المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أصل ظلامة الشيعه


نسايم
23-12-2008, 04:22 AM
اصل ظلامة الشيعه

ا يخفى أنّ أصل ظلامة الشيعة هو لولائهم للإمام عليّ وأبنائه الأطهار سلام الله عليهم، لذا حريّ بنا قبل أن نستعرض ظلامات الشيعة ومآسيهم أن نسلّط الأضواء على أساس الظلامة وعمدتها وهي ظلامة يعسوب الدين الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليهما.
لماذا ظلموا أميرالمؤمنين سلام الله عليه؟
يبقى مثل هذا السؤال كحجر عثرة يعرقل كل من يريد معرفة الحقائق في التاريخ، فلا يدعه يميّز بين الحقّ والباطل إلا بعد أن يطلّع على الأسباب الحقيقية التي دعت القوم إلى ظلم الإمام علي سلام الله عليه.
وكل باحث ما لم يجب على هذا السؤال فإنه يبقى يتخبط تخبط العميان من غير أن يصل إلى ساحل الأمان، ولذا فإننا سنتعرض إلى بعض الدواعي التي قادت القوم إلى ظلم أمير المؤمنين سلام الله عليه، ومنها:
1. أحقاد دفينة: لا يشك أحد أن الذين ظلموا الإمام أمير المؤمنين أو ساهموا في ظلامته دفعتهم الأحقاد الدفينة التي خلّفها الإمام سلام الله عليه في قلوبهم أيام الحروب الإسلامية، ولذا قال النبي لأمير المؤمنين سلام الله عليه: إذا مت ظهرت لك ضغائن في صدور قوم يتمالئون عليك ويمنعونك حقك. عيون أخبار الرضا سلام الله عليه ج1 ص72.
ونحن نقرأ في دعاء الندبة: فاودع قلوبهم أحقاداً بدرية وخيبرية وحنينية وغيرهن. بحار الأنوار ج99 ص106.
بل إن الأحقاد الدفينة التي كانت في قلوب القوم ضد رسول الله صلى الله عليه وآله أفروغها على أمير المؤمنين سلام الله عليه حتى قال: كل حقد حقدته قريش على رسول الله صلى الله عليه وآله أظهرته فيّ وستظهره في ولدي من بعدي. شرح النهج للمعتزلي ج20 ص328 الحكم المنسوبة لأمير المؤمنين سلام الله عليه.
بالطبع لم يستطع القوم إبان حياة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أن يكشفوا حقيقتهم وواقعهم بل انتظروا حتى استشهد صلى الله عليه وآله، فكشفوا عن واقعهم واستضعفوه حتى بلغ الأمر به أنه كان يقصد قبر النبي صلى الله عليه وآله ويقول: يابن أمّ إن القوم اسضعفوني وكادوا أن يقتلوني.كتاب الأربعين للقمي الشيرازي ص160.
ولو أردنا استعراض الشواهد الدالة على حقد القوم لطال بنا المقام، ولكننا نذكر بعضها باختصار، ومنها:
أن ابن عمر قال لأمير المؤمنين سلام الله عليه: كيف تحبّك قريش وقد قتلت في يوم بدر وأُحد من ساداتهم سبعين سيداً تشرب أنوفهم الماء قبل شفاهم. مناقب ابن شهر آشوب ج3 ص21.
ونُسب إلى أمير المؤمنين سلام الله عليه أنه قال:
ما تركت بدر لنا مذيقاً ولا لنا من خلقنا طريقاً
وسئل الإمام زين العابدين سلام الله عليه وابن عباس أيضاً: لم أبغضت قريش عليّاً؟
قال: لأنه أورد أوّلهم النار، وقلّد آخرهم العار. المناقب ج3 ص21.
علي بن الحسن بن علي بن النفال عن أبيه عن أبي الحسن سلام الله عليه قال: سألته عن أمير المؤمنين سلام الله عليه كيف مال الناس عنه إلى غيره وقد عرفوا فضله وسابقته ومكانه من رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال : إنما مالوا عنه إلى غيره وقد عرفوا فضله؛ لأنه قد كان قتل من آبائهم وأجدادهم وإخوانهم وأعمامهم وأخوالهم وأقربائهم؛ المحادين لله ولرسوله عدداً كثيراً، فكان حقدهم عليه لذلك في قلوبهم؛ فلم يحبوا أن يتولى عليهم، ولم يكن في قلوبهم على غيره مثل ذلك؛ لأنه لم يكن له في الجهاد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله مثل ما كان له، فلذلك عدلوا عنه ومالوا إلى سواه. علل الشرائع ج1 ص146.
وعن محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق المذكر النيسابوري بنيسابور قال: سمعت عبد الرحمن بن محمد بن محمود يقول: سمعت إبراهيم بن محمد ابن سفيان يقول: إنما كانت عداوة أحمد بن حنبل مع علي بن أبي طالب سلام الله عليهما أن جدّه ذا الثدية الذي قتله علي بن أبي طالب سلام الله عليهما يوم النهروان وإن كان رئيس الخوارج. علل الشرائع ج2ص467.
وقال ابن أبي الحديد في أوضاع الشيعة: وولّى عليهم الحجاج بن يوسف، فتقرّب إليه أهل النسك والصلاح والدين ببغض عليّ وموالاة أعدائه وموالاة من يدّعي من الناس أنهم أيضاً أعداؤه، فأكثروا في الرواية في فضلهم وسوابقهم ومناقبهم وأكثروا من الغض من عليّ سلام الله عليه وعيبه والطعن فيه والشنآن له حتى إن انساناً وقف للحجّاج ويقال انه جد الأصمعي عبد الملك بن قريب - فصاح به: أيها الأمير إن أهلي عقّوني فسمّوني عليّاً وإني فقير بائس وأنا إلى صلة الأمير محتاج، فتضاحك له الحجّاج وقال للطف: ما توسّلت به قد وليّتك موضع كذا. شرح النهج ج11 ص46. وروى أبو عثمان: أن قوماً من بنى أمية قالوا لمعاوية: إنك قد بلغت ما أملت، فلو كففت عن لعن هذا الرجل- أي الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه-، فقال: لا والله حتى يربو عليه الصغير، ويهرم عليه الكبير، ولا يذكر له ذاكر فضلاً. شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج4 ص57.
وعن ابن أبي الحديد قال: فقد رأيت انتقاض العرب عليه من أقطارها حين بويع بالخلافة، بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله بخمس وعشرين سنة، وفي دون هذه المدة تنسى الأحقاد وتموت التراث وتبرد الأكباد الحامية وتسلو القلوب الواجدة ويعدم قرن من الناس، ويوجد قرن، ولا يبقى من أرباب تلك الشحناء والبغضاء إلا الأقل. فكانت حاله بعد هذه المدة الطويلة مع قريش كأنها حاله لو أفضت الخلافة إليه يوم وفاة ابن عمّه صلى الله عليه وآله من إظهار ما في النفوس وهيجان ما في القلوب حتى أن الأخلاف من قريش والأحداث والفتيان الذين لم يشهدوا وقائعه وفتكاته في أسلافهم وآبائهم فعلوا به ما لو كانت الأسلاف أحياء لقصرت عن فعله، وتقاعست عن بلوغ شأنه. شرح النهج ج11 ص114.
وقال أيضاً: إن قريشاً كلها كانت تبغضه أشدّ البغض إلى أن قال: ولست ألوم العرب، ولا سيما قريشاً في بغضها له، وانحرافها عنه، فإنه وترها وسفك دماءها. وكشف القناع في منابذتها ونفوس العرب وأكبادها كما تعلم. شرح النهج ج13 ص299.
2. الحسد: فقد حسد القوم أمير المؤمنين سلام الله عليه على ما أولاه الله عزّ وجلّ من الفضل والكرامة، ولذا أخذوا ينتقمون منه ومن ذرّيته ومواليه عبر العصور المختلفة، فذات يوم خطب أبو الهيثم بن التيهان بين يدي أمير المؤمنين علي عليه السلام، فقال: " إن حسد قريش إياك على وجهين، أما خيارهم فتمنوا أن يكونوا مثلك منافسة في الملأ، وارتفاع الدرجة: وأما شرارهم فحسدوك حسداً انغل القلوب، وأحبط الأعمال، وذلك أنهم رأوا عليك نعمة قدمك إليها الحظ، وأخّرهم عنها الحرمان؟ فلم يرضوا أن يلحقوك حتى طلبوا يسبقوك، فبعدت والله عليهم الغاية، وأسقط المضمار: فلما تقدمتهم بالسبق، وعجزوا عن اللحاق بك بلغوا منك ما رأيت، وكنت والله أحق قريش بشكر قريش. الأوائل ص150.
وفي شرح نهج البلاغة للمعتزلي في تفسير قوله تعالى: «أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله» أنها أنزلت في عليّ سلام الله عليه وما خصّ به من العلم. شرح النهج ج7 ص220.
وقال المعتزلي الحنفي: إن قريشاً اجتمعت على حربه منذ بويع، بغضاً له وحسداً، وحقداً عليه: فأصفقوا كلهم يداً واحدة على شقاقه وحربه، كما كانت في ابتداء الإسلام مع رسول الله صلى الله عليه وآله لم تخرم حاله من حاله أبداً. شرح النهج ج16 ص151.
وقال أيضاً: وانحراف قوم آخرين عنه- أي أمير المؤمنين سلام الله عليه- للحسد الذي كان عندهم له في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله لشدة اختصاصه له وتعظيمه إياه، وما قال فيه فأكثر من النصوص الدالة على رفعة شأنه وعلو مكانه، وما اختص به من مصاهرته وأخوته، ونحو ذلك من أحواله. وتنكّر قوم آخرين له: لنسبتهم إليه العجب والتيه - كما زعموا - واحتقاره العرب، واستصغاره الناس كما عددوه عليه، وإن كانوا عندنا كاذبين ولكنه قول قيل، وأمر ذكر. شرح النهج ج11 ص113.
3. عليّ صاحب الحقّ: كان القوم يعلمون جيداً أنّ الإمام عليَّ بن أبي طالب سلام الله عليه أولى منهم برسول الله صلى الله عليه وآله، وهو الخليفة من بعده، وقد صرّح بذلك كثير منهم، ولكن مع ذلك فقد أصرّوا على تنحيته وإقصائه عن منصبه الإلهي، وحرصوا على ظلمه كي لا يطالب بحقّه.
فمن كلام لعثمان بن عفان لابن عباس: لقد علمت أن الأمر لكم، ولكن قومكم دفعوكم عنه. شرح النهج ج9 ص9.
وقال عمر لابن عباس: إن عليّاً لأحق الناس بها، ولكن قريشاً لا تحتمله. تاريخ اليعقوبي ج2 ص159.
وعن ابن عباس: قال لي عمر: من أين جئت يا عبد الله؟ قلت: من المسجد. قال: كيف خلّفت ابنَ عمك؟ فظننته يعني عبد الله بن جعفر. قلت: خلفته يلعب مع أترابه، قال: لم أعنِ ذلك، إنما عنيتُ عظيمكم أهلَ البيت، قلت: خلّفته يمتح بالغرب على نخيلات من فلان، وهو يقرأ القرآن. قال: يا عبد الله، عليك دماء البُدن إن كتمتنيها! هل بقي في نفسه شيء من أمر الخلافة. قلت: نعم، قال: أيزعم أن رسول الله صلى الله عليه وآله نصّ عليه؟ قلت: نعم وأزيدك. سألت أبي عما يدعيه فقال: صدق. فقال عمر: لقد كان من رسول الله صلى الله عليه وآله في أمره ذرو من قول لا يثبت حجّة ولا يقطع عذراً. ولقد كان يربع في أمره وقتاً ما. ولقد أراد في مرضه أن يصرّح باسمه فمنعت من ذلك إشفاقاً وحيطة على الإسلام، لا وربّ هذه البنية لا تجتمع عليه قريش أبداً. ولو وليها لانتقضت عليه العرب من أقطارها. فعلم رسول الله أنّي علمت ما في نفسه. فأمسك وأبى الله إلا إمضاء ما حتم. شرح النهج للمعتزلي ج12 ص20.
4. الجهل المطبق: طائفة كبيرة من الناس ساهموا في ظلم أمير المؤمنين سلام الله عليه لجهلهم المطبق به وبمقامه حيث لم يعرفوا عن علي بن أبي طالب سلام الله عليهما إلا ما أملاه عليهم أعداؤه ومناوئوه ممّن استغلّوا جهلهم وحركوه ضدّه.
فكثير من أهل الشام حرّضهم معاوية ضدّ أمير المؤمنين سلام الله عليه مستغلّاً جهلهم المفرط وتعصّبهم الشديد، ويشهد لذلك أنّ رجلاً من أهل الكوفة دخل على بعير له إلى دمشق في حال منصرفهم عن صفّين، فتعلّق به رجل من دمشق، فقال: هذه ناقتي أخذت منّي بصفين. فارتفع أمرهما إلى معاوية وأقام الدمشقي خمسين رجلاً بينة يشهدون أنها ناقته فقضى معاوية على الكوفي وأمره بتسليم البعير إليه، فقال الكوفي: أصلحك الله إنه جمل وليس بناقة. فقال معاوية: هذا حكم قد مضى، ودسّ إلى الكوفي بعد تفرّقهم فأحضره وسأله عن ثمن بعيره فدفع إليه ضعفه وبرَّه وأحسن إليه وقال له: أبلغ عليّاً أني أقابله بمائة ألف ما فيهم من يفرّق بين الناقة والجمل. مروج الذهب ج2 ص72.
وعن شدّاد بن عمار، قال: دخلتُ على واثلة بن الأسقع وعنده قوم، فذكروا علياً فشتموه، فشتمته، فلما قاموا قال لي: لم شتمت هذا الرجل؟ قلت: رأيت القوم شتموه فشتمته معهم. فقال: الا أخبرك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قلت: بلى. قال: أتيت فاطمة سلام الله عليها، أسألها عن عليّ فقالت: توجّه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فجلست، فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه علي وحسن وحسين، كل واحد منهما آخذ بيده، حتى دخل فأدنى عليّاً، وفاطمة، فأجلسهما بين يديه، وأجلس حسناً وحسيناً كلّ منهما على فخذه، ثم لفَّ عليهم ثوبه أو كساءً، ثم تلا هذه الآية: «إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً» ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، وأهل بيتي أحقّ. تفسير الثعلبي ج8 ص43.
5. التضليل الإعلامي: فقد ركزّ أعداء أمير المؤمنين سلام الله عليه على هذا الجانب بشدة، حتى خدعوا الناس وشوّهوا صورة الإمام علي سلام الله عليه عندهم، ونسبوا إليه أموراً هو منها بريء. قال أبو جعفر الإسكافي: وقد رُوي أنّ معاوية بذل لسمرة بن جندب مائة ألف درهم حتى يروي أن هذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب: «ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام ـ وإذا تولّى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد»، وأنّ الآية الثانية نزلت في ابن ملجم، وهي قوله تعالى: «ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله»، فلم يقبل، فبذل له مائتي ألف درهم فلم يقبل، فبذل له ثلاثمائة ألف فلم يقبل، فبذل له أربعمائة ألف فقبل، وروى ذلك. شرح النهج ج4 ص73.
وقال أبو جعفر أيضاً: إنّ معاوية وضع قوماً من الصحابة، وقوماً من التابعين، على رواية أخبار قبيحة في عليّ سلام الله عليه تقتضي الطعن فيه والبراءة منه، وجعل لهم على ذلك جعلاً يُرغب في مثله، فاختلقوا ما أرضاه، منهم: أبو هريرة وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وعروة بن الزبير. شرح النهج ج4 ص63.
وروي أن شاباً من معسكر معاوية أنشد :
أنا ابن أرباب الملوك غسان والدائن اليوم بدين عثمان
نبأنا قراؤنا بما كان أن عليّاً قتل ابن عفان
وظل الشاب يشتم ويلعن، فلقيه هاشم بن عتبة وكان من أصحاب علي فقال له: يا هذا إن الموقف وما أردت به. قال: فإني أقاتلكم لأن صاحبكم لا يصلي كما ذكر لي، وأنتم لا تصلون أيضاً. وأقاتلكم لأن صاحبكم قتل خليفتنا وأنتم ساعدتموه على قتله، فقال له هاشم: وما أنت وابن عفان، إنما قتله أصحاب محمد وأبناء الصحابة وقراء الناس، حين أحدث الأحداث وخالف حكم الكتاب!! وهم أهل الدين وأولى بالنظر في أمور الناس منك ومن أصحابك . . . وأما قولك إن صاحبنا لا يصلّي، فهو أول من صلّى، وأفقه خلق الله في دين الله، وأولى بالرسول، وأما كل من ترى معي فكلهم قارئ لكتاب الله، لا ينام الليل تهجّداً، فلا يغوينك عن دينك هؤلاء الأشقياء المغرورون. فقال له الفتى: يا عبد الله إني أظنك امرءاً صالحاً فتخبرني، هل تجد لي من توبة؟ قال هاشم: نعم يا عبد الله تب إلى الله يتب عليك فإنه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويحب المتطهرين. فرجع الفتى. فقال له أهل الشام: خدعك العراقي، خدعك العراقي. قال: لا ولكن نصح لي. تاريخ الطبري ج4 ص30.
6. الصرامة في الحقّ: كان أمير المؤمنين سلام الله عليه شديداً في الحقّ لا تأخذه في الله لومة لائم؛ مما خلق الكثير من المناوئيين والمبغضين، يقول ابن أبي الحديد عن ابن عباس: أنّ عليّاً سلام الله عليه خطب في اليوم الثاني من بيعته بالمدينة فقال: ألا إن كل قطيعة أقطعها عثمان، وكلّ مال أعطاه من مال الله فهو مردود في بيت المال، فإنّ الحق القديم لا يبطله شيء، ولو وجدته قد تزوّج به النساء، وفرّق في البلدان لرددته إلى حاله، فإنّ في العدل سعة، ومن ضاق عليه الحقّ فالجور عليه أضيق.
قال الكلبي: ثم أمر سلام الله عليه بكلّ سلاح وجد لعثمان في داره مما تقوّى به على المسلمين فقبض..، وأمر بقبض سيفه ودرعه، وأمر أن لا يعرض لسلاح وجد له لم يقاتل به المسلمين، وبالكفّ عن جميع أمواله التي وجدت في داره وغير داره، وأمر أن ترجع الأموال التي أجاز بها عثمان حيث أصيب أو أصيب أصحابها، فبلغ ذلك عمرو بن العاص وكان بأيلة من أرض الشام أتاها حيث وثب الناس على عثمان فنزلها فكتب إلى معاوية: ما كنت صانعاً فاصنع إذ قشرك ابن أبي طالب من كل مال تملكه كما تقشر عن العصا لحاها. شرح النهج للمعتزلي ج8 ص269.
وقال صالح الكشفي الحنفي: كان أمير المؤمنين علي سلام الله عليه دخل ليلة في بيت المال يكتب قسمة الأموال، فورد عليه طلحة والزبير، فأطفأ سلام الله عليه السراج الذي بين يديه، وأمر بإحضار سراج آخر من بيته، فسألاه عن ذلك فقال سلام الله عليه: كان زيته من بيت المال، لا ينبغي أن نصاحبكم في ضوئه. شرح احقاق الحق ج8 ص539.
مجمل هذه الأمور جعلت الناس يتآزرون على ظلم أمير المؤمنين سلام الله عليه والنيل منه بشتى الطرق، لكن وبالرغم من عظم كيدهم إلا أن نجم الإمام عليّ سلام الله عليه بقي متألّقاً سامياً يسطع لعشّاقه على مرّ الزمان.

النجف الاشرف
25-12-2008, 01:27 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

أحسنتم اختي

والسلام عليكم

نسايم
25-12-2008, 01:57 AM
http://www.s3udy.net/pic/thankyou001_files/4.gif