المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أساليب الإمام (عليه السلام) في المطالبة بحقه


الشيخ عباس محمد
30-07-2019, 10:43 PM
السؤال: أساليب الإمام (عليه السلام) في المطالبة بحقهسؤالي هو استيضاح لإشكال ـ إن صح التعبير ـ علق في ذهني مفاده انا حين نسأل عن سبب عدم مطالبة الإمام علي (عليه السلام) بحقه وعدم خروجه على من غصب حقه، يرد الجواب المعروف أنه لم يفعل ذلك حفاظاً على بيضة الإسلام ووحدته إن كان. ولكن نرى أولاً أن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قد خرج ولو لبعض الشيء على الخلافة المزيفة كما ينقل لنا التاريخ ذلك في قصة نفي الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري (رضي الله عنه) وكذلك الخطبة الشقشقية ومواقف أخرى انتم أكثر مني اطلاعاً عليها، وأما ثانياً فانا نشاهد بحسب الواقع اليوم أن ما عليه المسلمون من تخلف اليوم يرجع بشكل واضح لتلك الرزايا الأولى من غصب الخلافة .
فأقول ـ وأرجو السماح من الإمام أولاً ومنكم ثانياً ـ لو أن الإمام طالب بحقه جهراً وبقوة لما حدث ما حدث. أرجو ان توضحوا لي هذا الاستفسار بشكل مبسوط وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الاطياب الميامين.
الجواب:
يتضّح الجواب بنقاط:
1 ـ ان جوابنا بأن الإمام (عليه السلام) لم يفعل ذلك حفاظاً على بيضة الاسلام هو جواب على سبب عدم قتال أمير المؤمنين (عليه السلام) لمن غصب حقه وليس جواب عن السؤال عن سبب عدم مطالبته بحقه.
2 ـ نحن لا نقول أن الإمام (عليه السلام) لم يطالب بحقه كما هو مفروض السؤال، فهناك تسرع لدى السائل أو غيره! وانما الصحيح أن الإمام (عليه السلام) لم يقاتل لأن قتاله كان سيضر بالإسلام ويضعفه وأيضاً لا يصل إلى حقه به لقلة أنصاره.
ولكن هذا غير المطالبة بالحق بالوسائل الاخرى المتاحة والتي ليس فيها ضرر لإلقاء الحجة على الغاصبين والمسلمين الآخرين والاجيال اللاحقة من المسلمين. فان الإمام (عليه السلام) استخدم في المطالبة بحقه مختلف الأساليب بالقدر المستطاع كالتذكير بوصايا الرسول (صلى الله عليه وآله) واثبات أفضليته وأعلميته وقرابته ووراثته، وغيرها، أي استخدم جميع الوسائل المتاحة للمقاومة السلبية والايجابية وهذا قطعاً يثبت أنه (عليه السلام) طالب بحقه والمطالبة بالحق لا تنحصر بالقتال فقط.
3 ـ نعم، ان ما نحن فيه اليوم هو من آثار ما مضى من أفعال القوم، ولو كان الإمام (عليه السلام) يستطيع أن يمنعه بالسيف لفعل، ولكن يجب أن ننظر بموضوعية لسلوك الإمام (عليه السلام) الحكيم _ بانه بسلوكه المتوازن بين عدم القتال وعدم السكوت عن حقه والوقوف ما استطاع أمام محاولات حرف الإسلام عن مساره العام وإن وقع الظلم عليه خاصة_ قد حافظ على الهكيل العام للإسلام كما تجده اليوم، واستطاع أن يبقي الأسلام الحق النازل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) حياً الى اليوم ببقاء هذه الثلة المؤمنة الموالية وهم شيعة أهل البيت (عليهم السلام) وهي المرجوة والمبشرة بالنجاة حتى ظهور الحجة المنتظر أرواحنا له الفداء، إذ ببقائها بقيت الحجة موجودة لمن يطلبها.