الباحث الطائي
18-12-2013, 12:04 AM
السلام عليكم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
المقدمة : هذه الدراسة نتعرض فيها الى ما ورد بخصوص الصيحات والندائات الجبرائيلية او غيرها في عصر / سنة الظهور ، وكما ورد في روايات متعددة
وهناك مما سيتبين لنا انها اكثر من صيحة واكثر من مناسبة ، وقد ادى بعض الغموض الى ان تتداخل على الباحثين مناسبة الصيحة ، وما نريد هنا في هذا التحقيق هو الفصل والتميز وقدر الامكان بالدلائل والقرائن والمنطق ان نوزع الصيحات ونفرقها حسب المناسبة والمكان والحدث ، والله الموفق
اولا : نبداء باول ما هو نعتقده من الصيحات في عصر الظهور
وهي مرافقة لخروج السفياني ( والذي اخبرنا بانه : من المحتوم خروج السفياني في رجب ) . والروايات المتعلقة بهذه المرحلة هي كالاتي :-
1- ( في غيبة النعماني(14) في حديث الحسن بن محبوب، عن الرضا (عليه السلام) كأني به أسر ما كانوا. قد نودوا نداء يسمعه من بالبعد، كما يسمعه من بالقرب يكون رحمة على المؤمنين وعذابا على الكافرين فقلت: بأبي وأمي أنت، وما ذلك النداء؟ قال (عليه السلام) ثلاثة أصوات في رجب. أولها: ألا لعنة الله على الظالمين. والثاني: أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين. والثالث: يرى بدنا بارزا مع قرن الشمس ينادي ألا إن الله قد بعث فلانا على هلاك الظالمين فعند ذلك يأتي المؤمنين الفرج ويشفي الله صدورهم ويذهب غيظ قلوبهم.)
2- ( عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ)
*قال: سيفعل الله ذلك بهم، فقلت: من هم ؟ قال: بنو أمية وشيعتهم (السفياني وأعوانه)، قلت: وما الآية ؟ قال: ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر، وخروج صدر رجل ووجهه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه، ذلك في زمان السفياني، وعندها يكون بواره وبوار قومه).
ويوضح هذا الحديث إلى أن ظهور هذه العلامة بعد خروج السفيـاني، وكما نعلم سابقاً بأن السفياني يخرج في رجب،
بل أكد أبو عبد الله (عليه السلام) وقوع هذه العلامة في رجب حيث (أنه قال: العام الذي فيه الصيحة، قبله الآية في رجب، قلت وما هي؟ قال: وجه يطلع في القمر (الشمس على قول آخر) ويد بارزة).
وهذا البدن البارز (الوجه والصدر) فلعله الارجح هو الذي ينادي النداءات الثلاثة في رجب كما في الرواية رقم ( 1 ) اعلاه
وعليه نقول : ستبداء اول الاصوات المسموعة في سنة الظهور في شهر رجب وسيكون اولها وكما هو اعلاه متعلق بحادثة السفياني وخروجه الذي سيكون في شهر رجب .
ثانيا الصيحة في شهر رمضان ،
1- ( في البحار(42) عن النعماني بإسناده عن أبي بصير عن الصادق (عليه السلام)، قال: لا يخرج القائم (عليه السلام) حتى ينادى باسمه من جوف السماء، في ليلة ثلاث وعشرين ليلة جمعة، قلت: بم ينادى؟ قال: باسمه واسم أبيه ألا إن فلان ابن فلان قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله) فاسمعوا له وأطيعوه فلا يبقى شئ خلق الله فيه الروح إلا سمع الصيحة، فتوقظ النائم، ويخرج إلى صحن داره، وتخرج العذراء من خدرها ويخرج القائم مما يسمع وهي صيحة جبرائيل )
2- ( في النعماني(48) عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: إذا رأيتم نارا من المشرق شبه الهردي العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد (صلى الله عليه وآله) إن شاء الله عز وجل إن الله عزيز حكيم. ثم قال (عليه السلام): الصيحة لاتكون إلا في شهر رمضان شهر الله وهي صيحة جبرائيل إلى هذا الخلق، ثم قال: ينادي مناد من السماء باسم القائم فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب، لا يبقى راقد إلا استيقظ، ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام على رجليه، فزعا من ذلك الصوت، فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت، فأجاب، فإن الصوت صوت جبرائيل الروح الأمين، وقال (عليه السلام): الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين فلا تشكوا في ذلك واسمعوا وأطيعوا، وفي آخر النهار صوت إبليس اللعين، ينادي ألا إن فلانا قتل مظلوما ليشكك الناس، ويفتنهم )
3- ( عن عبد الله بن سنان قال كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فسمعت رجلا من همدان يقول له: إن هؤلاء العامة يعيرونا، ويقولون لنا إنكم تزعمون أن مناديا ينادي من السماء باسم صاحب هذا الأمر وكان (عليه السلام) متكئا فغضب وجلس ثم قال: لاترووه عني، وارووه عن أبي، ولا حرج عليكم في ذلك أشهد إني قد سمعت ابي (عليه السلام) يقول: والله إن ذلك في كتاب الله عز وجل لبين حيث يقول: *(إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين)*.(50) فلا يبقى في الأرض يومئذ أحد إلا خضع وذلت رقبته لها، فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء ألا إن الحق في علي بن أبي طالب وشيعته فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهوى، حتى يتوارى عن أهل الأرض، ثم ينادي: ألا إن الحق في عثمان بن عفان وشيعته فإنه قتل مظلوما، فاطلبوا بدمه. قال (عليه السلام) فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت على الحق وهو النداء الأول ويرتاب يومئذ الذين في قلوبهم مرض: والمرض والله عداوتنا فعند ذلك يتبرؤون منا، ويتناولونا فيقولون: إن المنادي الأول سحر من سحر أهل هذا البيت ثم تلا أبو عبد الله (عليه السلام) قول الله عز وجل *(وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر )
4- ( عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله صلوات الله وسلامه عليه يقول: «هما صيحتان صيحة في أول الليل، وصيحة في آخر الليلة الثانية قال: فقلت: كيف ذلك؟ قال: فقال: واحدة من السماء، وواحدة من إبليس فقلت: وكيف تعرف هذه من هذه؟ فقال: يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون» (كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني: ص273 – 274).)
واقول : كل روايات الصيحة الجبرائيلية اعلاه والتي ستكون في شهر رمضان المبارك تؤكد على ان الصيحة ستكون ليلا ( ليلة 23 ، وانها على الارجح اول الليل في منطقة الظهور ) : وستكون من السماء " جوف السماء " وهي عامة لكل الناس على الارض وكلا يسمعها بلغته ، مع الاخذ بالاعتبار ان البعض سوف يسمعها في اوقات مختلفة من الليل بل وحتى قد يكون صباحا او نهارا حسب الموقع من الارض ولكن ما نعتقده من الصيحة في اول الليل من ليلة ال 23 شهر رمضان هي في منطقة الظهور خاصتا
ولكن فيما يتعلق بالصيحة الثانية فهي اولا ستكون من قبل ابليس بالذات ، وليس كما لعله يتصور البعض انها من الشيطان ، ولفضة الشيطان قد تصدق على شياظين الانس ، وشياطين الانس قد يستعملون اسلوب او علم او طريقة ما ليخرجوا صوتا مقابل الصيحة / الصوت الاول لجبرائيل ، والسبب في ذالك لان الرواية قالت صراحتا وعينت ابليس ولما يقال ابليس فهو ابليس الذي نعرفه ولو ان الرواية قالت الشيطان وحسب ، فلعله يتبادر كاحتمال ان يكون مصداق الشيطان ابليس او احد الشياطين من الجن او كذالك شياطين الانس منرجوا الانتباه لهذه الحيثية ،
واما المسألة الاخرى فان دقت موعد صوت الملعون ابليس وان كان بالقطع سيكون الصوت الثاني لا الاول ، لكن وقت هذا الصوت يتردد في الروايات ما بين ستكون اخر الليل او نهار الغد من ليللة الصيحة الجبرائيلية ، ولعل هذا يعود كاشارة الى محل / مكان من يسمع الصوت الثاني الارضي لابليس حيث سيكون الناس وكما بينا في اوقات مختلفة من الليل والنهار ، او لعله سيتطلب من ابليس ان يصدر الصوت الذي يريد ولكن لا يستطيع ان يفعل كاعجازية جبرائيل بان يكون صوت واحد ويشمل كل اهل الارض ، لذالك مثلا يكرر ابليس صوته في اكثر من بقعة من الارض هذا قد يفسر هذا التررد في اوقات وموعد الصوت الابليسي المذكور والله اعلم ،
ثالثا ، فيما يتعلق بالصيحة وقت خروج الامام في العاشر من محرم ( السنة الوتر ) في مكة المكرمة ، ونستعرض الروايات اولا :-
1- ( عن*أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): (أول من يبايع القائم جبرائيل، ينزل في صورة طير أبيض فيبايعه ثم يضع رجلاً على بيت الله الحرام ورجلاً على بيت المقدس ثم ينادي بصوت ذلق تسمعه الخلايق، أتى أمر الله فلا تستعجلوه).
2- ( في قوله تعالى (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ المنَادِي مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ! يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) عن الصادق (عليه السلام) قال: (ينادي مناد باسم القائم واسم أبيه عليهما السلام، والصيحة في هذه الآية صيحة من السماء، وذلك يوم خروج القائم (عليه السلام))
3- ( عن شهر بن حوشب قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: (يكون في رمضان صوت، وفي شوال مهمهة، وفي ذي القعدة تتحارب القبائل، وفي ذي الحجة ينتهب الحاج، وفي المحرم ينادي مناد من السماء: ألا إن صفوة الله من خلقه فلان فاسمعوا له وأطيعوا).
4- ( عن الثمالي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن أبا جعفر (عليه السلام) كان يقول: إن خروج السفياني من الأمر المحتوم؟ قال: نعم، واختلاف بني العباس من المحتوم وقتل النفس الزكية من المحتوم، وخروج القائم (عليه السلام) من المحتوم، فقلت له: فكيف يكون ذلك النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن الحق في علي وشيعته، ثم ينادي إبليس لعنه الله في آخر النهار: ألا إن الحق في السفياني وشيعته فيرتاب عند ذلك المبطلون.)
واقول : الرواية رقم 4 اعلاه ، نضعها في قسم الصيحات المتعلقة بوقت الخروج في محرم لا وقت الصيحة في رمضان لقرينتين في الرواية ، الاولى لانه السائل بعد ان ذكر الامام ع بان خروج القائم من المحتوم ( وهنا اشارة الى حادثة القيام اي حادثة شهر محرم لا حادثة الظهور في رمضان ) ، فيرد الامام ع بانه نداء من السماء اول النهار ، وحيث ان وقتها نهارا
ومتعلقها بالخروج وهو نعلمه يوم سبت العاشر من محرم وانها ليست ليلا ( وكما اثبتناه سابقا بان صيحة الظهور ستكون ليلة ال 23 من شهر رمضان ) ، فيكون بتلك القرائن ان الحديث يتعلق بصيحة جبرائيل وقت الخروج هنا ،
هذا طبعا بما يسنده من روايات اخرى على انه سيكون هناك صيحة واحدة على الاقل لجبرائيل فترة خروج الامام في محرم من مكة ، ولعل كلمة صيحة استعملت في حادثة الظهور في شهر رمضان دلالة على ان فيها صيغة امر رباني على العالم
وكلمة نداء كالتي وصّفت بحادثة شهر محرم الخروج دلالة على توجيه الناس الى الامام وطاعته ونصرته كم يتبين من صيغتها " الحق في علي وشيعته " او " الا ان صفوة الله من خلقه فلان فاسمعوا له واطيعوا " والله اعلم
وكذالك الروايات الاخرى المتعلقة بالصوت / الصيحة هنا فيها جميعا اشارات على انها ستكون نهارا لانها كلها متعلق بحادثة يوم الخروج ولا توجد قرينة معتبرة تبين انها ليلا فلذالك الفهم العام سيكون باتجاه انها نهارا بالضافة الى بعض الاشارات الاخرى في بعض الروايات يمكن اعتبارها تاكيد على انها نهارا ،
واخيرا يتبين من هذا التحقيق والقرائن الموجودة في الروايات اننا امام ثلاث فترات واحداث في عصر / سنة الظهور سيكون فيها صيحات او ندائات او اصوات للناس جميعا على الارجح واولها ستبداء مع مرحلة خروج السفياني في شهر رجب
والثانية ستكون في شهر رمضان ، والثالثة ستكون في شهر محرم من السنة التالية للظهور ،
كما نرجوا بهذا التحقيق ان نرفع الشبهة التي كانت عند بعض الباحثين فضلا عن المطلعين في تداخل اوقات الصيحة في شهر رمضان خاصتا اذا كنا افلحنا في التفريق الذي حققناه هنا
هذا ما استطعنا ان نستخرجه وما هو متوفر بايدينا من الروايات ، وهذا مقدار فهمنا لها والله اعلم وشكرا
الباحث الطائي
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
المقدمة : هذه الدراسة نتعرض فيها الى ما ورد بخصوص الصيحات والندائات الجبرائيلية او غيرها في عصر / سنة الظهور ، وكما ورد في روايات متعددة
وهناك مما سيتبين لنا انها اكثر من صيحة واكثر من مناسبة ، وقد ادى بعض الغموض الى ان تتداخل على الباحثين مناسبة الصيحة ، وما نريد هنا في هذا التحقيق هو الفصل والتميز وقدر الامكان بالدلائل والقرائن والمنطق ان نوزع الصيحات ونفرقها حسب المناسبة والمكان والحدث ، والله الموفق
اولا : نبداء باول ما هو نعتقده من الصيحات في عصر الظهور
وهي مرافقة لخروج السفياني ( والذي اخبرنا بانه : من المحتوم خروج السفياني في رجب ) . والروايات المتعلقة بهذه المرحلة هي كالاتي :-
1- ( في غيبة النعماني(14) في حديث الحسن بن محبوب، عن الرضا (عليه السلام) كأني به أسر ما كانوا. قد نودوا نداء يسمعه من بالبعد، كما يسمعه من بالقرب يكون رحمة على المؤمنين وعذابا على الكافرين فقلت: بأبي وأمي أنت، وما ذلك النداء؟ قال (عليه السلام) ثلاثة أصوات في رجب. أولها: ألا لعنة الله على الظالمين. والثاني: أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين. والثالث: يرى بدنا بارزا مع قرن الشمس ينادي ألا إن الله قد بعث فلانا على هلاك الظالمين فعند ذلك يأتي المؤمنين الفرج ويشفي الله صدورهم ويذهب غيظ قلوبهم.)
2- ( عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ)
*قال: سيفعل الله ذلك بهم، فقلت: من هم ؟ قال: بنو أمية وشيعتهم (السفياني وأعوانه)، قلت: وما الآية ؟ قال: ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر، وخروج صدر رجل ووجهه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه، ذلك في زمان السفياني، وعندها يكون بواره وبوار قومه).
ويوضح هذا الحديث إلى أن ظهور هذه العلامة بعد خروج السفيـاني، وكما نعلم سابقاً بأن السفياني يخرج في رجب،
بل أكد أبو عبد الله (عليه السلام) وقوع هذه العلامة في رجب حيث (أنه قال: العام الذي فيه الصيحة، قبله الآية في رجب، قلت وما هي؟ قال: وجه يطلع في القمر (الشمس على قول آخر) ويد بارزة).
وهذا البدن البارز (الوجه والصدر) فلعله الارجح هو الذي ينادي النداءات الثلاثة في رجب كما في الرواية رقم ( 1 ) اعلاه
وعليه نقول : ستبداء اول الاصوات المسموعة في سنة الظهور في شهر رجب وسيكون اولها وكما هو اعلاه متعلق بحادثة السفياني وخروجه الذي سيكون في شهر رجب .
ثانيا الصيحة في شهر رمضان ،
1- ( في البحار(42) عن النعماني بإسناده عن أبي بصير عن الصادق (عليه السلام)، قال: لا يخرج القائم (عليه السلام) حتى ينادى باسمه من جوف السماء، في ليلة ثلاث وعشرين ليلة جمعة، قلت: بم ينادى؟ قال: باسمه واسم أبيه ألا إن فلان ابن فلان قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله) فاسمعوا له وأطيعوه فلا يبقى شئ خلق الله فيه الروح إلا سمع الصيحة، فتوقظ النائم، ويخرج إلى صحن داره، وتخرج العذراء من خدرها ويخرج القائم مما يسمع وهي صيحة جبرائيل )
2- ( في النعماني(48) عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: إذا رأيتم نارا من المشرق شبه الهردي العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد (صلى الله عليه وآله) إن شاء الله عز وجل إن الله عزيز حكيم. ثم قال (عليه السلام): الصيحة لاتكون إلا في شهر رمضان شهر الله وهي صيحة جبرائيل إلى هذا الخلق، ثم قال: ينادي مناد من السماء باسم القائم فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب، لا يبقى راقد إلا استيقظ، ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام على رجليه، فزعا من ذلك الصوت، فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت، فأجاب، فإن الصوت صوت جبرائيل الروح الأمين، وقال (عليه السلام): الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين فلا تشكوا في ذلك واسمعوا وأطيعوا، وفي آخر النهار صوت إبليس اللعين، ينادي ألا إن فلانا قتل مظلوما ليشكك الناس، ويفتنهم )
3- ( عن عبد الله بن سنان قال كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فسمعت رجلا من همدان يقول له: إن هؤلاء العامة يعيرونا، ويقولون لنا إنكم تزعمون أن مناديا ينادي من السماء باسم صاحب هذا الأمر وكان (عليه السلام) متكئا فغضب وجلس ثم قال: لاترووه عني، وارووه عن أبي، ولا حرج عليكم في ذلك أشهد إني قد سمعت ابي (عليه السلام) يقول: والله إن ذلك في كتاب الله عز وجل لبين حيث يقول: *(إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين)*.(50) فلا يبقى في الأرض يومئذ أحد إلا خضع وذلت رقبته لها، فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء ألا إن الحق في علي بن أبي طالب وشيعته فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهوى، حتى يتوارى عن أهل الأرض، ثم ينادي: ألا إن الحق في عثمان بن عفان وشيعته فإنه قتل مظلوما، فاطلبوا بدمه. قال (عليه السلام) فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت على الحق وهو النداء الأول ويرتاب يومئذ الذين في قلوبهم مرض: والمرض والله عداوتنا فعند ذلك يتبرؤون منا، ويتناولونا فيقولون: إن المنادي الأول سحر من سحر أهل هذا البيت ثم تلا أبو عبد الله (عليه السلام) قول الله عز وجل *(وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر )
4- ( عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله صلوات الله وسلامه عليه يقول: «هما صيحتان صيحة في أول الليل، وصيحة في آخر الليلة الثانية قال: فقلت: كيف ذلك؟ قال: فقال: واحدة من السماء، وواحدة من إبليس فقلت: وكيف تعرف هذه من هذه؟ فقال: يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون» (كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني: ص273 – 274).)
واقول : كل روايات الصيحة الجبرائيلية اعلاه والتي ستكون في شهر رمضان المبارك تؤكد على ان الصيحة ستكون ليلا ( ليلة 23 ، وانها على الارجح اول الليل في منطقة الظهور ) : وستكون من السماء " جوف السماء " وهي عامة لكل الناس على الارض وكلا يسمعها بلغته ، مع الاخذ بالاعتبار ان البعض سوف يسمعها في اوقات مختلفة من الليل بل وحتى قد يكون صباحا او نهارا حسب الموقع من الارض ولكن ما نعتقده من الصيحة في اول الليل من ليلة ال 23 شهر رمضان هي في منطقة الظهور خاصتا
ولكن فيما يتعلق بالصيحة الثانية فهي اولا ستكون من قبل ابليس بالذات ، وليس كما لعله يتصور البعض انها من الشيطان ، ولفضة الشيطان قد تصدق على شياظين الانس ، وشياطين الانس قد يستعملون اسلوب او علم او طريقة ما ليخرجوا صوتا مقابل الصيحة / الصوت الاول لجبرائيل ، والسبب في ذالك لان الرواية قالت صراحتا وعينت ابليس ولما يقال ابليس فهو ابليس الذي نعرفه ولو ان الرواية قالت الشيطان وحسب ، فلعله يتبادر كاحتمال ان يكون مصداق الشيطان ابليس او احد الشياطين من الجن او كذالك شياطين الانس منرجوا الانتباه لهذه الحيثية ،
واما المسألة الاخرى فان دقت موعد صوت الملعون ابليس وان كان بالقطع سيكون الصوت الثاني لا الاول ، لكن وقت هذا الصوت يتردد في الروايات ما بين ستكون اخر الليل او نهار الغد من ليللة الصيحة الجبرائيلية ، ولعل هذا يعود كاشارة الى محل / مكان من يسمع الصوت الثاني الارضي لابليس حيث سيكون الناس وكما بينا في اوقات مختلفة من الليل والنهار ، او لعله سيتطلب من ابليس ان يصدر الصوت الذي يريد ولكن لا يستطيع ان يفعل كاعجازية جبرائيل بان يكون صوت واحد ويشمل كل اهل الارض ، لذالك مثلا يكرر ابليس صوته في اكثر من بقعة من الارض هذا قد يفسر هذا التررد في اوقات وموعد الصوت الابليسي المذكور والله اعلم ،
ثالثا ، فيما يتعلق بالصيحة وقت خروج الامام في العاشر من محرم ( السنة الوتر ) في مكة المكرمة ، ونستعرض الروايات اولا :-
1- ( عن*أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): (أول من يبايع القائم جبرائيل، ينزل في صورة طير أبيض فيبايعه ثم يضع رجلاً على بيت الله الحرام ورجلاً على بيت المقدس ثم ينادي بصوت ذلق تسمعه الخلايق، أتى أمر الله فلا تستعجلوه).
2- ( في قوله تعالى (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ المنَادِي مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ! يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) عن الصادق (عليه السلام) قال: (ينادي مناد باسم القائم واسم أبيه عليهما السلام، والصيحة في هذه الآية صيحة من السماء، وذلك يوم خروج القائم (عليه السلام))
3- ( عن شهر بن حوشب قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: (يكون في رمضان صوت، وفي شوال مهمهة، وفي ذي القعدة تتحارب القبائل، وفي ذي الحجة ينتهب الحاج، وفي المحرم ينادي مناد من السماء: ألا إن صفوة الله من خلقه فلان فاسمعوا له وأطيعوا).
4- ( عن الثمالي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن أبا جعفر (عليه السلام) كان يقول: إن خروج السفياني من الأمر المحتوم؟ قال: نعم، واختلاف بني العباس من المحتوم وقتل النفس الزكية من المحتوم، وخروج القائم (عليه السلام) من المحتوم، فقلت له: فكيف يكون ذلك النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن الحق في علي وشيعته، ثم ينادي إبليس لعنه الله في آخر النهار: ألا إن الحق في السفياني وشيعته فيرتاب عند ذلك المبطلون.)
واقول : الرواية رقم 4 اعلاه ، نضعها في قسم الصيحات المتعلقة بوقت الخروج في محرم لا وقت الصيحة في رمضان لقرينتين في الرواية ، الاولى لانه السائل بعد ان ذكر الامام ع بان خروج القائم من المحتوم ( وهنا اشارة الى حادثة القيام اي حادثة شهر محرم لا حادثة الظهور في رمضان ) ، فيرد الامام ع بانه نداء من السماء اول النهار ، وحيث ان وقتها نهارا
ومتعلقها بالخروج وهو نعلمه يوم سبت العاشر من محرم وانها ليست ليلا ( وكما اثبتناه سابقا بان صيحة الظهور ستكون ليلة ال 23 من شهر رمضان ) ، فيكون بتلك القرائن ان الحديث يتعلق بصيحة جبرائيل وقت الخروج هنا ،
هذا طبعا بما يسنده من روايات اخرى على انه سيكون هناك صيحة واحدة على الاقل لجبرائيل فترة خروج الامام في محرم من مكة ، ولعل كلمة صيحة استعملت في حادثة الظهور في شهر رمضان دلالة على ان فيها صيغة امر رباني على العالم
وكلمة نداء كالتي وصّفت بحادثة شهر محرم الخروج دلالة على توجيه الناس الى الامام وطاعته ونصرته كم يتبين من صيغتها " الحق في علي وشيعته " او " الا ان صفوة الله من خلقه فلان فاسمعوا له واطيعوا " والله اعلم
وكذالك الروايات الاخرى المتعلقة بالصوت / الصيحة هنا فيها جميعا اشارات على انها ستكون نهارا لانها كلها متعلق بحادثة يوم الخروج ولا توجد قرينة معتبرة تبين انها ليلا فلذالك الفهم العام سيكون باتجاه انها نهارا بالضافة الى بعض الاشارات الاخرى في بعض الروايات يمكن اعتبارها تاكيد على انها نهارا ،
واخيرا يتبين من هذا التحقيق والقرائن الموجودة في الروايات اننا امام ثلاث فترات واحداث في عصر / سنة الظهور سيكون فيها صيحات او ندائات او اصوات للناس جميعا على الارجح واولها ستبداء مع مرحلة خروج السفياني في شهر رجب
والثانية ستكون في شهر رمضان ، والثالثة ستكون في شهر محرم من السنة التالية للظهور ،
كما نرجوا بهذا التحقيق ان نرفع الشبهة التي كانت عند بعض الباحثين فضلا عن المطلعين في تداخل اوقات الصيحة في شهر رمضان خاصتا اذا كنا افلحنا في التفريق الذي حققناه هنا
هذا ما استطعنا ان نستخرجه وما هو متوفر بايدينا من الروايات ، وهذا مقدار فهمنا لها والله اعلم وشكرا
الباحث الطائي