المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بروز الصفات الثانوية


الشيخ عباس محمد
23-08-2015, 08:58 PM
بروز الصفات الثانوية








إن مرحلة المراهقة هي فترة التحولات ، وكما ذكرنا فإن التغيرات والتطورات العضوية ، التي تحصل خلال هذه السن ، تترك آثارا على الجوانب النفسية والعاطفية لدى المراهق أو المراهقة إن ما ذكرناه لحد الآن كان يدور حول الصفات الظاهرية ، غير أن هناك مسائل أخرى تتعلق بالباطن وبحاجة الى بحث وتوضيح أيضا. أعني ذلك القسم من الجسم المستور وراء الثياب ، والأهم من الأخير تلك التغيرات والتطورات التي تجري في داخل الكيان الإنساني وتنعكس أعراضها ومفاعيلها على الجوانب الظاهرية.
النشاط الغدّي





إن التغيرات والتطورات العضوية الخارجية التي تحصل خلال مراحل النمو ، تعود في أسبابها الى حدود كبيرة لنشاط وفعالية الغدد الداخلية في الجسم . فهذه الغدد موجودة في الجسم منذ بداية الخلقة والحياة ولكل منها معاملها ووظائفها الخاصة بها ، ومنها ما يرافق نشاطه مختلف مراحل الحياة ، ومنها ما هو خاص بمرحلة معينة من العمر . ومن الغدد التي تنشط وتتفعل في مرحلة المراهقة الغدد الجنسية التي تصب ترشحاتها في الدم ، وهكذا هو الحال مع غدة الـ Hipophyse الموجودة في الدماغ ومفاعيلها في الغدد الجنسية . ومن الغدد المهمة التي تنشط خلال مرحلة المراهقة بالنسبة للفتايت ، يمكن الإشارة الى الغدة الثديية التي تتفعل على أثر الإفرازات الهرمونية الأنثوية في سن 9 ت 11 وتؤدي بالتدريج الى بروز الصدر ونبوت الشعر على العانة وتحت الإبطين.






تأثرات الغدد في النمو





إن النشاط الغدي مؤثر في النمو . فهو يساهم في زيادة الطول ، وفي زيادة الوزن ، ويؤدي بشكل عام الى النمو العضوي والنفسي معا . وبتعبير آخر حينما تنشط مثلا ، الغدة الجنسية وتفرز هرموناتها الخاصة في الدم ، تكتسب الفتيات حالة الأنوثة فيما يكتسب افتيان حالة الرجولة.
ويمكن إدراك أهمية وفائدة الغدد في حال توقفها عن النشاط وعدم إفراز الهرمون في الدم . يقول موريس دبس بهذا الشأن أن نمو الجسم يتخلف في حال عدم ظهور الميل الجنسي ، ويؤدي تباطئ أو توقف النمو الى تراكم المواد الدهنية في الجسم وبالتالي الى ظمور وإنكماش الجهاز التناسلي.
وكذلك من شأن توقف نشاط الغدد ، خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة ن أن يؤدي الى ظمور الصفات الجنسية الثانوية ن وعدم ظهورها في الشخاص ، فيبقى الرجل في هذه الحالة صغيرا من حيث الهيئة والشكل الظاهري ولا ينبت شعر في وجهه ، وكذلك يؤدي بالنسبة للفتاة الى أن تكتسب من حيث الشكل هيئة الأنثى الناضجة أو الى توقف النمو في منطقة الصدر وظمور الثديين.
الصفات الثانوية





إن الغدد الجنسية ، في حال كانت ناشطة وطبيعية ، تؤدي الى بروز الخصائص الجنسية الثانوية في الشخص . وهذه الصفات تتجل بأشكال وصور مختلفة ومنها :
1 ـ في نمو القامو والوزن : الذي تحدثنا حوله فيما مر بإختصار.
2 ـ في الحوض : حيث ينمو ويتسع الحوض لدى الفتاة بمقدار عشرين سانتمترا ، ويتسبب في ان تعاني بعض الصعوبة أثناء السير أو تشعر بالخجل من وضعها الجديد.
3 ـ في الصدر : فينمو الثديان ويكبران ويأخذان شكلا دائريا في النهاية. وقد يؤدي هذا التطور ، في بعض الحالات ، الى تشوش ذهن الفتاة أو إثارة قلقها أو توجسها الخيفة من إحتمالات تعرضها لتندر وإستهزاء الأهلا والأسرة.
4 ـ في الصوت : تتغير طبقة الصوت في مرحلة المراهقة ، ويمكن ملاحظة هذا التغير لدى افتيان بوضوح ، لكنه أقل وضوحا لدى الفتيات.
5 ـ في الجهاز التناسلي : تحصل تغيرات وتطورات في الجهاز العضوي خلال مرحلة المراهقة ، ويزداد حجم ونشاط الجهاز التناسلي في فترة البلوغ الجنسي.
6 ـ في نمو الشعر : يبدأ الشعر بالنمو في منطقة العانة ، ومن ثم تحت الأبطين ، كما وقد ينمو ايضا شعر خفيف حول شفتي الفتاة وفي جانبي وجهها.
7 ـ التغيرات الأخرى : ويتغير جلد الفتاة ويكتسب نعومة وطراوة أوضح على اثر تراكم طبقة من المواد الدهنية تحت الجلد.
التأثير السيكولوجي





إن بروز الصفات الثانوية مسالة تحوز أهمية متزايدة بالنسبة للفتى أو الفتاة خلال مرحلة المراهقة ... ففي هذه الفترة تلتفت الفتاة الى حالة النمو في ثدييها وفي منطقة الحوض ، وقد تحزن وتغتم لذلك وتسعى الى إخفاء معالم النمو ، لكننا في الوقت ذاته لا نعدم أيضا حالات تسعى خلالها بعض المراهقات الى إظهار معالم الأنوثة الجديدة لديهن وإبرازها بنحو وآخر.
كما ومن شأن بروز الصفات الثانوية أن يترك تأثيرات غير قليلة على الجوانب السيكولوجية لدى المراهق أو المراهقة ، فيتغير على أثره المزاج والعاطفة والمشاعر والميول والرغبات ، وبالتالي ينشغل ذهن الشخص بعشرات الأفكار والهواجس والخواطر خلال ذلك.






الرغبات الجديدة





هناك تغيرات في جهة الغريزة تحصل خلال مرحلتي المراهقة والبلوغ وتبرز بأشكال ثلاثة هي :
1 ـ على شكل تحريك الغريزة الجنسية والإنشغال بها . وبالطبع فإن هذه الحالة ناتجة من الجهل أو من سوء التربية.
2 ـ على شكل إرضاء الغريزة الجنسية عن طريق ممارسة العادة السرية وبواعث ذلك تعود ، فضلا عن الإعتلالات النفسية ، الى الإحاءات الخاطئة. كما وإن للصداقات والعلاقات الإجتماعية المنحرفة دور جد مؤثر فيهذا المجال.
3 ـ على شكل الإثارات الجنسية الحادة التي تنشأ بفعل ما يراه أو يسمعه أو يلمسه المراهق أو المراهقة ، وليس من شك في التأثير السيء والمدمر للأوساط الإجتماعية المختلطة في ذلك.
وتزداد هذه التأثرات مع تزايد النمو بإطراد ، لأن المراهق أو المراهقة يكون خلال هذه الفترة في حال النمو المستمر من النواحي الفسيولوجية ، ومن الطبيعي أن يؤدي ذلك ، في حال عدم ضبط الشخص وإرشاده فكريا ومعنويا ، الىعواقب إنحرافية خطيرة.
التحولات في العلاقات




فمع بداية شروع مرحلة المراهقة ، يحصل لدى الفتيات نوع من التحول في علاقاتهن الإجتماعية . ففي البداية يواجهن ، على أثر التطورات الغريزية الجديدة، حالة من القلق الممزوج بالغرور والحياء لكنهن يشرعن فيما بعد يتبادل الحديث فيما بينهن حول نوع خاص من المسائل تتغير وتستحكم على أثره علاقاتهن وروابطهن الثنائية أو الجماعية.






كما وأن الفتايت المراهقات يستمتعن بالطبع بسماع القضايا الخاصة والسرية ، ويرغبن في مشاركة الأخريات مسراتهن وهمومهن ويملن كثيرا الى أن يكون لهن أيضا قضاياهن ومسراتهن الخاصة بهن ، ومن هنا يلاحظ في غالب الأحيان إنهن يبالغن في الحديث فيما بينهن حول مثل هذه القضايا حتى لقد يستغرقن أحيانا ساعات طويلة في الحوار الهامس .
إن افضول الجنسي لدى المراهقات وتبادل الحديث والمعلومات حوله ، هو في الواقع نوع من التشفي الجنسي . وهذا هوالسبيل الوحيد لديهن لأطفاء غليل الغريزة الجنسية . وبالطبع فإن من شأن نوع التربية في الأسرة ، والآداب والتقاليد السائدة في المجتمع أن تزيد أو تحد من الإندفاع بهذا الإتجاه.