المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحقيق ينسف فرية أن قتلة الامام الحسين هم شيعته


السيد حسين الفياض
15-10-2016, 05:23 AM
تحقيق ينسف فرية أن قتلة الإمام الحسين هم شيعته : :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
يتردد كثيراً على ألسنة النواصب من اتباع الفكر الاموي الوهابي فرية أن الذي قتل الإمام الحسين عليه السلام هم الشيعة !! وهذه بدعة ناصبية اموية تناقض العقل والدين و التاريخ بل وتكشف تناقضات الفكر الناصبي وتكشف سر النصب في العقيدة السلفية البدعية المدلسة نفسها كافعى سوداء تحت ركام السقيفة البالية وكما يلي :
=اولا: ان من تزعم قتال الإمام الحسين عليه السلام هم جيش ابن زياد والي يزيد اللعين على الكوفة بأمرة عمر بن سعد بن ابي وقاص وشبث بن ربعي و الشمر بن ذي الجوشن وحجار بن ابجر والحصين بن نمير كما تنص كتب التواريخ وبأمر ورضا من يزيد فذكر إبن عساكر - تاريخ مدينة دمشق - الجزء : ( 14 ) - رقم الصفحة : ( 214 )
(- أخبرنا : أبو غالب أيضاًً حدثني : .......عن أبيه قال : خرج الحسين بن علي إلى الكوفة ساخطاً لولاية يزيد ، فكتب يزيد إلى إبن زياد وهو وإليه على العراق إنه قد بلغني أن حسيناً قد صار إلى الكوفة ، وقد إبتلي به زمانك من بين الأزمان وبلدك من بين البلدان ، وإبتليت به أنت من بين العمال وعندها تعتق أو تعود عبداً كما يعتبد العبيد ، فقتله إبن زياد وبعث برأسه إليه..)
= ثانيا: لم تكن الكوفة إذ ذاك كلها شيعة، وفي ذلك يعترف شيخ النواصب مؤسس العقيدة السلفية ابن تيمية كما في كتاب منهاج السنة النبوية(4: 554) (فصل: وكانت الكوفة بها قوم من الشيعة المنتصرين للحسين، وكان رأسهم المختار بن أبي عبيد الكذاب، وقوم من الناصبة المبغضين لعلي رضي الله عنه وأولاده ومنهم الحجاج بن يوسف الثقفي).
ففي الكوفة اخلاط من النواصب الامويين و من اتباع خلافة السقيفة ومن اتباع حزب ابن الزبير ومن الخوارج ومن الشيعة الروافض .. بل لو قلت: إن الشيعة في الكوفة كانوا الأقل لما جاوزت الصواب؛ لأنه قد مرت عليهم سنوات من الإبادة والتنكيل في عهد زياد بن أبيه، وهذا أمر واضح لمطالع التاريخ، وأكتفي هنا بما رواه الطبراني في المعجم الكبير (3: 70) رقم (2690) بسنده عن الحسن قال: ( كان زياد يتتبع شيعة علي رضي الله عنه ، فيقتلهم، فبلغ ذلك الحسن بن علي رضي الله عنه فقال: اللهم تفرد بموته؛ فإن القتل كفارة.)
وقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (6: 408) رقم (10604) وقال: (رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح).
وقد أكد ذلك عبيد الله بن زياد لهانىء بن عروة كما في تاريخ الطبري (3: 282): (فقال عبيدالله: يا هانئ أما تعلم أن أبي قدم هذا البلد فلم يترك أحداً من هذه الشيعة إلا قتله غير أبيك، وغير حجر، وكان من حجر ما قد علمت).
ومن لم يقتله زياد بن ابيه فهو بين التشريد أو السجن وقل من ينجو من ذلك، فهذا أمر.
وأمر آخر: أن عبيد الله بن زياد قبيل إرساله الجيوش لقتال الإمام الحسين رضي الله عنه كان قد قتل جملة من رؤساء الشيعة الروافض وأنصار الإمام الحسين الكبار كمسلم بن عقيل ابن عم الامام الحسين و ثقته و سفيره الى الكوفة ، وهانىء بن عروة، وعبد الله بن يقطر ، وجماعات لا مجال هنا لتعدادهم، لكن كإشارة قال ابن كثير في البداية والنهاية (8: 157): (ثم إن ابن زياد قتل معهما – يعني مسلماً وهانىء- أناساً آخرين ثم بعث برؤسهما إلى يزيد بن معاوية إلى الشام).
وممن كان قد قتله ابن زياد اللعين بامر يزيد اللعين هو الصحابي ميثم التمار، قال ابن حجر: (وكان ذلك قبل مقدم الحسين العراق بعشرة أيام) كما في ترجمته من الإصابة في تمييز الصحابة (6: 317).
ولعل قلة الشيعة في الكوفة هو ما يفسر دخول عبيدالله بن زياد حين قدم من البصرة إلى الكوفة في عدد قليل دون العشرين، قال ابن كثير البداية والنهاية (8: 153): (ودخلها في سبعة عشر راكباً).
ولولا أن أنصاره فيها أكثر من أنصار الإمام الحسين لما دخل بذلك العدد القليل، والله أعلم.
= ثالثا : أن ابن زياد قد جعل مراصد ومراقبين في الطرق المؤدية لكربلاء حتى لا يصل إليها أحد من أنصار الإمام الحسين عليه السلام : ففي أنساب الأشراف (1: 416): (ووضع ابن زياد المناظر على الكوفة؛ لئلا يجوز أحد من العسكر مخافة لأن يلحق الحسين مغيثاً له، ورتب المسالح حولها).
= رابعا : كان هناك أناس أتوا للقتال ضد الإمام الحسين عليه السلام من خارج الكوفة من الامصار ومن شذاذ الاعراب ، وفي هذه الرواية ما قد يشير إلى ذلك ففي فضائل الصحابة حديث رقم (972) بسنده عن أبي رجاء قال: (لا تسبوا علياً ولا أهل هذا لبيت إن جاراً لنا من بني الهجيم قدم من الكوفة فقال: ألم تروا هذا الفاسق ابن الفاسق؟ إن الله قتله يعني الحسين عليه السلام، قال: فرماه الله بكوكبين في عينه فطمس الله بصره )
وقال محقق الفضائل: إسناده صحيح، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9: 315): (رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح).
فهذا رجل من بني الهجيم: وهم قوم نزلوا محلة بالبصرة يقال لها: الهجيمي، نسبة إليهم، كما في الأنساب للسمعاني (5: 627)، وقد ذهب إلى الكوفة للقتال، فلما عاد قال ما قال.
ويستفاد منها:
- أن هناك طائفة من الناس ذهبت للكوفة لقتل الإمام الحسين صلوات ربي عليه .
- وأن هذه الطائفة كانت تعتقد وتدين الله بفسقه وفسق أبيه ! فهل هذا اعتقاد النواصب أم الشيعة؟
وقد أكد ذلك المحب الطبري في "ذخائر العقبى" (1: 146) بقوله: (وما نقل من أن عمر بن أبي سعيد بن أبي وقاص ([30]) قتله فتاه فلا يصح، وسبب نسبته إليه أنه كان أمير الخيل التي أخرجها عبيدالله بن زياد لقتاله ووعده إن ظفر أن يوليه الري، وكان في تلك الخيل والله أعلم قوم من أهل مصر وأهل اليمن).
وقال ابن عبد البر في الاستيعاب في معرفة الأصحاب (1: 117): (وكان في تلك الخيل والله أعلم قوم من مضر ([31]) ومن اليمن، وفي شعر سليمان بن قتة الخزاعي، وقيل: إنها لأبي الرميح الخزاعي ما يدل على الاشتراك في دم الحسين).
= خامسا : قد نص بعض شيوخ الفكر الاموي الناصبي على أن من قتل الإمام الحسين هم النواصب لا الشيعة الروافض ، ومن أولئك شيخ النواصب ومؤسس الفكر السلفي ابن تيمية مع أنه ممن يتهم الشيعة و يحملهم مسؤولية قتل الامام الحسين في موارد دفاعه عن امامه يزيد اللعين ، فنكتفي بقوله: ففي منهاج السنة النبوية، لابن تيمية، ( 4: 366 – 368 ) قال في معرض رده على كلام العلامة الحلي الشيعي:
( وهم ينكرون على بعض النواصب أن الحسين لما قال لهم: أما تعلمون أني ابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ قالوا: والله ما نعلم ذلك وهذا لا يقوله ولا يجحد نسب الحسين إلا متعمد للكذب والافتراء، ومن أعمى الله بصيرته باتباع هواه حتى يخفى عليه مثل هذا فإن عين الهوى عمياء .
والرافضة أعظم جحداً للحق... ولهم في المكابرات وجحد المعلومات بالضرورة أعظم مما لأولئك النواصب الذين قتلوا الحسين..).
والشاهد: أنه فرق بين الشيعة وبين النواصب، ونسب الى النواصب قتل الإمام الحسين لا الى الشيعة.
ومما يؤكد أن الذين قاتلوه وقتلوه هم النواصب: ما كان يصدر منهم من عبارات السب والإهانة للإمام الحسين مما نأنف عن ذكره ، وما صدر منهم بعد ذلك من الطعن والضرب والقتل وحز الرأس والسلب والنهب مما هو مذكور بتفاصيله البشعة في التواريخ العامية ، فهل يعقل صدور شيء من هذا من متشيع تجاه من شايعه؟!
أوليس التشيع هو من المشايعة بمعنى المحبة والنصرة والاختصاص والاتباع ونحو ذلك؟!
وهل يعقل أن ابن زياد سيخرج شيعة الإمام الحسين في جيش لقتال من يشايعونه ويناصرونه، لولا أنه قد ضمن ولاءهم له، وخبر صدقهم معه؟!
حقاً والله إن هذا لمن أعجب العجب!ومن مهازل الفكر الاموي الناصبي
وإني وأنا أسطر هذا الكلام لأستغرب من زمن نحن فيه، نحتاج فيه لتبيين البينات وتوضيح الواضحات، ولكن هكذا يصنع النصب و الفكر المتحجر.
= سادسا : يتعلق البعض الناصبي بأن بعض من قاتل الإمام الحسين عليه السلام كان ممن قاتل في جيش الإمام علي امير المؤمنين الحق ، ولا يصلح الاستدلال بهذا إلا إن ثبت أن كل جيش الإمام علي كانوا شيعة، والواقع خلاف ذلك قطعا ، وفي ذلك قال ابن تيمية شيخ النواصب في منهاج السنة النبوية (4: 132): (واتهم طائفة من الشيعة الأولى بتفضيل علي على عثمان، ولم يتهم أحد من الشيعة الأولى بتفضيل علي على أبي بكر وعمر، بل كانت عامة الشيعة الأولى الذين يحبون علياً يفضلون عليه أبا بكر وعمر، لكن كان فيهم طائفة ترجحه على عثمان، وكان الناس في الفتنة صاروا شيعتين شيعة عثمانية وشيعة علوية، وليس كل من قاتل مع علي كان يفضله على عثمان بل كان كثير منهم يفضل عثمان عليه كما هو قول سائر أهل السنة).
وفي موطن اخر: وبعد أن اتهم الشيعة بخذلان الإمام الحسين رضي الله عنه بل وقتاله، قال كما في منهاج السنة (2: 91): (هذا ولم يكونوا بعد صاروا رافضة، إنما سموا شيعة علي لما افترق الناس فرقتين: فرقة شايعت أولياء عثمان، وفرقة شايعت علياً رضي الله عنهما).
فعلى كلام ابن تيمية هذا فشيعة الامام علي بن أبي طالب التي قاتلت معه ليسوا رافضة كشيعة اليوم في العقيدة، بل الشيعة الأول هم من أهل السنة؛ لأنهم فقط يقولون: إن علياً أفضل من عثمان، ولكن أبا بكر وعمر أفضل من علي بن أبي طالب في نظر أولئك المسمين بالشيعة، وحتما هم غير الشيعة بمصطلحنا اليوم.
وعليه فرافضة اليوم لم يكونوا في جيشه في الكوفة، بل كان كل جيشه ممن يفضلون أبا بكر وعمر عليه كما قال: (ولم يتهم أحد من الشيعة الأولى بتفضيل علي على أبي بكر وعمر)!! وهؤلاء كانوا من أهل السنة بلا ريب، ولكن فيهم تشيع لأهل البيت عليهم السلام بمعنى النصرة في القتال، ولو لم يكن معه حقيقة الطاعة والامتثال.
= سابعا : أن بعض الشيعة ولو بالمفهوم العام وليس بمفهوم الشيعة الخاص اليوم، كان قد كاتب الإمام الحسين ثم عجز عن نصرته لإرهاب ابن زياد وما كان قد عمله من قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وغيرهم بصورة بشعة، وما كان منه من تتبع للشيعة وقتلهم قبل ذلك ومعه وبعده.
ولكن لابد من التنبيه هنا إلى أمرين مهمين يغفل عنهما أو يتغافل كثيرون:
الأمر الأول: أن أولئك الشيعة الذين عجزوا عن نصرة الإمام الحسين ، لما قتل الإمام الحسين ، ندموا أشد الندم وتابوا وقاموا بقتال قتلة الإمام الحسين ، وأبلوا بلاءً حسناً، وقتل أكثرهم، وقيل كلهم كما سيأتي.
الأمر الثاني: أن من أولئك الشيعة هو من كان من صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كسليمان بن صرد، ومنهم تابعون.
وفي تقرير الأمرين السابقين مع وضوحهما لمطالع التاريخ أنقل ما يلي:
قال الذهبي في ترجمته لسليمان بن صرد في كتابه سير أعلام النبلاء (3: 395) رقم (61): (الأمير، أبو مطرف الخزاعي، الكوفي، الصحابي...
قال ابن عبد البر: كان ممن كاتب الحسين ليبايعه، فلما عجز عن نصره ندم، وحارب.
قلت: كان ديناً، عابداً، خرج في جيش تابوا إلى الله من خذلانهم ([32]) الحسين الشهيد، وساروا للطلب بدمه، وسموا جيش التوابين...
حض سليمان على الجهاد؛ وسار في ألوف لحرب عبيد الله بن زياد، وقال: إن قتلت، فأميركم المسيب بن نجبة.
والتقى الجمعان، وكان عبيد الله في جيش عظيم، فالتحم القتال ثلاثة أيام، وقتل خلق من الفريقين، واستحر القتل بالتوابين شيعة الحسين )
وقال ابن حجر العسقلاني في الإصابة في تمييز الصحابة (3: 172) رقم (3459): (سليمان بن صرد ...وقد روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن علي و... وكان خيراً فاضلاً ... ثم كان ممن كاتب الحسين ثم تخلف عنه، ثم قدم هو والمسيب بن نجبة في آخرين فخرجوا في الطلب بدمه وهم أربعة آلاف فالتقاهم عبيد الله بن زياد بعين الوردة بعسكر مروان فقتل سليمان ومن معه).
=وخلاصة ما تقدم أمور، منها:
- أن ممن كاتب الإمام الحسين رضي الله عنه صحابة وتابعون.
- أنهم عجزوا عن نصرته؛ لإرهاب ابن زياد ومحاصرتهم ونحو ذلك مما أشرنا إليه قبل.
- أنهم بعد قتله ندموا أشد الندم، وتابوا.
- أنهم ترجموا توبتهم بتشكيل جيش سمي بالتوابين، واشتهر ذكره في كتب التراجم والسير
- أنه شارك فيه معظم من عجز وحيل بينه وبين نصرة الإمام الحسين كما ذكر ابن سعد وابن الأثير وغيرهما.
- أن وجهتهم كانت لمن قاتل الإمام الحسين ، وهو جيش ابن زياد أو الشام على قولين وكلاهما-أعني جيش ابن زياد في الكوفة أو جيش الشام- متورط في قتال الإمام الحسين إما بالمباشرة أو الرضا.
- أنهم أبلوا بلاءً حسناً وقاتلوا قتالاً ضارياً، حتى قتل عامتهم وفي مقدمتهم أمراؤهم الأربعة، ومنهم الصحابي سليمان بن صرد.
- أن الذي قتلهم هم أهل الشام.
=وأحب أن أنبه هنا على أمرين:
الأول: أن جيش التوابين لم يكونوا كلهم من الكوفة، بل توافد إليهم واجتمع معهم من تأثر من مقتل الإمام الحسين ، أو اعتبر نفسه مسؤولاً عن الأخذ بثاره، ونحو ذلك، لاسيما وهو يرى قتلته يسرحون ويمرحون، وليس هذا مقام تقرير ذلك وبسطه.
الثاني: أن الصحابي الجليل سليمان بن صرد وكثيراً ممن كان معه، كانوا في الحقيقة عاجزين كما بينا، ومع ذلك فقد لاموا أنفسهم، وشهدوا تقصيرها، وهذا من جنس ما هو متعارف عليه بين الناس، فإذا طلب منك شخص عزيز عليك خدمة ما، فعجزت عنها فإنك مع ذلك لا تمتنع من الاعتذار إليه، والتأسف منه، وطلب المسامحة.
على أن اغلب الظن أن بعض من بقي في الكوفة مع ما سبق من عجزهم، ربما لم يكونوا يتوقعون أن الجرأة ستصل بابن زياد وجيشه لقتل ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسيد شباب الجنة.
ثم هب أنهم قصروا وتخاذلوا عن نصرته بدون عجز ولا موانع، فقد تابوا وأنابوا وسطروا توبتهم بالدم، فهل هذا أشد ممن جيش الجيوش ضد الإمام الحسين وقاتله وقتله حتى يتهمون ويبرء هؤلاء؟!.
ولنا بعد هذا أن نتساءل: هل من الاسلام الصحيح تبرئة الامرين و المشاركين في قتل الإمام الحسين ، والراضين به غير التائبين منه، بل المستمرين في سبه وسب أهل بيته على المنابر، ومحاربته ومحاربة كل ما يمت إليه بصلة؟!
وفي المقابل اتهام غير المشاركين في قتله ولا الراضين به بل التاركين لنصرته عجزاً أو خوفاً او تهاونا ، ثم التائبين من ذلك، والمسطرين توبتهم بسفك دمائهم في قتال من قاتله؟!
= ثامنا : قد كان في الكوفة صحابة آخرون منهم-كما سبق- الذي كاتب الإمام الحسين عليه السلام ثم عجز عن نصرته، وتاب بعد ذلك كسليمان بن صرد الخزاعي .
ومنهم من كان في الكوفة ولم يحرك ساكناً فلماذا لا يقال: إن الصحابة خذلوا الإمام الحسين ؟!
ومنهم من كاتب الإمام الحسين ثم شارك ضده: قوم ممن أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلماذا لايقال: إن الذي قتل الإمام الحسين هم الصحابة؟!
فهؤلاء ثلاثة أصناف ممن صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو أدركه:
فأما الصنف الأول: وهم من عجز عن نصرته، ثم تاب بعد ذلك: فقد ذكرنا مثاله بسليمان بن صرد.
وأما الصنف الثاني: وهو من كان من الصحابة في الكوفة ولم يحرك ساكناً لنصرة الإمام الحسين في المعركة و لا بعد المعركة ، فله أمثلة كثيرة، منها:
الصحابي عمرو بن حريث بن عمرو اموي الهوى :
وقد ترجم له ابن حجر العسقلاني في الإصابة في تمييز الصحابة (4: 619) ترجمة رقم (5812) ومما قال: (له ولأبيه صحبة...وكان قد ولي إمرتها نيابة لزياد ولابنه عبيد الله بن زياد) يعني الكوفة.
وترجم له ابن الأثير في أسد الغابة وقال: (وولي لبني أمية بالكوفة، وكانوا يميلون إليه ويثقون به، وكان هواه معهم).
وقد كان في الكوفة آن ذاك جملة من الصحابة ، ومنهم: أنس وزيد بن أرقم وغيرهم، فلماذا لايقال: إنهم خذلوا الحسين ، ولم ينصروه بل تركوه ليقتل؟!بل لم يرد عنهم اي استنكار او اعتراض لاقبل المعركة و لافي اثنائها ولابعدها !!!!
وأما الصنف الثالث: وهم جماعة المنافقين المتلونين ممن أدركوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكانوا ممن كاتبوا الإمام الحسين ، ثم تزعموا القتال ضده :
فهذا نص فيه بعض أولئك كأمثلة من دون استقراء:
ففي تاريخ الطبري (3: 278): (وكتب شبث بن ربعي، وحجار بن أبجر، ويزيد بن الحارث بن يزيد بن رويم، وعزرة بن قيس، وعمرو بن الحجاج الزبيدي، ومحمد بن عمير التميمي: أما بعد فقد اخضر الجناب، وأينعت الثمار، وطمت الجمام، فإذا شئت فاقدم على جند لك مجند، والسلام عليك).
وفي تاريخ الطبري (3: 319) في ذكر ما خاطب به الإمام الحسين من قاتله: (فنادى يا شبث بن ربعي، ويا حجار بن أبجر، ويا قيس بن الأشعث، ويا يزيد بن الحارث ألم تكتبوا إليَّ أن قد أينعت الثمار، واخضر الجناب، وطمت الجمام، وإنما تقدم على جند لك مجند فأقبل؟! قالوا له: لم نفعل، فقال: سبحان الله بلى والله لقد فعلتم).
وهو في البداية والنهاية (8: 179).
فأما شبث بن ربعي: فذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني في الإصابة في تمييز الصحابة (3: 376) ترجمة رقم (3959) فقال: (شبث بفتح أوله والموحدة ثم مثلثة بن ربعي التميمي اليربوعي أبو عبد القدوس له إدراك، ورواية عن حذيفة وعلي...وقال ابن الكلبي: كان من أصحاب علي، ثم صار مع الخوارج، ثم تاب، ثم كان فيمن قاتل الحسين).
وأما حجار بن أبجر: فذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني في الإصابة في تمييز الصحابة (2: 167) ترجمة رقم (1957) بقوله: (حجار بن أبجر بن جابر العجلي له إدراك).
وأما عمرو بن الحجاج: فذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة (4: 619) ترجمة رقم (5811) بقوله: (عمرو بن حجاج الزبيدي ذكره الطبراني أن له صحبة، واستدركه بن فتحون والله أعلم).
= تاسعا : إنك لا تجد أحداً من الشيعة في القديم والحديث يثني على أحد ممن شرك في قتل الإمام الحسين أو أعان أو أمر أو رضي.
فهل سمع أحد منكم أيها المسلمون المنصفون أن أحداً من الشيعة قد وثق أو أثنى على يزيد أو ابن زياد أو عمر بن سعد او شبث بن ربعي أو شمر بن ذي الجوشن، أوسنان أو خولي ونحوهم ممن له تورط في دم الإمام الحسين ؟!
بل الأمر كما قال الذهبي عن عبيد الله بن زياد في آخر ترجمته له من كتابه سير أعلام النبلاء (3: 549): (قلت: الشيعي لا يطيب عيشه حتى يلعن هذا ودونه، ونحن نبغضهم في الله، ونبرأ منهم ولا نلعنهم، وأمرهم إلى الله).
ثم هذا المختار - وقبله التوابون سليمان بن صرد ومن معه- خرج مع من كان معه للأخذ بثأر الإمام الحسين ممن قتله، أفتراهم خرجوا على أنفسهم؟!
= عاشرا: إن مجرد الوقوف أمام أهل البيت عليهم السلام يخرج المرء من كونه من شيعتهم، ولو فرضنا أنه كان من الشيعة أحد حارب الإمام الحسين فقد نكص على عقبيه، فلا يقال له: إنه من شيعة الإمام الحسين ، إلا إذا جاز أن يقال: إن المرتدين الذين قاتلهم المسلمون في حروب الردة هم من المسلمين، باعتبار أنهم كانوا كذلك يوماً من الدهر!؟
= فالحق الحقيق وخلاصة التحقيق : ان من خذل الامام الحسين سيد شباب الجنة والامام الحق ولم يلتزم وصية الرسول الاعظم هم المسلمون من الصحابة و التابعين اتباع خلافة السقيفة وان من تولى قتال وقتل الامام الحسين و ال بيته وسلبهم وسبيهم وايذاءهم هم النواصب (اي الكفار واقعا المنتحلون للاسلام المبغضون المعادون لال محمد الطاهرين ) وهم شيعة بني سفيان كما نص الامام الحسين على ذلك في مصادرنا يوم العاشر من محرم حيث يقول : ( يا شيعة آل أبي سفيان ان لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون يوم المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم هذه وارجعوا إلى احسابكم ان كنتم عربا كما تزعمون )كتاب-اللهوف على قتلى الطفوف للسيد ابن طاووس .. وعلى راسهم طاغية النواصب يزيد اللعين كما ينص على ذلك اكابر علماء السنة منهم الحافظ الذهبي - سير أعلام النبلاء - وممن أدرك زمان النبوة - يزيد بن معاوية - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 37 )
((- قلت : ....... ، وكان ناصبياًً ، فظاً ، غليظاً ، جلفاً ، يتناول المسكر ، ويفعل المنكر إفتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين ، وإختتمها بواقعة الحرة ، فمقته الناس ، ولم يبارك في عمره.)).
-اللهم العن اول ظالم ظلم حق محمد وال محمد واخر تابع له على ذلك . اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين وشايعت وبايعت وتابعت على قتله اللهم العنهم جميعا مئة مرة .