المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دروس دينية على شكل حلقات


ربيبة الزهـراء
22-09-2006, 12:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد

هذه سلسلة من دروس عقائدية تهم كل شاب وشابة على شكل حوار

وبأسلوب مبسط يتمكن خلالها القارئ العزيز فهم وإدراك عقائده وآمل من المشرفين القائمين على هذا القسم بتثبيتها نظرا لما أرى فيها من الفائدة للإخوة الأعضاء وأبدأ كل يوم إذا وفقني الله تعالى بذكر حوارية في عقائدنا .

الدرس الأول


حوارية التقليد


قال أبي ـ وهو يبدأ حوارية التقليد ـ :

دعني أشرح لك أولاً معنى التقليد.

التقليد: أن ترجع إلى عالم مجتهد لتطبيق فتواه، فتفعل ما انتهى رأيه إلى فعله، وتترك ما انتهى رأيه إلى تركه، من دون إعادة نظر وتمحيص، فكأنك وضعت عملك في رقبته (كالقلادة) محملاً إياه مسؤولية عملك أمام الله.

ـ ولماذا نقلّد ..؟

ـ عرفت في ما مضى أن الشارع المقدس قد أمرك، ونهاك.. أمرك بواجبات يتحتم عليك أن تؤديها، ونهاك عن محرمات يتحتم عليك أن تمتنع عنها، ولكن بماذا أمرك وعن ماذا نهاك. بعض ما أمرك به تستطيع ـ ربما ـ من خلال ما ربّتك عليه بيئتك الملتزمة أن تشخصه، وبعض ما نهاك عنه تستطيع ـ ربما ـ من خلال تنشئتك المحافظة أن تميزه. والكثير الكثير ما بين هذه وتلك من الواجبات والمحرمات، ستبقى مجهولة لك غائبة أو غائمة.

أضاف أبي:

ـ أنت تعرف أن الشريعة الإسلامية قد ألمّت بجميع جوانب حياتك المختلفة، فوضعت لكل واقعة منها حكماً. فكيف ستعرف حكمك الشرعي وأنت تمارس نشاطاتك الحياتية المختلفة. كيف ستعرف أن هذا الفعل يحله الشارع المقدس فتباشره، وأن هذا العمل يحرمه الشارع المقدس فتنأى عنه وتجانبه. تُرى هل يمكنك أن ترجع في كل صغيرة وكبيرة إلى الأدلة الشرعية لتستخرج منها حكمك الشرعي؟

ـ ولم لا؟

ـ لقد بعدت الشقة يا بني بين عصرك وعصر التشريع، وقد أضفى هذا البعد مع ضياع كثير من النصوص الشرعية، وتغير لغة وأساليب وأنماط التعبير، مع وجود الوضّاعين الذين اختلقوا أحاديث كثيرة وسرّبوها مع أحاديثنا الصحيحة صعوبات ومعوقات عسرت عملية استخراج الحكم الشرعي.

ثم أضافت مشكلة وثاقة ناقلي الروايات لذلك عقدة أخرى في طريق الساعين لذلك. ثم لنفترض أنك استطعت أن تتحقق بشكل ما من وثاقة رواة النص، وصدقهم، ودقتهم في ما ينقلون، وضبطهم؛ وأنك استطعت أن تختزل الزمن لتضبط نبض إيقاع المفردات في دلالتها على معانيها، فهل ستستطيع أن تهضم علماً عميقاً، واسعاً، متشعباً يحتاج إلى مقدمات طويلة، وسبر أغوار عميقة؟! لتحصل منه بعد ذلك أو لا تحصل على ما أنت بصدد معرفته، والبحث عنه واستبيانه.

ـ وكيف العمل إذاً ؟

ـ ترجع إلى المتخصصين في هذا العلم، فتأخذ أحكامك منهم.. (تقلدهم). ليس هذا في مجال علم الفقه فقط، بل في كل علم. لقد أنتجت الحضارة الحديثة مبدأ التخصص في العلوم، فقد غدا لكل علم رجاله ومتخصصوه يُرجع إليهم كلما طرأت حاجة ما لشأن من شؤون ذلك العلم.

واستطرد أبي قائلاً:

لنأخذ مثلاً لذلك من علم الطب.. فلو مرضت ـ عافاك الله ـ فماذا ستفعل؟

ـ أراجع الطبيب، وأعرض عليه حالتي المرضية ليشخّص وليصف لي الدواء المناسب.

ـ ولماذا لا تشخّص أنت بنفسك مرضك وتصف الدواء؟

ـ لست طبيباً .

ـ كذلك الحال في علم الفقه أنت محتاج إلى مراجعة الفقيه المتخصص لمعرفة أمر الله ونهيه، أو لعرض مشكلتك الشرعية عليه، كاحتياجك إلى مراجعة الطبيب المختص، لمعرفة أمر طبي ما، أو لعرض حالتك المرضية.

فكما أنك محتاج إلى (تقليد) الطبيب في مجال اختصاصه، أنت محتاج إلى (تقليد) الفقيه المجتهد في مجال اختصاصه.

وكما أنك ستبحث عن طبيب فاضل، عالم في مجال اختصاصه ولا سيما إذا كان مرضك خطيراً؛ فأنت ملزم بالبحث عن مجتهد عالم في مجال اختصاصه (لتقلّده) وتأخذ منه حكمك الشرعي، كلما استدعتك الظروف المعيشة لاستيضاح حكم شرعي ما فيها.

ـ وكيف أعرف أن هذا الرجل مجتهد؟ أو أنه أعلم المجتهدين وأفضلهم؟

قال أبي مجيباً:

دعني أسألك.. كيف تعرف أن هذا الطبيب فاضل أو أنه أفضل الأطباء في مجال اختصاصه، لتراجعه، وتسلمه جسدك يفعل به ما يراه مناسباً لعلاجه.

قلت:

أعرف ذلك من سؤال المهتمين بشؤون الطب، العارفين به، ممن لهم علم، ومعرفة، ودراية، و(خبرة)، وتجربة فيه؛ أو أعرفه لشهرته بين الناس و(شيوع) وانتشار، وذيوع اسمه في هذا الحقل العلمي.

ـ بالضبط.. وكذلك تعرف المجتهد، أو المجتهد الأعلم.

تسأل رجلاً ملتزماً ثقة صالحاً لأداء مثل هذه الأمانة.. تتوفر فيه المعرفة بآراء العلماء و (الخبرة) على تمييز المستوى العلمي للأشخاص في مجال الاختصاص.

أو أن (يشيع) ويشتهر ويذيع بين الناس: اجتهاد شخص، أو أعلميته في الاجتهاد، بحيث تجعلك تلك الشهرة الواسعة وذلك الذيوع والانتشار، و(الشيوع) متأكداً من اجتهاده، أو أعلميته في الاجتهاد.

ـ وهل هناك شروط أخرى في من يجب علينا تقليده، بعد أن نصل إلى سن البلوغ عدا شرط الاجتهاد؟

ـ أن يكون مقلدك: [رجلاً، طاهر المولد]، عاقلاً، مؤمناً، على درجة عالية من التقوى والعدالة يتحصّن بها عن الوقوع في أية معصية، ولو وقعت منه نادراً لأسرع إلى التوبة والإنابة إلى الله.

ـ ها أنذا قد بلغت مبلغ الرجال، وقد عرفت منك شيئاً عن التقليد، فماذا يجب علي أن أفعل الآن؟

ـ تقلّد أعلم المجتهدين، وتلتزم بما يفتي به في عباداتك المختلفة.. في أحكام وضوئك ـ مثلاً ـ وغسلك، وتيممك، وصلاتك، وصومك، وحجّك، وخمسك، وزكاتك، وغيرها، كما تقلدّه في معاملاتك .. في أحكام بيعك ـ مثلاً ـ وشرائك، وحوالتك، وزواجك، وزراعتك، وإجارتك، ورهنك، ووصيتك، وهبتك، ووقفك...

ورحت اُعدد مع أبي:

وأمرك بالمعروف، ونهيك عن المنكر، وإيمانك بالله، وأنبيائه ورسله و..

ـ لا .. الإيمان بالله وتوحيده، ونبوة نبينا محمد (صلى الله عليه وآله)، وإمامة الأئمة الإثني عشر (عليهم السلام)، والمعاد.. هذه أمور لا يجوز التقليد فيها، فهي من أصول الدين، ولا يجوز التقليد في أصول الدين. بل يجب أن يعتقد كل مسلم بها اعتقاداً جازماً لا شك فيه، ولا شبهة ولا ضبابية ولا التواء واصلاً إلى إيمان قاطع بالله، باحثاً عنه بجهودك، مسخراً ما منحه الله من طاقات فكرية فيه منتهياً من خلال ذلك كله إلى قناعة تامة راسخة لا تتزعزع به.

ـ طيب ألا يحق لي أن أقلد مجتهداً مع وجود مجتهد أعلم منه في مجال اختصاصه؟

ـ لا يمكنك ذلك [إذا توقعت وجود الاختلاف بين فتاوى مقلدك وفتاوى المجتهد الأعلم في مسائلك التي تحتاجها لتعمل بها].

ـ أستطيع حين أراجع الطبيب أن أعرف رأيه في حالتي الصحية لو استدعت صحتي مراجعته، فكيف أستطيع أن أعرف فتوى مقلَّدي في مسائلي الشرعية؟ كيف أصل إلى فتاواه لأطبّقها؟ هل أراجعه في كل مسألة؟

ـ تستطيع معرفة فتاواه .. بسؤاله مباشرة عنها، أو بسؤال من تثق بنقله ومعرفته وأمانته في نقل تلك الفتاوى، أو مراجعة كتبه الفقهية كرسالته العملية الممضاة من قبله.

ـ أو بسؤالك أنت.

ابتسم أبي بوقار رزين، واعتدل في جلسته بينما راحت عيناه تومئ بوميض موعد جلسة قادمة في حوارية النجاسة .

والحمد لله رب العالمين


انتظروني في الدرس الثاني

عاشقة النجف
22-09-2006, 01:02 AM
بسمه تعالى
اللهم صل على محمد وال محمد

غاليتي بارك الله بك على الجهد الرائع
موضوع في غاية الاهميه والروعه
ننتظر التكمله عزيزتي

ربيبة الزهـراء
22-09-2006, 01:38 AM
الدرس الثاني



حوارية النجاسة


بدأ أبي حواره وفي عينيه بريق من حزم رصين قائلا:

دعني أضع أمامك قاعدة عامة ذات أثر كبير في حياتك وهي «كل شيء لك طاهر».. كل شيء.. البحار، والأمطار، والأنهار، والأشجار، والصحاري، والجبال، والشوارع، والعمارات، والبيوت، والأجهزة، والأدوات، والملابس المختلفة، وإخوانك المسلمون،.. و..و..كل شيء طاهر ..كل شيء حتى يتنجس إلا..

ـ إلا ماذا ؟

ـ إلا ما كان نجساً بطبيعته، بتكوينه، بذاته، (بعينه).

ـ وما الذي يكون نجساً بطبيعته، بذاته..؟

ـ عشرة أشياء سأعددها لك على شكل نقاط متسلسلة..

1 - الغائط من الإنسان ومن كل حيوان يحرم أكل لحمه إذا كانت له نفس سائلة.

2 - البول من الإنسان ومن كل حيوان يحرم أكل لحمه إذا كانت له نفس سائلة.

ـ وإن لم يكن له نفس سائلة ؟

ـ إن كان له لحم [فبوله نجس] وإن لم يكن له لحم فبوله طاهر.

ـ وما النفس السائلة ؟

ـ مصطلح سيمر عليك أكثر من مرة في هذا الحوار، يحسن أن نلقي عليه بعض الضوء .. نقول: لهذا الحيوان نفس سائلة.. إذا اندفع الدم منه عند ذبحه بقوة، لوجود شريان عنده. ونقول: ليس لهذا الحيوان نفس سائلة.. إذا سال الدم منه عند ذبحه بفتور، وهدوء، وأناة، لعدم وجود شريان عنده.

3 - الميتة من الحيوان ذي النفس السائلة وإن كان حلالاً أكله، وكذلك أجزاؤها الحية المقطوعة منها.

ـ وما هي الميتة..؟

ـ كل ما مات من دون أن يذبح على الطريقة الشرعية الإسلامية.

ـ مثلاً؟

ـ الحيوان الذي يموت لمرض أو بحادث، أو أن يذبح بطريقة غير شرعية، هذه كلها من الميتة.

4 - مني الإنسان، ومني كل حيوان ذي نفس سائلة إذا كان يحرم أكل لحمه.

5 - الدم الخارج من جسد الإنسان، ومن جسد كل حيوان ذي نفس سائلة.

ـ ودم الحيوان الذي ليس له نفس سائلة..؟

ـ طاهر.. كدم السمك، ودم البرغوث والقمل.

6 - الكلب البري بكل أجزاء جسده، حياً وميتاً.

7 - الخنزير البري بكل أجزاء جسده، حياً وميتا.

ـ والكلب والخنزير البحريان..؟

ـ طاهران.

8 - الخمر وسائر المشروبات المسكرة.

9 - [الكافر المنكر] للديانات السماوية. وأما أهل الديانات السماوية من اليهود والنصارى والمجوس فهم طاهرون.

10 - عرق الإبل الجلاّلة [بل كل حيوان جلاّل].

ـ وما هو الجلاّل ؟

ـ الحيوان الذي يتغذى على غائط الإنسان.

هذه الأشياء العشرة نجسة بطبيعتها، وتنقل النجاسة منها إلى كل ما لاقاها ومسها واحتكّ بها مع وجود البلل.

ـ وإذا لم يوجد بلل بينهما ؟

ـ إذا لم يكن هناك بلل فلا تنتقل النجاسة، لأنها لا تنتقل في حالة الجفاف أبداً.

ـ هل بول أو غائط الحيوانات التي يحل أكلها، كالبقر، والغنم، والدجاج، والطيور بأنواعها المختلفة، والعصافير، والزرازير طاهر أو نجس..؟

ـ طاهر.

ـ ومخلفات الخفاش..؟

ـ طاهرة.

ـ والريش من الميتة والوبر،والصوف،والأظافر، والقرون، والعظام، والأسنان، والمناقير، والمخالب..؟

ـ كلها طاهرة.

ـ واللحم الذي نشتريه لنأكله، فنلاحظ عليه دماً؟

ـ هذا الدم طاهر..وكل دم يبقى متخلفاً في الذبيحة المأكولة اللحم بعد ذبحها بطريقة شرعية، طاهر غير نجس.

ـ وفضلات الجرذ والفأر..؟

ـ نجسة غير طاهرة. ولو فكرت قليلاً فيما عدّدت لك من نقاط، لاستطعت أن تجيب عن هذا التساؤل بنفسك..نعم لأجبت عنه بنفسك، ذلك أن لها شرياناً يتدفق منه الدم عند الذبح.

وعاد لعيني أبي ذلك البريق الرصين الذي لمحته في أول حوارنا هذا فحدّق بي، ثم أردف قائلاً:

لقد بدأت معك حواريتي هذه بقاعدة عامة ذات أثر كبير في حياتك. وسأختتمها بقواعد عامة هي الأخرى ذات أثر كبير في حياتك.

القاعدة الأولى: كل شيء كان طاهراً في ما مضى، ثم تشك هل تنجس بعد ذلك أو بقي على طهارته السابقة.. فهو طاهر.

ـ اضرب لي مثلاً على ذلك.

ـ شرشف نومك ـ مثلاً ـ كان طاهراً سابقاً، وتشك الآن هل لاقته نجاسة ما فنجّسته، أم بقي على طهارته السابقة؟ تقول: شرشف نومي طاهر.

القاعدة الثانية: كل شيء كان نجساً في ما مضى، ثم تشك هل طهرته بعد ذلك، أم بقي على نجاسته السابقة..؟ فهو نجس.

ـ مثلاً؟

ـ يدك ـ مثلاً ـ كانت نجسة، أنت متأكد من ذلك قبل الآن، وشككت بعد ذلك، هل طهّرتها من نجاستها السابقة، أم لم تطهّرها منها، تقول: يدي نجسة.

القاعدة الثالثة: كل شيء لا تعلم حالته السابقة، أكان نجساً هو قبل الآن أم كان طاهراً، فهو الآن طاهر.

ـ مثلاً ؟

ـ كأس الماء هذه ـ مثلاً ـ، تجهل حالتها السابقة لا تدري أنجسة كانت هي قبل الآن، أم طاهرة؟ تقول: كأس الماء طاهرة.

القاعدة الرابعة: كل شيء تشك هل أصابته نجاسة فتنجس بها أو لم تصبه، عندئذٍ لا يجب عليك الفحص والتحري والتدقيق للتأكد من طهارته. بل تقول هو طاهر من دون الحاجة إلى فحص واستكشاف حتى ولو كان الفحص سهلاً يسيراً عليك.

ـ مثلاً ؟

ـ ثوبك كان طاهراً ـ مثلاً ـ، أنت متأكد من ذلك قبل الآن، وشككت الآن هل أصابه بول فتنجس به أو بقي على طهارته السابقة؟

عندئذٍ .. لا يجب عليك فحص ثوبك، والبحث عن أثر البول فيه حتى لو كان ذلك البحث والفحص سهلاً يسيراً عليك، بل تقول: ثوبي طاهر.

انتظروني في الجزء الثالث

ربيبة الزهـراء
23-09-2006, 01:46 AM
الدرس الثالث



حوارية المطهرات


قبل أن يحضر أبي جلسة حوارنا هذه، كنت مستغرقاً في تأمل عميق، محاولاً تطبيق المعلومات النظرية.. تلك التي سلفت في (حوارية النجاسة) على واقع حياتي اليومية المعيشة، مصححاً من خلال ذلك موروثاتي الخاطئة عن النجاسة، منتظراً بشغف وترقب أن ألحظ في جلسة اليوم كيف ستستعيد الأشياء طهارتها الأولى ونقاءها الجميل بعد أن صافحتها يد النجاسة فلوثتها.

وما أن حضر أبي حتى بدأته:

قلت لي أمس: إن الأشياء الطاهرة تفقد طهارتها إذا لاقت النجاسة.

تُرى كيف ستستعيد تلك الأشياء طهارتها المفقودة؟

ـ أكثر ما يعيد للأشياء المتنجسة طهارتها السابقة المسلوبة (الماء)، أن تغتسل من أدرانها بالماء، أو أن تُغسل به، لذلك فسنبدأ بـ:

المطهِّر الأول: الماء.

أضاف أبي:

الماء مطلق ومضاف.

ـ وما الماء المطلق..؟

ـ الماء المطلق.. ذلك الذي نشربه نحن، وتشربه الحيوانات ويسقى به الزرع.. ماء المحيطات والبحار والأنهار والآبار والجداول والأمطار، ماء الأنابيب الذي يصلنا عبر خزانات المياه المنتشرة في المدن والقرى والنواحي، ويبقى الماء مطلقاً حتى لو اختلط مع قليل من الطين أو الرمل.

ـ والماء المضاف..؟

ـ الماء المضاف تعرفه بسهولة من إضافة لفظ آخر إلى الماء كلما نطقت به، فتقول: ماء الورد، ماء الرمان، ماء العنب، ماء الجزر، ماء البطيخ، وماء مساحيق الغسيل، وهو كما تلاحظ من الأمثلة ليس مما يعنينا أمره هنا، فنحن نتحدث عن الماء ذلك الذي نطهّر به ونشربه، نتحدث عن الماء لا عن ماء الرمان وماء العنب مثلاً.

ثم إن الماء أو الماء المطلق على قسمين..كثير وقليل.

ـ وما الماء الكثير..؟

ــ الماء الكثير: ما بلغ بالوزن «465» كغم تقريباً، وبالحجم ما مكعبه «27» شبراً [بالشبر المساوي لربع المتر تقريباً]، وهو مقدار الكر، سواء أكان الماء جارياً أم راكداً.

وطبيعي أن تكون مياه البحار، والأنهار، والروافد، والجداول، والترع الكبيرة، والعيون، والآبار، وكذلك الماء الجاري في الأنابيب ذاك الذي يصل إلى بيوتنا من خزانات المياه الكبيرة المنتشرة في المدن، وماء خزاناتنا الموضوعة على سطوح منازلنا إذا كان حجم مائها أو وزنه الحجم أو الوزن المذكورين آنفاً، وماء خزاناتنا الصغيرة ما دام يتصل بها الماء الجاري؛ طبيعي أن تكون كل تلك المياه مياهاً كثيرة.

ـ وما الماء القليل..؟

ـ الماء القليل ما كان وزنه أو حجمه أقلّ من الوزن أو الحجم المذكورين في الماء الكثير.. أي أقلّ من الكر، ولم يكن من ماء المطر أثناء هطوله، مثل الماء في الأواني والقناني والكؤوس وغيرها.

أما وقد حددنا معنى الماء المضاف ،والماء المطلق بقسميه: الكثير منه والقليل، فساُبين لك حكم كل منهما إذا لاقى النجاسة سواء مسها أم مسته.

ـ وما حكم الماء المضاف؟

ـ الماء المضاف يتنجس بمجرد ملاقاته النجاسة سواء أكانت كميته كثيرة أم قليلة كالشاي مثلاً. وتلحق بالماء المضاف السوائل الأخرى كالحليب، والنفط، ومحاليل الأدوية، وغيرها فإنها تتنجس بمجرد ملاقاتها النجاسة.

ـ وحكم الماء القليل..؟

ـ يتنجس بمجرد ملاقاته النجاسة.

ـ وحكم الماء الكثير..؟

ـ لا يتنجس بملاقاة النجاسة كماء الإسالة، وماء الكر وغيرها إلا إذا تأثر بها لونه أو طعمه أو رائحته،.. وكذلك كل...

ـ كل ماذا؟

ـ كل ماء قليل اتصل به الماء الكثير صار كثيراً، فخزان الماء الصغير إذا جرى عليه أنبوب الإسالة صار كثيراً، وماء القِدر الموضوع في المغسلة إذا فتحت عليه أنبوب الماء المتصل بالكر، فاتصل ماء القِدر بماء الأنبوب صار ماء القِدر كثيراً، وهكذا..

ـ لو وقعت قطرات من الدم في خزان ماء راكد بحجم كر..؟

ـ لا يتنجس إلا إذا كثرت القطرات فتغير لون ماء الكر فاصفرّ بتأثير لون الدم.

ـ إذا وقعت في إناء صغير؟

ـ يتنجس الإناء.

ـ وإذا فتحنا عليه ماء الإسالة..؟

ـ يطهر الإناء.

ـ إذا صببنا من ماء الإبريق على شيء نجس، فهل يتنجس ماء الإبريق؟

ـ لا، لأن النجاسة لا تتسلق إلى عمود الماء الساقط من الإبريق، فلا عمود الماء يتنجس ولا ماء الإبريق.

ـ وكيف يطهّر ماء المطر الأشياء..؟

ـ إذا تقاطر عليها مباشرة سواء أكان المتنجس أرضاً، أم ماءً، أم ثياباً وأفرشة بعد أن ينفذ فيها، أم إناءً، أم ما شاكل ذلك وشابهه بشرط أن يصدق عرفاً على النازل أنه المطر.

ـ وكيف نطهّر بالماء القليل أو الكثير الأشياء المتنجسة..؟

ـ نطهّر كل شيء متنجس.. كل شيء بغسله بالماء قليلاً كان أو كثيراً مرة واحدة عدا ما يأتي..

1 - المتنجس بالبول؛ تغسله بالماء القليل مرتين.

2 - الإناء الذي يشرب منه الكلب؛ فإنه يغسل بالتراب الممزوج بالماء ثم يغسل بالماء القليل مرتين، وإذا غُسل بالكثير فمرة واحدة.

3 - الإناء الذي لطعه الكلب أو وقع فيه شيء من لعابه؛ [تغسله بالتراب الممزوج بالماء ثم تغسله بالماء القليل ثلاث مرات] وبالكثير مرة واحدة.

4 - الإناء الذي يلغ فيه الخنزير؛ تغسله بالماء القليل سبع مرات وبالكثير مرّة واحدة.

5 - الإناء الذي تنجّس بموت الجرذ؛ [تغسله بالماء القليل سبع مرات] وبالكثير مرّة واحدة.

6 - باطن الإناء الذي يجتمع فيه الماء ونحوه إذا تنجس بغير ما تقدم؛ تغسله بالماء القليل ثلاث مرات وبالكثير مرّة واحدة.

ـ وظاهر الإناء..؟

ـ يطهر بغسله مرة واحدة، حتى بالماء القليل، وهكذا الإناء الذي لا يجتمع فيه الماء كالصحن.

ـ كيف اُطهّر كفي المتنجسة وعندي ماء قليل؟

ـ صب عليها الماء فإن انفصل ماء التطهير عن كفك فقد طهر كفك.

المطهّر الثاني: الشمس.

ـ وماذا تطهّر الشمس..؟

ـ تطهّر الأرض وكل الأشياء الثابتة عليها كالأبنية، والحيطان، والأبواب، والأخشاب، والأوتاد والأشجار وأوراقها، والنباتات، والثمار قبل قطافها، وغير ذلك مما لا ينقل.

ـ كيف تطهّر الشمس الأشياء الثابتة..؟

ـ بشروقها عليها حتى تجف بتأثير أشعتها مع زوال عين النجاسة.

ـ وإذا كانت الأرض النجسة جافة، وأردنا تطهيرها بالشمس؟

ـ صببنا عليها الماء حتى إذا جففتها الشمس طهرت.

ـ وإذا تنجست الأرض بالبول وأشرقت عليها الشمس فجفت؟

ـ طهرت الأرض.

ـ والحصى والتراب، والطين، والأحجار المعدودة جزءً من الأرض إذا تنجست بالبول فجففتها الشمس؟

ـ طهرت.

ـ والمسمار النابت في الأرض، أو في البناء..؟

ـ حكمه حكم الأرض، يطهر كذلك بالشمس بعد أن تجففه.

المطهّر الثالث: زوال عين النجاسة عن جسد الحيوان.

ـ اضرب لي مثلاً على ذلك.

ـ مثلاً، بمجرد أن يزول الدم عن منقار الدجاجة يطهر منقارها، وبمجرد أن يزول الدم عن فم القطة يطهر فمها، وهكذا...

ـ بقي أن أسألك عن كيفية التطهير داخل جسم الإنسان مثل باطن الفم.

ـ باطن جسم الإنسان لا ينجس أصلاً، فباطن الفم والأنف والأذن والعين كلها طاهرة حتى مع وجود الدم فيها.

ـ وهل تتنجس الإبرة -إبرة الدواء- إذا زرقت داخل جسم الإنسان أو الحيوان، فلاقت الدم داخل الجسم؟

ـ لا، لا تتنجس إذا خرجت الإبرة من داخل الجسم وهي غير ملوثة بالدم فملاقاة الدم داخل الجسم لا توجب نجاسته.

المطهّر الرابع: الأرض.. كل ما يسمى أرضاً فهو مطهّر كالحجر، والرمل، والتراب والجص والإسمنت، وغيرها، ويشترط في الأرض أن تكون يابسة وطاهرة.

ـ وكيف أعرف أنها طاهرة؟

ـ ما دمت لا تعرف أنها قد تنجست فهي طاهرة، ومن ثم فهي مطهّرة.

ـ وماذا تطهّر الأرض؟

ـ تطهّر باطن القدم، والحذاء، بالمشي عليها بعد أن تزول عن القدم والحذاء النجاسة العالقة بهما من الأرض، بشرط أن تكون النجاسة قد حصلت بسبب المشي.

المطهّر الخامس: التبعية.

ـ اضرب لي مثلاً على التبعية؟

ـ الكافر مثلاً إذا أسلم طهر، وطهر (تبعاً له) طفله الصغير.

والخمر إذا انقلب خلاً طهر، وطهر ( تبعاً له) إناؤه الموضوع فيه.

والميت إذا غُسل الأغسال الثلاثة طهر، وطهرت (تبعاً له) يد الغاسل، والسدة التي غُسل عليها، وثيابه التي غُسل بها.

والثوب المتنجس إذا غسلته بالماء القليل ـ مثلاً ـ طهر، وطهرت (تبعاً له) اليد التي غسلته، وهكذا.

المطهّر السادس: الإسلام.

ـ وكيف يطهّر الإسلام؟ ومن يطهّر؟

ـ يطهّر الإسلام الكافر بعد أن يسلم، فيطهر هو ويطهر تبعاً له شعره، وأظافره، وغير ذلك من أجزاء جسده.

المطهّر السابع: الانتقال.

ـ مثلاً؟

ـ دم الإنسان ـ مثلاً ـ ذاك الذي يتغذى عليه البق والبرغوث والقمل، إذا شربه الحيوان فأصبح جزءً منه، ثم قتلت الحيوان، فصبغ ذلك الدم جسدك أو ثيابك، فهو دم طاهر.

المطهّر الثامن: الاستحالة.

ـ وما الاستحالة؟

ـ الاستحالة: تبدل شيء إلى شيء آخر مختلف عنه، وتحوله إليه.

ـ أضرب لي مثلاً على ذلك.

ـ الخشب المتنجس إذا احترق وصار رماداً، فالرماد طاهر. ومخلّفات الحيوان إذا استعملت وقوداً للنار فرمادها في التنور طاهر، وهكذا...

المطهّر التاسع: خروج الدم بالمقدار الطبيعي من الذبيحة المأكولة اللحم، بل وغير المأكولة اللحم غير النجس العين بعد ذبحها بطريقة شرعية. عندئذٍ سنحكم بطهارة الدم الباقي داخلها.

المطهّر العاشر: انقلاب الخمر خلاً، ذلك أن الخل أثناء تكونه يتخمر في مرحلة ما أحياناً فيتنجس ثم ينقلب بعد ذلك إلى خل فيطهر.

المطهّر الحادي عشر: الحيوان الجلاّل إذا منع من أكل العذرة مدة طويلة حتى يتغذى على غيرها فإنه تطهر مخلفاته التي تنجست بسبب أكل العذرة.

ـ أريد أن أسألك عن مسألة قد أحتاجها في تعاملي مع أصدقائي.

ـ سل.

ـ قد أرى حاجة لأحد أصدقائي المسلمين قد تنجست ثم يفارقني ويعود بعد فترة وهو يعاملها معاملة الحاجة الطاهرة، فهل لي أن أعتبرها طاهرة من دون أن اسأله؟

ـ إذا كان صديقك قد علم بنجاستها واحتملت أنه قد طهرها في غيبته فلك أن تعاملها معاملة الطاهرة فتأكل وتشرب بها [نعم إذا كانت ثياباً ونحوها فلا تصلّ بها حتى تسأله عن طهارتها].




انتظروني في الجزء القادم انشالله

خادمة الكوثر
28-07-2014, 12:12 AM
حواريّة الجنابة
سبقني على غير العادة أبي هذا اليوم اِلى جلسة الحوار هذه .
وحين حضرت لم يلحظ أبي أول الاَمر حضوري.. كان صامتاً، متأمّلاً مطرقاً برأسه اِلى الاَرض. مرخياً عينيه في قلبه، تاركاً ـ كما يبدو ـ لمشاعره حريّة التسلّل خارج جدران الغرفة المفضضة ببياض الاَسئلة وبراءة قلب الطفل.
وما أن لمحني حتّى عاد لعينيه حزمهما الجميل الهادئ ، فرنا اِليَّ قائلاً:‏
سأبدأ حواري بمقدّمة تسلمني اِلى فحوى حديث اليوم.. اِلى حواريّة الجنابة.‏ ثم أردف:‏
ـ حدّثتك في «حواريّة النجاسة» عن النجاسات، تلك التي تسلب من أجسادنا وأجسام الاَشياء طهارتها الاَولى التي كانت عليها.‏
ثم حدّثتك في «حواريّة الطهارة» عن المطهّرات، تلك التي تعيد مرّة اُخرى لاَجسادنا وأجسام الاَشياء طهارتها المغصوبة.‏
ولو رجعت اِلى «النجاسات» لوجدت أنّها أشياء مادّية طارئة على الجسد، منه، أو من غيره.‏
اِنّ هناك اُموراً معنوية غير محسوسة، لو «حدثت» لسلبت من الانسان طهارته، ولاحتاج بعدئذٍ اِلى ما يعيد له طهارته المسلوبة ونقاءه الجميل المفقود.‏
ذلك «الحدث» على نحوين.. أكبر وأصغر.‏
فالحدث الاَكبر: الجنابة والحيض والنّفاس والاستحاضة الكثيرة ومسّ الميّت والموت.‏
والحدث الاصغر: كالبول والغائط والريح والنوم والاستحاضة القليلة وغيرها.‏
والحدث الاَكبر «يغسله الغسل» أو «يمسحه التيمّم».‏
والحدث الاَصغر «يغسله الوضوء» أو «يمسحه التيمّم».‏
وستتناول حوارياتنا القادمة هذه الاُمور أمراً أمراً مبتدئين اليوم بـ«الجنابة».‏
قلت لاَبي:
‏ بماذا تتحقّق الجنابة؟
قال:‏
تتحقّق بأحد أمرين:‏
أولاً: خروج السائل المنوي، سواء أخرج بممارسة جنسيّة، أم باحتلام، أم بعادة سريّة، أم بغير ذلك.‏
‏ ‏‏ وما هي صفات السائل المنوي؟
ـ سائل لزج كثيف، رائحته كرائحة العجين المختمر، حليبي اللّون يميل لون أحياناً اِلى الصفرة أو الخضرة، يخرج في الغالب عند بلوغ الشهوة الجنسيّة ذروتها مصحوباً بالدفق وملحوقاً بارتخاء وفتور للجسد.‏
‏‏‏ واِذا شككت بأن هذا السائل اللزج الخارج هل هو سائل منوي أو هو غيره من السوائل الاخرى؟
ـ سأعطيك علامات ثلاث: اذا اجتمعت ثلاثتهن فهو سائل منوي.‏
هذه العلامات هي: الشهوة، والدفق. وارتخاء الجسد أو فتوره.‏
وفي المريض تكفي الشهوة.‏
‏‏‏ ولو تحقّقت واحدة منهنّ أو اثنتان..؟
ـ قل انّه ليس سائلاً منويّاً، سوى المريض كما ذكرت قبل قليل.‏
‏‏‏ وهل للمرأة سائل منوي كالرجل؟
ـ نعم السائل الخارج من مهبلها عندما تبلغ الشهوة الجنسية ذروتها بحكم السائل المنوي في الرجل سواء في حال النوم أو في حال اليقظة.‏
ثانياً: الاتصال الجنسي ولو لم يؤدّ اِلى نزول السائل المنوي. ويكفي في تحقّق الاتصال الجنسي دخول رأس العضو التناسلي الذكري «الحشفة» في فرج الانثى أو شرجها.‏
‏‏‏ واِذا خرج السائل المنوي أو تحقّق الاتصال الجنسي؟
ـ تحقّقت الجنابة، للفاعل والمفعول به من غير فرق بين الكبير والصغير، والعاقل والمجنون والحيّ والميّت.‏
‏‏‏ واذا تحقّقت الجنابة..؟
ـ وجب عليك الغسل لتصلّي ـ مثلاً ـ أو لتطوف في حجّك. فان الصلاة والطواف تتوقّف صحتهما على الغسل، وسأشرح لك في «حواريّة الغسل» التي ستأتي، كيف تغتسل.‏
ثمّ اِنّه حرمت عليك ما دمت جُنباً أمور:‏
‏ (1) ـ مسّ كتابة القرآن الكريم.‏
‏ (2) ـ مسّ لفظ الجلالة «الله» [وأسماء الله وصفاته الخاصة به كـ «الخالق»].‏
‏ (3) ـ قراءة آية السجدة من كل سورة من سور العزائم الاربع وهي «اقرأ، والنجم، والسجدة، وفصّلت».‏
‏ (4) ـ دخول المساجد او المكث فيها، أو أخذ شيء منها أو وضع شيء فيها [وان كان من خارجها أو في حال الاجتياز فيها].‏
ويجوز للجنب اجتيازها كالدخول من باب والخروج من باب آخر اِلاّ المسجدين الشريفين «المسجد الحرام بمكّة» و«المسجد النبويّ بالمدينة»، [وتلحق المراقد المقدّسة للمعصومين عليهم السلام بالمساجد].‏
‏‏‏ وهل يلحق الصحن والرواق اذا لم يكن مسجداً بالمسجد فيحرم دخولهما؟
ـ كلا لا يلحقان به.‏
‏‏‏ قبل أن نودع حواريّة الجنابة أحبّ أن أسألك وأخجل.‏
ـ سل ما شئت دون خجل فلا حياء في الدّين، أقولها دائماً.. دائماً.‏
‏‏‏ أحياناً بعد أن أُثار جنسيّاً اشاهد نقطة لزجة لسائلٍ أبيض شفّاف تخرج من القضيب.‏
ـ نعم هذا السائل طاهر لا ينجس الملابس ولا الجسد، ولا يجب عليك الغسل ولا الوضوء اذا خرج، وهناك سائل آخر يخرج بعد البول أحياناً، اِنّه كذلك طاهر ولا يجب عليك الغسل اذا خرج.‏
‏‏‏ والعادة السرّية؟
ـ العادة السرّية محرّمة يجب عليك اجتنابها وقد نزّلها الاِمام الصادق عليه السلام في بعض النصوص المرويّة عنه منزلة الزّنا!!

خادمة الكوثر
28-07-2014, 12:13 AM
جلس أبي على مقعده المعد له في غرفة الحوار هذا
اليوم، وعلي شفتيه ابتسامة عريضة جعلتني اُخمن ان امراً غير مألوف يراوده،
جلس ليقول:‏<br>
ـ ساُحدثك اليوم عن الحيض.‏<br>
لم أكن أعرف قبل اليوم ماذا يعني الحيض، وان كنت أذكر اني قد سمعت هذه
اللفظة من قبل.. غير ان ما اثار فضولي لمعرفتها.. اني سمعتها تلفظ منهن على
استحياء.. تلفظ همساً رقيقاً عاجلاً كأن في الكلمة ما يُخجل.. وبمجرد ما
تيقنت ان الحديث عن الحيض قد بدأ. خجلت ورحت اداري خجلي فسألت نفسي: لماذا
يهيئ الخجل نفسه ليحضر معي.. والحّ عليّ هذا التساؤل.. ثم تطاول فاستحكم،
ترى لماذا يهيئ الخجل نفسه ليحضر هنا.‏<br>
واستحوذت عليَّ الفكرة وأسرتني.. لماذا الخجل ولِمَ؟ اِذا كان الحيض امرأ
مخجلاً حقاً فكيف سيحدثني عنه أبي هذا اليوم، ثم.. لماذا يحدثني عن أمر
مخجل يحسن ان لا يتحدث به أحد.‏<br>
واستذكرت.. فموضوع حوارياتنا كلها يدور حول احكام شرعية، فلا بد أن يكون
الحيض موضوعاً يتناوله بالبحث الفقه الاسلامي، واذا كان الامر كذلك؟ فما
معنى ان نخجل من الحديث في امر يذكره القرآن الكريم، ويتناوله النبي الكريم
محمّد صلّى الله عليه وآله ويتحدث عن احكامه المعصومين عليهم السلام
لاصحابهم، ثم بعد ذلك ما معني ان نخجل من أمر يجب أن نحيط باحكامه لنطبقها
أو لنجيب من يسأل عنها.‏<br>
وأفقت على صوت أبي يقول:‏<br>
ـ سبب الحيض، خروج دم الحيض، وهو دم تعتاد عليه النساء وتعرفه، يخرج في
فترات منتظمة كل شهر تقريباً ويوصف بانه «أحمر» أو مائل اِلى «السواد»
و«حار» و«يخرج بحرقة ودفق».‏<br>
‏‏‏ وهل هناك عمر معين للنساء اللاتي يأتيهن الحيض..؟<br>
ـ نعم، ان تكون قد أكملت تسع سنوات قمرية من عمرها، وان لا تكون قد بلغت ستين عاماً قمرياً وهو سن اليأس.‏<br>
‏‏‏ اِذن بين 9 ـ 60 سنة؟<br>
ـ نعم، فكل دم تراه الفتاة قبل بلوغها تسع سنوات ولو بلحظة ليس بدم حيض وكل دم تراه المرأة بعد بلوغها ستين سنة لا تكون له احكامه.‏<br>
‏‏‏ وكم يوماً يستمر نزول دم الحيض؟<br>
ـ أقل ما يكون الحيض ثلاثة أيام تتوسطهما ليلتان، واكثره عشرة أيام.‏<br>
‏‏‏ واذا استمر اقل من ثلاثة أيام وانقطع؟<br>
ـ ليس هذا الدم دم حيض.‏<br>
‏‏‏ واذا زاد على عشرة أيام؟<br>
ـ الحيض لا يزيد على عشرة أيام.‏<br>
‏‏‏ واذا انهت المرأة أيام الحيض وطهرت، ثم عاد فنزل الدم ثانية بعد تسعة أيام مثلاً؟<br>
ـ ليس هذا الدم النازل دم حيض لاَن الفترة الفاصلة بين حيضة وحيضة يجب أن لا تقل عن عشرة أيام دائماً.‏<br>
‏‏‏ متى تعدّ المرأة نفسها حائضاً؟<br>
ـ اذا جاءها الدم في وقت عادتها الوقتية أو قبل وقت عادتها بزمن قليل كيوم أو يومين.‏<br>
‏‏‏ وكيف تكون المرأة ذات عادة وقتية؟<br>
ـ اذا نزل منها دم الحيض مرتين في زمان خاص من شهرين فصاعداً.‏<br>
‏‏‏ واذا لم تكن المرأة ذات عادة وقتية كالفتاة التي يأتيها الدم لاَول مرة
أو المضطربة تلك التي لم تستقر لها عادة فمتى تعد نفسها حائضاً؟<br>
ـ تعد نفسها حائضاً اذا تحقق أحد أمرين:‏<br>
‏ 1 ـ اذا كان الدم حاوياً علي صفات دم الحيض وهي الحمرة أو السواد والحرارة والخروج بحرقة ودفق.‏<br>
‏ 2 ـ اذا رأت الدم وأطمأنت باستمرار نزوله اِلي ثلاثة أيام فما زاد.‏<br>
‏‏‏ اذا عدت نفسها حائضاً لاحد الامور المتقدّمة وتركت الصلاة ولكن الدم
انقطع قبل اكمال ثلاثة أيام فعلمت أنه لم يكن بدم حيض فماذا تصنع؟<br>
ـ تقضي ما فاتها من الصلاة في تلك الفترة.‏<br>
‏‏‏ اذا استمر الدم النازل عشرة أيام أو أقل متجاوزاً أيام عادتها؟<br>
ـ تعتبر حائضاً طوال فترة نزول الدم وان فقد بعضه صفات دم الحيض.‏<br>
‏‏‏ واِذا استمر الدم أزيد من عشرة أيام وكانت ذات عادة محددة وقتاً وعدداً؟<br>
ـ تعتبر حائضاً في خصوص أيام عادتها لا ما تقدم عليها ولا ما تأخر عنها.‏<br>
‏‏‏ ذات العادة اذا لم تر الدم في وقت عادتها ونزل منها الدم بعد الوقت
واستمر لازيد من عشرة أيام وكان بعضه يحمل صفات الحيض وبعضه لا يحمل صفاته
فأي منهما حيض؟<br>
ـ الاول منهما، ولكن تراعي في العدد عدد العادة السابقة، فاذا كان ما يحمل
صفة الحيض اقل من عدد العادة اكملت العدد باِضافة بعض ما ليس بصفة الحيض،
واذا كان ما بصفة الحيض اكثر من عدد العادة تجعل خصوص مقدار عادتها حيضاً.‏<br>
‏‏‏ اذا استمر الدم أزيد من عشرة ايام ولم تكن ذات عادة أصلاً كالمبتدئة والمضطربة والمتحيرة فكيف تميز دم الحيض عن سواه؟<br>
ـ باختلاف الصفة فاذا كان مقدار من الدم النازل تحمل صفات دم الحيض وكان ما
بين ثلاثة أيام اِلي عشرة أيام تجعله حيضاً وما سواه دم استحاضة ذاك الذي
أحدّثك عن أحكامه في حوارية قادمة.‏<br>
‏‏‏ واذا شكت المرأة في انقطاع دم الحيض؟ اي: شكت بانها طهرت أو لا زالت حائضاً؟<br>
ـ وجب عليها الفحص.‏<br>
‏‏‏ وكيف تفحص؟<br>
ـ ان تدخل قطنة في موضع الدم وتتركها برهة ثم تخرجها فان كانت بيضاء نقية
فهي طاهرة وعليها أن تغتسل وتأتي بعبادتها كالصلاة والصوم مثلاً... وان
كانت مغموسة بالدم أو مخضبة فهي لا زالت حائضاً.‏<br>
‏‏‏ واِذا علمت المرأة انها حائض؟ فماذا تفعل؟ وماذا تترك؟<br>
ـ أحكام المرأة حال الحيض ما يأتي:‏<br>
‏ 1 ـ لا تصح منها الصلاة.. لا الصلاة الواجبة ولا المستحبة.‏<br>
‏ 2 ـ لا تقضي ما يفوتها من صلوات اثناء الحيض.‏<br>
‏ 3 ـ لا يصح منها الصوم.‏<br>
‏ 4 ـ تقضي ما يفوتها من صوم في رمضان اثناء فترة الحيض، [وكذلك الصوم المنذور في وقت معين].‏<br>
‏ 5 ـ لا يصح منها الطواف في الحج.. واجباً كان أو مستحباً.‏<br>
‏ 6 ـ لا يصح طلاقها وهي حائض اِلاّ في موارد مستثناة.‏<br>
‏ 7 ـ يحرم الاتصال الجنسي في القبل بها أيام الدم، ويجوز بعد انقطاعه وقبل الغسل [بعد غسل الفرج].‏<br>
‏ 8 ـ يحرم عليها كل ما حرم على المجنب «راجع حوارية الجنابة».‏<br>
‏ 9 ـ يجب عليها أن تغتسل للصلاة اذا انتهت فترة الحيض «وسأشرح لك كيف تغتسل في حوارية الغسل الاَتية».‏</font></div>

خادمة الكوثر
28-07-2014, 12:15 AM
">قال أبي: سأحدّثك اليوم عن النّفاس.‏<br>
‏‏‏وما النفاس؟<r>
ـ دم تراه المرأة عند الولادة أو بعدها بسبب الولادة ونسمّي المرأة عندئذٍ بالنُفَساء.‏<br>
‏‏‏وكم يستمرّ النفاس؟<br>
ـ اكثر النفاس عشرة أيام.‏<br>
‏‏‏وأقلّه..؟<br>
ـ لا حدَّ لاَقلِّه، فقد يكون دقيقة وقد يكون أقل من ذلك.‏<br>
‏‏‏وهل يختلف النفاس بين امرأة وأخرى؟<br>
ـ النفساء ثلاثة أقسام لكل منها حكم خاص بها.‏<br>
الاول: من لا يتجاوز نزف الدم عندها عشرة أيّام.‏<br>
‏‏‏وما حكمها؟<br>
ـ تعتبر فترة نزول الدم كلها نفاساً.‏<br>
الثاني: من يتجاوز نزف دمها عشرة أيّام، ولها عادة عدديّة في الحيض محدّدة كأن تكون عادتها في الحيض خمسة ايام من كل شهر.‏<br>
‏‏‏وما حكمها؟<br>
ـ ان تعتبر مدّة عادتها نفاساً، خمسة أيام في مثالنا السابق.‏<br>
‏‏‏والاَيّام الباقية؟<br>
ـ تعتبرها استحاضة.‏<br>
الثالث: من يتجاوز نزف دمها عشرة أيّام، وليس لها عادة عدديّة في الحيض محدّدة.‏<br>
‏ ما حكمها؟<br>
ـ حكمها أن تعتبر مدّة نفاسها عشرة أيّام.‏<br>
‏‏‏اذا كانت النفساء ذات عادة في الحيض محدّدة، وتجاوز نزف دمها عدد أيّام
عادتها. وهي لا تدري هل سينقطع نزف الدم قبل عشرة أيّام، أو سيستمر اِلى ما
بعد العشرة؟<br>
ـ يمكنها أن تترك العبادة اِلي تمام عشرة أيّام، فان انقطع نزف الدم اعتبرت
المدّة كلها نفاساً، واِن تجاوز الدم اليوم العاشر تغتسل وتعمل عمل
المستحاضة.‏<br>
‏‏‏وتلك المدة الفاصلة بين نهاية عادتها وتمام العشرة، تلك التي تركت فيها العبادة؟<br>
ـ تعتبرها استحاضة، وتقضي ما فاتها فيها من عبادة.‏<br>
‏‏‏اذا انقطع نزف الدم في اليوم الاول ثم عاد لينقطع مرّة أخرى في اليوم العاشر مثلاً أو في أيِّ يوم كان قبله..؟<br>
ـ كان النزف الاَوّل والنزف الثاني كلاهما نفاساً.‏<br>
‏‏‏وفترة النقاء الفاصلة بينهما؟<br>
ـ [حكمها أن تجمع فيها بين أعمال الطاهرة من النّفاس وما تتركه النفساء].‏<br>
‏‏‏اذا انقطع نزف الدم ثم عاد، ثم انقطع، ثم عاد، وهكذا، ولكنه لم يتجاوز بمجموعه عشرة أيّام؟<br>
ـ كانت أيّام الدم كلها نفاساً وامّا أيّام النقاء [فتجمع فيها بين اعمال الطاهرة وتروك النفساء].‏<br>
‏‏‏اذا أتمّت النفساء نفاسها، ثمّ رأت الدّم بعد ذلك؟<br>
ـ كل دم تراه النفساء بعد اِتمام نفاسها واِلى عشرة أيّام لاحقة فهو
استحاضة، سواءٌ أكان الدّم بصفات دم الحيض أم لم يكن، وسواء أكان في أيّام
عادتها أم لم يكن.‏<br>
‏‏‏وماذا يترتّب على النفساء من أحكام.‏<br>
ـ يترتّب عليها كل ما ترتّب على الحائض من أحكام سواءٌ أكانت واجبات أم
مستحبات أم مكروهات أم محرمات [حتّى حرمة قراءة آية السجدة من سور العزائم،
ودخول مسجدي مكّة والمدينة ولو علي نحو الاجتياز، ودخول المساجد الاَخرى
بغير اجتياز، ووضع شيء في المساجد] راجع حواريّة الحيض.</font></div>

خادمة الكوثر
28-07-2014, 12:16 AM
>حواريّة الاستحاضة</
جلس أبي جلسته المعتادة مزداناً به مكانه المخصّص له كل يوم، وبدأ فأضفى على حوار اليوم اسم «الاستحاضة».‏<br>
وما أن أتمت كلمة الاستحاضة تكوينها اللفظي واستوت كجسدٍ من كلام حتى خطر
في ذهني ان حروف الكلمة هي حروف كلمة الحيض، مصاغة منها، أو محورة عنها
واِذ استولى عليَّ هذا الخاطر برق في ذهني خيط من دم راعف، وأخذ يتشكّل
متخذاً هيئة امرأة.‏<br>
‏‏‏ فقلت: وهل الاستحاضة من مختصّات النساء؟<br>
قال: نعم.‏<br>
‏‏‏ قلت: وهل هي نضح دموي..؟<br>
قال: نعم.. ولكن..‏<br>
ولكن ماذا؟<br>
ـ لكن شرط أن لا يكون دم حيض، ولا نفاس، ولا جرح، ولا قرح ولا افتضاض بكارة.‏<br>
قلت: معنى هذا أن الاستحاضة هي كل دم لا يكون حيضاً ولا نفاساً ولا جرحاً ولا قرحاً ولا دم تمزق غشاء البكارة.‏<br>
قال: نعم.‏<br>
قلت: هذه دماء عديدة.‏<br>
قال: بعضها دليل خصوبة المرأة وشبابها. ألا ترى انّها حين تشيخ وينقطع عنها دم الحيض لا تنجب.‏<br>
قلت: دم الجروح والقروح والنفاس معروف عادة. ولكن كيف تعرف المرأة أن هذا الدم دم استحاضة. وليس دم حيض.‏<br>
قال: تذكَّر مواصفات دم الحيض؟<br>
قلت: نعم، فهو دم أحمر أو أسود، يخرج بحرقة، وحرارة.‏<br>
قال: غالباً ما تكون مواصفات دم الاستحاضة مخالفة لمواصفات دم الحيض، فدم
الاستحاضة غالباً اصفر اللون، ورقيق، ويخرج بلا لذعٍ ولا حرقة.‏<br>
قلت: وكيف تشخص المرأة أن هذا الدم ليس دم تمزّق غشاء البكارة اِذا صادف ذلك يوم الزواج؟<br>
قال: دم تمزّق غشاء البكارة يحيط بالقطنة، ويطوِّقها كهلال من دم، بينما قد
تنغمس القطنة بدم الاستحاضة، وقد يزيد فيتجاوزها اِلى ما ربطتها به؟<br>
‏‏‏ اذن دم الاستحاضة قد يستوعب القطنة بخضابة؟<br>
ـ نعم، وقد لا يستوعبها، فالاستحاضة علي ثلاثة أقسام:‏<br>
استحاضة كثيرة: اِذا انغمست القطنة بالدم وزاد، فتجاوزها اِلى ما ربطتها به ولوّثه.‏<br>
واستحاضة متوسطة: اِذا انغمست القطنة بالدم، ولكنّه توقف عندها فلم يتجاوز اِلى ما ربطتها به.‏<br>
واستحاضة قليلة: اِذا لوَّن الدّم القطنة ولم يغمسها، لقلته.‏<br>
‏‏‏ وما حكم كل منها؟<br>
ـ في الاستحاضة الكثيرة، يجب علي المرأة أن تغتسل ثلاثة اغسال، غسلاً لصلاة
الصبح، وغسلاً لصلاتي الظهر والعصر اِذا جمعتهما وغسلاً لصلاتي المغرب
والعشاء اِذا جمعتهما.‏<br>
‏‏‏ واذا فرّقت بينهما؟<br>
ـ اغتسلت لكل صلاة.‏<br>
وهل هذا حكمها في مطلق الاَحوال؟<br>
ـ لا، بل هذا حكمها فيما اِذا كان الدم صبيباً لا ينقطع بروزه على القطنة
وامّا اِذا كان بروزه عليها متقطعاً بحيث تتمكن من الاغتسال والاتيان بصلاة
واحدة أو أزيد قبل بروز الدم عليها مرّة اخرى [فعليها تجديد الغسل كلما
برز الدم، فلو اغتسلت وصلت الظهر ثمّ برز الدم على القطنة قبل صلاة العصر
أو في اثنائها وجب عليها الاغتسال لها] ولو كان الفصل بين البروزين بمقدارٍ
تتمكّن فيه من الاتيان بصلاتين أو عدة صلوات جاز لها ذلك من دون حاجةٍ الى
تجديد الغسل.‏<br>
هذا في الاستحاضة الكثيرة.‏<br>
وفي الاستحاضة المتوسطة يجب عليها ان تتوضأ لكل صلاة [وتغتسل في كل يوم مرّة واحدة قبل وضوءاتها].‏<br>
‏‏‏ اضرب لي مثلاً علي ذلك.‏<br>
ـ قبل صلاة الفجر ـ مثلاً ـ اكتشفت المرأة انها مستحاضة فاختبرت نفسها
فكانت استحاضتها متوسطة [تغتسل] ثم تتوضأ لصلاة الفجر ويكفيها غسلها هذا
لكل صلوات ذلك اليوم مع وضوء لكل صلاة، فان حلّ اليوم الثاني [اغتسلت] ثم
توضأت وهكذا لو توالت بتلك الصفة فلم تنقص ولم تزد.‏<br>
وفي الاستحاضة القليلة: يجب عليها فقط ان تتوضأ لكل صلاة واجبة كانت أم مستحبة.‏<br>
‏‏‏ وهل تتبدل استحاضة المرأة من قسم الى قسم؟<br>
ـ نعم قد تتبدّل فتتحول القليلة الى كثيرة، والكثيرة اِلى قليلة، وهكذا.‏<br>
‏‏‏ وكيف تعرف المرأة بتحوّل استحاضتها؟<br>
ـ [عليها أن تختبر نفسها قبل الصلاة لتعرف ذلك]، ثمّ لتعمل وفق ما تقتضيه
نتيجة الاختبار. فاذا تبيّن أنها استحاضة قليلة عملت بما تمليه عليها أحكام
الاستحاضة القليلة. واِن تبين أنّها استحاضة متوسطة عملت بما تمليه عليها
أحكام الاستحاضة المتوسطة وهكذا.‏<br>
‏‏‏ والقطنة المنقوعة بالدم والشداد وما ربطتها به اِذا لاقى الدّم؟<br>
ـ يحسُن بها ان تبدلهما أو تطهرهما لكل صلاة اِذا كانت استحاضتها قليلة أو
متوسطة واما اِذا كانت كثيرة [فيلزمها ذلك ان امكنها] وتتحفظ من خروج الدم
للفترة من نهاية الغسل اِلى نهاية الصلاة، اِذا لم يضر بحالها تحفّظها.‏<br>
‏‏‏ وهل عليها أن تسرع اِلى الصلاة بعد الاتيان بما عليها من الطهارة؟<br>
ـ [نعم].‏<br>
ـ وماذا يترتّب على الاستحاضة من أحكام؟<br>
ـ أوّلاً: يجب على المستحاضة أن تتطهّر بعد انقطاع الدم للصلاة الاَتية
بالوضوء اِن كانت استحاضتها قليلة أو متوسطة وبالغسل اِن كانت استحاضتها
كثيرة.‏<br>
ثانياً: يحرم على المستحاضة بأقسامها الثلاثة مسّ كتابة القرآن الكريم قبل تحصيل طهارتها ويجوز بعده قبل اتمام صلاتها.‏<br>
ثالثاً: يجوز طلاق المستحاضة أثناء الاستحاضة.‏<br>
رابعاً: لا يترتب على الاستحاضة ما كان يترتّب على الحيض: من حرمة الاتصال
الجنسي، وحرمة دخول المساجد، والمكث فيها، ووضع شيء فيها، وقراءة آيات
السجدة.‏<br>
خامساً: يصحّ الصوم في الاستحاضة القليلة والمتوسطّة واِن لم تأت المستحاضة
بما يجب عليها للصلاة من الوضوء أو الغسل. واما المستحاضة استحاضة كثيرة
فذهب جمع من الفقهاء رضوان الله عليهم اِلى ان صحة صومها تتوقّف على
اتيانها بما يجب عليها من غسل الليلة السابقة على يوم الصوم ومن اغسال
نهارية. ولكن الاَصحّ أنّه لا يتوقف على ذلك صحة صومها.‏<br>
سادساً: لا يجب على المستحاضة الكثيرة الوضوء مع الاَغسال ويجب على المستحاضة المتوسطة الوضوء بعد الغسل [الواجب عليها]</font>

خادمة الكوثر
28-07-2014, 12:27 AM
</>لا أكتمكم أني ساعة بدأ أبي حواره عن الموت كنت
متوتّراً، مستفّز الاعصاب، مستنفراً، قلقاً، مشدوداً شداً عنيفاً الى وجه
أبي ونبرات صوته وانحناءاتها وهو يتحدث عن الموت ببطء حذر، ينمُّ عن توجس
محسوب‏‏‏.‏‏‏‏‏‏‏‏‏‎‏‏<br>
‏‏‏‏‏ لا أكتمكم كذلك أني كلما تفوَّه أبي بكلمة «الموت» ـ تلك الكلمة
المخيفة المرعبة المجهولة ـ أحسست بتسارع غير طبيعي لنبض بات لفرط خوفي مما
أصغي اِليه يصبغ وجهي وأذنيّ على غير قصد مني بلون قاتم وينثر فوق جبهتي
وأنفي حبات مكتنزة من عرق محموم‏‏‏ .<br>
واِذ اكتسبت نبرة صوت أبي الخفيضة وشاحاً رماديّاً من توجس حذر وهو يسرد
التفاصيل عن «الموت والميّت» راحت وتائر خوفي وقلقي تتصاعد شيئاً فشيئاً
حتي فضحتني‏‏ .<br>
‏ ثمّ زادت، فضيقت عليّ بعد افتضاح أمري فرجة بوابة الاعتراف‏‏ .<br>
‏ وحين لاحظ أبي امارات الخوف على تضاريس وجهي وحدقات عينيَّ طاغية مستحكمة سألني.‏‏ .<br>
‏ ـ أأنت خائف..؟‏<br>
‏ ‏‏ وكيف لا أخاف!‏ .<br>
‏ ـ أخاف أنت من الموت أم من الميت؟‏<br>
‏ ‏‏ واِذ كنتُ أخاف من الميت أكثر ممّا أخاف من الموت قلت:‏‏ .<br>
‏ من الميت‏‏.<br>
‏ لقد كان خوفاً مرعباً ذاك الذي اعترفت به اليوم. فلم أكن قد شاهدت طيلة
عمري شخصاً يحتضر أو يموت، بل لم أكن قد سمعت قبل يومي هذا سرداً عمّا
ينبغي عليّ أن أفعله وأمامي من يحتضر أو يموت‏‏ .<br>
‏ كنت قبل هذا اليوم حين اشاهد جنازة محمولة تنتابني حالة اكتئاب مضجر،
وضيق موجّع، حتي لاُحولُ بصري عنها لاَقطع خيط الذّاكرة من أن يسترسل‏‏ .<br>
‏ ‏‏ نعم أخاف من الميّت‏‏ .<br>
‏ قتلها مرة أخرى لاُعيد تثبيت قناعتي‏‏ .<br>
‏ ـ أتخاف من الميت أكثر مما تخاف من الموت وما بعد الموت؟‏<br>
‏ قال أبي وأضاف: أتخاف من كان قبل لحظة موته حياً مثلك يأكل ويشرب، ويبكي ويضحك، ويتنزه ويحلم، وينام‏‏ .<br>
‏ ثمّ..ثمّ هجم عليه ما لو هجم على كل حيّ لصرعه‏‏ .<br>
‏ لماذا لا تكون واقعياً أكثر، فتخاف من الموت أكثر مما تخاف من الميت؟‏<br>
‏ أسألت نفسك أين ذهبت كل تلك الامم السالفة وأجيالها المتعاقبة يوم «اصبحت
مساكنهم أجداثاً، وأموالهم ميراثاً، لا يعرفون من آثارهم، ولا يحفلون من
بكاهم، ولا يجيبون من دعاهم»‏‏ .<br>
‏ فكم.. و (كم تركوا من جنات وعيون * وزورع ومقام كريم * ونعمة كانوا فيها فاكهين * كذلك وأورثناها قوماً آخرين)‏‏ .<br>
‏ ثمّ أين ذهب من تعرف ممن ذهب؟‏<br>
‏ أين آباؤك السابقون، واجدادك الماضون.. أين فلان.. أين فلان.. أين
فلان..؟! لقد «استبدلوا بظهر الاَرض بطناً، وبالسعة ضيقاً، وبالاَهل غربة،
وبالنّور ظلمة»‏‏ .<br>
‏ ثمّ أنشد أبي:‏<br>
كلنا في غفلة والموت يغـدو ويـروح‏<br>
‏ نح على نفسك يا مسكيـن ان كنت تنوح‏<br>
‏ لست بالباقي ولو عمّرت ما عمـرّ نـوح‏‏<br>
وران صمت كثيف على وجهه كانت الدّقائق تمر فيه ثقيلة بطيئة متأنّية كمن
يعيد ترتيب صورة ما في ذهنه، أو يعيد تجميع شيء متناثر هنا وهناك في ذاكرته
حتّى قطع صوته حبل ذلك الصمت قائلاً:‏‏<br>
‏ رحمك الله يا أبا الحسن يومَ قلت قبل ساعة موتك: «أنا بالاَمس صاحبكم،
وأنا اليوم عبرة لكم، وغداً مفارقكم، ليعظكم هدوِّي، وخفوت اِطراقي، وسكون
أطرافي، فانّه أوعظ للمعتبرين من المنطق البليغ والقول المسموع »<br>
‏ ويوم قلت يا سيدي:‏‏ .<br>
‏ «واعلموا أنّه ليس لهذا الجلد الرّقيق صبر على النار، فارحموا نفوسكم فانّكم قد جربتموها في مصائب الدنيا‏‏ .<br>
‏ أفرأيتم جزع أحدكم من الشوكة تصيبه، والعثرة تدميه، والرمضاء تحرقه؟ فكيف اِذا كان بين طابقين من نار ضجيع حجر وقرين شيطان؟‏<br>
‏ أعلمتم أن مالكاً اِذا غضب على النار حطّم بعضها بعضاً لغضبه، واذا زجرها توثّبت بين أبوابها جزعاً من زجرته»؟!‏ .<br>
‏ وأردف أبي:‏‏<br>
‏ آن لك وقد تكلفت أن تخاف الموت لهول ما بعد الموت (يوم ترونها تذهل كل
مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى النّاس سكارى وما هم بسكارى
ولكن عذاب الله شديد). (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من
سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً ويحذركم الله نفسه والله رؤوف
بالعباد)‏‏.<br>
‏ وليكن الميّت أو المحتضر مذكراً لك بما سيؤول اِليه مصيرك.. لا مخيفاً مرعباً لك‏.<br>
‏ قالها أبي وصمت ومنذ قالها بدأت أعيد النظر بترتيب مخاوفي من جديد بتأمل واعٍ الى أن قطع أبي عليَّ تأمُّلاتي مؤكِّداً:‏.<br>
‏ اِذا صادف أن حضرت محتضراً مسلماً فدع مخاوفك جانباً [ووجِّهه الى القبلة]‏.<br>
‏ ‏‏ وكيف اوجِّهه؟<br>
‏ ـ ضعه على قفاه واجعل باطن رجليه الى القبلة‏.<br>
‏ ‏‏ معنى هذا أن أمدِّد رجليه باتجاه القبلة‏.<br>
‏ ـ بالضبط سواء أكان المحتضر رجلاً أم امرأة، كبيراً أم صغيراً‏.<br>
‏ ويستحب أن تلقّنه الشهادتين. والاقرار بالنبي صلّى الله عليه وآله
والاَئمة عليهم السلام وتقرأ عنده سورة «الصافات» ليسهّل عليه النزع ويكره
أن يحضر المحتضر مجنب أو حائض. وأن يمس حال النزع‏.<br>
‏ ‏‏ واذا مات؟<br>
‏ ـ اِذا مات يستحب أن تغمض عينيه، وتغلق فمه، وتمد يديه الى جانبيه،
وساقيه، وتغطيه بثوب، وتقرأ عنده القرآن وتضيء البيت الذي كان يسكنه وتخبر
المؤمنين بموته ليحضروا جنازته، ويستحب الاسراع في تجهيزه اِلاّ أن تشتبه
بموته وتشك فيه‏.<br>
‏ ‏‏ واذا اشتبهت بموته؟<br>
‏ ـ عندئذ يجب تأخيره حتى تتأكّد من موته، فاذا تأكّدت وجب تغسيله رجلاً كان أو امرأة، صغيراً كان أو كبيراً‏.<br>
‏ ‏‏ والسقط..؟<br>
‏ ـ حتى السقط اِذا أتمِّ أربعة أشهر [بل وان لم يتمّها اِذا كان مستوي الخلقة] ولكن لا تجب الصلاة عليه ولا تستحب‏.<br>
‏ ‏‏ ومن يغسل الميت؟<br>
‏ ـ يغسِّل الذكرَ الذكرُ وتغسِّل الاُنثى الاُنثى، اِلاّ في الزوج والزوجة
فيجوز لكل منهما تغسيل الاَخر وكذا الصبي المميّز سواء الذكر والانثى
فانّه يجوز تغسيله للذكر والانثى وهكذا المحرم فانه يجوز له ان يغسل محرمه
غير المماثل له [فيما اِذا لم يوجد المماثل]‏.<br>
‏ ‏‏ وكيف يغسّل الميت؟<br>
‏ ـ يغسّل ثلاثة أغسال‏.<br>
‏ الاَوّل: بماء السدر‏.<br>
‏ والثاني: بماء الكافور‏.<br>
‏ والثالث: بالماء الخالص‏.<br>
‏ [علي أن يكون الغسل ترتيبياً] بأن تغسل الرأس والرقبة أوّلاً، ثمّ الجانب
الاَيمن، ثمّ الجانب الاَيسر وأن يكون الماء المستعمل في الغسل طاهراً غير
نجس، ومباحاً غير مغصوب، ومطلقاً غير مضاف، وأن يكون السدر، والكافور
مباحين أيضاً‏.<br>
‏ ‏‏ وهل تخلع ملابس الميت أثناء الغسل؟<br>
‏ ـ يجوز تغسيله بملابسه ولعله أفضل مما لو كان مجرّداً منها‏.<br>
‏ ‏‏ وكيف يكون الماء مطلقاً وتجب اِضافة السدر أو الكافور اِليه؟<br>
‏ ـ يضاف اِليه من السدر والكافور بمقدار لا يحوله الى ماء مضاف‏.<br>
‏ ‏‏ واذا تنجّس جسد الميّت بنجاسة خارجية أو بنجاسة من الميّت أثناء الغسل؟<br>
‏ ـ وجب تطهير ما تنجّس منه. ولا تجب اِعادة الغسل‏.<br>
‏ ‏‏ وبعد الانتهاء من تغسيل الميت؟<br>
‏ ـ يجب تحنيطه وتكفينه‏.<br>
‏ ‏‏ وما التحنيط؟<br>
‏ ـ امساس مواضع السجود السبعة بالكافور المسحوق المحتفظ برائحته، والمباح
غير المغصوب، والطاهر غير النجس [وان لم يوجب تنجس بدن الميت] ويفضل ان يتم
التحنيط بالمسح بالكف ابتداءً من الجبهة‏.<br>
‏ ‏‏ وبقية مواضع السجود الاخرى؟<br>
‏ ـ لا ترتيب بينها‏.<br>
‏ ‏‏ وكيف يكفن الميت.<br>
‏ ـ يجب تكفين الميت بقطع ثلاث:<br>
‏‏ 1 ـ المئزر [ويجب ان يستر ما بين السرة والركبة]‏.<br>
‏ ‏ 2 ـ القميص [ويجب أن يستر المسافة ما بين الكتفين الى نصف الساق].<br>
‏ ‏ 3 ـ الازار: ويجب ان يغطي جميع الجسد [على أن يكون طولاً بحيث يمكن أن يشدّ طرفاه العلوي والسفلي].<br>
‏ ‏‏ وعرضاً؟<br>
‏ ـ وعرضاً [بحيث يقع أحد جانبيه على الاَخر].<br>
‏ ‏‏ وهل هناك شروط أخري لهذه القطع؟<br>
‏ ـ نعم يشترط أن يكون بمجموعها ساترة لبدن الميت، وان لا تكون مغصوبة، ولا
من الحرير الخالص، [ولا من المذهّب، ولا من اجزاء الحيوان الذي لا يؤكل
لحمه] ولا نجساً اِلاّ في حالة الاضطرار فيجوز التكفين بغير المغصوب من
المذكورات حينئذٍ‏.<br>
‏ ‏‏ واذا تعذرت القطع الثلاث؟<br>
‏ ـ يكفن الميت بما يتيسر منها‏.<br>
‏ ‏‏ وماذا بعد تغسيل الميت وتحنيطه وتكفينه؟<br>
‏ ـ تجب الصلاة عليه وان كان طفلاً قد عقل الصلاة كأن يكون ابن ست سنوات‏.<br>
‏ ‏‏ وكيف يُصلّى عليه؟<br>
‏ ـ الصلاة على الميت تختلف عن الصلاة اليومية فهي خمس تكبيرات لا قراءة
سورة فيها ولا ركوع، ولا سجود، ولا تشهد، ولا تسليم بل يدعو المصليّ للميّت
عقيب احدى التكبيرات الاَربع الاُول وامّا في البقيّة فيتخيّر بين الصلاة
علىالنبي صلّىالله عليه وآله والدّعاءَ للمؤمنين وتمجيد الله تعالى.<br>
‏ ‏‏ اذكر لي صورة موجزة لها‏.<br>
‏ ـ يُكبِّر التكبيرة الاولىويتشهَّد الشهادتين، ثم يُكبِّر التكبيرة
الثانية ويُصلّي على النبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم وآله عليهم السلام،
ثم يكبِّر التكبيرة الثالثة ويدعو للمؤمنين والمؤمنات ثم يكبِّر التكبيرة
الرابعة ويدعو للميّت ثمّ يكبِّر التكبيرة الخامسة وينصرف‏.<br>
‏ ‏‏ وهل هناك أشياء معتبرة في الصلاة على الميت؟<br>
‏ ـ نعم، يعتبر فيها أمور:‏.<br>
‏‏ 1 ـ النيّة، مع تعيين الميّت بنحو يرفع الابهام‏.<br>
‏ ‏ 2 ـ القيام، مع القدرة عَليه‏.<br>
‏ ‏ 3 ـ أن تكون بعد غسل الميّت وتحنيطه وتكفينه‏.<br>
‏ ‏ 4 ـ أن يستقبل المصلّي القبلة في حال الاختيار‏.<br>
‏ ‏ 5 ـ أن يكون الميّت أمام المصلِّي‏.<br>
‏ ‏ 6 ـ أن يكون رأس الميّت على يمين المصلي ورجلاه الى يساره‏.<br>
‏ ‏ 7 ـ أن يوضع الميّت على ظهره عند الصلاة عليه‏.<br>
‏ ‏ 8 ـ أن لا يكون حائل بين الميّت والمصلي كالستر والجدار ولا يضرّ الستر بمثل النعش أو الميت الاَخر‏.<br>
‏ ‏ 9 ـ أن لا يفصل بين الميت والمُصلي بُعدٌ مفرط، وأن لا يعلو أحدهما على
الاَخر علوّاً مفرطاً، ولا يضرّ الفصل مع اتصال الصفوف في الصلاة جماعة أو
مع تعدّد الجنائز اذا صلّىعليها دفعة واحدة‏.<br>
‏ ‏ 10 ـ ان يأذن ولي الميت كأبيه أو ابنه مثلاً المصلي باداء الصلاة‏.<br>
‏ ‏11 ـ أن يوالي المصلّي بين التكبيرات والادعية والاذكار‏.<br>
‏ ‏‏ لماذا لم تذكر شرط طهارة المصليّ كأن يكون على وضوء أو غسل أو تيمّم؟<br>
‏ ـ لاَنها غير واجبة في هذه الصلاة‏.<br>
‏ ‏‏ واذا انتهت الصلاة؟<br>
‏ ـ يجب دفن الميّت ويكفي فيه مواراته في الارض مع تحقّق امرين:‏.<br>
‏ الاول: حفظه من الحيوانات المفترسة مع احتمال وجودها في المكان‏.<br>
‏ والثاني: اخفاء رائحته من النّاس مع احتمال وجود من يتأذي بها في المكان.‏<br>
‏ ويوضع على جانبه الاَيمن في قبره مع توجيه وجهه الى القبلة‏.<br>
‏ ‏‏ وهل من شروطٍ لمكان الدفن؟<br>
‏ ـ نعم.‏.<br>
‏‏ 1 ـ أن يكون المكان مباحاً غير مغصوب، وغير موقوف لجهة خاصّة كالمدارس
والحسينيّات وامثالها مع الاضرار بالعين الموقوفة أو المزاحمة لجهة الوقف
[بل وان لم يكن مضراً أو مزاحماً].<br>
‏ ‏ 2 ـ ألاّ يستلزم هتك حرمة الميّت المسلم بالدفن فيه كالمواضع القذرة والمزابل‏.<br>
‏ ‏ 3 ـ أن لا يدفن في مقابر الكفار‏.<br>
‏ ‏‏ وبعد الدفن؟<br>
‏ ـ روي عن النبي صلّى الله عليه وآله أنّه قال: «لا يأتي على الميّت أشدّ
من أول ليلة، فارحموا موتاكم بالصدقة، فاِن لم تجدوا فليصل أحدكم ركعتين
له، يقرأ في الاولى بعد الحمد آية الكرسي، وفي الثانية بعد الحمد سورة
القدر عشر مرات، يقول بعد السلام «اللهمّ صلِّ على محمّدٍ وآل محمّد وابعث
ثوابها الى قبر فلان» ويسمّي الميّت‏.<br>
‏ ‏‏ ذكرت لي في حوارية سابقة غسلاً أسميته غسل مسِّ الميت‏.<br>
‏ ـ نعم، يجب الغُسل على من مسَّ بدن الميت بعد أن يبرد وقبل اِتمام تغسيله مسلماً كان الميّت أو كافراً‏.<br>
‏ ‏‏ مع وجود البلل؟<br>
‏ ـ معه وبدونه، سواء أكان مسَّ الميّت اضطراريّاً أم اختيارياً‏.<br>
‏ ‏‏ وماذا يترتّب على من مسَّ الميّت؟<br>
‏ ـ يترتب عليه:‏<br>
‏‏ 1 ـ وجوب الغُسل لما يشترط في صحّته الطهارة كالصلاة، فاذا أراد أن يصلّي يجب عليه أن يغتسل أوّلاً‏.<br>
‏ ‏ 2 ـ حرمة مسِّ كتابة القرآن الكريم، وكلّ ما حرم على المحدث مسُّه‏.<br>
‏ ـ سكت أبي هنيئة ثمّ قال:‏<br>
‏ ـ اذا توفّي الزّوج وجب على زوجته العدة مهما كان عمر الزّوجة، بما في
ذلك غير المدخول بها وتعتدّ الزّوجة غير الحامل أربعة أشهر وعشر أيّام
ويلزمها ان كانت بالغة عاقلة ان تترك في مدة العدّة الزّينة في الجسد
والملابس حيث يحرم عليها لبس الملابس التي تعتبر ملابس زينة كالملابس
الحمراء مثلاً وغيرها، كما يحرم عليها لبس الحلي والاكتحال واستعمال الطيب
والخضاب والحمرة بينما يحق للمعتدة تنظيف الجسد والملابس وتقليم الاظافر
والاستحمام والخروج من البيت وخاصّه لاَداء حق أو قضاء حاجة أو فعل طاعة أو
ضرورة‏.<br>
‏ ‏‏ والزوجة الحامل؟<br>
‏ ـ أما الزوجة الحامل اذا توفّي عنها زوجها فحكمها أن تبقى معتدّة حتى تضع
حملها وتلد، ثم تنظر فاِن كان قد مضى على وفاة زوجها عندما ولدت ‏ أربعة
أشهر وعشرة أيّام فقد انتهت عدّتها واِن لم تكن قد مضت هذه المدّة تستمّر
في عدّتها حتى تبلغ هذه المدّة‏.</font></div>