المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بــحــر كـــربــلائي.......


ولائي لعلي
13-01-2009, 12:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

) اللهم صلي على محمد وعلى آلي محمد)

السلام على سيدي ومولاي أمير المؤمنين وسيد الوصيين صلوات الله عليه ورحمة الله


السلام على عشاق الله الواحد الأحد ...السلام على عشاق الرسول الأعظم محمد ...السلام على عشاق بنت الرسول الزهراء البتول...السلام على من اتخذ طريق علي بن ابي طالب طريقه...السلام على عشاق السبطين الحسن والحسين...السلام على عشاق آل البيت وشيعتهم...السلام على منتظري صاحب الراية الفائزة حبيبنا الإمام المهدي عج...ورحمة الله وبركاته

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين

وعلى أولاد الحسين وعلى أصحـاب الحسين

السلام على ساكن التربة الزكية
السلام على الرأس المرفوع

السلام على من أريق ظلما دمه
السلام على من بكته ملائكة السماء
في رثاء الحسين يتجدد الحزن ، وينصب العزاء في القلوب ، وفي رثاء الحسين تتجدد لوعة الذكرى ، وتهيج وتطغى مشاعر الأحزان ، وفي رثاء الحسين فالتبكي العيون و لتذرف الدموع ، ولتلطم الصدور حزناً على إبن البتول .

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع
فيها صلاة لا يقوى على عدها وإحصائها أحد غيرك
يااااااااالله



السلام على السبط الأمين ...السلام على ابن السادة المطهرين...
السلام على ريحانة الرسول...السلام على مهجة قلب البتول..
السلام عليك يا سيدي ومولاي يا أبا عبد الله..
يـــا حــسـيـــن....

السلام على الكريم ..سليل الكرماء...ووالد الكرام النجباء الأتقياء..

يحــار القلب والفكر... في وصف هذا البحر...

وأيُّ بحـــر؟!!..إنه بحر العطــاء.. بحر الحـــنان.. الكرم.. الجــود.. التســامح
إنه بحر الإيمـــــان.. بحر التقوى.. الصبر .. التضحية.. الفداء.. الإيثـــار

يــا لله!!! أيُّ بحـــرٍ هذا؟!!
وكيف يوصف بحرٌ بكل ذلك؟؟!! عجبـــاً!!!!
ولكن... كلا.. فهذا البحـر.. تعجز عن إدراك كنهه أمهات العقول
بحــــرٌ... ماؤه ليس إلا... ذاك النجيع القانـــي!!
من منحر الحســـين... من ذلك القلب الرحيـــم.. الذي استحاله السهم المثلث.. أشلاءً ممزقة!!!
من كفــــوف العبــاس.. التي كانت.. ولا زالت.. تنضح عذوبة وحنـــاناً
وتمســح ببــرد أناملها دموع اليتامى.. والحيارى.. والعطاشى

آهٍ.. آه... لله در هاتين الكفين.. اللتين طالما كانتا سندا وعونا لأبــي عبد الله الحسـين.. إذا هوت الكف الأولى.. أعانتها الثانية على حمل اللواء الإسلامي المحمدي الأصيل... والقربــة... نعـم.. قربة المـاء.. لم يكن ـ بأبي هو وأمي ـ يعبأ بكفيه القطيعتين... ولا بعينه التي أعماها السهم الغادر.. ولكــــن...!!

أصاب القربة ذلك السهم المشؤوم.. لينساب ماؤها كاللآلئ الذائبة... التي أضحت كالجمر المتوقد.. يكــوي قلبه المكلـــوم... وصراخ الأطفال يتناهى إلى مسامعه الدقيقة.. كمطارقٍ تهوي على ذلك الفؤاد المحترق ألماً.. وعطشاً.. ولوعــة... \"عمّـــاه.. العطش.. العطش..\"!!!

وأيضاً... من نحر الرضيع.. كأنه إبريق فضــة.. مخضبٌ بدم الوريــد!!
عجــباً!! ما ذنب الزهــرة حتى تنتزع من غصنها قهــراً.. قبل تفتح وريقاتها؟! ما ذنبها حتى تحرم من ربيعها الذي لم يطاله بــرعمها الصغير؟!!!

آه... ولا أنسى ذلك الشباب.. كيف أطفأ النجيع بريقه العسجدي؟!!
تــراه كالجبل الشامخ.. راســخ.. لا تحركه العواصف... ثابتٌ على الحق.. لا يهاب الموت.. بل ويراه أحلى من الشـهد.. في نصرة ابن بنت رسول الله!! إنهم ـ بحق ـ فتيـــة آمنوا بربــهم

ماذا لديك أيضاً أيها البحــر؟!!
بـــدورٌ مصرَّعة على رمضاء كربلاء.. دثارها نجيعها.. وفرشــها.. ذرات التراب الزاكي... يا الله... ما أسعـدها!! وهي تحتضن بين رُفــاتِها تلك الأقمار.. بأنــوارها الزهـــــراء.. وتلك الدمـــاء.. الزكية.. الأبية.. التي أريقت لتغسل الغفلة عن وجه الزمــان.. المكفهــرّ... ولتمسح دموع الحزن والألم عن وجنتي الإســـلام.. الحزينتين... \"إن كان ديــن محمدٍ لم يستقم إلا بقتلي.. يــا سيوف خذينـــي\"!!

وتضطرب صفحة البحــر.. وتصطخب أمواجه.. وتهوي بكل عنفوانــها على أديــم الأرض...
وتبكــــي السمـــاء بقطرها النجيعي.. الأحمـــر.. القانـــي...
حين يرقى الشمـــر... صدر الحســـين!!!

ذلك الموضع.. الذي طالما قبَّــله سيــد الأولين والآخرين.. وهو يقول: \"حســينٌ مني وأنا من حســـين\"...
وماذا فعل؟!! ليت شعري.. ليت الجبــال صارت دكاً.. وليت السماء أطبقت على الأرض!!!
عجِبَ العجَب.. من جرمٍ يُرتكب..بحق سليل الهادي المنتجب...
ثــم ماذا؟!! أجبني أيها البحـــر... كيف فعل ذلك؟؟ كيف رقــى صدر سبط الرحمـة.. وحزَّ نحــره؟!!

رحــمة بي أيها البحــر ورفقاً !!
أنى لقلبي الراحة والهناء.. ورأس الملاك.. على رأس رمحٍ طويل؟؟!!
تــراه يترنم بكلمات الوحي.. ليصــمَّ بها أسماع عبدة الشيطان.. الذين يؤمنون ببعض الكتــاب.. ويكفرون بالبعض الآخــر.. ويتخــذون آيــات الله هُــزواً... اللهم العنـهم جميعاً!!!
وماذا بعد؟!! آه.. وألف آه..

تهبُّ رقيَّــة من نومها.. فزعــة.. خائفة.. وتقول بصوتٍ محمــوم.. متهــدج.. تكســره العبرات... عمة زينب.. ما أشدَّ شوقـي إلى والدي!!.. إلى حضنه الدافئ.. لكم افتقدتُ حــلاوة مبسمه الطاهــر.. بالله عليكِ يــا عمـتــاه.. أخبريني... أين والدي الحســين؟؟!!

ولكن... أجابها أعداء الله.. إجابة.. سكبـوا فيها كل ألوان القسوة والوحشيــة.. فهاهــو الطشت ماثلٌ أمام ناظريها.. يحوي في جوفه ذلك الرأس الطاهــر.. المطهَّــر.. مخضَّبٌ.. بدم الشهــادة!!
فتــراها تكلمه.. تنــاجيه.. تعــاتبه... وتتــهاوى على محيّــاه الوديع.. عبــراتها اليتيمة... ثــم تهوي بنفسها على الرأس.. وتلحق بأبيــها.. إلى الجنــة!!!
عجيبٌ هذا البحــر.. المدلهم.. اللامتنـــاهي... فمع كل ما ينــوء به من كربٍ.. وبلاء.. ودمــاء... يظل الوصف عاجزاً عن سبر أغواره...

أتأمله بصمتٍ حزيـــن... بخشــوع.. وسكينــة
تتلألأ صفحته كاللجين.. في الليلة القمــــراء
وموجاته المتلاطمة.. تحمل في طيّــاتِها.. مأســاة الأمة.. بل مدرســة الحق.. والحقيقــة
\"إنـي لم أخرج أشراً ولا بطــراً ولا مفسداً ولا ظالــماً، وإنما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمة جدّي... أريد أن آمــر بالمعــروف، وأنهى عن المنكـــر\"

وإلى ذلك الحين.. وحتى يبعث الله قـــائماً.. يفــرِّج عنا الهمَّ والكرباتِ... سيظــل هذا البحــر الكربلائــي.. يتماوج.. من عاشـــوراء.. إلى عاشـــوراء.. يكتنفه عبق الدمــاء الزاكيات.. وعيــونٌ.. لن ترقــأ عبرتــها.. لتغسل بقايا أدران الزمان...
وسيظل هذا البحــر.. يجود بمعينه الرقــــراق.. سائغــــاً.. رويــــًّا.. ليغتــــرف منه كل موالٍ.. سائــرٍ على نهج الحســين.. وأصحاب الحســين.. الذين بذلوا مهجهم دون الحســين.. عليه السلام... فيرتــوي من هذا الكوثــر الكربلائــي.. ولا يظمأ بعدهــا أبداً!!

وسيظل.. يرســـم معاني الألــم والأمــل.. لوحـة ناطقة.. بلسان الحق المبين

هيهــــات منـــــا الذلــــة!!!

عبد محمد
13-01-2009, 10:03 PM
أحسنتي أخت ولائي لعلي على هذا الطرح الولائي الحسيني

ماجورين