في الميزان وكانوا معروفين بطريقتهم في التدليس والغش عند العرب جميعاً بهدف النفعية الضيقة ومصلحة الدنيا وكان يرتجون السلطة الدنيوية عكس بني هاشم الذين كانوا يرجون السلطة والإمامة الدينية والتجأ منذ ذلك الوقت إلى الشام للاشتغال في التجارة وكونوا لهم قواعد في الشام ولاعجب أن أقاموا دولتهم في بلاد الشام لمعرفتهم بها ويعرفون كيف يستميلون بني أهل الشام فنأتي إلى أمية فهو قد وصفه دغفلة النساب عندما كان عند معاوية وقال له صف لنا عبد المطلب فقال(( كان عبد المطلب ابيض،حسن الوجه، مديد القمة في جبينه نور النبوة وعز الملك، يطيف به عشرة من بنيه كأنهم أسد غاب)).قال معاوية فصف أمية((رأيته شيخاً قصيراً،نحيف الجسم ضريراً، يقوده عبده ذكوان))،فقال معاوية((مه !..ذاك أبنه ذكوان)).فقال ذكوان((ذلك شيء قلتموه وأحدثتموه..وأما الذي عرفت فهو أخبرتك به)). ومن المعلوم أن ذكوان هذا كان عبد لأمية ثم ألحقه به أي أصبح ولده ومن المهازل أنه زوجه أمرانه وهذا دأب بني أمية في إلحاق مجهولي النسب وأولاد الحرام بهم وارتكاب المحارم بتزويج أزواجهم إلى أولادهم أو أخواتهم كما يحدث في الجاهلية آنذاك بينما كان بنو هاشم لا يحللون هذه الأمور كما أنهم كان لا يقبلون بالسير من قبل الحجيج عرايا كما كانت في عادة الجاهلية فهم أهل بيت نبوة ولا يسمحون بهذه الأمور ويمر الزمن ويأتي الطيف وفي المنام أن يأمر عبد المطلب بحفر بئر زمزم الذي طمر ويستخرجه ويعثر على كنوز قبيلة جرهم من ذهب وفضة ونفائس ولكن يأبى أن يحتفظ بها لنفسه وهو هذا حقه ولكن يقوم بتوزيعه على القبائل الموجودة في قريش ويأخذ حصته مثلهم فهل يوجد مثل هكذا مرؤة وشهامة وكرم لأحد من قريش كلها في ذلك الوقت وأنهم بحق أصحاب السيادة الدينية والزعامة على قريش والعرب مع العلم أن حرب قد نصحه بأخذها كلها ولكن آبت نفسه الأبية أن ينزل ويصبح مثل بني أمية أصحاب النفعية والمصالح الشخصية وفي ذلك الوقت عيره حرب بقلة الولد حيث كان له الحارث فقط للكره الشديد الذي يكنه حرب لعبد المطلب وبنو هاشم فقرر أن يصبح له عشرة أولاد وأنه نذر أنه سيذبح واحد عند حصوله على العشرة وقد أوفى بنذره عندما أراد أن يذبح أبنه عبد الله والد النبي(ص) فهو أشبه بنبينا إسماعيل(ع) فهم أهل بيت نبوة ولكن أقنعوه برمي القداح وفداه بمائة من الإبل ووزعها لوجه الله تعالى وهذا يعني أن عبد الله والد النبي قد أفتدي بما هو أكثر من جده إسماعيل (ع) لأنه والد حبيب الله وصفيه من خلقه. وهناك حادثة أخرى لما تنافر عبد المطلب وحرب بن أمية إلى نفيل بن عدي،قضى لعبد المطلب وقال لحرب:
أبوك معاهر وأبوه عف وذاد الفيل عن البلد الحرام
يشير إلى فيل أبرهة الذي أغار على مكة ودافع عنها عبد المطلب وقال أن للبيت رباً يحميه وقال عن أمية أنه((معاهر)) لأنه كان يتعرض للنساء،وقد ضرب بالسيف مرة لأنه تعرض لأمراة من بني زهرة ومن هذا نستنج المكانة التي كان يتمتع بها بني هاشم وأجداد النبي(ص) والحسين (ع).
ونستمر الزمان فنلاحظ العداء الذي كان يكنه أبو سفيان وزوجته هند آكلة للرسول وللإسلام فهو كان منذ ظهور الإسلام كان العدو رقم واحد للنبي(ص) وساهم بكل ما يملك في حروب الكفار ضد المسلمين ولم يدخر جهداً هو وأولاده وعشيرته في تأليب القبائل والعرب على النبي(ص) وحتى أبو جهل الذي هو عم النبي(ص) فأن زوجته أم جميل بنت حرب وهي أخت أبو سفيان والتي كانت السبب في عداء عمه له وكانت عملت ما عملت في إيذاء الرسول(ص) ووصفها القرآن الكريم(حمالة الحطب) وزوجته هند التي أكلت كبد الحمزة(رض) عم النبي من كثر الحقد والكره لآل البيت وهي جدة يزيد الذين يقولون خليفة المسلمين وأمير المؤمنين فأي مهزلة يصوغها التاريخ أم أي تزوير وتحريف في تاريخنا من فبل المؤرخين بل أعتبرهم المأجورين الذين في طمس الحقائق ولبس الحق بالباطل. ونلاحظ أن بنو هاشم كانوا سراعين في نصرة الحق ونجدة المظلوم ولم يكن بنو أمية كذلك فتخلفوا عن حلف الفضول الذي نهض به بنو هاشم وحلفاؤهم وهو الحلف الذي أتفق فيه نخبة من رؤساء قريش ((ليكونن مع المظلوم حتى يأخذوا له حقه وليأخذن أنفسهم بالتآسي في المعاش والتساهم في المال وليمنعن القوي من ظلم الضعيف والقاطن من عنف الغريب)) واتفقوا على هذا الحلف لأن العاص بن وائل اشترى بضاعة من رجل زبيدي ولواه بثمنه فنصروا الرجل الغريب على القرشي وأعطوه حقه. وحتى نبينا قد شارك في حرب الفضول وكان يساعد أعمامة وبنو هاشم في تهيئة الرماح والسهام لنصرة المظلوم. فهل هذه السمات والمزايا التي كان يتصف بها بنو هاشم تقترب من أخلاق وطبائع بنو أمية الذي لم يعرف التاريخ ولم يسجل أي ميزة لهم بما فيها مرؤة وشهامة
وفتحت مكة وأنتصر الإسلام بقيادة الرسول (ص) وجاء فتح مكة ووقف أبو سفيان إلى جيش المسلمين في عشرة الاف فارس ويقول للعباس بن عبد المطلب ((والله يا أبا الفضل لقد أصبح مُلك أبن أخيك اليوم عظيماً))فقال له العباس ((أنها النبوة))فقال ((نعم أذن)) في نظرة حاقدة من أبو سفيان على النبي وأهل بيته وأسلم هو وأبنه معاوية بعد الفتح وسمي الطلقاء وكان أسلامه أعسر إسلام عرف في التاريخ فكانت زوجته هند آكلة الأكباد تصيح في القوم بعد أسلامه ((أقتلوا الخبيث الدنس الذي لا خير فيه..قبح من طليعة قوم..هلا قاتلتم ودفعتم عن أنفسكم وبلادكم)) وظل أبو سفيان إلى مابعد أسلامه زمناً يحسب غلبة الإسلام غلبة عليه لأن أيمانه ناقص وهو آمن وكان بحد السيف وحقده على الرسول (ص)وآل بيته بقى مكنون في صدره فمرة هو كان في المسجد وهو ينظر نظرة الحائر المتعجب وهو يقول لنفسه((ليت شعري بأي شيء غلبني!))وعرف فوراً رسول الله(ص) هذه النظرة وأقبل عليه حتى ضرب يده على كتفيه وقال له ((با الله غلبتك يا أبو سفيان!)) ل((ما أراهم يقفون دون البحر)) وحتى في حروب الشام كان يهتف كلما تقدم الروم((إيه بني الأصفر))فإذا ترجعوا فقال ((ويل لبني الأصفر))،وفي غزوة حنين كان يشهد هزيمة المسلمين فيقول وفي بدايتها حيث أنهزم المسلمون فيقول((ما أراهم يقفون دون البحر!))فأنظر كيف كان إسلامهم الناقص ظل وعدائهم للنبي محمد(ص) ولآل بيته ويريدون أي فرصة للفتك بالنبي وبآل بيته الذين يعتبرون أن الدين الإسلامي دين ملك في تصورهم وليس عقيدة من السماء ومن الله سبحانه وتعالى ولم يغطي إسلامهم المزعوم رواسبهم الجاهلية وما يكنونه من حقد على الإسلام والمسلمين،وظل المسلمون يتوجوسون منه الخوف فلا ينظرون إليه ولا يقعدون معه وحتى أن أبو سفيان كرر نفس فعلة جده أمية في الحاق أبناء الحرام بهم حيث أن في أحدى المرات كان سكراناً وفي الحرم المكي قد واقع بغي من ذوي الرايات الحمر وهم معروفون بالدعارة في ذلك الوقت وأسمها (سمية) ثم أنجبت ولد وجاءت إلى أبو سفيان وقالت هذا ولدك وبالفعل نسبه إليه وهو زياد أبن أبيه وكان معاوية وحتى يزيد يسمونه زياد أبن أبيه لجهولية نسبه ولكن لفصاحته وفهمه ودهاؤه تم إلحاقه ببني أمية ولكن بقى فرع مجهول الهوية ولا يحصل من المناصب والمزايا إلا من فتات وبقايا مناصبهم ثم قبض النبي(ص) وتعرفون ما حدث في سقيفة بني ساعدة وما فيها من سلب لحق الولاية لأمير المؤمنين(ع) فأشرأب أبو سفيان إلى هذه الفتنة،وخيل إليه مصيب بها ليجد منها ثغرة ويصعد إلى سيادة قريش ثم السيادة على الأمة الإسلامية بأسرها ،فدخل على عليّ(ع) والعباس يثيرهما ويعرض عليهما المعونة بما في وسعه من خيل ورجال فنادى بهما((يا علي!وأنت يا عباس! ما بال هذا الأمر في أذل قبيلة من قريش وأقلها؟ والله لو شئت لأملنها عليه ــ يقصد أبو بكر ــ خيلاً ورجلاً وآخذنها من أقطارها)).وهو بالتأكيد لم يغضب لأن الخلافة فاتت بني هاشم ولكن كان يريد من هذه الفتنة أن تستقر إليهم بعد تأجيج هذه الفتنة وزعامة بني أمية الملعونين أبد الدهر، وعرف أمامنا علي(ع) مقصده وقال له(( لا والله لا أريد أن تملأها خيلاً ورجلاً،ولولا أننا رأينا أبا بكر لذلك أهلاً ما خليناه وإياه))ثم أنبه قائلاً(( يا أبا سفيان!إن المؤمنين قوم نصحة بعضهم لبعض،وأن المنافقين قوم غششة بعضهم لبعض .. متخاونون وإن قربت ديارهم وأبدانهم))وبني أمية معروفون بنفاقهم والخيانة والغش متأصلة في دمائهم ومشت الخلافة إلى أبو بكر ثم إلى عمر ثم آلت إلى عثمان بن عفان والذي هو من بني أمية والذين تلاقفوها بني أمية كتلا قف الصبية للكرة كما يقول مروان أبن الحكم الذي أصبح هو الوزير الأول لعثمان وأصبحت الدولة الإسلامية دولة بني أمية وأصبح أغلب الولاة والعاملين من بني أمية وعلى رأسهم معاوية الذي تولى الشام بحكم معرفتهم بها والتجارة الرابحة بها وبدأ في تجميع الأموال وتكنزيها للانتفاع من الإسلام والدولة ولكي أسوق مثال على ذلك أن أمراة جاءت إلى رسول الله(ص) تستشيره في الزواج بمعاوية فقال لها ((أنه صعلوك..)) وقتل عثمان وتصدى كل بني أمية لهذا الموضوع لا حباً به ولكن لأسترجاع زعامتهم التي فقدت بتولى أمير المؤمنين (ع)الخلافة و وأنه كان أحق بها منذ وفاة الرسول (ص) والذي يقول روحي له الفداء أنه((مكان القطب من الرحى)) بالنسبة للخلافة وأنه توليه للخلافة حرمانهم من المزايا التي وهبها لهم عثمان وبدأ عداء معاوية لأمير المؤمنين ويطالب بقميص عثمان وبدأ يجمع حوله الموالين له وما أكثرهم من عبيد المال وأهل الدنيا بالأموال المنافقين ومشركين الأمس والترغيب ومن حتى الذين يسمون أنفسهم صحابة رسول الله وتعرفون ما انتهت إليه الأمور من شق وحدة الإسلام وحرب صفين التي حارب بها أمير المؤمنين(ع) معاوية رأس الشرك والضلال وما انتهت من مهزلة رفع المصاحف والتي قام الدهاة معاوية وعمر بن العاص والذي قال أمامنا أبا الحسن (ع)عن معاوية((والله أن معاوية ليس بأدهى مني ولكن يغش ويفجر.. ونحن أهل بيت نكره الغش )) فما بالك الذي بعد واستشهاد أمير المؤمنين أخذ يأمر الوعاظ الشيوخ بسب علي في المنابر ولمدة ستين سنة فلاحظوا الحقد المتأصل لدى بني أمية تجاه آل بيت رسول الله(ص)والخيانة وآلت الخلافة إلى معاوية بعد أن لعب ما لعب في الملك والغش الذي مارسه وتنحية الحسن(ع) منه والذي كان أشبه أخلاقاً برسول الله(ص) والذي آثر وحفاظاً على وحدة المسلمين وبعد أن خذله أهل الكوفة أن يترك الحكم والذهاب إلى المدينة بعد أن أخذ منه موثق بعدم أن تكون الخلافة وراثية من بعده ولكن معروف عن معاوية الغدر والخيانة فقد تنصل عن هذا الموثق وحرض زوجة الحسن وهي جعدة بنت الأشعث على سم الحسن(ع) واعداً لها بزواجها من أبنه يزيد وبالفعل تمت العملية ولم يفي بوعده لمعرفته بغدر هذه المراة التي لا يأمن عليها في زواجه من أبنه يزيد (لعنه الله).وحتى في دفنه حرض مروان أبن العاص عائشة وأركبها بغلته لتحريض أهل المدينة على عدم دفن الحسن(ع) بجانب جده مع العلم أنه يجوز دفن أبو بكر وعمر بجانب الرسول(ص) فأي رزايا وظلم أرتكب بحق آل رسول الله(ص) ووصل الأمر إلى السيوف لإصرار على دفن سبط رسول بجنبه وكان في مقدمتهم روحي له الفداء الحسين(ع) ولكن وصية أمامنا الحسن(ع) بعدم سفك أي قطرة دمه بعد موته آثر سيدي ومولاي أبا عبد الله(ع) بدفنه في البقيع وهذا يدل على عظمة سيد الشهداء في أخلاصه ووفائه لآخوه وفي تعامله مع الكل.
وبدأ معاوية في أعداد العدة في كيفية تولي يزيد الحكم بعد أبيه والتي سنتطرق أليها في حلقات مقبلة عسى أن يوفقنا الله سبحانه وتعالى في ذلك.
والخلاصة أن مسألة لعن بني أمية وآل مروان وآل زياد فهذه مسألة مشروعة لأنهم منذ القدبم حاربوا بني هاشم والنبي وآل بيته وهم أهم جزء في شق وحدة الإسلام وتفريقه بالشكل الذي نلاحظه الآن فحري بالكتاب والمفكرين الذين يحسبون أنفسهم على الإسلام أن لا يقولوا أنه لا يجوز لعنهم لأنهم مسلمين وما إلى ذلك من الخزعبلات والبدع التي لا يعقلها أو يصدقها أي عاقل والتي ما أنزل لها الله ورسوله بها من سلطان وأنا أردت من مقالتي هذه أن أثبت أن مقتل الحسين (ع) واستشهاده كان نتيجة أحقاد كانت متوارثة من قبل وكذلك أطماع واستئثار بني أمية (لعنهم الله )في الملك والزعامة ومعروفة القصيدة التي قالها يزيد(لعنه الله أبد الآبدين) عن مجيئهم برأس سيد الشهداء أبا عبد الله الحسين(ع) إلى الطاغية وقوله القصيدة من شعره المعروفة والتي أسوق بيتين منها لكي أنهي مقالتي التي يقول فيها:
ليت أشياخي ببدر قد أهلوا لأهلوا وأستهلوا وقالوا يا يزيد لاتشل
لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل
فللنظر إلى مدى كفر وشرك وحقد هذا الذين يزعمون أنه خليفة المسلمين وأمير المؤمنين وهو قد ذكر بثاراته القديمة في بدر وقتل أمير المؤمنين أجداده الكفار وبعدم اعترافه بالإسلام ولنكتفي بهذه المقالة ولنتصدى في حلقات مقبلة عن كيفية تولي يزيد ومسير الحسين(ع) إلى كربلاء.
والسلام عليك ياسيدي ومولاي أبا عبدالله يوم ولدت ويوم أسماك جدك حسيناً ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والصلاة على سيد المرسلين وخاتم الأنبياء سيدنا أبو القاسم محمد وعلى آل بيته الميامين الطاهرين.

المصادر :
1 – أبو الشهداء الحسين بن علي.الكاتب المصري عباس محمود العقاد.نهضة مصر للطباعة والنشر
2 – أعلام الهداية : سيد الشهداء الأمام الحسين بن علي (عليه السلام).المجمع العلمي لأهل البيت.قم المقدسة.
3 – خطب من المنبر الحسيني وصفحات من الأنترنيت.

عبد محمد
21-01-2009, 01:08 PM
أحسنت اخ عبود الكرخي على هذا التقديم

أثابك الله

جوهرة العطاء
21-01-2009, 07:02 PM
بوس حذائي افكر ادخل موقع سلفي هابط

اوووووووت

عبد محمد
21-01-2009, 07:14 PM
هل تعلم أن الحسين بن علي رضي الله عنهما بعد أن خذله شيعة الكوفة وكذبوا عليه رفع يده ودعا عليهم قائلا :
( اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقا , واجعلهم طرائق قددا , ولا ترضي الولاة عنهم أبدا , فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدو علينا فقتلونا ) .
راجع كتاب ( الإرشاد للشيخ ) المفيد 2 / 110- 111 .
يمنع وضع روابط المواقع الناصبة
ياويلكم ياشيعة من دعاء الحسين عليكم
شيعة الإمام الحسين هم من قاتلوا معه واستشهدوا يا جاهل

أما من دعا عليهم فهم شيعة بني سفيان

عليه وعليهم لعائن الله

صدى الجروح
21-01-2009, 07:49 PM
جزاكـ الله خيرا
يسلمــو خيو
عـ الطرح
تقبل مروري

عبود مزهر الكرخي
22-01-2009, 12:34 PM
وهل تعلم أيها الكاتب جوهرة العطاء أن في نفس الكتاب الذي ذكرت مصدره أن جند عمر بن سعد وأبن مرجانه عندما هجموا على معسكر الحسين(ع) وفيه عقائل رسول الله(ص) وحرقوا خيمهم وسبوهم ونهبوهم وروعوا الأطفال والنساء قال لهم سيدي ومولاي أبا عبدالله(ع) ياشيعة أبوسفيان ولم يقل شيعة الحسين فيا مثقف وتدعي الثقافة أقرأ الكتب جيداً وكيف مثلوا بالحسين واقرأ حلقاتي كلها لتعرف الحقد والظلم الذي يكنه بنو أمية لآل رسول الله ولا تستعجل بطرح الأراء التي تكون متعجلة وأن مصادري في آخر البحث لكتاب مصريين وتعمدت ذلك لكي أقول أن من مذهبكم هم من يعرفون حقيقة الحسين وحقيقة مذهبنا وأقرا أليس الكاتب مصري ومن خيرة كتباهم ولديه حتى كتاب في عبقرية الأمام علي(ع) وهذا داب من هم يبغضون مذهبنا واعلم أن رسول الله (ص) قال وأبحث في كل صحاحكم ومسند أحمد قال له((يا علي أن شيعتك الفائزون والعابرون يوم القيمة وتحت لواء الحمد ))الذي يرفعه صاحب حوض رسول الله أمير المؤمنين وقسيم الجنة والنار علي بن أبي طالب فلاتخسرينك ودنياك وآخرتك يا أخي وأقرأ وتمعن في البحث لتجد من هو الصح ومن هو الخطأ ومن مصادركم.

عبد محمد
22-01-2009, 01:06 PM
يثبت حتى إكمال الموضوع مع التحية

أرجوان
22-01-2009, 02:06 PM
أحسنت موضوع جميل.

تحيتي..

نهر الولاء
22-01-2009, 03:24 PM
اشكرك (عبود مزهر الكرخي ) على الاهتمام بواقعه الطف
فقليل ما نبذله اتجاهها فهي عظيمه
http://up1.m5zn.com/photo/2009/1/21/08/0hbt2fwm2.gif/gif[/URL ([URL]http://up1.m5zn.com)]
وانشاء الله في ميزان حسناتك
الله يقوي اقلامنا واصواتنا لنصرة شيعة علي بن ابي طالب
عليه مني سلام الله وصلاته
تقبلو ا تحياتي

عبود مزهر الكرخي
24-01-2009, 01:01 PM
نظرة في واقعة الطف ((الحلقة الثانية))


بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة على نبينا الأكرم ورسولنا الأعظم أبا الزهراء وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين



نستكمل نظرتنا العميقة في واقعة الطف وبعد أن استقرانا جذور العداء بين بني هاشم وبين بني أمية سوف نستعرض مكانة سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين(ع) ومكانة يزيد(لعنه الله)


مكانة الحسين(ع) :


من المعلوم ان مكانة روحي له الفداء لا تدانيها أي مكانة في البشرية كلها بعد جده وأبيه وأمه فنسبه الشريف الذي هو سبط رسول الله(ص) وأبوه علي أبن أب طالب وصي رسول الله وسيد العرب كما قال (ص) : ((يا علي أنا سيد ولد آدم وأنت سيد العرب)) وأمه فاطمة الزهراء(ع)سيدة نساء العالمين وبضعة رسول الله وأخوه الحسن المجتبى(ع) سبط رسول الله(ص) وذريته هم الأئمة المعصومين حجج الله في أرضه(عليهم السلام) فنسب عظيم وشريف يمتد إلى نبي الله إبراهيم(ع) فهذه المنزلة التي بوأها الله له لا يستطيع أن يصل أحد من العالمين وعندما ولد روحي له الفداء كان جبرائيل والملائكة تهز مهده وحتى ذكر في كتاب مكارم الأخلاق أنه كان ملك وكان أسمه (قطرس)قد عاقبه الله وقص جناحية ونفاه إلى جزيرة نائية في المحيط ولاحظ في لحظة ولادة الحسين(ع) جلبة وحركة في السماء فسئل جبرائيل عن سبب هذه الجلبة فقال له أن سيولد لفاطمة الزهراء(ع) مولود عظيم عند ذلك طلب من الله أن يكون جنبه ويهز مهده فقبل الله ذلك وحضر إلى الطفل وهز مهده وتنعم ببركته فأوحى الله إلى جبرائيل أن يمسح ظهره بهذا المهد فمسح الملك قطرس ظهره ورجع جناحيه اليه وسامحه الله ببركة هذا المولود فأي منزله عظيمة خصه الله بها.وعند ولادته كان نبينا محمد(ص) ينتظر ولادته من وراء الباب في بيت فاطمة وعندما ولدت نادى يا صفية أحضري لي ولدي فقالت له أنتظر فلنغسله كيف تغسلينه وقد طهرته الملائكة في السماء وأخذه في حضنه ودخل على فاطمة(ع) وهنأها وعزاها في نفس الوقت وبكى وسألته فاطمة لماذا لأنه أخبرني أنه سوف يذبح من قبل أمتي من الوريد إلى الوريد وهو قد ولد وهو أبن ستة أشهر وعاش هذا المولود الشريف ومثل نبي الله المسيح(ع)فهو اعتبر في منزلة الأنبياء وقد مرضت سيدتنا فاطمة الزهراء(ع) بعد ولادته وجف لبنها فكان نبينا(ص) يجعل أصبعه في فمه ويغذيه وقد شاء الله إن يغذيه بهذا الغذاء الكامل وأصبح لحمه من لحم النبي محمد(ص) وكان عندما يمر على بيت الأمام علي ويسمع بكاءهما يذهب إلى فاطمة يقول أسكتيهما لأن بكاؤهما يؤذيني وكان مرة نبينا الأكرم يخطب في المسلمين وشاهد مجيء الحسن والحسين(ع) يتعثران فنزل من منبره وحملهما إلى صدره وصعد إلى المنبر وقال أني شاهدتهما يتعثران فآلمني ذلك فنزلت من المنبر وكان كثيراً ما يصعد الحسين(ع) على ظهره الشريف ويقول (ص) ((نعم الجمل ونعم الجمال)) ومرة جاء إلى المسجد ومعه الحسين(ع) وصلى وهو يحمله وعندما سجد أطال في السجود وبعدها استوى وأكمل صلاته وبعد الصلاة سأله الصحابة عن سبب أطالة السجود وظنوا أنه هلك فقال لا ولكن أبني قد أرتحلني و وخفت أن أزعجه فأطلت سجودي فأي مكانة سبط رسول الله(ص) وسيد شباب أهل الجنة والذي كان رسول الله يلثم فمه وخده بالقبلات بحيث عندما أدخلوا رأس الحسين(ع) الشريف وكان اللعين أبن اللعين يزيد يحرك رأسه الشريف بمخصرته قال له أنس أبن مالك مولى رسول الله(ص) أترك هذا الوجه فقد كان رسول الله (ص) دائماً يقبل هذه الشفة وهذا الوجه الشريف فمكانة أمامنا عالية وشريفة وسامية وكان من صفاته الشجاعة فهو أبن أمير المؤمنين(ع) داحي باب خيبر وقاتل الأبطال من الكافرين وكان أشبه الطباع بأبوة بينما كان الحسن(ع) أشبه بالرسول(ص) من ناحية المسالمة والإصلاح والمسامحة وقد شارك وقاتل أبا عبد الله في معارك صفين وطبرستان والقسطنينة فهو بطل من الأبطال ويوصف بالشجاعة ومعروف عنه بالجود والسخاء والكرم وأورد حادثة عنه للتوضيح فقط لأننا لا نستطيع الإحاطة بهذا الأمام الجليل وهو أنه جاء إليه سائل يطلب مال ودق بابه فأعطاه المال ومد يده من وراء الباب وأعطاه فسأله صحابته عن ذلك فقال كرهت أن أرى على وجهه ذلة السؤال فهذا يدل على كرمه وجوده وحيائه في أعطاء المحتاجين وعندما عزم التوجه إلى كربلاء ضجت نساء بني عبد المطلب بالعويل والبكاء لمجيء طائف إليهم بنعي الحسين(ع) وسمعت عمته أم هاني بالخبر فهرولت وجاءت مسرعة إليه وهي كبيرة بالسن فرآها روحي له الفداء فقال لها: ((أي عمة تأتين وأنت ما بك من الحال)) فقالت ك كيف لا آتي وقد رحل عنا كافل الأرامل ،فلاحظوا أنه كان كفيل الأيتام والأرامل والمعوزين فكيف وهو ذاهب عنهم وإلى منيته وأي أخلاق تربى عليها روحي له الفداء كما كان يمتاز بالوفاء والإخلاص حيث نلاحظ أنه التزم بأمر أخيه الحسن(ع) عندما عقد مع معاوية الصلح في أصلاح ذات البين وأمتثل لأمره مع أنه كان لا يقبل بهذا الطاغية أمرته على المسلمين وكذلك وصية أخوه في دفنه وعدم إراقة أي دماء من أجله ولكن بعد وفاته أخذ على نفسه عدم الانصياع لائمة الكفر والطغيان بني أمية ولذلك رفض مبايعة والقبول بمبايعة الطاغية يزيد شارب الخمر والكافر سليل أهل الكفرة والطاغوت وحتى نلاحظ أن حاشية معاوية اللعين قالوا لماذا لا تعيب على الحسين وتنتقص منه وهو ينتقص منك فقال اللعين(( والله لا أجد فيه أي نقيصة أو عيب حتى أعيبه)) فانظروا أي مكانة وأي منزلة سما بها أمامنا الخالد(ع) بحيث أعداؤه لا يقدرون أن يجدون فيه أي مثلبة أو عيب وكان شديد الفصاحة محدث له من العلم ما علمه به جده وأبوه غزير العلم والأدب فهو أمام معصوم وسبط الرسول وأبوه أمير المؤمنين وأسوق هذه الحادثة فقد جاء أعرابي وقال : لقد جئت لأطارح الكلام فأشار من في المسجد وأومئوا وقالوا :عليك بهذا الشاب وأشاروا إلى الحسين(ع) فسلم عليه وسأله عن حاجته قال الأعرابي(أني جئت من الهرقل والجعلل والأيتم والهمهم)فتبسم الحسين وقال روحي له الفداء ((يا أعرابي لقد تكلمت بكلام ما يعقله إلا العالمون))فأجابه الأعرابي قائلاً يريد الأغرب : وأقول أكثر من هذا فهل أنت مجيبي على قدر كلامي؟ ففسر له قوله أن الهرقل هو ملك الروم والجعلل هو قصار النخل والأيتم وهو بعض النبات والهمهم وهو القليب الغزير الماء وفي كلماته أوصاف البلاد التي جاء منها وإشارة منها.فقال الأعرابي : ما رأيت كاليوم أحسن من هذا الغلام كلاماً وأذرب لساناً ولا أفصح منه منطقاً،وكان مهاباً حتى معاوية عرفه وقال عنه لرجل ذاهب إلى المدينة(إذا دخلت مسجد رسول الله فرأيت حلقة فيها قوم كأن على رؤوسهم الطير،فتلك حلقة أبي عبد لله مؤتزراً إلى أنصاف ساقيه).


ولنسمع سيدي ومولاي أبا عبد الله في تقواه وهو يناجي ربه وبكل خشوع


((اللهم أجعلني أخشاك كأنني أراك،وأسعدني بتقواك،ولا تشقني بمعصيتك،وخذ لي في قضائك،وبارك لي في قدرك حتى لا أحب تعجيل ما أخترت،ولا تأخير ما أجلت..،الله أجعل غناي في نفسي واليقين في قلبي والأخلاص في عملي والنور في بصري والبصيرة في ديني ومتعني في جوارحي وأجعل سمعي وبصري الوارثين مني،وأنصرني على من ظلمنينوأرني فيه ثأري ومأربي واقر عيني، الله أكشف كربتي وأستر عورتي وأغفر لي خطيئتي وأخسأ شيطاني وفك رهانيواجعل لي الدرجة العليا في الآخرة والأولى))


ومن هنا نلاحظ أنه كان لا بد من عدم الاستسلام ومبايعة الطاغية يزيد لأنه كان من ناحيتين الناحية الأولى النفسية وهي أن سيدي ,مولاي أبا عبد الله (ع) ذو خلق كريم وطباع حميدة فكيف يبايع مثل يزيد والذي كانت حتى بيعته مشبوهة وفيها الكثير من التزوير والتدليس وسوف نأتي لاحقاً على ذكرها ،والناحية الثانية كيف يبايع هذا الملعون وهو شارب الخمور الفاسق ضارب الدفوف وقد أخذ الإسلام ينحون بنو أمية به إلى الجاهلية وأصبحت ليست خلافة ولكن دين ملوك يسيرون حسب ما تتفق به أهوائهم ومصالحهم الدنيوية وأنحرف الإسلام بفضلهم أيما انحراف لذلك وخرج وكان غايته طلب الإصلاح في أمة جده وليس كمغامر أو كطالب حكم أو خارج عن الدين أنشق عن خليفة المسلمين كما يصور الكتاب المأجورين والحاقدين على مذهبنا.


مكانة يزيد :


أما يزيد اللعين فلا مجال للمقارنة والتفضيل فهو في أسفل درك من الطباع والأخلاق ولكن أرددت أن أوضح مكانة من هم يدعون أنه أمير المؤمنين وخليفة المسلمين.


فيزيد هو كان محباً للهو والصيد وشرب الخمر أمه هي ميسون بنت مجدل الكلبية من بني كلب وهي التي كرهت العيش مع معاوية في دمشق وكانت تتشوق إلى عيش البادية فأرسلها معاوية مع أبنها يزيد إلى باديتها فنشا يزيد مع أمه بعيداً عن أبيه فكان أن نشأ كما يقال عندنا (ترباة أمراة )وقد إفادته عيشه في البادية الفصاحة وركوب الخيل وحب الصيد ورياضة الحيوانات وخصوصاً الكلاب وهذه الصفات تكون مدعاة للغرق في اللهو واللعب ولا تبني في همم الرجال وهذه في العرب تعتبر نقيصة وكان مغرماً بمعاشرة الشعراء ومجالس الشرب وولعه بالصيد يحجبه عن الاهتمام بأمور السياسة وكان من مهازله أن له قرد يدعوه(أبا قيس) ويلبسه الحرير ويطرز لباسه من الذهب والفضة ويحضره مجالس الشرب ويركبه على الجياد ويقول الشعر في مدحه، ويقول وقد يكون عبد الله بن حنظلة مصيباً في ذمه عندما يقول((والله ما خرجنا مع يزيد حتى خفنا أن ترمي بالحجارة من السماء.إن رجلاً ينكح الأمهات والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة،والله لو لم يكن معي أحد من الناس لأبليت الله فيه بلاء حسناً)).وتجمع الروايات عن إدمانه الخمر وشغفه للملذات وتوانيه عن العظام وقد مات بذات الجنب وهو لم يتجاوز عمره السابعة والثلاثين ولعل أنه مات بتشمع الكبد المعروف طبياً للذين يدمنون على شرب الخمر وهو من المعروف شديد البنيان وضخم الجثة فأن الله أهلكه بهذا المرض في شرب الخمر ومعاقرته، والمعروف تخاذله وجبنه عن المهام العظيمة فلما سير أبوه جيش إلى القسطنينة لغزو الروم للدفاع عن دولتهم الأموية لمحاذتهم لهم تثاقل وتمارض حتى رحل الجيش وقال في ذلك شعراًً للدلالة على جبنه وهو :


ما إن أبالي بما لاقت جموعهم بالفرقدونة من حمى وم مسوم


إذا أتكأت على الأنماط مرتفقاً بدير مران عندي أم كلثوم


وشاع بين القوم خذلانه وجبنه في الحروب والمهام الجسام فلذلك لا يجوز وبأي كاتب المقارنة بين الثرى والثريا بينما نردد مقولة روحي له الفداء ((والله لا أجد إلا الموت سعادة والحياة مع الظالمين برماً)) فأي شجاعة وأي بطولة هو يحملها أمامنا الجليل (ع).


هذا هو سيدنا أبا الأحرار ومدى الورع والتقوى التي يتسم بها وأي بلاغة وفصاحة في مناجاة ربه ونقول إن كل مفكر وكاتب يعقد المقارنة مع اللعين يزيد فهو يرتكب أثم ومعصية كبيرة وأن يزيد إلا عبارة عن كومة من المثالب والسيئات والفسوق والفجور والإناء ينضح بما فيه.


بيعة يزيد :


أن بيعة هذا اللعين كانت بيعة مشبوهة وفيها كثير من اللغط والشبهات والمؤامرات في بيعته .ومن العلوم أن المغيرة بن شعبة كان والياً على الكوفة وأحس أن معاوية يريد أن يعزله عن الأمارة فكان معاوية يولي ويستخدمهم وعندما يحس بعدم حاجتهم يعزلهم كما كان يحصل في زماننا في عهد صدام الهدام والتاريخ يعيد نفسه وبما أنهم كلهم من حاشية بني أمية من عبيد الكراسي والدنيا فأراد ذلك أن يبقى فيها فلجأ إلى الدهاء كما يفعل سيده اللعين معاوية فلما أحس بذلك جاء إلى الشام ودخل إلى يزيد وقال للعين(لا أدري ما يمنع أمير المؤمنين أن يعقد لك البيعة؟)ولم يكن يزيد يصدق أنه أهل لها أو أن المسلمون يرضون به فقال يزيد للمغيرة(أو ترى يتم ذلك؟) وأخبر معاوية بذلك فعلم أنه هذه فرصته السانحة وأنه سيبادل(أي المغيرة) رشوة آجلة برشوة عاجلة..وسئل المغيرة عن ذلك فأخبره وزخرف له القول بأحقية يزيد العابث الماجن بولاية العهد وحتى معاوية كان يتهيب من ذلك ومعرفته بابنه اللعين فقال للمغيرة وهو متخوف من الأمر (ومن لي بذلك)فقال له(أكفيك أهل الكوفة ويكفيك زياد أمر أهل البصرة،وليس بعد هذين المصرين أحد يخالفك)وأمر أن يكتم الأمر ولايظهره إلى الملأ من بني أمية والناس لمعرفته ودهاءه في تسيير الأمور وأستشار زياد أبن أبيه وأوصاه بالكتمان وعدم نشر الخبر ولم يمنعه زياد لمخافة أن يغضب عليه معاوية ويحرمة من المصالح والمزايا التي يعيش بها وحتى أهل بيته كانوا ممتعضين من بيعة يزيد وأرادت زوجته الأخرى فاختة أرادت البيعة لأبنها عبد الله وقالت له(ما أشار به عليك المغيرة؟..أراد أن يجعل لك عدواً من نفسك يتمنى هلاكك كل يوم)واشتدت نقمة مروان على يزيد لأنه كان يرى أنه أحق بالملك وعندما طلب أخذ البيعة من أهل المدينة كتب إلى معاوية(أن قومك قد أبوا إجابتك إلى بيعتك) فعزله معاوية وولى المدينة إلى سعيد بن العاص وحاول أقناع عبد الله أبن الزبير وعبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر والحسين(ع) ولكن لم تنفع معهم كل حيلة وتهديد فكتب معاوية إلى سعيد(فهمت ما ذكرت من أبطاء الناس وقد كتبت إلى رؤسائهم كتباً فسلمها إليهم ..وأنشد عزيمتك وتحسن نيتك وعليك بالرفق وأنظر حسيناً خاصة فلا يناله منك مكروه فأن له قرابة وحقاً عظيماً لاينكره مسلم ولا مسلمة.. وهو ليث عرين، ولست آمنك إن ساورته ألا تقوى عليه) ومن هذه المقولة لمعاوية اللعين يعرف منزلة أبي الشهداء ومقدار حب الناس له وشجاعته وصفاته الكريمة التي يشهد بها عدوه قبل صديقه ولم يستجيب له أي من الذين ذكرتهم وهدد المذكورين ماعدا الحسين الذين لم يحضر لترفعه عن الحضور في مجلس معاوية فعند ذلك قام وقام يخطب بالناس وجعل رجل سياف على كل من أبن الزبير وأبن عباس وأبن جعفر وأمر صاحب حرسه بضرب أعناقهم أن كذباه في حالة الخطبة لأخذ البيعة للملعون يزيد وقال(هؤلاء الرهط سادة المسلمين وخيارهم لا يبرم أمر دونهم ولا يقضي إلا على مشورتهم،وأنهم قد رضوا وبايعوا ليزيد فبايعوه على أسم الله فبايع الناس وهكذا كانت البيعة المشبوهة في الحجاز والتي أخذت بالترهيب والتهديد ولم يبايع يزيد أهل البصرة والكوفة وخراسان إلا عدد قليل منهم ، ولم يبايع سيدي ومولاي أبا عبدالله(ع)فهل يرضى أمامنا بمثل هذه البيعة التي لا يقرها أي مسلم ولا حتى كافر ، وحتى مروان بن الحكم ثار ضده مع أخواله الذين ساندوه وذهبوا إلى الشام ولكن على عادة معاوية جرى لهم الأموال إليهم وإلى مروان فسكتوا وحتى سعيد بن عثمان بن عفان كان غاضباً على ملك يزيد ولكن معاوية رشاه وولاه خراسان فلذلك حتى بني أمية يبغضون يزيد وولدت البيعة في أضواء التوجس والخوف والإكراه وقطع الرقاب والذبح وآل الأمر إلى يزيد بعد موت معاوية وكتب إلى عامله الوليد بن عتبة بن أبي سفيان (أن أخذ حسيناً وعبدالله بن عمر وعبد الله بن عمر بالبيعة أخذاً شديداً ليست فيه رخصة حتى يبايعوا والسلام).فبعث الوليد إلى مروان بن الحكم يستشيره وكان في قرارة نفسه يريد الخلاص من يزيد والاستحواذ على الملك فقال له(أرى أن تبعث الساعة إلى هؤلاء النفر فتدعوهم إلى البيعة.أما أبن عمر فلا أراه يرى القتال،ولكن عليك بالحسين وعبد الله بن الزبير،فأن بايعا وإلا فأضرب أعناقهما)وضرب أعناق الحسين(ع) وأبن الزبير هو الخلاص من أعظم المنافسين ليزيد..ثم الخلاص من يزيد نفسه بإثارة النفوس وأيغار الصدور عليه! وهذا دين الملوك والمؤمرات في بني أمية.وذهب رسول الوليد إلى الحسين فوجده في المسجد فعلم (ع) بما يراد منه وجمع طائفة من مواليه يحملون السلاح وقال لهم وهو يدخل إلى بيت الوليد((أن دعوتكم أو سمعتم صوتي قد علا فاقتحموا عليً بجمعكم وإلا فلا تبرحوا حتى أخرج إليكم)) فلما عرضوا عليه البيعة ليزيد قال((أما البيعة فإن مثلي لا يعطي سراً،ولا أراك تقنع بها مني سراً)) ، قال الوليد(أجل!)قال الحسين(ع)((فإذا خرجت إلى الناس فدعوتهم إلى البيعة دعوتنا معهم فكان الأمر واحداً)).ثم أنصرف ومروان غاضب لا يتكلم ..وما هو إلا أن تواري الحسين حتى صاح بالوليد(عصيتني والله!لا قدرت على مثلها أبداً حتى تكثر القتلى بينكم وبينه).فأنكر الوليد لجاجته وقال له(أتشير علي بقتل الحسين!والله إن الذي يحاسب بدم الحسين يوم القيامة لخفيف الميزان يوم القيامة) ولاحظوا أن الكل كان متهيب من سيدي ومولاي(ع) وحتى إزعاجه وتهديده فكيف إذا كان بدمه والذي سفكه يزيد لعنه الله والكل عارفون منزلة روحي له الفداء ومن يكون ومن هو جده وأبيه وأمه.


وهكذا انتهت الأمور إلى ما آلت إليه وأصبح الطريق إلى كربلاء ومسيرة منية أبو الأحرار(ع) ضرورة حتمية واستشهاده كان أمراً مقضياً لطلب الإصلاح في أمة جده كما قال في خطبته المشهورة في جند الكفرة يزيد. وفي حلقات مقبلة سوف لنا وقفات في هذا السفر الخالد من استشهاد أبو الأحرار سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين (ع) الغريب والعطشان في كربلاء.


وسوف نستعرض في حلقات مسيرة أبو الثوار وسيد الشهداء وما رافقها من أمور نود أن نوضحها لكي نعرف ماهية هذه الثورة العظيمة التي قام بها سيد الشهداء وأن نستذكر الدروس والعبر من هذا السفر الخالد الذي بعثه لنا ريحانة رسول الله(ص) لكل الأجيال وليس فقط البكاء وعدم تذكر هذه الملحمة الخالدة والمشرفة في مذهبنا مذهب أهل البيت والتي حتى الأجانب دروسها واستخلصوا العبر والدروس تلو الدروس أليس يقول غاندي قائد تحرير الهند ((تعلمت من الحسين إن أكون مظلوماً فانتصر))، فحرياً بنا أن يكون لنا سعة في صدرنا لتقبل الرأي الآخر والرأي المقابل وأن نفهم ماهية الثورة الحسينية والتي بها صحح مسار الإسلام وأن نفخر بأننا من مذهب أهل البيت أليس يقول المفكر المسيحي أنطوان جبارة(التشيع هو أكبر نعمة منًِ الله بها علينا)وهو مسيحي درس مذهبنا وعرف من أهل بيت النبوة وكيف أن الاستمساك بهم هي نعمة يمن بها الله علينا فالتزموا بمذهبنا وأصبحوا صفاً واحداً وكالبنيان المرصوص .


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة على سيدنا رسولنا الأكرم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين
---------------------------------------------------------------------------


المصادر :
1 – أبو الشهداء الحسين بن علي.الكاتب المصري عباس محمود العقاد.نهضة مصر للطباعة والنشر
2 – أعلام الهداية : سيد الشهداء الأمام الحسين بن علي (عليه السلام).المجمع العلمي لأهل البيت.قم المقدسة.
3 – خطب من المنبر الحسيني وصفحات من الأنترنيت.
4 – الأمام الحسين حياته واستشهاده .الكاتب المصري مأمون غريب ، مركز الكتاب للنشر

شيعية موالية
24-01-2009, 10:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن (صلواتك عليه وعلى آبائه)في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافضاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً وهب لنا رأفته ورحمته ودعائه وخير برحمتك يا أرحم الراحمين


السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين


بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء

ايليا علي
27-01-2009, 02:23 AM
بوركت اخي العزيز
مجهود رائع
جعله الله زادك يوم معادك
دعواتي لك بالتوفيق

عبود مزهر الكرخي
27-01-2009, 04:33 PM
نظرة في واقعة الطف (الحلقة الثالثة)


بسم الله الرحمن الرحيم


والحمد لله رب العالمين والصلاة على أشرف خلق الله سيدنا محمد وعلى آل بيته الميامين الأطهار


أما بعد نستكمل بحثنا عند وصول الأمور إلى مفترق الطريق بين سيدنا الحسين(ع)وبين يزيد حيث قال سيدي أبا عبد الله (ع)للوليد بن عتبة والي المدينة(( أن مثلي لا يبايع مثله لأن يزيد فاجر شارب للخمر لاعباً للنرد يحرم حلال الله ويحلل حرام الله وأنا آبى ذلك)) فلذلك أصبحت المواجهة وشيكة ولهذا قرر الذهاب إلى مكة ومنها إلى كربلاء


الطريق الى مكة :


وقد خرج من المدينة لليلتين بقيتا من رجب من عام ستين للهجرة وقد بقى فيها لمدة أربعة أشهر ومنها مضى إلى طريق الخلود وصنع الملحمة الإنسانية التي لم يجد بها التاريخ في قديمه وحاضره وتصحيح مسار ديننا لإسلامي الحنيف ولي مع هذا الموقف وقفة حيث لاحظت أن بعض الكتاب القصيري النظرة والمستشرقين أنه يتساءلون هل أصاب أم أخطاً في خروجه مع عياله وحرمه إلى كربلاء وسوف أتطرق بشيء من التفصيل لمعرفة ما هي الأسباب التي نحت بخروج أبي الأحرار الحسين(ع) وفي نقاط وهي :


1 ) أن الحسين كان أمام معصوم وهو حجة الله في أرضه ويزيد ذكر ما ذكر من كفره وطغيانه فليس من المعقول أن يبايع مثل هذا الشخص الفاجر شارب الخمر.


2 ) أن الحسين خرج من المدينة لأن المواجهة بينه وبين يزيد قد بدأت وعرفنا أن والي المدينة قد بعث له والمواجهة التي حصلت له ووجود اللعين مروان بن الحكم الذي يكن كل الكره والبغض لآل محمد فلذلك خرج متخفياً والذهاب إلى مكة.


3 ) وفي مكة ولقرب موسم الحج يستطيع أن ينشر دعوته لخلع يزيد وعدم مبايعته لتوافد الحجيج إلى مكة ويكون هناك مجال أوسع لديه للحركة.


4 ) كما أن الكعبة هي محور الدين وكان الحسين(ع) قد حج خمس وعشرين مرة ماشياً فلذلك كانوا آل بيت رسول الله كجدهم(ص) يتبركون ويكثرون من الحجيج لما فيها من بركة كما ذكر في القرآن الكريم وجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وهكذا كان سبط رسول الله(صلوات عليهم) فأراد أن يحج قبل أن يدرك منيته وسفك دمه على يدي الأوغاد الظلمة.


5) وأن الحسين خرج من مكة وفي طريقة كانت له من الكرامات الكثيرة وأذكر واحدة منها أنه مر في طريقة إلى مكة مر بابن مطيع وهو يحفر بئره فقال له أبن مطيع : أن بئري هذه قد رشحت وهذا اليوم ما خرج ألينا في الدلو شيء من الماء فلو دعوت الله لنا فيها من البركة.قال (ع) ((هات من مائها فأتي من مائها في الدلو،فشرب منه،ثم تمضمض، ثم رده في البئر فأعذب وأمهن وخرج)) فهذا الحسين(ع) الذي سبط جده الرسول (ص)الذي في حادثة سابقة أن الرسول قد تفل في بئر فجرى الماء وأنبع وهذا الذي ينبع الخير والبكرة يذبح مقتولاً عطشاناً في أرض كربلاء فيالها من مصيبة تدمع بها العيون دماً وليس دمعاً.


6 ) أن الحسين وبحكم إمامته وأنه خليفة الله في الأرض لديه من البواعث النفسية التي لا يمكن مبايعة يزيد اللعين فهو قد تربى في بيت النبوة وهو الدين الإسلامي لديه عقيدة وشرف وبيت وهذه كلها كان يحملها على عاتقة فالمسلم العادي لديه الدين عقيدة أما عند سيدي أبو الشهداء(ع) هذا الذي ذكرته فهل يصح مثل هذا الفاجر اللعين يبايعه وتصبح لتصبح سنة عندهم وما فيها من تنازلات وما فيها من تبعات تصبح لآخر الزمان وتمشي عليها الأمم كما أن الحسين (ع)التزم بما أقره أخوه الحسن(ع) مع معاوية ولكن عندما توفى أخوه أصبح في حل من هذا الاتفاق وبعد أن بدأ معاوية اللعين بأخذ البيعة ليزيد وبهذا قد جر الدين الإسلامي إلى الجاهلية الأولى بيد الذين حرفوه وهم بنو أمية الكفرة ويصبح الدين لديهم كرة بيد الكفرة من آل أبو سفيان ومروان وآل زياد يلعبون بها كيفما يشاؤون من أجل تسيير مصالحهم وحسب أهواؤهم.


7 ) كيف يعقل لكل هؤلاء الكتاب والمفكرين والمحسوبين على الإسلام الذين يدعون بيزيد خليفة المسلمين وكانوا يناظرون في مسألة خروج الحسين(ع)،ولكن نقول لهم أن الحسين سبط الرسول(ص)وأبن ذلك الأسد أمير المؤمنين(ع) الذي تعلم أن مداهنة الباطل والكافر هو يكون معه وأنه أبن ذلك الأمام الذي يدور الحق معه حيث دار كما قال عنه جده(ص)فهل يعقل هذا وأنه يعيش وأبوه وآل بيته يسب في المنابر حتى أصبحت سنة بحيث أذا نسى الخطيب ذلك أو تحاشاه يصرخ عليه الرعاع من المحسوبين على الإسلام أين السنة لقد نسيت السنة فلذلك وهو يرجو الإصلاح في أمة جده كما يقول في مقولته المأثورة روحي له الفداء((والله أني ما خرجت لا أشرا ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً ولكن خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي)) فلهذا خرج من المدينة وهناك في الحج قرر أن يحج ويعتمر مفردة لكيلا يفتك به يزيد اللعين في حرم الكعبة لأنه أرسل جلاوزته للغدر به وحتى قتله على أستار الكعبة كما أمر بذلك الطاغية ورأس الشرك يزيد فلهذا قرر أن يرحل من مكة في يوم التروية(8 ذي الحجة) إلى كربلاء لأنه لا يريد تنتهك حرمة البيت العتيق بقتله فهذه عظمة أمامنا (ع)روحي له الفداء لأنه عندما وقف له أبن عباس عند خروجه إلى العراق قال(ع) ((لئن أقتل بمكان كذا وكذا أحب ألي من أن يستحل بي حرم الله ورسوله)) وهذه المأثرة مختصة بها أهل البيت عليهم السلام ولا بد أن يسجد لها المسلمون، لأن الحسين لا يريد أن يكون دمه فرصة للمجرمين الغارقين في الدناءة لقتل النفوس البريئة وهتك الأعراض وحتى هدم المدينة ومكة وحتى لا ينولهم أغراضهم الخبيثة والمجرمة وأن كان بقتله وسفك دمه كان مظلوماً، وهكذا مضى هذا الركب الخالد إلى كربلاء لصنع وتسطير ملحمة بدمه الشريف لم تسطر مثلها في التاريخ القديم والحديث.


الطريق إلى كربلاء :


خرج روحي له الفداء بعد أن وردت إليه كتب أهل الكوفة يلحون في الطلب والورود أليهم وأن سوف يخرجون معه مائة إلف من أهل الكوفة ولكنه ظل متردداً في الخروج وبقى في مكة أربعة أشهر وقرر إرسال أبن عمه مسلم بن عقيل قبله يمهد له طريق البيعة وقد أجتمع على بيعته أثنا عشر إلفا وقيل ثمانية عشر إلفاً فكتب إلى الحسين(ع) فرأى أن يبادر إليه قبل أن يتفرق شملهم ويطول عليهم الانتظار وأستشار خاصته وأهل بيته فاختلفوا في مشورتهم بين موافق ومثبط وناصح بالمسير، وكان أخوه محمد بن الحنفية (وكان في المدينة) أن يبعث برسالة الأمصار ويدعوهم إلى مبايعتهم قبل قتال يزيد فإن اجتمعوا على بيعته فذاك، وإن أجتمع رأيهم على غيره(لم ينقض الله بذلك دينه وعقله)،أما عبد الله بن الزبير فكان مراوغا ففي البداية قال (أن شئت أن تقيم بالحجاز آزرناك ونصحنا لك وبايعناك وأن لم تكن البيعة بالحجاز توليني أنا البيعة فتطاع ولا تعصى) ومن أقوال المؤرخين أن أبن الزبير كان أثقل عليه بقاء الحسين في الحجاز لأنه كان يريد السيادة ولا تتم له إلا بخروج الحسين(ع) حتى قال له عند ورود كتب مسلم إليه (فما ممسك؟فو الله لو كان لي مثل شيعتك بالعراق ما تلومت في شيء)، أما عبد الله بن عباس وهو له من القربة بأبي عبد الله ولديه الكثير من الدهاء فسأله( إن الناس أرجفوا أنك سائر إلى العراق،فما أنت صانع؟) فقال(ع) ((قٌد أجمعت السير في أحد يومي هذا))فأعذه أبن عباس بالله من ذلك وقال له(إني أتخوف عليك في هذا الوجه الهلاك.أن أهل العراق قوم غدر.أقم بهذا البلد فأنك سيد أهل الحجاز فإن كان أهل العراق يريدونك كما زعموا فليثقوا عدوهم ثم أقدم عليهم،فإن أبيت إلا أن تخرج فسر إلى اليمن فإن بها حصوناً وشعاباً ولأبيك بها شيعة).فقال له الحسين(( يا أبن العم!إني أعلم أنك ناصح مشفق،ولكني أزمعت وأجمعت على السير)).


ولنأتي إلى مسألة أخذه عياله وحرمه معه وكيف أن بعض الكتاب قد ناقشوها من وجهة النظر الضيقة،والحق أن مسألة خروج روحي له الفداء مع عياله وحرمه هي عادة عربية قديمة ومنذ الجاهلية وحتى في الإسلام فرسول الله(ص) كان يأخذ معه واحدة أو أثنين من نساءه وحتى في غزوات المسلمين حتى مثلاُ في معركة ذي قار أخذوا معهم حرمهم وعقلوا رواحلهم في المعركة لكي يشتدوا في المعركة ويدافعوا عن حلائلهم فالعرب كانوا يأخذون أهل بيوتهم معهم للدلالة على الشجاعة والاستبسال في خوض المعارك حيث تكون حلائلهم خلفهم ولا يقرون بالتراجع والانكفاء وأن سيد الشهداء(ع) كان يقتدي بسنة جده(ص) في هذه المسألة وهناك نقطة مهمة أخرى أن الحسين(ع)أن أخذه لحرم رسول الله أنه يضرب مثالا أنه مع مناصريه ومقاتليه وأنه مؤيديه عندما يتعرضون لأي خطر هم وعوائلهم فهو معهم في نفس الميزان وهو يكون المضحي الأول في هذا المجال لأنه معه حرم رسول الله(ص) فليس من المرؤة أن يندبهم لأمر ولا يكون لهم فيه قدوة والمسلم الذي ينصر الحسين لنسبه الشريف أولى أن غاية نصره بين أهله وعشيرته وإلا فما هو ناصره على الإطلاق فالمنتصر يكون أقوى ما يكون وهو منتصر وفي حالة الخذلان تنقلب الآية على المنتصر المقابل فينال من البغضاء والنقمة على قدر أن انتصاره الذي ينقلب عليه وهذا ما لاحظناه في قيام معسكر يزيد في نهب وترويع وسبي حرم رسول الله والفاطميات لدلالة على مدى خبثهم وأجرامهم وعدم مراعاة لعقائل رسول الله وحرمه وهذا ما قاله روحي له الفداء عندما سقط من جواده وأثخنته الجراح وهجموا على مخيمه قال(( يا شيعة أبي سفيان أن كنتم عرباً وتؤمنون بالمعاد فخلوا عن حرمي وقاتلوني)) فهنا قال لهم عرب أي أن ناشد بهم حمية العروبة ولم ينشادهم بالإسلام لأنهم بالأصل لا يؤمنون به لأنهم معسكر كفر وطغيان.


وخرج روحي له الفداء في يوم التروية (8من ذو الحجة) وفي يوم التاسع من الشهر نفسه استشهد سفيره مسلم بن عقيل بعد ان قتله اللعين ابن مرجانة ومضى في طريق صنع الملحمة الخالدة في استشهاده ولا بأس من أن نذكر بعض الحوادث التي رافقت سيدنا أبا عبد الله(ع) فمنها وفي طريقه وخلال تخييمه في الطريق مر على خيمة فوجد فيها أمراة نصرانية فقال أين رجل البيت فقالت له لقد ذهب ليجلب لنا الماء لأن لا يوجد عندنا فقال لها ((أحفري بئراً وسوف يطلع لكم الماء))فحفروا وطلع الماء وأغدق ولما جاء أبنها وجد الماء فسألها فذكرت ما حدث معها ومع الحسين وأمرت ولدها الذي هو وهب النصراني بالالتحاق بركب الحسين فوراً لأنه يمثل الخير والنبع الصافي والبركة وهو متزوج حديثاً فالتحقوا به واستشهد بين يديه في واقعة الطف بين يدي سيدنا ومولانا(ع) كذلك أمه التي حاربت وذادت عن حرم رسول الله ودفنوا مع الأنصار رضوان الله عليهم.


وقيل أن الحسين(ع) لقي الشاعر الفرزدق في طريقه فسأله عن الناس فقال له ك (قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية،والقضاء ينزل من السماء والله يفعل ما يشاء)فقال له (ع) ((صدقت لله الأمر من قبل ومن بعد يفعل ما يشاء،كل يوم ربنا في شأن،أن نزل القضاء بما نحب فنحمد الله على نعمائه وهو المستعان على أداء الشكر،وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يتعد من كان الحق فيه،والتقوى سريرته))فأي كلام وأي فصاحة في أمامنا الجليل الذي وكان يعرف بحق أن منيته هي في كربلاء وان بخط استشهاده يصحح الإسلام وتنتصر قضية ويصبح الدين محمدي وينجو من كل آفات التشويه والأنحراف.


وللدلالة على انهم أهل بيت نبوة وعلم نسوق هذه الحادثة ففي يوم من الأيام وفي بيت الإمام علي (ع) كانت العقيلة زينب (ع ) نائمة في حوش البيت وفي الظل وبما انه من البيوت الشرقية انحسر الظل وجاءتها الشمس وجاء الحسين فظلل عليها إلى أن استيقظت فقالت لآخوها نور عين ياحسين انت تظللني من الشمس فمن يا ترى يظلل جسدك يوم عاشوراء ،فهنا يستدل من هذا الكلام أنهم عارفين بقضاء الله الذي لا يرد ولا يبدل وسنأتي في مقالات أخرى للعقيلة زينب (ع ) بطلة كربلاء .


وعند وصول ركب الحسين (ع) الى مشارف العراق وصله نبأ استشهاد مسلم بن عقيل (ع) وعند ذلك خطب بجماعته وخيرهم بين العودة أو الذهاب معه فأنسحب قسم كبير منهم وبقى معه أهل بيته الطالبيين وبنو هاشم وأنصار أبو عبد الله(ع) وكان لا يتجاوز عددهم الثلاثة وسبعون ،وعند وصول الركب الى العراق فإذا ابن مرجانة اللعين قد أرسل جيش بقيادة الحر ابن يزيد الرياحي ومعه ألف فارس لكي يجعجع بالحسين (ع) إلى ارض مكشوفة يقال لها كربلاء لكي يتم محاصرته هناك .


نستخلص من هذا أن سيدي ومولاي أبا الأحرار (ع) كان عارفاً بمنيته راضياً بقضاء الله سبحانه وتعالى الذي لا يرد ولا يبدل محتسباً إليه ومخاصم قتلته إلى البارئ عز وجل في قتل ابن بنت نبيهم ومدرك أن باستشهاده وسفك دمه الشريف من قبل يزيد وجلاوزته إنما كان يقوّم ويصلح دين جده وكلنا يعرف مقولته الشهيرة روحي له الفداء ((إن كان دين محمد لا يستقيم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني)) .


ونستكمل في حلقاتنا القادمة إنشاء الله مسيرة الخلود وصنع التاريخ الإنساني لسيدي و مولاي سيد الشهداء الحسين (ع) والذي بدمه الشريف صحح مسار الأمة الإسلامية وكتب بأحرف من نور هذا السفر الخالد و الذي يتشرف مذهبنا بهذه الملحمة العظيمة لإمامنا الجليل والمطلوب لكل شيعي أن يتشرف بهذا السفر الخالد والذي يجب أن يضعه أمام عينيه دوماً لكي يتخذه أبناء مذهبنا مناراً في حياتنا اليومية .


وأخر دعوانا الحمد لله رب العالمين والصلاة على خير من مشى على الأرض نبينا الأعظم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين

----------------------------------------------------------------------
المصادر :
1 – أبو الشهداء الحسين بن علي.الكاتب المصري عباس محمود العقاد.نهضة مصر للطباعة والنشر
2 – أعلام الهداية : سيد الشهداء الأمام الحسين بن علي (عليه السلام).المجمع العلمي لأهل البيت.قم المقدسة.
3 – خطب من المنبر الحسيني وصفحات من الأنترنيت.
4 – الأمام الحسين حياته واستشهاده .الكاتب المصري مأمون غريب ، مركز الكتاب للنشر
5 - الحسين سماته وسيره.تأليف السيد محمد رضا الحسيني الجلالي،دار المعروف للطباعة والنشر

الراغب1
27-01-2009, 08:02 PM
يعطيك العافية

عبد محمد
27-01-2009, 08:19 PM
بورك فيك أخ عبود على هذه الحلقات المضيئة

عشق الكلمة
27-01-2009, 11:43 PM
لك الشكر أخينا وأثابك الله عظيم الثواب وكما ذكر عبدمحمد حلقة مضيئة لارتباطها بسيد الشهداء سلام الله عليه ولك منا كل التقدير لجهدك.

عشق الكلمة
28-01-2009, 12:20 AM
التشيع هو أكبر نعمة منًِ الله بها علينا , الحمد لله وثبتنا الله واياك على هذه النعمة العظمى ,
وجزاك الله عظيم الثواب على جهدك الولائي "أخينا عبود الكرخي .

عبود مزهر الكرخي
31-01-2009, 05:27 PM
نظرة في واقعة الطف (الحلقة الربعة )


بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة على نبينا الأكرم أبو القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين


نستكمل مبحثنا بوصول الحسين (ع ) إلى مشارف العراق وإرسال الطاغية ابن مرجانة جيشاً للجعجعة به إلى كربلاء ومنعه من الوصول إلى الكوفة وقبل هذا فلنقف عند رحاب سفير الحسين ( ع) مسلم ابن عقيل (ع)


مسلم بن عقيل:-


وهو مسلم بن عقيل بن أبي طالب ابن عم الحسين ( ع) وهو رجل شجاع ومن المحدثين شارك في ثلاث معارك مع الإمام أمير المؤمنين (ع) وكان له دور بطولي فيها أرسله ألإمام روحي له الفداء في شهر رجب إلى الكوفة لغرض إعلان المبايعة للإمام وخلع الطاغية يزيد وكتب كتاب يقول فيه ((أما بعد فد أتتني كتبكم وفهمت ما ذكرتم من محبتكم لقدومي عليكم ، وقد بعثت إليكم أخي وأبن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل،وأمرته أن يكتب إليِّ بحالكم وأمركم ورأيكم ..فإن كتب إليِّ أنه قد اجمع رأي ملئكم وذي الفضل والحجة منكم على مثل ما قدمت عليِّ به رسلكم وقرأت في كتبكم أقدم عليكم وشيكاً أنشاء الله . فلعمري ما الإمام إلا العامل بالكتاب ، والآخذ بالقسط والدائن بالحق ، والحابس نفسه على ذات الله ، والسلام )).ولما وصل إلى الكوفة بلغ الحسين أنه أجتمع مع مسلم على مبايعته أثنا عشر ألفا وقيل ثمانية عشر ألفاً وكتب مسلم إلى أبا عبد الله بالقدوم والتعجل في السير ، ومن مجريات الإحداث أن عبيد الله بن زياد قد لاقى من العنت الشديد من قبل مسلم بن عقيل وشيعته وأن ابن مرجانة قد هرب مرة من المسجد لأن الناس بصروا بمسلم مقبل فتصايحوا فاعتصم في قصر وأغلق أبوابه ولم يكن له إلإ ثلاثون من الشرطة و عشرون من اهل الكوفة وجاء عقيل ومعه أربعة ألاف من شيعته و ظن أنه هالك لا محالة وبدأ بالدهاء والحيلة التي عرفوا بها آل زياد عن طريق التخذيل والجبن لأتباع مسلم فأخذ يرسل الزوجة لزوجها وإلام لأبنها والابن لأبيه وهكذا لم يبقى معه الإ خمسمائة وفي صلاة المغرب بقى معه ثلاثون ولاذوا في جنح الظلام وبقى وحيداً ، مع العلم أن اللعين بقى مذعور داخل قصره ويحسب أن كل صوت هو هجوم لمسلم وإتباعه ألي أن أرسل العيون لمعرفة الوضع وتأكد من انفضاض إتباع مسلم فأرسل جلاوزتة للقبض علية وكان قد خبئتة امرأة اسمها (طوعة) ولكن ابنها كان من عبيد الدنيا والمال فأخبر بمكانة وجاء الجلاوزة للقبض علية فقد حاربهم ولم يستطيعوا النيل منه لشجاعته المعروفة حتى بين بني هاشم ولكن الغدر والخبث عند أزلام ابن مرجانة فأسقطوه في حفرة ولم يستطيعوا علية حتى في الحفرة فأي بطولة يمتلكها ذلك الصنديد سفي الحسين (ع) وهذا هو مايتصف به أهل بيت النبوة ثم أعطوة الأمن والأمان وبعد أن جاء به إلى اللعين أبن زياد منهكاً من كثرة الجراح وعند باب القصر وجد ماء بارد فقال له أحد أزلام عبيد الله (أتراها ما أبردها!والله لا تذوق منها قطرة حتى تذوق الجحيم في نار جهنم).فأنكر عمر بن الحريث عليه ذلك ولاحظوا مدى الخبث والخسة التي يتصف أعوان أبن مرجانة في حتى عدم مراعاة الأسير وأدخلوه إلى أبن مرجانة الجلاد فنظر مسلم إلى جلسائه وفيهم اللعين عمر بن سعد فناشده بالقرابة التي بينهم أن يسمع وصية ينفذها بعد موته ولكن أبى ذلك!ولم يراعي القرابة ،ثم أذن له عبيد الله فقام سعد مع مسلم فقال له((إن عليِّ ديناً بالكوفة سبعمائة درهم،فبع سيفي ودرعي فأقضها عني،وأبعث إلى الحسين من يرده،فأني كتبت إليه أعلمه أن الناس معه ولا أراه إلا مقبلا))وأوصاه أن يكتمه ،ولكن الرخيص هو رخيص وحتى أن تبدلت حياته ففشي بالسر إلى أبن مرجانة وهذه من الأمور التي يعيب عليها العرب في ذلك الوقت في إفشاء الوصية في الجاهلية وفي الإسلام فانظروا الذين هم بحق شيعة آل سفيان عند ذلك أمر السياف بضرب عنقه وصعدوا به إلى أعلى القصر وضربوا عنقه وألقيت جثته إلى الناس ثم أرسل رأسه مع بقية رؤؤس الشيعة ومهم هانئ بن عروة إلى يزيد(لعنه الله) واستشهد روحي له الفداء وله من العمر ثمانية وأربعون سنة فالسلام عليك يا سيدي ومولاي مسلم بن عقيل يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا.


وعند وصول الحسين إلى مشارف العراق أرسل كتاباً مع قيس بن مسهر الصيداوي لكي يستوثق مهم ويخبرهم بمقدمه ويحضهم على الجد والتساند،وعند وصوله إلى القادسية رصدته عيون أبن مرجانة فقبضوا عليه أشخصوه إليه،فأمره عبيد الله أن يصعد القصر فيسب (الحسين)وينهي الناس أن يطيعوه،فصعد قيس وقال ((أيها الناس..إن هذا الحسين بن علي خير خلق الله،أبن فاطمة بنت رسول الله،وأنا رسوله إليكم!وقد فارقته بالحاجز فأجيبوه،والعنوا عبيد الله بن زياد وأباه.. فما أن قتلوه وقذفوا من فوق القصر فاستشهد(رضوان الله عليه). وحدث نفس الشيء مع عبد الله بن يقطر وأبى أن يلعن الحسين ولعن عبيد الله بن زياد فألقوه من شرفات القصر إلى الأرض فاندكت عظامه ولم يمت فذبحوه فلاحظ أخي القاري أنهم ليس لهم حرمة حتى الذي هو مشرف على الموت ولا يراعوه وهؤلاء هم شيعة الأمام علي(ع)والذين نفتخر نحن منهم الذين يأبون النيل من إمامهم ويرفضون الباطل ومدانة الطغاة وأمثالهم كثير في التاريخ مثل ميثم التمار وحجر بن عدي ومالك بن الأشتر وغيرهم ،وهذا الكاتب المصري مأمون غريب يصف أزلام الطاغية بأحسن وصف يزيد وهو(هم أكثر بشاعة ولؤم وخسة،وانتقام قذر،لا عن مبادئ يدين بها هؤلاء الناس،فما عرفوا يوماً المبادئ ولا فهموا معنى القيم،ولكنها المصالح العاجلة،وكلاب السلطة الذين لا يتورعون عن عمل ما يغضب الله في سبيل مصالح دنيوية زائلة،وسلطة لا بد أن تتلاشى وتورط فيما لا يوجب الوحشية،ولكنها النفس الإنسانية عندما يسكنها الظلام ويعربد في أعماقها الجشع،ويستهويها الضلال.


كربلاء :


عرفت قديماً باسم ((كوربايل)) ثم صحفت إلى كربلاء وهي تجمع ما بين الكرب والبلاء وهي ارض مقدسة ما من نبي إلا مر بها وأستذكر فاجعة الحسين واستعبر على ما جرى في هذه الأرض الطاهرةوسلم على أبي الشهداء(ع) وحتى سفينة نوح عندما مرت بها في الطوفان اهتزت وماجت وظن نوح(ع) أن يوم القيامة قد قامت فسأل ربه عن هذه الأرض فقال أنها أرض كربلاء وفيها مكان استشهاد سبط رسول الله وتقتله أمة جده فبكى نوح(ع) وكل من السفينة وتربنها الطاهرة التي روى بها سيدنا الحسين(ع) بدمه الشريف أرضها فأصبحت من المدن المقدسة وتربتها الشريفة من أقدس الترب على الأرض ويقول عنها الكاتب المصري عباس محمود العقاد(فهي اليوم حرم يزوره المسلمون للعبرة والذكرى،ويزوره غير المسلمين للنظر والمشاهدة،ولكنها لو أعطيت حقها من التنويه والتخليد،لحق لها أن تصبح مزاراً لكل آدمي يعرف لبني نوعه نصيباً من القداسة وحظاً من الفضيلة،لأننا لا نذكر بقعة من بقاع هذه الأرض يقترن اسمها بجملة من الفضائل والمناقب أسمى وألزم لنوع الإنسان من تلك التي اقترنت باسم كربلاء،بعد مصرع الحسين فيها))ويضيف قائلاً((وهي التي تجلت في حوادث كربلاء منذ نزل ركب الحسين،وقد شاء القدر أن تكون في جانب أشرف ما يشرف به بني آدم)).ويقول خطيب المنبر الحسيني الشيخ عبد الحميد المهاجر((أن ارض كربلاء هي ارض من الجنة فهي طاهرة لوجود بها الحسين وأخوه العباس وأنصاره النجباء فنلاحظ أنها تتوسع عند الزيارات وتتسع لكل الزائرين الوافدين إليها مهما كان عددهم))وهذا ما نلاحظه في زيارة الأربعين التي يصل عدد الزائرين إليها إلى تسعة ملايين وبالرغم من صغرها تستوعبهم بقدرة الله سبحانه وتعالى وإكراما لسيد الشهداء أبا عبد الله الحسين(ع)فهي أرض طاهرة مطهرة عندما يدخل إليها يزورها ويزور ضريحه يقف ويستعبر ينحني أجلالاً وهيبةٍ لهذا الإمام الجليل وفداحة ما لاقى من صنوف القهر والتعذيب والذي قال وبأعلى صوته((هيهات هيهات منا الذلة)) والتي أصبحت عبارة يرددها كل الثائرين والملايين في عدم الرضوخ للباطل والتي بها صحح مسار الإسلام وأصبحت عبارة يعمل بها كل ثائر ومسلم شريف في جميع العالم الإسلامي وغير الإسلامي،فطوبى لك يا أرض الطفوف التي التحفتِ جسد خير خلق الله بعد نبيه ووصيه وأمه ومعه الثلة الخيرة البطلة معه.


معسكر الفريقين :

معسكر الحسين :

ويسمى أيضاً معسكر الأنصار الذين نصروا أبي الأحرار(ع) في الواقعة والذين يصنفهم بعض الكتاب والمؤرخين أفضل صحابة وأنصار عرفهم على طول التاريخ الحديث والقديم وسوف يسأل سائل هل يعني أنهم أفضل من صحابة الرسول محمد(ص)؟ فنقول نعم لأنهم نصروا الحسين(ع) وهم يعرفون أنهم ملاقون الموت ولم يطرف لهم جفن بقلوب ثابتة همهم الأول نصرة مولاهم والذود هن حرم رسول الله وتصحيح مسار الإسلام الذي حرفه بنو أمية أليس هذا منتهى بذل النفس في سبيل القضية التي يدافعون عنها وقد قال الشاعر ((والجود بالنفس أقصى غاية الجو))وأنهم يستحقون وبكل فخر لقب الشهداء لأنهم قالوا لا لحاكم جائر اقتداءً بسيدهم ومولاهم أبو الشهداء روحي له الفداء وكما يقول نبينا في حديثه الشريف((سيد الشهداء حمزة،ورجل وقف وجه حاكم ظالم))فهذه هي الشهادة الحقة والتي لا يعلو أي مرتبة من مراتب الشهادة ،أما مسألة صحابة نبينا الأكرم(ص) فلنأتي إلى القرآن الكريم الذي هو دستورنا وحكمنا الآلهي فكم آية توجد تحكي عن صحابة الرسول في تخاذلهم ونقوصهم للكثير منهم ومنها ((وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفأن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على الله فلن يضر الله شيئاً)) آل عمران أيه144،وهناك سورة الأحزاب التي بلغت القلوب لدى الحناجر وفي غزوة أحد وفي معركة حنين وكيف أنفض صحابته في تلك المعارك ولم يبق مع إلا الفئة المؤمنة الصادقة التي أمنت بالله ورسوله وفي طليعتهم أمير المؤمنين الذي كان لنبيه الحارس والمدافع الأمين في كل غزواته ومن هذه الاستنتاج البسيط نعرف لماذا نعتبر صحابة ونصار أبي عبد الله(ع) هم خير الصحابة والأنصار وسوف نورد قسماً أسماء بعض الأنصار الذين بذلوا مهجهم دون الحسين (ع)

هاني بن عروة :

وهو صحابي عاصر رسول الله (ص) ومن صحابة أمير المؤمنين (ع ) وشارك كل معاركة وشيخ قبيلة مذحج وإذا قام معه أربعة ألاف فرد وإذا أراد إن يجمع الأشخاص فيجتمع معه ثلاثون ألف وهو الذي استضافة مسلم بن عقيل وهو شيخ ورع محدث حافظ للقران وعندما كان مريض زاره عبيد الله وكان موجود في تلك اللحظة مسلم بن عقيل وأشار هاني بقتل ابن مرجانة وتم الاتفاق على ذلك مع مسلم ولكنه تراجع عن ذلك وجاء اللعين عبد الله مع العلم أن فرصة قتله كانت سهله وبعد ذلك سأله عن عدم الفتك به فقال مسلم (( إننا أهل بيت النبوة نكره الغدر والخيانة )) فهل هذا ينطبق على بني أمية ؟ وشتان بين الثرى والثريا . وعندما علم ابن زياد استضافة هاني لمسلم أرسل إلى هاني لكي يحاوره وليس بنية الغدر وأعطاه الأمن والأمان فجاء اليه وهناك غدر به اللعين عبيد الله وهذا ما يتسم به جلاوزة يزيد وعنف هاني في القول عبيد الله مما اضطر اللعين ان يضربه بقضيب من الحديد وجاءت قبيلته تسأل عنه فخاف ابن مرجان وأوعز إلى شريح القاضي والقول لهم إن هاني في ضيافته وانسحبت قبيلته وبعد ذلك تم قتله ورميه بعد قطع رأسه من أعلى القصر وكان عمره (83)سنه .

حبيب بن مظاهر الأسدي:

وهو من صحابه الإمام أمير المؤمنين (ع) وهو شيخ كبير ومن المحدثين وحافظ للقران وشارك في جميع معارك الأمير (ع) وهو شيخ بني أسد من أنصار الحسين (ع) وصحابته المخلصين بالغ في النصح وعدم الانجرار وراء حكام بني أمية ومبايعة أبا عبد الله الحسين وعدم الابتلاء بقتله وسبي محارمه وكان رضوان الله عليه شجاع صنديد ذهب في ليله العاشر من محرم إلى خيمة العقيلة زينب (ع) عندما شعر بخوفها وكلمها من وراء خبائها أنهم ليوث هصورة في الدفاع عن إمامهم وعن حرم رسول الله . قاتل قتال الإبطال في واقعة الطف وكان الجموع تنكشف من أمامه بالرغم من عمره قد تجاوز الثمانين ولكن كثرة معسكر الكفر قد تحاطوا عليه وقتلوه وضمه الحسين ( ع ) إلى صدره وقال حبيب وهو في الرمق الأخير السلام عليك يا سيدي يا أبا عبد الله وللنظر إلى مدى الوفاء والإخلاص التي يتسم بها أنصار ابي عبد الله (ع) والذي هو في الرمق الأخير ولا ينسى أمامه وتم دفنه من قبل الإمام زين العابدين ( ع) في قبر منفرد في الحضرة الحسينية وسلم عليه وقال له السلام عليك أيها العبد الصالح إلى أخر الزيارة المعهودة وهذا قول إمامنا زين العابدين (ع)

برير بن خضر الهمداني :

ويوصف بأنه((سيد القراء))وكان شيخاً تابعياً ناسكاً قارئاً للقرآن ومن شيوخ القراء في جامع الكوفة وله في الهمدانيين شرف وقدر،وكان مشهوراً ومحترماً في مجتمع الكوفة.

بشير بن عمرو الحضرمي :

وه آخر رجلين بقيا مع الحسين والآخر هو (سويد بن عمرو بن أبي المطاع) وهو من كندة وقاتل قتال الأبطال واستشهد بين يدي أبا عبد الله(ع).

جابر بن الحارث السلماني :

وهو من مذحج وهو من شخصيات الشيعة في الكوفة وشارك مع مسلم بن عقيل ولما شلت التحق بركب الحسين.


الحر بن يزيد الرياحي :


من الشخصيات البارزة في الكوفة أحد أمراء الجيش الأموي في كربلاء وهو يقود ألف فارس ويقود ربع تميم وهمدان التحق بالحسين في يوم العاشر من محرم وطلب العفو منه وقاتل قتال الصناديد الذين يشهد لهم بالبطولة.


الحلاس بن عمرو الراسبي :


كان مع جيش عمرو بن سعد وتحول هو وأخوه النعمان وكان على رأس الشرطة في زمن أمير المؤمنين(ع).


زهير بن القين :


شخصية بارزة وفارس شجاع في الكوفة أنضم إلى الحسين في الطريق من مكة إلى العراق بعد أن حدثه الحسين(ع)وكان كرهاً للقائه ورد زوجته بعد لقائه وفضل الموت والاستشهاد على يدي الحسين ولا الرجوع مع زوجته وخطب في جيش يزيد قبيل المعركة و قال (( يا اهل الكوفة نذار لكم من عذاب اله لكم نذرا. إن حقاً على المسلم نصيحة المسلم :ونحن حتى الان أخوة على دين واحد ما لم يقع بيننا و بينكم السيف ، فإذا وقع السيف انقطعت العصمة و كنا نحن أمه وأنتم أمه : أن الله قد ابتلانا و إياكم بذرية نبيه محمد (ص) لينظر ما نحن و انتم عاملون ، وإنا ندعوكم إلى نصر الحسين وخذلان الطاغية بن الطاغية عبيد الله بن زياد ، فأنكم لا تدركون منهما إلا سوءاً : بسملان أعينكم،و بقطعان أيديكم ويمثلان بكم،ويرفعانكم على جذوع النخل ويقتلان أمائلكم و قراءكم أمثال حجر بن عدي و أصحابه و هانئ بن عروة و أشباهه)) وجعله الحسين على ميمنة أصحابه و قاتل قتال الإبطال.


وهذا عابس ابن ابي شبيب الذي تحداهم للمبارزة فوقفوا بعيد عنه خوفاً منه فقال لهم عمر اللعين ارموه بالحجارة فرموه من كل جانب فاستمات و ألقى بدرعه ومغفرة و حمل على من يليه فهزمهم وثبت حتى مات .


وهذا ابو الشعثاء يزيد ابن زياد الكندي ممن عدل الى جيش الحسين وهو من رماة زمانه حيث جثا بين يدي الحسين و أرسل مائة سهم لم يكد يخيب منها خمسة أسهم و قاتل حتى مات .


وهذا نافع ابن هلال البجلي يكتب اسمه على أفواق نبله و يرسلها فيقتل بها ويجرح وقلما يخطئ مرماه.فاحاطوا به و ضربوه على ذراعيه ثم أسروه و الدم يسيل من وجهه ويديه فحسبوه يلين للوعيد ويجزع من التمثيل به ، فأسمعهم ما يكرهون وراح يغيظهم ويقول لهم (لقد قتلت منكم اثنا عشر رجلاً سوى من جرحت و لو بقيت لي عضد وساعد لزدت )


وهذا مسلم بن عوسجة الذي يقوا لأبي عبد الله بعد أن نصح باتخاذ الليل جملاً والحل من بيعته فقال له((أنحن نخلي عنك؟وبم نعتذر إلى الله في أداء حقك؟لا والله حتى أطعن في صدورهم برمحي وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمة في يدي،ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة والله لا نخليك حتى يعلم الله أنه قد حفظنا غيبة رسوله فيك.وأما والله لو علمت أني أقتل ثم أحيي ثم احرق ثم أحيي ثم أحرق ثم أذرى ويفعل هذا بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك))


وفي نفس الموقف عندما قال لهم ذاك القول كأن أراد لهم الهلاك ولم يرد لهم النجاة وفزعوا من رجائهم إياه كما يفزع غيرهم من مطالبتهم بالثبات والبقاء،وقالوا له وكأنهم يقولون بلسان واحد((معاذ الله والشهر الحرام ..ماذا نقول للناس إذا رجعنا إليهم؟أنقول لهم إنا تركنا سيدنا و ابن سيدنا وعمادنا ،تركناه غرضاً للنبل ودريئة للرماح و جزراًُ للسباع ، و فررنا عنه رغبة للحياة ؟معاذ الله بل نحيا بحياتك ونموت معك)).


وهنا لا أحب أن أزيد على هذا الكلام لأنهم قوم يتحرون عن الموت والشهادة والدفاع عن مولاهم و حتى سيدي و مولاي أبا عبد الله قال لهم عندما بدأ رمي السهام(( قوموا يا كرام هذه رسل القوم )) فوصفهم بالكرام لمنزلتهم العالية كما جاء في قوله تعالى ((أن أكرمكم عند الله اتقاكم )). و قد قدمت هذه الأمثلة البسيطة عن معسكر أنصار أبي عبد الله الحسين (ع) التي لو كتبناها لنحتاج إلى وقفات طويلة.وانهي قولي بما يصفه الكاتب المصري عباس العقاد (على أنها بعد كل هذا حرب بين الكرم و اللؤم ، وبن الضمير والمعدة وبين النور والظلام ..فشأنها على أية حال أن تصبح رجال من الطرفين لقصارى ما يبلغه الكرم وقصارى ما يبلغه اللؤم ، و قد بلغت في ذلك أقصى مدى الطرفين ).


ونستكمل في حلقاتنا المقبلة هذه الواقعة الأليمة على كل مسلم و مسلمة


وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة على خير خلق الله نبنا محمد وعلى آل بيته الغر الميامين.


----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

المصادر :
1 – أبو الشهداء الحسين بن علي.الكاتب المصري عباس محمود العقاد.نهضة مصر للطباعة والنشر
2 – أعلام الهداية : سيد الشهداء الأمام الحسين بن علي (عليه السلام).المجمع العلمي لأهل البيت.قم المقدسة.
3 – خطب من المنبر الحسيني وصفحات من الأنترنيت.
4 – الأمام الحسين حياته واستشهاده .الكاتب المصري مأمون غريب ، مركز الكتاب للنشر
5 - الحسين سماته وسيره.تأليف السيد محمد رضا الحسيني الجلالي،دار المعروف للطباعة والنشر.
6-انصار الحسين دراسة عن شهداء ثورة الحسين الرجال والدلالات . تأليف سماحة آية الله محمد مهدي شمس الدين.المؤسسة الدولية للدراسات والنشر بيروت،لبنان

عبد محمد
01-02-2009, 12:03 AM
تحياتي الخالصة لك اخ عبود مزهر على متابعة الحلقات

طيار عراقي
03-02-2009, 01:53 AM
شكراً لهذا الطرح الجميل واتمنى ان تغير لون الكتابه
عندما يكون الموضوع طويل لان الاخضر يشتت التركيز
وفقك الله لكل خير

عشق الكلمة
04-02-2009, 05:25 PM
السلام عليكم يا أنصار دين الله و أنصار نبيه و أنصار أمير المؤمنين و أنصار فاطمة سيدة نساء العالمين و أنصار أبي محمد الحسن السلام عليكم يا أنصار أبي عبد الله الحسين الشهيد المظلوم .
من منا لم يسمع او يقرأ او يجهل واقعة الطف الاليمة ولكن من منا لا يتعطش لتكرارها مرارا ومرارا .
بوركت اخى لجهدك المبارك.ومتابعة معك للنهاية.

عبود مزهر الكرخي
07-02-2009, 12:46 PM
نظرة في واقعة الطف(الحلقة الخامسة)


بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة على خير من مشى على الأرض سيدنا أبو الزهراء وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين


نستكمل حلقاتنا في نظرتنا لهذا الواقعة الخالدة التي بها سطر سيد الشهداء وآل بيته وأنصاره الملحمة التي بقيت خالدة إلى يوم يبعثون وسوف نأتي إلى معسكر الهاشميين ويبرز في مقدمتهم


أبا الفضل العباس (عليه السلام ) :


وهذه الشخصية التي تكنى بكنى عديدة ولكن أحب إلى نفسي هي قمر بني هاشم فهو بطل مغوار قلما أنجب التاريخ مثله وواسى أخوه الحسين (ع) في واقعة الطف وكان نعم الأخ النجيب لأخيه والمدافع الأمين وأذهل الأعداء ببسالته النادرة ويصف الباحث والمؤرخ محمد باقر القريشي هذه الشخصية الفذة بقوله (( وبرز أبو الفضل العباس ( عليه السلام ) على مسرح التاريخ الإسلامي كأعظم قائد فذّ لم تعرف له الإنسانية نظيراً في بطولاته النادرة بل ولا في سائر مُثله الأخرى التي استوعبت ـ بفخر ـ جميع لغات الأرض.
لقد أبدى أبو الفضل يوم ألطف من الصمود الهائل ، والإرادة الصلبة ما يفوق الوصف ، فكان برباطة جأشه ، وقوّة عزيمته جيشاً لا يقهر فقد أرعب عسكر ابن زياد ، وهزمهم نفسيّاً ، كما هزمهم في ميادين الحرب.أن بطولات أبي الفضل كانت ولا تزال حديث الناس في مختلف العصور ، فلم يشاهدوا رجلاً واحداً مثقلاً بالهموم والنكبات يحمل على جيش مكثّف مدعّم بجميع آلات الحرب قد ضمّ عشرات الآلاف من المشاة وغيرهم فيلحق بهم أفدح الخسائر من معداتهم وجنودهم ، ويقول المؤرخون عن بسالته ـ يوم ألطف ـ إنه كلما حمل على كتيبة تفرّ منهزمة من بين يديه يسحق بعضها بعضاً قد خيّم عليها الموت ، واستولى عليها الفزع والذعر قد خلعت منها الأفئدة والقلوب ، ولم تغن عنها كثرتها شيئاً.أن شجاعة أبي الفضل وسائر مواهبه ومزاياه مما تدعو إلى الاعتزاز)).



واستشهد أبا الفضل عليه السلام وله من العمر سبعة وثلاثون سنة بين يدي أبا عبد الله الحسين (ع) وقال وهو في الرمق الأخير(السلام عليك يا سيدي ومولاي يا أبا عبد الله) ونلاحظ هنا مدى السمو الأخلاقي للعلاقة بينه وبين أخيه وأمام عصره وهو الذي رفض إن ينقل جثمانه الشريف إلى المعسكر حياء من حرم رسول الله لعدم تمكنه من جلب الماء إليهم وهذه أخلاق أهل بيت النبوة الذي رفض شرب الماء عندما وصل إلى نهر العلقمي ورجع بالماء إلى المعسكر وهناك تكاثر عليه المجرمون وألا عداء وقطعوا يمينه غيلة وغدر ومن وراء وارتجز الرجز المحبوب لكل شيعي من مذهب أهل البيت وهو:

والله إن قطعتم يميني إنّي أحامي أبداً عن ديني


وعن إمام صادق اليقين


ويعتبر هو الشخص الثاني والسند ألأساسي في إصلاح أمة نبينا الأكرم والذي حمل لواء أخيه الحسين(ع) ولم يتوان عن نصرة أخيه فهو السقاء و كفيل زينب ، قمر العشيرة وباب ألحوائج الذي لم يخيب أحداً حين يدعوه ويقول (يا كاشف الكرب عن وجه أخيه الحسين أكشف كربي بحق وجه أخيك الحسين ) وهذا ضريحه الذي يعانق الثريا والذي يبين مكانته العالية والسامية وحين دفنه علي السجاد(ع) سلم وترحم عليه وقال له نعم العم الصابر المجاهد في نصرة أخيه وهو الفحل ابن الفحول والذي شارك في كل معارك أبيه أمير المؤمنين وأمه فاطمة بنت حزام (أم البنين)التي أختارها أبا الحسن لنسبها الشريف ولكي تنجب له ولداً يحمل لواء الحسين ويدافع عنه عندما يكون وحيد في كربلاء واستشهد وكان له من الأولاد اثنان ،واختم قولي بما يقول عنه باحثنا القريشي


((سلام الله عليك يا أبا الفضل ففي حياتك وشهادتك ملتقى أمين لجميع القيم الإنسانية ، وحسبك أنّك وحدك كنت أنموذجا رائعاً لشهداء الطفّ الذين احتلّوا قمّة الشرف والمجد في دنيا العرب والإسلام.))

ووصف الشاعر العلوي السيّد جعفر الحلّي في رائعته ما مُني به الجيش الأموي من الرعب والفزع من أبي الفضل ( عليه السلام ) يقول:
وقــع العــذاب على جيوش أميّة



من باسـل هو في الوقائع معلم
*


ما راعهــم إلاّ تقحـم ضيغــم




غيران يعجـم لفظـه ويـدمدم
*


عبسـت وجوه القوم خـوف الموت




والعبّـاس فيهـم ضاحك يتبسّم
*


قلب اليمين على الشمال وغاص في




الاَوساط يحصد للرؤوس ويحطم
*


ما كرّ ذو بــأس لـه متقـدمـاً




إلاّ وفــرّ ورأسـه المتقــدّم
*


صبغ الخيول برمحـه حتى غـدا




سيـان أشقر لونهــا والاَدهم





العقيلة زينب (عليها السلام) :


وهي البنت الكبرى لأمير المؤمنين (ع) وهي عالمة معلّمة ومحدثة أخذت العلم من أمها السيدة فاطمة الزهراء (ع) وهي قرة عين والديها ولها من والمآثر والبطولات التي يعجز بحثنا عن حصرها ولكننا سنتناول مواقفها مع الحسين (ع) وشجاعتها أمام الطاغية يزيد حتى انه من احد كناها الصديقة الصغرى ولها من الألقاب الكثيرة التي توضح مكانتها السامية ،وفي ليلة القتال كان الحسين (ع) في خيمته يعالج سهاماً له ويرتجز وإمامه ابنه العليل :


يا دهر أف لك من خليل كم لك بالإشراق و الأصيل


من صاحب وماجد قتيل والدهر لا يقنع بالبديل


والأمر في ذلك إلى الجليل وكل حي سالك سبيل


وسمعته أخته زينب فلم تقو على حنانها ووجلها وخرجت من خبائها حاسرة تنادي ((و ثكلاه !اليوم مات جدي رسول الله وأمي فاطمة الزهراء وأبي عليّ وأخي الحسن فليت الموت أعدمني الحياة يا حسيناه!يا بقية الماضين وثمالة الباقين !))فبكى لبكائها وقال لها ((يا أخت !لو ترك القطا لنام .. ولم يزل يناشدها .. ويعزيها ويقول تأسي بالله ياأخيه،شاءالله أن يراني قتيلاً أن يراهم سبايا،وهو في قراره نفسه مستقر كالطود على مواجهة الموت وإباء التسليم أو النزول على حكم ابن مرجانة كما قال ..ثم احتملها مغشياً علية حتى ادخلها الخباء،ومن خسة جند يزيد أنهم مروا بالنساء حواسر من طريقها على الجثث الملقاة في العراء مقطعة الرؤؤس لم يتم دفنها ولم يصلوا كما علوا مع قتلاهم فولولن النساء وصاحن باكيات وصاحت العقيلة زينب(ع) : ((يا محمداه! هذا الحسين بالعراء مقطع الرأس من القفا مسلوب الردا وبناتك سبايا وذريتك مقتلة تسقى عليها الصبا)) لذي أنفرج الجيش لها سماطين عندما جاءت على جسد أخيها الشريف ووجم الجميع مبهوتين وغلبت دموعهم قلوبهم فبكى العدو كما بكى الصديق.


والحادثة معروفة عندما أدخلوا السبايا على مجلس الطاغية بن مرجانة وهم في أشد حال من الجوع والعطش ولابسين أرذل الثياب وعمتهم زينب (ع) التي انحازت إلى مكان لا تتكلم ولا تنظر إلى ما حولها،فسأل اللعين بن زياد :من هذه التي انحازت ومعها نساؤها؟فلم تجبه استحقاراً له وعاد السؤال ثلاث مرات فإجابته أحدى الإماء :هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله(ص)،فقال لها وبكل وقاحة : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأبطل أحدوثتكم.


إلا أن الحوراء زينب كانت بنسبها الشريف وهي ابنة الضرغام حيدر الكرار(ع) والتي كانت غاية في الشجاعة بعد المصيبة التي تهد لها الرجال ولم تمهله فثارت عليه وقال بكل شجاعة بسالة غير آبه به : (( الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه وطهرنا من الرجس تطهيراً..إنما يفضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا والحمد لله،فكد كيدك وأمكر مكرك فو الله لن تمحو ذكرنا فالقتل لنا عادة والشهادة لنا كرامة)) فأي بطولة لهذه المرأة التي لم ينجب التاريخ مثلها في مقارعة قوى البغي والظلم والتي عجز عن مواجهة هذا اللعين الرجال وعندها قال بن مرجانة :قد شفا اله نفسي من طاغيتك والعصاة،وهنا غلبها الحزن والغيظ والحقد الذي يكنه لهم هذا الملعون لآل بيت النبوة فقالت له ((لقد قتلت كهلي وأبدت أهلي وقطعت فرعي واجتثت أصلي،فأن يشفك هذا فقد اشتفيت)) وهي التي حافظت على النسل الشريف لبيت النبوة عندما أراد اللعين أن يقتل اللعين بن اللعين علي السجاد(ع) عندما سخر منه وقال له الله قتل علياً فقال له وبكل جرأة التي يتصف بها أئمتنا المعصومين ((الله يتوفى الأنفس حين موتها،وما كان لنفس أن تموت إلا بأذن الله)) فغضب اللعين وقال له وبك جرأة لجوابي! وصاح الخبيث الأثيم بجنده وقال لهم أضربوا عنقه.فاعتنقت عمته زينب الغلام وأجهشت بالبكاء ولا يردها سلطان ولا يرهبها سلاح،لأنها كانت تستهل الموت لما رأته من مصارع أهل بيتها وهانت عليها الحياة وأقسمت لئن قتلته لتقتلنني معه فأرتد بن زياد متعجباً ومشدوهاً من شجاعة هذه المرأة التي أبت إلا أن تحافظ على الفرع الأصل الكريم الشريف. وهي زوجة عبد الله بن جعفر الطيار ولها من الأولاد اثنان استشهدا في واقعة الطف والتي لاقت ما لاقت من صنوف القهر والتعذيب في مسيرة السبايا إلى الشام والمحافظة على عقائل وحرم رسول الله. ولو أردنا أن نكتب عن فضائلها ومناقبها لأحتاج إلى كتب ومجلدات للتحدث عن هذه السيدة الجليلة روحي لها الفداء.


فالسلام عليك يا سيدتي ومولاتي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعثين حية.


وبعد إن استعرضنا معسكر أبي عبد الله الحسين(ع) سوف نستعرض عسكر الطاغوت والكفر


معسكر يزيد :


وأنا أسميه معسكر الظلام ووصفته كما ذكرته آنفاً وأستهل الكتابة عنه بقول للكاتب المصري عباس العقاد( أنه شرذمة على غراره أصدق ما توصف به أنها شرذمة جلادين،يقتلون من أمروا بقتله ويقبضون ألجر فرحين.وكانوا أعوان يزيد جلادين وكلاب طراد في صيد كبير)ومن هذا القول نلاحظ مدى الانحطاط الفكري والخلقي الذين يتسم هذا المعسكر البغيض والذي المرآة العاكسة لأمرائهم بنو أمية والذين هم نفس الخلق والطباع.


عبيد الله بن زياد :


وكان متهم النسب في قريش لأن أباه زياداً كان مجهول الأب فكانوا يسمونه زياد بن أبيه ثم ألحقه معاوية بأبي سفيان لأن أبا سفيان ذكر بعد نبوغ زياد،أنه كان قد سكر في مكة ليلة فالتمس بغياً فجاءوه بجارية تدعى سمية وهي من الرايات الحمر وكانوا هؤلاء القوم معروفون عند العرب بالبغي والفساد،فقالت له بعد مولد زياد أنها حملت به في تلك الليلة إي أنه أبن حرام ولا يعرف نسبه.وكانت أم عبيد الله جارية مجوسية تدعى مرجانة فكانوا يعيرونه بها وينسبونه إليها،وهو مسخ شديد السمرة ومن عوارض المسخ (وهي عوارض لها في نفوس العرب دخلة تورث الضغن والمهانة)أنه كان ألكن اللسان لا يقيم نطاق الحروف العربيةنفمرة مثلاً أراد أن يقول سيوفكم فقال أفتحوا سيوفكم فضحك كل من الحاضرين.وليس أسهل لديه من قطع الأيدي والأرجل والصلب لشبهه أو غير شبهه مجرم عتيد ومن الدرجة الأولى ويقول مسلم بن عقيل(ع) عنه((ويقتل النفس التي حرم الله قتلها على الغضب والعداوة وسوء الظن،وهو يلهو ويلعب كأنه لم يصنع شيئاً))وكانت هذه الضراوة أنفها وأسوئها في منازلة الحسين(ع) لأن يزيد كان يكرهه ويكره أباه لأنه كان نصح أباه معاوية بالتمهل في أخذ البيعة للعين يزيد فكان حريصاً بابن مرجانة أن يدفع الشبهات والغلو في أثبات الولاء لأميره يزيد وأيضاً الطمع بالمناصب والأموال والملذات التي يزحفون عليها زحفاً،فلذلك هو مغموز النصب ولا يجوز القول أنه أمير بل انه جلاد وكلب من كلاب الطاغية يزيد متعطش لسفك الدماء ولا يراعي ألاً و لا ذمة في الله.

عمر بن سعد :

روي عن أمامنا أمير المؤمنين(ع) أنه قال بحضرة الأنصار والمهاجرين(وأشار إلى صدره):كيف مليء علماً، لو وجدت له طالباً،سلوني قبل أن تفقدوني هذا سفط العلم، هذا لعاب رسول(ص)هذا ما زقني رسول الله(ص)زقاً فاسألوني فإن عندي علم الأولين والآخرين.أما والله لو ثنيت لي الوسادة ثم أجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم، حتى ينادي كل كتاب بأن علياً قد حكم فيَّ بحكم الله فيًَ.

فقام له سعد بن أبي وقاص وكان في أول من بايع أمير المؤمنين ولكنه نكث بيعته بعد فترة حاله حال الناكثين من الصحابة الباقين وسأله سؤال لا ينم عن أي منطق ولا علم فقال له(هل تستطيع عد الشعرات في رأسي) فرد عليه أمير المؤمنين(ع) ((أخبرني حبيبي وأخي رسول الله(ص) أنه بين كل طاقة وطاقة من شعرك شيطان رجيم وأن سخلك في البيت سوف يقتل سخلي) أي أبنه يقتل الحسين(ع) وهذا ما يأتي به أهل البيت الذين يعلمون كل شيء .


ومن هذا القبيل أطاع عمرو بن سعد أبن مرجانة في كربلاء لمطامعه الخاصة والدنيوية الحقيرة التي كانوا يأملون بها بن سعد في ولاية الري ولاحظوا في شعره الذي قاله والذي يدينه أكبر إدانة والذي يقول فيه :


فو الله ما أدري وإني لحائر


أفكر في أمري على خطرين


أأترك ملك الري والري منيتي


أم أرجع مأثوماً بقتل الحسين


وفي قتله النار التي ليس دونها


حجاب،وملك الري قرة عيني


فلاحظوا معي مدى صلف وكفر هذا اللعين الذي يعرف بمنزلة سبط رسول الله ولكن من أجل ملك رخيص ودنيا زائلة يقتل عترة رسول الله(ص) فأي مدى بلغ هذا الكافر اللعين الذي يعرف أن النار مثواه ويقولها في شعره وهو غليظ الطباع فج وأحمق وهو الذي ساق عقائل وحرم رسول الله بعد مقتله على طريق جثث القتلى والتي كانت مطروحة في العراء وعندما شاهدن مصارع أحبتهن صرخن وبكين أبكت كل في معسكر يزيد وهم الذين قتلوا الحسين وأهله. وحتى أن أبن أخته حمزة بن المغيرة بن شعبة(وكان من أكبر أعوان معاوية)نصحه ألا يقبل مقاتلة الحسين،وقال له : (والله لا تخرج من دنياك ومالك وسلطان الأرض لو كان لك،خير لك من أن تلقى الله بدم الحسين).فهؤلاء لا يسمون أمراء أو ساسة بل هم عبارة عن جلادين وقتلة وقلوبهم مليئة بالحقد وينفذون أي أمر للذي بيده الأموال والوعود ولا يراعون أي حرام أو حلال في الله ومهمتهم القتل والذبح والتعطش لسفك الدماء ولا يبالي من الذي يسفك دمه لهذا عمل يزيد على تجنيد الجلادين والقتلة الذين لا يعرفون غير سفك الدماء لعلاج مسألة الحسين.



شمر ابن ذي الجوشن :


كان أبرص كريه المنظر قبيح الصورة كان يدعي الإسلام ويتخذه مظهراً ليحارب به علي و أبنائه ولا يحارب به معاوية و يزيد ليكسب الأمان و ألمزايا و كان سفاكاً للدماء وكان يحيك المؤامرات على عمر بن سعد للفوز بإمرة جيش ابن زياد وهو الذي منع الماء عن معسكر الحسين(ع) حيث في أول نزوله كان الحرس على جانب نهر العلقمي ولكن كان روحي له الفداء يأخذ ثلة من أصحابة فيكشف عن المشرعة فيأخذ الماء وكانوا حتى الحرس يهابونه ولا يجسرون على منازلته ولكن هذا اللعين صاح بالجند وأمرهم بمنع الماء حتى عن النساء والأطفال وقال إلى بن سعد أنه سوف يخبر بن زياد في سبيل الإيقاع باللعين عمر بن سعد إذا لم ينفذ الأمر ومنذ ذلك اليوم قطع الماء عنهم وكان يوم السابع من محرم بواسطة هذا اللعين الأبرص الكريه وكان لا يتورع عن حلال أو حرام في سبيل المال و يقال أنه كان يكنى (بأبن البوالة ) لأن أمه أجلكم الله كانت تبول وهي واقفة لبداوتها و اعرابيتها و عدم فهمها الإسلام و هم من الإعراب الذي ينطبق قولة سبحانه و تعالى (( ألإعراب اشد كفرا ًونفاقاً وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم)) التوبة آية 97 وهو الذي قطع الرأس الشريف لآبا عبد الله الحسين ( ع ) عندما جثم على جسده دون أن تأخذه أي رهبة مع العلم أن كثير من معسكر يزيد أخذهم ألخوف عندما حاولوا أن يفعلوا ذلك فهو كافر من الدرجة الأولى لقيامه بحز الرأس الشريف من القفا .


مسلم بن عقبة:


نأخذ هذه الشخصية من معسكر يزيد لنرى مدى خسة وغدر وحقد هؤلاء القوم من جيش يزيد و الذي يوجد على شاكلتهم كثير وهم هؤلاء الذين نطلق عليهم شيعة أبي سفيان .وهذا الرجل مخلوق مسمم الطبيعة في هيئة إنسان ((وكان أعور أغر ثائر الرأس،كأنما يقلع رجليه إذا مشى))هذا ما يصفه الكاتب عباس العقاد وقد بلغ من ضراوته أنه عاث في المدينة بالخراب والتنكيل عندما وجه اللعين يزيد بجيشه إلى المدينة ومكة وضرب مكة بالمنجنيق وهذا الشيخ المرض بالذات أباح المدينة في حرم النبي(ص) ثلاثة أيام وعمل عليها بالسيف وجزر الناس كما يجزر القصاب الغنم وحتى وصلت الدماء إلى الأقدام وقتل من قتل من أبناء المهاجرين والأنصار ودرية البدريين أخذ البيعة ليزيد من البقية الباقية وهو كان عبد قن لأمير المؤمنين(ع) وانطلق مع جنده في المدينة ينهبون الأموال ويستبيحون الأعراض حتى وصل القتلى من وجوه الناس والموالي ألف وسبعمائة،ونورد كتابه الذي بعثه إلى أميره اللعين لنوضح مدى خسة وحقد هؤلاء المجرمين فيقول((فأدخلنا الخيل عليهم..فما صليت الظهر أصلح الله أمير المؤمنين إلا في مسجدهم!..بعد القتل الذريع والانتهاب العظيم..وأوقعنا بهم السيوف وقتلنا من أشرف لنا منهم واتبعنا مدبرهم وأجهزنا على جريحهم وأنتهيناها ثلاثاً كما قال أمير المؤمنين أعز الله نصره،وجعلت دور بني الشهيد عثمان بن عفان في حرز وأمان، والحمد لله الذي شفا صدري من قتل أهل الخلاف القديم والنفاق العظيم،فطالما عتوا وقديماً طغوا وأكتب هذا إلى أمير المؤمنين وأنا في منزل سعيد بن العاص مدنفاً مريضاً ما أراني إلا لما بي..فما كنت أبالي متى مت بعد يومي هذا)) فانظروا إلى هذا الحقد المتأجج والعفونة المتأصلة لديه وقد مات بعد هذا وفي أسفل دركٍ من النار ويبين أن يزيد كان موافقاً على كل ما يقوم به كلابه المجرمين الجلادين سواء في سفك دم الحسين (ع) وعترته الطاهرة وسبي نسائه حرم رسول الله(ص)وأن لا يقول من الكتاب الذين يلعبون بالتاريخ أن يزيد لم يوافق على قتل الحسين وأن هذا كان اجتهاد من عبيد الله بن زياد وما إلى ذلك من الخزعبلات التي لا تقنع أي باحث وعاقل في هذه الدنيا.


ولنختم قولنا بما يقوله الكاتب المصري عباس العقاد في وصف المعسكرين((وهكذا كان ليزيد أعوان إذا بلغ أحدهم حده في معركته فهو جلاد مبذول السيف والسوط في سبيل المال.


بينما كان للحسين أعوان إذا بلغ أحدهم حده في معركة فهو شهيد يبذل الدنيا كلها في سبيل الروح.وهي أذن معركة جلادين وشهداء))فهذا الوصف البليغ هو ما قاله أحد كتاب مصر المشهورين وهو وصف بليغ في وصف المعسكرين وأترك لكم البقية فيما ذكرته لكم.


والخلاصة نلاحظ مدى البون الشاسع بين معسكر النور والحقيقة والإباء والشموخ وبين معسكر الظلام والجبن والخذلان، وهذه الشخصيات العظيمة التي سطرت بأحرف من نور هذه الملحمة الخالدة وبقت كواكب لامعة ومتلألئة في السماء ويبقى ذكرهم إلى يوم تقوم الساعة وهم في الجنة في عليين وقد قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم ((ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما أتاهم اللهُ من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألاِّ خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون))آل عمران آية 169 -170 .وصدق من قال في الزيارة المعهودة ((طبتم وطابت الأرض التي دفنتم فيها فياليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً)). وسوف نستمر انشاء الله في حلقاتنا المقبلة لبحثنا والتي كلما أردت أن أنهيها وجدت من العبر والدروس التي تجعلني أسترسل في الموضوع فليعذرني القارئ في الإطالة لأن الموضوع كلما تبحث تخرج لنا الدروس في الثورة الحسينية الخالدة التي تسطع بنورها على مدى تعاقب الأجيال.


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


والصلاة على سيدنا وحبيبنا وشفيعنا يوم القيامة أبو السبطين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.

----------------------------------------------------------------------
المصادر :
1 – أبو الشهداء الحسين بن علي.الكاتب المصري عباس محمود العقاد.نهضة مصر للطباعة والنشر
2 - العباس بن علي (عليهما السلام)رائد الكرامة والفداء في الإسلام.تأليف باقر شريف القريشي.مكتبة السرا ج الألكترونية.
3 – خطب من المنبر الحسيني وصفحات من الأنترنيت.
4 – الأمام الحسين حياته واستشهاده .الكاتب المصري مأمون غريب ، مركز الكتاب للنشر
5 - الحسين سماته وسيره.تأليف السيد محمد رضا الحسيني الجلالي،دار المعروف للطباعة والنشر

عشق الكلمة
07-02-2009, 11:55 PM
كل الشكر للمقتطفات السريعة لمعسكر النور ومعسكر الضلال ويعطيك العافية لجهدك فى الاستمرار بتقديم الحلقات ومتابعة لما تبقى إن شاء الله.

عبد محمد
08-02-2009, 08:50 PM
اخي عبود مزهر لك كل الشكر والتقدير على مواصلتك لهذه الحلقات

عبود مزهر الكرخي
11-02-2009, 09:18 PM
نظرة في واقعة الطف(الحلقة السادسة)


بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة على خير خلق الله سيدنا أبو الزهراء وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين



أما بعد فنتابع هذا السفر الخالد لأبي الشهداء سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين(ع) الذي بدمه الشريف أختط الدين الإسلامي وأخذ منحاه الأصيل والذي ببطولته مع أهل بيته وأنصاره نجا ديننا الحنيف من كل براثن الانحراف والتشويه ولنبدأ بقرب وقوع الفاجعة التي ليس كمثلها فاجعة في التاريخ القديم والحديث.


حرب النور والظلام :


وبدأت طبول تقرع بين معسكرين معسكر الكرم والآباء والشموخ والذين مستعدين لبذل أرواحهم رخيصة في سبيل نصرة أبن بنت رسول الله وهو معسكر يلح عليه العطش والضيق ولكنه هذا يزيده طمأنينة في السير بمصير التضحية والخلود.


ومعسكر ذا الكثرة العددية معسكر جبن ولؤم وغدر وتخاذل وكان كل فرد منهم يخون ضميره ونفسه ارتباك وحيرة فيما يقوم به وتتملكه هواجس الندم والخوف من الاجترار بدم الحسين فهم جبناء،والجبان والذليل يكون حقده وإيذاءه في الحد الأعلى لأنه يكون معرق في الخيانة ويتصرف تصرف الأنذال ثم لا يبالي بما يقترفه من هذه الفعلة الشنيعة وهم يغالون في ذلك ليظهروا لأمرائهم الصدق والإخلاص وكسب رضائهم بزيادة العطايا والهبات والمناصب لهم فهو هذا هو مفهوم الشر والتأصل لدى هذه الفئة الباغية وغلوهم في محاربة سيد الشهداء واللئيم يكون غدره أضعاف مضاعفة الشخص العادي ويتفنن في طريقة التصريح بالغدر واللؤم ويقول الكاتب المصري عباس العقاد ((ولو كانوا يحاربون عقيدة بعقيدة،لما لصقت بهم وصمة النفاق ومسبة الأخلاق..فعداوتهم ما علموا أنه الحق وشعروا أنه الواجب أقبح بهم من عداوة المرء ما هو جاهله بعقله ومعرض عنه بشعوره،لأنهم يحاربون الحق وهم يعلمون.ومن ثم كانوا في موقفهم ظلاماً مطبقاً،ليس فيه من شعور الواجب بصيص من عالم النور والفداء..فكانوا حقاً في يوم كربلاء قوة من عالم الظلام تكافح قوة من عالم النور)).


وفي الحروب ليس في المنطق الحربي منع الماء عن أي من المعسكرين وهذا ما فعله مولانا أمير المؤمنين في معركة صفين حيث أزاح قوى البغي لمعاوية عندما منع الماء عن جيش أمير المؤمنين ولكن بدوره عندما أرادوا الماء لم يمنعهم فهذا هو الكرم وهذا الخلق السامي لبيت النبوة والذي لا تدانيها أي مرتبة في العالم ولكن معسكر يزيد الطاغية يمنع الماء حتى عن النساء والأطفال لتصورهم أن الحسين(ع) سوف يكون مضطراً للتسليم وهذا مالم ينالوه وكما وصفه الشاعر أبو العلاء المعري بعد أربع قرون بقوله :


منع الفتى هيناً فجر عظائم............... وحمى نمير الماء فانبعث الدم


وبدأ روحي له الفداء بالموعظة والنصيحة وأن يقرع ضمائرهم وينبههم من الغفلة الذين هم فيها ولكن لا حياة لمن تنادي فخرج إليهم (ع) بزي جده (ص)متقلداً سيفه لابساً عمامته ورداءه فكانوا أول ما صنعوه الأنذال دقوا على الطبول وأكثروا من الضجيج حتى لا يصل خطابه إلى أسماعهم ولكنهم بقى هو إلا أن ملوا فهدئوا بعد لحظات وسمعوه بعد الحمد والصلاة((أيها الناس أنسبوني من أنا..هل يحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟ألست أبن بنت نبيكم؟أو لم يبلغكم ما قاله رسول الله(ص)لي ولأخي: هذان سيدا شباب أهل الجنة؟ويحكم!..أتطلبونني بقتيل لكم قتلته أو مال لكم استهلكته؟ ثم نادى بأسماء الذين استدعوه إلى الكوفة ثم خرجوا لحربه مع أبن مرجانة يا شبث بن ربعي!يا حجار بن أبجر!يا قيس بن الأشعث!يا يزيد ابن الحارث!يا عمر بن الحجاج!..ألم تكتبوا إليِّ أن قد أينعث الثمار واخضرت الجنبات،وإنما تقدم على جُند لك مجّندة))فوقعت هذه الكلمات كا لزلازل عليهم وعرف كثير منهم أنها تتحول إلى صف لن تجد فيه غير الموت العاجل ولم تستطب البقاء مع ابن زياد لاغتنام الغنيمة وانتظار الجزاء من المناصب والاموال. ولكن والقلوب الرعديدة لم تخشع ولم تعي ما يقوله أمامهم وهنا خاطبهم بقوله أيها الناي وهو يعني أنهم ليسوا بمؤمنين وليسوا بعرب بل هم شراذم من الناس ولم نلاحظ إلا ميل وهروب عدد من جيش بن مرجانة من المعركة وكذلك خطب فيهم زهير بن القين كما أسلفنا سابقاً ولكن قسم كبير من توقح وتطاول على أبي الشهداء وتوعدوا بالحسين ومن معه بالقتل.


وطال القلق بين معسكر بن زياد ولاحظ هذا القلق اللعين عمرو بن سعد فتناول سهماً ثم رمى إلى معسكر الحسين وهو يصيح (أشهدوا لي عند الأمير أنني أول من رمى الحسين) ثم تتابعت السهام فسقطت حجة السلم عند ذلك وقال لهم روحي له الفداء((قوموا يا كرام فهذه رسل القوم إليكم))وبدأ القتال،وقد تهيأ سيدنا ومولانا فأختار رابية ليطل عليها من المعركة وحفر خندقاً لا يسهل عبوره فأوقد فيه النار ليمنع الالتفاف عليه وجاء رجل يقال له أبو حوزة وقال هذا المجرم للحسين(ع) :أن هذه النار التي سوف ترد عليها وهو متبجح فدعا عليه الحسين وقال ((اللهم أحرقه بالنار)) فما كان أن جمح به الجواد والقي به في النار فأحترق اللعين فوراً وهناك كان رجل يقال له وائل بن مسروق وكان يمني نفسه بقتل الحسين(ع) وأخذ المكافأة فلما شاهد ذلك أحس بجرم ما يقوم به فهرب من معسكر أبن زياد لأنه ظالم لا محالة في حالة فعله هذا الفعل الشنيع فلاحظوا كم هو معسكر متخاذل وجبان لا يؤمن بالقضية التي يقاتل من أجلها ومن يقاتل فأنا يقاتل من أجل السلطة الدينونة.ورغم الفارق العددي إلا أن كان مع الحسين من خيرة فرسان بني هاشم وهم مشهود لهم بالشجاعة والصبر على الجراح ولنورد مثال على ذلك حيث كان رجل في زمن معاوية عند بلاد الروم وكان من جبابرة الأرض وكان يفخر به أهله فأرسله ملك الروم إلى معاوية وعجز العرب عن مصارعته لشدته وقوة بأسه ..فجلس إلى محمد الحنفية وطلب من ذلك الرومي الجبار أن يقيمه فلم يقدر لصلابة أعضائه،فلما أقر بعجزه رفعه محمد فوق رأسه ثم جلد به عدة مرات.فهذه شجاعة بنو هاشم ومعه خيرة أولاد سيدي ومولاي أبا الفضل العباس (ع)مضاف إليه الأنصار فهم مقاتلين من خيرة فرسان العرب في الرماية والقتال والبأس الشديد وبدأ القتال وأستحكموا الفرسان في معسكر وتقدموا ولم يقدروا عليهم وكان أثنا وثلاثون فارسا وأربعون رجلاً واحتكموا إلى المبارزة فلم يتعرض أحد من جيش بن مرجانة إلا فشل ونكص على عقبيه فخشي رؤوس الكفر من عقبى هذه المبارزة التي لا يكون أي أمل للغلبة لهم وصاح اللعين عمر بن الحجاج برفاقه : أتدرون من تقاتلون..تقاتلون فرسان المصر وقوماً مستميتين،لا يبرز إليهم منكم أحد حتى يقتلوكم وإنهم قليل..ولو لم ترموهم إلا بالحجارة لقتلتموهم وخرج إليهم البطل عابس الشاكري وشرحت كيف قاتل الابطال ولم يجرؤ أحد على مبارزته وثبت وقاتل حتى قُتل وكل واحد يقتل وفي الرمق يسلم على أمامه ويقول((السلام عليك يا سيدي ومولاي أبا عبد الله))فما هذا الجيش الذي يقاتل في سبيل الحق والفكر النير لسيد الشهداء(ع)ولم يكن من أصحاب الحسين إلا من يطلب الموت ويتحرى عنه ويطلبه لمعرفته بالجنة وبالفوز العظيم الذي يلقاه في وقوفه عن أمامه والذود عن حرم رسول الله وأنه يلقى الله ورسوله بوجه مشرق.فهذا أحد الأنصار الذي هو سعيد بن مرة وقبل المعركة وكان متزوجاً حديثاً ينزل في الصباح إلى أمه ويقول لها : أمي أني متضايق فتقول : أذهب إلى البستان وستجد زوجتك تطيب لك خاطرك ويقول لها : أني تزوجت بأخرى فقالت له: كيف تزوجت ولم أعلم،قال لها : أني تزوجت بحورية من الجنة وأني قد طلقت زوجتي وذاهب مع الحسين لأذود عنه وعن حرم رسول الله،فقالت له أمه : أذهب وفقك لله وأحظى بحورية الجنة.وهذا الأنصاري عمر بن بشير الحضرمي من أصحابه الذي يأسروه الديلم في فتنة الديلم ولا يفكون أسره إلا بدفع الدية،فيأذن له الحسين بالذهاب هو في حل من بيعته ويعطيه الحسين ومن ماله دية أبنه،فأبى الرجل إباءٍ شديداً وقال: (عند الله أحتسب)ثم قال عند للحسين(هيهات أن أفارقك ثم أسال الركبان عن خبرك..لا يكن والله هذا أبداً ثم يقول أكلتني السباع حياً أن فارقتك) وهذا الأنصاري الجليل مسلم بن عوسجة وهو في الرمق الأخير ويوصي صاحبه حبيب بن مظاهر الأسدي (أوصيك بهذا )ويشير إلى سيدي ومولاي أبا عبد الله(ع) وبدل أن يوصي بعياله يوصي بأمامه والذود عنه فهل نجد هذه المآثر البطولية والشجاعة التي لا يدانيها أي شخص في معسكر الكفر والطاغوت؟ أم هل مثل هذه المواقف الخالدة موجودة في كل التاريخ القديم والحديث؟والجواب قطعاً لا.وقاتل أصحاب الحسين القتال الذي وصفه المؤرخين بالقتال الأسطوري الذي لم يشاهدوه من قبل بالرغم من العطش والضيق الذي كانوا يعانون منه وحرقوا خيم المعسكر وأصحاب يدافعونهم ويصدونهم وظل الحسين على حضور ذهنه وثبات جأشه في تلك المحنة المتراكبة التي تعصف بالصبر وتطيش بالألباب وقال لأصحابه((دعوهم يحرقونها..فإنهم إذا أحرقوها لا يستطيعون أن يجوزوا إليكم منها))وهذا الفكر والحضور الذي لم يغفل أي صغيرة وكبيرة بالرغم من الحصار والعطش والضيق الذي هو فيه وأهل بيته ومعسكره. وأستشهد أغلب أنصاره وجاءت إلى بني هاشم وأولاده،وقال له أبنه علي الأكبر(ع) قبل المعركة ((يأبه ألسنا على حق))فقال له روحي الفداء((أي والله نحن على حق))فقال له أبنه(ع) ((أذن نموت معك ولا نبالي))فهذه أخلاق أولاد علي وشمائل أهل بيت النبوة وسقط هذا البطل وفي الرمق الأخير سلم على والده وقال له بعد أن غلب به العطش أن جدي رسول الله قد سقاني شربة من حوضه الكوثر ويسلم عليك والذي قال عنه أبوه(ع) : ((اللهم لقد خرج إليهم أشبه الناس خَلقاً وخُلَّقاً برسول وكنا إذا أن نشتاق إلى رؤية رسول الله فننظر إلى وجهه))فما أعظم الجرم الذي أرتكبوة هؤلاء الكفرة الطواغيت واستمرت المعركة وأستشهد كل بنو هاشم ولم يبقى إلا حامل وناصره أخوه العباس(ع) والذي كان حزام ظهره وسنده القوي في كل حياته والقصة معروفه في جلب الماء للعيال والأطفال من حرم رسول الله وبعد الرجوع تم التكاثر عليه ولم يقتلوه مباشرة للتهيب من مواجهته وجاءوه من الخلف وقطعوا يمينه وقد ذكرت لكم آنفاً أرجوزته في الدفاع عن أمامه صادق اليقين ثم قطعوا يساره وظل يقاتل ولكن المجرمين الأنذال قد تكاثروا واستشهد بين يدي أخيه وسلم عليه بعد أن رفض أخذه إلى المعسكر لحيائه من عدم جلب الماء إلى العيال وباستشهاد قمر العشيرة(ع) قال روحي له الفداء((الآن أنكسر ظهري وقطع حزامي)) وهو يمشي يخط رجله بالأرض لهول الفاجعة التي مني بها وهنا دنت الخاتمة ووضح المصير وهو كما ذكرنا سابقاً يوصي أخته كعبة الأحزان زينب(ع) بالعيال وبابنه العليل زين العابدين(ع) عندما أخذ وتوكأ على السيف ليقاتل ولكن رده إلى الخيمة لأنه بقية الله في أرضه كما قال لأخته العقيلة وصاحت وأجهشت أخته الصابرة بالبكاء وقاتلت ((وامحمداه !..وعلياه!وفاطماه!)) فصبرها وقال لها ((تأسي بالله يا أخيه))وعند ذلك طلبت منه أن يفتح قميصه لتقبله من جيده ففعل وقالت ((با أماه هذه أمانة قد ردت إليك فاقبليها)) وكانت أمها الزهراء(ع)قد أوصت بنتها وهي في اللحظات الأخيرة أن تقبل عنق الحسين في كربلاء وعندما يكون وحيداً في أرض المعركة فأي كلمات وأي عبارات تكتب في هذا الموقف الذي تعجز القلم وأي فرد في وصف هذا الحنان والحب السامي بين الأخت وأخته وتخيلوا عندما لك أخت وتودعك في السفر وهي تذرف الدموع لفراقك فكيف وهو تودعه إلى طريق لا رجعة فيه وهو طريق استشهاده ومنيته.فما أعظم المصيبة التي جوبهتم بها أهل بيت النبوة وأي مواقف وقفتم بها التي تطير بها أفئدة الرجال الشجعان وأي كلمات تكتب لكل كتب الأرض عنكم فهي قليلة بحقكم والله ولا تناسب مقامكم ومنزلتكم الرفيعة عند الله.



استشهاد أبي الأحرار :


وفي هذه اللحظات التي كان يصدم بكل عزيز لديه ويفجع بشهيدٍ واحداً تلو الآخر وهو ماضي العزم يناهض به الموت ويعرض به عن الموت وفي كل سعيد يلقاه يقول ((لا خير في العيش من بعدك)) ويردد ((لا حول ولا قوة إلا بالله ))وطلب ثياب بالية ورثة لكي تستر عليه في حالة استشهاده لمعرفته بخسة ولؤم هؤلاء الأوغاد في تجريده من ملابسه وحتى هذه الملابس جردوها وبقى وحيداً في العراء وخرج يقاتل الجموع الزاحفة بثبات وصلابة لم يعهدوها من قبل في رجل قد أخذ منه العطش منه أي مأخذ وتعرض لصنوف من القهر والعذاب ومقتل أصحابه وأهل بيته وحتى تعجب المؤرخون من شدة بأسه ومضيه في القتال فنقول لهم أن هذا الشبل من ذاك الأسد الضرغام حيدر الكرار(ع) وكان يشد على الخيل ويشق الصفوف وحيداً فتنكشف عنه الجيوش كما يكشف الذئب عن قطيع الغنم فيتفرقون ولا يتجرأ أحد على منازلته ويهم عليه المتقدمون فينكصون منه يهربون وغضب اللعين شمر وأمر الرماة برشقه بالنبل من بعيد وصاح بمن حوله : ويحكم!ماذا تنتظرون بالرجل أقتلوه؟..أقتلوه ثكلتكم أمهاتكم،ونادي المجرم الآخر عمرو بن سعد أقتلوا أبن الانزع البطين أقتلوا أبن قتال العرب ،لكي يثير عندهم النعرة الجاهلية بالثأر من الإما علي (ع)الذي قتل سادات الكفر وضربهم على خراطيمهم فاندفعت جموع الشرك والطاغوت كالنمل وضربة رجل لعنه اله يدعى أبو الحتوف بصخرة على جبهته فشج جبهته الشريفة وضربه زرعة بن شريك على يده اليسرى فقطعها وضربه آخر على عاتقه فخر على وجهه ويقوم ويكبر وهم يطعنونه بالرماح ويضربونه بالسيوف حتى سقط من جواده من كثرة الجراح ثم جاء أبن أخوه فتى صغير أسمه عبد الله بن الحسن المجتبى بعد أن أفلت من عمته وجلس مع عمه الحسين(ع) فجاء رجل يريد أن يضرب فصاح الغلام بالرجل وبكل شجاعة (أتقتل عمي يا أبن الخبيثة) فعدل هذا اللعين على الفتى وضربه فتلقى الغلام الضربة بيديه فانقطعت وقال له روحي عمه : ((بعدا لأمةٍ قتلتك))ومات هذا الطفل البريء فما أعظم الجرم الذي ارتكبوه بأي وجه يقابلون رسول الله وعلي وفاطمة والحسن(صلوات الله عليهم)وهم أنا متأكد هم أجداد النواصب والإرهابيين والقاعدة في الوقت الحاضر والذين لا يتورعون عن قتل أي واحد طفل أو شيخ كبير أو أمراة بحجة الإسلام الذين شوهوه بهذه المفاهيم الغريبة والتي كان يغذيها بهم من زمن أبو سفيان وبنو أمية لعنهم الله أجمعين.ونعود إلى موضوعنا واشتدت الطعنات والنبال والسيوف على أمامنا روحي له الفداء وسكن حراكه وكان عدد ضربات السيوف عليه ثلاثة وثلاثون طعنة وأربع وثلاثون ضربة ومن النبل والسهام كان عددها مائة وعشرين،فانظروا إلى الوحشية والحقد الذين في قلب هؤلاء الكفرة.وعند ذلك نزل خولي بن يزيد الأصبحي ليحتز رأسه الشريف،فملكته رعدة في يديه وجسده لعدم قدرته على الأتيان بهذا الفعل الشنيع وقبله أراد عدة من الأوغاد فعل ذلك ولكن لم يستطيعوا لرهبتهم وخوفهم من هذا العمل الجبان ولكن في كل زمان ومكان المجرم الخسيس موجود،فنحى شمر اللعين خولي وهو يقول له : فت الله في عضدك! وجثم على جسده الشريف وكان بالحسين رمق من الحياة فقال له ((نبأني جدي الرسول(ص) يقتلك الأبرص الأشعث الكريه)) وحز رأسه الشريف من القفا بعد أن طبر رأسه الشريف أثنا عشر طبرة فهل يوجد غل وكراهية أكثر من هذا وهل يحمل هذا المجرم وكل الموجودين في معسكر يزيد اللعين أي ذرة من الإنسانية أو مقدار من المرؤة والشهامة كعرب وليس كمسلمين لأن صفة الإسلام منزوعة عنهم بالتأكيد ولا يقولوا أحد أنهم ينفذون أوامر خليفتهم الذي هو أتعس منهم وهذا الحقد على أبو الأحرار قد تزامن من قبل هذا لأبرص الكريه ومغموز النسب بن مرجانة وأميرهم بن ميسون لعراقة النسب الشريف لأبي الشهداء(ع)ليعلن عنه في هذه الصورة الآثمة والبشعة لسفك الدم الشريف للحسين(ع) وهو غدر وحقد ما بعده حقد وغدر وليصور الكتاب المأجورين في طمس الحقيقة وتضليل البسطاء بتحريف التاريخ وتزويره والذين كان في ذلك أمراؤهم من بني أمية الدور وتوزيع الأموال في سبيل حجب الحقيقة وأن الشمس لا تحجب بغربال كما يقال والحقيقة واضحة وضوح الشمس وقد قال نفر من عسكر بن سعد : لو كنت فيمن قتل الحسين،ثم أدخلت الجنة ،لاستحييت أن أنظر إلى وجه رسول الله(ص)،فهم حتماً لن يدخلوا الجنة وهم في النار خالدون ولكن أنظر إلى مدى التردي والضلال والتخلف في الشعور والبعد عن الإسلام.


ثم أمر اللعين بن سعد أن تطأ الخيل جسد الحسين الشريف بحسب أوامر من الطاغية أبن زياد وبقي عارياً في الشمس فأي لؤم ورذالة وخبث نذالة وهم يدعون أنهم مسلمين ولكن بقدرة الله عز وجل تم أكساء جسده الشريف بالرمال وغطت جسده الشريف والرأس المقطوع على القنا يدار به في الكوفة وحتى العقيلة زينب(ع) قالت لهم ((أما فيكم مسلم)) فلم يجبها أحد لمعرفتهم بأنهم مجرمين وأن من يقوم بهذا الأجرام ليس بمسلم وأن هذا ألأمر يقزز الشعور ويجرح العاطفة ويستدر العبرة وهم يدعون بأنهم مسلمين وعرب ولكن الحسين (ع) قد فند أقوالهم حين صاح بهم ((ويحكم يا شيعة آل أبي سفيان!إن لم يكن لكم دين،وكنتم لا تخافون المعاد،فكونوا أحراراً في دنياكم،أن كنتم عرباً كما تزعمون؟))فنفى عنهم صفة الدين لأنهم لا يخافون المعاد ونفى أنهم عرب لأن العروبة لها قوانين وسنن وآداب وموازين أقلها الشعور بالتحرر والإباء والحمية والمرؤة والتأنف من ارتكاب المآثم الدنيئة أما هؤلاء فهم ممسوخين مغمورين في الرذيلة والبعد عن الحق وانضوائهم تحت لواء الباطل ويقول الكاتب والمؤرخ السيد محمد رضا الحسيني الجلالي ((وظلت كربلاء ويوم عاشوراء وصمة عار على جبين التاريخ الإسلامي وعلى جبين أهل القرن الأول،لا يمحوها الدهر،ولا يغسلها الزمن)).



وقد بكت السماء والجن على هذا الذبيح الغريب العطشان وأورد بعض ما ذكره المؤرخون والناس،يقول أبن سيرين: (لم تبك السماء على أحدٍ بعد يحيى بن زكريا،إلاّ على الحسين بن علي)مختصر تاريخ دمشق لأبن منظور،وقالت نصرة الأزدية :لما قتل الحسين بن علي أمطرت السماء دماًُ فأصبحت وكل شيءٍ لنا ملآن دماً.وقلت أمراة : كُنا زماناً بعد مقتل الحسين،وأن تطلع الشمس تطلع محمرة على الحيطان والجدران بالغداة والعشيّ وكانوا لا يرفعون حجراً إلا وجودوا تحته دماً..وقال خليفة : لمُا قتل الحسين اسودّت السماء وظهرت الكواكب نهاراً،حتى رأيت الجوزاء عند العصر وسقط التراب الأحمر.وقال معمر : أول ما عرف الزهري تكلم في مجلس الوليد بن عبد الملك،فقال الوليد : أيكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قُتل الحسين بن علي،فقال الزهري : بلغني أنه لم يقلب حجر إلا وجد تحته دم عبيط. وتقول أم سلمة زوجة نبينا الأكرم والتي عندما علمت باستشهاد الحسين(ع) من القارورة التي أعطاها الرسول لها والتي فارت دماً عبيط.أنها شهقت شهقة أغمي عليها وقالت : قتلوه!قتلهم الله،قتلوه!أذلهم الله،قتلوه!أخزاهم الله!ملأ الله بيوتهم وقبورهم ناراً ووقعت مغشية عليها.وقالت أم سلمة سمعت الجن تنوح على الحسين يوم قتل،وهن يقلن :


أيّها القاتلون ظلماً الحسين...........أبشروا بالعذاب والتنكيل


كلّ أهل السماء يدعو عليكم................من نبي ومرسل وقتيل


قد لعنتم على لسان ابن داود....................وموسى وصاحب الإنجيل


وكانت كربلاء يسمعون فيها نوح الجن وهذا ما ذكره ابو جناب الكلبي ويقول : وكان الجصاصون إذا خرجوا في السحر يسمعون نوح الجن على الحسين وينوحون عليه بالشعر.



وأن يوم العاشر من عاشوراء يوم عظيم عند الله فهو الذي عفا فيه رب العز والجلالة عن نبينا آدم(ع) وذلك بقوله تعالى ((فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم))البقرة آية 37 وهو عندما استشفع بفاطمة وأبيها وبعلها وبنيها فعفا عنه في يوم العاشر من محرم،ونوح نجا ومن معه عندما استوت السفينة على الجودي في يوم العاشر من محرم،وموسى عندما أخذ الألواح وكلم ربه ففي يوم العاشر من محرم ،فهو يوم مقدس وعظيم لدى رب العالمين والأنبياء وجعله هذا اليوم بهذه القدسية لاستشهاد سيد الشهداء وريحانة رسول ونبيه المصطفى في هذا اليوم وكل الأنبياء لو تبحثون ستجدون أنه حدثت أمرهم العظيمة في هذا اليوم.


والخلاصة أنه مهما عمل بنو أمية وأحفادهم لطمس وتزوير الحقائق فلن يقدروا لأن الله متم نوره ولو كره الكافرون وهذا ما ذكره البارئ العليم وما قالته الحوراء زينب(ع) للطاغية أبن زياد ((أمكر مكرك وكيد كيدك فو الله لن تمحو ذكرنا))وبقى ذكر أبي الأحرار وأخيه العباس(عليهم السلام) وأنصاره في عليين وخالدين إلى يوم القيامة وبقت أضرحتهم شاهدة على عظمتهم وعظمة العمل البطولي الذي قاموا به أما هم فأين قبورهم فأنها قد تحولت إلى مزابل ويبول عليها الكلاب أجلكم الله.وقد ذكر الله تعالى لنبيه الكريم(ص) كما جاء في الحديث ((أوحى الله تعالى إلى محمد (ص) : أني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين إلفا،وأنا قاتل بابن بنتك سبعين إلفا وبعين إلفا))،وقد أخبر روحي له الفداء عن بعض هذه النتائج قبل خروجه كربلاء وقال : ((والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي!فإذا فعلوا،سلط الله عليهم من يذلهم،حتى يكونوا أذلّ من فرم الأَمة))وهذا ماسوف نتحدث به ونناقشه في حلقتنا القبلة إنشاء الله هذه الأمور إذا كان لنا في العمر بقية وبقوة الله وتوفيقه.



وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


والصلاة على النور الأنور أبو القاسم وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.

-----------------------------------------------------------------------------------
المصادر :
1 – أبو الشهداء الحسين بن علي.الكاتب المصري عباس محمود العقاد.نهضة مصر للطباعة والنشر
2 – أعلام الهداية : سيد الشهداء الأمام الحسين بن علي (عليه السلام).المجمع العلمي لأهل البيت.قم المقدسة.
3 – خطب من المنبر الحسيني وصفحات من الأنترنيت.
4 – الأمام الحسين حياته واستشهاده .الكاتب المصري مأمون غريب ، مركز الكتاب للنشر
5 - الحسين سماته وسيره.تأليف السيد محمد رضا الحسيني الجلالي،دار المعروف للطباعة والنشر

عبد محمد
11-02-2009, 09:30 PM
اجرك على الله على ما تقدمه مشكورا أخ مزهر

عشق الكلمة
11-02-2009, 11:25 PM
السلام على الخد التريب وعلى الشيب الخضيب وعلى الجسم السليب،
السلام على من كان غسله دمه ونسيج الريح أكفانه والقنا الخطي نعشه
وحوافر الخيل الأعوجية حافرة قبره.
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى العباس أخي الحسين وعلى
أنصار وأصحاب الحسين وعلى أهل الحسين وعلى حرم وأطفال
ويتامى الحسين.
السلام على الشهيد الوحيد الغريب المظلوم الظمآن العطشان المذبوح
المنحور من غير رشفة ماء بعرصة كر بلاء
مد الله فى عمرك أخى الفاضل ورحمك الله ووفقك وزادك ثوابا وأجرا لهذا
العطاء الحسينى فقد اسبلت ادمعي ووشحت ملامحي بسواد الرداء .
شكري وتحياتى لشخصك الكريم للمجهود المتواصل .

عبود مزهر الكرخي
18-02-2009, 08:23 PM
نظرة في واقعة الطف(الحلقة الأخيرة)


بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة على نبينا أبو القاسم محمد قنديل السماء وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين


إما بعد فنستكمل حلقاتنا في واقعة الطف الخالدة التي سجلها التاريخ بأحرف من نور بقت خالدة إلى يوم يبعثون وندعو من الله أن يوفقنا في ذلك


مأثم مخزية :


نقول في هذا الباب أنها كانت حرب بين أشرف الناس وعلى الطرف الآخر أوضع وأحقر الناس وسوف أوجز لكم هذه الفظائع التي ارتكبوها بني أمية والذين يدعون الكتاب المحسوبين على الإسلام أن يزيد خليفة المسلمين وأن جلاوزته جند الإسلام،ولنتطرق إلى الأفعال التي قاموا بها والتي يقزز منها البشر والتي لا تحسب إلا في منزلة الحيوانات المتوحشة التي لا تمتلك أي قلب.


1 ) وهي قتل عيد الله الرضيع الذي طلب سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين(ع) فعاجله حرملة بن كاهل ألأسدي لعنه الله بسهم فذبحه من الوريد إلى الوريد ويقول هذا اللعين أنه كان يحصل عن كل سهم يصيب به ألف درهم وقد قال هذا اللعين أنه عندما ذبحه أعتنق الرضيع والده من شدة الألم وأخذ الدم روحي له الفداء فرمى به إلى السماء فلم تسقط منه قطرة واحدة وهذا يعني أن الله والسماء تقبلت هذا الدم وتم سقيه من ماء الكوثر.


2 ) عند استشهاد علي الأكبر(ع) جمح الجواد به إلى معسكر الأعداء فما لبثوا أن قام الأوغاد وهو متوفي روحي له الفداء بتقطيعه أرباً أرباً وإرساله إلى أبيه،فما هذه الوحشية في التمثيل بالميت بدون مراعاة لأي حرمة مع العلم أن اللعين عبد الرحمن بن ملجم قاتل أمير المؤمنين(ع) عندما جيء به إليه قال لهم ((أطعموه من طعامنا واسقوه من شرابنا وإذا مت فاضربوه ضربة واحدة ولا تمثلوا به لأني سمعت حبيبي رسول الله(ص) لا تمثلوا حتى بالكلب العقور)) فأي خلق أتصف به أهل بيت النبوة وأي خلق هؤلاء الحاقدين الأنجاس في تعاملهم الذي ليس بالإنساني ويخالف العرف والمثل.


3 ) عند استشهاد أبي الأحرار لجئوا المجرمين إلى سلب ملابسه وأرديته بكل لؤم وخسة ووحشية وجعلوه عارياً في الرمضاء ولكن كما قلت سابقاً لحفته الرمال وغطته وجاء الأسد وبقدرة الله سبحانه وتعالى وإكراما لأبي الشهداء وظلل عليه من حر الشمس التي كانت في تلك الأيام شديدة القيظ، ويقال حتى بكى عليه فما أعظمك وأشمخك التي بكت عليك الحيوانات لاستشهادك وناح عليك الجن والملائكة.


4 ) وقاموا بعد استشهاده بحرق الخيم ونهب الحلي والثياب من حرم رسول الله بدون مراعاة لأي حرمة،فكان همهم الأول إلى الأسلاب التي يطلبونها حيث وجدوها ،فهرعوا إلى عقائل وحرم رسول الله ينازعوهن ثيابهن وحليهن التي على أجسادهن لايرعون حرم رسول أو دين أو مروءة ،وفي الحوادث أن مجرماً من جيش يزيد ولا أقول جندياً لأن الجندي له قيم يتعلم بها من قادته العسكريين شاهد علوية لابسة قرطاً فنزعها منها عنوة وبدون أي رحمة وأدمى أذنيها فلاحظوا مدى الخسة والوحشية التي يدين بها هؤلاء الأوغاد وهذه الأسلاب كانت لا تغني ولا تسمن من جوع فأي رحمة نزعت من جيش الطاغية بن زياد ويقول التاريخ أنهم مسلمون.


5 ) وهجموا على مخيم الحسين وقد ذكر المؤرخون أنه تم قتل عشرين علوي وعلوي من الأطفال تحت سنابك الخيل بدون أي وازع أو سبب وقتلوا من لا غرض في قتله وروعوا من لا مكرمة في ترويعه،وكان الطفل أو الطفلة تخرج من الخباء وجلاً خائفاً فينقض عليه الخيال المجرم ويطعنه بالرمح أو يضربه بالسيف بمرأى من الأم أو الأخت أو العمة،وليس هذا مبالغة فقد ذكر الكتاب أنه قتل في كربلاء كل كبير وصغير من سلالة أمير المؤمنين أبا الحسن(ع) ولم ينج من الذكور إلا زين العابدين(ع) روحي له الفداء وفي ذلك يقول الشاعر سراقة الباهلي :


عين جودي بعبرةٍ وعويل.................واندبي ما ندبت آل الرسول


سبعة منهم لصلب علي................قد أبيدوا وسبعة لعقيل


وقد أراد المجرم اللعين شمر قتل علي السجاد(ع) ولكن منعه اللعين عمرو بن سعد لظنه أنه هالك لا محالة لشدة مرضه ولكن يأبى الله إلا إن يتم نوره ولو كره الكافرون وتبقى السلالة الطاهرة للرسول ولأمير المؤمنين وفاطمة الزهراء(عليه السلام)باقية بحيث يقال أن عدد العلويين والسادة بالذات في العالم يبلغ عشرات الملايين.


6 ) وجاء حمل السبايا على أقتاب الإبل في رث الثياب وهنا الموقف الذي يبكي أي محب وموالي وحتى كل إنسان شريف فجاءت أم كلثوم تركب الجمل فساعدتها العقيلة زينب في الصعود فقالت لها أم كلثوم أنت ساعدتني في ركوبي ولكن من ذا الذي سوف يركبك البعير فجالت بنظرها في معسكر الحسين ونحو أخيها العباس كفيلها الذي كان يصعدها وحاميها ونادته وقالت ((أين أنت يا عباس إلا من بعدك على الدنيا السلام))وبكت وشهقت حتى كاد يغشي عليها.


7 ) وفي موقف كانت عقيلة الطالبيين تحرس حرم رسول الله فلم تجد الرباب في ليل عاشوراء وبعد مقتل أحبتها وأهلها فخرجت من الخباء فشاهدت رجلاً فقالت ((من أنت))فقال لها : سيدتي أني جندي أمرني عمرو بن سعد أن أحرسكم فأنت وبكت وقال(( من لي بعد العباس يحرسني))وسألته هل ((شاهدت أمراة مرت من أمامك؟))فقال لها : نعم سيدتي أمراة خرجت في جنح الليل نحو صرعاكم من الجثث فهرولت ووجدتها عند أبنها عبد الله الرضيع وقد احتضنته فقالت لها زينب(ع) ((ماذا تفعلين)) فقالت لها الرباب : (( سيدتي لقد شربت وارتويت وقد در الحليب من صدري فذهبت إلى رضيعي علي فيه أجد حياة وأسقيه وقد كان صدري يوجعني من كثرة الحليب)فأي صورة يمكن أن تتخيلها في هذه الأم المفجوعة في رضيعها والذي ذبح من الوريد إلى الوريد بدون أي ذنب وأي طاقة صبر وتحمل للحوراء الصابرة زينب(ع) في تحمل هذه الأحزان والأهوال التي تطير عقل الرجال الشجعان في هذه المصائب المتتالية.


8 ) وتم قطع الرؤوس كلها ورفعوها على الحراب،وتركوا الجثث ملقاة على الرمضاء لا يدفنونها ولم يصلوا عليها ومروا بالنساء حواسر على أقتاب الإبل على مصارع أحبائهم فأخذن بالبكاء والعويل أغشي قسم من هول الصدمة وهذا كان في منتهى الغلظة والقسوة من قبل اللعين عمرو بن سعد وشمر والجيش وصاحت زينب ((يا محمداه !هذا الحسين بالعراء محزوز الرأس من القفا مسلوب العمامة والردا وبناتك سبايا وذريتك مقتلة تسقى عليها الصبا))فوجم كل من في المعسكر فبكى العدو كما بكى الصديق.


9 ) وطيف بالرؤوس في الكوفة مع السبايا حواسر ذرراي وحرم رسول الله(ص) وفي ملابس رثة وبالية والأطفال مغلولة بالأغلال في مشهد لا يراعي أي ذمة ولا يقوم بها أي شخص يملك أي ذرة من الإنسانية وتم أسكانهم في خربة الكوفة النساء مع الأطفال وهم يعانون من القهر والتعذيب والضرب بالسياط وفي اليوم التالي أدخلوا على أبن مرجانة المجهول النسب والذي أراد التشفي بقتل الحسين ولكن العقيلة زينب(ع) وهي حفيدة حيدر الكرار(ع) لم تعطه هذه الفرصة والتي ردت وبشجاعة الطالبيين المعهودة والتي تحدت ذلك الطاغية التي يهاب منه الرجال بمقولتها المشهورة بعد أن اجترأ عليها اللعين فقالت له((الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه وطهرنا من الرجس تطهيرا..إنما يفضح الفاسق ويكذب الفاجر،وهو غيرنا والحمد لله،فكد كيدك وأمكر مكرك فو الله لن تمحو ذكرنا وهم رجال خرجوا جل عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم فكان القتل لنا عادة والشهادة لنا كرامة وسيجمع الله بينك وبينهم،فتحاجون إليه وتخاصمون عنده فلمن الفلج يوم ذاك))فأي شجاعة تلك التي تحملها تلك السيدة الجليلة روحي لها الفداء وهي التي حالت دون قتل زين العابدين(ع) ومنعت أبن مرجانة من تحقيق مأربه فوقف هذا العين من شجاعتها وهو يقول متعجباً : يا للرحم ..أني لأظنها ودت أني قتلتها معها.


واني أورد هذه أمثلة قليلة لوحشية هؤلاء جلاوزة الطاغية يزيد فيما فعلوه في هذه الواقعة الأليمة التي تقرأون الكتب فظائع أكثر يشيب لها الطفل الصغير لما فعلوه من فظائع وأجرام في حرم وعقائل رسول الله وأترك لكم الباقي لكي تتخيلوا ماذا حصل في هذه الواقعة والتي يصورها بعض الكتاب المحسوبين علينا أنهم كتاب ومسلمين في تدليس وتحريف الحقائق عن موضعها الصحيح ،لكن لا والله فما دام يوجد الكتاب والمؤرخين الشرفاء الذين إلا أن يقول الحق ولا تأخذهم في الله لومة لائم.


ما بعد الواقعة :


وانتهت واقعة الطف ولم يبحث الكتاب الجهابذة الأمور التي حدثت بعد ذلك للتمويه والتزوير في التاريخ ولكن يبقى الحق بين والظلال بين وجريرة كربلاء كانت من معاهد الإيمان بحرب النور والظلام وركب الناس أغلبهم الفزع الدائم الذين حاربوا الحسين(ع) لأنهم عرفوا مدى الجرم والأثم الذي اقترفوه،وسنوضح بعض الأمثلة لهؤلاء الأوغاد،ومن هؤلاء رجل من بني أيان بن دارم كان يقول :قتلت شاباً أمرد مع الحسين بين عينيه أثر السجود..فما نمت ليلة منذ قتلته إلا أتاني فيأخذ بتلابيبي حتى يأتي جهنم فيدفعني فيها،فأصبح فما يبقى أحد في الحي إلا سمع صياحي.ورآه هذا الرجل صاحب له بعد حين وقد تغير وجهه وأسود لونه فقال له : ما كدت أعرفك وكان يعرفه جميلاً شديد البياض،وهذا المجرم الآخر حرملة بن كاهل الأسدي الذي كان معه أيضاً بعد قتل الرضيع رأس العباس وكان في السابق نظر الوجه وشاهدوه بعد فترة قد أسود وجهه وحدث معه مثل ما حدث مع الرجل الذي يلقيه في جهنم،وهذا الوغد بقى في الكوفة وحدث أن ذهب المنهال إلى المدينة للحج فمر على أمامه زين العابدين(ع)للسلام عليه فقال له (ع) ((كيف وجدت حرملة قاتل رضيعنا)) فقال له : أنه في أتم صحة وعافية،هنالك رفع يديه السجاد ودعا عليه وقال ((اللهم أسقه النار والموت)) ورجع المنهال إلى الكوفة وكان المختار بن أبي عبيدة الثقفي قد قام بثورته وهناك وجدوا حرملة قد كان مختبئاً فتصايحوا بمسك هذا المجرم فأدخلوه على المختار وكان حاضراً المنهال في مجلسه فقال له أحكي كيف قتلت رضيع الأمام روحي له الفداء،فقال : أنه أبن زياد واللعين بن سعد يعطونني عن كل سهم أصيب به ألف درهم وقد شاهدت حمل الرضيع من قبل الحسين وشاهدت نحره الذي كان شديد البياض فرميته وذبحته من الوريد إلى الوريد،عند ذلك أمر المختار بقتله ولكن قال في الأول نحرقك ونكويك بالنار ثم نقتلك عند ذلك قال المنهال سبحان الله فالتفت المختار إليه وقال كيف تقول سبحان الله على المجرم ،فذكر للمختار ما دار بينه وبين علي السجاد(ع)ودعوته فسجد المختار شكراً لله لأنه حقق دعوة أمامه. وقد ذكرت أنه مع في ليل عاشوراء رأس أبي الحسين وجاء إلى بيته ودخل إلى أمرآته وكانت تدعى النوار وهي حضرمية فقال لها أبشر ي فقد جئتك بالذهب والفضة والأموال فقالت له كيف؟ فقال لها من هذا الرأس فقالت : ومن يكون؟فقال لها : أنه رأس الحسين عند ذلك شهقت وبكت وصاحت وقالت له : و الله لن يجمعني بيني بينك سقف بيت ورأس أبن بنت رسول الله معنا،وكانت شيعية موالية من شيعة أمير المؤمنين فذهبت إلى الفناء وأخذت الرأس وهي تبكي وأغشي عليها عند ذلك جاءت أربع نسوة عليهن جلال النبوة فقالت لها أعطيني الرأس فأنا أحق به فقال لها كلا فأنه في ضيافتي وأنه لي لكي أتبرك به ولعن الله القوم الذين قتلوا سبط النبي المختار.فقالت لها النوار : ومن أنت. فقالت لها المرأة : أنا والدة هذا العطشان الذبيح من الوريد إلى الوريد ومن القفا أعطيه لكي أشم ولدي وأخاصم به هؤلاء المجرمين يوم القيامة ،عند ذلك شهقت النوار وأغمي عليها.


ونأتي اللعين إلى شمر بن ذي الجوشن (رجس البشرية كلها)وهذا مايصفه الكاتب المصري مأمون غريب بهذا الوصف فقد ذهب إلى أبن مرجانة وهو يتيه مزهواً بأنه السبب وراء قتل الحسين وأنه هو الذي وراء أحتزاز الرأس الشريف وفعلته التي فعلها والتي لا تغتفر ممنياً نفسه بالمال والمنصب والجاه والذهب والفضة،واستقبله اللعين الآخر عبيد الله الذي ظن أنه سيفر بجريمته ويهرب من فعلته وأنه سينال الحظوة لدى يزيد اللعين الثالث.


ودخل الشمر وهو يحمل رأس الأمام الحسين(ع) ووضعها أمام ابن زياد وهو ينشد :


أملأ ركابي فضة وذهباً...............فقد قتلت الملك المحجبا


ومن يصلي القبلتين في الصباح


وخيرهم إذ يذكرون النسبا............... قتلت خير الناس أماً وأباً!!


وهنا وقع رجس البشرية في شر أعماله فهو يقر ويعترف أمام أميره بأنه قتل الإنسان الصالح الذي يصلي خير صلاة ويقوم خير قيام،وأنه من خير الناس نسباً،وخير الناس أماً وأباً!فماذا يكون جزاء فعلته الشنيعة،فقال له بن مرجانة : إذا علمت ذلك فلم قتلته..والله لا نلت مني خير ولألحقتك به.وأمر عبيد الله أن تقطع رقبته،وأن تطأ الخيل صدره!!يا الله ويا لحكمة الأقدار..لقد قتل الشمر بيد سيده الذي كان يطيعه طاعة عمياء قتله وأنهى أمره برمي لحمه إلى الكلاب..وأنتهى أمر هذا المجرم الخسيس ولا يذكر أسمه إلا ويلعنه كل من يعرف الفضيلة ويحتقر الذين يريدون الحياة الدنيا على حساب المبادئ والقيم.


ولم يمض سوى أربع سنوات على واقعة الطف حتى التاريخ يأخذ منحى آخر ..فقد أندلعت ثورة المختار بن عبيد الله..الذي تزعم ثورة التوابين التي كانت تنادي بالانتقام والأخذ بثار الأمام الحسين(ع)..وقد أرسل رسالة إلى التوابين يقول لها فيهم (أما ورب البحار والخيل والأشجار..والمهامة والقفار والملائكة الأبرار والمصطفين الأخيار لأقلتن كل جبار بكل لدن خاطر، في جموع الأنصار،ليسوا بميل أغمار،ولا بعزل أشرار،حتى إذا أقمت عمود الدين،ورأيت شعث صدع المسلمين،وشفيت غليل صدور المؤمنين،وأدركت بثأر النبيين،لم يكبر على زوال الدنيا ولم أحفل بالموت إذا أتى))وقد قام بثورته بعد موت يزيد بثورة ضد النظام الأموي وقاد حركة التوابين الذين نادت يا لثارات الحسين وتم قتل عبيد الله بن زياد أمير الكفر والظلام وتم إحضار رأسه في طست في دار الأمارة كما تم إحضار الرأس الشريف لسيد الشهداء(ع) أمام هذا اللعين من قبل وقد قيل ((بشر القاتل بالقتل)).


أما اللعين الآخر عمرو بن سعد فقد تم قتله في ثورة المختار وهو فراشه الذي قال له الحسين(ع) في معركة الطف عندما نصحه وأن يراعي الله في أهل بيت النبوة وحرمه ولكن المجرم لم يصغي إليه عند ذلك قال له((والله تموت وتقتل في فراشك ويقتلك من يثأر لنا)).وتم الاقتصاص من كل المجرمين الآخرين في أشر قتلة وأذلها فقد تم الفتك بالحصين بن نمير،وخولي بن يزيد،وأبو الحتوف،..وكل الذين ساهموا في الواقعة الأليمة.لأسق لكم حادثة فأن وغد من الأوغاد عندما استشهد أبي الأحرار الحسين(ع) وتم السلب والنهب جاء هذا المجرم وقطع الخنصر الأيمن لروحي له له الفداء لنهب الخاتم الذي لديه فجاءوا به بعد ذلك إلى المختار وقال له ماذا عملت فذكر له فعلته الخسيسة وكان المختار يعاقب مثل الفعل الشنيع الذي يقوم به المجرم ثم يقتله فقطع خنصر الوغد لكي يتعذب ثم قتله ورمى لحمه إلى الكلاب.وقد ترحم سيدي ومولاي علي زين العابدين(ع) على المختار والذي قال فيه((رحم الله المختار فقد أشفى صدور أرامل ويتامى حرم رسول الله))فرحم الله ورضوان الله على هذا المجاهد الأبي الذي لم ينم ولا جلس في مجلس إلا وقد أنتقم من كل المجرمين الذين قاموا بفعلتهم الشنيعة.


وما أكثر العظات التي يمكن أن نستفيدها من دروس التاريخ ومفكرين في الوقت بأن الله لا ينسى كل جبار عنيد فهو يمهل ولا يهمل ونعرف مغزى هذه الأحداث ونتأمل مقولة سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين وهو في مكة قبل خروجه((والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي!فإذا فعلوا،سلط الله عليهم من يذلهم،حتى يكونوا أذلّ من فرم الأَمة)).




دفن الأجساد :


وبعد ثلاثة أيام تم دفن مصارع بني هاشم وتم الدفن كما تتحدث عنه أغلب المرويات أنه نساء بني أسد وردنَّ إلى نهر العلقمي للأستسقاء فشاهدهن الطير تحط على مكان ليس ببعيد وتمسح أجسامها بالدماء الموجودة وتطير مضمخة بالدماء وكان الطير ينوح على أبي الشهداء فذهبن إلى ذلك الموضع وشاهدن مصارع الرجال وبدون رؤوس فهالهن المنظر وذهبن إلى رجالهن وقالوا لهم(أنزعوا عمائمكم وأعطوها لنا لكي نقوم بدفن هذه الأجساد الشريفة المتروكة في العراء) لأنهم سمعوا بالواقعة عند ذلك ذهب الرجال ليلاً مع سلالهم ومجارفهم للدفن وكانت الليلة مقمرة ومضيئة فتحيروا في كيفية الدفن لأن كانت الأجساد كلها بدون رؤوس هناك جاء رجل متشح بالسواد وملثم ويتكيء على العكاز لمرضه الشديد فتهيبوا منه ولكنه طمأنهم وقال لهم ((ماذا تعملون هنا)) فقالوا له: يا أخا العرب نريد دفن هذه الأجساد الشريفة ولكن لا نعرف هوية كل جسد،عند ذلك قال لهم أنا أدلكم على كيفية الدفن فوجههم وقالوا أحفروا حفرة كبيرة وووضعوا أجساد الأنصار وصلى عليهم ودعا لهم في الزيارة المعهودة (( السلام عليكم يا أولياء واواداءه...إلى آخر الزيارة)) وجاء إلى جسد أبي الشهداء ولم يستطع أحد حمله لترضضه بسنابك الخيل فجاءوا ببارية أي حصيرة ووضع الجسد الشريف عليها وقال له هل نعينك على الدفن فقال لهم ((كلا فأنه يوجد من يعنيني)) ولم يدفنه وبحث عن الخنصر المقطوع من أبي عبد الله الحسين(ع) كما ذكرنا آنفاً ووجدوه وهوى على الجسد المبارك من السماء وقال((لك العتبى يا الله والسلام عليك يا أبا عبد الله والدنيا من بعدك عليها العفا أما حزني عليك فسرمد)) ودفن جسد شريف ومبارك عند رجل أبي الشهداء وهو جسد علي الأكبر(ع)وعندما أراد دفنه خرج صوت من منحر الحسين وقال له ((بني علي أدفن ولدي الرضيع عبد الله على صدري)) ووضعه على صدره وتم دفن الأجساد الطاهرة المطهرة وصلى عليهم وهو لا يفتر من البكاء تذكر الواقعة الأليمة وزرع سدرة للدلالة على موضع قبر أبي عبداله الحسين(ع)ثم جاء إلى جسد شريف طاهر آخر وهو حبيب بن مظاهر الأسدي ودفنه بالقرب من الحسين وهو موجود داخل الحضرة الحسينية وصلى عليه وفي الزيارة المعهودة لهذا الشيخ الجليل التي تقول((السلام عليك أيها العبد الصالح...))التي دعا لها به.


فجاء إلى الرجال فقال لهم من بقى فقالوا يا أخا العرب بقى جسد بطل مقطوع الكفين قرب نهر العلقمي فعرفه فذهب غليه حفروا القبر ثم جهزه وهوى على جسد أبي الفضل العباس(ع) قمر العشيرة وقال ((السلام عليك يا عماه قد كنت نعم الأخ المواسي لآخوه والناصر والذاب عنه،فلعن من قتلك وظلمك)).


وهكذا تم الدفن وتم التعليم على القبور والتعريف بهم فجاء رجال بني أسد إلى الرجل الملثم وقالوا له :من أنت يا أخا العرب؟،عند ذلك كشف عن لثامه وقل لهم((أنا الذين رأيت ما رأيت من مصارع أبي وأهلي أحبتي،أنا ابن من كان جسده بالعراء والرأس على القنا يدور في الكوفة، أنا علي زين العبدين))فهوى الرجال يقبلون قدميه ويقولون له عظم الله لك الأجر في استشهادهم.


ثم رجع إلى الخربة وشاهد عمته العقيلة زينب(ع) تصلي صلاة الليل من جلوس فقال لها((عمة أراك تصلين من جلوس))فقالت له ((لم تعد بي طاقة للوقوف والصلاة للقهر والتعب والتعذيب بالسياط التي تعرضت لها)) فلاحظوا مدى المصيبة التي حلت بهذه السيدة الجليلة وهذا هو أهل بيت النبوة والذين لا يتركوا صلواتهم ومستحباتهم ونوافلهم من القيام وفي أحلك الظروف وفي أشد المصائب التي تطير لها عقول الرجال الشجعان أليس هم أهل بيت النبوة ومهبط الوحي ومختلف الملائكة ومعدن الرسالة.ثم سألته ((أين كنت يا نور عيني))فقال لها ((عمة دفنت الأجساد المتروكة في العراء ثلاثة أيام وبدون رؤوس))عند ذلك بكت عقيلة الهاشميين((من لي بعد هذا وجه اصطبح به بعد أخي الحسين،وأين كفيلي وسندي أبي الفضل العباس وأين أهلي وأخوتي الذين أصبحت بلا ناصر بعدهم،فعلى الدنيا السلام)) .




إلى هنا انتهت هذه الواقعة الفاجعة والتي أردت أن أرويها لكم ومدى الظلامة التي تعرض لها أهل بيت النبوة،ولكن يبقى سؤال،هل أنتصر الحسين بسفك دمه الشريف؟.هذا ما سأحاول الإجابة في الحلقة القادمة أن كان لنا في العمر بقية،والحمد لله أنني أستطعت ومن خلال منتداكم الثر والغني في توضيح وإلقاء الضوء على المدرسة العظيمة لثورة الحسين التي لا أستطيع الإحاطة بكل هذا السفر الخالد والمضامين الإنسانية لهذه الثورة الخالدة والمحفورة ليس في كل قلب مسلم شريف وإنما في كل قلب إنساني محب للحقيقة والفضيلة والتي تحتاج إلى كتب ومجلدات تكتب عنها إلى يوم يبعثون.


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


والصلاة على أشرف من مشى على الأرض سيدنا أبو الزهراء وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.


-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

المصادر :
1 – أبو الشهداء الحسين بن علي.الكاتب المصري عباس محمود العقاد.نهضة مصر للطباعة والنشر
2 – أعلام الهداية : سيد الشهداء الأمام الحسين بن علي (عليه السلام).المجمع العلمي لأهل البيت.قم المقدسة.
3 – خطب من المنبر الحسيني وصفحات من الأنترنيت.
4 – الأمام الحسين حياته واستشهاده .الكاتب المصري مأمون غريب ، مركز الكتاب للنشر
5 - الحسين سماته وسيره.تأليف السيد محمد رضا الحسيني الجلالي،دار المعروف للطباعة والنشر

عبود مزهر الكرخي
18-02-2009, 08:29 PM
نظرة في واقعة الطف(الحلقة الأخيرة)


بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة على نبينا أبو القاسم محمد قنديل السماء وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين


إما بعد فنستكمل حلقاتنا في واقعة الطف الخالدة التي سجلها التاريخ بأحرف من نور بقت خالدة إلى يوم يبعثون وندعو من الله أن يوفقنا في ذلك


مأثم مخزية :


نقول في هذا الباب أنها كانت حرب بين أشرف الناس وعلى الطرف الآخر أوضع وأحقر الناس وسوف أوجز لكم هذه الفظائع التي ارتكبوها بني أمية والذين يدعون الكتاب المحسوبين على الإسلام أن يزيد خليفة المسلمين وأن جلاوزته جند الإسلام،ولنتطرق إلى الأفعال التي قاموا بها والتي يقزز منها البشر والتي لا تحسب إلا في منزلة الحيوانات المتوحشة التي لا تمتلك أي قلب.


1 ) وهي قتل عيد الله الرضيع الذي طلب سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين(ع) فعاجله حرملة بن كاهل ألأسدي لعنه الله بسهم فذبحه من الوريد إلى الوريد ويقول هذا اللعين أنه كان يحصل عن كل سهم يصيب به ألف درهم وقد قال هذا اللعين أنه عندما ذبحه أعتنق الرضيع والده من شدة الألم وأخذ الدم روحي له الفداء فرمى به إلى السماء فلم تسقط منه قطرة واحدة وهذا يعني أن الله والسماء تقبلت هذا الدم وتم سقيه من ماء الكوثر.


2 ) عند استشهاد علي الأكبر(ع) جمح الجواد به إلى معسكر الأعداء فما لبثوا أن قام الأوغاد وهو متوفي روحي له الفداء بتقطيعه أرباً أرباً وإرساله إلى أبيه،فما هذه الوحشية في التمثيل بالميت بدون مراعاة لأي حرمة مع العلم أن اللعين عبد الرحمن بن ملجم قاتل أمير المؤمنين(ع) عندما جيء به إليه قال لهم ((أطعموه من طعامنا واسقوه من شرابنا وإذا مت فاضربوه ضربة واحدة ولا تمثلوا به لأني سمعت حبيبي رسول الله(ص) لا تمثلوا حتى بالكلب العقور)) فأي خلق أتصف به أهل بيت النبوة وأي خلق هؤلاء الحاقدين الأنجاس في تعاملهم الذي ليس بالإنساني ويخالف العرف والمثل.


3 ) عند استشهاد أبي الأحرار لجئوا المجرمين إلى سلب ملابسه وأرديته بكل لؤم وخسة ووحشية وجعلوه عارياً في الرمضاء ولكن كما قلت سابقاً لحفته الرمال وغطته وجاء الأسد وبقدرة الله سبحانه وتعالى وإكراما لأبي الشهداء وظلل عليه من حر الشمس التي كانت في تلك الأيام شديدة القيظ، ويقال حتى بكى عليه فما أعظمك وأشمخك التي بكت عليك الحيوانات لاستشهادك وناح عليك الجن والملائكة.


4 ) وقاموا بعد استشهاده بحرق الخيم ونهب الحلي والثياب من حرم رسول الله بدون مراعاة لأي حرمة،فكان همهم الأول إلى الأسلاب التي يطلبونها حيث وجدوها ،فهرعوا إلى عقائل وحرم رسول الله ينازعوهن ثيابهن وحليهن التي على أجسادهن لايرعون حرم رسول أو دين أو مروءة ،وفي الحوادث أن مجرماً من جيش يزيد ولا أقول جندياً لأن الجندي له قيم يتعلم بها من قادته العسكريين شاهد علوية لابسة قرطاً فنزعها منها عنوة وبدون أي رحمة وأدمى أذنيها فلاحظوا مدى الخسة والوحشية التي يدين بها هؤلاء الأوغاد وهذه الأسلاب كانت لا تغني ولا تسمن من جوع فأي رحمة نزعت من جيش الطاغية بن زياد ويقول التاريخ أنهم مسلمون.


5 ) وهجموا على مخيم الحسين وقد ذكر المؤرخون أنه تم قتل عشرين علوي وعلوي من الأطفال تحت سنابك الخيل بدون أي وازع أو سبب وقتلوا من لا غرض في قتله وروعوا من لا مكرمة في ترويعه،وكان الطفل أو الطفلة تخرج من الخباء وجلاً خائفاً فينقض عليه الخيال المجرم ويطعنه بالرمح أو يضربه بالسيف بمرأى من الأم أو الأخت أو العمة،وليس هذا مبالغة فقد ذكر الكتاب أنه قتل في كربلاء كل كبير وصغير من سلالة أمير المؤمنين أبا الحسن(ع) ولم ينج من الذكور إلا زين العابدين(ع) روحي له الفداء وفي ذلك يقول الشاعر سراقة الباهلي :


عين جودي بعبرةٍ وعويل.................واندبي ما ندبت آل الرسول


سبعة منهم لصلب علي................قد أبيدوا وسبعة لعقيل


وقد أراد المجرم اللعين شمر قتل علي السجاد(ع) ولكن منعه اللعين عمرو بن سعد لظنه أنه هالك لا محالة لشدة مرضه ولكن يأبى الله إلا إن يتم نوره ولو كره الكافرون وتبقى السلالة الطاهرة للرسول ولأمير المؤمنين وفاطمة الزهراء(عليه السلام)باقية بحيث يقال أن عدد العلويين والسادة بالذات في العالم يبلغ عشرات الملايين.


6 ) وجاء حمل السبايا على أقتاب الإبل في رث الثياب وهنا الموقف الذي يبكي أي محب وموالي وحتى كل إنسان شريف فجاءت أم كلثوم تركب الجمل فساعدتها العقيلة زينب في الصعود فقالت لها أم كلثوم أنت ساعدتني في ركوبي ولكن من ذا الذي سوف يركبك البعير فجالت بنظرها في معسكر الحسين ونحو أخيها العباس كفيلها الذي كان يصعدها وحاميها ونادته وقالت ((أين أنت يا عباس إلا من بعدك على الدنيا السلام))وبكت وشهقت حتى كاد يغشي عليها.


7 ) وفي موقف كانت عقيلة الطالبيين تحرس حرم رسول الله فلم تجد الرباب في ليل عاشوراء وبعد مقتل أحبتها وأهلها فخرجت من الخباء فشاهدت رجلاً فقالت ((من أنت))فقال لها : سيدتي أني جندي أمرني عمرو بن سعد أن أحرسكم فأنت وبكت وقال(( من لي بعد العباس يحرسني))وسألته هل ((شاهدت أمراة مرت من أمامك؟))فقال لها : نعم سيدتي أمراة خرجت في جنح الليل نحو صرعاكم من الجثث فهرولت ووجدتها عند أبنها عبد الله الرضيع وقد احتضنته فقالت لها زينب(ع) ((ماذا تفعلين)) فقالت لها الرباب : (( سيدتي لقد شربت وارتويت وقد در الحليب من صدري فذهبت إلى رضيعي علي فيه أجد حياة وأسقيه وقد كان صدري يوجعني من كثرة الحليب)فأي صورة يمكن أن تتخيلها في هذه الأم المفجوعة في رضيعها والذي ذبح من الوريد إلى الوريد بدون أي ذنب وأي طاقة صبر وتحمل للحوراء الصابرة زينب(ع) في تحمل هذه الأحزان والأهوال التي تطير عقل الرجال الشجعان في هذه المصائب المتتالية.


8 ) وتم قطع الرؤوس كلها ورفعوها على الحراب،وتركوا الجثث ملقاة على الرمضاء لا يدفنونها ولم يصلوا عليها ومروا بالنساء حواسر على أقتاب الإبل على مصارع أحبائهم فأخذن بالبكاء والعويل أغشي قسم من هول الصدمة وهذا كان في منتهى الغلظة والقسوة من قبل اللعين عمرو بن سعد وشمر والجيش وصاحت زينب ((يا محمداه !هذا الحسين بالعراء محزوز الرأس من القفا مسلوب العمامة والردا وبناتك سبايا وذريتك مقتلة تسقى عليها الصبا))فوجم كل من في المعسكر فبكى العدو كما بكى الصديق.


9 ) وطيف بالرؤوس في الكوفة مع السبايا حواسر ذرراي وحرم رسول الله(ص) وفي ملابس رثة وبالية والأطفال مغلولة بالأغلال في مشهد لا يراعي أي ذمة ولا يقوم بها أي شخص يملك أي ذرة من الإنسانية وتم أسكانهم في خربة الكوفة النساء مع الأطفال وهم يعانون من القهر والتعذيب والضرب بالسياط وفي اليوم التالي أدخلوا على أبن مرجانة المجهول النسب والذي أراد التشفي بقتل الحسين ولكن العقيلة زينب(ع) وهي حفيدة حيدر الكرار(ع) لم تعطه هذه الفرصة والتي ردت وبشجاعة الطالبيين المعهودة والتي تحدت ذلك الطاغية التي يهاب منه الرجال بمقولتها المشهورة بعد أن اجترأ عليها اللعين فقالت له((الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه وطهرنا من الرجس تطهيرا..إنما يفضح الفاسق ويكذب الفاجر،وهو غيرنا والحمد لله،فكد كيدك وأمكر مكرك فو الله لن تمحو ذكرنا وهم رجال خرجوا جل عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم فكان القتل لنا عادة والشهادة لنا كرامة وسيجمع الله بينك وبينهم،فتحاجون إليه وتخاصمون عنده فلمن الفلج يوم ذاك))فأي شجاعة تلك التي تحملها تلك السيدة الجليلة روحي لها الفداء وهي التي حالت دون قتل زين العابدين(ع) ومنعت أبن مرجانة من تحقيق مأربه فوقف هذا العين من شجاعتها وهو يقول متعجباً : يا للرحم ..أني لأظنها ودت أني قتلتها معها.


واني أورد هذه أمثلة قليلة لوحشية هؤلاء جلاوزة الطاغية يزيد فيما فعلوه في هذه الواقعة الأليمة التي تقرأون الكتب فظائع أكثر يشيب لها الطفل الصغير لما فعلوه من فظائع وأجرام في حرم وعقائل رسول الله وأترك لكم الباقي لكي تتخيلوا ماذا حصل في هذه الواقعة والتي يصورها بعض الكتاب المحسوبين علينا أنهم كتاب ومسلمين في تدليس وتحريف الحقائق عن موضعها الصحيح ،لكن لا والله فما دام يوجد الكتاب والمؤرخين الشرفاء الذين إلا أن يقول الحق ولا تأخذهم في الله لومة لائم.


ما بعد الواقعة :


وانتهت واقعة الطف ولم يبحث الكتاب الجهابذة الأمور التي حدثت بعد ذلك للتمويه والتزوير في التاريخ ولكن يبقى الحق بين والظلال بين وجريرة كربلاء كانت من معاهد الإيمان بحرب النور والظلام وركب الناس أغلبهم الفزع الدائم الذين حاربوا الحسين(ع) لأنهم عرفوا مدى الجرم والأثم الذي اقترفوه،وسنوضح بعض الأمثلة لهؤلاء الأوغاد،ومن هؤلاء رجل من بني أيان بن دارم كان يقول :قتلت شاباً أمرد مع الحسين بين عينيه أثر السجود..فما نمت ليلة منذ قتلته إلا أتاني فيأخذ بتلابيبي حتى يأتي جهنم فيدفعني فيها،فأصبح فما يبقى أحد في الحي إلا سمع صياحي.ورآه هذا الرجل صاحب له بعد حين وقد تغير وجهه وأسود لونه فقال له : ما كدت أعرفك وكان يعرفه جميلاً شديد البياض،وهذا المجرم الآخر حرملة بن كاهل الأسدي الذي كان معه أيضاً بعد قتل الرضيع رأس العباس وكان في السابق نظر الوجه وشاهدوه بعد فترة قد أسود وجهه وحدث معه مثل ما حدث مع الرجل الذي يلقيه في جهنم،وهذا الوغد بقى في الكوفة وحدث أن ذهب المنهال إلى المدينة للحج فمر على أمامه زين العابدين(ع)للسلام عليه فقال له (ع) ((كيف وجدت حرملة قاتل رضيعنا)) فقال له : أنه في أتم صحة وعافية،هنالك رفع يديه السجاد ودعا عليه وقال ((اللهم أسقه النار والموت)) ورجع المنهال إلى الكوفة وكان المختار بن أبي عبيدة الثقفي قد قام بثورته وهناك وجدوا حرملة قد كان مختبئاً فتصايحوا بمسك هذا المجرم فأدخلوه على المختار وكان حاضراً المنهال في مجلسه فقال له أحكي كيف قتلت رضيع الأمام روحي له الفداء،فقال : أنه أبن زياد واللعين بن سعد يعطونني عن كل سهم أصيب به ألف درهم وقد شاهدت حمل الرضيع من قبل الحسين وشاهدت نحره الذي كان شديد البياض فرميته وذبحته من الوريد إلى الوريد،عند ذلك أمر المختار بقتله ولكن قال في الأول نحرقك ونكويك بالنار ثم نقتلك عند ذلك قال المنهال سبحان الله فالتفت المختار إليه وقال كيف تقول سبحان الله على المجرم ،فذكر للمختار ما دار بينه وبين علي السجاد(ع)ودعوته فسجد المختار شكراً لله لأنه حقق دعوة أمامه. وقد ذكرت أنه مع في ليل عاشوراء رأس أبي الحسين وجاء إلى بيته ودخل إلى أمرآته وكانت تدعى النوار وهي حضرمية فقال لها أبشر ي فقد جئتك بالذهب والفضة والأموال فقالت له كيف؟ فقال لها من هذا الرأس فقالت : ومن يكون؟فقال لها : أنه رأس الحسين عند ذلك شهقت وبكت وصاحت وقالت له : و الله لن يجمعني بيني بينك سقف بيت ورأس أبن بنت رسول الله معنا،وكانت شيعية موالية من شيعة أمير المؤمنين فذهبت إلى الفناء وأخذت الرأس وهي تبكي وأغشي عليها عند ذلك جاءت أربع نسوة عليهن جلال النبوة فقالت لها أعطيني الرأس فأنا أحق به فقال لها كلا فأنه في ضيافتي وأنه لي لكي أتبرك به ولعن الله القوم الذين قتلوا سبط النبي المختار.فقالت لها النوار : ومن أنت. فقالت لها المرأة : أنا والدة هذا العطشان الذبيح من الوريد إلى الوريد ومن القفا أعطيه لكي أشم ولدي وأخاصم به هؤلاء المجرمين يوم القيامة ،عند ذلك شهقت النوار وأغمي عليها.


ونأتي اللعين إلى شمر بن ذي الجوشن (رجس البشرية كلها)وهذا مايصفه الكاتب المصري مأمون غريب بهذا الوصف فقد ذهب إلى أبن مرجانة وهو يتيه مزهواً بأنه السبب وراء قتل الحسين وأنه هو الذي وراء أحتزاز الرأس الشريف وفعلته التي فعلها والتي لا تغتفر ممنياً نفسه بالمال والمنصب والجاه والذهب والفضة،واستقبله اللعين الآخر عبيد الله الذي ظن أنه سيفر بجريمته ويهرب من فعلته وأنه سينال الحظوة لدى يزيد اللعين الثالث.


ودخل الشمر وهو يحمل رأس الأمام الحسين(ع) ووضعها أمام ابن زياد وهو ينشد :


أملأ ركابي فضة وذهباً...............فقد قتلت الملك المحجبا


ومن يصلي القبلتين في الصباح


وخيرهم إذ يذكرون النسبا............... قتلت خير الناس أماً وأباً!!


وهنا وقع رجس البشرية في شر أعماله فهو يقر ويعترف أمام أميره بأنه قتل الإنسان الصالح الذي يصلي خير صلاة ويقوم خير قيام،وأنه من خير الناس نسباً،وخير الناس أماً وأباً!فماذا يكون جزاء فعلته الشنيعة،فقال له بن مرجانة : إذا علمت ذلك فلم قتلته..والله لا نلت مني خير ولألحقتك به.وأمر عبيد الله أن تقطع رقبته،وأن تطأ الخيل صدره!!يا الله ويا لحكمة الأقدار..لقد قتل الشمر بيد سيده الذي كان يطيعه طاعة عمياء قتله وأنهى أمره برمي لحمه إلى الكلاب..وأنتهى أمر هذا المجرم الخسيس ولا يذكر أسمه إلا ويلعنه كل من يعرف الفضيلة ويحتقر الذين يريدون الحياة الدنيا على حساب المبادئ والقيم.


ولم يمض سوى أربع سنوات على واقعة الطف حتى التاريخ يأخذ منحى آخر ..فقد أندلعت ثورة المختار بن عبيد الله..الذي تزعم ثورة التوابين التي كانت تنادي بالانتقام والأخذ بثار الأمام الحسين(ع)..وقد أرسل رسالة إلى التوابين يقول لها فيهم (أما ورب البحار والخيل والأشجار..والمهامة والقفار والملائكة الأبرار والمصطفين الأخيار لأقلتن كل جبار بكل لدن خاطر، في جموع الأنصار،ليسوا بميل أغمار،ولا بعزل أشرار،حتى إذا أقمت عمود الدين،ورأيت شعث صدع المسلمين،وشفيت غليل صدور المؤمنين،وأدركت بثأر النبيين،لم يكبر على زوال الدنيا ولم أحفل بالموت إذا أتى))وقد قام بثورته بعد موت يزيد بثورة ضد النظام الأموي وقاد حركة التوابين الذين نادت يا لثارات الحسين وتم قتل عبيد الله بن زياد أمير الكفر والظلام وتم إحضار رأسه في طست في دار الأمارة كما تم إحضار الرأس الشريف لسيد الشهداء(ع) أمام هذا اللعين من قبل وقد قيل ((بشر القاتل بالقتل)).


أما اللعين الآخر عمرو بن سعد فقد تم قتله في ثورة المختار وهو فراشه الذي قال له الحسين(ع) في معركة الطف عندما نصحه وأن يراعي الله في أهل بيت النبوة وحرمه ولكن المجرم لم يصغي إليه عند ذلك قال له((والله تموت وتقتل في فراشك ويقتلك من يثأر لنا)).وتم الاقتصاص من كل المجرمين الآخرين في أشر قتلة وأذلها فقد تم الفتك بالحصين بن نمير،وخولي بن يزيد،وأبو الحتوف،..وكل الذين ساهموا في الواقعة الأليمة.لأسق لكم حادثة فأن وغد من الأوغاد عندما استشهد أبي الأحرار الحسين(ع) وتم السلب والنهب جاء هذا المجرم وقطع الخنصر الأيمن لروحي له له الفداء لنهب الخاتم الذي لديه فجاءوا به بعد ذلك إلى المختار وقال له ماذا عملت فذكر له فعلته الخسيسة وكان المختار يعاقب مثل الفعل الشنيع الذي يقوم به المجرم ثم يقتله فقطع خنصر الوغد لكي يتعذب ثم قتله ورمى لحمه إلى الكلاب.وقد ترحم سيدي ومولاي علي زين العابدين(ع) على المختار والذي قال فيه((رحم الله المختار فقد أشفى صدور أرامل ويتامى حرم رسول الله))فرحم الله ورضوان الله على هذا المجاهد الأبي الذي لم ينم ولا جلس في مجلس إلا وقد أنتقم من كل المجرمين الذين قاموا بفعلتهم الشنيعة.


وما أكثر العظات التي يمكن أن نستفيدها من دروس التاريخ ومفكرين في الوقت بأن الله لا ينسى كل جبار عنيد فهو يمهل ولا يهمل ونعرف مغزى هذه الأحداث ونتأمل مقولة سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين وهو في مكة قبل خروجه((والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي!فإذا فعلوا،سلط الله عليهم من يذلهم،حتى يكونوا أذلّ من فرم الأَمة)).




دفن الأجساد :


وبعد ثلاثة أيام تم دفن مصارع بني هاشم وتم الدفن كما تتحدث عنه أغلب المرويات أنه نساء بني أسد وردنَّ إلى نهر العلقمي للأستسقاء فشاهدهن الطير تحط على مكان ليس ببعيد وتمسح أجسامها بالدماء الموجودة وتطير مضمخة بالدماء وكان الطير ينوح على أبي الشهداء فذهبن إلى ذلك الموضع وشاهدن مصارع الرجال وبدون رؤوس فهالهن المنظر وذهبن إلى رجالهن وقالوا لهم(أنزعوا عمائمكم وأعطوها لنا لكي نقوم بدفن هذه الأجساد الشريفة المتروكة في العراء) لأنهم سمعوا بالواقعة عند ذلك ذهب الرجال ليلاً مع سلالهم ومجارفهم للدفن وكانت الليلة مقمرة ومضيئة فتحيروا في كيفية الدفن لأن كانت الأجساد كلها بدون رؤوس هناك جاء رجل متشح بالسواد وملثم ويتكيء على العكاز لمرضه الشديد فتهيبوا منه ولكنه طمأنهم وقال لهم ((ماذا تعملون هنا)) فقالوا له: يا أخا العرب نريد دفن هذه الأجساد الشريفة ولكن لا نعرف هوية كل جسد،عند ذلك قال لهم أنا أدلكم على كيفية الدفن فوجههم وقالوا أحفروا حفرة كبيرة وووضعوا أجساد الأنصار وصلى عليهم ودعا لهم في الزيارة المعهودة (( السلام عليكم يا أولياء واواداءه...إلى آخر الزيارة)) وجاء إلى جسد أبي الشهداء ولم يستطع أحد حمله لترضضه بسنابك الخيل فجاءوا ببارية أي حصيرة ووضع الجسد الشريف عليها وقال له هل نعينك على الدفن فقال لهم ((كلا فأنه يوجد من يعنيني)) ولم يدفنه وبحث عن الخنصر المقطوع من أبي عبد الله الحسين(ع) كما ذكرنا آنفاً ووجدوه وهوى على الجسد المبارك من السماء وقال((لك العتبى يا الله والسلام عليك يا أبا عبد الله والدنيا من بعدك عليها العفا أما حزني عليك فسرمد)) ودفن جسد شريف ومبارك عند رجل أبي الشهداء وهو جسد علي الأكبر(ع)وعندما أراد دفنه خرج صوت من منحر الحسين وقال له ((بني علي أدفن ولدي الرضيع عبد الله على صدري)) ووضعه على صدره وتم دفن الأجساد الطاهرة المطهرة وصلى عليهم وهو لا يفتر من البكاء تذكر الواقعة الأليمة وزرع سدرة للدلالة على موضع قبر أبي عبداله الحسين(ع)ثم جاء إلى جسد شريف طاهر آخر وهو حبيب بن مظاهر الأسدي ودفنه بالقرب من الحسين وهو موجود داخل الحضرة الحسينية وصلى عليه وفي الزيارة المعهودة لهذا الشيخ الجليل التي تقول((السلام عليك أيها العبد الصالح...))التي دعا لها به.


فجاء إلى الرجال فقال لهم من بقى فقالوا يا أخا العرب بقى جسد بطل مقطوع الكفين قرب نهر العلقمي فعرفه فذهب غليه حفروا القبر ثم جهزه وهوى على جسد أبي الفضل العباس(ع) قمر العشيرة وقال ((السلام عليك يا عماه قد كنت نعم الأخ المواسي لآخوه والناصر والذاب عنه،فلعن من قتلك وظلمك)).


وهكذا تم الدفن وتم التعليم على القبور والتعريف بهم فجاء رجال بني أسد إلى الرجل الملثم وقالوا له :من أنت يا أخا العرب؟،عند ذلك كشف عن لثامه وقل لهم((أنا الذين رأيت ما رأيت من مصارع أبي وأهلي أحبتي،أنا ابن من كان جسده بالعراء والرأس على القنا يدور في الكوفة، أنا علي زين العبدين))فهوى الرجال يقبلون قدميه ويقولون له عظم الله لك الأجر في استشهادهم.


ثم رجع إلى الخربة وشاهد عمته العقيلة زينب(ع) تصلي صلاة الليل من جلوس فقال لها((عمة أراك تصلين من جلوس))فقالت له ((لم تعد بي طاقة للوقوف والصلاة للقهر والتعب والتعذيب بالسياط التي تعرضت لها)) فلاحظوا مدى المصيبة التي حلت بهذه السيدة الجليلة وهذا هو أهل بيت النبوة والذين لا يتركوا صلواتهم ومستحباتهم ونوافلهم من القيام وفي أحلك الظروف وفي أشد المصائب التي تطير لها عقول الرجال الشجعان أليس هم أهل بيت النبوة ومهبط الوحي ومختلف الملائكة ومعدن الرسالة.ثم سألته ((أين كنت يا نور عيني))فقال لها ((عمة دفنت الأجساد المتروكة في العراء ثلاثة أيام وبدون رؤوس))عند ذلك بكت عقيلة الهاشميين((من لي بعد هذا وجه اصطبح به بعد أخي الحسين،وأين كفيلي وسندي أبي الفضل العباس وأين أهلي وأخوتي الذين أصبحت بلا ناصر بعدهم،فعلى الدنيا السلام)) .




إلى هنا انتهت هذه الواقعة الفاجعة والتي أردت أن أرويها لكم ومدى الظلامة التي تعرض لها أهل بيت النبوة،ولكن يبقى سؤال،هل أنتصر الحسين بسفك دمه الشريف؟.هذا ما سأحاول الإجابة في الحلقة القادمة أن كان لنا في العمر بقية،والحمد لله أنني أستطعت ومن خلال منتداكم الثر والغني في توضيح وإلقاء الضوء على المدرسة العظيمة لثورة الحسين التي


لا أستطيع الإحاطة بكل هذا السفر الخالد والمضامين الإنسانية لهذه الثورة الخالدة والمحفورة ليس في كل قلب مسلم شريف وإنما في كل قلب إنساني محب للحقيقة والفضيلة والتي تحتاج إلى كتب ومجلدات تكتب عنها إلى يوم يبعثون.


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


والصلاة على أشرف من مشى على الأرض سيدنا أبو الزهراء وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.


-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

المصادر :
1 – أبو الشهداء الحسين بن علي.الكاتب المصري عباس محمود العقاد.نهضة مصر للطباعة والنشر
2 – أعلام الهداية : سيد الشهداء الأمام الحسين بن علي (عليه السلام).المجمع العلمي لأهل البيت.قم المقدسة.
3 – خطب من المنبر الحسيني وصفحات من الأنترنيت.
4 – الأمام الحسين حياته واستشهاده .الكاتب المصري مأمون غريب ، مركز الكتاب للنشر
5 - الحسين سماته وسيره.تأليف السيد محمد رضا الحسيني الجلالي،دار المعروف للطباعة والنشر

شيعية موالية
18-02-2009, 11:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم


السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين

احسنتم وبارك الله فيكم

موفقييين بحق محمد وال محمد

نسألكم الدعااااء

عشق الكلمة
18-02-2009, 11:44 PM
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين ولعن الله أمة أسست أساس الظلم و الجور عليكم أهل البيت
لى تعقيب اخى الفاضل على ما ذكرته ..
أوليس الشمر قتل فى معركة على يد من كان مع المختار وإن الذى دخل حاملا الرأس وأنشد تلك الأبيات (أملأ ركابي فضة وذهباً..فقد قتلت الملك المحجبا )
هو اللعين بشير بن مالك.
وبختام الأجزاء.. أعرب لك عن شكرى لما قدمت لنا فى طرحك النير ، القيم المتواصل و تقديرى لما كرست من جهد لأجل متابعة تقديم الأجزاء .
وسدد الله خطاكم وأثابكم وأعانكم على الخير الدائم ان شاء الله وبإنتظار موضوعك عن الانتصار الخالد لدماء الحسين بمشيئته تعالى.

عبود مزهر الكرخي
19-02-2009, 12:18 PM
السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك واناخت برحلك عليكم مني سلام الله أبداً مابقيت وبقي الليل والنهار ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم .
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.
نعم توجد هذه الرواية أيضاً على قتل هذا اللعين على يد المختار لكن توجد هذه الرواية الآخرى والتي وجدتها في الكتاب المذكورأدناه في الموضوع وللكاتب المصري مأمون غريب فأردت أن اروي هذه الرواية الأخرى لأبين مدى غدرهؤلاء الجلاوزة حتى عندما يكون فيما بينهم.ولك مني كل الشكر والتقدير على هذا التعقيب.

zaineb
19-02-2009, 12:57 PM
لا إلاه إلا الله عظم لكم الله الأجر
أااااااااااه صبر قلبك سيدتي يازينب..


وإن إختصب الجلاوزة حقهم و ظلموهم
أو حتى قتلوهم......
رغم كل ما فعلوه قبل وبعد الواقعة
ظل الحسين عنوانا للأحرار والمظلومين
وإمام للمسلمين

أخي الفاظل
مأجورين على السرد المفصل لواقعة كربلاء.....
وجعله الله في ميزان حسناتكم إن شاء الله وأنابك عليه..
ولا حرمنا الله من متل هده المواضيع ..

لكم كل الشكر ولا حرمنا الله من هدا القلم الولائي الحسيني ....
وننتظر منكم المزيد
لكم تحيايا وكامل ودي


http://vb.arabseyes.com/uploaded/24878_1189177374.gif

لؤلؤة الوجود
07-12-2010, 05:02 PM
موضوع في قمة الروعة

احسنتم بارك الله فيكم

جاسم العجمي
07-12-2010, 05:21 PM
يًسِلمٍَوٍوٍوٍوٍوٍوٍوٍوٍوٍ عُلىٍ آلطَرٍحِ آلرٍآئعُ’’’
سِلــــمٍَــــتِ وٍ عُآشُتِ آلآيًآدُيً""





وٍدُوٍوٍوٍوٍوٍوٍوٍوٍوٍوٍوٍوٍوٍوٍمٍَ هُآآآآآآآآآآآلتِمٍَيًزٍ آلرٍآَقٍِيًَ فٍيً آلمٍَوٍآضَيًعُ""
آللهُ لآ يًحِرٍمٍَنٍهُ مٍَنٍكـ وٍلآ مٍَنٍ جَدُيًدُكـ"

الكوثريه انا
08-12-2010, 11:54 AM
أن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة

دائما تبقى مبدع استاذنا الكرخي وموفق انشاء الله على هذا الموضوع

ولكن لطفا مرة أخرى عندما تكتب تذكر أن هناك أناسا نضرهم ضعيف

موفق

صبر الحوراء
08-12-2010, 05:55 PM
جهود مباركة جزاك الله خيرا

محب الائمة للموت
09-12-2010, 10:15 PM
بارك الله فيك موضوووووع مميز