المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلاقة الوثيقة بين الجسم والروح، للأستاذ بناهيان


الرحيق المختوم
04-11-2013, 09:51 AM
العلاقة الوثيقة بين الجسم والروح


هناك تأثير وتأثر متقابل بين الروح والجسد فحال اجسامنا مؤثر على ارواحنا وفكرنا. فالأطعمة ذات الطبع البارد تؤثر على أرواحنا بحيث نبرد عندها أمام كثير من الأمور. والعكس هو الصحيح فمن ياكل الأطعمة ذات الطبيعة الحارّة يشعر بحراره تجاه كثير من المسائل حتى يؤدي به الأمر الى ازدياد أمله بحياته ومستقبله. ففي الحقيقة إن مسألة تأثير المناهج الغذائية على الروح والفكر والعواطف الإنسانية، بحث عميق جدا. حوالي 90% من نسائنا اليوم لايعلمن شيئا عن هذه المسائل، في حين كان من المفروض إدراج بعض الأطعمة التي تساعد على سلامة جسم أفراد الأسرة وروحهم في برنامجها الغذائي. فحتى في الطب القديم هناك اختلاف بين البرامج الغذائية للرجل و المرأة حسب الاقتضاءات الروحية لهما، فعلى سبيل المثال ورد في بعض الروايات أن بعض أنواع الخضروات يتحتم على الرجل أكلها أكثر من المرأة وعلى العكس … ولو فتشنا عن الدليل لهذه الأوامر نهتدي إلى الحكمة العظيمة التي تقف خلفها، ولو عملنا بها كم سيكون لها من الأثر على سلامة أرواحنا وأجسامنا. فعلى سبيل المثال عندما يقال أن أكل لحم الخنزير حرام، تصل النوبة مباشرة إلى الكلام عن ثأثيره الروحي على الإنسان إذ يؤدي بأكله إلى أن يصبح عديم الغيرة. فتأثير الأطعمة والأغذية على أفكار البشر وعواطفهم هو نفس العلاقة المتقابلة بين الروح والجسد. فمن أجل درك المواهب المعنويه ونيلها لابد للإنسان أن يقلّل من طعامه ومنامه. فقد جاء في الروايات أن الجوع يورث الإخلاص والحكمة. حتى ورد في الروايات بأن المرء لو استطاع أن يعرف ساعة موته فليسع لأن يموت جائعا.
ينقل الشيخ علي ابن الشيخ بهجت(ره) بأن أباه لم يكن يأكل شيئا إلا القليل القليل في الأسبوع الأخير من عمره.


(قيام الليل عمل ليس بالسهل)


عندما يبتلى المرء ببعض المشاكل ويتألم روحيا بسببها. تترك هذه الآلام الروحية اثرا على جسده. فمن المسلمات الروائية عندنا أن بعض الأذكار أو النوايا الخالصة يمكنها أن تقضي على أثر سوء التغذية. فهذه النية وهذا الذكر له أثر على الأمور المادية المحاطة بنا. فقد ورد في الروايات، لو أسأت الظن بسلامة بعض ما تأكله اقرأ سورة القدر و انفخ عليه ثم كله. يقال إن أحد علماء الفيزياء استطاع أخيرا أن يدوّن هذه التغييرات التي تطرأ على الطعام نتيجة قراءة هذه الاذكار عليه. فمن حيث أنّ بين الجسم والروح علاقة متقابله فأعمالنا مؤثرة على أرواحنا. فالحسد مثلا رذيلة نفسانية وهو ايضا من الصفات التي تؤذي الجسد جدّا. او أن صلاة الليل تنوّر الوجه. فهذه من المسائل التي لا يعتريها أي شك ولا يمكن المرور عليها مرور الكرام. هذه الأبحاث مقدمة للقول بأنّ تسلق الجبال[1] و الحضور في هذه المجالس الروحيه والصميمية والسعي للوصول إليها لها الأثر البالغ على رشد عقل الإنسان ويوجد أرضية روحية مساعدة جدّا عند الإنسان تؤهله للعبادة، ويحرم منها من لم تكن عنده هذه الروحية ولم يكن حاضرا لتحمل تعب هذا الصعود. كلنا نذعن بأن قيام الليل ليس بالعمل السهل. بيد أن الإنسان لو تحمل هذا القيام الصعب وأجهد نفسه به سيترك آثارا مفيده جدّا على روحه. وبطبيعة الحال ليس هناك علاقة وارتباط بين الآثار الإيجابيه على الروح والتثقيل على البدن وإرهاقه. فقد يحصل الإنسان على هذه الآثار وبسهوله وبدون إرهاق للجسد. وقصة تعرّف المرحوم السيد هاشم الحداد عى أستاذه المرحوم السيد القاضي الطباطبائي نموذج بارز على ذلك .
فقد الّفت مؤلفات عديدة في وصف حالات المرحوم السيد هاشم الحداد ومعنوياته وكل ما عند هذا السيد هو من السيد القاضي الطباطبائي.
أما قصة تعرّفه على السيد القاضي ففي أحد الأيام يرى المرحوم السيد هاشم الحداد في طريقه السيد القاضي جالسا في أحد المقاهي، ولم يكن يعرفه بل رأى سيداً متوسط العمر جالسا بعمّته السوداء في المقهى. فتقدم نحوه قائلاً: "سيدي لماذا انت جالس هنا؟" فأجابه السيد القاضي: "جئت لأشرب شاياً، ففي بعض الأحيان عندما أذهب الى الحرم للزيارة، ينتابني الضعف ويتشتت فكري عن العبادة فآتي إلى هنا لأشرب فنجانا من الشاي، فأرتاح." فقال له السيد الحداد: "كلامي هو لماذا تجلس في المقهى؟ انا لاشأن لي بشربك للشاي." فقال له السيد القاضي متغاضياً: "في الحرم لا يقدموا لنا شاياً. جئت إلى هنا لأشرب الشاي. أتعلم، عندما كنا في طريق كربلاء من تبريز. كان مدير القافلة يهتم بالبغال أكثر من اهتمامه بنّا وكان يعطيها الأكل عند التوقف قبلنا وكان يقول لنا عند التوقف للاستراحة: اذهبوا وسأوافيكم بالطعام تباعا ثم يذهب ليطعم البغال، وكان يقول: هذه البهائم لا طاقة لها على الانتظار فهي التي تتجشّم حملنا فلابد من إطعامها أولا ثم يبدأ بتقديم طعامنا، ثم أضاف السيد القاضي قائلاً:"معدتنا بمثابة المركب لنا.


يتبع إن شاء الله...


[1].هذه المحاضرة ضمن مجموعة من المحاضرات ألقيت على ربوة نور الشهداء في شمال طهران وهي منطقة دفن فيها مجموعة من الشهداء مجهولي الهوية قد استشهدوا في الحرب المفروضة على الجمهورية الاسلامية.

الرحيق المختوم
09-11-2013, 04:57 PM
أنا آتي الى هنا لأعطيها فنجانا من الشاي حتى تسمح لي بالعبادة" أردف السيد الحداد قائلا مرة أخرى: "سيدي كلامي هو لماذا تجلس في المقهى؟ وأنت في الجواب تقص عليّ قصة شرب الشاي". وأخيرا يقول له السيد الحداد: "أرجوك ان لا تأتي الى هنا مرة أخرى وأنا سأتكلف بإحضار الشاي لك ما احتجت إليه، ولا أريد سوى أن أعرف أية ساعة من اليوم تحتاج فيها إلى الشاي." فيجيب السيد القاضي: "حسنا شرب الشاي صار بعهدتك." وبعد ذلك يبدأ السيد الحداد بتقديم الشاي للسيد القاضي في الأوقات المتعاقبة وكانت بركة هذا اللقاء وتقديم الشاي سببا لتحوّل هذا الحداد البسيط إلى عارف عظيم باسم السيد هاشم الحداد.
نحن في بعض الاحيان نود الحصول على قوة ذهنية أكثر توقدّا، وفي البعض الآخر نود الحصول على صفاء باطن أكثر نورانية، بيد أنه يلزم العلم بأن هذه الامور لاتأتي بالبقاء في المنزل والقيام من مكان والجلوس في مكان آخر.
نحن في تسلقنا هذا تنشرح صدورنا ونتمتع بمشاعر و عواطف أفضل، ثم اذا قرأنا دعاء العهد مثلا سيُضفي هذا الدعاء نورانية خاصة لهذه الرياضه. وهذه من المصادفات اللطيفة التي لا تتفق دائمآ.


ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت


نحن الآن في نهاية شهر صفر وعلى أعتاب مصائب الرسول الاكرم محمد (ص). ولعل أحد أسباب نحوسة صفر هو أن النبي محمد (ص) قد توفي فيه. لذلك تشتد الارض على أهلها فيه. ويشتد الزمان على أهله فيه. إذ قد حلت فيه مثل هذه المصيبة العظمى. كانت محبوبية النبي محمد (ص) بحد تجعل أهل البيت (ع) يفدونه بأرواحهم. فكلّ عزائنا ومصابنا وبكائنا على الإمام الحسين (ع) لأنه سبط رسول الله (ص) والسالك مسلكه. فالإمام الحسين (ع) حصيلة تربية الرسول الاكرم (ص) وحتى عظمة الامام علي بن أبي طالب (ع) ومن يكون حساب الناس يوم القيامة على يديه لم تكن إلا بتربية ورعاية النبي الأكرم. فعدم بكائنا على رسول الله (ص) بمقدار بكائنا على الأمام الحسين (ع) بسبب أن محبة الرسول الاكرم (ص) والشغف به أصعب بكثير من محبة الامام الحسين (ع). فبسهولة يمكننا حب الامام الحسين والشغف به، لأن المصائب التي تجرعها الإمام الحسين (ع) فتحت طريقه إلى قلوبنا فنفذ فيها بكل بساطة. فمن كان حزنه على الامام الحسين (ع) في محرم بالشكل المطلوب وبدأ بالمقدمة 10 ايام للوصول إلى يوم عاشوراء، ثم بعد ذلك بقي على لباس الحزن وحالته 40 يوما حتى الوصول للأربعين، عندها سيتأهل للدخول في العشرة الاخيرة من صفر وهي أيام مصائب النبي محمد (ص). مصيبة رسول الله (ص) عظيمة جدّا ونحن أساسا نجعل عزاء محرم وأوائل صفر مقدمة لنهايته. فالآلام والرزايا التي تجرعها النبي محمد (ص) تفوق ما تحمله الامام الحسين (ع). فإحدى هذه الآلام اتي تجرعها أبو عبد الله الحسين (ع) هي عندما جلس الشمر اللعين على صدره ليحتزّ رأسه فقال له الإمام الحسين (ع): أتعلم من أنا؟ قال له اللعين: نعم، أنت ابن رسول الله (ص). أنت ابن فاطمة الزهراء (س) أعلم أن قاتلك لا جزاء له الّا النار... قال كل ذلك لكي يُسكت ابا عبد الله". فتبسّم الإمام الحسين (ع) عنىما علم بأن لا غبار على هذه الحقيقة. فآخر وضعية للإمام الحسين (ع) كانت طبع الإبتسامه على فمه المبارك ثم استسلم للشهادة. فقد تحمل الإمام الحسين (ع) المصائب في أوج الشفافية والوضوح. بيد أن رسول الاكرم (ص) قد تحمل كثيرا من المصائب لكنها كانت في أوج الإبهام والغموض. فلم يكن بإمكانه فضح المنافقين الذين كانوا يحيطونه فضلا عن جهادهم والوقوف أمامهم. نقل عن النبي (ص) أنه قال: "ما اُوذي أحد بمثل ما اُوذيت." و في رواية أخرى: "ما اُوذي نبيّ بمثل ما اُوذيت." ففي الحقيقه إن رسول الله (ص) أعظم مظلوم في التاريخ. لكننا نترك الكلام عن مظلوميته حفظا لكرامته. فالأذايا والرزايا التي تحملها في شعب أبي طالب أدّت إلى فقدان أعز انسان عنده و هي زوجته خديجة. سُكبت عليه أحشاء الإبل، رُميت جبهته المباركة بالحجارة وقد سحب يوما أحد الاشخاص عباءته المباركة من على كتفه فتركت على رقبته خطا أحمر، و هذه و أمثالها كلها كانت مصائب إبتدائية. أما المصائب العظيمة التي لم يكن بإمكانه إظهارها فهي ما كان يتجرعه من المنافقين في المدينة.


الرسول في كل زمان حيّا وبأعلى مراتب الحياة


ليس للزمان مفهوم عند رسول الله. بعض الخطباء يقول عند قراءته للمصيبة: لله درّ رسول الله (ص) لقد رحل عن الدنيا ولم يشاهد هذه المصيبة بعينه. ولم يعلموا بأن رسول الله حتى في موته يتمتع بأعلى مراتب الحياة. ماذا يعني هذا الكلام؟ إفترضوا أن أبا عبد الله الحسين (ع) يقتل أمام عيني النبي (ص). يقال بأن النبي (ص) لم يكن يرى الإمام الحسين (ع) إلا وتجفّ الابتسامة على شفتيه وتمتلئ عيناه بالدموع. ليس للزمان معنى عند رسول الله. فقد رأى كل شيء بعينيه. تصوروا نحن الان مسرورون ولاعلم لنا بما سيحدث في المستقبل من رزايا وبلايا. بيد أن كل ماجرى على الامام الحسين (ع) كان أمام عين رسول الله (ص). فكان يُخبَر ويُخبِّر. فالآلام التي تجرعها النبي (ص) أكثر حتى من الآلام التي تجرعتها الزهراء (س).


يتبع إن شاء الله ...

الرحيق المختوم
11-11-2013, 01:45 PM
فقد كان النبي محمد (ص) يسمع أنين الزهراء في أزقة المدينة. فكم صعب على الأب هذا الامر خصوصا لو كان مثل رسول الله وبعطفه وحنانه. يروى أن الناس كانوا يصطفون خلف رسول الله للصلاة، وقد كان من عادة الناس آنذاك أن يوسعوا المجال للوارد ليصلي معهم إن أمكن ذلك. لكنهم كانوا أنفسهم يرصّون أكتافهم عند دخول الامام علي (ع) وأمام مرأى من رسول الله (ص) لكي لا يسمحوا له بالصلاة بينهم. فكان يقول لهم: تفعلون هذا أمامي، فماذا ستفعلون بعدي؟
نحن دائما نقول: كلما ازداد إيمان الشخص ازداد بلاؤه. فعلى هذا لايوجد في الكون أكثر مظلومية من النبي (ص) حتى الإمام علي (ع) والإمام الحسين (ع). نعم قد كانت مظلوميته بحيث لايمكن الإفصاح عنها حفظا للحرمات. كلما كانت هذه الآلام خفية أكثر كانت أكثر إيلاما وثقلا. كانت خطبة الغدير مليئة بالشكوى، كالخطبة الشقشقية لأمير المؤمنين (ع).


الجميع، سمع صوت الاسطوانة الحنّانة


النبي الاكرم (ص) كان أكثر مظلومية من غيره وفي نفس الوقت كان عزيزا عند الآخرين أكثر من غيره. فقد احبّه وشغف به كل من استطاع ان يُزيح بعض الحجب عن قلبه وعندئذ يمكنه تصور مصيبة وفاته وفقده (ص). أضرب لكم مثلا عن قصة الأسطوانة الحنّانة. كان النبي (ص) عندما يخطب في الناس في المدينة يتكئ على اسطوانة وبقي على هذا الحال برهة من الزمن حتى ارتأى الأصحاب أن يضعوا له كرسيّا أو منبرا من الخشب ليجلس عليه حتى لا يلتجأ إلى الوقوف أثناء الخطبة. وفي اليوم الذي اراد فيه رسول الله (ص) أن يجلس على هذا المنبر وعندما مرّ على الأسطوانة أنّت وحنّت. والعجيب أن الجميع سمع صوت أنينها وحنينها على رغم أنهم لم يكونوا يتمتعوا بالعين والاذن البرزخيتين اللتين يبصر بهما الانسان ويسمع مالا يبصره ويسمعه الإنسان العادي، فقالو: هل إن الأسطوانة تبكي؟ فقال النبي (ص): أجل، تبكي لأني منذ اليوم فصاعدا لم أعد اتكئ عليها.
حنين الاسطوانة، يلفتنا الى أنّ محبة النبي لها آثار عظيمة حتى على الخشب والصخر. فكيف بقلوبنا التي هي أرق من الصخر والخشب بكثير. حسبنا أن تُرفع بعض الحجب من على قلوبنا وسنرى ما تفعل محبة النبي (ص) بنا وما لها من أثر. بيد أن النبي (ص) وبقلبه الرقيق عندما سمع صوت أنين الأسطوانة وحنينها، قال: ايها المؤمنون لكم في الجنة ملائكة يبنون لكم منازلكم فيها. وهؤلاء مع البيوت يبكون الآن تحرقا وشوقا لكم حتى تلحقوا بهم، وبكاؤهم على فراقكم أكثر وأشد بكثير من بكاء هذه الأسطوانة على فراقي.


لم يبق مع النبي إلا فرد واحد وهو هادي البشريه ومصلحها


قال الإمام الحسين (ع) ليلة العاشر من محرم لأصحابه:"... ألا وإني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا في حلّ ليس عليكم مني ذمام وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا وليأخذ كل واحد منكم بيد رجل من أهل بيتي وتفرقوا في سواد هذا الليل وذروني وهؤلاء القوم فإنهم لا يريدون غيري ..." وهذا الكلام كان موجّها للجميع حتى للعباس وإخوته. لكنهم ثبتوا ولم يتركوا مكانهم وبقوا ليصنعوا هذه الملحمة التاريخية العظيمة. في المقابل تأتينا أنباء عن بعض من يعتبر نفسه مثقفا ويعدّ نفسه في عداد علماء الدين فقد كتب في إحدى الصحف:"بأن النبي قد كذب عندما نسب القرآن لله . وإلا فهو كلامه ونسبه لله تعالى." وقد قال في مكان آخر: عندما جعل الإمام الحسين (ع) أصحابه في حلّ من بيعته وقال لهم اذهبوا واحفظوا أرواحكم كان على الجميع أن يذهبوا ويتركوه وحيدا!!!
يا لها من أنانية، قد تصل الأنانية بالإنسان حدّا يعمى معها حتى عن رؤية جمال فداء أنصار الإمام الحسين (ع). هؤلاء ثبتوا وجاهدوا في ركاب أبي عبد الله (ع) وصنعوا هذه الأسطورة الرائعة التي خلّدتهم إلى الأبد.
لقد حدث نفس هذا الأمر لرسول الله (ص). فقد فرّ كل أنصاره في غزوة أحد حتى أدى به الامر إلى أن يلجأ إلى صدع ولم يبق معه إلا شخصين لا غير، أحدهم علي بن ابي طالب (ع) وشخص آخر هنا قال النبي لهذا الشخص إذهب لو أردت الذهاب واحفظ حياتك فأجال هذا الصحابي الجليل بصره بين غربة النبي (ص) وشجاعة علي (ع) ثم صمّم على البقاء مدافعا عن رسول الله (ص). لقد ساهم رسول الله (ص) في بناء البشرية لكنّه لم يبق معه إلا شخص واحد.


لا تبك أمام الأعداء


الأيام الاخيرة من صفر مقارنه لدخول زينب الكبرى -س- إلى المدينة. عندما دخل السبايا ضج اهل المدينة بالبكاء والعويل لكنهم بدل المواساة قالوا لزينب:" كل هذا كان بسبب الإمام الحسين (ع). فهو الذي جرّ كلّ هذا البلاء علينا." فهل تنتظرون من السيدة الزينب أن تبكي براحة بعد هذا. فلم يسمع أحد صوت بكاء الحوراء زينب، لأن الحسين قال لها "لا تبك أمام الأعداء" فقد حرمت الحوراء زينب من البكاء حتى في المدينة. كان الحسين (ع) يمثّل كل وجود زينب فكيف يمكنها تحمل سماع الكلام السيء عنه. لذلك فهي لم تبكِ ولم تطق الحياة بعده إلا سنة واحدة وفارقت الحياة قيل أنها كانت كالمدهوشة تجلس في مكان واحد شاخصة ببصرها لمكان معين، لا تبكي ولا تكلم أحدا إلى أن ماتت كمدا.

am-jana
14-11-2013, 12:52 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
أحسنت وعظم الله لك الاجر