المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة من الغريب للامام علي زين العابدين عليه السلام


خادمة ابو الفضل
07-01-2008, 09:36 AM
من الغريب .. قصيدة لزين العابدين علي بن الحسين (ع

رضي الله عنهم وأرضاهم
ليس الغريب غريب الشام واليمن .... إنالغريب غريب اللحد والكفن
إن الغريب له حق لغربته .... علىالمقيمين في الأوطان والسكن
لا تنهرنَّ غريبا حال غربته..... الدهرينهره بالذل والمحن
سفري بعيد وزادي لن يبلغني..... وقوتيضعفت والموت يطلبني
ولي بقايا ذنوب لست أعلمها.... اللهيعلمها في السر والعلن
ما أحلم الله عني حيث أمهلني.... وقدتماديت في ذنبي ويسترني
تمرُّ ساعات أيامي بلا ندم.... ولابكاء ولا خوفٍ ولا حَزَنِ
أنا الذي أُغلق الأبواب مجتهداً ... على المعاصي وعين الله تنظرني
يا زلةً كُتبت في غفلة ذهبت... ياحسرةً بقيت في القلب تُحرقني
دعني أنوح على نفسي وأندبها.... وأقطعالدهر بالتذكير والحزَنِ
دع عنك عذلي يا من كان يعذلني... لوكنت تعلم ما بي كنت تعذرني
دعني أسحُّ دموعا لا انقطاع لها... فهلعسى عبرةٌ منها تُخلصني
كأنني بين جلِّ الأهل منطرحٌ .... علىالفراش وأيديهم تُقلبني
وقد تجمَّع حولي مَن ينوح ومن.... يبكيعليَّ وينعاني ويندبني
وقد أتوا بطبيب كي يُعالجني.... ولمأرَ الطب هذا اليوم ينفعني
واشتد نزعي وصار الموت يجذبها.... منكل عِرقٍ بلا رفق ولا هونِ
واستخرج الروح مني في تغرغرها.... وصارريقي مريرا حين غرغرني
وقام من كان حِبَّ الناس فيعجَلٍ....... نحو المغسل يأتيني يُغسلني
وقال يا قوم نبعي غاسلا حذِقا... حراأديبا عارفا فطِنِ
فجاءني رجلٌ منهم فجرَّدني .... منالثياب وأعراني وأفردني
وأودعوني على الألواح منطرحا.... وصارفوقي خرير الماء ينظفني
وأسكب الماء من فوقي وغسَّلني.. غَسلاثلاثا ونادى القوم بالكفنِ
وألبسوني ثيابا لا كِمام لها.... وصارزادي حنوطي حين حنَّطني
وأخرجوني من الدنيا فوا أسفا... علىرحيلي بلا زاد يُبلغني
وحمَّلوني على الأكتاف أربعةٌ ... منالرجال وخلفي منْ يشيعني
وقدَّموني إلى المحراب وانصرفوا ... خلف الإمام فصلى ثم ودعني
صلوا عليَّ صلاةً لا ركوع لها... ولاسجود لعل الله يرحمني
وكشَّف الثوب عن وجهي لينظرني.... وأسبل الدمع من عينيه أغرقني
فقام مُحترما بالعزم مُشتملا... وصففاللبْن من فوقي وفارقني
وقال هُلوا عليه الترب واغتنموا .... حسن الثواب من الرحمن ذي المنن
في ظلمة القبر لا أمٌ هناك ولا .... أبٌ شفيق ولا أخٌ يُؤنسني
وهالني صورةٌ في العين إذ نظرت...... من هول مطلع ما قد كان أدهشني
من منكر ونكير ما أقول لهم...... قدهالني أمرهم جدا فأفزعني
وأقعدوني وجدوا في سؤالهمُ ... ما ليسواك إلهي منْ يُخلصني
فامنن عليَّ بعفوٍ منك يا أملي.... فإنني موثقٌ بالذنب مرتَهَنِ
تقاسم الأهل مالي بعدما انصرفوا...... وصار وزري على ظهري فأثقلني
واستبدلت زوجتي بعلا لها بدلي... وحكَّمته على الأموال والسكن
وصيَّرت ولدي عبدا ليخدمها.... وصارمالي لهم حلا بلا ثمنِ
فلا تغرنك الدنيا وزينتها..... وانظرإلى فعلها في الأهل والوطن
وانظر إلى من حوى الدنيا بأجمعها.... هل راح منها بغير الحنط والكفن
خذ القناعة من دنياك وارضَ بها.... لولم يكن لك إلا راحة البدن
يا نفس كفي عن العصيان... واكتسبيفعلاً جميلاً لعل الله يرحمني
يانفسُ ويحكِ توبي واعملي حسنا... عسىتُجازين بعد الموت بالحسنِ
ثم الصلاة على المختار سيدنا ما .... وضأ البرق في شام وفي يمن
والحمد لله ممسينا ومصبحنا ... بالخيروالعفو والإحسان والمنن