المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رد الشبهات عن مسألة سحر رسول الله من كتب الشيعة ..!!!!


كربلائية حسينية
20-11-2014, 02:36 AM
بسمه تعالى
السلام عليك يا رسول الله و على أهل بيتك الطاهرين ...
نحن ننزه رسول الله ( ص و آله ) عن كل نقص بينما تستميت المدرسة الأخرى في اثبات النقص له ...
و في هذا البحث إن شاء الله سنرد شبهات تثار من قبل مدرسة الخلفاء ضد مدرسة أهل البيت عليهم السلام ...
و هو من بحوث السيد حسن الحسيني آل المجدد الشيرازي ...

روايات سحر رسول الله و تأثره بالسحر في كتب الشيعة ....

الرواية الأولى :

أخرج فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره عن عبد الرحمن بن محمد العلوي ومحمد بن عمرو الخزاز ،
عن إبراهيم بن محمد بن ميمون ، عن عيسى ابن محمد ، عن جده ، عن أمير المؤمنين عليه السلام ،
قال : سحر لبيد بن أعصم اليهودي وأم عبد الله اليهودية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عقد من قز أحمر وأخضر وأصفر ،
فعقدوا له إحدى عشرة عقدة ، ثم جعلوه في جف من طلع ، ثم أدخلوه في بئر بواد بالمدينة في مراقي البئر تحت راعوفة
فأقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثا لا يأكل ولا يشرب ولا يسمع ولا يبصر ولا يأتي النساء .
فنزل عليه جبرئيل ونزل بالمعوذات فقال له : يا محمد ما شأنك ؟ قال : ما أدري ، أنا بالحال التي ترى ،
قال : فإن أم عبد الله ولبيد بن أعصم سحراك ، وأخبره بالسحر وحيث هو .
ثم قرأ جبرئيل : (بسم الله الرحمن الرحيم * قل أعوذ برب الفلق) ، فقال رسول الله ذاك فانحلت عقدة ،
ثم لم يزل يقرأ آية ويقرأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتنحل عقدة ، حتى قرأها عليه إحدى عشرة آية وانحلت إحدى عشرة عقدة ،
وجلس النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودخل أمير المؤمنين عليه السلام فأخبره بما أخبره جبرئيل وقال : انطلق فأتني بالسحر ،
فخرج علي عليه السلام فجاء به ، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنقض ، ثم تفل عليه ، الحديث .


الرد عليها :

إسناد هذا الخبر مما لا تقوم به حجة ، فإن عبد الرحمن بن محمد العلوي مجهول لا يعرف حاله
ولم يتعرض أصحابنا ـ رضوان الله عليهم ـ لترجمته ..... وكذا صاحبه محمد بن عمرو الخزاز ... فإن حاله مجهول ( تنقيح المقال 3 / 164 )
وإنما ذكر النجاشي ( رجال النجاشي : 287 رقم 766 ) في ترجمة أبيه عمرو بن عثمان الثقفي الخزاز أن له ابنا اسمه محمد روى عنه ابن عقدة
ونحوهما عيسى بن محمد وجده ، إذ لم يترجما في كتب الأصحاب رحمهم الله تعالى ....
وأما إبراهيم بن محمد بن ميمون ، فقد حكي عن ( ميزان الاعتدال 1 / 63 رقم 203 )
للحافظ الذهبي أنه من أجلاء الشيعة ، ولذلك عدة المامقاني في الحسان (تنقيح المقال 1 / 23)

-

الرواية الثانية :

وأخرج ابنا بسطام في كتاب طب الأئمة عليهم السلام ( طب الأئمة : 113 )
عن محمد ابن جعفر البرسي ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى الأرمني ، قال : حدثنا محمد بن سنان ، قال :
حدثنا محمد بن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : إن جبرئيل عليه السلام أتى النبي
صلى الله عليه وآله وسلم وقال : يا محمد ، قال : لبيك يا جبرئيل ، قال : إن فلانا اليهودي سحرك وجعل السحر في بئر بني فلان ،
فابعث إليه ـ يعني إلى البئر ـ أوثق الناس عندك وأعظمهم في عينك ـ وهو عديل نفسك ـ حتى يأتيك بالسحر .
قال : فبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب عليه السلام وقال : انطلق إلى بئر ذروان
فإن فيها سحرا سحرني به لبيد بن أعصم اليهودي فأتني به .
قال علي عليه السلام : فانطلقت في حاجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهبطت فإذا ماء البئر قد صار كأنه ماء الحياض من السحر ـ
إلى أن قال ـ فاستخرجت حقا فأتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : افتحه ، ففتحته فإذا في الحق قطعة كرب النخل في جوفه وتر
عليها إحدى عشرة عقدة ، وكان جبرئيل عليه السلام أنزل يومئذ المعوذتين على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ،
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي ، اقرأها على الوتر .
فجعل أمير المؤمنين عليه السلام كلما قرا آية انحلت عقدة حتى فرغ منها ، وكشف الله عز وجل عن نبيه ما سحره به وعافاه .

الرد عليها :

إن هذا الخبر غير نقي الإسناد أيضا ، إذ فيه البرسي والأصحاب ـ رحمهم الله ـ لم يحوموا حوله ، ولا تصدوا لذكره في كتبهم ،
فلم يتبين لنا حاله ، ومثله أحمد بن يحيى الأرمني .
وأما محمد بن المفضل بن عمر ، فقد عده الشيخ ـ رحمه الله ـ وسائر أرباب الرجال من أصحاب الإمام الكاظم عليه السلام (رجال الطوسي : 361 رقم 32 )
فالظاهر أن روايته عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام مرسلة ، ومع ذلك لا يعرف له حال .
بقي الكلام على محمد بن سنان أبي جعفر الزاهري الخزاعي ، وقد اختلفت كلمتهم فيه ، و
المشهور بين الفقهاء وعلماء الرجال تضعيفه ـ كما نص عليه في التنقيح (تنقيح المقال 3 / 124 )
ونقل عن جماعة من الأكابر الطعن فيه والحط عليه .
فقد صرح الشيخ أبو جعفر الطوسي ـ رحمه الله ـ بضعفه في الرجال والفهرست ،
وقال في (التهذيب) : محمد بن سنان مطعون عليه ضعيف جدا ، وما يستبد بروايته ولا يشركه فيه غيره لا يعتمد عليه ، ونحوه كلامه في (الاستبصار) .
وقال أيضا ـ في أواخر باب الميم من رجاله ـ : مياح المدائني ضعيف جدا ، له كتاب يعرف ب‍ : رسالة مياح ، وطريقها أضعف منها وهو محمد بن سنان .
وقال ابن الغضائري ـ رحمه الله ـ بترجمته : ضعيف ، غال ، يضع ، لا يلتفت إليه .
وقال المفيد رحمه الله ـ في رسالته التي في كمال شهر رمضان ونقصانه ، بعد نقل رواية دالة على أن شهر رمضان
لا ينقص أبدا ـ : وهذا حديث شاذ نادر غير معتمد عليه ، في طريقه محمد بن سنان وهو مطعون فيه ،
لا تختلف العصابة في تهمته وضعفه ، ومن كان هذا سبيله لا يعتمد عليه في الدين . انتهى .
وقد قدح فيه أيضا في كلام آخر .
وتوقف العلامة ابن المطهر ـ رحمه الله ـ فيه ، كما هو نص خلاصته .
ونسب التضعيف إلى جماعة آخرين ، منهم أبو محمد الفضل بن شاذان

وأيوب بن نوح وصفوان بن يحيى .
قال أبو عمرو الكشي في رجاله : قال أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري : قال أبو محمد الفضل بن شاذان : لا أحل لكم أن ترووا أحاديث محمد بن سنان .
وقال أيضا : قال حمدويه : كتبت أحاديث محمد بن سنان عن أيوب بن نوح وقال : لا أستحل أن أروي أحاديث ابن سنان .
وقال أيضا : ذكر حمدويه بن نصير أن أيوب بن نوح دفع إليه دفترا فيه أحاديث محمد بن سنان فقال لنا :
إن شيءتم أن تكتبوا ذلك فافعلوا ، فإني كتبت عن محمد بن سنان ولكني لا أروي لكم أنا عنه شيئا ، فإنه قال عند موته :
كل ما حدثتكم به لم يكن لي سماع ولا رواية وإنما وجدته . انتهى .
وقال ابن داود : روي عنه ـ يعني محمد بن سنان ـ أنه قال عند موته : لا ترووا عني مما حدثت شيئا ، فإنما هي كتب اشتريتها في السوق .
وممن ضعفه من أجلة أهل العلم الشيخ الإمام المحقق نجم الدين ابن سعيد في مواضع من المعتبر ،
والعلامة ابن المطهر في موضع من المختلف ، والآبي في كشف الرموز ، والشهيد الثاني في المسالك ،
والمحقق الأردبيلي ، وتلميذه صاحب المدارك ، وصاحب الذخيرة ، وحكي ذلك أيضا عن المعتصم والمنتقى ومشرق الشمسين ،
والحبل المتين ، وحاشية المولى صالح ، والتنقيح ، والفخري في مرتب مشيخة الصدوق ، والذكرى ، والروضة ، وغيرها .
فالحزم اجتناب أحاديثه لا سيما في المسائل الأصولية ـ كالتي نحن فيها ـ ، وإن احتجوا ببعضها في الفروع فإنما ذلك لوجود متابعة ،
أو قيام شاهد ، أو تحقق انجبار الضعف بعمل الأصحاب ، أو لأجل الاستناد إلى قاعدة التسامح في
أدلة السنن والكراهة في مواردها عند الذاهب إلى حجيتها وتماميتها ، وغير ذلك .
وإن أبيت إلا القول بوثاقته ـ استنادا إلى ذب صاحب التنقيح عنه ـ فإن
الآفة لا ترتفع من الحديث أيضا ، لجهالة سائر رجال السند ـ كما عرفت آنفا ـ .
ولا يخفى عليك أن أكثر ما ذكره المامقاني ـ رحمه الله ـ في الذب عنه وأجاب به عن المطاعن والقوادح التي رمي بها لا تأبى المؤاخذة والايراد .
هذا ، مع أن الجرح هنا مفسر فيقدم على المدح والتوثيق على مقتضى القاعدة المقررة في محلها .
فإن قلت : سلمنا ، إلا أن الشيخ ـ رحمه الله ـ قد علق في التهذيب والاستبصار ، وكذا النجاشي ـ رحمه الله ـ
في رجاله عدم الاعتماد على روايته على ما استبد بروايته ولم يشركه فيه غيره ـ كما مر آنفا ـ وهذا الحديث ليس كذلك ، إذ قد روي من وجوه أخر .
قلت : مضافا إلى أن الأكثر أطلقوا القول بتضعيفه ولم يقيدوه بذلك ـ ومنهم الشيخ رحمه الله
في كتابيه الرجال والفهرست ـ فإن جميع الأخبار المروية في هذا الباب مرمية بالضعف والشذوذ ،
ورطل منها لا يقام له وزن ولا يسوي دانقا ، ورواتها بين مجهول ووضاع .
وبالجملة : فليس في المقام ما يوجب الركون ويورث السكون إلى هذا الحديث وأضرابه ، بل الصارف عنه وعن أمثاله قوي ،
ولو سلمنا فغاية ما تفيده الأحاديث الواردة في هذا الشأن الظن ، وظاهر أنه لا يكتفى به فيما نحن فيه ،
بل لا بد من القطع واليقين والعلم الذي لا يعتريه شك ولا ريب ، فتنبه .

====================

هذا كله من جهة الإسناد ، وأما متنه فلا يخلو من نكارة ، فإن ظاهر ما ورد فيه من أن أمير المؤمنين عليه السلام
كلما قرأ آية انحلت عقدة حتى فرغ من المعوذتين ، أنه بإتمام قراءتهما انحلت العقد الإحدى عشرة بأجمعها ،
وهذا لا يتم إلا على القول بأن المعوذتين إحدى عشرة آية ، وهو مذهب أهل الخلاف ،
وأما على مذهب أهل الحق فلا يستقيم ذلك ، لإجماعهم على أن البسملة آية ، اللهم إلا أن يقال : إن المراد أصل المعوذتين دون بسملتيهما ، ودونه خرط القتاد .


مضافا إلى أن بين الخبرين المتقدمين تهافتا بينا ، ففي الأول أن جبرئيل عليه السلام هو الذي تولى قراءة المعوذتين ،
وفي هذا أن عليا عليه السلام هو الذي قرأهما ، وعليك بالتأمل والتروي فيما روي في هذا الباب علك تهتدي إلى علل أخرى ، والله المستعان .


-

الرواية الثالثة :


عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام ـ من حديث ـ قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سحره لبيد بن أعصم اليهودي ،
فقال أبو بصير لأبي عبد الله عليه السلام : وما كاد أو عسى أن يبلغ من سحره ؟ قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام :
بلى ، كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرى أنه يجامع وليس يجامع ، وكان يريد الباب ولا يبصره حتى يلمسه بيده ،
والسحر حق ، وما يسلط السحر إلا على العين والفرج ـ الحديث ـ ( طب الأئمة : 114 )


الرد عليها :

الرواية مرسلة و بغض النظر عن الارسال أفليس ـ يا أولي الألباب ـ أن من يرى أنه يفعل الشيء ولا يفعله قد بلغ السحر منه
مبلغا عظيما وأخذ بروحه بحيث يتخيل ذلك ؟ ! وحاشا أشرف الخلائق وأكملهم على الإطلاق صلى الله عليه وآله وسلم من هذا التخبيط والتخليط ....


-

الرواية الرابعة :


وفي كتاب (دعائم الإسلام دعائم الإسلام 1 / 138 ح 487 ) عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام ، عن علي عليه السلام :
أن لبيد بن أعصم وأم عبد الله اليهوديين لما سحرا النبي صلى الله عليه وآله وسلم جعلا السحر في مراقي بئر بالمدينة ،
فأقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يسمع ولا يبصر ولا يفهم ولا يتكلم ولا يأكل ولا يشرب ، فنزل عليه جبرئيل ، بمعوذات ـ الحديث ـ .

الرد عليها :

هذا خبر آحاد مرسل لا يحتج بمثله في هذه المقامات ، على أن هذا اللفظ يدفع الذي قبله من حيث عدم تسلط السحر إلا على العين والفرج فحسب ،
فإنه مشعر ، بل صريح في تأثيره في عقله صلى الله عليه وآله وسلم حتى صار لا يفهم ـ والعياذ بالله ـ ما دام مسحورا ،
وهذا من أشنع الأقوال وأفسد الآراء عند أولي البصائر والحجى ، بل صريح الخبر أن السحر أثر في سمعه وبصره وكلامه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ،
فأقام لا يسمع ولا يبصر ولا يتكلم ، وكذلك لا يأكل ولا يشرب ، وهذا كله من أبين الأباطيل وأوضح الأضاليل ،
إذ كيف يصلح من جاز عليه مثل ذلك ـ من تعطيل الحواس واختلالها ـ لمنصب عظيم ومقام جسيم كالنبوة والرسالة والتبليغ عن الله تعالى شأنه وعز سلطانه .
وليعلم أن هذه المرويات وأضرابها لا تنفق في سوق الاعتقاد السديد وإن عزيت إلى الأئمة الهادين سلام الله تعالى عليهم أجمعين ،
ولا يعول عليها ذو مسكة ، ولا يحتفل بشيء منها ذو لب ودين ، لمعارضتها لصريح الكتاب العزيز وبداهة العقل .
وعلى تقدير ثبوتها ، فإنها محمولة على التقية بلا ريب ، لموافقتها لأحاديث مخالفينا واعتقادهم ، وهذا أحسن ما يقال فيها على ذلك التقدير .
ومن القواعد المقررة عندهم أن المسائل الأصولية لا بد فيها من برهان قاطع ودليل جازم ، فلا يجوز التعويل على الظنون في ذلك .
قال الإمام العلامة جمال الدين ابن المطهر ـ رحمه الله تعالى ـ في (مبادئ الوصول : 209 ) : خبر الواحد إذا اقتضى علما ولم يوجد
في الأدلة القاطعة ما يدل عليه وجب رده ، لأنه اقتضى التكليف بالعلم ولا يفيده فيلزم تكليف ما لا يطاق . انتهى .
وبالجملة : فقد قرروا أن الحديث إذا جاء على خلاف الدليل من الكتاب والسنة والمتواترة أو
الإجماع ولم يمكن تأويله ولا حمله على بعض الوجوه وجب طرحه ، وحديث الباب منه إن لم يحمل على التقية ، فافهم .
وقال شيخ الإسلام المجلسي رحمه الله في (بحار الأنوار 63 / 41 ).ـ عقب إيراده أحاديث سحره صلى الله عليه وآله وسلم ـ :
والأخبار الواردة في ذلك أكثرها عامية أو ضعيفة ، ومعارضة بمثلها فيشكل التعويل عليها في إثبات مثل ذلك . انتهى .
ولقد أجاد فيما أفاد ، رحمه الله تعالى ورضي عنه وأرضاه . وقال أيضا ـ من جملة كلام الله ـ :
وأما تأثير السحر في النبي والإمام صلوات الله عليهما فالظاهر عدم وقوعه . انتهى .
وكلامه هذا ظاهر في عدم اعتباره ـ رحمه الله ـ تلك الأخبار الدالة بظاهرها على التأثير ،
وناهيك به طعنا فيها من هذا الإمام الخريت ( الماهر ) في الحديث وعلومه ، والله الموفق والمعين .

انتهى بحث السيد حسن الحسيني ....

و للبحث بقية إن شاء الله تعالى .....
تحياتي الكربلائية

كربلائية حسينية
20-11-2014, 02:37 AM
بسمه تعالى
تكلمة لاتمام الحجة على الخصم و عدم ترك أي ذريعة له للتمسك بهذه الروايات الضعيفة و التي لا يحتج بها نضع بين أيدي الموالين الأكارم تعليق المجلسي على الرويات التي تم ذكرها في بحار الأنوار كما نورد أقوال بعض علمائنا الأعلام بخصوص مسألة سحر النبي ( ص و آله ) المزعومة ...

على بركة الرحمن نبدأ ...

قصة خبر سحر النبي (ص و آله ) في مصادر الشيعة ذكرها العلامة المجلسي في (بحار الأنوار ) في عدة موارد منها ما في الجزء 63 باب تأثير السحر والعين .
فنقلها أولا عن تفسير فرات الكوفي عن عبدالرحمن بن محمد العلوي و محمد بن عمرو الخراز عن إبراهيم بن محمد بن ميمون عن عيسى بن محمد عن جده عن أمير المؤمنين (ع) قال : سحر لبيد بن أعصم اليهودي وأم عبدالله اليهودية رسول الله (ص) ...
وعلق العلامة المجلسي على الرواية بقوله : " قد مر الكلام في تأثير السحر في الأنبياء والأئمة وأن المشهور عدمه " بحار الأنوار ج63 ص 22 .

ولكن السند في المطبوع من تفسير فرات هو التالي قال : " فرات بن إبراهيم الكوفي قال حدثنا محمد بن عبدالله بن عمرو الخراز قال حدثنا إبراهيم – يعني بن محمد بن ميمون – عن عيسى يعني ابن محمد عن أبيه عن جده " تفسير فرات الكوفي ص 619

ونقلها ثانية عن كتاب ( دعائم الإسلام ) للقاضي نعمان بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي (ع) بحار الأنوار ج63 ص 23 .

ونقلها ثالثا عن كتاب ( طب الأئمة ) عن محمد بن جعفر البرسي عن أحمد بن يحيى الأرمني عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبدالله (ع) قال أميرالمؤمنين (ع) : إن جبرئيل أتى النبي (ص) وقال : يا محمد ، قال : لبيك يا جبرئيل ، قال : إن فلانا اليهودي سحرك ... ... " بحار الأنوار ج63 ص 23

ورواه مرة أخرى عن المصدر السابق مرسلا قال : وعن أبي عبدالله الصادق (ع) أنه سئل عن المعوذتين ...بحار الأنوار ج63 ص 24 .

ونقل الخبر الأخير الطبرسي في ( مكارم الأخلاق ص 413 ) ، والظاهر إن النقل عن نفس المصدر .

قيمة الروايات ومصادرها

الرواية الأولى نقلت عن تفسير فرات ، قال العلامة المجلسي عن الكتاب : " وتفسير فرات وإن لم يتعرض الأصحاب لمؤلفه بمدح ولا قدح ، لكن كون أخباره موافقة لما وصل إلينا من الأحاديث المعتبرة وحسن الضبط في نقلها مما يعطي الوثوق بمؤلفه وحسن الظن به " بحار الأنوار ج2 ص 37 .

وقال محقق الطبعة الحديثة لتفسير فرات : " وربما كان من الناحية الفكرية والعقائدية زيديا أو كان متعاطفا معهم ومخالطا إياهم و متمايلا إليهم على الأقل كما يبدو واضحا لمن يلاحظ في الكتاب مشايخه وأسانيده وأحاديثه فهو أشبه ما يكون بكتب الزيدية ، وليس فيه نص على الائمة الاثنى عشر وإن كان مكثرا في الرواية عن الصادقين ... " (تفسير فرات ، المقدمة ص 11)
والسند كما علمت مضطرب بالإضافة إلي أن جلهم بل كلهم مجاهيل .

==========================

وأما الرواية الثانية فهي منقولة من كتاب ( دعائم الإسلام ) للقاضي نعمان بن محمد .

قال السيد الخوئي في كتابه ( معجم رجال الحديث ) :
" وقال الشيخ صاحب الجواهر ( قدس الله نفسه ) في مسألة من فاتته صلوات متعددة بأن دعائم الإسلام مطعون فيه وفي صاحبه انتهى ، أقول أن كتاب ( دعائم الإسلام ) فيه من الفروع على خلاف مذهب الإمامية قد ذكر جملة منها في ذيل محاضراتنا في الفقه الجعفري ومع ذلك فقد بالغ شيخنا المحدث النوري ( قدس الله نفسه ) في اعتبار الرجل أنه كان من الإمامية الحقة فهو لم يثبت ، فالرجل مجهول الحال وعلى تقدير الثبوت فكتابه ( دعائم الإسلام ) غير معتبر لأن رواياته كلها مرسلة " معجم رجال الحديث ج19 ص 169 .
ومن الواضح أن الرواية مورد البحث مرسلة إذ يقول مؤلف الكتاب عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ، فلا اعتبار لها أبدا .

====================

وأما الروايتين الأخيرتين فهي عن كتاب ( طب الأئمة ) وقد ألحق بالأول نص رواية البخاري بصيغة ( ويروى ) .
وأما الكتاب نفسه فقد قال عنه العلامة المجلسي :
" وكتاب طب الأئمة من الكتب المشهورة لكنه ليس في درجة سائر الكتب لجهالة مؤلفه ، ولا يضر ذلك إذ قليل منه يتعلق بالأحكام الفرعية وفي الأدوية والأدعية لا نحتاج إلى الأسانيد القوية " بحار الأنوار ج2 ص30


لكن الظاهر من الشيخ الطهراني وغيره نسبة الكتاب إلى ابنا بسطام قال في ( الذريعة ) : " من جمع الأخوين أبي عتاب والحسين ابني بسطام بن شابور الزيات " الذريعة ج15 ص139 .

عموما الرواية الثانية في الكتاب مرسلة لا سند لها إلى الإمام الصادق (ع) ،
وأما الأولى فهي لا تدل إلا على إن لبيد سحر النبي (ص) ولم تصرح بأنه أفلح في التأثير ، بل هي أوضح في عدم تأثير السحر به (ص) بسبب إبلاغه بالأمر .
فضلا عن ذلك فالسند فيه جهالة محمد بن جعفر البرسي وكذا أحمد بن يحيى الأرمني ،
وأما محمد بن سنان فقد قال عنه النجاشي : " وهو رجل ضعيف جدا لا يعول عليه ولا يلتفت إلى ما تفرد به " فهرست النجاشي ص 328 .
وقال عنه الشيخ : " محمد بن سنان له كتب وقد طعن عليه وضعف ...
وله كتاب النوادر وجميع ما رواه إلا كان فيها من تخليط أو غلو "فهرست الشيخ ص 143 .

هذا حال الروايات ، وإليك فيما يلي رأي علماء الطائفة :

رأي علماء الشيعة في الأمر
قال الشيخ الطوسي في ( التبيان ) : " ولا يجوز أن يكون النبي (ص) سحر على ما رواه القصاص الجهال ، لأن من يوصف بأنه مسحور فقد خبل عقله ، وقد أنكر الله تعالى ذلك في قوله تعالى ( وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا ) ، ولكن يجوز أن يكون بعض اليهود اجتهد في ذلك فلم يقدر عليه
فأطلع الله نبيه على ما فعله حتى استخرج ما فعلوه من التمويه ، وكان دلالة على صدقه ومعجزة له " التبيان في تفسير القرآن ج10 ص 434 .

نعم رد العلامة الطباطبائي في ( الميزان ) هذا الاستدلال بصورته المطلقة حينما قال : " وما استشكل بعضهم في مضمون الروايات أن النبي (ص) كان مصونا من تأثير السحر كيف ؟ وقد قال الله تعالى ( وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا * انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ) ، يدفعه أن مرادهم بالمسحور والمجنون بفساد العقل بالسحر ، وأما تأثره عن السحر بمرض يصيبه في بدنه ونحوه فلا دليل على مصونيبته منه " الميزان ج20 ص 393
فكلامه وإن كان صحيحا في نفسه ، ولكن المشكلة أن الروايات التي ذكرت سحر النبي محمد (ص) تحدثت عن أن السحر أثر في وعيه وإدراكه بحيث كان يتخيل له أنه يأتي المرأة ولم يكن قد أتاها ، فمضمون الروايات هو فساد العقل والإدراك بسبب السحر ، ولذا يجب ردها والاستدلال بالآية تام على ذلك .
ونقل الخبر المجلسي في الجزء 18 عن ( طب الأئمة ) ثم قال بعدها :
" المشهور بين الإمامية عدم تأثير السحر في الأنبياء والأئمة (ع) وأولوا بعض الأخبار الواردة في ذلك وطرحوا بعضها .
وقال الطبرسي رحمه الله : روي أن لبيد بن أعصم اليهودي سحر رسول الله (ص) ثم دس ذلك في بئر لبني زريق ...
ورووا ذلك عن عائشة وابن عباس ، وهذا لا يجوز لأن من وصف بأنه مسحور فكأنه قد خبل عقله ، وقد أبى الله سبحانه ذلك في قوله :
( وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا * انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا ).
ولكن يمكن أن يكون اليهودي أو بناته على ما يروى اجتهدوا في ذلك فلم يقدروا عليه واطلع الله نبيه (ص) على ما فعلوه حتى استخرج وكان ذلك دلالة على صدقه
(ع) وكيف يجوز أن يكون المرض من فعلهم ، ولو قدروا على ذلك لقتلوه وقتلوا كثيرا من المؤمنين مع شدة عداوتهم لهم ... "بحار الأنوار ج 18 ص70

وقد ذكر المجلسي رأيه بشيء من التفصيل في الجزء 63 قال :
" وأما تأثير السحر في النبي والإمام صلوات الله عليهما فالظاهر عدم وقوعه وإن لم يقم برهان على امتناعه إذا لم ينته إلى حد يخل بغرض البعثة كالتخبط والتخليط فإنه إذا كان الله سبحانه أقدر الكفار لمصالح التكليف على حبس الأنبياء والأوصياء (ع) وضربهم وجرحهم وقتلهم بأشنع الوجوه فأي استحالة على أن يقدروا على فعل يؤثر فيهم همّا ومرضا ؟! لكن لما عرفت أن السحر يندفع بالعوذات والآيات والتوكل وهم عليهم السلام معادن جميع ذلك فتأثيره فيهم مستبعد ، والأخبار الواردة في ذلك أكثرها عامية أو ضعيفة ومعارضة بمثلها ، فيشكل التعويل عليها في إثبات مثل ذلك "بحار الأنوار ج63 ص 41

ثم نقل العلامة المجلسي رأي أبي جعفر الاسترابادي – يظهر من ابن حجر إنه من علماء الشافعية - في سحر اليهودي النبي (ص) حيث قال : " وهذه أخبار آحاد لا يعمل عليها في هذا المعنى ، وقد روي عن عائشة أنها قالت : سحر رسول الله (ص) في عمل فيه السحر ، وهذا معارض ذلك " بحار الأنوار ج63 ص 28 .

ونقل قول العلامة في ( المنتهى ) : " وقد روى الجمهور عن عائشة أن النبي (ص) سحر حتى يرى أنه يفعل الشيء ولا يفعله … رواه البخاري …
وهذا القول عندي باطل والروايات ضعيفة خصوصا رواية عائشة لاستحالة تطرق السحر إلى الأنبياء عليهم السلام " بحار الأنوار ج63 ص 30 .

ونقل في الجزء 38 ما رواه ابن شهراشوب في ( المناقب ) قال : " المفسرون في قوله تعالى ( وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ) أنه لما سحر النبي (ص) لبيد بن أعصم اليهودي ... ... إن صح هذا الخبر فليتأول وإلا فليطرح "بحار الأنوار ج 38 ص 302- 303
الاستدلال بما حدث لموسى (ع)
ويحاول البعض الاستدلال بقوله تعالى ( فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ) طه / 66، بتقرير إن الآية تصرح بتأثر موسى بسحرهم .
فنقول إن الذي نمنعه ويمنعه علماؤنا هو التأثير العقلي على النبي بمعنى أن يتخيل أمور لم يفعلها ، وأما أن عينه كعين غيره من الناس تتأثر بقوانين الطبيعة ، فيتخيل إليه إن العصا التي في الماء مكسورة كما يتخيل لنا ، فهذا أمر لا نمنع وقوعه للنبي ، ولكن النبي لوعيه يلتفت إلى أنها صحيحة غير مكسور ، وإن الكسر مجرد تخيل ، لا أن يعتقد أنها مكسور حقيقة كما نسبوا إلى رسول الله (ص) في أمر سحره ، ولم يكن ما فعله سحرة فرعون إلا بعض الألعاب الفيزيائية التي يتخيل معها الناظر أن الحبال والعصي تتحرك .
قال ابن كثير في تفسيره : " وذلك أنهم أودعوها من الزئبق ما كانت تتحرك بسببه وتضطرب وتميد بحيث يخيل للناظر أنها تسعى باختيارها ، وإنما كانت حيلة "تفسير ابن كثير ج3 ص166
وقال الشيخ الطوسي في ( التبيان ) : " وإنما قيل يخيل لأنها لم تكن تسعى حقيقة وإنما تحركت لأنه قيل إنه كان جعل داخلها زئبق ، فلما حميت الشمس طلب الزئبق الصعود فتحركت العصي والحبال ، فظن موسى أنها تسعى " التبيان في تفسير القرآن ج7 ص186
وقال ابن حجر في ( الفتح ) : " وقوله تعالى ( يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى )هذه الآية عمدة من زعم أن السحر إنما هو تخييل ، ولا حجة له بها لأن هذه وردت في قصة سحرة فرعون ، وكان سحرهم كذلك ، قال أبو بكر الرازي في ( الأحكام ) : أخبر الله تعالى أن الذي ظنه موسى من إنها تسعى لم يكن سعيا وإنما كان تخييلا وذلك إن عصيهم كانت مجوفة قد ملئت زئبقا ... "فتح الباري ج10 ص 225

انتهى ................................