المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وجعلنا من نور محمد ص وآله كل شيئٍ حيا


الباحث الطائي
08-11-2013, 12:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

يقول الله جل وعلا . بسم الله الرحمن الرحيم . وجعلنا من الماءِ كلّ شيئٍ حيّا .

القران الكريم كتاب هداية . وهذه الهداية من اجل نقل الانسان الى اعلى مراتب القرب الالهي والمتمثل بالكمالات الاسمائية والصفاتية اللامتناهية للواحد الاحد .

والكلمات في القران هي في الاصل تعود للمعاني ، والمعاني للحقائق . وهذه الحقائق لها مبداء وتتجلى وتتنزل على المراتب بالشكل الذي يناسب حقيقتها في تلك المرتبة الوجودية .

* الماء - هذه الكلمة في القرآن لما تذكر وعلى سبيل المثال وعلى سبيل القصد الذي نحن بخصوصه فان اول ما يتصوره الانسان بخصوص هذه الكلمة هو هذا الماء المتعارف . اي ذالك السائل الشفاف الذي نحتاج لشربه لما نعطش وبه نرتوي ... وعند اهل الكيمياء يرمز له H2O ,

وهو الذي يعتبره العلماء - كعلماء الاحياء مثلا كعنصر وشرط اساسي لا بد منه لوجود وبقاء الحياة واستمرارها .
ولا يمكن التصور بالاستغناء عنه . بل ربطوا بين وجود الحياة ووجود الماء - فان اثبت امكانية وجود الماء امكن احتمال وجود الحياة .
ولما تمكن العلم من النضر والبحث في دقائق الخلايا الحية التي يتكون منها جسم الانسان او الحيوان او النبات مثلا . فان للماء وجود اساسي في تركيبها . ولو قدّر ان تفقد الخلايا هذا الماء لماتت . .. لذالك والى هنا وبحدود فهمنا من اهمية الماء . فيصدق ويثبت بالدليل على انه حقا " وجعلنا من الماء كل شيئٍ حيا " .

* ولكن هل تقف المسألة في معاني القرآن الى هذا الحد . ونحن نعلم ان الحقائق المتعلقة بمعاني الاشياء لها رتب متعددة في الصعود وهي على حال يناسب نشأتها التي هي فيها .

والجواب - انه لو نضرنا الى التعابير القرآنية وموارد ذكر الماء ومعانيه وتأملنا فيها ، فسنجد أنّ للماء حقيقة اكبر واعلى مما نتوقع .
وهذا الماء الذي نعرفه في الحياة الدنيا ما هو إلا ادنى مراتب الحقيقة ، لحقيقة اعلى تنزل الماء منها . مع ما له من اهمية ذكرها القران وهي وجعلنا من الماء كل شيئ حيا .

أما كيف ذالك فنحتاج الى تامل دقيق الى القرآن لنستخرج كنوز معانيه .

* فلننضر اولا الى قول الله تعالى : الله خالق كل شيئ .
وهنا التعبير والمعنى والقصد واضح . فكل ما يصح ان يطلق عليه شيئ فان الله هو خالقه .اي سواء مادي او معنوي . محسوس ام غير محسوس . او مرئي ام غير مرئي . بل اي ما يمكن تصوره من وجود في السموات والارض وما فوقها وما تحتها هو لله ، وهو خالقه .
- اذن الماء بطبيعة الحال هو شيئ . والله خالقه . وحيث ان الله قال وجعلنا من الماء كل شيئٍ حيا . فأن كل ما في الوجود حي بالماء . اي الله جعل حياة الاحياء في هذا الوجود بالماء وحيث ان مفهوم الماء في الدنيا الذي نعرفه هو هذا السائل المتعارف عندنا والذي بينا اهميته في الحياة
فهل لنا ان نتصور ان يكون هو نفس هذا الماء المتعارف والمشهود عندنا هو نفسه وبهيئته في المراتب الاعلى . وبنفس الفهم ام له وجود ونشأة اخرى في المراتب الاعلى تناسب تلك المرتبة وتحافظ على بقاء حقيقة معناه وارتباطه بالحياة .( ارتباط معنا تعلق الحياة به ) .

والجواب بالتاكيد نعم . هذا الماء له مرتبة وجودية اعلى وارقى ( اكثر تجردا ) ،
هذا الفهم اذا انتبهنا له سوف يفتح لنا ابواب وآفاق فهم معاني في القرآن اخرى اكثر عمقا فضلا عن ظاهرها المهم ،

*** فلندخل في العمق الثاني في حقائق المعاني ***

- نحن لما نتأمل قول الله " انزل من السماء ماء ، فسالت اودية بقدرها "
فهذه لها معنا ظاهري وضع للمثال والتصور لفهم حقيقة اعمق او اعلى رتبة ،
فالمعنى الظاهري واضح من المثال ، والباطني الذي يراد لنا الالتفات له هو " الحقيقة التي وراء المثل المضروب "
اي بمعنى ، انزل من السماء ( اي من مراتب الفيض الالهي ) ماء ( اي فيوضات وانوار علم الله ) ، فسالت اودية بقدرها ( فالاودية هي الاوعية الوجودية التيي تتلقى هذه الفيوضات النازلة والتي سماها الله ماء ( ولم يقال الماء اي جائت منكرة وهذه لها نكته لان الماء بال التعريف هو هذا جنس الماء المعروف ، واما ماء فقط بدون ال التعريف لا يحصر بالماء بل ما له معنى الماء في الحقيقة ) ،
ولكن ليس كل الاودية اي الاعوعية الوجودية متساوية ، لذالك فكل وادي اي وعاء وجودي ياخذ ويتحمل من الفيض الالهي النازل بمقداره وحسبه ، لا بمقدار ما ينزل ، لان ما ينزل من الله اللامتناهي الرحمة فهو غير متناهي السعة ،
ولكن المشكلة في القابل لا الفاعل . الى هنا لعله اتضح معنى اعمق للفهم القراني الذي نحن بصدده

*** ناتي الى مرتبة وفهم اعمق ***
الروح ، التي هي حقيقة كل انسان وعليها المدار يدور في هذا الموجود الذي يطلق عليه الانسان ،
ونقول : هل ان الروح يصدق عليها شيئ ،
والجواب نعم ، وقد قلنا من قبل الله خالق كل شيئ ومنها الروح بالتاكيد
وحيث ان الله يقول " وجعلنا من الماء كل شيئ حيا " ، فان الروح هذه الحقيقة العالية المجردة تحيا بالماء وللماء دور اساسي في حياتها ،
ولكن اي ماء هذا الذي يناسب تلك الروح المجردة ، هل هو نفس هذا الماء ام غيره
والجواب طبعا ليس هذا الماء المادي ولكن الماء المعنوي الاعلى والذي يحمل نفس حقيقة الماء اي جعل الاشياء تكون به حية ولكن بما يناسب المرتبة الوجودية التي هو فيها ، وهنا في الحياة الدنيا يظهر لنا الماء بهذا الشكل والمواصفات التي نرى ونعلم بها خصائصه ، وهناك يظهر بمظهر اخر يناسب تلك الحقيقة العالية التي يتنزل منها ،

* اذن السؤال ما هو معنى الماء في تلك المراتب العليا
والجواب : هو العلم والذي يطلق عليه احيانا النور ،،، لذالك مثلا فان الحديث " العلم نور والجهل ظلام " اي العلم حياة الموجودات الحية والجهل موت لها اي ظلام
وكذالك قول الله تعالى " الله نور السموات والارض " اي منشاء هذاه الحياة في السموات والارض هو منه تعالى ومن يقع ويستقبل هذا النور فهو حي ومن تحتجب روحه عن نور الله فهو ميتا حقيقيا وان كلن حيا ظاهريا بالمادة .

*** اذن ما مصدر ومنبع هذا النور الالهي العظيم الذي خرج للوجود وانتشر في الموجودات وبث فيها الحياة وكانت الحياة به على مختلف رتبها ،
* اي بعبارة ثانية ما مصدر هذا الماء الذي تحيا به الروح
والجواب : مصدره المنبع الذي ينبع منه الماء الاول وفي الحوض الذي يجمعه ثم منه تتلقى الخلائق بل الوجود الحياة ،
هذا الماء هو نور محمد المصطفى ص هو مصدر الحياة ، وهو المتلقي الاول للنور اللامتناهي من الكمالات الالهية التي ظهر بها الوجود وهذا النور المحمدي له وجه يتلقى هذا الفيض الاول من الله والوجه الاخر تتلقى منه الخلائق لتاخذ منه ماء حياتها ، وهذا الماء يحتضنه حوض الكوثر اي الزهراء فاطمة ع بنت محمد ص في تلك المرتبة العالية ،
هذا الحوض الكوثري فيه بحرين عظيمين
هذين البحرين نور النبوة الخاتمية المحمدية ، ونور الامامة العلوية
وهذه ابمعاني العالية والتي هي فوق الاذهان يصفها القران في سورة الرحمن
" مرج البحرين يلتقيان ، ومن ثم : بينهما برزخ لا يبغيان ، ومن ثم يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان .
فهذين البحرين المحمدي ص والعلوي كلاهما يجتمعان في حوض الكوثر ، فاي عضمة هذه لهذا الوجود الفاطمي والتي لا يمكن ادراكها ، ( ولهذا كان الحديث من ادرك فاطمة فقد ادرك ليلة القدر ، وحيث ان ليلة القدر يقول الله فيها : وما ادراك ما ليلة القدر - اي لا مجال للوصول لادراكها ).
لذالك فان فاطمة الزهراء ع : هي الحوض الجامع وهي البرزخ المانع
اي هي الحوض الذي يجتمع فيه نور النبوة الخاتمية ونور الامامة العلوية ( ماء حياة تلك المرتبتين )
هذه الزهراء الكوثر هي هي البرزخ وهي الحاملة والحاوية لهذين البحرين العظيمين نبوة المصطفى والامامة العلوية وبها ومنها ولولاها لما كان قد خرج من ثمرة التقائها بالنور العلوي أن يخرج للوجود ذالك اللؤلؤ والمرجان ، اي الحسن والحسين

لان اللؤلؤ والمرجان يخرج من كلا البحرين ولكن حيث ان هذين البحرين ( المحمدي ص والعلوي ع ) لا يطغيان فلا بد من ان يكون هناك وسيط اخر به يلتقيان وهذا الوسيط هو الزهراء فاطمة ، وهذا ما ظهر في الحياة الدنيا بصورتهم البشرية فتزوج الامام علي من الزهراء البتول وخرج لنا منهما الحسن والحسين ( اللؤلؤ والمرجان ) .
ولولا الزهراء لما كان هذا كله ، فاي مقام هذا وشرف وعظمة لكي ايتها الزهراء فاطمة بنت محمد ص .

هذه البحار من الانوار الالهية هي مرتب علم الله الاعلى والتي تجلت باعظم صورها ومراتبها بارواح محمد وال محمد وعلى راسهم الامام علي ع وفاطمة ع والحسن ع والحسين ع ، ومن بعد في ولد الحسين ع من المعصومين واخرهم المهدي عج

* اذن ما هو الماء وما هو اصل حقيقته ، هل بقي هو هذا الذي نعرفه ويرمز له H2O ، ام له مرتبة وفهم اعلى
والجواب نعم لم يبقى فهمنا بعد الان كما هو
ونعم حقا كما قال الله تعالى " وجعلنا من الماء كل شيئ حيا "
اي وجعلنا من محمد ص وال بيته ع كل شيئ حيا
اذن هذا الماء الذي بين ايدينا وبه نحيا ما هو الا احد مراتب حقيقة محمد وال محمد تنزلت وظهرت في هذه الدنيا واخذة صورة هذا الماء وكل الاحياء تحيا به ومنه تكون حيه
اي ليس القول كان وجعلنا بالماء كل شيئ حيا بل وجعلنا من الماء كل شيئ حيا ، وان تكون حي من الماء ليس مثل ان تكون مثلا حي بالماء ، لان الاول يعني اصل حياتك منه ، وفي الثاني فرع حياتك منه فلينتبه المتامل لهذه الدقة القرآنية

لذالك ما اعظم محمد وال محمد ، فالمؤمن والكافر يشربان من منهما ، ويحييان بهم ، ولكن المؤمن يشرب وهو شاكر والكافر يشرب وهو ناكر
الا ان العجب كل العجب ان يموت الحسين عطشانا ، فهل سمعت او رايت او تتصور كيف يموت الماء عطشا وهو الماء وهو النور هذا لعمري في الكائنات عظيم
فبالماء تحيا اجسادنا ومنه تحيا ، وبالنور والعلم تحيا اروحنا ، فمحمد وال محمد سبب لحياة اجسامنا وارواحنا في الدنيا والاخرة فصل ياربي على محمد وال محمد دائما وابدا

لذالك محمد وال محمد اولى منا بانفسنا منا ، وهم ولات امرنا واولياء نعمتنا ، ونحن بهم من بعد الله قائمون ، ولولاهم لمى بقي حي في السموات والارض ولساخت الارض بأهلها وكل الوجود
ولقد ابقى الله من هذا النور المحمدي والعلوي بقية لاخر الزمان هو نور المهدي ع ماء الحياة الذي تحيا به الخلائق الى يوم القيامة ،
هذه من فيوضات محمد وال محمد بفضل الله تعالى والله اعلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ملاحظة قد تفيد علما ، وهو وجدنا في علم الحروف ما يلي :
قوله تعالى ، مرج البحرين يلتقيان ، بينهما برزخ لا يبغيان ، ورد التاويل عن
مرج البحرين انهما محمد ص وعلي ع ، وورد تاويل بينهما برزخ انها فاطمة الزهراء ع
مرج البحرين = 31 = محمد + علي = 31
بينهما برزخ = 35 = فاطمة الزهراء = 35

في الروحْ تَسكنْ
12-11-2013, 10:43 AM
جزاك ربي خيراً .. ،

خادمة الكوثر
13-11-2013, 04:05 PM
في ميزان حسناتك