المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علي (عليه السلام) والجهاد .. الحلقة الخامسه


سيهاتي 1
18-08-2008, 09:59 AM
علي (عليه السلام) يوم خيبر


قال الطبرسي (رحمه الله): لما قدم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) المدينة من الحديبية مكث بها عشرين ليلة، ثم خرج منها غازياً إلى خيبر.
"خيبر اسم منطقة تبعد عن المدينة المنورة ساعات، وهي عبارة عن حصون وقلاع محصنة، كانت اليهود تسكنها يومذاك"، فلما وصل النبي (صلّى الله عليه وآله) إلى خيبر، واستعد للقتال واصطف العسكران، خرج رجل من المسلمين اسمه: عامر بن الأكوع يبارز رجلاً من اليهود اسمه مرحب، وكان مرحب يرتجز ويقول:


قد علمت خيبر أني مرحب
شاكي السلاح بطل مجرب

فأجابه عامر:

قــد عـلمت خيبر أني عامر
شاكي السلاح بطل مغامر

فتضاربا بالسيف، فوقع سيف عامر على ركبته فمات منه.
وحاصر النبي (صلى الله عليه وآله) تلك الحصون خمساً وعشرين يوماً، ثم أعطى رايته أبا بكر وقيل: أعطى الراية إلى عمر بن الخطاب أولاً فنهض ونهض معه المسلمون فلقوا أهل خيبر فرجعوا.
وأعطى الراية أبا بكر في اليوم الثاني فذهب مع المسلمين فرجع يجبِّن أصحابه ويجبنونه، فلما علم النبي (صلّى الله عليه وآله) ذلك قال: لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه.
فبات الناس يتفكرون حول الرجل الموصوف بهذا الصفات، المقصود بكلام رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وكان علي (عليه السلام) غائباً في تلك الغزوة، وما كان الناس يحسبونه المقصود بكلام النبي (صلّى الله عليه وآله) ، حتى قال بعضهم: أما علي فقد كُفيتموه فإنه أرمد لا يبصر موضع قدمه.
بل كان كل منهم يرجو أن يعطى الراية، وأصبح الصباح وخرج رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بالراية، وأقبل الناس إلى النبي (صلّى الله عليه وآله) ليعرفوا الرجل الذي يستحق أن يكون حاملاً لراية الإسلام وفاتحاً لحصون اليهود؟ فقال النبي (صلّى الله عليه وآله): أين علي بن أبي طالب؟ فقيل: هو يشتكي عينيه، فقال (صلّى الله عليه وآله) : أرسلوا إليه.
فجاءوا به على بغلة وعينه معصوبة بخرقة، فأخذ سلمة بن الأكوع بيده وأتى به إلى النبي (صلّى الله عليه وآله) فقال النبي: ما تشتكي يا علي؟ قال: رمد ما أبصر معه، وصداع برأسي.
فقال النبي (صلّى الله عليه وآله): اجلس وضع رأسك على فخذي.
ففعل علي (عليه السلام) ذلك، فدعا له النبي (صلّى الله عليه وآله) وتفل في يده فمسح بها على عينيه ورأسه فانفتحت عيناه وسكن ما كان يجده من الصداع وقال النبي (صلّى الله عليه وآله): اللهم قِهِ الحر والبرد ، وأعطاه الراية وكانت بيضاء فقال له: خذ الراية وامض بها، فجبرائيل معك، والنصر أمامك والرعب مبثوث في صدور القوم، واعلم يا علي أنهم يجدون في كتابهم: أن الذي يدمر عليهم اسمه: "إيليا" فإذا لقيتهم فقل: أنا علي، فإنهم يخذلون إن شاء الله.
فأقبل علي (عليه السلام) بالراية يهرول بها ولحقه الناس فركز رمحه قريباً من الحصن، وأشرف عليه حبر من الأحبار فقال: من أنت؟ فقال: أنا علي بن أبي طالب.
فقال اليهودي: غُلبتم وما أُنزل على موسى ـ أي غلبتم قسماً بالتوراة التي نزلت على موسى (عليه السلام) فخرج إليه مرحب في عامة اليهود، وعليه مغفرة وحجر قد ثقبه مثل البيضة على أُم رأسه وهو يرتجز ويقول:


قد عـلمت خيبر أنـي مرحب
شاكي السلاح بطل مجــرب
أطعن أحياناً وحيناً أضـــرب

فقال علي (عليه السلام):

أنا الذي سمتني أمي حيـــــــدره
ضــــــرغام آجام وليث قســوره
على الأعادي مثل ريح صرصره
أكيلكم بالسيف كيل السنـــــــدره
أضرب بالسيف رقاب الكفــــــره


فلما سمع مرحب منه ذلك هرب ولم يقف، خوفاً مما حذرته منه ظئره، فتمثل له إبليس في صورة حبر من أحبار اليهود
فقال له: إلى أين يا مرحب؟
فقال مرحب: قد تسمى علي هذا القرن بحيدرة
فقال له إبليس: فما حيدرة؟
قال مرحب: إن فلانة ظئري "مرضعتي" كانت تحذرني من مبارزة رجل اسمه: حيدرة،وتقول: إنه قاتلك.
فقال إبليس: شوهاً لك! لو لم يكن حيدرة إلا هذا وحده لما كان مثلك يرجع عن مثله، تأخذ بقول النساء وهن يخطئن أكثر مما يصبن، وحيدرة في الدنيا كثير، فارجع فلعلك تقتله، فإن قتلته سدت قومك، وأنا في ظهرك أستصرخ اليهود لك.
فرجع مرحب إلى قتال علي (عليه السلام) فدعاهم علي (عليه السلام) إلى الإسلام أو الجزية أو الحرب فاختاروا الحرب، فضربه الإمام بالسيف على رأسه ضربة قطعت الحجر والمغفر رأسه حتى وقع السيف في أضراسه، فخر صريعاً، وحمل علي (عليه السلام) على الجيش اليهودي فانهزموا ودخلوا الحصن، وسدوا بابه، وكان الباب حجراً منقوراً في صخر، والباب من الحجر في ذلك الصخر المنقور، كأنه حجر رحى، وفي وسطه ثقب لطيف، وقد ذكرنا في الجزء الثاني من شرح نهج البلاغة بياناً حول الباب المزبور.
رمى علي (عليه السلام) القوس من يده اليسرى وجعل يده اليسرى في ذلك الثقب الذي في وسط الحجر وكان السيف بيده اليمنى ثم جذبه إليه فانهار الصخر المنقور، وصار الباب في يده اليسرى، فحملت عليه اليهود، فجعل علي (عليه السلام) الباب ترساً له، وحمل عليهم فانهزموا، فرمى الحجر بيده اليسرى إلى خلفه فمر الحجر على رؤوس الناس من المسلمين إلى أن وقع في آخر العسكر، وإلى هذا أشار ابن أبي الحديد في قصيدته مخاطباً الإمام (عليه السلام):

يا قالع الباب الذي عـن هـزه
عجزت أكف أربعون وأربـــع


واجتمع المسلمون ليرفعوا ذلك الحجر فلم يستطيعوا وهم أربعون رجلاً، وفتح علي (عليه السلام) تلك الحصون.
وتقدم حسان بن ثابت واستأذن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أن يقول شعراً فقال له: قل.

فأنشأ يقول:

وكان عـلي أرمد العــين يبتغـــي
دواء فـلما لـم يحـس مداويـــــــا

شفاه رسـول الله منه بتفـلــــــــة
فبورك مرقياً وبورك راقيــــــــــا

وقال: سأعطي الراية اليوم صارماً
كمياً محباً للـرسول مواليــــــــــــا

يحب إلهـي والإلـه يحبــــــــــــــه
به يفتح الله الحصون الأوابيـــــــا

فأصفـى بها دون البـرية كلـــــــها
عـلياً وسماه الوزير المواخيــــــــا

فعند ذلك قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك قولاً لا تمر بملأ إلا أخذوا من تراب رجليك، ومن فضل طهورك يستشفون به، ولكن حسبك: أن تكون أنت مني وأنا منك، ترثني وأرثك، وأنك مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي، وأنك تبرئ ذمتي وتقاتل على سنتي، وأنك في الآخرة أقرب الناس مني، وأنك غداً على الحوض خليفتي، وأنك أول من يرد علي الحوض غداً، وأنك أول من يكسى معي، وأنك أول من يدخل الجنة من أمتي، وأن شيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي أشفع لهم، ويكونون في الجنة جيراني، وأن حربك حربي، وأن سلمك سلمي، وأن سرك سري، وأن علانيتك علانيتي، وأن سريرة صدرك كسريرة صدري، وأن ولدك ولدي، وأنك تنجز عدتي، وأن الحق على لسانك وفي قلبك وبين عينيك، وأن الإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي، وأنه لا يرد علي الحوض مبغض لك، ولن يغيب عنه محب لك غداً حتى يردوا الحوض معك. فخر علي (عليه السلام) ساجداً شكراً لله.

وقال المرحوم الشيخ الأزري في قصيدته الفريدة:

ولـه يـوم خيبـر فـتكـــــــــــات
كبـرت منظراً على من رآهـــــا

يوم قال النبي: إني لأعطــــــي
رايتي ليثها وحامي حماهـــــا

فاستطالت أعناق كل فـريـــــق
ليروا أي ماجــد يعطاهــــــــــا

فدعى: أين وارث العلم والحلـم
مجير الأيام من باساهـــــــــــا

أين ذو النجــدة الذي لو دعتــه
في الثريا مـروعة لباهـــــــــا

فأتاه الوصي أرمـد عـيــــــــن
فـسقاها من ريقه فـشفاهـــــا

ومضى يطلب الصفوف فولــّت
عـنه عـلماً بأنه أمضاهــــــــا

وبرى مـرحباً بكـف اقـتــــدار
أقوياء الأقدار من ضعفاهـــــا

ودحى بابها بقـوة بــــــــــأس
لو حمتها الأفلاك منه دحاهــا

عائــــد للمؤمليـــــــــن مجيب
سامـع ما تسر من نجواهـــــا

إنما المصطفى مدينة علــــــم
وهو الباب مـن أتاه أتـــــاها

وهـما مقـلتا العـوالم: يسرا هـ
ـــــا عـلي وأحمـد يمـــناهـــــا

انتهــــــــــــــهى
سلام الله عليك سيدي يا أمير المؤمنين

Dr.Zahra
18-08-2008, 09:47 PM
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ


الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
الســـــــلام عليك يا اخا رسول الله ومستودع سره
يا صهرَ سيدِ ولدِ آدمَ، يازوجَ سيِّدةِ نساء العالمين..
يا والد سَيدَيّ شباب أهل الجنة، يا إمامَ الأئمة..
في رحابكَ تلتحمُ الفضائل صفّاً يخدم شخصَك..
وتحت راياتك تتزاحم القيمُ، لتَشْرُفَ بالانتساب إلى جنابك..
وحولك تهفو الرجولةُ،راجيةً أن تنفخَ فيها بعضاً من روحك..
لتكونَ في سدْرَة الكمال إذ تكون وصفَك..
http://i128.photobucket.com/albums/p165/3ola4/dividers/flowers/df17.gif
الشفاعه ياعلي.
خيبر
ورد اسم خيبر في الكتابات البابلية القديمة، ويقول محمد رضا في كتابه ( محمد ): إن معنى خيبر باللغة العبرية هو الحِصن أو القَلعة، مستنداً على ما ذكره ياقوت في معجم البلدان. وخيبر هذه مشهورة بحصونها المنيعة المبنية بالحجارة والصخور، وأشهرها سبعة حصون هي:
1 ـ حصن ناعم.
2 ـ القَموص حصن أبي الحقيق.
3 ـ حصن الشقّ.
4 ـ حصن النَّطاة.
5 ـ حصن السُّلالم.
6 ـ حصن الوطيح.
7 ـ حصن الكتيبة.
ويُستبان أنّ كل حصن من هذه الحصون كان يشتمل على مجموعة من الحصون، ولكون هذه البقعة تشمل هذا العدد من الحصون سُمّيت ( بالخيابر )، وكان أمنع حصونها حصن الناعم من حصون ( النَّطاة ).
وسكان خيبر يهود كانوا يقطنون بيوتاً حصينة وسط النخيل وحقول القمح، ومن سكّانها المشاهير كان السَّمَوأل بن عادِياء. ولعل خيبر أكثر القرى في شمال الحجاز ثروة ومالاً لوفرة زرعها وحاصلاتها من الحبوب والفواكه، وعلى الأخص التمور.
يقول حسان بن ثابت:

أتفخـرُ بالـكتّـان لمّـا لَبِسـتـهُوقـد تلبس الألبـاطُ ريطاً مُقصَّرافـلا تَكُ كالعـاوي فـأقبل نَحـرهولم تخـشه سهماً من النبل مُضمَرافـإنّـا ومن يهدي القصـائد نحوناكمُستَبضِعٍ تمراً إلى أرض خيبرا (1)وإنّ لخيبر في حاصل تمورها شهرة كشهرة ( هَجَر ) التي ورد في الأمثال عنها: ( كمُستَبضِع التمر إلى هَجَر ) أو ( مستبضع التمر إلى خيبر )، وكان لحاصل التمور يومها قيمة جدّ كبيرة في ثروة البلاد.
وكان يهود خيبر يحسّون بقيمة هذه الثروة الطائلة من المزروعات والنخيل والتمر ويخافون عليها من الغزو، لذلك حصّنوا قُراهم وبساتينهم بقلاع ليس من الهين الاستيلاء عليها، لمناعتها ولوفرة السلاح وتنوّعه فيها، فحين حاصر النبيّ صلى الله عليه وآله قلاع خيبر في السنة السابعة من الهجرة أتاه رجل في الليلة السادسة من الحصار من يهود خيبر وأخبره أنه قد خرج من حصن ( النطاة ) وهو يعرف بعض أسرار الحصن، وقال: إن في حصن ( الصَّعب ) وهو من حصون ( النطاة ) وفي بيت فيه تحت الأرض منجنيقاً، ودبّابات، ودروعاً، وسيوفاً، فإذا دخل فيه رسول الله أوقفه على أسراره (2). فإذا كان في بيت من بيوت خيبر مثل هذه العدّة فكم يكون في عشرات البيوت الأخرى ؟!
ولقد تَوقّى الغزاة هذه القلاع وتهيّبوها، ولذلك لم نعثر على فاتح استطاع أن يخضعها لنفوذه ويفتحها قبل الإسلام. وقد كلّف فتحُها الإسلامَ الشيء الكثير من العنف والشدة، حيث حَنَث اليهود ونكثوا العهد الذي أعطاهم النبي إياه والذي تضمّن حريّتهم وحفظ أموالهم وأعراضهم ومعتقداتهم، وقد جاء أن النبيّ صلّى الله عليه وآله كان يعقد في كل يوم لواء لحرب لقائد من القوّاد لمحاربة الحصن الأول وهو حصن ( ناعم )، فيرجع القائد ويرجع الجيش دون طائل، وقد عزّ على النبيّ صلّى الله عليه وآله أن يستشهد في هذه المعارك قائد كمحمود بن مسلمة أخي محمد بن مسلمة حتى لقد أعطى اللواء لأبي بكر وعمر بن الخطاب. ويكفي دليلاً على أهمية هذا الحصون وخطورتها أن يُرى النبي وهو يستعيذ بالله من شر هذه المعركة، فقد جاء في البخاري عن أنس: أن النبي صلّى الله عليه وآله لما أشرف على خيبر قال لأصحابه قفوا: ثم قال:
اللهمّ ربَّ السماوات وما أظلَلنَ، وربَّ الأرضين وما أقلَلنَ، وربَّ الشياطين وما أضْلَلْنَ، وربَّ الرياح وما ذَرَينَ، نسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها، ونعوذ بك من شرّها وشر أهلها وشر ما فيها.. أقدِموا باسم الله (3).
حتى إذا تأزّم الوضع وتعقّدت الحرب دون الحصول على نتيجة طلب النبيّ صلّى الله عليه وآله الإمامَ علي بن أبي طالب عليه السّلام ودفع إليه اللواء، فكان أن تم الفتح على يديه.
يقول ابن الأثير عن علي عليه السّلام: فنهض ـ أي الإمام علي ـ بالراية وعليه حُلّة حمراء، فأتى خيبر فأشرف عليه رجل من اليهود فقال:
من أنت ؟
قال: أنا علي بن أبي طالب.
فقال اليهودي: غُلِبتُم يا معشرَ يهود!
وقد رُويت عن فتح الإمام علي عليه السّلام لقلاع خيبر روايات كثيرة اتفقت كلها في المضمون؛ ففي صحيح مسلم والبيهقي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:
« لأُعطينَّ الرايةَ غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله، يفتح عليه. قال عمر: فما أحببتُ الإمارة إلا يومئذ، فدعا علياً عليه السّلام فبعثه ثم قال: اذهب فقاتِل حتى يفتح الله عليك، ولا تلتفت.. إلخ » (4).
وقال أحمد بن حنبل: إن رسول الله صلّى الله عليه وآله أخذ الراية فهَزَّها ثم قال: مَن يأخذها بحقّها ؟ فجاء فلان فقال: أنا، قال: امضِ، ثم جاء رجل آخر فقال: امض،ثم قال النبيّ صلّى الله عليه وآله: والذي كرّم وجه محمد لأُعطينّها رجلاً لا يفرّ، فقال: هاكَ يا علي، فانطَلَق حتّى فتح الله عليه ( خيبر ) و ( فدك ) وجاء بعَجْوَتها وقَديدها (5).
أما إحدى روايات الطبري فتتلخص في أن رسول الله صلّى الله عليه وآله لما نزل بحصن أهل خيبر أعطى اللواء لعمر بن الخطاب ونهض من نهض معه من الناس فلَقوا أهل خيبر، فانكشف عمر وأصحابه فرجعوا إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وهم يُجَبِّنونه ـ أي يُجَبِّنون عمر ـ وهو يُجبّنهم، فقال رسول الله ـ وكان قد مرّ على محاصرة القلعة عدةُ أيام دون طائل ـ قال: « لأُعطينَّ اللواء غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله »، فلمّا كان من الغد تطاول لها أبو بكر وعمر، فدعا عليّاً عليه السّلام وهو أرمد وأعطاه اللواء ونهض معه من الناس من نهض، فإذا ( بمرحَب ) وهو أشهر أبطال اليهود يرتجز ويقول:

قد عَلِمَتْ خيبرُ أنّي مَرَحبُشاكي السلاحِ بطلٌ مُجَرَّبُفارتجز علي عليه السّلام قائلاً:

أنا الذي سَمَّتني أُمّي حَيدَرَهأكِيلكُم بالسيف كَيلَ السَّندَرَهليثٌ بغـاباتٍ شديدٌ قَسْوَرَهويروح الطبري واصفاً هذه المقاتلة وما كان يَدَّرع به ( مرحب ) إذ يقول عنه: وخرج مرحب من الحصن وهو صاحبه وعليه مِغفَر مُعَصفَر يَمانٍ، وحَجَر قد ثقبه مثل البيضة على رأسه، وتَقاتلا قتالاً عنيفاً انتهى بقتل مرحب وأخذ المدينة (6)، وكانت مدة النزال شهراً على ما ذكرت التواريخ.
وجاء في كتاب ( محمد رسول الله ): وكان أول حصن فتحه المسلمون هو حصن ( الناعم ) من حصون ( النطاة ) على يد الإمام عليّ، ولأهمية هذا الفتح قال النبي صلّى الله عليه وآله: ـ وكان جعفر بن أبي طالب قد قَدِم من الحبشة يوم فتح خيبر ـ: ما أدري بأيّما أنا أشد فرحاً: بفتح خيبر، أم بقدوم جعفر ؟!
وإلى جانب هذه النعمة الوافرة التي كان ينعم بها أهل خيبر، والحصن المنيع الذي يضمن لهم الأمن والاطمئنان، والعيش الرغيد كان هنالك شيء يُنغّص حياة سكّان خيبر وينكّد عيشهم، وذلك هو الحُمّى التي عُرفت بها قرى خيبر. والراجح أنها كانت ( الملاريا )، وذلك لكثرة المياه ولمراودة هذه الحمّى السكان بين آن وآخر على ما تصف الأخبار. وقد عُرفت هذه الحمّى بالحمّى الخيبرية ووُصِفت بالشعر، ومنه قول أحد الشعراء:

كأنّ به ـ إذ جِئتَهُ ـ خيبريةًيعود عليهِ وردُهـا ومُلالـهاوقَدِم أعرابيٌّ خيبرَ بعياله فقال:

قلتُ لحمّى خيبرَ: استَعـدّيهاكِ عيالي فاجهَدي وجِدّيوباكِـري بصـالبٍ ووِرْدِأعـانكِ الله على ذا الجندِ!ويقول ياقوت: فحُمَّ ومات هو وبقي عياله!
وقال الأخنس بن شهاب:

فلابنـةِ حطّانَ بن قيسٍ منـازلٌكما نَمَّق العُنوانَ في الرقِّ كاتبُظَللتُ بها أُعـرى وأُشعر سُخنةًكما اعتاد محموماً بخيبرَ صالِبُ

بارك الله بكم اخينا الكريم ابداعكم متواصل وله ليس لقدره شكر بارك الله بكم
دمتم محاطين بالالطاف المهدويه
الراحله الى ربها في وقت غير معلوم: خادمة السيد الفالي
http://i128.photobucket.com/albums/p165/3ola4/dividers/flowers/df17.gif
قوم هم الغاية في فضلهم * فالأول السابق كالآخر
بدا بهم نور الهدى مشرقا * وميز البر من الفاجر

سيهاتي 1
20-08-2008, 07:32 AM
اختي الفاضله خادمة السيد الفالي اشكركم على المتابعة معنا في هذا الموضوع الشيق، كما اشكركم على الإضافة الرائعة حقاًّ ... وفقكم الله لما فيه الخير والصلاح

تحياتي وتقديري

Dr.Zahra
20-08-2008, 08:59 PM
اختي الفاضله خادمة السيد الفالي اشكركم على المتابعة معنا في هذا الموضوع الشيق، كما اشكركم على الإضافة الرائعة حقاًّ ... وفقكم الله لما فيه الخير والصلاح



تحياتي وتقديري


بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ


الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
الســـــــلام عليك يا اخا رسول الله ومستودع سره
يا صهرَ سيدِ ولدِ آدمَ، يازوجَ سيِّدةِ نساء العالمين..
يا والد سَيدَيّ شباب أهل الجنة، يا إمامَ الأئمة..
في رحابكَ تلتحمُ الفضائل صفّاً يخدم شخصَك..
وتحت راياتك تتزاحم القيمُ، لتَشْرُفَ بالانتساب إلى جنابك..
وحولك تهفو الرجولةُ،راجيةً أن تنفخَ فيها بعضاً من روحك..
لتكونَ في سدْرَة الكمال إذ تكون وصفَك..
http://i128.photobucket.com/albums/p165/3ola4/dividers/flowers/df17.gif
الشفاعه ياعلي.
بارك الله بكم وانا في خدمتكم اخينا الكريم
واشكركم على اثراء منتدى اهل البيت عليهم السلام بهذه المواضيع الرائعه
دمتم محاطين بالالطاف المهدويه
الراحله الى ربها في وقت غير معلوم: خادمة السيد الفالي
http://i128.photobucket.com/albums/p165/3ola4/dividers/flowers/df17.gif
قوم هم الغاية في فضلهم * فالأول السابق كالآخر
بدا بهم نور الهدى مشرقا * وميز البر من الفاجر

ربيبة الزهـراء
21-08-2008, 12:45 AM
سلام الله عليك سيدي يا أمير المؤمنين

مشكور يا سيهاتي 1 ع الموضوع
جزاك الله خيراً

تمنياتي لكً بالتوفيق

سيهاتي 1
21-08-2008, 04:27 PM
سلام الله عليك سيدي يا أمير المؤمنين

مشكور يا سيهاتي 1 ع الموضوع
جزاك الله خيراً

تمنياتي لكً بالتوفيق
العفو اختي الكريمه .. تشرفنا بزيارتكم لنا في هذه الصفحة الولائيه .. حفظكِ الله ورعاكِ
تحياتي

Dr.Zahra
21-08-2008, 07:32 PM
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ


الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
الســـــــلام عليك يا اخا رسول الله ومستودع سره
يا صهرَ سيدِ ولدِ آدمَ، يازوجَ سيِّدةِ نساء العالمين..
يا والد سَيدَيّ شباب أهل الجنة، يا إمامَ الأئمة..
في رحابكَ تلتحمُ الفضائل صفّاً يخدم شخصَك..
وتحت راياتك تتزاحم القيمُ، لتَشْرُفَ بالانتساب إلى جنابك..
وحولك تهفو الرجولةُ،راجيةً أن تنفخَ فيها بعضاً من روحك..
لتكونَ في سدْرَة الكمال إذ تكون وصفَك..
http://i128.photobucket.com/albums/p165/3ola4/dividers/flowers/df17.gif
الشفاعه ياعلي.
ربيبة شكرا جزيلا لمساهتكم وفقكم الله وسدد خطاك
دمتم على خطى الهدى
دمتم محاطين بالالطاف المهدويه
الراحله الى ربها في وقت غير معلوم: خادمة السيد الفالي
http://i128.photobucket.com/albums/p165/3ola4/dividers/flowers/df17.gif
قوم هم الغاية في فضلهم * فالأول السابق كالآخر
بدا بهم نور الهدى مشرقا * وميز البر من الفاجر

kamal1972
23-08-2008, 06:25 PM
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم