المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحسن اليماني والمهدوية


m-mahdi.com
23-12-2008, 12:56 PM
الحسن اليماني والمهدوية

دكتور أحمد راسم النفيس

كشفت الاشتباكات التي دارت رحاها في البصرة والناصرية بالعراق على هامش إحياء ذكرى عاشوراء الإمام الحسين عن ظهور جماعة (أحمد الحسن اليماني) الذي ادعى الإمامة وطالب الناس بالبيعة له بوصفه وكيلا عن المهدي المنتظر معتبرا أن العلماء والمراجع فشلوا في القيام بواجباتهم وأصبح متعينا التخلص منهم وتسليم الأمر لهذا اليماني المزعوم الذي لم يك شيئا حتى التقاه الإمام وقام بتسليمه كل المهام!!.

لم يكن الأمر مفاجئا للمتابعين للساحة العراقية كما أنها لم تكن المرة الأولى ولن تكون الأخيرة في سلسلة أدعياء المهدوية.

يقول المراقبون أن اليماني المزعوم كان فرخا من أفراخ المخابرات الصدامية ثم تلقفته مخابرات دولة خليجية تعمل بجد ونشاط في العراق حيث قامت بدعمه وتمويله.

الدافع المحرك لهذه الأعمال هو تفجير التيار الشيعي في العراق وغير العراق وتقويضه من الداخل عبر إلهائه بصراعات عبثية لا جدوى من ورائها.

لم يكن ادعاء المهدوية يوما قاصرا على الساحة الشيعية فهو موجود لدى أهل السنة ومن بين هؤلاء كانت حركة جهيمان العتيبي والمهدي السوداني.

الجامع المشترك بين هؤلاء الأدعياء هو استغلال تلهف الناس ورغبتهم في خلاص سريع مريح تهطل به السماء الصافية الخالية ولو من سحابة واحدة لتخرج الناس من الظلمات إلى النور ومن ضيق الظلم إلى سعة العدل على يد (القائد المخلص) الذي لا يمتلك مؤهلات ولا كفاءات سوى بعض المنامات والتأويلات وأتباع مغيبين هم خليط من الكسالى الواهمين ومن القتلة الانتحاريين فضلا عن المرتزقة الذين يحلمون بمنصب وزاري في دولة لا وجود لها إلا في عالم الأحلام!!.

ادعاء المهدية يأتي دوما كحدث خارج السياق من أناس يفتقرون للحد الأدنى من الكفاءة التي تؤهلهم للقيادة ولكنهم يزعمون أنهم وحدهم ورثة خط الأئمة الأنبياء.

الإشكالية الكبرى التي منعت المسلمين من الاستفادة من منظومة القيم الإلهية التي جاء بها كتاب الله والتي تدعو للعدل والإحسان وتنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي هي (غياب القابلية) التي تمكنهم من الالتزام بهذه القيم, وليس في غيبة الإمام.

هنا يبدو واضحا كم الدجل الذي يمارسه هؤلاء الأدعياء الذين يعدون الناس بالمن والسلوى بمجرد اتباع (القائد المزعوم) في حين يعتقد الموالون الحقيقيون للمهدي المنتظر أن ظهوره يرتبط باستحضار هذه القابلية الغائبة وإذا كان المسلمون عاجزين عن إقامة نظام سياسي يحقق بعض هذه القيم فكيف يمكن لهم الانتقال دفعة واحدة لتحقيق حلم العدالة الإلهية؟!.

المهدوية عند المدعين إما أن ترتدي لبوس المهدي المنتظر شخصا ودورا أو تكتفي بانتحال دور المخلص الذي تشتاق إليه البشرية ليملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا والذي جاء ليطبق الشريعة الإسلامية ووو ثم تأتي الأحداث والوقائع ليكتشف المخدوعون أن إمامهم الموهوم قد أوقعهم في مزيد من الحفر والمطبات التي يصعب الخروج منها كما أن أزماتهم قد ازدادت تعقيدا بدلا من حلها أو التخفيف منها وأن مخلصهم الموهوم قد أضاع من بين أيديهم حلولا واقعية ربما كانت لتخفف بعضا من آلامهم ريثما يظهر المخلص الحقيقي الموعود!!.


لقراءة الموضوع كاملا والمشاركة فيه

اضغط على الرابط التالي:

http://www.m-mahdi.com/forum/showthread.php?t=4119

منتدى مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام