المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأقوال في كيفية علم الأئمة (ع) بالغيب


أبو حسين العاملي
27-11-2015, 10:49 PM
👥الأٌقوال في كيفية علمهم عليهم السلام 👥
🔰الحلقة الأولى🔰

▪ملخص الأقوال أربعة :
👈🏻القول الأول : إن علمهم عليهم السلام إرادي إشائي ، بمعنى كونه معلقا على الإرادة ، وموقوفا على الإشاءة ، فمتى أرادوا وشاؤوا أن يعلموا شيئا : حصل العلم الفعلي لهم عليهم السلام ، كبصر البصير ، فلم يكن العلم منهم عليهم السلام سابقا على الإشاءة ، حاضرا قبل الإرادة ! .

قال الميرزا موسى التبريزي رحمه الله في حاشيته على "فرائد الأصول" : ( قد سمعنا من بعض سادة مشايخنا أن ظاهر الفقهاء : كون علم الإمام عليه السلام إراديا )
📓 المصدر : الأوثق : ج3 / ص221 ، ط : قم المقدسة .

⌛وأما الشواهد على هذا القول فسيوافيك بيانها في الحلقة القادمة ، فترقب ..

📚 مصدر البحث : علم النبي ص والأئمة ع بالغيب ، لسماحة الأستاذ السيد طعان خليل العاملي دام تأييده : ص265

أبو حسين العاملي
27-11-2015, 10:56 PM
الأقوال في كيفية علمهم عليهم السلام
الحلقة الثانية
نستعرض في هذه الحلقة الشواهد على كون علمهم إشائياً ، لا حضوريّاً ، بل إذا شاؤوا أعلمهم بواسطة خارجة عن ذواتهم المقدسة ، وهو موافق لقول المشهور .
الأخبار الدالة على ذلك :
منها : الأحاديث الواردة في هذا الباب الناطقة بذلك والمعربة عنه ، فعلمهم عليهم السلام يكون حاضرا إذا شاؤوا ، وحاصلا إذا أرادوا ، ولا يكون حضوره دوما ...

ومنها : ما في البحار عن الصادق (ع) ( إن الله جعل بينه وبين الرسول رسولا ولم يجعل بينه وبين الامام رسولا ... قال: جعل بينه وبين الامام عمودا من نور ينظر الله به إلى الامام(1) ، وينظر الامام به إليه ، فإذا أراد علم شئ نظر في ذلك النور فعرفه ) ج26 / ص134و135 .

ومنها : ما فيها أيضا عن أبوعبدالله عليه‌السلام : ( إنا أنزلناه نور كهيئة العين على رأس النبي والاوصيآء لا يريد أحد منا علم أمر من أمر الارض أو من أمرالسمآء إلى الحجب التي بين الله وبين العرش إلا رفع طرفه إلى ذلك النور فرأى تفسير الذي أراد فيه مكتوبا) المصدر السابق ح11 .

ومنها : ما ورد من قولهم عليهم السلام : (لا أدري) في موارد متعددة ، فلأنهم عليهم السلام لم يريدوا ! ..

âک‘ وجملة القول : أنه لو لم يشأ الإمام عليه السلام أن يعلم - لمصلحة عامة أو خاصة - فإنه لا يعلم ، كما في تناوله الطعام المسموم والبيض المقامر عليه .

أما بالنسبة لتناول الإمام (ع) للبيض المقامر عليه ، فإنه سيوافيك تأويله ، فترقب ..
____الهامش_____
(1) نظر الله تعالى إليه : كناية عن إفاضاته عليه ، ونظره (ع) إليه تعالى : كناية عن غاية عرفانه (البحار)

مستقى البحث - بتصرف - : علم النبي ص والأئمة ع بالغيب ، لسماحة الأستاذ السيد طعان خليل العاملي دام تأييده : ص266و267و268
نسألكم الدعاء

أبو حسين العاملي
27-11-2015, 11:08 PM
👥الأقوال في كيفية علمهم عليهم السلام 👥
🔰الحلقة الثالثة🔰
♻ تأويل حادثتي تناول الإمام عليه السلام للبيض ، واللمعة .
👈الحادثة الأولى :
روى الكليني (رح) بإسناده عن عبد الحميد بن سعيد - وهو مجهول - قال : ( قال : بعث أبو الحسن (ع) غلاما يشتري له بيضاً ، فأخذ الغلام بيضة ، أو بيضتين ، فقامر بها ، فلما أتى به : أكله ، فقال : له مولى له : إن فيه من القمار ! قال : فدعا بطشت فتقيأ فقاءه ) الوسائل باب35 من أبواب ما يكتسب به ح2 .
👈الحادثة الثانية :
جاء في صحيحة عبد الله بن سنان عن الصادق (ع) قال : (اغتسل أبي من الجنابة ، فقيل له : قد أبقيت لمعة في ظهرك لم يصبيها الماء ، فقال له : ما كان عليك لو سكت ؟! ثم مسح تلك اللمعة بيده ) الوسائل ب41 من أبواب الجنابة ح1 .
🔺أما بالنسبة للرواية الأولى :
التعليق عليها :
🔹قال الشيخ الأعظم (رح) : (فعله للحذر من أن يصير الحرام جزءا من بدنه ... ) .
ثم أورد على الرواية بأن (ما كان تأثيره كذلك كيف أكل المعصوم له جهلا ؟ بناء على عدم إقدامه على المحرمات الواقعية غير المتبدلة بالعلم ، لا جهلا ، ولا غفلة ، لأن ما دل على عدم جواز الغفلة عليه في ترك الواجب ، وفعل الحرام : دل على عدم جواز الجهل عليه في ذلك ) المكاسب : ج4/ ص118 .
🔹وقال السيد أبو القاسم الخوئي رحمه الله : (ويمكن أن يقال : إن الاعتراض على الرواية مبني على كون علم الأئمة (ع) بالموضوعات حاضرا عندهم من غير توقف على الإرادة ، وقد دلت عليه جملة من الروايات ... على أن الرواية ضعيفة السند ) المصباح : ج1/ ص379 .

☑ الخلاصة : أن الالتزام بظاهر الرواية مشكل ، على أن الرواية ضعيفة .

⌛وأما تأويل الرواية الثانية فسوف يوافيك بيانها في الحلقة الآتية ، فترقب .

📚 مستقى البحث - بتصرف - : علم النبي ص والأئمة ع بالغيب ، لسماحة الأستاذ السيد طعان خليل العاملي دام تأييده : ص268 إلى270
نسألكم الدعاء

أبو حسين العاملي
27-11-2015, 11:11 PM
👥الأقوال في كيفية علمهم عليهم السلام👥
🔰الحلقة الرابعة 🔰
♻ تأويل حادثتي تناول الإمام عليه السلام للبيض ، واللمعة .
🔺أما بالنسبة للرواية الثانية - بقاء بقعة لم يصلها الماء في ظهر الإمام (ع) أثناء اغتساله في الحمام العام - :
التعليق عليها :
🔹قال الشيخ الحر العاملي رحمه الله في هامش الرواية : (بقاء لمعة في ظهره : ... يحتمل غلط القائل ، واشتباه الأمر عليه ، وغير ذلك ) .

🔹وقال العلامة المجلسي رحمه الله : (ولعل ذلك القائل كان مخطئاً في ظنه عدم إصابة الماء تلك اللمعة .
ويكون قول الإمام (ع) : [ما كان عليك لو سكت] ثم مسحه تلك اللمعة : إنما صدر للتعليم ) المرأة ج13/ 138 .

🔹وقال صاحب الجواهر رحمه الله : (ولا ينافي العصمة ، إذ ليس فيه أنه نسيه ، أو أن القائل أصاب ) الجواهر ج3/ ص92 .

☑ والخلاصة : أن الإخبار ببقاء بقعة خالية من الماء كان من السائل ، ولذا نحمل إخباره على الخطأ في النظر ، ونحمل غسلها على التعليم لو صادف المكلف ذلك وكان فعلا لم يوجد ماء في البقعة .

📚 مستقى البحث - بتصرف - : علم النبي ص والأئمة ع بالغيب ، لسماحة الأستاذ السيد طعان خليل العاملي دام تأييده : ص270 إلى271

نسألكم الدعاء

أبو حسين العاملي
29-11-2015, 12:56 AM
👥الأقوال في كيفية علمهم عليهم السلام👥

🔰الحلقة الخامسة🔰

🔷 بعد الانتهاء من استعراض القول الأول الذي تبناه المشهور - علمهم إشائي - نأتي لبيان القول الثاني ومستنده .
👈 القول الثاني : التفصيل بين مرتبتهم النورانية ، ومرتبتهم الجسمانية .
فإن لهم عليهم السلام بحسب الأولى : علما بالفعل بكل شيء .
وبحسب الثانية : فهم عليهم السلام إذا شاؤوا علموا بالاتصال بمقام النورانية بإذن الله ، وإذا لم يشاؤوا لم يعلموا ، واختاره جماعة .
منهم : العلامة الطباطبائي رحمه الله في رسالته في علم النبي ص والإمام عليه السلام بالغيب ، حيث قال :
(... ويتحصل به أن لهم بحسب مقام نورانيتهم علما بالفعل بكل شيء ،وأما بحسب الوجود العنصري الدنيوي : فهم إذا شاؤوا علموا بالاتصال بمقام النورانية بإذن الله ، وإذا لم يشاؤوا لم يعلموا )

🔹الشاهد عليه - كما بين صاحب الميزان رحمه الله - : أنه قد ورد في آيات كثيرة أن بإمكان النبي (ص) تلقي الغيب بواسطة الفياض المطلق الله تعالى ، وأيضا قد تكاثرت الأخبار (عن النبي (ص) وأئمة أهل البيت (ع) أن نور النبي (ص) أول ما خلقه الله ، وأن نورهم ونور النبي (ص) واحد ، وأن الله أتاه علم ما كان وما يكون ، وما هو كائن ، وحيا ، وأنهم (ع) أخذوه عنه (ص) بالوراثة ، وقد ورد في بعضها - وسياقه سياق التفسير لسائرها - أنهم (ع) إذا شاؤوا علموا ، وإذا لم يشاؤوا لم يعلموا ) .
والجمع بين علمهم بكل شيء ، وبين توقف علمهم على الإشاءة ، هو وجود عالمين لهم ، واحد قابل للكل ، والثاني غير قابل ، ولكن للثاني قابلية الاتصال بالأول إذا أراد الأئمة (ع) ذلك .

وأما أن هذا يستلزم كون علمهم يجانس علم الله تعالى بالإحاطة بالأشياء فسيوافيك حله وبيانه ، فترقب ..


📚 مستقى البحث - بتصرف - : علم النبي ص والأئمة ع بالغيب ، لسماحة الأستاذ السيد طعان خليل العاملي دام تأييده : ص271 إلى 276
🙏🏻 نسألكم الدعاء

أبو حسين العاملي
29-11-2015, 11:53 PM
🔷الأقوال في كيفية علم المعصوم (ع) بالغيب 🔷
🔰الحلقة الخامسة🔰

🔹بيان اختلاف علمهم بكل شيء أخرجه الله تعالى من عنده ، عن علم الله تعالى بكل شي .
بيان ذلك :
🔺مميزات علم الله تعالى
إن علم الله عزوجل : قديم أزلي سرمدي ، وهو ذاته عزوجل ، متحد معها لا زائدا عليها ، ولا مغايرا لها ، وحكمه حكم الذات ، سابق على المعلومات ، وعلة لها .
وقد تقرر أن الممكن - وهو ما سوى الله تعالى - : ما لا تقتضي ذاته للوجود ، ولا للعدم - فنسبة كل منهما إليه متساوية - ، بل يحتاج في كل منهما إلى غيره .
ومن هذا ينقدح : أن الله المختار عالم بالأشياء الممكنة وإن لم تقع في الخارج ...
ثم إنه لا سبيل للزمان والمكان في العروض على ساحة الله تعالى إطلاقا ، والوجود الإلهي المقدس محيط بجميع الأزمنة والأمكنة ، فالماضي والحاضر والمستقبل ، والقريب والمتوسط والبعيد ، بالنسية إليه سواء .

🔺مميزات علم المعصومين (ع)
هو علم حادث فقير إلى الله تعالى ، متصف بجميع لوازم الإمكان ، محتاج في وجود وبقائه إلى الواجب ، فالنسبة بين الواجب والممكن هي التباين .
وأيضا علمهم (ع) مسبوق بالمعلومات ، وهذا العلم يغاير ذاتهم (ع) ، إذ إنهم لم يوجدوا هذا المعلومات من عند ذاتهم (ع) ، بل هي موهوبة وممنوحة من الله تعالى .

🔹خاتمة المطاف :
إن علمهم لما كان متصلا بعلم الله تعالى دائماً - لكونهم (ع) في محل قربه دائما-وكان علم الله تعالى غير متناه ، فالنتيجة أن علمهم (ع) من هذه الجهة غير متناه .
مثاله : ساقية النهر التي تكون على أطرافه ، فإن بقاءها من بقاء النهر ، فطالما أنها متصلة بالأصل - النهر - فهي محافظة على وجود الماء فيها ، فتأمل يرحمك الله .

♻ الخلاصة : إن علم الأئمة بفيض من الله تعالى ، بينما علم الله ذاتي غير محتاج فيه إلى غيره ، فهو الفياض المطلق .

وأما القول الثالث فسيوافيك بيانه - إن شاء الله تعالى - في الحلقة السادسة ، فترقب ..

📚 مستقى البحث - بتصرف - : علم النبي ص والأئمة ع بالغيب ، لسماحة الأستاذ السيد طعان خليل العاملي دام تأييده : ص275 إلى 277
نسألكم الدعاء

منتظر العسكري
30-11-2015, 07:46 PM
بارك الله فيك وجزاك المولى تعالى خيرا
اشكرك جدا على هذه الفائدة الطيسبة النافعة
وفقتم لكل خير

أبو حسين العاملي
01-12-2015, 08:06 PM
شكرا على مروركم العطر وأسال الله المنان أن يمن عليكم بالخير والبركة والتسديد ، إنه سميع الدعاء مجيب قريب .

أبو حسين العاملي
01-12-2015, 08:14 PM
🔷الأقوال في كيفية علم المعصوم (ع) بالغيب 🔷

🔰الحلقة السابعة 🔰

🔹بعد الانتهاء من بيان القول الثاني ، والشواهد عليه ، نأتي إلى القول الثالث .
👈 القول الثالث : إنّ علمهم - عليهم السلام - حضوري ، وحضوره عندهم - عليهم السلام - بمعنى انكشاف المعلومات لديهم فعلاً ، أي حالاً ، كمن ينظر إلى كفه .
وهو خيرة جمع من المحققين .
◀بيانه :
إن علم ما كان ، وما يكون ، وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وفي كل فن وحكم وأمر ، هو حاضر لديهم .
وبعبارة أخرى : إن الذي يعلمونه :
هو كل ما له دخل في عرصة عالم الكون ، ولبس حلة الوجود ، فهو مما شاء الله عزوجل ، وأجراه بهم - عليهم السلام - ، وأظهره بواسطتهم ، وعلى يدهم .
أو ما حتم الله عزوجل بدخوله من عالم الإمكان إلى عالم الكون ، واثبته عزوجل في لوح الإثبات ، وأخبرهم به ، وبدخوله إلى عالم الكون حتما .
قال تعالى في محتوم الخير : {فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ} الأنبياء 94
وفي محتوم الشر : {وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} السجدة 13
وهذا المحتوم لو شاء الله عزوجل غيره ومحاه ، ولكنه وعد ألا يغيره ، وهو لا يخلف الميعاد : {إِنَّ الله لاَ يُخْلِفُ الميعاد} الرعد 31 .

🔚 وأما ما لم يحتم خروجه من عالم الإمكان فسيوافيك بيانه ، فترقب .


📚 مستقى البحث - بتصرف - : علم النبي (ص) والأئمة (ع) بالغيب ، لسماحة الأستاذ السيد طعان خليل العاملي دام تأييده : ص277و278
نسألكم الدعاء

أبو حسين العاملي
07-12-2015, 12:49 AM
🔷الأقوال في كيفية علم المعصوم (ع) بالغيب 🔷
🔰الحلقة الثامنة🔰

🔹 تكملة القول الثالث
قد كان الكلام فيما سبق عن علمهم (ع) بما حتم ، وأما الآن فسنعرض لكيفية علمهم (ع) بما لم يحتم .
👈 إنّ ما لم يحتم خروجه من عالم الإمكان إلى الكون - بأن كان مشروطاً بشرط ، أو موقوفا على شيء ، قابلا للتبديل والتغيير والمحو - : فإنهم يعلمونه بالعلم الإمكاني ، لا الكوني ، ويحيطون به إحاطة إمكان ، لا إحاطة عيان .
والسبب في ذلك : أن العلم عين المعلوم ، والمطابقة بينهما شرط ، فلا يكون العلم كونيا والمعلوم إمكانيا ، وبالعكس .
وهذه الكيفية في العلم تشمل ما ظهر وكان ، ولكن هل شاء الله تعالى استمراره ، أم أذن في انقطاعه ؟
ثم إنّ القابل للزيادة والنقصان مختص بالنوع الأول ، أي الكوني ، بينما الثاني حاضر عندهم كله .
وعلى هذا المقام تحمل قوله تعالى : {وقل رب زدني علما} طه 114 ، وقوله ع : (لولا أنا نزداد لأنفدنا) ، وأيضا الأخبار الواردة بأن الإمام إذا أراد أن يعلم شيئا أعلمه الله ذلك .
فلهم عليهم السلام ترقيات في المعارف الربانية ودرجات الكمال ، ولا يزالون سائرين على معارج القرب والوصال ،وغائصين في بحار أنوار معرفة ذي الجلال ، إذ لا غاية لمدارج عرفانه وحبه وقربه تعالى ؛ وبين درجة الربوبية ، ودرجات العبودية ، منازل لا تحصى .

🔚 ويأتيك مزيد بيان في تفسير هذا القول في الحلقة القادمة ، فترقب .

📚 مستقى البحث - بتصرف - : علم النبي ص والأئمة ع بالغيب ، لسماحة الأستاذ السيد طعان خليل العاملي دام تأييده : ص278و279و280
نسألكم الدعاء

أبو حسين العاملي
10-12-2015, 01:25 AM
👥الأقوال في كيفية علم المعصوم (ع) بالغيب 👥
󾁄الحلقة التاسعة󾁄

⏳ ما زلنا في تفسير القول الثالث .
󾮛🏻 إن المراد من العلم - محل النزاع - : هو العلم بالموضوعات الخارجية الجزئية الصرفة ، كولادة زيد ، وموت عمرو ، وتسلط خالد ، وقتل بكر ، وما يأكل الناس ، وما يدخرون ، ومعرفة اللغات ، والصناعات ، وغيرها .
وأما العلم بموضوعات الأحكام الكلية فلا ينبغي الشك بأنهم يعلمون بها .
والسبب : أن جهل الإمام بها ينقص في رتبته ، ويحط من منزلته ، فبيانها للناس من خصائصه ووظيفته .
وكذلك العلم بالأحكام الشرعية ، فإنه لا بد من علمه (ع) بها حضوريا ، إذ لا يجوز أن يُسأل عن حكم وهو غائب عنده ، وإلا لما كان حجة على العباد طرا ، ولبطلت إمامته ، وما عاد حجة على الجميع في الجميع .
البرهان على هذا القول - العلم الحضوري - من الكتاب والأحاديث الشريفة :
󾭶الأول - الكتاب - :
أ) قال تعالى : { بَلْ هُوَ آيَات بَيِّنَات فِي صُدُور الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْم } ، وقد صح أنهم هم المقصودون بهذه الآية ، ولو لم يكن علمهم حاضرا لما صدق عليهم أنهم أوتوا العلم ! .
وكيف يكون ثابتا في صدورهم ، وهم لا يعرفونه ؟!
وهل يكون غير الموجود ثابتا ؟!
ب) قال تعالى : {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ} ، فبهذا نفهم أنه (ص) عالم بكل شيء ، ولا يكون ذلك إلا بالحضوري ، وما انتهى إليه (ص) فقد انتهى إليهم (ص) .
󾀚 وأما الدليل من الأحاديث الشريفة فسيوافيك بيانه ، فارتقب .

󾔃مستقى البحث - بتصرف - : علم النبي ص والأئمة ع بالغيب ، لسماحة العلامة الحجة الأستاذ السيد طعان خليل العاملي دام تأييده : ص281إلى 285
󾕅 توثيق المؤلِف والمؤلَف : قال السيد جعفر مرتضى العاملي في صدر هذا الكتاب : (... وقد حاول الأخ الكامل ، والماجد الفاضل ، العلامة ، السيد طعان خليل الموسوي العاملي - حفظه الله - أن يخوض غمار هذا البحث ، فتتبع أقوال العلماء في هذا الموضوع ، وعرض أدلتها ، ومناقشاتها بكل أمانة وحياد ... حيث وفر المادة لطالبها ، ووضعها بين يدي راغبها )
نسألكم الدعاء

أبو حسين العاملي
11-12-2015, 09:03 PM
󾭴 الأقوال في كيفية علم الأئمة ( ع) بالغيب 󾭴
󾁄 الحلقة العاشرة󾁄

󾭶الدليل الروائي على حضورية العلم عند أهل بيت العصمة (ع) :
󾮛🏻 في ذلك طوائف من الروايات :
󾭵الطائفة الأولى : الأئمة (ع) خزنة العلم والحجة البالغة
1ـ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ (قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عَلَيْهِ السَّلام) يَقُولُ نَحْنُ وُلاةُ أَمْرِ الله وَخَزَنَةُ عِلْمِ الله وَعَيْبَةُ وَحْيِ الله) .

2ـ عَنْ سَوْرَةَ بْنِ كُلَيْبٍ (قَالَ قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلام) وَالله إِنَّا لَخُزَّانُ الله فِي سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ لا عَلَى ذَهَبٍ وَلا عَلَى فِضَّةٍ إِلا عَلَى عِلْمِهِ) .

3ـ عَنْ سَدِيرٍ عَنْ ابي جعفر (عَلَيْهِ السَّلام) (قَالَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا أَنْتُمْ قَالَ نَحْنُ خُزَّانُ عِلْمِ الله وَنَحْنُ تَرَاجِمَةُ وَحْيِ الله وَنَحْنُ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ عَلَى مَنْ دُونَ السَّمَاءِ وَمَنْ فَوْقَ الارْضِ) .

4ـ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ (قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلام) يَقُولُ قَالَ رَسُولُ الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) قَالَ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى اسْتِكْمَالُ حُجَّتِي عَلَى الاشْقِيَاءِ مِنْ أُمَّتِكَ مِنْ تَرْكِ وَلايَةِ عَلِيٍّ وَالاوْصِيَاءِ مِنْ بَعْدِكَ فَإِنَّ فِيهِمْ سُنَّتَكَ وَسُنَّةَ الانْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِكَ وَهُمْ خُزَّانِي عَلَى عِلْمِي مِنْ بَعْدِكَ ...) .

5ـ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ (قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ الله (عَلَيْهِ السَّلام) يَا ابْنَ أَبِي يَعْفُورٍ إِنَّ الله وَاحِدٌ مُتَوَحِّدٌ بِالْوَحْدَانِيَّةِ مُتَفَرِّدٌ بِأَمْرِهِ فَخَلَقَ خَلْقاً فَقَدَّرَهُمْ لِذَلِكَ الامْرِ فَنَحْنُ هُمْ يَا ابْنَ أَبِي يَعْفُورٍ فَنَحْنُ حُجَجُ الله فِي عِبَادِهِ وَخُزَّانُهُ عَلَى عِلْمِهِ وَالْقَائِمُونَ بِذَلِكَ) .

6ـ عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلام) (قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ الله (عَلَيْهِ السَّلام) إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَنَا فَأَحْسَنَ خَلْقَنَا وَصَوَّرَنَا فَأَحْسَنَ صُوَرَنَا وَجَعَلَنَا خُزَّانَهُ فِي سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ وَلَنَا نَطَقَتِ الشَّجَرَةُ وَبِعِبَادَتِنَا عُبِدَ الله عَزَّ وَجَلَّ وَلَوْلانَا مَا عُبِدَ الله)
󾕅مصادرها : الكافي ج1 / ص192 و193 ، باب أن الأئمة (ع) ولاة أمر الله وخزنة علمه ، ومثلها باب أن الأئمة (ع) أركان الأرض ،إلى غيرهما من الأبواب .

وقد صرحت هذه الطائفة من الأحاديث بأن الأئمة من أهل البيت (ع) خزنة علم الله عزوجل وعيبة علمه ، وأنهم (ع) الحجة البالغة على من دون السماء ، ومن فوق الأرض ....
وهذه المراتب مساوقة لمفهوم العلم .

🔚 وأما الطائفة الثانية فسنعرضها في الحلقة الحادية عشرة .

󾔃مستقى البحث - بتصرف - : علم النبي ص والأئمة ع بالغيب ، لسماحة العلامة الكامل الماجد الفاضل الأستاذ السيد طعان خليل العاملي دام تأييده ص286

أبو حسين العاملي
11-12-2015, 09:09 PM
󾭴الأقوال في كيفية علم المعصوم (ع) بالغيب󾭴
󾁄الحلقة : الحادية عشرة󾁄

󾭶 ما زلنا في القول الثالث ، في الدليل الروائي على حضورية العلم عند أهل بيت العصمة (ع)
كنا قد تعرضنا للطائفة الأولى

🔅الطائفة الثانية : الأئمة يعلمون الكتاب كله .
1ـ عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام (أنه قال: ما يستطيع أحد أن يدعي أن عنده جميع القرآن كله ظاهره وباطنه غير الأوصياء) .

2ـ عن سلمة بن محرز (قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن من علم ما أوتينا تفسير القرآن وأحكامه ،وعلم تغيير الزمان وحدثانه، إذا أراد الله بقوم خيرا أسمعهم ، ولو أسمع من لم يسمع لولى معرضا كأن لم يسمع ثم أمسك هنيئة، ثم قال: ولو وجدنا أوعية أو مستراحا لقلنا والله المستعان) .

3ـ عن عبد الاعلى مولى آل سام (قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: والله إني لاعلم كتاب الله من أوله إلى آخره(1) ، كأنه في كفي(2) ، فيه خبر السماء وخبر الأرض(3)، وخبر ما كان، وخبر ما هو كائن، قال الله عز وجل: " فيه تبيان كل شئ(4) ) .

4ـ عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله عليه السلام ( قال: " قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك " قال: ففرج أبو عبد الله عليه السلام بين أصابعه فوضعها في صدره، ثم قال: وعندنا والله علم الكتاب كله) .

5ـ عن بريد بن معاوية (قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: " قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب "؟ قال: إيانا عنى، وعلي أولنا(5) وأفضلنا وخيرنا بعد النبي صلى الله عليه وآله) ، وهي حسنة .
󾕅 مصدرها : تجدها في الكافي : ج1 / ص228و229 ، ط دار الأضواء بيروت .

ومما يناسب ذكره هنا : ما ورد في البحار عن عبدالله بن الوليد السمان ( قال : قل الباقر عليه السلام : يا عبدالله ما تقول في علي و عيسى وموسى صلوات الله عليهم ؟
قلت : وما عسى أن أقول فيهم ، فقال : والله علي أعلم منهما .
ثم قال : ألستم تقولون : إن لعلي صلوات الله عليه ما لرسول الله صلى الله عليه وآله من العلم ؟
قلنا : نعم والناس ينكرون .
قال : فخاصمهم فيه بقوله تعالى لموسى عليه السلام ( وكتبنا له في الالواح من كل شئ ) فأعلم أنه لم يبين له الامر كله ، و قال لمحمد صلى الله عليه وآله : ( وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ ) .
وقال : فاسأل عن قوله تعالى : ( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) ثم قال : والله إيانا عنى وعلي أولنا وأفضلنا وأخيرنا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله . (ج26 / ص198 ط الوفاء )

󾀚 وسوف يأتيك ما يستخلص منها في الحلقة الثانية عشرة ، فترقب .

________هامش _______
(1) أي : كله بترتيب نزوله ، وقال المولى المزندراني رح في شرحه : (يحتمل أن يراد بهما - الأول والآخر - الصورتين المعروفتين ، وأن يراد بهما أول المعاني ، وآخرها ، في سلسلة الترتيب والبطون ) ج5/ ص362
(2) أي : يدي ، مبالغة في الإحاطة به ، وقال المولى المزندراني : (وأنا أنظر فيه ، وفيه تأكيد لما مر من قوله : [والله إني لأعلم كتاب الله من أوله إلى آخره ] ، مع الإشارة إلى الزيادة في الإفادة هنا بسبب تشبيه الإدراك العقلي بالإدراك الحسي لقصد زيادة التوضيح ... تنبيها على أن علمه بما في الكتاب : علم شهودي بسيط واحد بالذات ، متعلق بالجميع ،كما أن رؤية كف : واحدة متعلقة بجميع أجزائه ، والتعدد إنما هو بحسب الاعتبار ) ج5 / ص362و363 .
(3) من أحوال الأفلاك وحركاتها ، وحالات الملائكة ودرجاتها ، وحركات الكواكب ومداراتها ، إلى غير ذلك من الأمور الكائنة في العلويات ، والمنافع المتعلقة بالفلكيات (مرآة العقول : ج3/ ص33)
(4) الذي في المصحف في سورة النحل : {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء} فيحتمل أن يكون في قراءتهم ع كذلك ، أو نقل بالمعنى ، والظاهر أنه من تصحيف النساخ والرواة (المصدر السابق)
(5) أي : وإن كنا في العلم سواء ،وعندنا جميعا علم الكتاب ، لكن علي (ع) له الفضل علينا بالسبق ،وكثرة الجهاد ،وتأسيس الإسلام ، وكون علمنا منه (ع) (المصدر السابق : ج3/ ص35)

󾔃 مستقى البحث - بتصرف - : علم النبي ص والأئمة ع بالغيب ، لسماحة العلامة الكامل الماجد الفاضل الأستاذ السيد طعان خليل العاملي دام تأييده ص287 .

أبو حسين العاملي
22-12-2015, 12:44 AM
🔷الأقوال في كيفية علم المعصوم (ع) بالغيب🔷
🔰الحلقة : الثانية عشرة🔰

🔹ما زلنا في القول الثالث ، في الدليل الروائي على حضورية العلم عند أهل بيت العصمة (ع) فعلا .
👈🏻كنا قد تعرضنا للطائفة الثالثة ، والآن نعرض لما استفيد منها :
قد ((صرحت هذه الطائفة من الأحاديث بأن الأئمة (ع) يعلمون ما في القرآن المجيد كله ، حتى قال الصادق (ع) : (إني لأعلم كتاب الله من أوله إلى آخره ، كأنه كفي ، فيه خبر السماء وخبر الأرض ، وخبر ماكان ، وخبر ما هو كائن ، قال الله عزوجل : فيه تبيان كل شيء )
وهل يطلب الباحث أثرا بعد عين ؟ أفترى أنه أراد من العلم بكتاب الله - الذي فيه تبيان كل شيء من خبر السماء والأرض ، وما كان أو ما هو كائن - هو العلم بالأحكام ، أو موضوعاتها ، لا الحوادث والأعمال ، وما وقع ، أو يقع من شؤون العالم ؟
وهل يجوز لذي علم ، أو ذوق أن يحمل هذا البيان على ذلك القصد ؟
وهل أصرح من هذا البيان بالعلم بشؤون العالم سابقه ، وحاضره ، ولاحقه ؟! ))
📓 را : علم الإمام عليه السلام ، للشيخ محمد الحسين المظفر (رح) ، ص33 ، و34 .

⌛وأما الطائفة الرابعة فسنعرضها لك في الحلقة الثالثة عشرة .

📚 مستقى البحث - بتصرف - : علم النبي (ص وآله) والأئمة (ع) بالغيب ، لسماحة السيد طعان خليل (دامت إفاضاته) ص286 .

أبو حسين العاملي
22-12-2015, 12:49 AM
🔷الأقوال في كيفية علم المعصوم (ع) بالغيب🔷
🔰الحلقة : الثالثة عشرة🔰
🔹ما زلنا في القول الثالث ، في الدليل الروائي على حضورية العلم عند أهل بيت العصمة (ع) .
كنا قد تعرضنا للطائفة الثالثة ، والآن نذكر الطائفة الرابعة .
👈🏻 الطائفة الرابعة : (عندهم (ع) جميع العلوم )
🔸منها : صحيحة علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر (ع) (قَالَ : إِنَّ لِلَّه تَبَارَكَ وتَعَالَى عِلْمَيْنِ : عِلْماً أَظْهَرَ عَلَيْه مَلَائِكَتَه وأَنْبِيَاءَه ورُسُلَه ، فَمَا أَظْهَرَ عَلَيْه مَلَائِكَتَه ورُسُلَه وأَنْبِيَاءَه فَقَدْ عَلِمْنَاه . وعِلْماً اسْتَأْثَرَ بِه ، فَإِذَا بَدَا لِلَّه فِي شَيْءٍ مِنْه(1) : أَعْلَمَنَا ذَلِكَ ، وعَرَضَ عَلَى الأَئِمَّةِ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِنَا)
🔸ومنها : خبر أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه (ع) (قَالَ : إِنَّ لِلَّه عَزَّ وجَلَّ عِلْمَيْنِ :عِلْماً عِنْدَه لَمْ يُطْلِعْ عَلَيْه أَحَداً مِنْ خَلْقِه .
وعِلْماً نَبَذَه إِلَى مَلَائِكَتِه ورُسُلِه فَمَا نَبَذَه إِلَى مَلَائِكَتِه ورُسُلِه فَقَدِ انْتَهَى إِلَيْنَا)
🔸ومنها : خبر ضُرَيْسٍ (قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (ع) يَقُولُ : إِنَّ لِلَّه عَزَّ وجَلَّ عِلْمَيْنِ : عِلْمٌ مَبْذُولٌ ،، وعِلْمٌ مَكْفُوفٌ(2) ؛ فَأَمَّا الْمَبْذُولُ : فَإِنَّه لَيْسَ مِنْ شَيْءٍ تَعْلَمُه الْمَلَائِكَةُ والرُّسُلُ إِلَّا نَحْنُ نَعْلَمُه ؛ وأَمَّا الْمَكْفُوفُ : فَهُوَ الَّذِي عِنْدَ اللَّه عَزَّ وجَلَّ فِي أُمِّ الْكِتَابِ إِذَا خَرَجَ نَفَذَ(3))
🔸ومنها : صحيحة أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) ( قَالَ : إِنَّ لِلَّه عَزَّ وجَلَّ عِلْمَيْنِ : عِلْمٌ لَا يَعْلَمُه إِلَّا هُوَ(4) ؛ وعِلْمٌ عَلَّمَه مَلَائِكَتَه ورُسُلَه ، فَمَا عَلَّمَه مَلَائِكَتَه ورُسُلَه (ع) فَنَحْنُ نَعْلَمُه)
📓المصدر : الكافي : ج1 / ص255 وما بعدها .
🔚 وأما التعليق عليها بما ينسجم مع حضورية هذا القول فسيأتي بيانه إن شاء الله تعالى .
_____هامش _____
(1) أي : فإذا قضى الله ، وحتم ما كان قد قدر في علمه المكنون ، مما له فيه البداء : أعلمنا ذلك ، فلا بداء حينئذٍ ، فإنه كائن لا محالة ! (المرآة)
(2) أي : مصون ممنوع عن الخلق .
(3) أي : وقع ، وحصل في الأعيان الخارجية ، والمراد بالعلم : المعلوم ، والمراد بخروجه : تعليمه الملائكة ، والرسل ، وأوصياءهم عليهم السلام ، فمعلوم استأثر به ، يقدم منه ما يشاء ويؤخر ما يشاء ، ويثبت منه ما شاء ويمحو ما شاء ، فيقع فيه البداء .
ومعلوم : خرج للملائكة والأنبياء والأوصياء عليهم السلام مصون عن ذلك ، فإذا خرج إليهم عليهم السلام العلم الذي استأثر به : نفذ ، وهذا المضون ورد في أحاديث شتى ، والله أعلم (حاشية للسيد بدر الدين الحسيني العاملي رح) .
(4) يحتمل أن يراد به : العلم بغير المحتوم ، فإنه لا يعلمه قبل أن يصير محتوماً إلا هو ، كما يحتمل أن يراد به : العلم المختص به الذي لا يطلع أحد من خلقه في وقت من الأوقات (حاشية المولى المازندراني رح) .

📚 مستقى البحث - بتصرف - : علم النبي (ص وآله) والأئمة (ع) بالغيب ، لسماحة السيد طعان خليل (دامت إفاضاته) ص288و220إلى224 .